ملفات خاصة

 
 
 

اختيارات فاصلة لأفضل أفلام ٢٠٢٣

فاصلة

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

ينظر لعام ٢٠٢٣ بأنه من الأعوام السينمائية المميزة، فبنظر الكثير من السينمائيين يرون هذه السنة  سنة استثنائية للسينما. كان عاماً مليئاً بالإضرابات والاضطرابات، والإصدارات المؤجلة، وأرقام شباك التذاكر التاريخية. شهدت الأشهر الـ12 الماضية إنجازات سينمائية مثيرة، ننهي هذه السنة بمهمة صعبة جداً، اختيار أفضل الأفلام التي شاهدناها.

أيام مثالية Perfect Days

اختاره لك أحمد شوقي 

منذ مطلع القرن العشرين كادت مسيرة الألماني الكبير فيم فيندرز، أحد مؤسسي الموجة الألمانية الجديدة، تقتصر على إنجازاته في الأفلام الوثائقية، فيما تراجع مستوى أفلامه الروائية كثيرًا، لكنه عاد في 2023 مقدمًا واحدًا من أعذب أفلام العام: “أيام مثالية الذي صوّره في اليابان انطلاقًا من أغرب نقطة بداية ممكنة.

الأمر بدأ بعرض تلقاه فيندرز لعمل فيلم قصير عن شبكة الحمامات العامة في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي تمتلك طيفًا مدهشًا من التصميمات المعمارية، لكن المخرج الكبير تمكَّن من تطوير الفكرة إلى فيلم روائي طويل ذي حس فلسفي، ومذاق إنساني خاص؛ ينبع في جانب كبير منه من أداء الممثل كوجي ياكوشو لشخصية بطل الحكاية، ما جعله مستحقًا للتويج بجائزة أحسن ممثل من مهرجان كان في دورته الماضية.

الفيلم يتتبع عامل تنظيف حمامات عامة خمسيني، يعيش وحيدًا حياةً بسيطةً بشكلٍ متعمد، صموت لا يكاد ينطق كلمة إلا إذا اضطر لذلك، متفان في عمله يمارسه بدأب ونشاط وكأنه يُحدث فارقًا في مسار البشرية، وقبل ذلك يحمل داخله روح فنان حالم وفيلسوف متأمل، يحمل كاميرا عتيقة الطراز ليصور صورًا فوتوغرافية لنفس الأشجار يوميًا، يقرأ الشعر والرواية، يستمع لأغنيات من مكتبته الموسيقية الحافلة، لكنه لا يعرف ما هو “سبوتيفاي” ويعتقد أنه متجر ما لبيع شرائط الكاسيت!

تجتمع في الشخصيات تناقضات عدة، فهو لا يحب مخالطة الآخرين لكنه يمتلك قدرة استثنائية على التقارب مع البشر. يستمتع بروتين حياته المتقشفة؛ لكننا نشعر أنه موقفٌ قصديّ يهرب به من ماضٍ نتصور بعض سماته عندما تظهر ابنة شقيقته لتزوره بشكل غير متوقع، فتُغيّر قليلًا من نمط حياته وتجعلنا نفهم المزيد عن تكوين شخصيته.

لا تملك إلا أن تقع في حب هذا الرجل، وتتمنى أن تمتلك من القدرة على الاستغناء ما يجعلك تعيش حياتك مثله، ليس بالضبط في تنظيف الحمامات (وإن كانت حمامات طوكيو تحف معمارية تستحق فيلمًا لإبرازها بالفعل)، ولكن في تجريد الحياة المعاصرة من زحامها، والاكتفاء بما يُمتع الروح ويُشبع الحواس ويريح الأعصاب.

اغمض عينيك Close Your Eyes

اختاره لك فراس الماضي

‏بعد غياب دام 31 عامًا عن آخر فيلم له، يعود فيكتور إيريثه، أحد عمالقة السينما الأسبانية ليستكمل مسيرة استمرت أكثر من خمسة عقود، صنع خلالها ثلاثة أعمال فقط. يعود هذا العام بفيلم يبدو كالخاتمة، وعنوانه يشبه عنوان رسالة أخيرة قبل وداعٍ أبدي، “اغمض عينيّك”.

خلال فيلمه الذي قد يكون الأخير، يقودنا إيريثه عبر حكاية تقع أحداثها في عام 2012، عن المخرج ميغيل غاراي الذي يبحث ويحقق خلف اختفاء الممثل خوليو أريناس، الذي اختفى في ظروفٍ غامضة في منتصف تصوير فيلم غاراي غير المكتمل “وعد شانغهاي” عام 1990.

هنا، نجد توازي وتخاطب غير معلن بين العمل ومخرجه فيكتور إيريثه، الذي بالكاد يصنع فيلمًا، ثم يختفي بعدها عقودًا عن المشهد الفني. وعبر هذه العودة؛ يُوقظ إيريثه الروح بشكل حرفي، محاولًا استعادة تلك الأوجه التي تلاشى أثرها، والتي لم تخلدها سوى السينما. ساعيًا إلى لم الشمل بين الواقع الميلانخولي الذي ينعي الماضي، وتلك الأشباح التي لم يعد لها وجود حتى في الذاكرة.

وإن كانت السينما فنًا معنيًّا بالتقاط حركة الزمن وعبوره، فإن فيلم “اغمض عينيّك” يرتكز على هذه الفكرة موضوعًا، بينما يسعى بعقدته إلى تفعيل فرضية العودة بالزمن، وسحب الماضي إلى الحاضر، ربما حتى الانتقال به إلى المستقبل. وهو مشروع يستلزم إيمانًا بقوة السينما ويقينًا بمقدرتها على إحداث المعجزة.

ورغم كل حماسٍ وطيّش قد يرافق هذا النهج، إلا أن الفيلم يندرج تحت أعمال الفنانين الكهول الذين بلغوا من النضج منتهاه. فبتريث محكم؛ يقطع إيريثه شكوك الذين ظنوا بأنه لم يعد للمعجزات في السينما وجود منذ رحيل دراير، بل ويظهر أنه ما زال للكلوز أب المقدرة على التنفيس عن المشاعر التي تتجاوز العقل والمعنى والذاكرة، لتقبض على الروح مباشرة.

أوبنهايمر Oppenheimer 

اختاره لك عبيد التميمي 

لطالما بحث كريستوفر نولان في كل أفلامه عن ضربة عاطفية حقيقية مهما كان محتواها، تحت كل المجهودات المبذولة في تطوير حبكة محكمة ومؤثرات بصرية صعبة التنفيذ تعطيه صوتًا خاصًا؛ هناك بحث دؤوب عن لمسة إنسانية نادرة كامنة في كل عمل، تجعل كل ما مر به المشاهد خلال رحلة المشاهدة ذو معنىً فريد.

اقترب من ذلك بشدة في فيلم «Interstellar» بمشهد النهاية المهيب، ولكن الرحلة كانت لا تخلو من العيوب السردية. لكن في «أوبنهايمر»، يستطيع نولان إنشاء رحلة تراجيدية لا يخرج منها أحد رابحًا، بدون الحاجة إلى اختلاق نص خيالي، ولكن بتقديم دراسة لشخصية حقيقية من عدة زوايا يتخللها أسلوبه السردي السريع الذي لا يغفل العمق الدرامي للحدث التاريخي، ويستخرج أداءات تمثيلية رائعة من كامل طاقم تمثيله الضخم، مهما كانت دقائقهم أمام الكاميرا معدودة، ووجد نولان ضالته في رواية قصة أوبنهايمر، أبو القنبلة النووية.

