كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

حنان أبوالضياء تكتب:

يوسف شريف رزق الله الذى يعرفه الجميع

عن رحيل عاشق السينما

يوسف شريف رزق الله

   
 
 
 
 
 
 

يوسف شريف رزق الله بالنسبة لعاشقى السينما يعنى الكثير؛ فهو القادر على الإبحار بك فى عالم السينما العالمية داخل محيط من المعلومات السينمائية المتدفقة؛ ومن خلاله استطاع الكثيرون التعرف على مفردات العديد من المدارس السينمائية المختلفة التى تعرفنا عليها من خلال برامجه وعلى رأسها (أوسكار) الذى كان يعنى بالنسبة للكثيرين المنفذ الرئيسى للدخول إلى عالم السينما العالمية؛ وسبق هذا سلسلة من البرامج المهمة على رأسها (تيلى سينما)، و(ستار)، (سينما x سينما) و(الفانوس السحرى) (سينما رزق الله)...وبعيدا عن أنك أمام موسوعة سينمائية تستطيع من خلالها أن تتعرف بشكل مبهر على جميع الأفلام العالمية وتاريخها منذ إنتاجها حتى الآن؛ وبمجرد أن تتناقش معه حول قضية سينمائية تجد نفسك كأنك تدخل إلى أدق التفاصيل فى هذا الموضوع، بكل ما فيه من إنتاج وإخراج وممثلين، بل إن كادرات التصوير فى كل فيلم ينقلك إليها بتدفقه الذى لا ينضب أبداً كأنه يشاهد الفيلم أمام عينيه وهو يتكلم.

يوسف شريف رزق الله خلال الأربعين عاما الماضية استطاع أن يخلق لنفسه مدرسة خاصة به كعاشق للسينما وتلك المدرسة لها تلاميذها من المشاهدين والنقاد ومبدعى السينما أيضا، فالجميع

يعلم أن الكثير من نقاد السينما وفنانيها، هو بالنسبة لهم بمثابة المرجع الأساسى للكثير من الاستشارات الفنية ولما لا، وهو المتابع لكل التحولات الفنية على مستوى العالم، ومن خلال كل المهرجانات العالمية التى كان يشارك فيها ليس بالمتابعة فقط ولكن كأحد أهم الناس القادرين على استنباط التجديد الموجود بين مرادفات أى فيلم عالمى، لذلك كان اسهامه لمهرجان القاهرة السينمائى يتعدى الاختيار للأفلام والقيام بشرائها والاتفاق مع نجوم العالم للحضور للمهرجان إلى مرحلة خلق وجبة سينمائية مهمة قدم للجمهور المصرى كل عام. فهو دينامو المهرجان وروحه الخلاقة.

وبعيدا عن كواليس المهرجانات السينمائية فإن يوسف شريف رزق الله ذو السمات الإنسانية المتفردة يعرفها كل من يقترب منه، وخاصة أنه فى كثير من الأحيان تجىء خطوة التعرف من قبل يوسف نفسه على الآخرين لكونه لديه قدرة غير عادية على التواصل مع الآخر بقمة التواضع الموجود بين جنبات روحه الخلاقة القادرة على إذابة المسافات مع الآخرين، لذلك لم

يكن غريبا أن بين الحين والآخر قد يفاجأ ناقد سينمائى فى بداية المشوار بتليفون منه إما مبدياً إعجابه بطريقة النقد والسرد التى قام بها أو مضيفاً من علمه الفنى إليه حتى يجعل من مقاله نموذجا يحتذى فى الطرح الفنى. والرائع أن يوسف شريف المتقن للعديد من اللغات متمكن من اللغة العربية تمكنا فريدا، وكثيرا ما يقوم بتصحيح بعض الأخطاء اللغوية التى قد تتضمنها بعض المقالات الفنية.

فى الآونة الأخيرة اصيب «رزق الله» بفشل كلوى ما أدى إلى قيامه أسبوعيا بعملية الغسيل الكلوى مرتين، ورغم صعوبة تلك العملية إلا أنه لم يفقد حماسه للسينما ابدا بل لم يفقد عطاءه للآخرين، ما زال يوسف قادرا على إبهار كل من حوله بقدرته على المتابعة الفنية لجميع الأفلام العالمية، ويكاد لا يمر فيلم مهم بدون أن يراه، والأجمل أن حالة الهدوء التى تميز روحه ما زالت مستمرة وقادرة على أن تحول العالم المحيط به إلى عالم أكثر إنسانية وجمالا.

يوسف شريف رزق الله بالنسبة للجمهور هو النافذة إلى السينما العالمية والإبداع، وبالنسبة لكل من عرفه عن قرب هو الاستاذ المعطاء، والإنسان المتدفق محبة للجميع. لذلك يتمنى كل من عرفه أن يتجاوز محنته المرضية الأخيرة بقدرته الهائلة كمحارب لا يستسلم ابدا للمرض والضعف والألم.. عد إلينا يا استاذ يوسف فما زال هناك الكثير من الإبداعات تحتاج إلى رؤيتك النقدية وتحليلك، ومازلنا نحتاج حضورك الإنسانى بيننا الذى لا يعوضه أحد سواك.

 

الوفد المصرية في

10.07.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004