ضربة معلم

إنتاج عام 1987

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 2 مايو 1990

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

نور الشريف + ليلى علوي + كمال الشناوي + شريف منير + سميرة محسن + محمد الدفراوي

تأليف: بشير الديك ـ تصوير: محسن نصر ـ موسيقى: محمد هلال ـ مونتاج: سلوى بكير ـ إنتاج: أكرم النجار

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 

ضربة معلم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

يحكي فيلم (ضربة معلم) عن جريمة قتل يرتكبها شاب (شريف منير) إنتقاماً للشرف، ويفر هارباً من القانون.. القانون المتمثل في ضابط الشرطة (نور الشريف) والمسئول الشريف (صلاح قابيل). يعود والد الشاب المليونير (كمال الشناوي) من الخارج، بعد معرفته بالحادث، فيسعى جاهداً تخليص إبنه من حبل المشنقة، وهو على إستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل إنقاذ إبنه الوحيد.

ويبدأ الصراع في الفيلم بين حماة القانون والمسئولين عن تحقيق العدالة من جهة، وبين حماة الفساد والمتحايلين على القانون لإنقاذ القاتل من العقاب من جهة أخرى. ويستمر هذا الصراع بين الطرفين (الشرطة من جهة، والأب المليونير وأعوانه من جهة ثانية) بكل أشكاله.. بدءاً من المطاردات البوليسية وحتى إجراء المفاوضات بين الطرفين لتسليم القاتل بشروط تضمن حصوله على البراءة.

الفيلم يندرج ضمن سلسلة أفلام الحركة المصرية، ذات الطابع البوليسي.. هذا الطابع الذي يسيطر على معظم أفلام هذه النوعية، والتي تعتمد على لعبة (عسكر وحرامية) الساذجة. صحيح بأن بعض هذه الأفلام تأخذ على عاتقها معالجة بعض القضايا الإجتماعية والإنسانية، إلا أن الغالب فيها هو جو المطاردات والقتل. ولأن المخرج عاطف الطيب والسيناريست بشير الديك ينتميان لجيل السينمائيين الشباب الجادين، ويتخذان من الواقعية الجديدة في السينما المصرية أسلوباً لهما، فقد حاولا البحث في الأصول الإجتماعية والسياسية لهذا الصراع الدائر بين شخصيات فيلمهما هذا. كما حاولا تعريف المتفرج بالخلفية التاريخية والإجتماعية لأطراف الصراع، وبالتالي تعريفه على تلك الظروف العامة والخاصة التي تصنع مناخاً فاسداً يساعد على إنتشار الجريمة، ويجعل من المقاومة لأجل تطبيق القانون نوعاً من المغامرة المحفوفة بالمخاطر، ذلك لأن حماة الفساد أكثر وأقوى من حماة القانون.

هذه هي الفكرة العامة التي قدمها الفيلم، وهي بالطبع فكرة إيجابية ، إلا أن النوايا الحسنة لوحدها لا تصنع فناً. فالسيناريو في فيلم (ضربة معلم) لم يوفق كثيراً بالدخول في أعماق شخصياته ودراسة إنفعالاتها وتحليلها نفسياً وإجتماعياً، لذلك بدت ردود فعل بعض الشخصيات وتصرفاتها ساذجة وغير مقنعة. ولولا عنصري التشويق والحركة، الذي حاول الفيلم الإحتفاظ بهما حتى النهاية، ولولا أن المخرج قد جسد ذلك بشكل ملفت ومقنع، لسقط الفيلم في الكثير من السطحية، وتبين بشكل جلي ذلك الضعف في شخصيات الفيلم. هذا إضافة الى الأداء الجيد من نور الشريف وكمال الشناوي ـ بحكم قدراتهما وخبرتهما الطويلة في التمثيل ـ واللذان ساهما الى حد كبير في إنتشال الفيلم من السقوط.

إن (ضربة معلم) فيلم عادي المستوى، رغم محاولته طرح أفكار جديدة، مثل إيحاءاته بأن سفر رب الأسرة للعمل في الخارج وجريه وراء الثروة يقفان وراء كل هذا التفكك الأسري وضياع العائلة. فأحداث الفيلم وجو المطاردات قد أضاعت هذا المعنى ومعاني أخرى كثيرة أهم. لقد حاول الثلاثي (عاطف الطيب ـ بشير الديك ـ نور الشريف)، تكرار نجاحهم السابق في فيلم (سواق الأتوبيس)، إلا أنهم لم يفلحوا حتى في مجاراة تجربتهم الأولى تلك.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004