الفيلم أشبه بسيمفونية ملحمية تُعزف بدون توقف أو تباطؤ، ترابط الشخصيات والتفاصيل في اوبنهايمر مثير للإعجاب، لأن كل شخصية وكل ظهور يساهم بالوجهة النهائية بشكل واضح. وعلى الرغم من طول مدة عرض الفيلم، إلا أننا نجد أنفسنا أمام رحلة محفورة في الأذهان بكل تفاصيلها المؤلمة.

كائنات مسكينة Poor Things

اختاره لك شفيق طبارة

فيكائنات مسكينة، والذي تُرجم أيضًا إلى “أشياء مسكينة”، نجح اليوناني يورغوس لانثيموس في تحقيق شيء جديد. توسع في مغامرات الطبقة الأرستقراطية، أظهر قذارة الإنسان وسخفه وهوسه الجنسي. يستكشف لانثيموس فينا، يجمِّل ويشوِّه كل شيء حتى حواسنا. لا يخشى التحدث بصراحة عن الجنس، وعرض الجسد بلا خجل، وصفع المجتمع الذكوري والأبوي.

في جديدة يعود إلى فيلمه الأول “ناب الكلب Dog Tooth” من إنتاج 2009، ليقول لنا إن العائلة لا تسمح لنا بالتعرف على أنفسنا والعالم من حولنا.

كائنات مسكينة” هو فيلم سوريالي، مضحك بشكل لا يصدق وعمل أصلي كنا بحاجة اليه. يقول لنا لانثيموس إنه في مرحلة المراهقة نفقد ثقتنا، نبدأ بالشك في أنفسنا، وكبالغين يصبح من الصعب أن نعيش مع هويتنا. لذلك يقدم لنا بيلا (إيما ستون) لاحتضان أنفسنا الغريبة الحرة والواثقة والحقيقية. “كائنات مسكينة” هو أطرف استفزازات لانثيموس حتى الآن، هو “باربي” الفيكتوري الذي نريده هذا العام.

طوطم Totem

اختاره لك قيس قاسم 

طوطم” للمخرجة المكسيكية ليلا أفيليس، هو درس في السينما “البسيطة” العميقة، القادرة بالقليل الذي عندها على مقاربة الحياة وأوجاعها، وهو مثال على قدرة الفن السينمائي على تجسيد أكثر القضايا تعقيدًا، مثل الموت والطفولة في أولى مواجهاتها مع قساوة العالم الذي يحيط بها.

عنوان “طوطم” يُحيل إلى موروثات ثقافية أمريكية لاتينية، كان الإنسان فيها يختفي خلف الأقنعة خوفًا من مواجهة الصعاب والمخاطر وجهًا لوجه. ذلك يُبطن ضمنًا حالة الطفلة سول (7 سنوات) وهي تحضر مع بقية أفراد عائلتها حفل عيد ميلاد والدها، الغائب عن المشهد المنزلي طويلًا (لا يظهر إلا بعد مرور نصف زمن الفيلم).

قبل ظهوره يبدو البيت مزدحمًا والكاميرا لضيق المكان تكاد تلامس الممثلين القريبين منها. ضيق يعكس اختناقًا في النفوس وغصة. الطفلة كلما طلبت رؤية والدها قالوا لها: “ليس الّآن”. ترى ما الذي يمنع ظهوره؟ السرد المكثف المشحون بتوترات يكشف خلافًا حول القرار الذي ينبغي عليهم اتخاذه: هل نوقف المورفين عنه لتنتهي حياته وتتوقف أوجاع جسده المنخور بالسرطان إلى الأبد؟ 

ظهور الأب الرسام الذي يقبل بيع لوحاته، وكأنه يقبل ضمنًا بنهايته، يفجر حزنًا يتسرب إلى أعماق الجميع من دون رغبة منهم في إظهاره، وكأنهم يستعينون بأقنعة طوطمية كما كان يفعل أجدادهم حين يواجهون تقلبات الحياة وقساوتها. ذلك الإحساس المثقل بالفقد ينتقل إلى ابنته، ويبقى ساكنًا داخلها وهي تحضر لأول مرة حفلة إعلان موته، وأمام عينيها ترى مراسيم وداع أبيها الذي يسير برضا نحو خاتمته.

التفكير بالفقد صادم والسكون هو المتبقي لها، لهذا لم يبق سوى تثبيت كاميرتها على وجهها لتعلن نهاية الحفل. وفي اليوم التالي، تعود الكاميرا لتدخل غرفة الأب، تمر على سريره الفارغ المغطى بضوء الشمس والحياة، التي علمت الطفلة أولى دروسها الموجعة. من أين للسينما مثل هذه القدرة على نقل مشاعر طفلة لم تنطق إلا ببضع كلمات لكن عيونها كانت تقول ما لا تقوله آلاف الصفحات. “طوطم” مثال على البساطة السينمائية وعظمتها، وهو جدير بالاحتفاء.

أوراق ميتة Fallen leaves

اختاره لك أحمد العياد

يحمل الفيلم الأحدث للمخرج الفنلندي الأشهر آكي كورسيماكي، بصماته المعهودة طوال رحلته التي ظن جمهوره أنها انتهت بتقاعده قبل سنوات؛ إلا أنه عاد ليخرجأوراق ميتة الذي فاز عنه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كانّ في دورته الأخيرة، والذي اختير أيضًا ليمثل فنلندا في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، متقدمًا إلى قائمتها القصيرة.

تدور أحداث الفيلم في هلسنكي في أواخر الخريف، ويروي قصة أنسا (ألما بويستي)، الموظفة في سوبرماركت بعقد حرّ، التي تُطرد من وظيفتها بسبب أخذها طعامًا انتهت صلاحيته، فيما هولابا (جوسي فاتانين) عاملٌ صناعي تعرَّض لإصابة خلال العمل بسبب عدم رغبة رئيسه في شراء معدات جديدة تؤمّن سلامة العاملين لديه.

تشعر منذ المشاهد الأولى بأنك تشاهد فيلما تجري أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي، سواء من حيث الجو العام أو من حيث الشكل والأسلوب والإيقاع، إلى أن تسمع أخبار الحرب الأوكرانية عبر المذياع فتتأكد أن الزمن هو الزمن الراهن، حيث تلتقي أنسا مع هولابا بالمصادفة في أحد البارات، فتسري الكهرباء بينهما كما تسري في سلك، إذ كلاهما يشعر بالوحدة والضياع المهني، وتراهما أحوج ما يكونان إلى علاقة إنسانية وعاطفية تربط قلبيهما.

الفيلم الذي لا تتجاوز مدة عرضه 90 دقيقة، يلقي ضوءًا كاشفًا على قصة حبّ تظهّر فيها الحياة الواقعية بكل ما تنطوي عليه من تناقضات: حبًا وكرهًا ونفورًا وفقدًا وكآبةً وصداقةً وألفةً وأنسًا، في زمن يعيش الكلّ فردانيته في أقسى تجلياتها.

وعلى الرغم من بدايته الكئيبة، ينتهي الفيلم برسالة أمل وحب وسعادة، جاعلًا المتلقي يقتنع بأن الحياة يمكن أن تكون جميلة حتى في أكثر لحظاتها بشاعة وسوادًا.

