نحن في الثلث الأخير من شهر رمضان، حيث بدأت ملامح الدراما الكثيرة في الوضوح، وبالطبع لم ننجح فيما خططنا له قبل بدء ماراثون الدراما.. لم ننجح في مشاهدة كل ما رتبنا لمشاهدته.. ولكننا ـ على أقل تقدير ـ نجحنا في متابعة الأفضل، من وجهة نظرنا..!!

قنوات أوربت/ شوتايم، أتاحت لمشتركيها مشاهدة أكثر من عشرة مسلسلات من أبرز دراما هذا العام.. (زهرة وأزواجها الخمسة.. العار.. حكايات بنعيشها.. عايزة أتجوز.. بالشمع الأحمر.. قصة حب.. أهل كايرو.. الجماعة.. أزمة سكر.. سقوط الخلافة.. أبو خليل القباني).. وبالطبع اخترنا بعضها للمشاهدة، تبدأ مع (أهل كايرو) في الواحدة والنصف ظهراً، بعد العودة من العمل مباشرة..!!

أهل كايرو:

نجح صناع هذا العمل أن يشد إليه الأنظار، ليس فقط من خلال الأداء المتمكن لممثليه (خالد الصاوي، رانيا يوسف، كندة علوش)، وإنما لهذا التحقيق البوليسي والاجتماعي المثير والمليء بالشخصيات والتفاصيل المهمة والعميقة.. حيث نجح العمل في تقديم دراما سلسة وبسيطة، ولكنها عميقة ومحفزة لمن يتابعها..!!

لأول مرة أشاهد رانيا يوسف في دور مهم، نجحت فيه تماماً، وقدمت انفعالات تتناسب مع الشخصية والحدث، كذلك يقدم خالد الصاوي دوراً مرسوماً بعناية، وكأننا نرى لأول مرة ضابط حقيقي على الشاشة، انفعالات وردود فعل عقلانية ومنطقية من خلال شخصية من لحم ودم، وليست فقط مكتوبة على الورق.. أما الممثلة السورية كندة علوش، فهي تعد مكسباً للدراما مع ذلك الأداء التلقائي المتمكن..!!

شيء مهم لابد من التأكيد عليه، وهو أن حلقات (أهل كايرو)، تعد مفاجأة سعيدة لعشاق الدراما التلفزيونية، وعلامة مميزة من علامات دراما رمضان هذا العام..!!

كابتن عفت:

بعد نجاح تجربتها العام الماضي، في تقديم مسلسلات الـ 15 حلقة، ها هي ليلى علوي تواصل المشوار، وتقدم حكايتين من حكاياتها الجميلة.. وبذلك يكون لها السبق في تدشين أسلوب الـ 15 حلقة، حيث البعد عن التمطيط، وإعطاء الموضوع حقه في تحديد عدد الحلقات.. مما شجع آخرين، وأولهم إلهام شاهين هذا العام، في عملين منفصلين (امرأة في ورطة ـ نعم مازلت آنسة)، مدة كل منهما 15 حلقة.

أقنعتنا ليلى علوي كثيراً في الجزء الأول من حكاياتها الجميلة (كابتن عفت)، لتقدم فيه دور الأم التي تتحمل مسؤولية رعاية أولادها، وسعيها لإثبات ذاتها ومكانتها في المجتمع.. وذلك من خلال دراما سلسة وغير مفبركة، أحداث منطقية تتلاحق لتحقق المطلوب بعناية وحذر.. شخصيات واقعية من الحارة الشعبية، تتناسب وتلك الأحداث المتلاحقة.. فريق عمل وعناصر فنية منسجمة تماماً، قدمت أفضل ما لديها في عمل درامي أخاذ، ومشوق..!!

(كابتن عفت).. حكاية زاخرة بالكثير من القضايا الاجتماعية والنفسية والرومانسية.. قضايا مثل البحث عن الذات، والبطالة المتفشية، وغيرها من أمور الحياة البسيطة والمهمة.. كما تميز العمل بتقديم صورة متمكنة تقنياً ذات كادرات تصوير أخاذة وثرية بصرياً، ساهمت في تألق العمل وصناعه..!!