ملفات خاصة

 
 
 

في الجونة السينمائي

"50 متراً": يمنى خطاب تغوص في المسافة الحميمية بين الأب وابنته

البلاد/ طارق البحار:

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

شهد مهرجان الجونة السينمائي عرض فيلم "50 متراً"، وهو عمل وثائقي مصري لافت يمزج بين السينما والقصص الشخصية الحميمة، حاصداً إعجاب الحضور.

الفيلم من إخراج وبطولة المخرجة المصرية يمنى خطاب، وتشاركها في البطولة والدها أكرم خطاب.

تدور أحداث الفيلم في محيط مسبح هادئ في القاهرة، حيث تغوص يمنى خطاب في "المسافة الحميمية" التي تفصل بين الأب وابنته. يستمد الفيلم عنوانه من طول المسبح نفسه، ليرمز إلى المسافة الجسدية والعاطفية التي يحاولان تجاوزها.

ما بدأ كمشروع سينمائي عادي تحول تدريجياً إلى فعل شخصي عميق للتواصل والترابط. يوثق الفيلم اللحظات الهادئة والمتكررة في حياة الأب وابنته، ليقدم استكشافاً مؤثراً لعدة محاور إنسانية مثل الذاكرة وكيف تشكل الذكريات المشتركة العلاقة بينهما، والتقدم في السن والتغيرات التي تطرأ على الأب وقبول الابنة لتلك المراحل، وايضادالمسافة الدقيقة بين الحب والتفهم، وكيف يمكن للحب أن يكون موجوداً بقوة، بينما يظل التفهم الكامل لاحتياجات الطرف الآخر تحدياً مستمراً.

ويُعد فيلم "50 متراً" مثالاً على الأعمال الوثائقية التي تستخدم الكاميرا كأداة لاكتشاف الذات والعلاقات الأسرية، حيث يعرض الفيلم إيقاعاً هادئاً يعكس رتابة الحياة اليومية، لكنه يكشف عن عمق عاطفي كبير خلف هذا الهدوء الظاهري. وقد أشاد الحضور في الجونة بصدق الفيلم وبعمق أداء يمنى ووالدها، الذي جسد ببساطة تحديات الأبوة ومرحلة ما بعد التقاعد.

 

####

 

يسرا في الجونة: 50 عاماً في "فن الرسم بلا ممحاة"

البلاد/ طارق البحار:

في إطلالة ساحرة ومميزة، اعتلت النجمة الكبيرة يسرا مسرح "سينما الجونة"، لتروي أسرار مسيرة فنية خالدة امتدت لخمسة عقود. لخصت النجمة فلسفتها في الحياة وهي مرتدية قميصاً مطرزاً بعبارة معبرة: "الحياة هي فن الرسم بلا ممحاة".

شهد الحوار الجماهيري، الذي أداره محمد عمر مدير الشراكات العالمية في "ميتا"، حضوراً فنياً لافتاً ضم الناقد طارق الشناوي، والنجمات هالة صدقي وليلى علوي وإلهام شاهين، والممثلين أحمد مالك وأشرف عبد الباقي وهاني رمزي وعمرو جمال وحسن أبو الروس، والمخرج هاني خليفة.

كشفت يسرا عن مفاتيح نجاحها، مؤكدة أنها تتعامل مع تقدمها في السن باعتزاز، وتعتبر كل مرحلة "كنزاً من الخبرات". وعزّت استمرارها إلى: الحظ الجيد، الفضول المستمر، و"جوع لا ينتهي للتعلم".

كما شددت النجمة على أن الموهبة الخام وحدها لا تكفي للوصول، بل يجب أن يدعمها الفنان بـالذكاء، والصبر، وحسن اختيار الأدوار.

لخصت يسرا التحدي الأكبر في مسيرتها قائلة: "الاستمرارية في مكانة معينة تتطلب مجهودًا مضاعفًا، قد يصل إلى ثلاثة أضعاف الجهد المطلوب للوصول إليها في البداية."

استحضرت يسرا ذكريات كواليس بداياتها، كاشفة عن تفاصيل مثيرة حول مشاركتها في فيلم "الإرهاب والكباب" (1992) مع النجم عادل إمام:

ضحكت يسرا وهي تتذكر أن الدور، وفقاً للسيناريو الأولي، كان مجرد "هند فتاة ليل"، وكاد أن يكون دوراً ثانوياً جداً، لكنها لم تستسلم، وروت كيف أنها صممت فستانها الأحمر الشهير أمام المخرج شريف عرفة في يوم واحد. وبفضل إصرارها وإيمان عرفة بدورها، تم مراجعة الشخصية مع السيناريست الكبير وحيد حامد، ليتحقق الفيلم وشخصية "هند" التي أصبحت أيقونية.

كما أشارت يسرا إلى أن قيمة المشهد لا تقاس بحجمه، مستشهدة بمشهد صغير كان له تأثير ضخم في فيلم "معالي الوزير" (2002) مع الراحل أحمد زكي، مؤكدة أنه كان "العمود الفقري" الذي يحدد مصير الشخصية ومستقبل الفيلم بالكامل.

وفي إطار التعلم من العظماء، أكدت يسرا على الدور المحوري الذي لعبه المخرج العالمي يوسف شاهين، قائلة: "علمني شاهين ما هو السيناريو، وهذا كان يحدث ونحن نشرب القهوة فحسب".

أضافت يسرا أن الذكاء الفني يُكتسب عبر التعلم من تجارب الآخرين، مستذكرة بإعجاب النجمة فاتن حمامة، التي كانت تستمع إليها لتتعلم منها، وقالت: "لن أنسى حوارها عندما سألوها كيف أتقنت لغات أخرى فقالت: 'من الراديو'."

واختتمت يسرا تصريحاتها بأنها تؤمن بالحظ، لكنها تؤمن أكثر بـ"سحر محاصرة الذات بالعظماء" ومعرفة متى يجب اقتناص الفرص المحظوظة وعدم التخلي عنها أبداً

 

####

 

حوار صريح مع شريف عرفة في الجونة وسر الخلود بين الكاميرا والشخصيات

البلاد/ طارق البحار:

ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي لعام 2025، استضاف المهرجان جلسة مباشرة وحوار مع "شريف عرفة"، أدارها الفنان عباس أبو الحسن، وقدم المخرج الكبير خلالها نظرة نادرة وعميقة على فلسفته السينمائية وخلف كواليس مسيرته المليئة بالنجاحات. الحوار الذي جرى في البلازا على شاطئ البحر الأحمر، شهد حضورًا كبيرًا من نجوم وصناع السينما، بينهم يسرا، حسين فهمي، ونور النبوي.

عرف الجمهور أن أيقونة الكوميديا "الناظر" (2000) وُلدت عندما اضطر النجم الراحل علاء ولي الدين للعب دور الأم والأب بعدما عجز عرفة عن إيجاد ممثلين مناسبين. وفي تعليقه على جوهر عمله، أكد عرفة أن "الناس تشاهد الشخصيات لا زوايا التصوير أو التقنيات"، مشددًا على أن المخرج الذي لا يغرم بالشخصيات التي يحييها الممثلون لا مكان له في عالم السينما.

