البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
 
 
 
 
 

"حكاية بحرينية" فيلم بسّام الذوادي قيد الإنجاز

السينما ذاكرة والبحرين مرآة عصر غارب

نديم جرجوره

 
 
 
 

فيلم حكاية بحرينية

 
 
 
 
 
 
 

بعد مرور أقلّ من عامين على تحقيقه فيلمه الروائي الطويل الثاني بعنوان <زائر> (2004)، بدأ المخرج البحريني بسام الذوادي تصوير فيلمه الروائي الثالث <حكاية بحرينية> في السادس من نيسان الفائت، علماً أن الموعد المتوقّع لإنهاء التصوير حُدّد في نهاية أيار الجاري.

يتناول <حكاية بحرينية> تأثير هزيمة حرب الأيام الستة في العام 1967 على البحرين أولاً ودول الخليج العربي ثانياً، من خلال خط درامي يجمع ثلاث نساء (أم وابنتاها) وأشخاص آخرين <يُشكّلون جزءاً من المجتمع الذي كان يسعى إلى تحقيق ذاته>، كما قال بسام الذوادي في حوار أجراه معه علي الستراوي ونشرته الصحيفة البحرينية <الوطن> في الثاني عشر من نيسان الفائت. أضاف الذوادي أن <الشخصيات تسعى إلى كسر الحاجز الوحيد الذي يقف أمام الأم وابنتيها، وهو هنا الحب. ذلك أن الأم تعاني قسوة الأب العامل البسيط، الذي يعيش في عزلة عما يدور من حوله، وإحدى الابنتين تحب شاباً منخرطاً في العمل السياسي، لكنها لا تتمكّن من تحقيق حلمها بالزواج منه بسبب رفض الأب، فتحرّر نفسها بالتضحية بروحها. والابنة الثانية تحبّ شاباً مناضلاً أيضاً، دخل بيت الأسرة وهو مُصاب، لكنها، على عكس شقيقتها، تقرّر مصيرها على الرغم من معارضة الأب، وتتزوّج حبيبها، في تعبير رمزي عن التمرّد الاجتماعي والسياسي>.

بدأ تصوير الفيلم، الذي بلغت تكاليفه الأولى مليون دولار أميركي، في مدينة المحرق، وتمتد أحداثه الدرامية بين حرب الأيام الستة ووفاة جمال عبد الناصر. وهو يضمّ، إلى جانب شخصيات الأم وابنتيها والأب، شخصية يهودي بحريني يعيش صراعاً نفسياً بين انتمائه كمواطن بحريني ورغبته في الحفاظ على صداقاته، وانعكاسات الصراع السياسي عليه وعلى محيطه ونظرة الناس إليه. وشخصية الناصري الذي يعشق جمال عبد الناصر. هناك أيضاً العمّال في صراعهم من أجل حقوقهم العمالية وحياتهم الإنسانية البسيطة، التي تدفع بسلمان إلى مواجهة الموت في إحدى التظاهرات العمالية. أما حمد فهو نموذج العامل البسيط العاشق، الذي يخسر حبيبته بالتزامن وسقوط الأحلام كلّها. بين هؤلاء جميعهم، هناك صبي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يراقب قسوة المحيط الذي يتشظّى من حوله، ويظلّ في حيرة بين فهم هديل الحمام أو نحيب اليمام، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأحداث الفيلم من خلال سبر أعماق الشخصيات التي تحيط به.

