البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
 
 
 
 
 

اتحاد أدباء الإمارات يكرم الذوادي ورمضان

كتب: سوسن دهنيم

 
 
 
 

فيلم حكاية بحرينية

 
 
 
 
 
 

بدعوة من اتحاد أدباء وكتاب الإمارات فرع رأس الخيمة، أقام كل من المخرج السينمائي بسام الذوادي والكاتب السيناريست فريد رمضان، ندوتين حول تجربتهما في فيلم حكاية بحرينية الأسبوع الماضي، تحدث الذوادي في الندوة الأولى عن بداياته مع السينما ودراسته لهذا التخصص النادر، حتى وصوله إلى مرحلة الشروع في إخراج أول فيلم روائي بحريني، وهو فيلم ''الحاجز'' والذي كتبه أمين صالح وشارك في كتابته الشاعر علي الشرقاوي، ثم الشروع في فيلمه الثاني ''زائر'' والذي شارك في كتابة السيناريو مع الكاتب فريد رمضان، ثم وصوله إلى إخراج فيلم ''حكاية بحرينية''، كما تحدث رمضان حول بداياته الأدبية في كتابة القصة القصيرة والنص، ثم تحوله إلى كتابة السرد الروائي ضمن مشروع يبحث في الهوية البحرينية، حيث أصدر ضمن هذا المشروع رواية ''التنور'' وتبعها برواية ''البرزخ'' وأخيراً رواية ''السوافح''.

الأمسية الثانية والتي تم تخصيصها للحديث عن تجربة صناعة فيلم ''حكاية بحرينية''، استعرضا فيها آلية العمل السينمائي منذ كتابة العمل في العام 1997م، إلى لحظة تأسيس شركة البحرين للإنتاج السينمائي والتي يرأس مجلس إدارتها السيد أكرم مكناس، حيث تبنت إنتاج الفيلم الذي بدأ المخرج بسام الذوادي بتصويره في 4إبريل 2006م. وفي نهاية الندوة تفضل مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتاب الإمارات بتكريم المخرج والكاتب، كما قدمت مجموعة ''انعكاس'' الفنية التي تضم مجموعة من كتاب السيناريو والفنانيين والمخرجين الإماراتيين الشباب، دروع تكريمية للمبدعيين البحرينيين، معتبرين هذا الفيلم من أهم التجارب الخليجية من بعد التجربة الكويتية الأولى ''بس يا بحر'' .

الجدير بالذكر أنه تم عرض افتتاح '' حكاية بحرينية'' في البحرين برعاية كريمة من معالي الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء. وشارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان دبي الدولي للأفلام، حيث شارك في المسابقة الرسمية، كما كان فيلم الافتتاح في مهرجان ''أفلام من الإمارات'' في أبوظبي، ومن المتوقع أن يشارك الفيلم هذا الشهر في مسابقة مهرجان روتردام للأفلام العربية بهولندا، إضافة إلى مشاركات قادمة في كل من مهرجان دلهي السينمائي، ونانت الفرنسي، والجزائر الدولي، ومهرجان المالديف الدولي، ومهرجان هاواي الدولي. والفيلم من بطولة الفنانة مريم زيمان، مبارك خميس، جمعان الرويعي، وفاطمة عبدالرحيم ونخبة من فناني البحرين.

وعن هذا التكريم قال الذوادي لـ ''الوطن'': كان التكريم جميلاً خصوصاً وأنه لم يكن شيئاً متوقعاً أبداً إذ أن سبب توجهنا للاتحاد كان من أجل تقديم ندوة تطبيقية عن تجربة حكاية بحرينية إثر دعوة وُجِهت لنا من الاتحاد، لكن هذا الكرم والإحتفاء الجميل بنا لم يكن ببعيد عن اتحاد كتاب الإمارات بسبب العلاقة التي تجمعنا معهم منذ سنوات عديدة من خلال متابعة الأنشطة التي يقيمها الاتحاد أو من خلال متابعتهم لنشاطنا في مجال السينما، وعندما ذهبنا للاتحاد لم نشعر أبداً بالغربة بل كنا وكأننا في أسرة الأدباء والكتاب البحرينية.

وأضاف الذوادي: أما تكريم مجموعة ''انعكاس'' تلك المجموعة التي تعد من أهم المجموعات السينمائية الصادقة في توجهاتها والتي تعي هم السينما فقد كان الآخر غير متوقعاً، رغم الصلة الوطيدة التي تجمعني بها منذ تأسيسها إذ كنا في تواصل دائم عبر الندوات والجلسات الودية التي أقمناها معاً طوال سنوات عديدة، وللعلم فإن أفلام هذه المجموعة وصلت عن طريق مهرجان أفلام الإمارات إلى الوطن العربي وأوروبا وآسيا وذلك بفضل اجتهادهم في تقديم الأعمال الجادة، هؤلاء هم أبنائي وأخواني سأواصل دعمهم وتقديم كل ما يحتاجون إليه في مجال السينما.

