كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يفتتح دورته الـ40 برسالة إنسانية

أمير العمري

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

فيلم "الكتاب الأخضر" للمخرج الأميركي بيتر فاريللي يلاقي ترحيبا كبيرا بعد عرضه خلال افتتاح الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي.

القاهرةفيلم “الكتاب الأخضر” (Green Book) للمخرج الأميركي بيتر فاريللي، هو أول الأفلام التي يخرجها وحده بعد أن اعتاد أن يعمل بالاشتراك مع شقيقه روبرت فاريلل، على غرار الأخوين كوين، وقد كتب له السيناريو مع بريان هايس ونيكولاس فاليلونغا، وهو يستند إلى أحداث حقيقية وقعت في أوائل الستينات، أي في زمن تصاعد الممارسات العنصرية والاعتداءات التي شهدها الجنوب الأميركي بوجه عام ضد الأفرو- أميركيين، وقبيل ظهور ما عرف بـ”القوة السوداء”، أو رد الفعل السياسي العنيف من جانب السود الأميركيين رفضا للعنصرية.

من الأفلام القليلة التي حدث إجماع عليها من جانب السينمائيين والجمهور والنقاد فيلم “الكتاب الأخضر” الذي لقي ترحيبا كبيرا عندما انتهى عرضه في افتتاح الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي في الـ20 من نوفمبر  الجاري، والتي تستمر حتى الـ30 من الشهر نفسه.

الفيلم يقوم على شخصيتين رئيسيتين هما السائق الأبيض من أصل إيطالي “توني فاليلونغا” الذي كان يعرف حسبما أطلقه عليه أصدقاؤه “توني ليب”، أي توني الذي يثرثر كثيرا، وعازف بيانو أسود موهوب هو دونالد أو “دون شيرلي”.

الأول، توني كان قد تسبب بمشاجراته العنيفة في إغلاق الكازينو الذي كان يعمل فيه حارسا ليليا، وأصبح بلا عمل، لكنه يعثر على فرصة للعمل كسائق خاص لعازف البيانو الأسود المرموق شيرلي الذي يتمتع بموهبة خاصة جعلته يصبح على نحو ما، من أهل النخبة الأميركية، فهو يعزف مع زميلين له في قصور الأثرياء من البيض الأميركيين، كما سبق أن قام بجولات موسيقية في أوروبا.

مرة أخرى إذن، نحن أمام فيلم يعالج موضوع العنصرية في الولايات المتحدة من زاوية مختلفة قليلا، ولكن على الرغم من جدية الموضوع إلاّ أن براعة السيناريو وجاذبية الحضور التمثيلي، مع التأرجح المحكم الدقيق بين الدراما والكوميديا الرقيقة مع لمسة رومانسية واضحة، يجعلان الفيلم كأحد “أفلام الرسالة” يصل إلى الجمهور من دون مشقة، ويحقق متعة المشاهدة وهي أساس العلاقة بين الفن والناس.

السيناريو يسير في اتجاه واحد، أي من خلال السرد التقليدي المألوف، الذي يبدأ بتفجير المشكلة أو الأزمة الدرامية، ثم يعبّر على عدد من المواقف التي تخلق اختبارا لكل من توني السائق، وشيرلي العازف، بحيث يصبح بوسع المشاهد أن يستنتج كيف ستنتهي هذه القصة، فبعد إدراك الهوة الواسعة القائمة بين الطرفين من البداية (وحتى منذ ما قبل البداية) يحدث تقارب وفهم مشترك، ثم إدراك يأتي في لحظة استنارة، لكي يثبت لنا الفيلم إمكانية التعايش بين الطرفين المختلفين أساسا في لون الجلد، ولكن أيضا في الانتماء الطبقي والوعي الثقافي.

تشابه ظاهري

نحن أمام حبكة قريبة ولو من حيث التشابه الظاهري مع فيلم “قيادة الآنسة ديزي” (1989) لكلينت إيستوود، ولكن بعد تبديل الأدوار، فعازف البيانو الأسود حل محل السيدة البيضاء العجوز في الفيلم القديم وأصبح هو “السيد”، أما السائق الأبيض فقد حل محل السائق الأسود، وأصبح “الأبيض” بالتالي هو التابع أو البائس الذي يعمل من يفترض أنه أقل منه شأنا.

ترتفع حدة المشكلة عندما يصبح مطلوبا من توني الأبيض قيادة سيارة الكاديلاك الحديثة الفارهة لحساب سيده الجديد الأسود “شيرلي” في رحلة عبر مناطق مختلفة من الجنوب الأميركي المعروف بتطرفه العنصري وخاصة قبل صدور قوانين الحقوق المدنية التي حظرت التفرقة ومنحت السود أصواتا فردية متساوية في الانتخابات.

هناك ثلاثة خيوط يتتبعها الفيلم وينجح المخرج في ضبط إيقاعها بحيث يصبح الانتقال في ما بينها سلسا وواضحا ومفهوما، بل ويمكن أيضا الاستمتاع بهذه الانتقالات.

ويبدأ الفيلم بتقديم الشخصية الأولى، أي توني الذي يقوم بدوره الممثل الأميركي من أصل إيطالي فيغو مورتنسن، فهو متزوج من امرأة جميلة هي “دولورس” (تقوم بالدور ليندا كارديليني)، التي تحبه ولديها منه ثلاثة أبناء، غير أنها تخشى أن يتغيّب عنها أو أن يتعرض للمتاعب بعد قبوله العمل في قيادة سيارة شيرلي، الذي يظل يدعوه طوال الفيلم بالدكتور منذ أن كان يعتقد في البداية أنه أحد كبار الأطباء الأثرياء إلى أن فوجئ بأنه مجرد عازف بيانو، بل وأسود أيضا.