في سياق متصل، كان السؤال الدائم الذي رافق الحوار هو ما الذي يجعل الفيلم خالدًا؟ ولماذا ما زالت جماهير المهرجان تضحك وتعود لأعمال مثل "يا مهلبية يا" الذي عُرض بالأمس؟ عرفة، الذي لم يخطط لمراحل مسيرته ولا يعلم متى سيتوقف أو من سيكون بطل أفلامه القادمة، أشار إلى أن الرابط الحقيقي بين أعماله هو "الحلم"، أو أن يرى المشاهد شيئًا ينبع من جوهره الخاص.

عارض عرفة بشدة مفهوم "أفلام ذات قضية" الجاهز، واصفًا هذه الجملة بالصعبة التي تثير تساؤلات حول جوهر السينما، موضحًا أن الدافع لعمل الأفلام هو الحب لهذا الفن، فالسينما وسيلة بصرية وليست مجرد منبر لسرد قضية. وأكد أن أفلامه ليست تافهة بل تحمل أشياء مهمة، مشددًا على ضرورة أن يتمتع الفيلم بقيمة بصرية عالية وإلا فقد معناه، ويبقى أسمى ما يخرج به المشاهد من أي عمل فني هو الإحساس الإنساني.
ولم ينس عرفة الإشارة إلى رواد السينما الذين سبقوه، مشيدًا بالمخرج نيازي مصطفى ووصفه بأنه "أعجوبة ولم يأخذ حقه". كما أشار إلى أن لكل مخرج روحه الخاصة، فـ عاطف سالم مثلاً تلمس في أفلامه روح الأسرة، بينما أعمال حسن الإمام تُعد مرجعًا لا يمكن الاستغناء عنه لتجسيد فترة مثل ثورة 19، رغم حملات الهجوم التي تعرض لها الإمام في فترة سابقة، مؤكدًا أنه تعلم من هؤلاء الكبار لكن دون أن يقع في فخ التقليد

 

####

 

إعادة ابتكار السرد

Nino للمخرجة بولين لوكيس في مهرجان الجونة

البلاد/ طارق البحار:

إذا كنت تعتقد أن فيلمًا يتتبع عطلة نهاية أسبوع لرجل اكتشف إصابته بمرض عضال لا يمكن أن يكون ساحرًا، مضحكًا، رقيقًا، وممتعًا تمامًا من البداية إلى النهاية، فإن الصحفية التي تحولت إلى مخرجة، بولين لوكيس، ستغير رأيك.

جلست لمشاهدة الفيلم الفرنسي "نينو" لبولين لوكيس في مهرجان الجونة بلا أي معلومات مسبقة عنه سوى انه عرض بنجاح في مهرجان كان.

يبدأ الفيلم ونحن نجلس في الغرفة مع الشاب "نينو"، الذي يؤدي دوره ببراعة استثنائية الممثل الكندي ثيودور بيليرين، بينما يُبلَغ بمرض مخيف. وبينما يجادل بلطف ورفض مصدومًا بأن التشخيص لا يمكن أن يخصه، يحدد له الطبيب مهمتين حاسمتين يجب إنجازهما خلال ثلاثة أيام، قبل بدء العلاج. إنه يوم جمعة، وبحلول يوم الاثنين، يجب على نينو أن يبدأ العلاج لأن صغر سنه، إلى جانب عدوانية المرض، يجعله "حالة ذات أولوية".

ينطلق نينو، أولاً إلى عيادة الخصوبة، ثم إلى منزل والدته، التي تؤدي دورها جين باليبار. والسبب هو أنه إلى جانب هذه الأخبار الكارثية، فقد أضاع مفاتيح شقته أيضًا!

يبدو أن كل شيء يعمل ضد نينو، ومع ذلك تظل تصرفاته سهلة ولطيفة. لا يرفع صوته أو يفقد أعصابه أبدًا؛ إنه ضعيف وساحر، ورغم ذلك نفهم أنه ضائع تمامًا. هكذا نرتبط بهذا الرجل، الذي بدأنا للتو بمشاهدة قصته، والذي يجسده ممثل يمتلك كل مقومات النجاح: الجاذبية، والمظهر الجيد، والكاريزما الآسرة.

من الصعب على نينو أن يعترف بإصابته بالمرض "الكبير"، لذا يخبر والدته أنه مكتئب بدلاً من ذلك. تقدم له الأم عشاءً، لأننا أغفلنا نقطة أساسية: إنه أيضًا عيد ميلاد نينو. يا لها من طريقة فظيعة للاحتفال! لكن الفيلم "نينو" هو قصيدة للصداقة، وللقوة التي نمتلكها لتحسين حياة أصدقائنا بوجودنا فيها، ونوع الدائرة الداعمة التي يمكننا خلقها حولنا إذا بذرنا بذور اللطف بدلاً من الغيرة والأنانية والجشع.

في مقابلة قصيرة، أوضحت لوكيس أن حيلة المفاتيح الضائعة تسمح لنا بتتبع نينو في باريس غريبة ومتغيرة باستمرار. تقول المخرجة: "لو كان بإمكانه، لأعتقد أن نينو كان سيقضي هذه الأيام الثلاثة وحيدًا، تحت الأغطية... ولكن بما أنه مطرود من شقته، فهو مُجبر على التجول في المدينة حيث لا يمكن أن يكون وحيدًا أبدًا. أينما ذهب، سيكون هناك دائمًا شخص على بعد أمتار منه، للأفضل أو للأسوأ."

نتتبع نينو ونشاركه ارتباكه الداخلي. يريد أن يخبر أحدهم بما اكتشفه، ومع ذلك، عندما يحاول، يرد عليه من حوله بالجمل المعتادة، والعبارات المبتذلة التي تجعله يشعر بالسوء بدلاً من التحسن. نتخيل أنه عندما تُبلَّغ بأمر مصيري كهذا، لا يمكن لأحد أن يقول "الشيء الصحيح" بل يمكنهم فقط محاولة وضع أنفسهم مكانك.

في المشهد الختامي، يتم شرح أهمية الصداقة. وسواء أعطانا الفيلم إجابة لسؤال "هل سينجو نينو؟ هل سيُشفى؟"، فإن الأمر لا يهم حقًا. إنه محبوب، من قبلنا ومن قبل من حوله، وهذا هو كل ما يهم.

"نينو" هو نوع من الشخصيات التي، بمجرد انتهاء الفيلم (الذي مدته 85 دقيقة)، يتمنى المرء لو كان يعرفه في الحياة الواقعية، فقط ليشارك جميع مغامراته معه، حتى تلك التي تشمل غرفة العلاج أو البقاء خارج شقته.