من جهة أخرى، قال بسام الذوادي، في حوار أجراه معه محمد الحلواجي، ونشرته الصحيفة الإماراتية <الاتحاد> (أبو ظبي) في الأول من أيار الجاري، إن <السينما ذاكرة. اخترت هذه الفترة (بين حرب الأيام الستة ورحيل جمال عبد الناصر)، لأني عاصرتها وكوّنت فيها قناعاتي ورؤيتي في الحياة. لقد تفتّح وعيي في تلك المرحلة، إذ كنا نعيش في مجتمع متعدّد وملوّن ومتسامح. فعلى الرغم من وجود طوائف وأديان وأعراق مختلفة، لم تكن هناك أية مشكلات. إن رسالة الفيلم تطرح مسألة مفادها أن التسامح والوطنية الحقّة في تلك الفترة صنعت وطناً للجميع ليس فيه أي تصنيفات من أي نوع كان>. وفي حواره إلى الصحيفة البحرينية <الأيام> (30 نيسان الفائت)، قال الذوادي إنها المرّة الأولى في البحرين، التي يتناول فيها فيلمٌ ما الأوضاع السياسية المرتبطة بتلك الفترة في هذه المملكة، والمرّة الأولى التي يُسلّط فيها الضوء على أناس لم يتمّ التعرّض لهم سابقاً في الدراما البحرينية، والمرّة الأولى التي يُصار فيها إلى توثيق هذه الفترة أو تسجيلها، علماً أنها (أي هذه الفترة) <كانت عند أناس كثيرين مرحلة الارتباط الإنساني، ولم تكن الطائفية لعبت دورها في تحريك المجتمع، فكان انتماء الجميع إلى الوطن. لم يُطرح يومها سؤال الطائفية. من هنا، يتعرّض الفيلم للأوضاع السياسية العربية: النكسة، أيلول الأسود، وفاة عبد الناصر، الصراع العربي الإسرائيلي بمفهومه العام، وكيف أثّر هذا الصراع على شعوب الخليج عموماً، وعلى شعب البحرين بصورة خاصّة>. أضاف الذوادي في الحوار نفسه: <هذه هي معظم النقاط التي يرتكز عليها الفيلم. كل ذلك يدور من خلال قصص الحب التي شهدتها تلك الفترة>.

بخصوص قوله إن السينما ذاكرة، اعتبر بسام الذوادي أن المرء، عندما يحاول أن يتذكّر زمناً معيّناً، فإنه يعود إلى أفلام الفترة المطلوبة: <من خلال تحليل الأفلام وتفكيكها، يستطيع استرجاع ذلك الزمن، بأشخاصه وأداوته وقضاياه>، مضيفاً أنه من المهم للغاية <أن نحافظ على هذه الذاكرة حيّة في كل فترة>، ومشيراً إلى أنه ليس ضرورياً <أن أعاصر الفترة التاريخية التي أريد العودة إليها، كي أصنع فيلماً عنها. إن طُرق استرجاع الزمن في السينما لا تعتمد المشاهدة والمعاينة البصرية وحسب، بل هناك قراءة الكتب والوثائق مثلاً. هناك أيضاً الاسترجاع المنطقي والاسترجاع التخييلي. هناك أفلام صُنعت عن عصر صدر الإسلام وأخرى عن حرب طروادة والعصر اليوناني. لم يُعاصر أحدٌ من منجزي هذه الأفلام العصور التي عادوا إليها، لكنها صارت ذاكرة لما يُمكن أن يكون عليه ذاك العصر الذي تناولته>. ورأى أن أهمية الفترة التي تناولها في فيلمه الجديد، بالنسبة إليه، كامنة في أنه عاصرها بشكل أو بآخر: <رأيت معظم أحداث الفيلم، مما جعلني قريب منها، وأشعرني هذا بأني قادرٌ على التعبير عنها بشكل مختلف عمّن لم يعاصرها أو يعشها. على الرغم من ذلك، تبقى الذاكرة حقاً لكل شخص، سواء عاصر الفترة أم لا، ويبقى عليه أن يشتغل على تجسيدها وتثبيتها وترسيخها>.

السفير اللبنانية في 4 مايو 2006

 
 
 
 
 
 
 
 

«حكاية بحرينية» للذوادي.. فيلم يعاين حقبة التحولات فـي الخليج

عمان ـ ناجح حسن

ينتهي أواخر الشهر الجاري في العاصمة البحرينية المنامة تصوير أحدث أفلام المخرج البحريني بسام الذوادي المعنون   حكاية بحرينية   ثالث أعماله الروائية الطويلة بعد عمليه السابقين:   الحاجز   1990- الذي يعد أول فيلم بحريني طويل وفيلم- وزائر 2004 وكلا العملين جالا بالعديد في مهرجانات السينما العربية والدولية وحظيا باستحسان النقاد والكثير من الجدل. وقد شهدت الأسابيع الماضية مراحل تصوير الفيلم في أكثر من منطقة بالبحرين وعلى أطراف العاصمة لتتلاءم مع موضوعه الذي يعاين أحداث فترة قريبة من حياة المجتمع هناك تتناول تأثيرات وقع هزيمة حرب العام 1967 على المجتمع البحريني من ناحية والمجتمع الخليجي عموما، من خلال خط درامي يجمع ثلاث نساء أم وابنتيها إضافة إلى شخصيات أخرى يشكلون جزءا من نسيج المجتمع وفيه تسعى كل شخصية إلى تحقيق ذاتها من خلال كسر حواجز تقف كعوائق أمام انطلاقتهم في الحياة.