أما عن عدم التكريم في البحرين ولو برسالة شكر فقد قال الذوادي: أنا هنا في بيتي، والمرء لا يحتاج إلى التكريم في بيته بل يهمه تكريم جيرانه واحتفائهم به وبصراحة لم أفكر أبداً في تكريم البحرين لي ولم تخطر هذه الفكرة على بالي بالمرة.

أما الكاتب فريد رمضان فقد قال: تشكل هذه التجربة التفاتة جميلة جدًا خصوصاً وإنها تشعرك بوجود من يشعر بوجودك وبحفرك في مناطق جديدة في الإبداع العربي وتؤكد أن هناك من يقدر المحاولات التي تسعى من خلالها لتحقيق صناعة سينمائية، أما التكريم الأهم الذي حظينا به فهو حجم الحب الذي احتوانا به أعضاء الاتحاد، هذا الحب الذي كان يكفي بحد ذاته عن أي تكريم مادي آخر لأنه كان نابعاً من منطلق حميم وصادق في المبادرة وليس من أجل برستيج للاتحاد، لقد كان التكريم نابعاً من حب حقيقي لما تم تقديمه من خلال هذه التجربة البحرينية.

وعن تكريم مجموعة انعكاس قال رمضان: إن مجموعة انعكاس هي مجموعة من أعضاء الإتحاد أيضاً، وهي مجموعة منشغلة بالهم السينمائي ومهتمة بتصوير وإخراج الأفلام القصيرة وقد شاركت في مهرجان الصواري للأفلام الأخير بفيلم قصير بعنوان ''حارسة الماء'' كما أنهم شاركوا بنفس الفيلم في مهرجان روتردام هذه المجموعة تسعى للوصول لمرحلة تحقيق فيلم روائي طويل، وجاء تكريمهم لنا من منطلق أن هذا الفيلم دافع لاستمرار أحلامهم التي يسعون لتطويرها في الفيلم الروائي الطويل، كما أعتقد أنه مبادرة أولى من أجل تعاون مشترك يتيح تقديم المساعدة لهم إما من جانب الإخراج عن طريق الأخ بسام الذوادي الذي بدأ مشواره معهم من خلال نصائحه المستمرة لهم، أو من خلال إشراك بعض الأعضاء في الأفلام البحرينية التي نصنعها.

وأضاف: لقد  كانت هذه الزيارة فرصة لاكتشاف هذه المجموعة ولاكتشاف مناطق وجماليات المكان في رأس الخيمة التي أتاحت لنا أماكن كنا نبحث عنها في تجاربنا السابقة أو حتى في المشروع القادم الذي نفكر فيه أنا والذوادي، المنطقة لازالت بكراً تحتوي على ملامح للبيت البحريني القديم الملاصق للبحر والذي يسهل علينا التصوير في التجارب القادمة ويعفينا من البحث عن أماكن هنا في البحرين بسبب صعوبة الحصول على مناطق مشابهة لما نحلم به بعد أن عبثت الأيدي بجمالية المناطق التراثية البحرينية.

وختم رمضان حديثه قائلاً: الجميل أن مجموعة انعكاس هي مجموعة مهتمة بالسينما وتم إحتوائها من قبل الاتحاد مما يؤكد على كون أهمية حضن الاتحادات الأدبية لجميع الفنون المسرحية والسينمائية وهذا الذي لا نجده هنا في البحرين من خلال أسرة الأدباء والكتاب التي كانت تحتضن مشاريع مسرح الصواري سابقاً.

وبهذا فإن الدول المجاورة لازالت مهتمة بالمبدع البحريني على اختلاف توجهاته، في حين أن هؤلاء المبدعين لا يحظون بالتكريم في بلادهم إلا فيما ندر، ألا يدعو هذا الأمر للألم بقدر ما يفرحنا اهتمام الدول الأخرى بمبدعينا؟

الوطن البحرينية في 13يونيو 2007

 
 
 
 
 
 
 

عابر..