في حمام عام، يستخدمه نينو للاغتسال قبل بدء علاجه المقرر، يلتقي برجل غريب الأطوار، يمثله ماثيو أمالريك. وبينما يطبطب الرجل بمنتج ما بعد الحلاقة الخاص به على وجه نينو، تظهر لحظة أمل لا تفارقنا أبدًا، لأن الفيلم، وشخصية نينو نفسها، وُلدا من ضرورة إعادة ابتكار الواقع. أمالريك هو مجرد واحد من هؤلاء "الملائكة" الذين نصادفهم جميعًا في حياتنا، وأحيانًا لا ندرك أن السحر قد لمسنا.

توضح المخرجة لوكيس في بيان: "قبل بضع سنوات، فقدت شخصًا عزيزًا، شابًا أخذته السرطان. مدمرة بالحزن والغضب، لجأت إلى الكتابة لأستعيد الأمل. كنت بحاجة إلى إعادة ابتكار القصة، لإنقاذ شخصية. جاءني نينو فجأة، مثل الحب من النظرة الأولى في زاوية شارع."

وبالنسبة لنا، نحن المشاهدون، فهو أيضًا حب من النظرة الأولى؛ لهذه التحفة الهادئة وهذا البطل غير المعتاد الذي نكتشفه في نينو، رجل يمكنه أن يغزو ألف قلب بحركة صغيرة، بنظرة، وبفكرة البقاء على قيد الحياة رغم كل الصعاب.

 

البلاد البحرينية في

20.10.2025

 
 
 
 
 

الاختيار الرسمي خارج مسابقة «الجونة السينمائي»

مراجعة فيلم | «عندما يتحول النهر إلى بحر»

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

فيلم "عندما يتحول النهر إلى بحر ـ When a River Becomes the Sea" للمخرج الكاتالوني بير فيلا بارسيلو، الذي عُرض ضمن برنامج (الأفلام الرسمية ـ خارج المسابقة) في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، هو عمل هادئ وتأملي ولكنه مؤثر للغاية، يصور امرأة شابة تعيد بناء نفسها بعد تعرضها لاعتداء جنسي.

بالتأكيد، ليس الأمر كذلك. إذ يأخذ بارسيلو وزميلته الكاتبة لورا ميرينو بطلة الفيلم، غايا، على محمل الجد، ويدعوان المشاهد لفعل الشيء نفسه، ويغوصان في أعماق ضحية تكافح من أجل أن يُسمع صوتها حتى عندما يُصدّقها الناس، في ثقافة لا تزال تُحاكم فيها النساء في مكانتها وتُهمّش على أساس الجنس والاختلاف بين الأجيال.

كدراسة للانهيار النفسي وإعادة البناء، لا يُعد الفيلم سهلاً، وإن كان يُصبح، تدريجيًا، مُجزيًا.

يتجنب الفيلم أسلوب العلاج النفسي التقليدي أو السرد التنفيسي المتقن، بل يرسم إيقاعات الصدمة المتقطعة وغير المنتظمة، متتبعًا عن كثب شخصية غايا وهي تتأرجح بين الغضب المتقلب والانسحاب المخدر واستعادة حياتها بتردد.

يقدم هذا الفيلم، بأسلوب بسيط وصريح، تلعب دور البطولة فيه الممثلة الإسبانية كلود هيرنانديز بأداء رئيسي متأرجح بين العدوانية والهشاشة، وقد يلقى صدى قويًا لدى المشاهدين من مختلف الأعمار والخلفيات وتجارب العنف القائم على النوع الاجتماعي - مع أن مدة عرضه التي تبلغ ثلاث ساعات قد تُعيق توزيعه في دور السينما الفنية.

هذا لا يعني أن الفيلم طويل جدًا. في الواقع، يبدو حجمه وامتداده مناسبين بحساسية لقصة تتناول صراحةً المدة المرهقة ووتيرة عملية التعافي اليومية، بالإضافة إلى كونه ردًا واضحًا على أعراف صناعة السينما بشأن القصص التي تُخصص لها هذه المساحة عادةً.

عنوان "عندما يتحول النهر إلى بحر" مستوحى من استعارة جارية صريحة لكنها فعّالة للتكامل الاجتماعي من حالة عزلة، وينطلق الفيلم ليكون عملاً مهيباً ومُختبراً، ولكنه أيضاً عملٌ عاطفيٌّ مُفعَمٌ بالدفء، وبالعلاقة الحميمة المُرسومة بين غايا ووالدها الأعزب المُظلوم بشدة، والذي يُجسّده ببراعة أليكس بريندمول.

تُقدّم غايا أولاً كظلٍّ - مُلقىً بخجل على صخور الساحل تحت ضوء الشمس الساطع، بينما يملأ زقزقة الطيور الموسيقى التصويرية - قبل أن ننتقل إلى وجهها المُنهك المُرتعش، المُحتضن بإحكام، مُدققاً من زاوية عالية بواسطة مُصوّر الفيديو سيريل باربا، والمكتوب عليه عذابٌ مُربك. وكما سنعرف قريباً، فقد تعرّضت للاغتصاب مؤخراً من قِبل دييغو (الذي لم تره قط)، وهو حبيبٌ عرفته منذ الطفولة، وفجأةً أصبح غريباً عنها وحشيَّاً. عندما سألها والدها، الذي شعر بالقلق فوراً من سلوكها المُصدوم، لم تستطع الإجابة. "في العلاقة أيام حلوة وأخرى سيئة"، ينصحها بأمل، مع أنه يبدو مُدركًا لتقصير هذه النصيحة.

قد تُحب غايا والدها، لكن في ظلّ جراحها، لا تستطيع البوح له بما في قلبها. أخيرًا، تشرح ما حدث مع دييغو لأحد أساتذتها الجامعيين، عالمة الآثار اللطيفة جيما (لايا مارول)، بينما تقتضي الضرورة من جيما أن تُؤكّد لها بلطف أن ما مرّت به لم يكن مجرد علاقة جنسية سيئة، بل اعتداءً جنسيًا.

يُنسجم السيناريو بدقة مع الطرق التي يُمكن من خلالها التقليل من شأن تجارب مثل تجربة غايا أو تصنيفها بشكل خاطئ من قِبل شخصيات ذات سلطة تسعى لتبسيط موقف مُحفوف بالمخاطر، لكنّ تسمية ألمها بالاسم الصحيح لا يُسهّل عليها استيعابه.

قد يكون لدى غايا داعمين مثل جيما ووالدها - ولكن يبدو أن الأمر أقلّ سوءًا في أصدقاء ما زالوا على صلة بدييغو، والذين يُفضّلون أن تتخلى عن الأمر برمته - لكنّ معاناتها لا يُمكن مُشاركتها أو نقلها.

يبقى اضطراب ما بعد الصدمة لدى شخص واحد، مهما شُخّص وتلقّى الدعم بعناية، طريقًا وحيدًا يصعب اجتيازه.

ينقل المخرج بير فيلا بارسيلو هذه الحقيقة بتركيزه على غايا في أكثر لحظاتها خصوصية - حيث تُحفظ جلسات العلاج الجماعي وإجراءات المحكمة بعناية فائقة بعيدًا عن الشاشة - أو في مشاهد حوارية فردية تتراوح بين الاعتراف الصريح والمواجهة، وفي حالات نادرة، الود العابر.