هذا الفيلم القصير نسبيًّا، على غرار أفلام المخرج الأخرى، يتضمن حوارات قصيرة مؤثرة تحفر عميقًا في الوجدان. وإذا كانت مشاهده تنطوي على قسوة بليغة في أحيان، فإن الفيلم في المجمل يبعث على الارتياح، بحسب المريدين، بسبب طابعه الكوريسماكي المألوف.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

31.12.2023

 
 
 
 
 

افتقر للدقة التاريخية وانحاز للهجة الأمريكية..

«نابليون الإنجليزى».. يغضب الفرنسيين

وسام أبو العطا

عندما عرض المخرج المصري الراحل يوسف شاهين موضوع فيلم «الوداع بونابرت» على المنتج الفرنسي أمبر بالزان عام 1985، رد عليه قائلا: «أؤكد لك أن الفرنسيين سيكرهونك، وإن كان العالم سيحبك»، وبالفعل واجهت الفيلم ردود فعل فرنسية غاضبة خصوصا مع علمهم بأنه إنتاج فرنسي ويقول «وداعا» لأحد الرموز التاريخية الفرنسية.

الموقف نفسه يحدث الآن بعد 35 عاما، وذلك مع عرض فيلم «نابليون» للمخرج الإنجليزي ريدلي سكوت، حيث أصاب نابليونه الإنجليزي نفس ما أصاب «نابليون شاهين المصري»، من غضب الفرنسيين وإثارة حنقهم عليه، بسبب افتقاره للدقة التاريخية، وانحيازه للهجة الأمريكية؛ مما دفع المخرج البريطاني الشهير إلى القول: «إن الفرنسيين لا يحبون أنفسهم أيضا»، طبقا لتقرير نشره موقع «يورونيوز» فى أعقاب عرض (نابليون) بدور العرض حديثا.

لا شك أن عرض تاريخ حياة إمبراطور فرنسا الأسبق، الذي صعد إلى السلطة بعد الثورة الفرنسية، وغزا نصف أوروبا، هو مهمة شاقة لأي مخرج سينمائي، وكما هو الحال مع مخرج بحجم سكوت حامل لقب (سير) إلى جانب افتتانه بنابليون فى فيلمه الأول «The Duellists» عام 1977، الذي تدور أحداثه خلال الحروب النابليونية، فذلك يجعل الجماهير والنقاد فى انتظار وجبة سينمائية ممتعة.

الفيلم عبارة عن ملحمة تاريخية طويلة تبلغ مدته 157 دقيقة، ويتخللها بعض المواد العاطفية الملتهبة، مع معارك قتال جذابة لا تبخل بالدم وتصميم الصوت المثير للإعجاب، ومع ذلك يظل بونابرت -برغم أداء النجم الأمريكى (خواكين فينيكس) الجيد- لغزًا، كما أن النجمة البريطانية فانيسا كيربي، التي تؤدي دور جوزفين، متميزة في أدائها، وقد حظيت باهتمام كبير.

لكن الفيلم تعرض لسلسلة من المراجعات النقدية السلبية في فرنسا، حيث انتقدت صحف فرنسية رفيعة المستوى الفيلم، مثل مجلة (جي كيو) التي وصفته بأنه أخرق وغير منطقي ومضحك، في حين شبهته صحيفة لوفيجارو بفيلم (باربي وكين تحت الإمبراطورية).

ولإضافة المزيد من الوقود إلى النار، هاجم كاتب سيرة نابليون، باتريس جينيفي، في مجلة لوبوان، الفيلم، ووصفه بأنه إعادة كتابة للتاريخ مناهضة لفرنسا، ومؤيدة لبريطانيا.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، رد سكوت قائلاً: «إن الفرنسيين لا يحبون أنفسهم». ويرد موقع «يورونيوز» بأن هذا عكس الواقع، وأن الفرنسيين يحبون أنفسهم لكن العقبة أنك إذا تناولت حياة إحدى أكثر الشخصيات الفرنسية إثارة للجدل، فمن الأفضل أن تكون على صواب معهم.

هذا لا يعني بالضرورة أن تكون كل التفاصيل التاريخية مثالية، فهذا عمل خيالي وليس فيلمًا وثائقيًا، ونابليون عبارة عن رواية فريدة من نوعها، ومن الصعب تقديم صورة قريبة مُرضية لرجل بهذه التركيبة المعقدة بشكل مقنع، لكن لابد من بذل جهد كبير للتأكد من صحة التفاصيل المتعلقة به، وإلا فإنك تعطي المنتقدين العصا ليضربوك بها.

فمثلا نابليون لم يكن حاضرا في واقعة إعدام مارى أنطوانيت كما ظهر بالفيلم، كما أنه لم يستهدف الأهرامات في مصر، ولم يخض ما يسمى بمعركة الأهرامات عند قاعدتها، ولم يقم جنوده بتحطيم أنف أبي الهول، وهو الأمر الذي نفاه زاهي حواس كبير الأثريين المصريين، لكن المثير رد سكوت حول هذه الواقعة بأنه ليس متأكدا ما إذا إن كان نابليون قام بهذا الأمر أم لا.

ما أزعج الفرنسيين ليس فقط افتقار الفيلم للدقة التاريخية، وإنما أيضا الشخصيات التاريخية الفرنسية التي تتحدث فيه بلهجة أمريكية، ما أثار حفيظة الفرنسيين الذين يعشقون لغتهم بشكل كبير.

 

الأهرام اليومي المصرية في

31.12.2023

 
 
 
 
 

"كذب أبيض": مُساءلة سينمائية قاسية للعائلة والذاكرة والتاريخ

محمد هاشم عبد السلام

في الوثائقي "زاوية أمي، أو كارت بوستال" (2020)، تعثر المغربية أسماء المُدير، في مُتعلّقات والدتها، على بطاقة بريدية قديمة مُصوّرة، أو "كارت بوستال"، لقرية جبلية، يتّضح أنّها (القرية) "الزاوية"، حيث ولدت وعاشت والدتها، قبل مغادرتها إياها صغيرةً. تُقرّر المُدير الذهاب إلى هناك، بحثاً عن ماضي والدتها، وعن جذورها أيضاً. ثم عَقْد مُقارنة بين حياتها وحاضرها هي، الآن، وحياة وحاضر والدتها وأهل القرية، وما آلت إليه الحياة الراهنة لوالدتها، مُقارنة بمصيرها، لو بقيت في القرية. في ختام الفيلم، يتكشّف أنّ ما بدأ رحلة فردية حميمة، بحثاً عن جذور عائلية وماضٍ شخصي وهوية وذات، تطوّر إلى قصّة إنسانية عن حبّ الحياة، والرغبة في التحرّر، والهجرة، والخلاص من فقر وتخلّف وانغلاق مُجتمع.

في جديدها "كذب أبيض، أو أمّ الأكاذيب" (2023)، الفائز بجائزة أفضل إخراج في مسابقة "نظرة ما"، في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان "كانّ" السينمائي، تعزف أسماء المُدير (32 عاماً) على القيثارة نفسها تقريباً. إذْ يبدو جديدها امتداداً مُغايراً، أو محض تنويع على عملها السابق، وإنْ بنهج أشمل، ومهارة فنية أثقل، ومساحات أعمق، وتمكّن وصدق أكبر، واستشراف أبعاد أكثر رحابة وجرأة. التشابه بين الفيلمين يتجلّى في أكثر من جانب، بدءاً من تمويل "قناة الجزيرة الوثائقية" أعمالها، والتصميم على اختيار عنوانين لكلّ فيلم (رئيسي وفرعي)، وتوظيف المخرجة صوتها في التعليق على الأحداث، أو تفسير بعضها وسرد أخرى.