فالأم تعاني قسوة الأب العامل البسيط، الذي يعيش في عزلة عما يدور من حوله، وإحدى الابنتين تحب شابا منخرطا في العمل السياسي، لكنها لا تتمكن من تحقيق حلمها بالزواج منه بسبب رفض الأب وتسلطه، فتعمل على فك قيدها بالتضحية في نفسها ، وعلى خلاف شقيقتها هناك الابنة الثانية التي تقيم علاقة مع شاب فاعل في بالعمل السياسي ، كان قد دخل بيت العائلة وهو يعاني من جروح أصيب بها لحظة صدام مع الشرطة، فنجدها وقد اختارت مصيرها الشخصي باندفاع ذاتي بعيدا عن سلطة العائلة على الرغم من معارضة الأب، ولتتوج علاقتها بالشاب بالاقتران به في خطوة بدت أشبه ما يكون بالتمرد على المفاهيم الاجتماعية والسياسية الدارجة. ترصد أحداث الفيلم- التي اطلع المخرج الذوادي جريدة   الرأي   على بعض من مضامينه الدرامية لدى مشاركته في مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية- بالتوثيق والذاكرة الشخصية للفترة بين أعوام 1967 إلى العام 1971 جوانب من الحياة اليومية في حقبة مليئة بالأحداث الجسام ، وشخصيات هامشية تعيش صراعا نفسيا بين انتمائها لوطنها ، ورغبتها في الحفاظ على علاقاتها الإنسانية داخل بيئتها الاجتماعية في حمى الصراع السياسي ، ونظرة الناس العاديين تجاه تداعيات تلك الأحداث ، فهناك شريحة العمال في صراعهم من أجل حقوقهم العمالية وحياتهم الإنسانية البسيطة، التي تدفع بأحدهم إلى مواجهة الموت في إحدى التظاهرات. وهناك أيضا نموذج العامل البسيط العاشق، الذي يخسر حبيبته بالتزامن وسقوط الأحلام كلها.وبين هؤلاء جميعا، نعثر على فتى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يبدو وكأنه محور الأحداث التي تتحرك من حوله.. فهو يراقب قسوة البيئة التي ينحدر منها ويتساءل دوما في حيرة بين محاولة فهم الأحاسيس والمشاعر الكامنة في أعماق تلك الشخصيات ورؤيته الطافحة بالبراءة والتسامح.

فيلم    حكاية بحرينية   الذي يجيء في ضمن حالة حراك مشهودة في خريطة المشهد السينمائي لمنطقة الخليج العربي حيث أعلن في الفترة القريبة الماضية عن ميلاد أكثر من فيلم روائي طويل سواء في سلطنة عمان أو السعودية وأيضا في دولتي الكويت والامارات وسوى ذلك من مشاريع قيد الإنجاز في قطر.. بلغت ميزانيته الإنتاجية ما يقارب المليون دولار اميركي.

يحسب لسيناريو الفيلم اقتحامه الجريء لمناطق جديدة في التناول السينمائي عايشتها ذاكرة جيل المخرج الشاب بتلك الفترة في البحرين و هي من المرات النادرة التي يسلط فيها الضوء على أناس لم يتم التعرض لهم سابقا في الدراما البحرينية التي يجري فيها توثيق هذه الفترة و تسجيلها على نحو يرتبط بالبعد الإنساني.

يشار أن المخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي نال تعليمه السينمائي بين مصر والولايات المتحدة وهو يعمل حاليا في إدارة التلفزيون البحريني. وكان له دور مشهود على صعيد الثقافة السينمائية بالبحرين في تأسيس نادي البحرين للسينما بالمساهمة مع آخرين مثل: أمين صالح وحسن حداد وكاتب السيناريو فريد رمضان وسواهم كثير.

الرأي الأردنية في 16 مايو 2006

 
 
 
 
 
 
 
 

حكاية بحرينية:

