«أنا النهار ده أشعر
باكتئاب... مصر فيها سواد، ولكنها مش ام السواد... كنت حروح للمطار فوراً».
هذا جزء
مما بدأ به الزميل عمرو اديب حلقته «القاهرة اليوم» الاسبوع
الماضي. شعرنا فوراً
بفضول لمعرفة اسباب اكتئابه. وسرعان ما تحول الى تشويق مع توالي فقرات
البرنامج،
الى ان كشف اديب عن موضوع مشكلته النفسية: انه فيلم «حين ميسرة» للمخرج
خالد يوسف:
«إزاي الفيلم ده مش للكبار فقط؟ فين الرقابة؟ حتى في اميركا ما
بيمرش فيلم زي
ده
من غير هذا التحذير. ده فيه اتنين ستات بالسرير، واحدة لابسة «بشكير»
(منشفة
صغيرة). هناك مبالغة في التعبير. ابني قلي انه راح السينما، قلت: يا خرابي،
وكأنه
راح الخمارة».
كانت العبارات تتزاحم على فم اديب، وكأن الكلام لا يلبي
انفعالاته. ثم اكمل «هناك اغتصاب، واحد ما يكفيش، ثلاثة
اغتصبوا سمية الخشاب (بطلة
الفيلم)، وحمل غير شرعي، والعيال خلفوا من بعض، وعنف، وأم بترمي ابنها،
والحشيش
طرقعوه كله، وإرهاب... حتى ان الجماعات الاسلامية خلّصوا على الأمن
المركزي، فرقة
بكاملها راحت. معقول؟ في قرية واحدة بيحصل فيها كل ده؟».
وتتسع عيناه دهشة وهو
ينقل العبارة التي ذيل بها المخرج فيلمه، وتفيد بأنه كان من المفروض ان
يعبر اكثر
من ذلك، لأن الواقع اسوأ.
ثم يقول كمن يبدي ندماً على مشاهدة الفيلم «قضيت
ساعتين من اسوأ ساعات حياتي»!
كل
هذا وأديب لا زال وحده ممتلكاً زمام الهواء.
الى ان دخل الاستديو المخرج يوسف، ومعه الفنانون: الخشاب، وفاء عامر،
وعمروسعد.
كان يوسف الذي تبلغ على الطريق ما قاله عمر عن الفيلم يفيض
انفعالاً وتوتراً.
وما ان
اعطي حق الرد حتى انفجر «تكلمت واحنا مش موجودين، نشرت عرض الفيلم، اسمح لي
ارد وما تقاطعنيش. انت عندك ازدواجية، طلّعت موبقات مصر في برنامجك وما حدش
اتهمك
بحاجة. هناك 15 مليون مواطن يعيشون في العشوائيات، بلا مأوى،
وبلا اكل وماء صالحة
للشرب. كل ده بخلّف امراض اجتماعية. الفيلم صرخة تحذير ضد القهر والفقر في
ظل بلد
نصف في المئة فقط من نسبة سكانه يملكون الثروات».
شعرنا من خلال هذه المداخلة
بأن ليوسف منطق سيتغلب به على محاوره، الى انها كانت على ما يبدو كل ما
يملكه من
ذخيرة. وكمن يؤكد على وطنيته قال إن فيلمه ممول من منتج مصري،
فيما ان المحطة التي
يعمل فيها المحاور فضائية، ملمحاً الى الجهة السعودية التي تقف وراءها.
وفيما
نشارك اديب تحفظه على مشهد السحاق، خصوصاً في ظل ما قالته متصلة في الحلقة،
إن نصف
مشاهديه في عيد الاضحى كانوا من الاطفال، الا انه يمكن استخلاص عدة نقاط من
الحلقة:
اولا: غاص النقاش في التشنج والتوتر، ربما لأن اديب بدأ حملته على
الفيلم... قبل
وصول ضيفه!!. ما جعل الأخير يشعر بأنه
مستغاب ويُحكم بالاعدام على جهده فيما هو
غائب. ثانياً: ضرب اديب على الوتر الاخلاقي، من خلال استعظام مشهد «السحاق»
في
الفيلم ، من دون تصنيفه «للكبار فقط». وهو الوتر الذي استفز يوسف الذي رد
اولاً بأن
الفقر يحول انسانية الأنثى الى جسد ينتهك من قبل الرجال
والنساء، لكنه عاد ليؤكد
بقوله: «أنا عندي أخلاق، وكمان عندي بنت».
ـ استحضار يوسف في الحوار لشقيقي
اديب لاستفزازه، لم يؤد هدفه نظراً لبرودة ردات فعل المقدم، ما زاد من توتر
الضيف.
وذلك حين استشهد بفيلم «عمارة يعقوبيان» الذي انتجته الشركة الخاصة بالزميل
عماد
الدين اديب (والذي فيه شخصية محورية لمثلي جنسي)، فأجاب اديب باستخفاف «هو
انا
عامله»؟ ثم لانتقاده الزميل عادل اديب لدعوته في مقال صحافي الى مراقبة
السيناريوهات بما يجافي حرية التعبير. فرد اديب «مشكلتك مع اخوي».