تدور معظم أحداث الدراما في المنزل الضيق الذي تتشاركه مع والدها، الذي تتعارض غرائزه الحمائية الشرسة - وهو يأخذ إجازة طويلة من العمل لمراقبة ابنته - بشدة مع حاجتها الماسة للمساحة.

مشهدان مترابطان بشكل مدمر، كل منهما لأسباب مختلفة في ظلام دامس، يُظهران التناقض بين أشد تداعيات هذا التوتر خطورةً وقسوةً، وبين انغماسٍ حنون في علاقة اعتماد متبادلة بين الوالدين والطفل.

سواءً أكانت هيرنانديز مُكبوتةً بتوتر أم مُطلقةً العنان لغضبها المُفرط، فإن أداءها يُمثل جوهر الفيلم الآسر، المُتوتر وغير المُتوقع - مُتوازنًا ومُرتكزًا على أداء برينديمول المُرهق، كأبٍ يُحاول، ويحافظ على تماسكه.

ليس فيلمًا رساليًا أو حلقةً خاصة لما بعد المدرسة، بل يُقدم "عندما يتحول النهر إلى بحر" نصيحةٍ مُحددةٍ للضحايا أو أحبائهم في هذا السيناريو الصادقٍ لتقلبات الصدمة النفسية، وجهد التعايش معها.

 

####

 

شريف عرفة يروي ذكرياته

عن أبرز نجوم أفلامه في جلسة حوارية بـ«الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

في جلسة حوارية ضمن فعاليات "مهرجان الجونة السينمائي الدولي" في دورته الثامنة، استعاد المخرج الكبير شريف عرفة أبرز محطات مشواره الفني، كاشفًا عن كواليس أعماله التي حفرت مكانتها في وجدان الجمهور المصري والعربي، ومتحدثًا عن علاقاته الفنية والإنسانية التي شكّلت جزءًا من مسيرته الاستثنائية، وأدار الندوة الفنان عباس أبو الحسن، وسط حضور لافت من نجوم السينما والنقاد والإعلاميين.

تحدث المخرج شريف عرفة عن دوافعه لتقديم فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" بعد سلسلة من الأفلام ذات الطابع السياسي والفكري، موضحًا أنه كان يسعى إلى تقديم عمل اجتماعي بسيط يحمل روح التفاؤل بعد مشروعات سينمائية اتسمت بالجدية والعمق، وقال: بعد "طيور الظلام" وغيرها من الأعمال الثقيلة، شعرت أنني بحاجة إلى فيلم بسيط وناعم يعيد البسمة، قلت للأستاذ وحيد حامد، نفسي أعمل فيلم كده، وبالفعل قدمنا "اضحك الصورة تطلع حلوة".

وتحدث المخرج الكبير عن علاقته بالكاتب الراحل وحيد حامد، مؤكدًا أنها تجاوزت حدود التعاون الفني لتصبح صداقة وأخوة حقيقية، قائلاً: هو لم يكن مجرد كاتب أعمل معه، بل كان أخي الأكبر. ساعدني كثيرًا في حياتي، سواء فنيًا أو إنسانيًا. كنت أستدين منه أحيانًا، ولم يسألني يومًا عن المال، بل كان يخصم من أجره ليسدد عني في أوقات الأزمات. وأشار عرفة إلى أن هذه العلاقة الإنسانية العميقة كانت أحد أسرار النجاح الذي جمعه مع وحيد حامد في سلسلة من الأعمال الخالدة.

واستعرض شريف عرفة اختلاف أساليب التمثيل بين الفنانين، مشيرًا إلى أن الفنان الراحل أحمد زكي كان حالة فريدة من العبقرية الفطرية، قائلاً: أحمد زكي كان موهوبًا بالفطرة، لا يعتمد على تكنيك محدد، قد يقدّم مشهدًا من أول مرة ببراعة مذهلة، لكنه لا يستطيع تكراره كما قدمه أول مرة، إحساسه كان بوصلته في التمثيل.

وعن الفنانة سناء جميل، قال إنها كانت مثالًا للانضباط والاحترافية، مدللاً: أعادت مرة مشهدًا صعبًا ثلاث عشرة مرة دون تذمر، وكانت تبكي في كل مرة تأثراً. هذا ليس تمثيلًا عاديًا، بل احترافا ومهارة نادرة.

وكشف المخرج أنه في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، بدأ في تقديم وجوه شابة جديدة إلى الشاشة، من بينهم منى زكي التي كانت في بداياتها الفنية، وكريم عبد العزيز الذي قدمه له المخرج مروان حامد أثناء عمله كمساعد مخرج، مؤكدًا أنه كان يرى فيه طاقة فنية واعدة منذ اللحظة الأولى.

كما استعاد شريف عرفة مشهدًا مؤثرًا من فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، حين جسّد أحمد زكي لحظة فخر الأب بابنته وهي تلتحق بكلية الطب، قائلاً: ذلك المشهد لم يكن تمثيلًا خالصًا، بل شعورًا حقيقيًا. رغم أن أحمد لم يكن أبًا عظيما في حياته الشخصية، إلا أنه عاش اللحظة وكأنه فعلًا يودّع ابنته إلى الجامعة في الفيلم، صدّق الجمهور إحساسه لأن المشاعر كانت صادقة.

وتطرق شريف عرفة إلى ذكرياته مع فيلم "الإرهاب والكباب" مع الفنان عادل إمام، موضحًا أنه لم يكن مقتنعًا في البداية بالأغنية الخاصة بالفيلم، قائلاً: لم تعجبني الأغنية أول الأمر، لكن عادل إمام قال لي: شاهدني وأنا أؤديها ثم احكم. وبعد أن نفذها بالفعل، شعرت بها وتأثرت.

أما عن فيلم "الناظر"، فروى موقفًا طريفًا حين قدم الفنان علاء ولي الدين دور "الست"، بدلاً من الفنانة نعيمة الصغير التي حالت ظروفها الصحية دون المشاركة، قائلاً: قرر علاء أن يؤدي الدور بنفسه، وأجرينا بروفات استمرت شهرًا ونصف الشهر. وللعلم، هذا التقليد له جذور في تاريخ الفن، فقد قدّم إسماعيل ياسين وعبد المنعم إبراهيم شخصيات نسائية من قبل.

كما أشاد عرفة بقدرات الفنانة ليلى علوي التي قدمت معه بطولة فيلم "يا مهلبية"، واصفًا أداءها بأنه نموذج للتحول الكامل أمام الكاميرا: كانت ليلى تتبدل أمام الكاميرا، من الفتاة البسيطة إلى السيدة الماكرة. تمتلك قدرة نادرة على التحول، وذاك هو جوهر التمثيل الحقيقي.

 

####

 

يسرا تتحدث في ندوة «50 سنة تألق»

عن فشل البدايات وكواليس فيلم «الإرهاب والكباب»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

استضاف مهرجان الجونة السينمائي اليوم في دورته الثامنة، ندوة حوارية بعنوان "50 سنة تألق" للفنانة يسرا، أدارها الإعلامي محمد عمر، وشهدت حضورًا لافتًا من الجمهور والنجوم الذين حرصوا على الاحتفاء بمسيرتها الفنية الطويلة.