كما أنّها تُوظّف الدُمى، أو العرائس المُصغّرة، كأبطال جذّابين للغاية، عوضاً عن الأبطال الرئيسيين في بعض المشاهد. وهذا على غرار استخدامها التقنية نفسها في فيلمها القصير "جمعة مُباركة" (2013). إلا أن القاسم المُشترك الأكبر يتمثّل في تأسيس جديدها على الفكرة نفسها: عثور المُدير، بين مُتعلّقات الأسرة، على صورة فوتوغرافية (هذه المرّة)، لا بطاقة بريدية، تجعلها مُسوّغاً للحبكة، وإطلاق الأحداث، وتطوير الأفكار. وبالتالي، فانطلاقها من الشخصيّ ـ الخاص، لا يتّجه إلى الذاتيّ لسبر أغواره، فالأمر مُجرّد ركيزة انطلاق إلى العام، والانفتاح على فضاءات أوسع من حدود الذات.

فجأة، انزعجت أسماء البالِغَة، بعد اكتشافها أنّ هناك صورة واحدة شخصية لها كطفلة. حتّى في هذه الصورة، لم تكن مُقتنعة بأنّها هي. الصورة تجمع أطفالاً يجلسون في فناءٍ وهم مبتسمون، وفي الجزء الخلفي، تقريباً خارج الإطار، يُمكن رؤية فتاة صغيرة، تبدو خجولة، جالسة على مقعد. هذه الفتاة الخجولة هي أسماء، كما تُصرّ والدتها وردة، التي أعطت ابنتها الصورة أول مرة عند بلوغها 12 عاماً. شكّلت هذه الكذبة المُتصوَّرة صراعاً رئيسياً مع والدتها، في أعوام مُراهقَتِها. الوالدة تُصرّ على أنّها هي فعلاً، لكنّ أسماء ضغطت عليها لتفسير سبب وجود صورة واحدة فقط من سنوات ما قبل المُراهقة، ما دفعها إلى التشكيك في كلّ ما اعتقدت أنّها تعرفه عن عائلتها. الحجّة أنّ الدين يحظر الصُور والتصوير، وبناء على هذا، رفضت الزهراء، جدّة أسماء ذات الشخصية التقليدية الصارمة والمسيطرة، أنْ يكون للصُور وجود في منزلها، فهذه بنظرها "حرام".

بحث أسماء عن الحقيقة يأخذها إلى نبش الأسرار العائلية، والذكريات المدفونة. تُجري مُقابلات مع والديها وأقاربها وجيرانهم، لكنّها تُقابَل بالمُقاومة والإنكار عند كل مُنعطف. يبدو أنّ الجميع مُصمّمون على حماية أسرار العائلة من شيءٍ ما. من هنا، تُوظّف المخرجة موضوع الصورة لاستحضار ذكريات وقصص أخرى، تعاملت معها بارتياب. نكتشف أنّ الأسئلة الصغرى تفضي إلى أخرى، أكبر وأعقد وأعمق. وعليه، ينتقل الفيلم من قصص فردية شخصية أسرية حميمة، إلى ذكريات عامة مكبوتة وحزينة لإحدى أكثر اللحظات دموية وقمعية في التاريخ المغربي الحديث: أعمال الشغب عام 1981، المعروفة باسم "انتفاضة الخبز"، في الدار البيضاء تحديداً، إذْ لم يتمكن شباب عديدون في المدن الفقيرة من تحمّل الزيادة الحادّة في أسعار الخبز، فانطلقوا في الشوارع.

تدعو المُدير أفراد دائرتها المُقربة، الذين عانوا فظاعة ما جرى، وشهدوا بعيونهم، لإخبارها رواياتهم عن الأحداث الشائنة. ما جَعل الفيلم ثرياً الطريقةُ التي تُقدِّم بها هؤلاء، والحيّ بكامله، كمجاز لشرح التوليفات السياسية للمغرب حينها. تطلّ صورة الجارة فاطمة المُراهقة، التي توفيت في الأحداث، وكانت حينها في عمر أسماء، لتستدعي معها تواطؤ الشرطة والجيش، والبطش والتعذيب والتنكيل، وسَجْن آخرين، وقَتل عديدين، ودفن جثث مجهولة في مقابر جماعية، ومنع نشر أي معلومات تتعارض مع بيانات الحكومة، التي أعلنت رسمياً وفاة 66 شخصاً فقط، بينما تجاوز عدد القتلى، وفقاً لإعلان النقابات، 600 ضحية.

باجتهاد ومُثابرة لافتين للانتباه، شيَّدَ محمد، والد أسماء عامل البناء الماهر، عرائس ـ دُمى، وماكيت الشقة والبناية والحي؛ وحاكت والدتها الملابس، ونماذج أخرى مُصغّرة، اعتماداً على الذاكرة، بسبب قلّة المراجع والصور الفوتوغرافية التي يُمكن الاعتماد عليها. إلا أنّ العمل المُنجز، بمُساعدة مُصمّمين وفنيّين إضافيين، نابض بالحيوية؛ ودقّة التفاصيل عزّزت واقعيّته ومصداقيته، إذْ تؤدّي النماذج المُصمّمة بدقة، تلك التي تُصوّر المنزل والشارع الذي وقعت فيه المذبحة، والسجن تحديداً، دوراً رئيسياً في خلق الجو العام.

هذا الاستخدام، خاصة العرائس ـ الدمى، يستحضر وثائقيات أخرى، اعتمدت التقنية نفسها، كـ"الصورة المفقودة" (2013) للكمبودي ريثي بان، الذي يستعيد فظائع ارتكبها الخمير الحمر في كمبوديا؛ و"كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام" (2022) للمخرج نفسه؛ والفيلم القصير "سيميائية البلاستيك" (2021) للروماني رادو جود؛ وغيرها.

ببراعة، تُحسِنُ أسماء المُدير توظيف الأضواء المُتلألئة بالأحمر والأزرق، لمُحاكاة صفّارات الإنذار والخطر، وتوظيف الصوت، ضجيج الناس وصراخهم، وطلقات الرصاص، ما أضفى واقعية حية كثيرة، مُحمّلة برمزية قوية. بهذا، تجلّت أبرز سمات "كذب أبيض": توليفة مُبتكرة ورمزية للنماذج ـ الدُمى، وإضاءة مُختارة بعناية، وأصوات وموسيقى تصويرية مُشوّقة، وتعليق صوتي لها، غامرةً المُشاهِد في السرد، ومُورّطة إياه في الأحداث، بصرياً وصوتياً، بطريقة فعّالة وأصيلة وجذّابة ومُؤثّرة عاطفياً، رغم غياب صُور فعلية وتسجيلات ولقطات أرشيفية لأحداث المجزرة.

في "كذب أبيض"، الفائز بـ"النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى)" للدورة الـ20 (24 نوفمبر/تشرين الثاني ـ 2 ديسمبر/كانون الأول 2023) لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمرّاكش"، نجحت أسماء المُدير، بذكاء ومهارة، في خلق هذا التناوب الديناميكي والتوازن بين البُعد الجماعي للأحداث التاريخية، والمنظور الحميم والشخصيّ لعائلتها، بإظهار وحدة الأسرة، وكيف يتعامل كلّ فرد مع ذكرياته وخبراته. وفي الوقت نفسه أهمية طرح الحقيقة التاريخية مهما كانت، ومُواجهتها، وإنْ كانت مُؤلمة جداً، وعدم نسيان المظالم والمآسي التي حدثت.