اشترك في كتابة السيناريو كما أشرت نيكولاس فاليلونغا، وهو الابن الحقيقي لتوني فاليلونغا (أو توني ليب)، كما أنه أيضا ممثل شارك في العديد من الأفلام وخاصة أفلام المافيا منذ أن لعب دورا في فيلم “العراب” (1972)، لذلك جاءت شخصية مورتنسن متميّزة بكل هذه الدقة في التفاصيل والملامح.

"الكتاب الأخضر" هو الدليل الذي كان يوزع على السائقين السود في الجنوب كإرشادات للأماكن التي يتعين عليهم تفاديها

وقد اقتضى الأمر من مورتنسن أن يزيد وزنه أكثر من عشرة كيلوغرامات حتى أصبح بإمكانه القيام بالدور، مع ملاحظة أنه لا يكاد يكف عن تناول الطعام بشراهة طوال الفيلم، بل والاشتراك في مسابقات حول تناول شطائر “هوت دوغ” التي يلتهم منها في إحدى المسابقات مع رفاقه في الحانة 26 شطيرة، فهو شخص مقبل كثيرا على الحياة، يتمتع بجسد مفتول قوي ضخم، ورغم طيبة قلبه إلاّ أنه يمكن أن يتحول عند اللزوم، إلى وحش كاسر يفتك بخصومه. لذلك يجد فيه شيرلي الرفيق المثالي الذي يمكنه حمايته أيضا، رغم أنه يعتبر نقيضه تماما سواء على الصعيد الطبقي، حيث ينتمي شيرلي إلى الأرستقراطية السوداء، يتمتع بالثراء، ويلمّ بالتاريخ والمعرفة الواسعة بالعالم، كما يجيد لغات عدة، وهو لا يكف بالتالي عن الاعتراض على سلوكيات سائقه المتدنية التي يرى أنها يمكن أن تسبب له الحرج أمام مضيفيه من الأثرياء البيض، ولا يتوقف عن محاولة تلقينه قواعد السلوك القويم وإقناعه بالتخلي عن تناول الطعام السريع الذي يراه “غير صحي” ويرفض تناوله تماما، لكن توني سينجح في ما بعد في دفع شيرلي إلى تناول شرائح دجاج كنتاكي المقدد، بل ورمي العظم الذي يتبقى منه من نافذة السيارة أيضا خلافا لقواعد السلوك “المحترم”!

العلاقة الأساسية

الخيط الأول والأساسي يتعلق إذن بالعلاقة بين توني وشيرلي، أما الخيط الثاني فيرتبط بالعلاقة بين توني وزوجته دولورس، وهنا يتنقل الفيلم في فلاشات سريعة بين الثنائي شيرلي وتوني من ناحية، ودولورس من ناحية أخرى. فدولورس أكدت على زوجها منذ البداية، عندما أصر على السفر لكي يحصل على المبلغ الجيّد الذي وعده به شيرلي، خاصة أنه في أمس الحاجة إليه بعد فقدانه عمله القديم، ضرورة أن يكتب لها رسالة يوميا ولا يبدّد المال على مكالمات الهاتف من ولايات الجنوب.

لكن توني شبه جاهل، لا يجيد الكتابة، ولا يعرف كيف يعبر عن المشاعر الرومانسية، لذلك فهو يلجأ إلى شيرلي الذي يكتب له رسائل تفيض بالعاطفة والغزل.

تذوب الزوجة تحت تأثير كلمات شيرلي الجميلة المفترض أنها صادرة عن توني، لدرجة أن شقيقتها تقول إنها تريد رسائل مثلها. لكن دولورس ستدرك بفطنتها أنه لا بد وأن يكون شيرلي وراء هذه الرسائل، وستشكره هو في النهاية على هذه الخدمة الجليلة!

مناخ العنصرية

الخيط الثالث في الفيلم يتعلق بعنصرية الشرطة في الجنوب الأميركي وتعاملها الفظ مع البطلين، فرجال الشرطة يوقفون البطلين أكثر من مرة، ثم يتعرضان للاعتقال والإهانة، ويقتضي الأمر أن يجري شيرلي اتصالا هاتفيا سيتضح أنه كان مع النائب العام الأميركي روبرت كنيدي وليس أقل، الذي يتصل بحاكم الولاية والذي يتصل بدوره بمركز الشرطة فيتم إطلاق سراح الاثنين على الفور. وبينما يبتهج توني، يشعر شيرلي بالغضب لاضطراره إلى هذا المسلك، فهو لا يريد سوى احترام القانون الذي يمنحه حق التحدث إلى محاميه، وهو ما ينكرونه عليه.

