جديد حداد

 
 
 
 

مشهد سينمائي..

لورانس العرب.. لين

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

قصة الضابط البريطاني غريب الأطوار تي اي لورنس (بيتر اوتول) تمتلئ بوهج ذهبي رومانسي في ملحمة ديفيد لين الكاسحة Lawernce of Arabia  (1962). بدأ الشاب لورنس الذي كان في التاسعة والعشرين من عمره عمله في مراكز القيادة البريطانية في القاهرة في العام 1917، بحيث عمل في وظيفة رئيس كتيبة، ولكنه كان ساخطاً على عمله وغير مكترث به فقد كان يريد أن يقوم بمغامرات في الصحراء.

تم إرسال لورنس المتفاني في عمله والمطلع ولكنه غير منضبط في مهمة خاصة يتم فيها نقله إلى الجزيرة العربية (بالنسبة للناس العاديين تعتبر هذه المنطقة فرن ملتهب وحارق)، ولاعتقاده إن الأمر سيكون ممتعاً فقد حدد مستقبله بينما كان يحدق في عود ثقاب وهو يحترق – حيث كان ذلك منظراً مبهجاً بالنسبة له. عندما أطفأ عود الثقاب المشتعل وبدلا من أن يلقي به قام بإزالة الجزء المحترق منه بأصابعه ليوحي ذلك بعدم اكتراثه بحرارته، بعدها تصبح الشاشة مغمورة بوهج كبير لشمس الجزيرة العربية الحارقة ذات اللون البرتقالي المحمر، والتي نراها في البداية كشظية من ضوء ساطع ثم تبدأ في الظهور على الأفق اللامتناهي للصحراء المغطاة بالرمال الذهبية – موقع مهمته الجديدة.

في لقطة أخرى مهمة في الفيلم نرى لورنس وهو واقف على قمة أحد الكثبان الرملية في احد أفضل مشاهد الفيلم – يدفع بمكبس ليفجر الديناميت الموضوع على سكة حديد قطار تركي. يصرخ لورنس برجاله ليتوقفوا ثم ينهض في ثوبه الأبيض ويجري إلى مقدمة الخط الأمامي، ويطلق الأضواء ليلفت انتباه رجاله ويصيح بهم "توقفوا"، وبعدها يقود الاعتداء الصحراوي الدموي أسفل تل الرمال بيد ساحقة قائلاً "تعالوا أيها الرجال"، وبسلب الرجال القطار بحثاً عن الأموال. يخطو لورنس خطوات واسعة على قمة القطار المحطم فيُطلق عليه النار في أعلى ذراعه الأيمن من قبل ضابط تركي مجروح، يطلق عليه النار ثم يقع على الأرض. يواجه لورنس الرجل التركي ويراقبه بينما يقوم الأخير بإفراغ مسدسه باضطراب فيه. بعد أن ينجز الرجل مهمته، نرى لورنس في مقدمة أتباعه الذين يعبدونه، ذراعه تمتلئ بالدماء، وهو يتسلق نازلاً من سطح القطار مرتدياً خفيه وثوبه الطويل، يسير مبتهجاً بالنصر كإله أمام صفوف من العرب الذين يهتفون له بحماس، ونرى ظل ضخم لهذا الشخص المغرور الجذاب ونرى رجاله يتبعون هذا الظل، ويتم تصوير لورنس بحيث تكون صورته مقابلة للشمس الساطعة – ويداه معقوفتان.

 

هنا البحرين في

20.01.2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)