كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان قرطاج السينمائي (2): «قرطاج» ينطلق بنجاح رغم ضعف فيلم الافتتاح

المهرجان يعيد تأكيد دوره في ثقافة السينما العربية

تونس: محمد رُضـا

أيام قرطاج السينمائية

التاسعة والعشرون

   
 
 
 
 

«بالأرقام: تعرض الدورة هذا العام ما مجموعه 206 أفلام تم اختيارها من بين 800 فيلم». هذا ما قاله مدير عام «أيام قرطاج السينمائية» نجيب عياد، في حفل افتتاح الدورة الثانية والستين من المهرجان. وأضاف في ما بعد شكره أولاً للجمهور الذي «يواكب المهرجان عاماً بعد عام». كما شكر وزارة الداخلية التي أمّـنت سلامة الحاضرين بعد أيام قليلة من حادثة التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع بورقيبة، على بعد خطوات من مركز المهرجان وبعض الصالات، ملاحظاً أنه لم يقم أي ضيف بإلغاء دعوته بناءً على ذلك الحادث.

بطبيعة الحال صفق الحضور لهذه الكلمات، معبّـرين، بحضور رئيس الجمهورية وعدد كبير من الوزراء والرسميين، عن تأييدهم لما يمثله هذا المهرجان العتيد من قيمة وطنية وثقافية وإعلامية.

- استعادة

يأتي كل ذلك في وقت بات توقف بعض المهرجانات العربية الكبرى وهدوء، إن لم يكن فتور بعضها الآخر، يثير علامات تعجب بين الحضور. هل كان من الضروري جداً إلغاء تلك المهرجانات أو إيقافها؟ وما المهرجان المقبل الذي سيتم فصله عن المسار الثقافي في حياتنا العامة؟ وكيف يمكن لما تبقى من مهرجانات عربية داخل العالم العربي أن يستمر من دون اضطراره إلى التوقف فجأة؟

الملاحَظ في مقابل هذا الغياب لبعض أهم مهرجاناتنا العربية أن مهرجانات أخرى تقدمت لتحتل الصدارة وبجدارة. مهرجان الجونة على سبيل المثال، الذي كان قد انطلق العام الماضي لأول مرّة، أكّـد حضوره كأحد أهم المهرجانات العربية اليوم عندما أُقيمت دورته الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي. مهرجان القاهرة يستعيد هذا العام زخمه الذي فقده ويتولى معالجة مصاعبه المتوالية عاماً بعد عام، واعداً بأن الدورة الجديدة ستكون إحدى أفضل دوراته قاطبة.

أما مهرجان قرطاج السينمائي فهو نموذج للمهرجانات العربية الناجحة. هو الأقدم بينها والأكثر استمراراً. انطلق واعداً في ستينات القرن الماضي. استمر قوياً في السبعينات والثمانينات أيضاً. خفّ ثقله في التسعينات وجزء من مطلع هذا القرن ثم استعاد حالياً قيادته كمهرجان وحيد من نوعه في العالم. مهرجان يجمع بين سينماتين جديرتين؛ واحدة عربية والأخرى أفريقية.

وهذا، لا بد من القول، يعود إلى تشجيع حكومي وشعبي كبير. بتنا، نحن النقاد ومحترفي السينما، لا يمكن لنا أن نتصوّر أن هناك حياة سينمائية في العالم العربي من دون مهرجان قرطاج الذي كان قد نفض عنه منظومة الوجود مرّة كل سنتين وتحوّل إلى فعل سنوي في الوقت المناسب ليواكب مهرجانات عربية قوية أخرى مثل دبي وأبوظبي والقاهرة. وفي الوقت المناسب أيضاً، ومع غياب هذين المهرجانين وتراجع الهالة الكبيرة لمهرجان مراكش عما كانت عليه حين انطلق لأول مرّة قبل أكثر من عشر سنوات، قاد نجيب عياد المهمّـة الصعبة بنجاح وهو الذي كان سابقاً ما تولى مهرجاناً ناجحاً (وإن لم يكن بحجم قرطاجة أقيم في مدينة سوسة التونسية واختص بالأطفال والناشئة).