حكاية المجتمع حين يحتضن أفراده

الوطن/ المحرر السينمائي

قارب المخرج البحريني بسام الذوادي من انتهاء تصوير مشاهد فيلمه الروائي الثالث حكاية بحرينية، وهو الفيلم الذي يحاكي المجتمع البحريني واربتاطه بالقضايا العربية الكبرى، وكيف كان يتعاطى مع التنوع العرقي في المجتمع في تلك الفترة، من خلال قصة تدور حول عائلة بحرينية يشكل فيها الصبي خليفة عين الأحداث التي ترى وتروي وتعجز عن احداث أي تغيرات فيه. أنه محايد بسبب صغر سنه، لا يستطيع ان يدافع عن أمه، ولا يستطع أن يحمي فاطمة من نفسها وهي التي تشارك المجتمع في بلورة مصيره والدفاع عن حقوقه، ولكنها داخلياً وضمن إطار المؤسسة الاجتماعية تكون خاضعة لسلطة الأب والزوج. وكذلك في شخصية حمد المناضل الذي يرى أحلامه الوطنية تتساقط بهزيمة عربية، واستشهاد صديقه سلمان، ثم في انتحار حبيبته. هذا المناضل الذي يجد نفسه عاجزاً عن احداث التغير الذي كان يحلم به هو وأبناء ديرته. أما سلطان صديق حمد وسلمان، فهو الوحيد الذي يميل للريح ليستطيع ان يواصل المسيرة وإن تخلى عن دوره الوطني، ووجد في إنقاذ حب منيرة ومحمود جهاد آخر في وجه المجتمع الذي رفض هذه العلاقة العاطفية أيضا بسبب الانتماء الطائفي.

 

مبارك خميس: قراءة للحراك الاجتماعي البحريني

في موقع التصوير التقينا مع الفنان مبارك خميس والذي يؤدي دور عبدالله خميس عامل في شركة نفط البحرين(بابكو)، رجل أمي، قمعي، حاد الطباع، سريع الغضب، ينفذ كل ما يريد ويفرض أوامره بالقوة، ان يشكل نسخ المجتمع الذكوري المسيطر في فترة بدأت فيه المرأة بالتحرر من قيود المجتمع. يقول عن دوره:

إنها المرة الأولى التي اشتغل فيها سينما، وأرى التجربة جديدة، والتعامل فيها مع الكاميرا السينمائية والتي وجدت انه تختلف عن الكاميرا التلفزيونية.

الفيلم يستعرض البحرين بين عام 1967 وحتى 1970  وهي مرحلة حساسة على مستوى العالم  العربي  الذي كان زاخراً بالمد القومي  وحكاية الفيلم تدور حول أسرة بحرينية تعيش خلال هذه الفترة وكل شخصية تعاني من أزمتها الخاصة  ومن هذه الشخصيات شخصية عبدالله الذي لا يعنيه من هذا الحراك القومي والوطني سوى كسب لقمة العيش،  وليس لديه تطلعات سياسية . انه نتاج مرحلة قاسية أميّ لا يعرف القراءة أو الكتابة. لكنه يسعى للحفاظ على كيانه كأب وكيان الأسرة.  ومن ثم فإن علاقته محصورة بمحيطه الأسري الصغير. وهناك شخصيات أخرى وطنية تكافح في وجه الاستعمار البريطاني .

ويضيف '' الفكرة جيدة و تنبع اهميتها  طرحها في السينما من خلال قدرتها  على كشف حراك المجتمع البحريني في هذه الفترة المهمة من تاريخه. .

وحول تجربته مع المخرج بسام الذوادي قال الفنان مبارك خميس: انها المرة الأولى التي اعمل فيها معه ولكنها تجربة مممتعة لما لديه من خبرة في الإخراج، ونحن كممثلين نستفيد منه، وأعتقد ان التعامل معه سهل جداً ،  وهو كمخرج متواضع، يأخذ ويعطي في الحوار، ويطلب منا اداء مقنعاً، بحرية تامة نجتهد نحن في الوصول لها، لنقدم تجربة تليق بمستوى البحرين.

 

فاطمة عبدالرحيم: فاطمة محور الانهيار العربي والمحلي في الفيلم

ومع الفنانة فاطمة عبدالرحيم والتي تجسد دور فاطمة بنت الأب تحب حمد، ولكنها لا تملك قرار الاختيار، يتم تزويجها من أبن عمها يعقوب بالقوة، تعلن رفضها بالعودة إلى بيت أبيها، وحين يتم إعادتها إلى بيت ابن عمها بالقوة تقرر الانتحار. إنها امرأة متمردة على وضعها، فقد كانت تشارك في المظاهرات، ولكنها هنا، في إطار المؤسسة الزوجية لا تستطيع مواجهة واقعها القمعي. حول دورها في الفيلم قالت فاطمة:

كان واضحاً ان الشخصية كعلامة خاصة في الفيلم، فمشهد انتحارها يبللور السقوط الكبير، أو احتراق البلد والأمة العربية، تنتحر فتبدأ المصائب حيث الهزيمة العربية، واستشهاد سلمان. انها كانت تشكل رمز الخير والأمل الذي ينزرع في قلب منيرة أختها الأصغر التي تحول هذا الفشل إلى انتصار بإصرارها بالهروب مع من تحب دون الوقوع فيما وقعت فيه فاطمة، ان منيرة هنا تشكل بصيص الأمل للشعب البحريني في بناء أحلامه من جديد.