فيلم يمتلئ بالكثير من الإشارات الذكية واللمحات 

ولا يقتصر الأمر عل الشرطة، بل يمتد إلى مواقف مختلفة، تسلّط الضوء على بشاعة التقاليد العنصرية المستقرة في الجنوب التي تحظر على السود دخول الكثير من الأماكن مثل المطاعم أو دورات المياه والحانات، وترغمهم على التبوّل على جانب الطريق والاكتفاء بالمطاعم التي تقدم الطعام للسود فقط. وبينما تبدو النماذج التي يعزف لها شيرلي وزميلاه نماذج محنطة، يمكن أن ترحب حقا بالاستماع للموسيقى، إلاّ أنها لا تتفاعل معها على نحو ما يتفاعل السود، الذين يعبّرون عن مشاعر حقيقية عندما ينطلق شيرلي في العزف داخل أحد مطاعم الأميركيين السود، في مشهد يمكن اعتباره “الماستر سين” أو ذروة الفيلم كله، هنا تنهض النساء والرجال، يندمج الجميع معا، يرقصون ويتركون لمشاعرهم العنان وهم يتمايلون على إيقاعات الموسيقى التي يعزفها شيرلي ببراعة مدهشة.

الكتاب الأخضر” هو الدليل الذي كان يوزع على السائقين السود في الجنوب كإرشادات بالأماكن التي يتعيّن عليهم تجنب الدخول إليها تفاديا للمتاعب، و”الكتاب الأخضر” الفيلم عمل بسيط، يدفع شخصياته وأحداثه في سلاسة وتدفق جميل بحيث يخفي رسالته الإنسانية تحت جلد الصورة، كما يتمتع بشريط صوت بديع، وصورة تحافظ على واقعية الحدث والمكان.

براعة التمثيل

إلاّ أن من أكثر عناصر نجاح الفيلم والقدرة على جعل المشاهدين يتفاعلون معه، الأداء البديع من جانب الممثلين العملاقين، أولهما ماهر علي شالا في دور شيرلي، وهو الذي سبق له أن برع في فيلم “ضوء القمر” (Moonlight) وحصل على أوسكار أفضل ممثل ثانوي عن دوره.

وهو هنا يجيد تجسيد شخصية شيرلي العازف الماهر الذي يعبر عن غضبه لما يتعرض له أبناء جلدته، من خلال الموسيقى، ويتقمص دور “الأرقى” ولو نظريا، الذي يخفي شعورا قائما بالاضطهاد، لكنه ينفجر أيضا معبّرا عن رفضه أن يتلقى دروسا في الانتماء من توني.

أما فيغو مورتنسن في دور توني ليب، فهو يبدو في البداية ساذجا فظا لا يمكنه إخفاء نظرته العنصرية إلى شيرلي رغم أصوله الإيطالية التي تجعل الشرطي يصفه بأنه “نصف أسود”، ثم يبدأ تدريجيا في التقارب معه وإدراك أن شيرلي فنان حقيقي موهوب صادق في مشاعره، يجب أن ينال ما يستحقه من تقدير، فينبري للدفاع عنه، والتصدي لحمايته من العنصريين البيض.

الكتاب الأخضر” ليس تحفة سينمائية رفيعة، لا يخفي مفاجآت في مسار السرد ولا يخترق السياق القصصي المعروف، لكنه يمتلئ بالكثير من الإشارات الذكية واللمحات الإخراجية التي توحي بالكثير، وهو أمر ليس سهلا على الإطلاق في رأيي!

كاتب وناقد سينمائي مصري

####

"عمرة والعرس الثاني"

فيلم سعودي يكسر القيود الاجتماعية المتوارثة

القاهرة – في ثاني أفلامه الروائية الطويلة يعود المخرج السعودي محمود صباغ إلى انتقاد السلبيات الاجتماعية في إطار يمزج بين الواقع والفانتازيا، لكنه هذه المرة يسلط الضوء على المرأة السعودية وشؤونها.

ويتناول فيلم “عمرة والعرس الثاني”، الذي عرض الأربعاء ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40، قصة ربة المنزل عمرة ذات الـ44 عاما التي تعيش راضية بحالها ولا تشغلها سوى راحة زوجها وبناتها الثلاث، لكنها تجد نفسها في مأزق عندما تكتشف عزم زوجها الزواج من شابة سورية انتقلت مع أسرتها للعيش في منزل مجاور.

تطرق عمرة كل الأبواب محاولة منع الزيجة المرتقبة، لكن مواقف كل من يتدخل في الأمر تكشف أنهم جميعا يحاولون استغلال معاناتها دون تقديم حل، فتصبح في النهاية هي الملامة على رفض أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها.

الفيلم من بطولة الشيماء طيب وخيرية نظمي ومحمد الحمدان، ووضع موسيقاه التصويرية تامر كروان بينما قام بالتصوير فيكتور كريدي. وقال مخرج الفيلم محمود صباغ في مناقشة عامة بعد عرضه الأربعاء، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي “موضوع الفيلم موضوع جاد، اخترت فكرة الذكورية أو الذكورية الاجتماعية، وناقشنا سوء التعامل مع المرأة وحقوق المرأة”.

وأضاف “حاولت أن أكشف كل من حاول خدمة عمرة أو اعتقد أنه يحاول انتشالها من عثرتها سواء رجل الدين التقليدي أو المرأة المتحررة المشهورة بوسائل التواصل الاجتماعي أو الرجل الليبرالي أو الناشطات الحقوقيات، جميعهم حاول استغلالها أكثر من خدمتها”.

محمود صباغاخترت طرح فكرة الذكورة في الفيلم، وسوء التعامل مع المرأة

ورغم تقديمه لنموذج المرأة المقهورة في المجتمع السعودي والنماذج السلبية المحيطة بها، فإن مخرج الفيلم أكد حصول العمل على كافة التصريحات الرسمية بالتصوير من السلطات المحلية.