"كذب أبيض" يتخطّى الانشغال الشخصي، والاهتمام بالسرد التاريخي لأحداثٍ مسكوت عنها، ليغوص أكثر في عوالم تاريخ وذاكرة وألمٍ، وبحثٍ عن الحقيقة.

 

العربي الجديد اللندنية في

01.01.2024

 
 
 
 
 

ألكسندر باين في "العالقون": 3 شخصيات حزينة

حين تكون المشاركة سبيلا للخلاص

عبيد التميمي

يتمحور فيلم ألكسندر باين الجديد The Holdovers، أو "العالقون" (بمعنى غير القادرين على المغادرة) حول مدرّس تاريخ في مدرسة داخلية خاصة يضطر أثناء إجازة عيد الميلاد لملازمة طلابه الذين لم تتسنّ لهم مغادرة المدينة لزيارة أهلهم.

يرفض باين، المخرج والكاتب الحاصل على جائزتي أوسكار في السابق للكتابة في أفلام "طرق جانبية" (2004) Sideways و"الأحفاد" (2015) The Descendants رفضا قاطعا ردة فعل بعض المشاهدين إزاء فيلمه الجديد، قائلا إنه يشعر بالغثيان من فكرة أنه صنع فيلما "دافئا". لم أستطع منع نفسي من موافقة فكرة المخرج، إذ أنني رأيته فيلما غارقا في الحزن، ذلك الحزن الذي لا يغمرك دفعة واحدة، بل يتسرب بهدوء مع تساقط أقنعة الفيلم وتكشّف ثيماته المتعددة، حتى يصبح ما أمامك حزن مجرد وبؤس لثلاث شخصيات يربطها ألمها العميق.

قبل كل ذلك، يبدأ الفيلم بتصوير منهجي وكأنه ورقة بحث علمية، فيظهر التنسيق الكامل للمشهد وحتى أسماء العاملين في الفيلم على نحو فريد في مساحات خالية على الجدران، تاركة الممثلين والديكورات تستحوذ على بقية المشهد، وقد يكون هذا سبب الرأي السائد بأنه فيلم دافئ. إن أجواء الفيلم توحي بالعيد فعلا، أضف إلى ذلك ديكورات التصوير والكادرات التي تعتنق الروح الأكاديمية والفصول الدراسية، لتجد نفسك أمام ذكريات يمكنك الارتباط بها بغض النظر عن نشأتك وخلفيتك الدينية والثقافية، لأننا جميعا جربنا ذلك الشعور الدافئ بتوديع القاعات الدراسية مؤقتا لاستقبال العيد. حينما يرحل جميع الطلاب والمدرسون وتبقى شخصيات الفيلم الرئيسية في مبنى ضخم خال من روح الأعياد يذكرهم بوحدتهم باستمرار، يتحول الانطباع أن هذه الشخصيات سوف تجد العائلة المفقودة في بعضها بعض وسوف يكون لعيد الميلاد هذا نكهة خاصة وفريدة لكل فرد منهم.

الفيلم لا يخجل من مواجهة الواقع المزري لكل أبطاله، ويقدم دراسة إنسانية رائعة على الصعيد الشخصي ودراسة للعلاقة التي تتكوّن بين هذه الشخصيات

مواجهة الواقع

هذا يحصل جزئيا، ولكن الفيلم لا يخجل من مواجهة الواقع المزري لكل أبطاله، ويقدم دراسة إنسانية رائعة على الصعيد الشخصي ودراسة للعلاقة التي تتكوّن بين هذه الشخصيات. لا يظهر التوافق بين مدرّس التاريخ بول (يؤدّي دوره بول جياماتي) والطالب أنغوس (دومينيك سيسا) بصورة سريعة، بل نشهد صداما مستمرا على مدار الفيلم وحتى بعد توطّد العلاقة، هناك احترام للاختلاف الصارخ بين الشخصيتين والذي لن يختفي بشكل سحري بمجرد أن تتحسن علاقتهما نسبيا. ما ينتج عن هذا الصدام المستمر هو تعمّق في كينونة هاتين الشخصيتين وتخطي المستوى السطحي لها: الأول مدرس تاريخ نزق لا يفوت أي فرصة لتوبيخ طلابه، والثاني طالب متفوق على أقرانه أكاديميا ويذكرهم بهذا التفوق باستمرار بكل تعال، ولا ننسى الشخصية الثالثة المحورية وهي طباخة المدرسة ماري (دافين جوي راندولف) التي فقدت ابنها الوحيد في حرب فييتنام، والجميع يشفق عليها.

هذا الصدام والتطور المستمر في علاقات الفيلم هو ما يكشف السبب خلف تعصّب بول لطريقته في التدريس وعدم تساهله على الإطلاق مع طلابه، ولماذا علاقة أنغوس متوترة للغاية مع زملائه، في وسط هذا التصادم تأتي أهمية شخصية ماري والتي لا يقتصر وجودها على كسب تعاطف المشاهدين، فهي تثبط حدة الاحتكاك المستمر بين المدرس وتلميذه وتجبرهما على رؤية الزوايا العمياء في شخصيتهما، لأنها تمتلك النضج العاطفي الذي يفتقدانه.

اكتشافات

بول جياماتي الذي يقدّم ربما أحد أفضل أدوار هذا العام، يقبل على شخصيته بكل عنفوان ويعتنق مبادئها بكل تعصب ومن دون مساومة، يرفض إعطاء أي متنفس غير مستحق لطلابه لأن معلمه من قبل لم يعطه هذا المتنفس، يزيف سلامه مع وضعه الحالي كمدرس في منتصف عمره براتب أقل من زملائه ومن دون زوجة أو أطفال أو حتى حياة عاطفية، لكنّ جياماتي يسمح للحظات ضعفه بالتسرّب جزئيا من خلال أدائه الرائع ونلقي نظرة على بول الرجل وليس بول مدرس التاريخ. أما المفاجأة فهي أداء دومينيك سيسا، الممثل الشاب البالغ من العمر 21 عاما الذي يقتحم الساحة السينمائية في أول أدواره، وقد اقتصرت خبرته السابقة على المسرح فقط، والسبب الوحيد لمشاركته في تجارب الأداء هو أن الفيلم كان يُصّور في جامعته. في بداية الفيلم نشاهد طالبا متعجرفا يتمتع بامتيازات مادية لا يحلم بها حتى بعض مدرسيه، لا يتوقف عن الحديث عن الإجازة التي سوف يقضيها مع عائلته. في النهاية، نقف أمام شاب يعاني من الاكتئاب، يفتقد والده بشدة ويفرض حواجز شاهقة الارتفاع حتى يمنع أي أحد من الاقتراب منه والتعرف إلى مكامن ضعفه.