وخلال الندوة، تحدثت يسرا عن بداياتها الفنية وأبرز المحطات في مشوارها الفني، كما كشفت عن كواليس أحد أهم أفلامها وهو "الإرهاب والكباب".

وأشارت يسرا إلى أن أول أربعة أفلام قدمتهم لم يحققوا أي نجاح يُذكر، وقالت إنها شعرت وقتها بالحيرة حول الاستمرار في مجال لا تحقق فيه النجاح المطلوب، لكنها قررت المضي قدمًا والسعي لتحقيق هدفها.

وأكدت يسرا أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى ذكاء وصبر ومثابرة، موضحة أن الصبر كان العامل الأهم في استمرارها وتطورها الفني، وضربت مثالًا بالفنانة فاتن حمامة، التي تعلمت اللغتين الإنجليزية والفرنسية من خلال الاستماع إلى الراديو، معتبرة أن التعلم المستمر والاجتهاد هما مفتاح النجاح الحقيقي.

وتطرقت يسرا إلى مشهدها الشهير في فيلم "معالي الوزير" مع النجم الراحل أحمد زكي، مشيرة إلى أن هذا المشهد كان الأساس في بناء الفيلم قائلة: "المشهد كان العمود الفقري للفيلم، ولو لم يكن موجودًا لما اكتمل العمل"، وأوضحت أن العمل مع أحمد زكي كان من التجارب التي أثرت في مسيرتها الفنية وأضافت إلى خبرتها الكثير من النضج.

وأعربت يسرا عن سعادتها الكبيرة بمرور خمسين عامًا على مشوارها الفني، مؤكدة أنها ما زالت تشعر بالشغف نفسه تجاه العمل، وقالت: "فخورة بكل ما قدمته خلال خمسين سنة، ومستمتعة بكل محطة مررت بها، وأشكر كل من ساعدني في طريقي، لأن حب الناس هو الدافع الأكبر الذي جعلني أستمر وأتطور"، وأضافت أن تقدير الجمهور والعائلة هو ما يمنح الفنان طاقة الاستمرار، مشددة على أن الامتنان والمحبة هما أجمل ما يمكن أن يجنيه الفنان في نهاية رحلته.

واستعادت يسرا خلال الندوة ذكريات مشاركتها في فيلم "الإرهاب والكباب" مع النجم عادل إمام، موضحة أن دورها في البداية لم يكن واضح المعالم، إذ كتبه السيناريست وحيد حامد في سطر واحد فقط تحت وصف "هند فتاة ليل".

وأضافت أنها حين قابلت المخرج شريف عرفة سألها عن سبب عدم ردها، فأوضحت له أن الدور لم يكن كافيًا من حيث الكتابة. وبعد فترة، تطور النص ليأخذ شكلًا مختلفًا، وتحول الفيلم من عنوانه الأول "الجرحى" إلى الاسم الذي عُرف به لاحقًا "الإرهاب والكباب".

وقالت يسرا أن الشخصية تطورت بشكل كبير خلال مراحل التحضير، حتى أصبحت أحد أبرز أدوارها السينمائية وأكثرها تميزًا، مضيفة أنها حرصت على الاهتمام بأدق التفاصيل، لدرجة أنها فتحت نحو ستين حقيبة بحثًا عن الفستان المناسب الذي ظهرت به في الفيلم.

 

####

 

سكوت نجل الممثل العالمي كلينت إيستوود

يحضر ختام الدورة الثامنة لـ «الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

كشف عمرو منسي، المدير التنفيذي لـ الجونة السينمائي، خلال ندوة الفنانة يسرا اليوم بالمهرجان، أنه من المقرر حضور سكوت إيستوود، نجل الممثل العالمي كلينت إيستوود، في حفل ختام الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي.

وأوضح منسي، أن حضور نجل أحد أبرز رموز السينما العالمية يُجسّد المكانة الدولية التي بات المهرجان يحظى بها، مؤكدًا أن دورة هذا العام تميزت بحضور فني واسع من نجوم وصنّاع السينما من مختلف دول العالم، إلى جانب اهتمام إعلامي وجماهيري لافت.

اتبع سكوت إيستوود، المولود عام 1986، خطى والده، وأثبت جدارته كممثل، وظهر في أفلام مثل "أطول رحلة" و"غضب" و"حافة المحيط الهادئ: انتفاضة"، وغالبًا ما يُعرب سكوت عن إعجابه بأعمال والده، وقد ذكر تأثير كلينت على حياته ومسيرته المهنية.

وقد تعاون الابن مع الده في مشاريع فنية، مثل "جران تورينو"، حيث لعب سكوت دورًا صغيرًا، وشاركا معًا في العديد من الفعاليات والمقابلات، مما يُبرز علاقتهما الوثيقة.

وجاءت انطلاقته في عام 2015 مع فيلم "أطول رحلة"، حيث جذب دوره كراكب ثيران انتباه الجمهور الأصغر سنًا ورسخ مكانته كرجل رومانسي رائد.

ورغم أنه لم يحقق بعدُ الإشادة النقدية التي حظي بها بعضٌ من معاصريه من نجوم الصف الأول، إلا أن سكوت إيستوود لا يزال نشطًا باستمرار في هذه الصناعة، ويواصل صقل مهاراته. وتشير أخلاقيات عمله الثابتة ونطاق أعماله المتنامي إلى مسارٍ واعد.

 

موقع "سينماتوغراف" في

20.10.2025

 
 
 
 
 

المخرج الفلسطيني أمير فخر الدين

يفوز بجائزة النقاد العرب في مهرجان الجونة السينمائي

فايزة هنداوي

القاهرة – «القدس العربي» : شهدت الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي لحظة مؤثرة حين فاز فيلم «يونان»، وهو العمل السينمائي الثاني للمخرج الفلسطيني الشاب أمير فخر الدين، بجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية في دورتها السابعة، وسط حضور كبير من صناع السينما والنقاد العرب والأجانب.

الفيلم الذي ينتمي إلى الإنتاج المشترك بين ألمانيا، كندا، إيطاليا، فلسطين، قطر، الأردن، والسعودية، جاء تتويجه بهذه الجائزة تقديرًا لقيمته الفنية والإنسانية العالية، وهو ثمرة تعاون بين مركز السينما العربية والمؤسسة الأوروبية للترويج السينمائي، في مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام الأوروبية المتميزة من خلال رؤية النقاد العرب.

وفي كلمة مسجلة خلال الحفل، عبّر المخرج أمير فخر الدين عن امتنانه الكبير للجنة التحكيم ومركز السينما العربية، قائلًا: «إنه تكريم جميل للغاية. أن يحتضن النقاد العرب فيلم يونان أيضاً، فهذا أمر مؤثر جداً بالنسبة لي. ربما يعني هذا أن الفيلم قد وجد طريقه إلى موطنه أخيراً».