- محن متوالية

فيلم الافتتاح كان «بلا وطن» لنرجس النجار (شوهد في مهرجان برلين). حكاية تلك المرأة المغربية التي تعيش على الحدود مع الجزائر منذ أن تم طرد عائلتها (من بين نحو 40 ألف عائلة مغربية) من الجزائر قبل سنوات مديدة. تم ترحيلهم فسكن كثير منهم في تلك البقاع، وبعضهم، كما بطلة الفيلم «هانية»، تعاني من فقدانها الصلة مع والدتها المغربية ومن تبعية الحياة في الفقر والعوز كما من فقدانها هوية الانتماء. فوق ذلك هي لا تملك لا وثيقة هوية مغربية ولا وثيقة هوية جزائرية.

بعد ذلك هي امرأة شابة، ورغبت المخرجة المغربية وكاتبة سيناريو الفيلم الحديث عن أوجه أخرى لتلك المعاناة. والدها كان قد اختفى وهناك امرأة ربّتها فعاشت صباها وهي تحلم بالتسلل إلى الجزائر لولا أن الحدود مراقبة بشدّة.

إلى هذا الوضع يتم إدخال محنة أخرى: تضطر إلى الزواج من رجل عجوز أعمى (شقيق المرأة التي اعتنت بها) ثم تضطر إلى الخضوع لتعذيب ابنه الذي يتركها بعد حين ويعود إلى زوجته الفرنسية.

قبل ولوج كل هذا المنحى من الأحداث كان الفيلم قد بدأ يتحوّل من حكاية ذات أهمية فعلية عن وضع المرأة ومأزق الحياة بلا وطن (وهو وضع تناوله فيلم مغربي آخر قبل سنتين أو ثلاث) إلى دراما من تلك التي تعمد إلى تراكمات العاطفة الموجهة مباشرةً إلى مغازلة المشاهدين.

المخرجة النجار تخفق في توحيد قضيتها والتركيز عليها جيداً. تراها تريد الحديث عن اغتصاب الهوية والشخصية، ثم الأنوثة والمستقبل على نحو يخلو من فن توفير الشكل المناسب بخلو الفيلم من قدرة الشخصية على المواجهة معظم الوقت. بالتالي، التعاطف الحاصل من بعضنا شعوري، لكنّ ذاك الذهني والفكري غائب.

تقوم المخرجة بتصوير شخصياتها (خصوصاً «هانية» كما تؤديه الغالية بن زاوية) بسلسلة متعاقبة من اللقطات القريبة. تأثير ذلك يضمحل سريعاً. ما يبقى ماثلاً (خصوصاً في النصف الأول) تلك المشاهد المصوّرة جمالياً. مشاهد طبيعية تدمجها المخرجة مع الوضع الذي تقدّمه جيداً. بعد ذلك هي حكاية تصلح لعمل تلفزيوني مبرمج الأحداث التي تتوقعها في الكثير من الأحيان.

«صوفيا»، ومن المغرب أيضاً، هو فيلم آخر حول وضع نسائي. أخرجته مريم بنمبارك بإيمان مطلق، وابتعد عن العاطفة المباشرة التي أساءت للفيلم السابق. لدى بنمبارك وضوح لما تريد تنفيذه وكيف. فيلمها جيد الصنعة، أسلوباً وسرداً وتصويراً. لديها ثقة كبيرة بما تود القيام به حتى وإن لم تنجز المفاد المرغوب جيداً.

بطلتها (مها علمي) حامل من دون زواج من رجل أعمال تعرّف على العائلة من خلال والدها (فوزي بن سعيد) الذي يود إبرام اتفاق عمل مغرٍ مع ذلك الرجل. وابنة خالتها لينا (سارة برليس) هي من ستقوم بمساعدتها في هذه المحنة لكي تلد من دون أوراق رسمية و-في البداية- من دون علم العائلة.

تدّعي صوفيا أن الشاب الفقير عمر (حمزة خفيف) هو الذي أغواها فتتجه العائلة الأولى إلى أهل الشاب لرتق الوضع. مسألة أن يوافق عمر على الزواج من صوفيا علماً بأنها كذبت على أهلها حين ادّعت أنه هو الأب مسألة تبدو بعيدة عن المنطق لكنّ المخرجة تمضي قدماً في هذا الاحتمال قبل أن تكشف صوفيا للجميع أن عمر لا علاقة له وأن أحمد هو الذي اغتصبها ذات يوم جاء في زيارة في غياب أهلها.