وقال صباغ “الفيلم تمت الموافقة عليه من الرقابة السعودية، عندنا مرحلتين للرقابة، الأولى تمنح التصريح بالتصوير بينما تمنح الثانية التصريح بالعرض، وقد اجتزنا المرحلة الأولى وخرج الفيلم للنور أما مسألة عرضه فربما يوضع له تصنيف عمري كبير أو حتى تقتطع بعض المشاهد.. لا أدري”.

وكان سفير السعودية بالقاهرة أسامة نقلي، من بين الحاضرين لعرض الفيلم بالمسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية.

وحقق الفيلم الروائي السابق لمحمود صباغ “بركة يقابل بركة” نجاحا كبيرا وعرض في أكثر من مهرجان عربي وأجنبي، وتناول الفيلم قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة واستخدمها في مناقشة الحريات الشخصية والقيود الاجتماعية المتوارثة.

وعلى المستوى السينمائي حقق فيلمه الثاني “عمرة والعرس الثاني” إضافة جديدة بتقديم وجوه سعودية جديدة تشارك في صناعة السينما لأول مرة من بينها بطلة العمل الشيماء طيب.

وقال صباغ “أغلب الممثلين ليسوا محترفين، خضنا تدريبات قبل التصوير لأكثر من أربعة أو خمسة أشهر تقريبا، هذا أول عمل لشيماء”.

وأضاف “عندما بدأت في صنع الفيلم بحثت عن شخصية غير محترفة، شخصية عفوية لا تتقمص الدور لكن تعيشه، وشيماء بذلت جهدا كبيرا.. أظن أنه كان اختيارا موفقا”.

وعرض، الأربعاء، هو الثاني عالميا للفيلم والأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتنافس الفيلم ضمن ثمانية أفلام بمسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الذي تستمر عروضه وأنشطته حتى 29 نوفمبر الجاري.

العرب اللندنية في

23.11.2018

 
 
 
 
 

أحمد عبد الله: محظوظ بعرض «ليل خارجي» في المسابقة الرسمية للقاهرة السينمائي

حصلنا على منحة لتصحيح الألوان من إحدى الشركات المتخصصة في لبنان

كتب الخبر هيثم عسران

يشارك المخرج أحمد عبد الله بفيلمه الجديد «ليل خارجي» في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الأربعين. في حواره مع «الجريدة» يتحدث أحمد عبد الله عن الفيلم الجديد ومشاركته في المهرجان وكواليس صناعته.

·        كيف رُشّح «ليل خارجي» للمسابقة الدولية بمهرجان القاهرة؟

تواصلت مع إدارة المهرجان وأخبرتها بأن الفيلم تتوافر فيه الشروط التي يجب أن يتضمنها ليكون ضمن مسابقات المهرجان، تحديداً الدولية منها، خصوصاً أن مهرجان تورنتو حيث عُرض العمل للمرة الأولى لا يتعارض مع مهرجان القاهرة، ووجدت ترحيباً من القيمين.

·        هل رغبتك في المشاركة بالمهرجانات هي السبب في تأخر عرض الفيلم؟

لم يتأخر عرض الفيلم. انتهينا من تصويره خلال مارس الماضي، ثم استغرقت عمليتا المكساج والمونتاج وقتاً طويلاً للانتهاء منهما بالصورة التي نرغب فيها، لدرجة أن النسخة النهائية لم تُنجز سوى بداية أغسطس الماضي. حتى أنني أرسلت إلى مهرجان تورنتو النسخة غير الأخيرة. لذا لا أعتبر أن موعد العرض تأخر، لا سيما أن الفيلم سيُطلق في الصالات بعد مشاركته في المهرجان مباشرة.

·        وكيف وجدت مشاركتك للمرة الأولى في المسابقة الدولية بالمهرجان؟

سعيد بهذا الأمر، فشرف كبير لأي مخرج مصري أن يشارك فيلمه في أعرق مهرجان سينمائي. أتذكر أنني عند عرض فيلمي «ديكور» في إحدى دورات المهرجان، كنت أتمنى مشاركته في المسابقة الرسمية ولكن لوائح المهرجان وعرضه في مهرجان لندن قبل «القاهرة الدولي» جعلاه يعرض في المسابقة العربية. ولكن يبقى للمنافسة في المسابقة الدولية مذاق خاص.

·        يرى البعض أن فرص الفيلم جيدة كونه العمل المصري الوحيد في المسابقة الدولية.

المنافسة صعبة، لأن المسابقة تضم مجموعة من الأعمال السينمائية القوية والمميزة (15 فيلماً).

دعم ومنح

·        نال الفيلم دعماً من عدة جهات كي يخرج إلى النور، حدثنا عن تفاصيلها.

خلال فترة التصوير لم نحصل على دعم سوى من شركة «كانون» التي وفرت لنا كاميرات متخصصة ومعدات تصوير ساعدتنا في تقديم العمل بشكل جيد ووفرت علينا إنتاجياً بشكل كبير. لكن الشركة المنتجة وهي «حصالة» وفرت لنا في حدود الإمكانات التمويل اللازم لتصوير الفيلم، والقيِمة عليها المخرجة هالة لطفي تفهم جيداً طبيعة العمل السينمائي، كذلك يعرف فريق العمل أننا نقدم تجربة مختلفة لها ظروف خاصة. من ثم، كان الحرص على الاهتمام بالتفاصيل كافة، وحصول كل مرحلة في الفيلم على حقها.

·        لكن الفيلم حصل على منح عدة.