 في نهاية الرحلة لا يوجد نهاية سعيدة لهذه الشخصيات، بل أن واقعها، إن لم يتغير للأسوأ، فهو لا يتغير إطلاقا

يؤقّت النص (من تأليف دافيد همينغسون) اكتشافات الجوانب الجديدة من شخصياته بشكل مثالي، إذ عندما تعتقد أن الفيلم كشف كل أوراقه ووصلت الشخصيات إلى آخر رحلتها، يظهر الجانب الجديد من كل شخصية وتبدو جميع التصرفات والأفعال التي حدثت طوال الوقت منطقية ضمن هذا المنظور الجديد. في نهاية الرحلة لا يوجد نهاية سعيدة لهذه الشخصيات، بل أن واقعها، إن لم يتغير للأسوأ، فهو لا يتغير إطلاقا. ولعلّ الأهمية لا تكمن في التغيير، بل في إدراك هذا الواقع. لا يهدف الفيلم إلى إيجاد نهاية سعيدة لشخصياته، بل إلى جعلها تدرك واقعها التعيس، وهذا الإدراك هو ما يخلق الرابط الحقيقي بينها، وهو رابط عميق لا يمكن إظهاره بصورة شعرية، لأنهما في نهاية المطاف رجلان في بداية سبعات القرن الماضي حيث لا مكان لإظهار المشاعر على الإطلاق، ولكن تلك المشاعر عميقة بقدر رهيب لدرجة أن مصافحة تمثل نهاية صداقة رجلين تختزل في جوفها سنوات من الحزن وانعدام العدل.

وإذ يذكّر الفيلم بأفلام أخرى تدور في الأجواء الأكاديمية، أو العلاقة بين الأستاذ والطالب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "عطر امرأة" و"جمعية الشعراء الموتى" و"ويل هانتينغ الطيب"، أو بالعلاقة بين المدرّب والمتدرّج، كما في بعض الأفلام الرياضية أو سينما المحاماة، فإن هذا يبقى إطارا شكليا وحجّة سردية فحسب. في النهاية ليست هناك لحظات من الكشف البطولي، أو التحوّل الدراماتيكي الهائل، والحياة تستمر ولا نعرف ماذا يحدث بعد المشهد الأخير، لكننا نعرف أن تغيّرا قد حدث، وهو تحوّل على مستوى الداخل، قبل أن يكون في التفاصيل المباشرة. أما الإلهام، وهو العنصر المشترك بين هذا النوع من الأفلام، فهو لا ينبع من مثال قيميّ أعلى، ذلك أن جميع الشخصيات، خصوصا المدرّس والطالب، مليئة بالعيوب والخبايا وحتى الكذب، بل ينبع ببساطة من حقيقة المشاركة، وتقبّل فكرة الألم.

وحين نصل إلى اللحظة الحاسمة في الفيلم، فإننا لسنا أمام لحظة تضحية كلاسيكية، كما يبدو ظاهريا على الأقل، بل أمام لحظة انكشاف كلّ شخصية أمام نفسها، مما يجعلها تتخذ خياراتها الخاصة، دون أن يعني ذلك خلاصا لها أو لمن حولها. ولعله خيار ذكي من كاتب السيناريو أن تجري الأحداث في الماضي، لأن ذلك يمنح المشاهد منظورا دائما حول لحظتين تظلان معلقتين دون إجابة حاسمة، هما الحاضر والمستقبل. فأيّ مصير ينتظر مدرّس التاريخ، وما الذي ستؤول إليه أحوال التلميذ، وهل ستتصالح الأم مع موت ابنها، لا نعرف الأجوبة عن هذه الأسئلة، لكننا ندرك أن تحوّلا داخليا قد طرأ على كلّ شخصية من هذه الشخصيات.

وفي النهاية، وعلى الرغم من إيقاعه الهادئ، فإن الفيلم ينجح في أن يكون "فيلم أعياد"، مع المكوّن الأساسي لهذا النوع من الأفلام، وهو لقاء أفراد في أقصى لحظة تتجلى فيها مشاعر المشاركة والوحدة على حدّ سواء.

 

مجلة المجلة السعودية في

02.01.2024

 
 
 
 
 

السينما تستعيد مواقعها التجارية التي فقدتها

فرنسا تأتي في المقدّمة أوروبياً

هوليوودمحمد رُضا

بدأت أرقام الإيرادات عمّا سجّلته صالات السينما وشركات الإنتاج تتبدّى منذ مطلع العام الحالي. الإقبال ارتفع هنا وانخفض هناك، أو ما زال على ما هو عليه في سوق ثالثة. لكن معظم الناتج، وكما تؤكد الأرقام، هو إيجابي ومهم ويدفع من تساءل في الماضي عمّا إذا كانت السينما دخلت مرحلة الاحتضار لتغيير موقفه.

الحقيقة، أن لا المنصّات الشرعية ولا غير الشرعية أثّرت على إيرادات السينما في الأسواق الكبرى. هي استفادت من انتشار الوباء وحملات التخويف التي سادته قبل ثلاث سنوات فامتدت ونشطت واستفادت. لكن صناعة السينما نفسها من تلك الصناعات الراسخة التي ما أن يبرز منافس لها حتى تلتف حوله وتستفيد منه. في واحد من أوجه تاريخ السينما مرورها بأزمات مختلفة (اليأس الاقتصادي في الثلاثينات، الحروب العالمية، اختراعات التلفزيون والفيديو ومن ثمّ المنصّات)، وفي كل مرّة تخرج نبوءات لا تتحقق تقترح بأن السينما تحتضر.

الأرقام لديها لغة خاصّة في هذا الموضوع. لغة لا تتحمّل النقاش. عندما يُعلن عن أن العروض السينمائية في فرنسا شهدت ارتفاعاً بيّناً في العام الماضي (2023)، عن ذاك المسجل في العام السابق له (2022)، فإن هذا برهان مؤكد على أن الأزمة تمر من تحت الجسر ولا تطمره.

ما حدث في فرنسا هو أن عدد التذاكر المباعة ارتفع في العام الماضي 19 في المائة عمّا كان عليه في العام السابق. عدد التذاكر المباعة ارتفع إلى 181 مليوناً و200 ألف تذكرة. بتحويل هذا الرقم إلى دولارات فإن الناتج مليار و400 مليون دولار.

بذلك، فإن فرنسا تقود حالياً الدول الأوروبية النشطة (مثل ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا) بحجم إيرادات الأفلام المعروضة فيها. هذا على الرغم من أن النسبة المُشار إليها لا تزال أقل من تلك المسجّلة في الأعوام السابقة لسنة 2019 عندما انتشر الوباء.

في ألمانيا، فإن الإقبال ما زال أقل ممّا كان عليه سابقاً بنسبة 17 في المائة. وفي إسبانيا بنسبة 24 في المائة. أما في إيطاليا فالنسبة تبلغ 21.8 في المائة.

أميركا والعالم

واحدة من الأسواق التي ما زالت تعاني أكثر من سواها مما وقع في عام 2020 هي السوق الكورية التي كانت مع الصينية واليابانية، ضلعاً أساسياً في تلك المنطقة والتي عُدّت السوق الخامسة الكبيرة حول العالم.

الأرقام المعلنة، تشير إلى أن الإقبال على السينما (رغم ارتفاع عدد مشتري التذاكر في الشهر الأخير من السنة المنصرمة) لم يتجاوز الـ964 مليون دولار عن ذلك العام بأسره. هذا أقل بنسبة 44 في المائة عمّا كان حال الإقبال على صالات السينما في كوريا (الجنوبية طبعاً) سنة 2019. هذا على الرغم من ارتفاع عدد التذاكر المباعة في العام الماضي بنسبة 11 في المائة عمّا كان عليه في عام 2022.

علينا ملاحظة أنه في كل الأسواق المذكورة تلعب السينما الأميركية دوراً رئيسياً في الوضع التجاري المسجل على درجاته كافة. السينما الأميركية تقود أو تأتي، في بعض الأسواق، في المركز الثاني بين أعلى الإيرادات التي تسجلها الأسواق المحلية حول العالم.

