جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

إستسهال سينمائي..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في الأسبوع الماضي تحدثنا عن أهمية الإهتمام بالثقافة السينمائية للمشتغلين بالصورة السينمائية.. وكانت أولى الملاحظات يتعلق بافتقار غالبية هؤلاء للعمق الفكري والفني السينمائي.. نتيجة عدم اهتمام هؤلاء بالثقافة السينمائية.. والسعي لتطوير اهتمامهم بالقراءة والمشاهدة.. لدرجة أن الكثير منهم لا يعرف من هو بيرجمان أو أنتونيوني مثلاً..!!

هذا الأسبوع سنتحدث عن عنصر آخر مهم.. وهو ما لفت نظرنا ـ ثانيا ـ في غالبية تلك التجارب.. ألا وهو اتجاهها لذلك الهم الدرامي التقليدي.. وهذا بالطبع ناتج لتأثير الدراما التليفزيونية على المتفرج عندنا، وبالتالي على صناع هذه الأفلام. وهي خاصية ليست بالسلبية، بقدر ما هي مهمة صعبة على شباب ربما تكون هذه هي بدايتهم الأولى في خوض مجال السينما أو التليفزيون.. فالدراما لعبة فنية تحتاج إلى متخصص في اختزال فكرة معينة في زمن قياسي يحتاجه هذا الفيلم القصير الذي لا تتجاوز مدته النصف ساعة.

وحتى إذا قبلنا بما قدمته هذه الأفلام الروائية القصيرة من دراما.. فإننا لاحظنا بأن أغلب صناع هذه التجارب قدموا الدراما كما عهدوها في التليفزيون.. وهذا مسألة أوقعت الكثيرين منهم في السطحية وعدم التركيز.. باعتبار أن الدراما التليفزيونية تعتمد على ملء ساعات الإرسال التليفزيوني بالغث أو بالسمين من الدراما.. والفيلم لابد له من التركيز في اختزال فكرته والهروب بها من التطويل والمط.. وهو الشيء الذي لم تجسده أغلب التجارب التي شاهدناها.

مواضيع الفيلم التسجيلي متاحة للجميع.. أي موضوع يمكن أن تعمل منه فيلم سينمائي.. المهم الاهتمام بالصورة كموصل أساسي لفكرة الفيلم.. والتفكير في كيفية تلقي المتفرج لهذه الصورة.

شخصياً.. أحب أن أكرر مرة أخرى، وليست أخيرة.. بأنني لا أجد سبباً معيناً ومقنعاً لتلك اللامبالاة التي يحظى بها الفيلم التسجيلي لدى المشتغلين بالصورة السينمائية في البحرين والخليج العربي.. فالسينما في كل مكان بدأت تسجيلية وثائقية، فلماذا يصر المهتمون والمشتغلون بالصورة والسينما عندنا، على صنع السينما الروائية أولاً ؟! لابد لهؤلاء، أن يدركوا بأن الأفلام التسجيلية، هي في الأساس مرحلة هامة لعملية التجريب والتعلم على طريقة صنع الصورة الصحيحة ومعرفة إمكانياتها وقدرتها على التعبير، هذا إضافة إلى اكتساب الخبرة الفنية التي ينطلقون منها إلى أجواء فنية أرحب وأهم..!!

وهذا بالطبع لا يعني بأنني ضد التوجه إلى الفيلم الروائي.. بل نرى بأن التوجه للتسجيل في مثل هذه التجارب سيكون في مستطاع الكثيرين ممن يعشقون هذا الفن الساحر.. فالفيلم التسجيلي يعطي مساحة أكبر وفرصة أهم لهذه المواهب لإبراز إمكانيات دفينة قادرة على فعل المستحيل.. واهتمامهم بالدراما سيكون بالطبع على حساب مستوى الفيلم الفكري والفني بشكل عام.

 

هنا البحرين في

07.11.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)