بعد الانتهاء من التصوير حصلنا على منحة لتصحيح الألوان من إحدى الشركات المتخصصة في لبنان، وسافرنا إلى بيروت من أجل هذا الغرض. كذلك حصلنا على منحة إنجاز مرتبطة بإنهاء مراحل ما بعد التصوير.

·        لماذا لم تتعاون مع شركات الإنتاج السينمائي الموجودة في مصر؟

تجربة «ليل خارجي» مختلفة بالنسبة إلي، ومن البداية اتخذت قراراً بأن أقدم الفيلم بعيداً عن أي عوامل قد تؤثر فيه. والحمد لله، سارت الأمور كما خططت لها، ولم نواجه صعوبات إنتاجية، وهو أمر أشكر عليه المنتجة هالة لطفي وفريق عمل الفيلم الذي حصل على أجور أقل مما يتقاضى في أعمال آخرى.

ميزانية وأفلام مستقلة

·        هل الميزانية هي سبب الاستعانة بمجموعة من الفنانين الشباب؟

تطلبت طبيعة الفيلم ذلك، واخترنا الممثلين للأدوار المناسبة. كذلك كان علينا الاستعانة بعدد من ضيوف الشرف، خصوصاً أن الأحداث ذات إيقاع سريع وتدور في ليلة واحدة.

·        لماذا تركِّز على الأفلام المستقلة؟

شخصياً، أتحفظ على استخدام لفظ «سينما مستقلة» ولكن المشكلة أن ظروف الإنتاج السينمائي خلال الفترة الراهنة قسَّمت الإنتاج بين تصنيفين ولا تخرج أشكال سينمائية آخرى، وهو أمر خاطئ من وجهة نظري.

عموماً، السينما المستقلة قد تحظى بمكانة أكبر خلال الفترة المقبلة، إذا نالت الاهتمام اللازم والتسويق المطلوب للجمهور، خصوصاً أن هذه التجارب السينمائية تسوَّق بطريقة جيدة في دور السينما الأوروبية. وأعتقد أننا في مصر لدينا جمهور واسع بعد نحو 10 سنوات من التجارب السينمائية المختلفة. صحيح أن القاعدة الجماهيرية تتسع تدريجياً ولكن دعمها من المنتجين والموزعين يسهم في تسريع.

مهرجانات

يكشف أحمد عبدالله أن فيلمه «ليل خارجي» سيشارك في مهرجان مراكش. وحول عرض الأفلام في المهرجانات السينمائية وانقسام الصانعين بشأن تأثيره في طرحها تجارياً، يقول عبدالله: «يتيح عرض الفيلم في المهرجانات فرصة التعرف إلى انطباعات شرائح جماهيرية مختلفة حوله، فضلاً عن رأي الصحافة والنقاد. وبالنسبة إلى الإيردات فأتمنى أن يحقق الفيلم أرقاماً جيدة عند طرحه تجارياً».

####

حركة المهرجانات السينمائية في مصر... هل تواجه تضارباً؟

انتهاء الدورة الأخيرة من «القومي للسينما»

قبل بدء الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة بـ 48 ساعة

كتب الخبر محمد قدري

بدأ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أخيراً، وكان سبقه إطلاق «بانوراما الفيلم الأوروبي»، كذلك كان الجمهور انتهى من متابعة الدورة 22 من «المهرجان القومي للسينما» بعد عرض عشرات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التسجيلية، وإعلان الجوائز، ولا ننسى أيضاً مهرجان الجونة الذي أقيم في سبتمبر الفائت. نظرة إلى هذه الفعاليات وإلى رأي النقاد في كثرة المهرجانات السينمائية وتأثير إطلاقها في مواعيد متقاربة في مدى نجاحها.

بدأت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الأربعين مساء الثلاثاء الماضي بساحة دار الأوبرا المصرية وتستمر حتى 29 نوفمبر الجاري، بمشاركة أفلام كثيرة وضيوف من أنحاء العالم. ويترأس الدورة المنتج والسيناريست محمد حفظي

وتأتي الدورة الجديدة من المهرجان بعد أيام قليلة من إطلاق «بانوراما الفيلم الأوروبي» التي أقامتها شركة «أفلام مصر العالمية» برئاسة المنتجة ماريان خوري في سينما «زاويا» بوسط القاهرة وعدد من المحافظات المصرية.

عرضت خلال هذا المهرجان عشرات الأفلام من قارة أوروبا التي أصبحت تحوز جماهيرية عالية في مصر، خصوصاً من فئة الشباب، علماً أن فرصة عرضها في دور السينما التجارية قليلة إذ تعرض الأفلام الأميركية طوال العام.

واللافت أن غالبية الأفلام التي تضمنتها الدورة حاصلة على جوائز في عدد من المهرجانات العالمية، ما أعطى المهرجان زخماً كبيراً.

وحرص عدد كبير من نجوم الفن على حضور «البانوراما»، أبرزهم أحمد كمال ولبلبة، والسيناريست مريم نعوم، والمخرج أبو بكر شوقي، وقد امتلأت العروض بالجمهور.

وكانت «البانوراما» احتفلت بوجود عدد من أفلامها بالدورة الثانية التي انتهت قبل أسابيع قليلة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي بمحافظة البحر الأحمر، والذي أصبح أحد أهم مهرجانات السينما في المنطقة رغم حداثته، وحضره مئات الفنانين وصانعي السينما في العالم العربي.