هناك قدر من نقد ازدواجية المعايير والنفاق الاجتماعي لدى العائلة البرجوازية التي تكتشف كامل الحقيقة لكنّ ذلك لن يغيّر موقفها، خوفاً من أن تخسر رجل الأعمال وعقده. هذا الصيد السهل غير مقنع بالطريقة التي تم تنفيذ الفيلم بها. في الوقت ذاته، نجد المخرجة لا توفر العائلة الفقيرة من النقد أيضاً، فعمر تزوّج ليحسّن وضعه الاجتماعي عالماً بأنه ليس أبا الطفلة المولودة، وأمه تطمح في الثراء وشقيقته تمعن في الغيرة. لا يبقى شيء من نقد الفوارق الطبقية إذا كان الجميع بلون سلبي واحد.

إنه توليفة جامعة من النقد الموجّه إلى الجميع مع العلم بأن المخرجة لا توفر لبطلتها المبررات اللازمة لوقوفنا معها؛ فهي تكذب وتدّعي وفي النهاية تكشف عن أنها خير من ينتقم بالحيلة والدهاء كما لو أن هذا هو المطلوب أو الطريق الوحيد لمعالجة وضعها. حين تكذب تؤذي صوفيا كل من حولها، ثم علينا أن نقبل نقدها لوالديها وخالتها عندما يواجهونها. إلى ذلك، لا يؤدي الحوار ضرورته في وسط تجاذب المواقف وتبدو كما لو كانت نصاً مع وقف التنفيذ وإلا لكانت النساء اللواتي في السجون أكثر ممن خارجه.

كلا الفيلمين («بلا وطن» و«صوفيا») لديه مشكلة مع الرجل. هو شيء عندما يُراد نقد مجتمع ذكوري يحكم بأخلاقياته ومواقفه، لكنه شيء آخر عندما يبدو كل الرجال أشراراً وعاجزين عن الفعل الصحيح. في «بلا وطن» الأب يهرب من مسؤوليته، والأعمى تائه، وابنه كاذب ومستغل. في «صوفيا» عمر يقبل ما لا يجب القبول به، والنقد يطال الأب ورجل الأعمال.

بعض المواقف في هذا المنحى ضروري، وإلا لما كان هناك داعٍ للحكاية، لكنه وضع الاختيار السهل. الجيدون من الرجال قد يخطئون أيضاً والنساء بدورهن، ما يجعل المسألة في نهاية المطاف مزاجية وساذجة.

الشرق الأوسط في

05.11.2018

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان قرطاج السينمائي (3):

جديد مرزاق علواش موضوع مهم وأسئلة من دون أجوبة

الجزائر حاضرة بفيلمٍ له وعليه

تونس: محمد رُضـا

على ذمّة الرّاوي الأول، انسحب الوفد المغربي من حفل الافتتاح يوم السبت الماضي، احتجاجاً على عدم تقديم مذيعة الحفل عنوان وصانعي فيلم «بلا وطن». انتقلت ما بين فقراته سريعاً وبابتسامة عريضة ثم ختمت بعبارة تمنّت فيها الاستمتاع بمشاهدة الفيلم من دون ذكره مطلقاً.

على ذمّـة الرّاوي الثاني، الأكثر إلماماً، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل. خطأ المقدّمة مفهوم، كونها كانت تذيع مباشرة لمحطة تلفزيونية ولم تكتب النّص بنفسها (كما قال). إلى ذلك، أضاف مَن غادر القاعة من الوفد المغربي أنّه شاهد الفيلم من قبل.

الغالب أنّه لم يحدث أي انسحاب، بل مغادرة البعض لكونهم شاهدوا «بلا وطن» سابقاً (عُرض داخل المغرب وخارجه بضع مرّات). لكن ما يستحق التنويه أنّ العلاقات بين الدّول المغاربية من الحساسية بحيث لا شيء يجب أن يخلّ بنظام العلاقات إذا ما طاش السهم عن هدفه الدقيق. وهذا ما نجح المهرجان في اعتماده عبر معايير متوازنة ومدروسة.

