جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

من هو المخرج..؟!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

من المعروف قطعياً.. بأن ما يميز الفيلم السينمائي عن الدراما التليفزيونية.. هو الصورة المتاحة للمتلقي.. أي الكادر السينمائي وما يحويه من تفاصيل وحيثيات، تزيد من أهميته أو بالعكس..!!

ومن خلال متابعتي للكثير من التجارب الفيلمية للعاملين بالصورة السينمائية في دول الخليج العربي.. لاحظت ذلك الإهمال للكادر السينمائي وتكوينه.. أقصد كادر الصورة.. حيث الاهتمام يتمركز بما يقوله الفيلم من حكاية.. وتفاصيل درامية.. هي بالتأكيد ضرورية.. إنما مع اكتمال حيز الصورة سيزيد من قدرة الفيلم وإمكانياته للتوصيل.. فالصورة التي تقول ولا تفسر، هي المطلوبة دوماً.. لهذا تزداد أهمية التكامل والانسجام في تكوينات الكادر.. وهذا بالطبع من اختصاص المخرج السينمائي الذي لابد أن يعطي رؤية في مدى فاعلية اختياراته لمكونات حيز الصورة وما يشكله من تأثير على ما يقوله الفيلم..!!

هنا يبرز لنا تساؤل هام.. من هو المخرج.. أو بالأحرى من الذي يستحق أن يطلق عليه لقب مخرج..؟! هل هو من قام بانجاز أي عمل سينمائي أو تليفزيوني..؟! أو هو من قام بالتفكير في كيفية التصوير وتقديم رؤية معينة لما يحتويه حيز الكادر، ومن قام بإدارة طاقمه الفني من فنانين وفنيين..؟!

فمع التطور الهائل الذي وصلت إليه تكنولوجيا الصورة.. يمكن لأي شخص أن يصور فيلم من خلال كاميرا الموبايل الخاص به.. هل يمكننا اعتباره مخرج لمجرد أنه صور فيلماً مدته دقيقة أو دقيقتان..؟!

الناقد السينمائي محمد رضا.. يضع تصوراً منطقياً لمواصفات المخرج.. إذا توفرت لأي شخص، فيمكننا تعريفه بأنه مخرج سينمائي..!!

يقول رضا: (...نحن في عصر يُطلق الأوصاف لإرضاء كل الراغبين في لمعة ولو سريعة. لديك جهاز هاتف نقال فيه كاميرا. يقع حادث أمامك. تصوّره، تجد نفسك قد أصبحت ليس مصوّراً فقط بل مخرج أيضاً...).

ويتابع: (...أن يعتبر المرء نفسه مخرجاً لمجرّد أنه حقق أول فيلم. نعم - تقنياً - هو مخرج، لكن عملياً ما يصنع المرء مخرجاً هو أكثر من استخدام فيديو كاميرا...).

هذه بعض المواصفات: (...أن يكون متابعاً للأفلام الجيّدة قديمة وحديثة... أن يكون ملمّاً بالمدارس والاتجاهات... أن يطالع يومياً ما يحدث في عالم السينما... أن تشغله حالات يريد التعبير عنها وتشغله أكثر الكيفية الفنية التي سيعبّر بها عن تلك الحالات... أن يكون عنيداً ومحقّاً ولا يكف عن طرح الأسئلة..... وبالطبع أن يلم بكل التقنيات والجوانب الفنية الأخرى وله آراء أعلى وأهم من مجرد: (أفضل هذا على ذاك)... يجب أن يكون لديك سبب لهذا التفضيل... أخيراً، يجب أن يكون لديك سبب أهم من مجرد سرد قصّة (إذا كان الفيلم روائياً).. يجب أن يتم تأمين البعد والرسالة... التواضع وعدم تمييع الهدف من وراء العمل السينما يبقيان عاملين أساسيين: الأول سيجعلك قادراً على التعلّم بسرعة أكبر والثاني يجعلك -إذا اتبعته- بعيداً عن تحقيق ذلك الهدف أساساً...).

يبقى أن تؤكد على ما طرحه الناقد السينمائي محمد رضا.. حيث إنها بالطبع وجهة نظر هامة ورؤية واعية استقاها من خبرة طويلة في متابعة ونقد الأفلام خلال الثلاثين عاما الماضية.. منذ أن بدأ الكتابة في النقد السينمائي.

 

هنا البحرين في

02.01.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)