وخلال اليومين الماضيين انتهت الدورة 22 من المهرجان القومي للسينما بعد عرض عشرات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التسجيلية، وإعلان الجوائز بحضور جماهيري وفني نظراً إلى أهمية هذا الحدث لدى الصانعين. كذلك شهد تكريم كل من نادية الجندي وحسين فهمي عن مجمل أعمالهما. وحرصت الإدارة على الانتهاء من الدورة الأخيرة قبل بدء الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة بـ48 ساعة كي لا يحدث أي تداخل بينهما ويتشتت الجمهور.

رأي النقد

يرى السينمائي محمود قاسم مشكلة في كثرة المهرجانات السينمائية أو الأحداث المهتمة بالسينما، ولكنه شدد على ضرورة الاهتمام بالصناعة الفنية، خصوصاً السينمائية لتأسيس قاعدة قوية من الأفلام تشارك في المهرجانات على أرض مصر.

وأوضح أن المهرجانات عالمياً ظاهرة صحية، إذ تسمح بتبادل الثقافات والخبرات وإقامة مناقشات سينمائية بين الجمهور والقيمين على الصناعة، ذلك من خلال الندوات والفعاليات التي ترتبط بالعروض المختلفة.

كذلك قال الناقد محمود راضي: «بالنظر إلى الفعاليات السينمائية التي تزاحمت أخيراً نجد ألا مشكلة في الأمر حتى إن تداخلت هذه الفعاليات زمنياً، فبانوراما الفيلم الأوروبي مميزة ومختلفة مقارنة بغيرها ولها فئة مستهدفة من الجمهور، معظمها من الشباب الباحثين عن التغيير في مجال السينما والذين لا يهتمون بالسينما العربية ويجدون أن الأفلام الأميركية تجارية فيما السينما الأوروبية بالنسبة إليهم مختلفة ومهمة، وبدلاً من البحث عنها على الإنترنت تتوافر على شاشات السينما في تجمعات كبيرة تخلو من أي مقعد شاغر».

وأضاف راضي أن بقية الفعاليات السينمائية مهمة ولكن موعدها أصبح خارجاً عن إرادة الإدارات نظراً إلى ارتباط بعضها بإقامة مهرجانات أخرى وارتباط بعضها الآخر بالمهرجانات العالمية والاتحاد الدولي للمهرجانات السينمائية. لذا جاء مهرجان القاهرة في هذا الموعد، ما سبَّب لإدارته مشكلات كبيرة على مدار السنوات الماضية لعدم القدرة على استقطاب أفلام جديدة على اعتبار أن أصحابها يفضلون المشاركة في المهرجانات العالمية الأخرى.

وثمّن الناقد الدورة الجديدة للقاهرة الدولي والمخرج محمد حفظي الذي استطاع إحضار نحو 14 فيلماً تُعرض عالمياً أول مرة، ذلك لعلاقاته المتشعبة حول العالم وتردده على المهرجانات الدولية، كما قال.

الجريدة الكويتية في

23.11.2018

 
 
 
 
 

"لعزيزة" معاناة الأم بين حبها لابنها ومستقبلة الأفضل

نهال ناصر

واحدة من أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان هي الفراق، عندما تبتعد عن شخص تحبه وعشت معه لفترة طويلة.

وأصعب ما في حياة أي إنسان ابتعاده عن والديه، خاصة إذا كان مرتبط بهما، هذه هي الحالة الإنسانية التي ستعيشها مع الفيلم المغربي "لعزيزة".

فيلم "لعزيزة" يشارك في الدورة الـ 40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وتحدث مخرجه محسن البصري عن الفيلم كاشفا أنه يحكي عن موقف شخصي عاشه مع والدته قبل 42 عاما وهو في عمر الـ 5 سنوات، لذا قرر أن يقدم الفيلم كهدية لوالدته التي لم تشاهده حتى الآن.

عرض الفيلم في ثاني أيام مهرجان القاهرة السينمائي الـ 40، وسط حضور جيد وإشادة بالحالة الإنسانية والمشاعر التي رصدها الفيلم.

معاناة الأم بين ارتباطها بابنها وتأمين مستقبله

"لعزيزة" أم شابة مطلقة تعيش مع ابنها "إحسان" صاحب الـ 5 سنوات ومع شقيقها الذي يعتبر والدا لابنها، وفي يوم من الأيام يأتي طليقها ليأخذ ابنه إلى العاصمة المغربية الرباط ليبدأ تعليمه بها لأنها أفضل من المدينة التي يعيش فيها.

من هنا تبدأ قصة عذاب الأم ما بين أنها لا تريد أن يبتعد ابنها عنها، وأن يذهب ليتلقى تعليم جيد، وفي النهاية ترضخ للأمر وتبدأ رحلتها من مدينتها إلى الرباط، في آخر ساعات تجمعها بابنها الحبيب الذي ترغب في أن تجعل مستقبله أفضل حتى وإن كان هذا يحزنها.

الإيقاع

مدة الفيلم 79 وأحداثة تدور عن رحلة الأم وابنها والمشاعر الصادقة بينهما ولحظات الوداع.

انقسمت الآراء حول رتم وإيقاع الفيلم، البعض رأى أنه بطيء وهناك مشاهد كانت طويلة بلا داعي، وآخرون رأوا أن هذا يتناسب مع قصة الفيلم، فطول الوقت يجعلك تشعر بما تحس به الأم التي لا تريد أن يمر الوقت حتى لا تبتعد عن ابنها.

مخرج الفيلم أكد على هذه النقطة أنه رغب في أن تصل فكرة أن الوقت كان بطيئا وأن الرحلة التي استغرت ساعات كانت وكأنها استغرقت عاما كاملا.