فنياً، كانت التجربة الأولى مع المخرج بسام الذوادي في فليم (زائر) تختلف عن هذه التجربة، لاختلاف الأجهزة الفنية، هناك كان العمل على كاميرا ديجتال هنا العمل على كاميرا 35  وهندسة صوت وفني كاميرا من الهند والصوت من امريكا، إضافة إلى فريق خاص لتنفيذ الخدع. في (زائر) كانت التجربة جديدة علي فكنت خائفة، ولقد تعلمت منها الكثير، ووجدت هنا في (حكاية البحرينية) سلاسة في التعامل مع الكاميرا السينمائية. واتمنى من الجمهور البحريني ان يثق بالسينما البحرينية التي تحاول ان تؤسس لها حضوراً في المشهد الثقافي البحريني ويحتاج لدعم كبير من قطاعات الدولة العامة والخاصة ودور الصحافة والإعلام مهم في تكريس هذا الخطاب الإنساني العظيم الذي يحفظ للمجتمعات ذاكرتها الخصبة. واعتقد بأننا قادرون على وضع اسم البحرين في المهرجانات السينمائية.

 

أحمد عقلان: وطني يدرك المعطيات السياسية

يجسد الفنان الشاب أحمد عقلان في ثاني تجربة سينمائية له مع المخرج بسام الذوادي شخصية سلطان فتى مثقف، مواقفه مناقضة لمواقف أبيه وأخيه يعقوب وعمه عبداللة. رغم ذلك يظل عاجزاً عن منع فاطمة من إحراق نفسها، ولكنه أخيراً يساعد منيرة على الهرب مع من تحب، خاصة بعد أن يخسر صديقيه الحميمين سلمان وحمد الذي كان يعشق فاطمة. انه عاطل عن العمل بعد إقالته من شركة نفط البحرين (بابكو). حول التجربة يقول أحمد عقلان:

لقد استطعت ان أستوعب شخصية سلطان المناضل المثقف الذي يستطيع ان يخلق توازنات نفسية حسب تصاعد الأمور، ويتعاطى معها بحكمة وبدون تهور، فهو مهتم لمحيطه وللتطورات السياسية التي كانت تحدث، ويدرك متى عليه ان يشارك أو ان ينسحب، وكيف يتماسك ويحافظ على كيانه وكيانات الآخرين الذين حوله، وإن كان قد خسر فاطمة ثم حمد ، رغم ذلك يظل يحدوه الأمل في الجيل الجديد الطالع الذي يجسده محمود ومنيرة فيقف مع حبهما ويساعدهما على الهروب ليحققا ما عجز عن تحقيقه الغير.

 

نزار جواد: اعتبر التجربة ورشة عملية في صناعة الفيلم:

أما  أحد مساعدي المخرج وهو نزار جواد والذي كان متحمساً للتجربة كثيراً فقد قال للوطن: ارى ان فيلم (حكاية بحرينية) مثل ورشة عملية لفهم صناعة الفلم السينمائي ولأننا في البحرين لا نملك سينما أو معاهد لدراسة السينما، وكل الذي عملناه هو أفلام قصيرة باجتهادات شخصية، فأننا كمساعدين للمخرج نجد أن هذه التحربة فرصة لا تتكرر في تعلم الكثير من اسرار صناعة السينما، وأعتقد أن الفيلم يكرس لفهم الذاكرة البحرينية من خلال الصراع السياسي والاجتماعي وتطوره على مدى الفترة الماضية، وان الديمقراطية التي يدعمها الملك تسمح لنا بتقديم مثل هذه القراءة لفهم تطور المجتمع.

الوطن البحرينية في 3 مايو 2006

 
 
 
 
 
 
 
 

البدايـــة الفنيـــــة .. ولادة مختلفـــــة

الوقت - عبدالله سويد:

البداية عادة ما تكون صعبة في بعض الأمور والبداية في الفن عادة ما تعطي لصاحبها شهادة ميلاد جديدة فإما أن يتقبله الجمهور بها وينتظره في كل مرة، أو أن يمر مروراً عادياً ولا يترك في مخيلة المشاهد أي تأثير. من خلال (كلاكيت اول مرة) ندون في «الوقت» مواليد جدد في مجالات الفنون المتعددة.