أين الإنتاج السينمائي؟

سوسن دهنيم

ما يزال المخرج البحريني الجادّ بسام الذوادي يحاول جاهداً أن يتمسك بحلمه في صناعة أفلام بحرينية تتّسم بالجدّية وطرح القضايا المهمة التي من شأنها أن ترتفع بمستوى المنتج السينمائي المطروح، فمنذ فيلمه الأول الحاجز الذي كتبه المبدع أمين صالح، الذي أخرجه عام 1990 مروراً بزائر ووصولاً إلى حكاية بحرينية اللتين كتبهما فريد رمضان وهو يصر على التعامل مع كتّاب يقدمون الجميل الراقي، الذي يتناسب مع طموحه، وهاهو يصرح بكثير من الألم في ندوة قدّمها في مهرجان الصواري للأفلام القصيرة بعدم وجود المنتجين الكافين الذين يتناسبون وطموحه في استمرار صناعة السينما البحرينية، وما زاد من الألم، عدم توفر المنتج الجاد الذي يسعى لإنتاج فيلم بحريني مميز يخلو من السّمة العامة التي تتميز بها الأفلام العربية الجديدة، التي لا تمتلك حتى الحكاية الواضحة الهادفة التي لا تسعى لشيء سوى مواكبة موضة الأفلام (الخفيفة) التي من شأنها إما أن تضحك الجمهور أو أن تضيع وقتهم في قصص لا بداية لها ولا نهاية بل وأحيانا لا متن لها!!

إن عدم وجود منتِج سينمائي يتبنى هذه الطاقات البحرينية الجادة التي لا تقبل إلا بالعمل الراقي، يجعلنا في مأزق حقيقي، فإما أن تتوقف هذه الطاقات عن العطاء لحين وجوده، أو أن تقوم بالموافقة على أي عمل من أجل استمرارية عملها الذي تحب، وهذا ما أعتقد أنه مخرجاً طموحاً، مصراً على استمرار عمله كالذوادي سيقوم به، ولكن من الذي سيحفظ لون هذا المخرج وصورته أمام من عرفه بهذا اللون أو ذاك؟ وهو الذي يصرّ على وجود لون واضح للشباب ممن ينتجون الأفلام القصيرة ليعرفوا هدفهم ويطوروا من عطائهم ومنتجهم؟

وهنا لا بد أن أشيد بدور شركة البحرين للإنتاج السينمائي التي أخذت على عاتقها مسألة إنتاج أفلام سينمائية بحرينية رغبة منها في إنشاء وتطوير هذه الصناعة لما وجدته من أهمية واسعة لها، شركة بحرينية تأسست برأسمال بحريني أهلي يتكون من عدد من المساهمين وأعتقد أنها لم تغطِ تكاليف إنتاج فيلمها الأول: حكاية بحرينية حتى الآن..!!

ألا تستحق شركة كهذه أن تُدعم من قبل الجهات الرسمية، كما حدث في مصر عندما أسس ''طلعت حرب'' استوديو مصر كشركة متفرعة من بنك مصر، ودعمه القطاع العام، فازدهر الفيلم المصري، وأنتج أفلاماً مهمة وخالدة حتى اليوم. فلم لا تدخل جهات رسمية كانت من تكون شريكاً مناصفةً في تكاليف أي فيلم ما دمنا ما نزال نؤسس لصناعة سينمائية بحرينية، فتتحمل معها خسارة البداية لأي مشروع، إلى أن تتوج جميع جهودها بالنجاح مع مرور الوقت، خصوصاً ونحن بلاد تصدر كوادرها التمثيلية للمشاركة في الخارج؟

 ولِمَ لا تقوم وزارة الإعلام أو تلفزيون البحرين بتبني فيلم بحريني واحد كل سنتين على الأقل لأي من المخرجين ممن يريدون العمل حسب لجنة توضع لهذا الغرض تقوم بتقييم النص وأداء المخرج الإبداعي ودراسة الفكرة بجميع أطرافها وأبعادها؟

لِمَ لا تسن جائزة في الإخراج السينمائي وأخرى في التأليف - والتي تكلمت عنها في مقال سابق الأسبوع الماضي - وإن لم تتوفر النتاجات السينمائية التي تدعو للتنافس وهو الحاصل الآن على الأقل، لِمَ لا يُكَرَّم المخرج السينمائي الوحيد الذي يصنع فيلماً واحداً بعد أعوام عدة تزيد عن الثلاثة أعوام، وذلك بتوفير قيمة الفيلم الثاني على الأقل ليواصل عمله، كي يكون هذا دافعاً بمرور الوقت لغيره من المخرجين، خصوصاً وأنه الآن المخرج السينمائي الوحيد تقريباً، إلى أن تتوفر مقومات وجود مسابقة في الإخراج السينمائي؟ علماً بأن هذا المخرج اختير محكماً في جائزة الدولة في مجال الإبداع السينمائي في دولة الكويت مدة أربعة أعوام!!

لِمَ لا تزال الدولة توفر المسابقات لوجهات إبداعية دون الأخرى وبغض النظر عن تحفظنا على كون المبالغ المرصودة الآن لكل جائزة لا تزال دون المعمول به في الدول المجاورة على الأقل؟

ألم يئن الأوان لأن يحصل كل مبدع بحريني على حقه في التكريم على نتاجه الإبداعي من قِبَل المسؤولين في بلاده كما تفعل الدول الأخرى التي تحتضنه بكل حب؟

الوطن البحرينية في 13يونيو 2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004