هناك، على سبيل المثال مَن وجد في فيلم نرجس النجار نوعاً من نقد الجزائر، على أساس أنّ الفيلم يتحدّث عن قرار طرد عائلات مغربية من الجزائر في السبعينات. لكنّ الواقع أنّ الفيلم حاول في النّهاية القول إنّه لا خطأ حصل ولا لوم يمكن أن يُـسجل والمشكلة المعروضة مشكلة فردية. كذلك لم يَبدُ على الوفد الجزائري الرّسمي أي امتعاض منه ولو أنّ هناك جزائريين مستقلين ذكروا أنّ المهرجان لم يستضف «أي فيلم جزائري» متسائلاً عن السبب وموعزاً بأن هناك مقاطعة. لكن ذلك مردود عليه بوجود فيلمين في مسابقتين على الأقل وأخرى خارج المسابقة.

الحال هو أنّ تونس لا تريد أن تحوّل مهرجانها السينمائي إلى نقطة تجاذب، وهناك سياسة حكيمة تَوافق مديره العام نجيب عياد على أن يكون المهرجان مهرجاناً للأفلام الجيدة ومخرجيها. ربما يختلف النّقاد في تعريف الفيلم الجيد، لكنّهم لن يختلفوا كثيراً في ضرورة أن يحظى المخرجون بالاهتمام الأول. أكثر من ذلك، بات من المفرح حقاً أن يستطيع هذا المهرجان تجاوز عقد الماضي المختلفة التي كان من بينها اتّخاذ بعض الدّول منه منابر لاتهامات من نوع المحاباة أو التفضيل والتمايز.

- عهد جديد

«هو بيت للسينما العربية والأفريقية»، أكّد نجيب عياد لنا مؤخراً، ومثل كل بيت كبير يتألف من غرف شتّـى وأقسام متعددة واتجاهات عدة. وهذا البيت كان بحاجة إلى ترميم بعد أن قادته إدارة نجحت في إعادته إلى الحياة بتحويله إلى مهرجان سنوي، لكنّها أخفقت في ممارسة عملها من دون مراعاة مصالحها وعلاقاتها الخاصة.

«هي الإدارة ذاتها التي يمكن تسميتها بالفرانكفونية الجديدة»، يقول لي أحد المخرجين التونسيين المعروفين ويضيف: «من البداية قامت على محاربة الأجيال السابقة وعلى ربط المهرجان بمصالح فرنسية وأوروبية وتدخلت لكي تفرض أفلامها على المهرجانات حسب المتاح لها». هذا أوصلها إلى هيمنة شبه كاملة في داخل السينما التونسية وخارجها. وهي ذاتها التي اندفعت قبل عامين لتحتج على احتفاء بالسينما الإسرائيلية في مهرجان «لوكارنو» السويسري وانسحبت منه تبعاً لذلك. حينها صفق البعض للقرار، لكنّ الحقيقة ربما كانت مختلفة. حسب مصدر من مهرجان لوكارنو على علاقة بـ«الاتحاد الفيدرالي لنقاد وصحافيي السينما» المسألة هي عدم امتثال الفيلم لبعض مطالب تلك الشّلة. اليوم يتقدم المهرجان بخطوات واثقة وحكيمة. دعم الدولة وإداراتها وشركاتها يتجاوز التمويل والمساعدات اللوجيستية والأمنية إلى الإيمان المطلق بأن مهرجان قرطاج رهان أساسي في دعم الثّقافة عموماً والسينمائية خصوصاً وفي دعم حياة اجتماعية متوازنة ومعادية للتّطرف وركيزة في استقرار البلد وجذب الإعلام إليه وتنحيته عن صراعات الشرق والغرب ودول الجوار التي لا تنتهي.