الممثلون

قدمت دور الأم الممثلة المغربية فاطمة الزهراء، وببراعة شديدة استطاعت أن توصل للجمهور مشاعر الأم في هذا الموقف، تعابير وجهها ومحاولتها لكتم حزنها ودموعها، ارتباطها بابنها.

كذلك الطفل الصغير الذي قام بدور "إحسان" لا تشعر أنه يمثل أمام شاشات، هو ذالك الطفل الذي يذهب برفقة والدته إلى منزل والده الذي لا يعرف عنه شيء، حتى أنه لا يعرف بأي اسم سيناديه، ويحاول بكل قوة رغم صغر سنه، أن يجعل والدته لا تحزن أو تبكي.

الموسيقى

لم يستخدم المخرج موسيقى تصويرية خلال أحداث الفيلم، حتى الحوار بين الأبطال كان قليلا، ليترك الطبيعة تتحدث.

صوت الأطفال وهم يلعبون وصوت السيارات والشارع، ضجيج ركاب الأتوبيس في رحلة الأم وطفلها، صوت الأشجار والعصافير، كلها عوامل تساهم في دخول الجمهور أجواء الفيلم.

المصداقية

أهم ما يميز الفيلم هو مصداقيته، فكل صورة ينقلها تشعر وكأنها حقيقة وليست تمثيلا أمام الكاميرات، لا ماكياج لبطلة العمل، المنزل وبساطته، طريق الرحلة والمشاعر المتبادلة سواء حزن غضب خوف أو فرحة، ظهرت كلها واضحة وسهلة وصادقة.

الطفلة الصغيرة

يرغب مخرج الفيلم محسن البصري عندما ترى والدته هذا الفيلم أن تخرج الطفلة الصغيرة التي بداخلها، الطفلة التي عانت كثيرا في طفولتها وأثر ذلك على مرحلة شبابها.

لذا نجد طوال أحداث الفيلم طفلة صغيرة ل اتتحدث ولكن من خلالها يفهم المشاهد ما حدث مع "لعزيزة" بطلة العمل، ولماذا ترغب في أن يكون لابنها مستقبلا أفضل، كما تكتشف أن "لعزيزة" مرت بظروف وتحديات صعبة لكنها أم قوية تحب ابنها وتضع أمام أعينها مستقبلة.

موقع "في الفن" في

23.11.2018

 
 
 
 
 

"روما" اشتباك بصرى بلحظات مظلمة فى التاريخ المكسيكى الحديث

تحليل يكتبه باسم فؤاد

منذ فوز فيلم روما بجائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية السينمائى فى سبتمبر الماضى، أصبح اسم مخرجه "ألفونسو كوارون" حديث العالم، وأحدث ضجة كبيرة وعلت التوقعات وفى المقابل زاد سوء الفهم حول طبيعة هذا المنتج الفنى، ومع الإعلان عن عرض الفيلم بمهرجان القاهرة السينمائى زاد الإقبال من جماهير السينما لمشاهدته، أمس الخميس، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

اسم الفيلم "روما" نسبة إلى حى فى مكسيكو سيتى حيث تعيش العائلات خلف بوابات مغلقة، وتعمل الخادمات والطباخين والسائقين فى واحدة من هذه المنازل، إذ تعيش "كليو" حاضنة الأطفال بجانب كونها خادمة، فى الصباح تستيقظ مع الأطفال، فى الليل تضعهم فى السرير، تقدم وجبات الطعام، وتنظف فضلات الكلاب وتحمل الغسيل إلى السطح.

سلسلة من الكوارث تنال من استقرار هذه الأسرة، بدءا برحلة عمل يقوم بها الأب لكندا لا يعود بعدها، بالإضافة إلى وقوع زلزال، وموت ابن الخادمة وخيانة حبيبها بعدما عرف أنها حامل، فى واحدة من أكثر التسلسلات إثارة للدهشة، شاهدت كليو وجدة العائلة سينيورا تيريزا (فيرونيكا غارسيا) مظاهرة طلابية تحولت إلى أعمال شغب من خلال نافذة صالة عرض للأثاث، لا يشير "كوارون" إلى الحادث - الذى يعرف باسم مذبحة كوربوس كريستى عام 1971 - لكنه يملأ ذلك اليوم بمشاهد من العنف الفوضوى، بما فى ذلك صورة امرأة تصرخ طلبا للمساعدة بينما تحتضن رجلا يحتضر.

المحرك الدرامى لـ "روما" هو الأزمات الموازية التى يمر بها كل من "كليو" و "صوفيا" ، وكيف ترتقى النساء والأسرة لمواجهة التحديات، فى البداية تستمر أزمة عودة والد العائلة من مؤتمر فى كندا  بعد تأجيل عدة مرات، مع تزايد حماس صوفيا لعودته، حتى يصبح عدم عودته أمرا واقعا تتعايش معه الأسرة، بالتوازى مع أزمة "كليو" التى تتورط فى علاقة مع شاب من الجيش تحمل منه لكنه يتخلى عنها، وعلى الرغم من أن حواجز الطبقة تبقى بين صاحب العمل والموظف، إلا أنهم يدركون أنه يجب عليهم إعادة تكوين الأسرة من أجل البقاء .