وتسلمت الجائزة نيابة عنه المنتجة الألمانية دوروثي باينماير، التي تحدثت عن التجربة قائلة: «يونان هو الفيلم الثاني لأمير فخر الدين، وكفيلمه الأول الغريب، فهو عمل بطيء الإيقاع، صامت، وحزين. حكاياته لا تصرخ لكنها تُروى بشاعرية تلامس القلب. أفلامه تجعلني أتأمل وأعيد التفكير فيما أراه، وفي كل مرة أشاهدها أكتشف زاوية جديدة من المعنى. أمير فخر الدين روح عجوز في جسد شاب، وأنا أتطلع بشغف لإنتاج فيلمه الثالث».

يروي الفيلم قصة رجل عربي يصل إلى جزيرة نائية في بحر الشمال عازمًا على إنهاء حياته، غير أن الطبيعة القاسية وأهل الجزيرة المحافظين يعيدون تشكيل نظرته إلى العالم من جديد. تتحول رحلة الموت إلى مواجهة فلسفية مع الذات والآخر، تكشف عن معاناة الإنسان في الغربة، وعن الأمل الكامن في أعماق الألم.

صُوّر الفيلم في شمال أوروبا وسط طبيعة شديدة الجمال والقسوة في آن واحد، لتكون الخلفية البصرية انعكاسًا لحالة البطل الداخلية التي تتأرجح بين الانطفاء والرغبة في البقاء. ويقول المخرج فخر الدين إنه أراد من خلال الفيلم «أن يعبّر عن الفراغ الذي يخلّفه فقدان الانتماء، وكيف يتحول الصمت إلى اللغة الوحيدة حين تتلاشى الألفة».

شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2025، وفاز بجائزتي أفضل ممثل للفنان اللبناني جورج خباز، وأفضل ممثلة للأسطورة الألمانية هانا شيغولا، كما نال إعجاب النقاد في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي لما حمله من عمق إنساني وبراعة فنية.

وتُعد جائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية من المبادرات المهمة التي أُطلقت عام 2019، وتهدف إلى مدّ جسور التواصل بين العالمين العربي والأوروبي، وتشجيع الجمهور وصناع السينما في المنطقة على الاهتمام بالأفلام ذات الرؤية الإنسانية والفنية الرفيعة. وهي امتداد لمبادرة جوائز النقاد العرب للأفلام العربية التي ينظمها مركز السينما العربية، بهدف إبراز دور النقاد في بناء حوار ثقافي واسع من خلال السينما.

 

القدس العربي اللندنية في

20.10.2025

 
 
 
 
 

يُنافس ضمن مسابقة «الجونة السينمائي» ..

مراجعة فيلم | «رائحة أبي ـ كولونيا» لـ محمد صيام

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

تبدأ أحداث فيلم "رائحة أبي ـ كولونيا"، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، برجل مسن مصاب بسرطان في مراحله النهائية، دخل في غيبوبة منذ ستة أشهر، وخرج لتوه من المستشفى (أو كما وصفه أحد المتسولين "المدمنين" في أحد المشاهد، عاد من العالم الآخر).

ثم يقضي الرجل المسن يومه الأول خارج المستشفى مع ابنه الأصغر مدمن المخدرات، ليموت في اليوم التالي.

الأخ الأكبر (علي، الذي يؤدي دوره عابد عناني)، يُلقي باللوم على الأخ الأصغر (فاروق، بطل الفيلم، الذي يؤدي دوره أحمد مالك)، بعنفٍ وقسوة.

قد تُقنعك تعابير مالك وأفعاله وكذلك ردود أفعاله بأن الشكوك ليست بلا أساس. ومع ذلك، حتى لو لم يكن فاروق موضع شك، فهو آخر من رأى الفقيد.

يتبين أن هذه المقدمة هي لمحة سريعة، حيث يكشف الفيلم بعد ذلك عن أحداث تلك الليلة الأخيرة بين فاروق ووالده، على وقع مناظر الإسكندرية الخلابة والحالمة.

وبمصاحبة موسيقى تصويرية من الأغاني المصرية الكلاسيكية وموسيقى إلكترونية هادئة، يُثير الفيلم أجواءً من الحنين إلى الماضي.

أول ما يلفت الانتباه أثناء مشاهدة فيلم "رائحة أبي ـ كولونيا" هو مدى ضجر الجميع وعدائهم الصريح. من الأخوين إلى الأب، يتفاعل الجميع مع بعضهم البعض بعدوانية، حتى في المزاح والسخرية. يكسر فاروق مرآتين في مشهدين مختلفين. من الواضح أن الجميع قد تحمّلوا هراء بعضهم البعض لفترة طويلة، ويقولون ذلك لأنفسهم.

يكاد هذا يُعوّض عن كل المشاعر المكبوتة وكل ما يُهمل في العديد من أفلام السينما "المستقلة" المصرية.

لذا، يمكن القول إن فيلم "رائحة والدي ـ كولونيا" يبدو وكأنه فيلم لجون كاسافيتس، أو بالأحرى، انطباع جيد بما يكفي لمخرج يقدم عمله لأول مرة.

يُعتبر الفيلم محدود، مكانيًا وزمانيًا (لدرجة أن المتفرج يصبح على دراية تامة بالشقة الرئيسية التي تدور الأحداث داخلها في الغالب، ويعرف الجغرافيا والديكورات، ولكنه سيفتقد المكان بمجرد انتهاء الفيلم).

الأهم هو أن عواطف الشخصيات بعيدة كل البعد عن أن تكون محدودة، حيث يحاول العمل إظهار كل المشاعر تحت الشمس (الغضب، والتأمل، والسلام، والمرح، والغرابة، والكآبة، والتطهير)، فهو يختصر سنوات أو عقودًا من القصص الخلفية، أو المشاعر، أو الذكريات في مشهد حوار مطول تلو الآخر.

هذا يُجدي نفعًا في الغالب. حيث يتمتع الفيلم بجرأة وعمق كافٍ يجعلان هذا النوع من الأفلام التأملية الغنية بالحوارات ناجحًا.

حتى عندما ترتكب الخطيئة التي غالبًا ما تصاحب هذه الطموحات: يبدو الحوار أحيانًا مُصطنعًا وغير طبيعي، جميع الحوارات في جميع الأعمال الروائية هي في النهاية أداة للكاتب لنقل المعلومات، لكن أفضل الكُتّاب يجعلونها تبدو طبيعية ومرتبطة بالشخصية في هذا الموقف تحديدًا.

لحسن الحظ، ينجح الفيلم في عرضه وتحولاته العاطفية القاسية، بحيث يكون لكل شخصية في النهاية صوت فريد. ويعود ذلك إلى أجواء الفيلم القوية وإخراج محمد صيام القوي والصادق، وبالطبع إلى الممثلين.