- أمين ونور: حكاية

الفيلم الجزائري في مسابقة الفيلم الرّوائي الطّويل هو فيلم آخر ينجزه المخرج مرزاق علواش عن الإسلام والتطرف. فهو سبق له أن قدّم «التوبة» (2012)، و«الأسطح» (2013)، و«مدام كوراج» (2015)، وتطرّق إلى الموضوع لماماً في أفلام سابقة. أعماله تدعو للاحترام، كونها تبحث في حاضر الجزائر أيضاً، لكنّه في السنوات الأخيرة جعل التطرق إلى التطرف صفة دائمة حين الكلام عن الجزائر اليوم.

«ريح رباني»، فيلمه الذي شوهد في قاعة كوليزيه المزدحمة عن آخرها ليلة أول من أمس (الأحد)، يدور في بلدة صحراوية صغيرة في ناحيةٍ ما من الجزائر (عير مُحددة). اللقطة الأولى من الفيلم لجزء من تلك الصحراء وفي الخلفية جبل قاحل. لقطة بعيدة جداً تظهر الخواء العام ونسمع خلالها صوت الريح. يقفز مرزاق علواش من تلك اللقطة إلى لقطة قريبة لشاب رمى نفسه فوق الرّمال وأجهش بالبكاء. من ثمّ قفزة أخرى إلى لقطة بعيدة قليلاً تُظهره وهو ما زال على وضعه من قبل أن ينهض ويتجه إلى سيارته ويقودها إلى حيث هو نزيل في بيت امرأة عجوز تخدمه.

لم -ولن- نفهم سبب بكاء الشّاب أمين، لكنّ هذا سيمضي وسيطلب منك المخرج ألا تتطلّع إلى الخلف بحثاً. نراه يصلي ويقرأ القرآن وحين يغادر ذلك البيت المنعزل يتوجه إلى البلدة حيث يدخل دكان إنترنت ويتعرف على صورة امرأة محجبة. هذه المرأة (اسمها نور) عضو في تنظيم داعش مُرسلة لتنفيذ مهمّـة في المستقبل القريب. بذلك نفهم أنّه فتح على حسابه كونه على صلة بالتنظيم. تصل «نور» إلى البيت وتعامل العجوز بجفاء وحدّة وكذلك أمين. هنا يمضي الفيلم فصله الثاني (نحو ساعة تتوسط الفيلم) في مساجلات ومجادلات وقليل من الأحداث التي تتقدّم بالحكاية.

نور هي نموذج للمرأة المؤمنة بأنّ دخول الجنة يكون بتفجير نفسها وسط الأبرياء (مدنيين أو عسكريين)، ومثل أمين تقرأ القرآن وتصلّي وتختلف عنه في طبائعها الحادة وتمسّكها بالرأي الواحد الذي لا بد أنّه صحيح ما دام هو صادر عنها وعمّن أرسلها. وهي تريد من أمين مشاركتها هذه «الشهادة» وهو يتردد (في ذلك الفصل الثاني من الفيلم) ثم يمتنع (في الفصل الثالث خلال ربع الساعة الأخير). ممانعته، على أي حال، لا تنقذه، إذ تضغط نور على زر الحزام الذي ترتديه فينفجران خلال شجارهما قبل التوجه إلى النّقطة المقصودة.

إثر الانفجار شاشة بيضاء لنصف دقيقة تقريباً، من ثمّ لقطة لتلك الصحراء وكلام مذيع الراديو وهو يعلن اكتشاف أشلاء نور و«شاب مجهول» كما أنّ القوات الجزائرية أحبطت عملية جديدة للمتطرفين.

- من وإلى طوال الوقت

بعد انتهاء الفيلم بهذه الرسالة تقفز تلك الأسئلة التي لم يحاول المخرج الجواب عنها. بدءاً من ذلك السؤال الأول عن سبب بكاء أمين حتى من قبل أن تلمّ به الأحداث، ومروراً بمن هي المرأة العجوز التي قتلتها نور قبيل نهاية الفيلم بعدما اكتشفت أنّها تتجسس لصالح الحكومة؟ لكن ما هو أفدح شأناً من هذه الأسئلة يكمن في محاولة المخرج منح طابع إنساني مفاجئ.

في إحدى الليالي تدخل نور غرفة أمين وتوقظه من نومه وتطلب منه تقبيلها والإيحاء اللاحق أنّهما سيمارسان الحب. في صباح اليوم التالي تعود إلى سيرتها الأولى فتنهره وتأمره وتطلب منه عدم لمسها.