الأفلام الأميركية بحد ذاتها هي الأعلى نجاحاً وإيراداً من أي سينما أخرى. هذا الوضع ساد قبل «كورونا» بعقود طويلة وخلاله وإلى اليوم.

وهذا ما يثير الانتباه إلى أن شركة «ديزني»، ولأول مرّة منذ عام 2015 فقدت ريادتها كأنجح شركة إنتاج وتوزيع حول العالم. الأرقام المعلنة حول نتائج 2023 بالنسبة للسينما الأميركية تفيد بأن شركة «يونيفرسال» هي التي قادت إيرادات السينما الأميركية في السنة الماضية حاصدة 4 مليارات و907 ملايين دولار.

الاستوديو الأول

الأفلام التي مكّنت «يونيفرسال» من تحقيق هذا الفوز هي «ذَا سوبر ماريو بروس موفي» و«M3GAN» و«أوبنهايمر». هذا الأخير (سجل حتى الآن 950 مليون دولار) يختلف عن الفيلمين الآخرين في أنه ليس مبنياً على قواعد تجارية محضة. ليس من صنع فانتازيات الكوميكس (مثل «ذا سوبر ماريو بروس موفي»)، ولا من الأجواء المخيفة كفيلم الطفولة القاتلة في «M3GAN»، بل سيرة حياة لرجل ذاع صيته لدى الأجيال الأخيرة تدريجياً إلى أن أعاده المخرج كريستوفر نولان إلى الواجهة.

«ديزني» لم تتأخر كثيراً على أي حال. في العام الماضي عرضت 17 فيلماً (في مقابل 24 فيلماً لـ«يونيفرسال») وحصدت 4 مليارات و800 مليون دولار. أحد أنجح أفلامها كان «إنديانا جونز وقرص القدر» وفيلم المغامرات الولادية «الحورية الصغيرة» (The Little Mermaid). وحسب مجلة « فارايتي» المطّلعة، فإنها المرّة الأولى، ومنذ سنوات بعيدة، التي لا يحقق فيلم من إنتاجها الإيراد الأعلى بين الأفلام «السوبر» ناجحة. وهي على التوالي:

• «باربي» (وورنر) الذي سجل وحده ملياراً و400 ألف دولار.

• The Super Mario Bros. Movie (يونيفرسال): سجّل ملياراً و300 مليون دولار.

• «أوبنهايمر» (يونيفرسال) الذي جمع 950 مليون دولار.

بمراجعة أرقام الأمس، يتبيّن هنا أن «ديزني» لأول مرّة منذ عام 2014 خسرت تحقيق إيراد يتجاوز مليار دولار عن أحد أفلامها أسوة بالأفلام الثلاثة المذكورة.

حقيقة أخرى، هي أن تبوأ فيلم «باربي» المركز الأول في الإيرادات الأميركية في العام الماضي لم يسعف «وورنر» إلا بحدود؛ إذ حلّت ثالثاً في القائمة، إذ بلغت مجمل إيراداته 3 مليارات و840 مليون دولار. تليها «سوني» في المركز الرابع (ملياران و94 مليون دولار) ومن ثَمّ «باراماونت» (ملياران و26 مليون دولار).

بالعودة إلى فرنسا، لأهمية ما تعنيه سوقها ولصادرتها الأوروبية، فإن نصيباً كبيراً من التعافي والإيرادات المسجّلة يعود إلى عاملين شبه وحيدين: الأفلام الفرنسية والأفلام الأميركية. هناك بالطبع أفلام من كل بلد ونوع منتشرة في مئات الصالات المستقلة (وأحياناً الرئيسية أيضاً)، لكن السائد والجاذب الأكبر للجمهور موزع بين المستورد الهوليوودي والمنتج المحلي.

في النطاق الأميركي ارتفع عدد الأفلام الأميركية التي عُرضت في العام الماضي في السوق الفرنسية إلى 81 فيلماً مقابل 68 فيلماً في العام الأسبق. حسب «المجلس الوطني للفيلم» (CNC)، فإن هذا العدد ما زال أقل ممّا سجّل في السنوات السابقة للوباء؛ إذ بلغ ما معدّله 127 فيلماً أميركياً في العام الواحد.

نسبة التذاكر المباعة للأفلام الأميركية في 2023 بلغ 41.3 في المائة. نسبة التذاكر المبيعة للأفلام الفرنسية بلغ 39.8 في المائة، بما في ذلك الأفلام التي شاركت فرنسا في تمويلها (بصرف النظر عن حجم ذلك التمويل).

توب تن الأسواق

لا بدّ من الإشارة إلى أن السنوات القليلة الماضية منعت الكثير من الأسواق من التقدم إلى مراتب غير تلك التي احتلتها من قبل. مثلاً، لا تزال السوق الألمانية تحتل المركز الثامن بين أسواق العالم والسوق الأسترالية تحتل المركز التاسع. سنوات الأمس القريب هزّت كل الأسواق السينمائية من الولايات المتحدة إلى فرنسا، ومن فرنسا إلى الصين وكوريا وباقي دول العالم. لذلك؛ من الأمان القول: إن الدول المذكورة في القائمة التالية لأعلى 10 أسواق نجاحاً في الإيرادات ما زال على نحو قريب جداً مما كان عليه حتى عام 2020، وهي:

1- الولايات المتحدة

2- الصين

3- الهند

4- كوريا

5- فرنسا

6- اليابان

7- المكسيك

8- ألمانيا

9- بريطانيا

10- إسبانيا

وكانت السوق الروسية تحتل المركز التاسع حتى ذلك التاريخ، بيد أنّ الحرب الأوكرانية وظروفها الاقتصادية حدّت من توزيع الأفلام الغربية فيها في حين لا توجد بيانات تحدّد مدى نجاح الأفلام محلية الصنع فيها.

حين يأتي الأمر لضمّ الأسواق العربية إلى ذلك المحيط، فإنّ السوق السعودية تتقدمها حالياً، تليها سوق الإمارات. لا أرقام جديدة معلنة من قِبل المراقبين أو المؤسسات في كلا البلدين، لكن هذا ما يجتمع عليه الموزّعون اللبنانيون الذين يتولّون معظم الوارد إلى الأسواق الخليجية من أفلام أميركية.

باقي الأسواق العربية هي في نهايات السّلم الدّولي كما كان حالها قبل وخلال عام 2020 وإلى اليوم.

5 أفلام برسم النجاح في 2024

ستعتمد هوليوود على نحو 15 فيلماً من تلك التي ستشهد عروضها في العام الجديد لجذب النجاح الكبير، الذي تعد به تلك الإنتاجات. التالي أهم الأفلام الأكثر ضمانة للنجاح:

1- Dune Part Two

الجزء الثاني (وربما الأفضل) من الملحمة الشهيرة (وورنر)

2- Gladiator Part 2

قد يعوض خسارة ريدلي سكوت في «نابليون» (باراماونت)

3- Mufasa: The Lion King

رسوم متحركة مشتقّة من شخصية «ذَا ليون كينغ» (ديزني)

Civil War-4

احتمال حرب أهلية جديدة في الولايات المتحدة هو موضوع هذا الفيلم (A2A)

5- Deadpool 3

الجزء الثالث (ويا ليته الأخير) من فانتازيا يقودها رايان رينولدز (ديزني)

 

الشرق الأوسط في

04.01.2024

 
 
 
 
 

الترشيحات النهائية تعلن يوم الخميس 18 يناير ..

