جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الغزو.. بين الخير والشر

( 2 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

قصة فيلم (الغزو ـ 2007)، التي كتبها جون فيني، أصبحت من كلاسيكيات أدب الخيال العلمي، حيث قدمت الرواية ثلاث مرات قبل الآن.. فبعد نشر الرواية الأصلية بعام واحد فقط، أي في 1956.. تحولت إلى السينما على يد المخرج دون سيغال بعنوانها الأصلي وهو (غزو ناهشي الجسد).. ثم قدمها المخرج فل كوفمان عام 1978، مرة أخرى.. وفي عام 1993، جاء الإقتباس الثالث على يد أبل فيريرا تحت عنوان (غزاة الجسد).

فيلم (الغزو) لبنت كيدمان، أخرجه الألماني أولير هيرشبيغل، وهو الذي لاقى فيلمه الأول (السقوط)، شهرة عالمية، وصل مداها إلى هوليوود.. ذاك الفيلم الذي تحدث عن الأيام الأخيرة من حياة الزعيم الألمان أدولف هتلر.. وقدم فيه هذا الزعيم التاريخي الاستثنائي على نحو يختلف فيه تماماً عما فعله غالبية المخرجين حين تعرضوا لسيرته..!!

عموماً.. هذه الشهرة العالمية للمخرج الألماني من خلال فيلمه الأول، أوصلته إلى هوليوود، من خلال المنتج الأمريكي جوول سيلر، عندما تقابلا في مهرجان برلين السينمائي عام 2005.. حيث عرض عليه مشروعان، اختار أحدهما وهو (الغزو)..!!

إلا أن الشركة الأمريكية المنتجة للفيلم (وورنر)، لم يعجبها ما كان يفعله المخرج الألماني أثناء تصوير هذا الفيلم، لذا انتظروا حتى ينتهي من التصوير، وبعدها استبعد عن الفيلم تماماً، وتم الاستعانة بمخرجي سلسلة فيلم (ماتريكس)، أندي ولاري ووشوسكي، ثم بالمخرج جيمس ماكتيغ لإعادة كتابة بعض الفصول وإعادة تصوير العديد من المشاهد.. إضافة إلى رفع ميزانية الفيلم من 50 إلى 80 مليون دولار..!!

وبالرغم من كل هذا، فلم تكن الشركة المنتجة راضية عن العمل، بعد وصوله لمراحل إنتاجه النهائية.. لذا رأت تأجيل عرضه عاماً كاملاً، والاستعداد بشكل أفضل للإعلان والدعاية له على النحو الهوليوودي..!!

أعتقد.. بأن الشركة المنتجة بخبرتها الطويلة في هذا المجال، كانت تشعر بمدى ضعف الفيلم، لذلك نراها قد عملت المستحيل لإنقاذه.. إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.. حيث لم ينجح الفيلم في شباك التذاكر، ولم ينافس تلك الأفلام الشبابية التي عرضت هذا الصيف.. لم يجني سوى ستة ملايين في أسبوعه الأول.. بينما فيلم (سوبرباد) الكوميدي، الذي لا يحمل أي قيمة في مضمونه سوى أنه فيلم للمراهقين، قد حقق 31 مليون (وهي ميزانية الفيلم الإجمالية) في أيام عرضه الثلاثة الأولى..!!

فيلم (الغزو).. يعد تراجعاً للوراء بالنسبة لمشوار النجمة نيكول كيدمان.. كما أنه لا يتناسب ومستوى فيلم المخرج الألماني الأول (السقوط).. الفيلم الجديد لكل منهما هو بمثابة رؤية ناقصة لأشياء كثيرة، أراد الفيلم الحديث عنها، ولكنه أخفق في الوصول لهدف واضح من كل ما قاله.. مستسلماً لشروط السينما كتجارة على السينما كفن..!!

 

هنا البحرين في

26.12.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)