قبيل نهاية الفيلم وبينما هما في السيارة التي ستقلهما إلى هدفهما، وقد توقفا في مكان ما، يميل أمين إلى نور ويقبلها مع إيحاء بأنّهما مارسا الحب بعد تلك القبلة. بما أنّ موقف نور لا يتغير من مهمتها ولا يتراجع عن قرارها تفجير نفسها ولا سلوكها الحاد، يدفع للتساؤل عن قيمة هذين المشهدين.

إلى ذلك، كان من الأفضل للفيلم لو أنّ المشهد الأول لم يقع واكتفى المخرج بالمشهد الثاني وحده (مع تفاصيل أكثر قليلاً) لأنّ الأول قفز بدوره (كما اللقطات الأولى من الفيلم) من حال التشدد لنور إلى حال الرّغبة الجنسية قبل أن تعود إلى حال التشدد من جديد ومن دون مفاد مقنع.

لو اكتفى علواش بالمشهد الثاني بين نور وأمين لَوظّف الجانب العاطفي من تلك الدراما على نحو أفضل بكثير ولَمنح الفيلم الحالة المقنعة لامرأة تركت نفسها تنتقل من وضع الالتزام إلى وضع تلبية الرّغبة البشرية. حتى وإن عادت إلى قاعدتها مباشرة بعد ذلك فإنّ الأمر سيبرَّر والفيلم كان سيمنح تلك النّهاية موقعاً أهم مما جاءت به.

صوّر المخرج فيلمه بالأبيض والأسود وهذا بدوره سؤال آخر. فحسب قوله لا يرى في الوضع الجزائري سوى هذين اللونين. لكن ما يراه المخرج أو ما لا يراه، عليه أن يتبدّى في الفيلم لا في عبارة شفهية تُقال في مؤتمر صحافي. قبعتُ على مقعدي أفكر ماذا كان المانع فعلياً لو أن الفيلم كان بالألوان؟

شخصياً أحب الأبيض والأسود، لكن عليه أن يمارَس لدافع وأن تكون ممارسته صحيحة. في أحيان كثيرة هنا هو ليس كذلك وبما أن الفيلم تم بالديجيتال فإن بعض المشاهد الليلية داكنة السواد بحيث لا تستطيع الشاشة إيضاح ما يدور. هو موضوع مهم بلا ريب، لكنّه يعرض القصّـة أكثر مما يلبّي شروطها الدّرامية أو يتيح لنفسه توفير مناسبات فنية كاملة

بعد حين يصبح تعنّت بطلة الفيلم مدعاة للضجر وتردّد أمين مدعاة للسّخرية. ومع هاتين الشّخصيتين (غالباً) علينا أن نتابع حكاية معادية للتّطرف، لكنّ العمق الأبعد لها هي أنّها معادية أيضاً لمفهوم الإسلام الصحيح، وذلك بالحكم على شخصية الشّاب بالضعف والتردد وبالتالي بالمقاومة غير المجدية. ربما العداء ليس بقوة ووضوح أفلام علواش الأخرى، لكن إلى حدّ الخلط بين نقد وهجوم.

الشرق الأوسط في

06.11.2018

 
 

13 فيلماً تتنافس في "تانيت" قرطاج السينمائي

ساسي جبيل (تونس)

ثلاثة عشر فيلماً من تسع دول، تتنافس في جوائز «تانيت» لأيام قرطاج السينمائية 2018، من خلال مسابقة الفيلم الروائي الطويل.. هذه الدورة التي تستمر من 3 إلى 10 نوفمبر الجاري، تفتح الباب لتجارب شابة واعدة لكل من مريم بن مبارك، أبو بكر شوقي، وماشيري إكوا باهانغو وغيرهم، بجانب عودة الرواد مرزاق علواش، محمود بن محمود وعباس فاضل، إضافة إلى أفارقة وعرب، على غرار محسن بصري، جود سعيد، كاريون ويناينا، وغيرهم

