جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

طريق آخر مفتون بالواقع..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

 خلاصة:

في حضرة "الطريق" تكون الأشياء ذات معنى ووزن في آن واحد، فمنذ اللحظة الأولى لكلمات هذه الدراسة، صرت أسير الطريق وأسير فيه، بدأت أرى أفلاما قديمة بصورة جديدة بفعل مفهوم "الطريق"، الذي كان جديدا ومباغتا بالنسبة لي.

أضفى "الطريق" بمفهومه السينمائي قيمة أدبية هائلة على كافة الأفلام التي تناولتها عبر الدراسة، لقد رأيت أبطال الأفلام يعبرون الطريق تلو الطريق، يذرعون السيناريو باتجاه رؤية المخرج الذي أثث طريقه بهم.

صار الطريق مسيطرا علي إلى درجة أن كلمة "طريق" تحولت إلى ثيمة رئيسية في الدراسة، اندمجت وأصبحت بمثابة الموسيقى التصويرية ـ إذا جاز التعبير ـ ليس لشيء سوى لفتنة المكتشفات ولحضور الطريق بشكل طاغ على مجريات الأفلام وطبيعة شخصياتها التي تم استعراضها.

حينما أصبحت تحت تأثير "سينما الطريق"، أو "الطريق" كمفهوم سينمائي، بدأت شراك الأفلام تحيط بي، فصار اختيار الأفلام للحديث عنها كنماذج لسينما الطريق في غاية الصعوبة، حتى وصل بي الطريق إلى أفلام "تيار السينما المصرية الجديدة"، التي اخترناها لتكون مثالاً، ولمعت أمامي أسماء مخرجي هذا التيار ومؤسسيه. اكتشفت وأنا ذاهب باتجاه أولائك المخرجين، أن غالبية أفلامهم قد تناولت الطريق بمفهومه السينمائي، واستطيع أن ازعم بان أهم أولائك المخرجين، هم محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبدالسيد.

صار – من وجهة نظري - من المتيسر على المتفرج أن يختار الطريق الذي يريد وهو أمام الشاشة الفضية، بل إنني استطيع أن ازعم أن مكمن الإبداع في صناعة السينما هي تلك الطرق الأجمل الموازية لطرق الحياة، كأننا أمام خلق.. كأننا أمام حياة مقترحة نتفادى فيها ما يصيبنا في الواقع، وأحيانا أخرى نمعن في تكرار ما يصيبنا في الحياة كنوع من أنواع الماسوشية التي ستبقى سرا تحفظها الطرق لنا.

الطريق إذن.. هو الطقس السينمائي الذي سيمارسه المخرجون كل حسب رؤيته، وهو في ذات الوقت نفس الطقس الذي سيمارسه المتفرج كلما تقطعت به طرق الحياة. 

دراسة مقدمة لتضاهرة "سينما الطريق"

في الدورة السادسة لمسابقة أفلام من الإمارات

 

هنا البحرين في

09.05.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)