يقدم مالك أفضل أداء له في الفيلم، فأسلوبه في التمثيل يجعل شخصيته الأكثر تكاملاً، ويضفي الممثل الفلسطيني المخضرم كامل الباشا الكثير من العاطفة والكاريزما على دوره. حتى عندما يكون حواره أسوأ قليلاً ولا يبدو ولا يشعر بالمرض والموت كما يُصر الحوار، وكانت مايان السيد مفاجئة بأداء متميز.

الفيلم مُتمردٌّ بمهارةٍ وتلقائيةٍ وإثارةٍ للاهتمام في جوانبَ عديدة، وكان التصويرُ الأكثرُ تعاطفًا لتعاطي المخدرات في أيِّ فيلمٍ مصري، ربما يُضاهي روايةَ "ثرثرةٍ على النيل " لنجيب محفوظ، ولكنه يبدو أكثرَ هشاشةً وفهمًا.

وتُعدّ شخصية دينا ماهر إضافةً مثيرةً للاهتمام، إذ تُنسجم مع موضوعي الفيلم، القمع وتقديم الذات.

كما أن النهاية تُقدّم قرارًا بشأن شخصية، وهو تصويرٌ مثيرٌ للاهتمام لموضوعٍ أيضاً مثيرٍ للجدل، يُقدّمه الفيلم دون إصدار أيّ أحكام على الآخرين.

فيلم "رائحة أبي، (العنوان بالإنجليزية) ـ كولونيا، العنوان باللغة العربية"، يعكسان إجمالاً رائحة العطر التي يرشها الابن للتخلص من رائحة الأب المزعجة عقب عودته من الغيبوبة، ليبدو العمل رغم شخصياته القاسية، اشبه بمحاكمة بين ابن غير مستوعب، وأب قاس يبث كراهيته تجاه الابن عبر ساعات ليلته الأخيرة.

 

####

 

ضمن فعاليات «الجونة السينمائي 8»

ليلى علوي في جلسة حول السينما ومذاق الحياة

الجونة ـ «سينماتوغراف»

أكدت النجمة ليلى علوي أن الفن له دور محوري في نشر الوعي المجتمعي، مشيرة إلى أن السينما قادرة على تقديم رسائل مؤثرة تُحدث تغييرًا إيجابيًا في سلوك الأفراد والمجتمعات.

وقالت علوي، خلال مشاركتها في جلسة النقاش بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة حول السينما والأمن الغذائي: "السينما قادرة على أن تقدم رسائل مؤثرة وتُحدث تغييرًا إيجابيًا حقيقيًا، لكن لابد من دعم جهات إنتاجية مهتمة بالتوعية، إلى جانب تعاون اقتصادي وسياسي وإعلامي، لأن القضية ليست مسئولية الفن وحده".

وتابعت ليلى علوي حديثها عن أهمية التوعية الغذائية، مشيرة إلى أن الأجيال الجديدة بحاجة إلى فهم أعمق لعادات الأكل الصحي وكيفية التعامل مع الطعام.

وأوضحت أن بعض الممارسات اليومية الخاطئة قد تضر بالصحة دون وعي، مثل إعادة تسخين الأرز بعد حفظه في الثلاجة، ما قد يؤدي إلى تكوين بكتيريا ضارة مستطردة: "الموضوع ليس رفاهية، بل مسئولية تجاه أنفسنا والمجتمع كله".

وأشارت إلى فيلمها الشهير "خرج ولم يعد" مع المخرج الراحل محمد خان، مؤكدة أنه من أكثر الأعمال التي عبرت عن روح المصريين وطريقتهم في التعبير عن الفرح والحزن من خلال الطعام.

وتابعت الفنانة ليلى علوي حديثها قائلة إن الطعام ليس مجرد متعة حسية، بل هو وسيلة فنية وإنسانية للتعبير عن القضايا المجتمعية، موضحة أن السينما قادرة على توظيف مشاهد الأكل لتسليط الضوء على قضايا مثل الفقر، والجوع، والأمان الغذائي، وهي أزمات عالمية تمس حياة الناس في كل مكان.

وتحدثت ليلى علوي عن واحد من أشهر مشاهدها في فيلم "حب البنات"، قائلة:"مشهد الأكل في حب البنات هو من جمع الأخوات مرة تانية، الأكل في الفيلم كان وسيلة لإعادة الدفء للعلاقات الأسرية اللي تباعدت بسبب الخلافات، وهذا يوضح أن الأكل يجمع الناس ويخلق لحظات إنسانية حقيقية."

ومن جانبها، أوضحت أمينة القريعي مدير إدارة الإعلام والدعاية والتسويق ببرنامج الأغذية العالمي، أن عمل برنامج الأغذية العالمي في مصر لا يقتصر على تقديم الوجبات للمحتاجين، بل يمتد لتمكين الأفراد للوصول إلى غذاء صحي ومستدام، مؤكدة أن الهدف هو الوصول إلى يوم “لا يحتاج فيه أحد إلى المساعدة الغذائية”.

وأكد محمد عامر (الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة، وعضو مجلس الإدارة التنفيذي والعضو المنتدب للأنشطة التجارية لشركة أوراسكوم للتنمية مصر) خلال فقرة الأسئلة والأجوبة أن تغيير الثقافة المجتمعية ليس أمرًا سهلاً ويحتاج إلى وقت، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على قيم الكرم والضيافة التي نعتز بها، مع ضرورة التركيز في الوقت نفسه على تقليل إهدار الطعام وإطلاق حملات توعية فعّالة لدعم ذلك.

واختتم محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، جلسة الحوار بالتأكيد على دور الإعلام في حملات البنك الإعلانية لنشر الوعي دون إثارة الشعور بالذنب، قائلاً: “نحن صوت من لا صوت لهم.”

 

####

 

جلسة خاصة بمهرجان الجونة عن دور السينما في دعم القضايا الإنسانية

الجونة ـ «سينماتوغراف»

استضاف مسرح الجزيرة ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، جلسة بعنوان "السينما كأداة لتفعيل الإنسانية"، برعاية مجلس الشؤون الإنسانية الدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة نخبة من الشخصيات العربية البارزة، من بينهم الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والنجمة يسرا، والدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والسفير حمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات لدى مصر. أدارت الجلسة سارة بيسادا، نائبة المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي.

جاءت الجلسة كخطوة في مسعى المهرجان لترسيخ مفهوم "سينما من أجل الإنسانية"، وتأكيد دور السينما كأداة قادرة على إحداث تأثير حقيقي في الوعي والمجتمع، عبر الجمع بين الفن والعمل الإنساني في مساحة حوارية مؤثرة تتناول القيم، الذاكرة، والتعاطف الإنساني.

افتُتحت الجلسة بعرض فيلم قصير جسّد روح الصمود والأمل، ممهّدًا لحوار جمع نخبة من رواد الثقافة والعمل الخيري، لمناقشة الدور العميق للسينما وكيف يمكن أن تتجاوز حدود الفن لتصبح وسيلة للتغيير ودعم القيم الإنسانية.