«باربي» و«أوبنهايمر» و«قتلة زهرة القمر»  يتصدرون القوائم الطويلة لجوائز البافتا 2024

لندن ـ «سينماتوغراف»

كشفت الأكاديمية البريطانية اليوم الجمعة عن القوائم الطويلة لجوائز بافتا السينمائية لعام 2024 في جميع الفئات الـ 24، وتصدر كل من فيلم باربي للمخرجة جريتا جيرويج، وفيلم السيرة الذاتية الملحمي لكريستوفر نولان أوبنهايمر، ودراما الجريمة الغربية للمخرج مارتن سكورسيزي قتلة زهرة القمر، بـ 15 ترشيحاً لكل منها.. ويتبعهم فيلم الفانتازيا العلمية الكوميديا السوداء لـ يورجوس لانثيموس Poor Things بـ 14.

وفي الوقت نفسه، حصل "مايسترو" على 12 ترشيحاً في القائمة الطويلة، و"سولتبيرن" 11، بينما حصل كل من "The Zone of Interest" و"All of Us Strangers" على 10 ترشيحات.

ومن بين أبرز الممثلين والممثلات الذين ضمتهم القوائم الطويلة أسماء مثل مارجوت روبي، وإيما ستون، وساندرا هولر، وليلي جلادستون، وأنيت بينينج، وكاري موليجان، وبرادلي كوبر، وأندرو سكوت، وجيفري رايت، وسيليان ميرفي، وبول جياماتي، وكولمان دومينجو، و. ليوناردو ديكابريو.

وظهرت ساندرا هولر في القوائم الطويلة لـ BAFTA عن عملها في Anatomy of a Fall، وكذلك كممثلة داعمة عن دورها في The Zone of Interest. ويمكن أن يصبح هذا الأخير هو الحصان الأسود مثل فيلم All Quiet on the Western Front - ويكون الفائز الأكبر في فئة الفيلم الدولي خلال موسم الجوائز هذا العام.

القوائم الطويلة هي نتيجة الجولة الأولى من التصويت في جميع الفئات. وسيتم الكشف عن الترشيحات النهائية يوم الخميس 18 يناير عبر بث مباشر يستضيفه الممثلان نعومي آكي وكينغسلي بن أدير، ومن المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز يوم الأحد 18 فبراير 2024 في لندن.

 

####

 

قبل حفل الأحد المقبل المرتقب ..  

تعرف على أبرز ملامح الدورة الـ 81 لـ «غولدن غلوب»

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

ينطلق بعد يومين حفل غولدن غلوب بدورته الـ81 لعام 2024، الحدث الأكثر متابعة بعد حفل الأوسكار، والذي يقام، الأحد المقبل، 7 يناير في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز، ويبث مباشرة عبر شبكة "سي بي إس" الجديدة، ومنصة "Paramount+".

وأعلنت مؤسسة هوليوود للصحافة الأجنبية عن قائمة الترشيحات الكاملة والمكونة من 27 فئة في السينما والتلفزيون، حيث أضافت المؤسسة جائزتين هما "غولدن غلوب للإنجاز السينمائي وشباك التذاكر"، و"أفضل أداء في عرض كوميدي مرتجل".

وستكون المنافسة شديدة هذا العام، وينتظرها صنّاع الأعمال والنجوم وكذلك الجمهور بشوق كبير.

ويهيمن عليها فيلم "باربي" على أغلب الترشيحات، بواقع 9 ترشيحات، بما في ذلك أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، بالإضافة إلى ترشيحات التمثيل لمارجو روبي وريان غوسلينغ و3 من أغانيه الأصلية.

وبذلك يصبح "باربي" ثاني أكثر الأفلام ترشيحاً في تاريخ جوائز غولدن غلوب، الممتد لـ81 عاماً، مع فيلم "Cabaret" الذي صدر عام 1972، فيما يظل فيلم "Nashville" للمخرج روبرت ألتمان هو صاحب الرقم القياسي بـ 11 ترشيحاً.

وبعد "باربي"، يأتي فيلم أبو القنبلة النووية "أوبنهايمر" في المركز الثاني، حاصداً 8 ترشيحات، بما في ذلك أفضل دراما مصورة والممثلون سيليان ميرفي وروبرت داوني جونيور وإميلي بلانت.

وكان مسلسل "Succession" هو البرنامج التلفزيوني الأكثر ترشيحاً، بحصوله على 9 ترشيحات، بما في ذلك لنجوم المسلسل بريان كوكس، وجيريمي سترونغ، وسارة سنوك، وكيران كولكين.

وللمرة الأولى سيكون مضيف حفل توزيع جوائز غولدن غلوب، الممثل الكوميدي الستاند آب، جو كوي، الذي حرص على التواجد أثناء وضع اللمساء الأخيرة للحفل، وساهم في بسط السجادة الحمراء على الأرض استعداداً لاستقبال ضيوف ونجوم الحفل، حيث يجرى العمل على قدم وساق لإضفاء البهجة والفخامة لواحدة من أكبر الليالي في هوليوود.

 

####

 

جوائز الأوسكار تعتبر سيناريو فيلم Origin مقتبسًا رغم تصنيفه «أصلي» من قبل نقابة الكتاب الأميركية

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

في واحدة من التقلبات الغريبة في موسم الجوائز هذا العام، تم اعتبار النص الذي كتبته آفا دوفيرناي لفيلمها Origin سيناريو مقتبسًا من قبل اللجنة التنفيذية لفرع الكتاب في أكاديمية الأوسكار، حسبما علم موقع هوليوود ريبورتر، على الرغم من تصنيفه على أنه سيناريو أصلي. من قبل رابطة الكتاب الأمريكية.

هذه الدراما المؤثرة، التي عُرضت لأول مرة في مهرجاني فينيسيا وتورنتو السينمائيين الدوليين، مستوحاة من كتاب إيزابيل ويلكرسون الأكثر مبيعًا لعام 2020 ويدور الكتاب حول التحيز عبر مساحات شاسعة من التاريخ والجغرافيا، لكن الفيلم، في الوقت نفسه، يسرد مسار ويلكرسون للوصول إلى تلك الروابط.

وسيتنافس نص Origin الآن على الترشيح لجائزة الأوسكار ضد Barbie لنواه بومباخ وجريتا جيرويج والتي كانت فارايتي أول من نشر تقريرًا في وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، حيث اعتبرته اللجنة التنفيذية لفرع الكتاب مقتبساً أيضًا، بينما ظل أصلياً لجوائز جائزة نقابة الكتاب الأمريكية، بالإضافة إلى أوبنهايمر (كريستوفر نولان)، وأشياء مسكينة (توني ماكنمارا)، وقتلة زهرة القمر (إيريك روث ومارتن سكورسيزي)، الخيال الأمريكي (كورد جيفرسون)، منطقة الاهتمام (جوناثان جليزر) و العنكبوت- الرجل: عبر عالم العنكبوت (ديف كالاهام، فيل لورد، وكريس ميلر).

وفي الوقت نفسه، ستشمل المنافسة على ترشيح جائزة نقابة الكتاب الأمريكية كل من Barbie وPast Lives (سيلين سونغ) وThe Holdovers (ديفيد هيمينغسون) ومايسترو (برادلي كوبر وجوش سينجر) ومايو ديسمبر (سامي بورش وأليكس ميكانيك) وسالتبورن (إيميرالد). فينيل) وإير (أليكس كونفيري) وروستين (داستن لانس بلاك وجوليان بريس)

 

موقع "سينماتوغراف" في

05.01.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004