ـ لفت نظر
المشاهد ـ من خلال ما سبق ـ الى امكانية تأثر موقف اديب بالشعور بالمنافسة،
نظراً
لوجود شركة عائلية منتجة للافلام.
ـ وقوع الفنانتين عامــر وخشاب في «الفخ»،
عندما سأل اديب كلا منهما عما اذا كانت تسمح لابنها بمشاهدة الفيلم، فلاذت
كل منهما
بالصمت، الى حين «بقت» عامر البحصة قائلة: «انا لا اسمح». فزادتا العبء على
يوسف،
بدل ان تدعماه. وما «زاد الطين بلة» هو قول عامر: «اول ما قريت
النص، قلت يا نهار
اسود!».
ـ تعامل خشاب مع سؤال اديب حول شعورها لدى تصوير المشهد الجنسي
مع
زميلتها
غادة عبد الرازق، كتهمة شخصية راحت تنفيها بقولها: «احنا منمثل»، ثم «احنا
ناس طبيعيين ما عندناش شذوذ».
السفير اللبنانية في 11
يناير 2008
«أخبار
المستقبل»
تطلق ثلاثة أفلام وثائقية عن لبنان
مايسة عواد
أعلنت قناة «أخبار
المستقبل» أمس في مؤتمر صحافي عقدته في فندق الفينيسيا، عن إطلاق ثلاثة
افلام
وثائقية للمخرجين هادي زكاك وفيليب بجالي، فأعلنت عن برمجة عرض
فيلمي زكاك
الوثائقييْن «الشيعة ـ أصداء من لبنان» ثم «السنة ـ أصداء من لبنان»
(التاسعة مساء
19و26
كانون الثاني). و في اتصال مع «السفير» أكد المخرج زكاك الذي سبق ان أخرج
فيلم :«حرب السلام» الوثائقي الذي عرضه تلفزيون «المستقبل»، على ان التعاطي
مع
الفيلمين كان مختلفاً برغم انهما يعالجان محوراً واحداً يتعلق
بطائفتين في لبنان.
ويضيف «كل
مجموعة عندها خصوصيتها، ولا نستطيع مقاربة أي طائفة مثل الاخرى، في
«السنة
ـ أصداء من لبنان» هناك تكثيف لاطلالات شباب بين 25 وثلاثين سنة ينتمون
للاحزاب كافة، كما لم نتحدث مع شخصية دينية كما في الوثائقي الأول، لأنني
أحرص على
ألا يكون أي فيلم مركباً مثل الثاني».
بعد «حرب السلام» و«أصداء من لبنان» هل
بات زكاك يتعاطى حصرياً مع تلفزيون «المستقبل»؟ يجيب «لا شيء حصرياً وأصر
على
استقلالية الانتاج، ومع ان العرض يتم على شاشة لها رمزية
معروفة، لكن الافلام
مستقلة عن أي طرف أو وجهة نظر سياسية». لكن هل حسم زكاك خياره وتخلى عن
السينما
مؤثراً ان يترك لمسات سينمائية في أفلامه التي تعرضها الشاشة؟ «للأسف لا
مجال لعرض
الفيلم الوثائقي في السينما حتى اللحظة في لبنان، والعروض
محصورة بالافلام الطويلة،
من
هنا المنقذ الوحيد هو التلفزيون». واعداً بأن فيلماً يتطرق إلى الموارنة
ويتم
الدورة التي سبق ان بدأها، سيبدأ العمل فيه قريباً ، حيث أن «الانتهاء منه
مرتبط
بشؤون إنتاجية» كما قال.
أما المخرج فيليب بجالي الذي تعرض له «ذكرى حية»
التاسعة مساء السبت المقبل، فلفت إلى «السفير» انه كان يطمح إنهاء فيلمه في
الذكرى
الاولى
للحرب، لكنه لم يتمكن من ذلك لأسباب انتاجية. علماً ان الفيلم يتناول قصة
شخصين عاشا حرب تموز بشكل مباشر، لكنهما لم يكتفيا بالمشاهدة بل قاما
بتصوير
معاناتهما اليومية، فقرر بجالي مزج القصتين في فيلم واحد:
«أصبح من السهل اليوم ان
يحتفظ كل انسان بتاريخه، فتشت عن أناس لديهم مادة مؤرشفة، وانتقيت ما صوّره
شاب في
صديقين، عندما شهد على هدم ضيعته، أما المشاهد الثانية فكانت لصحافي في
القليعة صور
مشاهد مؤثرة جداً». لكن ما الدور الذي لعبه بجالي هنا إن كان
الفيلم يقوم على
مادتين صورهما «بطلا» الفيلم؟ «لقد قمت بتركيب فيلم عن شخصين وعلاقتهما
بالناس من
حولهما، لقد مرت ذكرى حرب تموز بشكل هامشي جداً في الاعلام العالمي والفيلم
دليل
على إجرام واستنكار موقف عالمي على الحرب». علماً ان فيلم
«ذكرى حية» سيعرض على «العربية»
لاحقا في وقت لم يحدد بعد، ويشارك، كما قال مخرجه «في أكثر من 12
مهرجاناً بينها مهرجان الافلام المستقلة في روما».
السفير اللبنانية في 11
يناير 2008
|