خلال الجلسة، استعاد الدكتور حمدان مسلم المزروعي قصتين مؤثرتين تعكسان روح الإمارات في الاستجابة والتسامح، قصة الطفلة السورية شام التي تم إنقاذها ونقلها إلى الإمارات للعلاج بتوجيهات القيادة، وقصة كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002، حين أمر المغفور له الشيخ زايد، بصيانة الكنيسة بعد تعرضها للقصف، إيمانًا منه بقيم التسامح والانفتاح التي تميز النهج الإنساني لدولة الإمارات.

وأضاف: "كنت حينها متطوعًا في الهلال الأحمر، وتحمست كثيرًا عندما سُمح لي بزيارة فلسطين للمشاركة في عملية الترميم. وعندما دخلت الكنيسة، تذكرت أن هذا هو المكان الذي وضعت فيه السيدة مريم العذراء سيدنا عيسى عليه السلام. وقد أخبرنا القائمون على الكنيسة أنهم تلقوا عروضًا عديدة للترميم، لكنهم اختاروا أن يرتبط اسمها بالشيخ زايد، تخليدًا لرمز عربي إنساني يعيد إحياء عهد التسامح الذي أرساه الخليفة عمر بن الخطاب".

من جانبه، تحدث الفنان حسين فهمي عن الدور المحوري للسينما في التعبير عن القيم الإنسانية، قائلاً: "كل أفلام السينما تتحدث عن الإنسان ومشاعره في ظروف مختلفة، ومن المهم أن تعكس السينما تلك المشاعر بصدق لأنها تعبّر عن الإنسان البسيط الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام." كما استعاد تجربته كسفير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعشر سنوات، مؤكدًا أنه استقال من منصبه بعد حادثة قانا احتجاجًا على صمت المجتمع الدولي تجاه معاناة الفلسطينيين، قائلاً إن "العمل الإنساني الحقيقي لا يقبل المساومة".

أما يسرا، فتحدثت بشغف عن قدرة السينما على إحداث التغيير قائلة: "السينما ممكن تغير العالم وتخلي الإنسان يرجع لإنسانيته"، مشيدة بالدور الذي تلعبه المهرجانات العربية في دعم القضايا الإنسانية، وبخاصة القضية الفلسطينية.

وسلّط السفير حمد عبيد الزعابي الضوء على منهجية العمل الإنساني في دولة الإمارات منذ عهد الشيخ زايد، موضحًا أن العطاء كان يتم بصمت ودون دعاية، لكنه أكد أهمية توثيق تلك الجهود كإرث للأجيال القادمة وتحفيز للمجتمع على العطاء.

وفي لفتة مؤثرة، شاركت زينة من غزة تجربتها كضيفة للمهرجان للعام الثاني على التوالي، معبّرة عن امتنانها العميق لمهرجان الجونة الذي منحها مساحة للتعبير عن ذاتها، ومشيدة بالفنان حسين فهمي الذي استضافها سابقًا في مهرجان القاهرة السينمائي واهتم بعرض الأفلام الفلسطينية.

كما سلّطت الجلسة الضوء على دور السينما في زمن النزاعات، خصوصًا في ظل الحرب الدائرة في غزة، حيث تتحول الكاميرا إلى شاهد حيّ وأداة مقاومة تحفظ الذاكرة من النسيان. وأكد المتحدثون أن التوثيق السينمائي في مثل هذه اللحظات يتجاوز الجانب الفني ليصبح موقفًا أخلاقيًا يسعى لحماية الحقيقة والإنسان.

 

####

 

«الجونة السينمائي» يحتفي في جلسة حوارية

بـ 100 عام على تأسيس الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)

الجونة ـ «سينماتوغراف»

قال أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي"، إن الناقد يكتب من أجل الجمهور العام ويشارك أفكاره معهم، فالمشاهدون يكون لديهم فضول كبير لمعرفة رأي الناقد فيما يتم تقديمه على الشاشة.

وخلال الجلسة الحوارية التي أقيمت في مهرجان الجونة بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، وأدارها محمد طارق، المخرج الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، بمشاركة الناقدة أولا سالفا، والناقدة دوبرافكا لاكتيش، أكد شوقي، أن صانع الأفلام عليه أن يدرك أننا لا نقدم نقدا لأشخاصهم ولكن للجمهور، فكما أنت تقدم الفيلم لتشاركه مع الجمهور، الناقد أيضا يكتب عن الفيلم من أجل الجمهور.

وتابع شوقي أن صناع الأفلام دائما ما ينظرون إلى النقاد باعتبارهم معارضين أو كارهين لهم وهذا ليس صحيحا، فنحن ندرك أن أسوأ فيلم في العالم يتطلب جهدا، ولكن هذه هي وظيفة الناقد أن يكتب عن الأفلام، لافتا إلى أن الناقد عليه في المقابل أن يكون متمكنا من أدواته، مثل الكتابة بلغة مفهومة حتى لا يفهم رأيه وما يقصده بشكل خاطئ.

أما دوبرافكا لاكيتش، فأكدت أن النقد مهنة صعبة لأنها «لا تُرضي الجميع»، مضيفة: "صنّاع الأفلام لا يحبوننا دائمًا، لكننا نكتب بصدق لأننا نحب السينما بقدر ما يحبونها هم."

وبدورها تحدثت أولا سالفا عن تجربتها كامرأة ناقدة، موضحة أن دخولها المجال لم يكن سهلًا: "عندما بدأت، كان من الصعب أن تُقبل امرأة شابة في هذا الوسط، لكن حبّ السينما جعلني أستمر. نحن لسنا أعداء المخرجين، بل جزء من المنظومة التي تطوّر الفن."

وتطرّق النقاش إلى كيفية كتابة النقد السينمائي، حيث شدد أحمد شوقي على أن الناقد الحقيقي يجب أن يمتلك أسلوبًا أدبيًا وفكرًا مستقلًا، قائلًا: "الموهبة الحقيقية ليست في اللغة فقط، بل في اختيار الفكرة التي يناقشها الناقد داخل الفيلم. عليك أن تعرف لماذا أحببت الفيلم أو لماذا لم تفعل، وأن تترجم هذا إلى تحليل موضوعي وصادق بعيدًا عن الانطباعات السطحية."

وأضافت دوبرافكا أن على النقاد أن يكونوا «كتّابًا جيدين قبل أن يكونوا محللين»، قائلة: "يجب أن تكتب بصدق وذكاء، وأن تُبقي القارئ مهتمًا حتى السطر الأخير، لأن النقد ليس وصفًا، بل حوار بينك وبين القارئ حول الفن."

وشدد شوقي على أهمية استقلالية النقد، قائلاً: "الناقد الحقيقي لا يكتب لإرضاء أحد، بل لفهم العمل وتحليله بعمق، والعلاقة بين صُنّاع الأفلام والنقاد يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل."

وفي ختام الجلسة، أجمع المتحدثون على أن مستقبل النقد السينمائي يعتمد على الحفاظ على الصدق والحرية الفكرية في زمن تتسارع فيه المنصات الرقمية، مؤكدين أن الناقد سيبقى دائمًا جسرًا يربط بين المبدع والجمهور، وبين الصورة وما تخفيه من معنى.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.10.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004