جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حرب تشارلي ويلسون:

لم تنتهي هنا..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

يبدأ فيلم (حرب تشارلي ويلسون) في سرده لبعض الحقائق بشكل ساخر، مجسداً ذلك التناقض الكوميدي الذي يؤدي لمأساة حقيقية.. فالسيناريو طريف في سرده الدرامي المحبوك بعناية.. مستعرضاً شخصية تشارلي بكل تناقضاتها الإيجابية والسلبية.. والمخرج المخضرم مايك نيكولز يعجبه هذا السيناريو، فنراه يترك نفسه له ولطرافته ولقدرات الممثلين في صنع دراما تهاجم الأخلاقيات والسياسات الأمريكية.. ويحاول المخرج بذلك أن يصنع فيلماً كلاسيكياً، على طريقة هوليوود المعروفة.. فنظام النجوم يدعمه (هانكس وروبرتس وسايمور)، والبطولة الفردية موجودة في شخصية تشارلي، أما النهاية السعيدة فتتجسد في انتصار المجاهدين الأفغان على احتلال السوفيت.. هذا عدا أساليب السياسة وما يدور خلفها من ألاعيب ومهادنات، كلها تدل على أننا نشاهد فيلماً تقليدياً، نجح المخرج في جمع كل هذه العناصر، ولكنه لم ينجح في أن يصنع فيلماً مهماً واستثنائياً، هذا لأنه اعتمد على سيناريو تقليدي لا يقدم أي مفاجآت تذكر.. فالكل يعرف ماذا سيحصل للأفغان، حيث تدور أحداث هذا الفيلم.

تكمن قوة السيناريو ورسالته (الذي كتبه إيرون سوركين)، في الخلاصة الدرامية التي أعلنها في نهاية الفيلم.. عندما قال بأن الحرب لم تنتهي هنا، أي مع نهاية الصراع المسلح.. إنما هي تبدأ هناك حيث الحياة الصعبة التي يعانيها الإنسان الأفغاني، في ظل سيطرة المجاهدين على مجريات الأمور هناك.. وأن الامتناع عن بناء مدرسة لتوعية هذا الإنسان وتحسين وضعه، سيكلف الولايات المتحدة الأمريكية الكثير.. الكثير من الإرهاب والإرهاب المضاد.. وأن عدم الاستماع لنصيحة تشارلي ويلسون، كان بمثابة التأسيس لهجمات سبتمبر، التي كانت قدر أمريكا المحتوم.

ومع تقديم هذه النصيحة المهمة.. ينتهي الفيلم الذي بذل فيه الممثل توم هانكس مجهوداً مضاعفاً لينتشل الفيلم من الفشل التجاري.. فنراه يقدم الكثير من قدراته لتجسيد شخصية تشارلي ويلسون، بكل تناقضاتها.. وينجح في ذلك أيضاً، ولو أنه قدم أدواراً أكثر قوة في سابق أفلامه.. جوليا روبرتس لم يكن أداؤها إضافة فنية لتاريخها.. ولكن الموهوب فيليب سايمور هوفمان، هو الذي استحق الثناء أكثر، في دور متميز.. بل إنه يسرق أنظار المتلقي من الآخرين ساعة ظهوره على الشاشة.. دوره هذا جدير بأن يرشح عنه لأوسكار أفضل ممثل مساعد.. التي خطفها منه الأسباني خافير فاردام عن دوره في فيلم (لا وطن للمسنين)..!!

 

هنا البحرين في

07.05.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)