حسن الماجد من الشباب الجدد يقف للمرة الأولى خلف كاميرات التصوير السينمائي ليصور فيلماً سينمائياً مع المخرج بسام الذوادي (حكاية بحرينية):

·      المسرح كان المحطة الأولى وقد قدمت أعمالاً متميزة فيه، والآن أنت تشارك وللمرة الأولى في فيلم (حكاية بحرينية) حدثنا عن تجربتك السينمائية الأولى.

- في البداية هذه التجربة جيدة جداً وجديدة علينا نحن كفنانين بحرينيين، وأنا أعتبر نفسي من المحظوظين لمنحي هذه الفرصة في هذا الفيلم لإظهار بعض من طاقاتي على الرغم من أن التجربة جديدة علي، وبلا شك هي فرصة ذهبية.

·      ما الفرق الذي لمسته بين العمل في السينما والعمل في الدراما التلفزيونية؟

- في المسلسل العمل مريح أكثر ففي المسلسل يعتمد المخرج غالباً على التقطيعات وأخذ المشهد أكثر من مرة ومن عدة زوايا أما في السينما فغالباً ما يصور المشهد دفعة واحدة وهناك التزام في بعض الأمور التي ليست صعبة ولكن جديدة عليّ، ولكن والحمد لله استطعت أن أتأقلم مع هذه التغيرات.

·      ما هو دورك في هذا الفيلم؟

- أقوم في هذا الفيلم بتأدية شخصية (محمود) الشاب البحريني في السبعينيات، شاب سياسي طموح يسعى لحياة أفضل، والذي كان يُعتقد في ذلك الوقت أن الثوري أو الذي يتعاطى مع السياسة ويريد حياة أفضل للبلد بأنه ضد الحكومة، وقد أحب محمود فتاة وتقدم لها أكثر من مرة وجوبه بالرفض من أهلها لعلاقته بالسياسة، فيضطر في النهاية إلى أخذ (منيرة) حبيبته والسفر معها للحياة في الخارج.

·      كيف ترى تعاملك الأول مع المخرج بسام الذوادي؟

- يعتبر الذوادي من أكثر المخرجين الذين يساعدون الممثل كثيراً خصوصاً وأن العمل السينمائي جديد علينا، إذ أن استفساراتنا تكون كثيرة غالبا ولكننا نجد الصدر الرحب من خلاله وهو على استعداد دائماً لتوضيح بعض المسائل التي لا نفهمها فهو لا يهتم بالجانب الفني على حساب الممثل بل يعطي الممثل حقه أيضاً وفي النهاية هو مخرج محترف ويتعامل كمحترف.

·      بالحديث عن المحترفين، معكم طاقم معظمه من المحترفين من الهند، فكيف وجدت التعامل معهم؟

- كانت هناك بعض العراقيل من ناحية اللغة ( لبعض الأشخاص) في البداية، ولكن كونهم محترفين في عملهم فهذا بلا شك أفادنا كثيراً سواءً أنا أم غيري، فعملهم (نظيف وواضح) كل ما عليك هو أن تعي الطريقة التي يعملون بها وتسير على هذه الطريقة، وأنا أتمنى من شبابنا الذين يعملون مع المخرج بسام الذوادي، احمد الفردان، عبد الله رشدان ونزار أن يستغلوا هذه الفرصة، فرصة وجود هذا الطاقم المحترف للاستفادة منهم قدر المستطاع ليكون لدينا في المستقبل (فريق عمل) بحريني يعمل في السينما من مصورين ومهندسي صوت وإضاءة.

·      وما هي آخر أعمالك ؟

-انتهيت مؤخراً من تقديم دوري في مسرحية (الجلف) ضمن مهرجان مسرح أوال الثاني، وكانت تجربة ممتعة، ودوري في المسرحية كان جديدا علي، وهو دور العامل الهندي في المنزل (بابو) وهي شخصية خفيفة دم.

وبهذه المناسبة أتمنى أن لا تتوقف مهرجانات مسرح أوال فبعد مشاركتي في المهرجانين الأول والثاني، واللذين نجحا، كما أرى، في إرساء الدعائم لمهرجان سنوي بحريني، نتمنى أن لا تتوقف عجلته عن الدوران.

الوطن البحرينية في 26 مايو 2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004