جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

رحيل سامبين.. عبقري السينما

(1 ـ 2)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

يعد رحيل السنغالي عثمان سامبين، الشهر الماضي، خسارة لا تعوض.. باعتباره أحد أعمدة الثقافة الأفريقية وصانع السينما الأفريقية المعاصرة والأب الروحي لها..!! وهي مناسبة للتطرق لمشوار هذا الفنان الفذ، من خلال عرضنا لما كتبه الدكتور وجدي كامل صالح، في كتابه (سامبين.. بحث في سياق التطور الأدبي والسينمائي)، إصدار المجمع الثقافي بأبوظبي عام 2001.

في مستهل كتابه هذا، يقدم المؤلف مقولات عن سامبين، ويختار كلمة للمؤرخ العالمي جورج سادول: (...ستحتفظ ذاكرة السينما في أفريقيا السوداء لأزمنة طويلة بتلك المأثرة الكبرى التي استطاع تحقيقها عثمان سامبين في تاريخ السينما العالمية...).

ويؤكد المؤلف بأن هذا التقديم لا يهدف إلى التفخيم كغرض تجاه رجل كعثمان سامين ـ فأعمال هذا الروائي والسينمائي من الأهمية بمكان بحيث لا تنتظر وصفاً تفخيمياً من أي باحث أو ناقد، بقر ما هي عليه من فخامة بالفعل، فقيمة سامبين العميقة بالثقافة الأفريقية، تنهض وبنحو أساسي من صفة التطور والثراء التي اتصلت بسيرة إنتاجه الفني كما الحرفة العالية التي ارتبطت بذلك الإنتاج. فمؤلفاته الأدبية وأفلامه السينمائية تشير إلى موهبة فذة ومعالجات فنية لا تقف عند منح المرء تصوراً دقيقاً ملموساً عن حركة الإنتاج الثقافي والفني بأفريقيا السوداء فقط وإنما بكل دول العالم الثالث.

بعدها يبدأ المؤلف بسرد سيرة ذاتية ونضالية وإبداعية للعبقري الأفريقي.. متناولاً نشأته وهجرته إلى أوروبا، وعمله كحمال في مرسيليا، ومن ثم بداية الكتابة الإبداعية.. التي بدأها بالشعر والرسم والقصة، حتى ظهور رواياته (عامل الميناء الأسود ـ وطني شعبي الجميل ـ آلهة الأخشاب).. وهو (المؤلف) يقدم شرحاً لما تحمله مؤلفات سامين الأدبية من أفكار ومضامين.. مبرراً ذلك بقوله: (...ارتبطت السينما والأدب بإبداع سامبين بنحو يصعب فيه الفصل بينهما، فالتحليل النقدي الأدبي ليس بالهم المركزي لنا بهذا البحث بقدر ما كان سيبدو من غير المنطقي عبوره بصمت إلى الحقل السينمائي. ففي الأدب وعلى وجه الدقة أجرى عثمان سامبين أولى اختباراته، وتجاربه، وتحققاته في السرد والتعبير عن السلوكيات، والعلاقة بين الإنسان والتاريخ، الفرد والمجموع وكذلك أساليب تركيب الزمان والمكان...).

ويذكر المؤلف بأن في اللحظة التي ابتدأت بها العلاقة العملية بين سامبين والفن السينمائي، كانت إنتاجاته الأدبية في الرواية والقصة القصيرة قد حققت له من الانتشار والشهرة مما جعله يحتل موقعاً متقدماً ليس في تاريخ الأدب والثقافة بأفريقيا فحسب وإنما بالثقافة العالمية ككل.

 

هنا البحرين في

18.07.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)