الفيلم صورة هادئة للغاية وتأملية، ويعتبر مشروعا شخصيا لمخرجه، لجأ فيه لواقعه بدلاً من ارتفاع وتيرة الدراما، فهو حصيلة تجارب الكاتب والمخرج والمنتج من خلال قصة هذه العائلة، ففى عام 1970 و 1971 ، وفى حى Colonia Roma نشأ كوارون  إذ يعتبر الفيلم مثابة آلة عودة إلى الوراء واستحضار أشخاص من ذاكرة مخرجه فى هذا الزمان والمكان المحددين.

استخدم المخرج المكسيكى ألفونسو كوارون لوحة كبيرة تحكى قصة حياة قد يظن البعض أنها صغيرة، فـ"كوارون" واحد من أكثر المخرجين تنوعاً فى السينما المعاصرة، إذ أخرج أوبرا الفضاء "جرافيتى"، و"أطفال الرجال"، و"هارى بوتر وسجين أزكابان"، وعلى الرغم من أن سيرة سير Cuarón منتقاة بدقة، فإن "Roma" شىء جديد بالنسبة له.

لجأ المخرج إلى الأبيض والأسود لرسم حكايته، ليخلق صورا تتميز بوضوح غير عادى، وتفاصيل ودرجة لونية كاملة من الرمادى والأسود والأبيض، وتتحرك الكاميرا مع كليو وتتوقع وتتبع تحركاتها مثل رفيق مخلص وبدأ أحداثه باتباع "كليو" مهامها المنزلية الشاقة، مثل الانتهاء من كمية هائلة من الغسيل وتحضير طعام الأسرة والأطفال قبل الذهاب للمدارس وبعد، نهاية  بوضعهم فى السرير وإيقاظهم لتبدأ يومها من جديد، ليتيح لنا رؤية كيف تسكن كل واحدة من هذه الشخصيات فى هذه المساحات المحددة، ويخلق Cuarón رؤية دقيقة عن امرأة وعالم يشكّله ماض استعمارى يثقل على نحو لا يرحم.

لضبط المشهد، وجد المصمم "أوجينيو كاباليرو" (Pan’s Labyrinth) منزلًا فى مكسيكو سيتى تم التخطيط لهدمه وإعادة تشكيله ليصبح نسخة مكررة من منزل عائلة Cuarón، وحوالى 70٪ من الأثاث المعروض على الشاشة هى الأشياء التى رآها كطفل، وأصر كوارون على أن تذكره مجموعة الممثلين بالأشخاص الحقيقيين، وبعد البحث من قرية إلى قرية عن بطل الرواية، وجد مدرسة تدعى "ياليتزا أباريسيو" ، وهى الخادمة / المربية التابعة للأسرة على غرار المرأة التى يعتبرها كوارون أما ثانية ضنت أحداث الفيلم.

على الرغم من خطر الظهور الهادئ وبطء الإيقاع مع بداية الأحداث أكثر من اللازم لفترة طويلة، إلا أن "روما" بشخصياته يشير إلى لمحة عن مجتمع يتجه نحو الانهيار بشكل لا يقبل الجدل.

أحد مميزات فيلم "روما" قدرته على التشابك بذكاء مع الحالة السياسية لدولة المكسيك من خلال هذه القصة الشخصية، ورصدت بصريًا لحظات مظلمة فى التاريخ المكسيكى الحديث، مثل مذبحة كوربوس كريستى عام 1971 لطلاب الجامعات.

####

ابن الوز مخرج..

حكاية "لا أحد هناك" أول تجارب الفنان أحمد مجدى فى الإخراج

محمد زكريا

الفنان أحمد مجدى نجل المخرج مجدى أحمد كان دائم الاهتمام فى العامين الماضيين  بأخبار نفوق مواليد الزرافات في حديقة الحيوانات التي تتصدر بعض اهتمام الجمهور ، وكان آخرها انتظار محبي الزرافات لمولود الزرافة سوسن قبل شهر، ليختار ذلك موضوع فيلم "لا أحد هناك" الذى انتهى منه ويخوض فيه تجربته الأولى كمخرج ويشارك به فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال مسابقة "أسبوع النقاد الدولي".

ورغم أن القصة الأساسية للفيلم هي رحلة بحث أحد الشباب عن أموال يساعد بها فتاة لا يعرفها لعمل عملية إجهاض، إلا أنه يتورط في النهاية مع مجموعة من الشباب يودون كشف سر الزرافة المخبأة في حديقة الحيوان، وإلى جانب سيطرة لغز الزرافة على اهتمامات الناس، إلا أن مجدي اختارها لأسباب إضافية منها كونها لا تشبه أي حيوان آخر فلها مميزات جسدية استثنائية وليس لها صوتاً كباقي الحيوانات وبالتالي ترمز لهذا الجيل الذي كُتم صوته، كما أن وجودها في الشارع يُعطي إحساس بالغرابة المشابهة لأجواء الفيلم.

وأكد أحمد مجدي أنه كان يأمل تصوير بعض المشاهد في حديقة الحيوانات إلا أنه لم ينجح في الحصول على تصاريح تصوير، ليبقى السؤال للجمهور بعد مشاهدة الفيلم "كيف نجح مجدي في الحصول على زرافة يستخدمها لتصوير الفيلم؟، حيث يرعض غداً السبت فى المسرح الكبير بدار الأوبرا، والأحد في سينما كريم 2، والفيلم سيناريو وإخراج أحمد مجدي، ومن بطولة عمرو حسني، شذى محرم، هايدي قوسة، سلمى حسن، رشا مجدي، محمد البدوي وأسامة جاويش.

اليوم السابع المصرية في

23.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)