تشارك تونس بثلاثة أفلام روائية طويلة وتحضر كل من المغرب وكينيا بفيلمين سينمائيين فيما تتوزع بقية الأفلام بين أعمال سينمائية عربية وإفريقية، منها الفيلم الرواندي «La Miséricorde de la Jungle» في عرضه الأفريقي العربي الأول ضمن مسابقة الأفلام الطويلة.. كما يشارك فيلم «لعزيزة» في عرضه العالمي الأول للمخرج محسن بصري، صاحب «المغضوب عليهم» الذي حاز جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي بالقاهرة السينمائي

وتنافس الكونغولية «ماشيري إكو باهانغ» بأولى تجاربها الروائية الطويلة عن أطفال الشوارع بفيلم «ماكيلا». إضافة إلى مشاركة أفلام «رفيقي» الكيني، من إخراج وانوري كاهيو، و«باستاردو» للمخرج التونسي نجيب بالقاضي، و«ريح رباني» للمخرج الجزائري مرزاق علواش، و«صوفية» للمخرجة المغربية مريم بن مبارك، كما تنافس كينيا بفيلم ثان والمرشح للأوسكار 2019 بعنوان «SUPA MODA»، إخراج كارين ويناينا، وتنافس تونس بفيلم ثانٍ بعنوان «ولدي» للمخرج محمد بن عطية، كما يناقش الفيلم الروائي التونسي الثالث «فتوى»، للمخرج محمود بن محمود، التطرف الديني في تونس. أمّا الفيلم العراقي «يارا» فهو من إخراج عباس فاضل، صاحب فيلم «العراق عام صفر» عام 2015 والذي نال «التانيت الفضي» في مسابقة الأفلام الوثائقية.

وهناك مشاهد إنسانية تسيطر على الفيلم الروائي «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي في تجربته الأولى، ويدور عن الأقليات المهمشة بمصر، والذي توج بجائزة «فرانسوا شاليه»، بـكان السينمائي 2018، وللمرة الرابعة يعود المخرج السوري جود سعيد لأيام قرطاج السينمائية بفيلم «مسافرو الحرب» في عرضه العالمي الأول.

العربي الجديد اللندنية في

06.11.2018

 
 

«أمينة» أيمن زيدان: مسيح (سوري) ينتظر قيامته

خليل صويلح

ينجو فيلم «أمينة» لأيمن زيدان في تجربته الإخراجية الأولى (إنتاج المؤسسة العامة للسينما- دمشق)، من أرتال الدبّابات والمعارك والرايات السود، تلك التي ألقت بثقلها على معظم الأفلام السورية في سنوات الحرب. يذهب إلى فرز القمح عن السنابل في البيدر السوري، ثم يلقي التبن جانباً. بعد سبع سنوات من الجحيم، هناك جحيم آخر ينبغي فحصه عن كثب في حركة دائرية ترسمها حركة النورج بوصفه مؤشراً على توقيت الوجع. هكذا يعمل المجاز بكثافة على تفكيك الحكاية، وإعادة تركيبها وترميمها بقوة الأمل. مشهد غسل الموتى في مفتتح الشريط، ثم جنازة الأب، ثم الفاتورة الباهظة التي ستدفعها الأم «أمينة» (نادين خوري) على مراحل، بغيبوبة الابن «سهيل» (جود سعيد) المصاب بالشلل التام، إثر إصابته بقذيفة في إحدى المعارك... مفردات عميقة لتراجيديا إغريقية تحفر عميقاً في الوجدان، من دون أن تستجدي العطف، إنما تنطوي على توثيق الألم البشري بإعلاء شأن الحواس والروح، فالابن الذي لا يغادر سريره، يكتفي بحاسة النظر في التعبير عن فجيعته، وضعفه في مواجهة القسوة التي تضغط على العائلة تدريجاً. إذ سيتكشّف تضامن الجار «أبو زهير» (قاسم ملحو) مع العائلة عن نبالة كاذبة، ومساومات عفنة مقابل اعتنائه بالأم والابنة «سهيلة» (لما بدور)، إلى درجة محاولته اغتصاب الابنة أمام شقيقها المعاق، بعد رفضها الزواج منه، قبل أن يثأر لها حبيبها العسكري «وليد» (حازم زيدان). تتراكم أوجاع الأم بصمت، مراهنة على القمح وحده في إنقاذ حياة أسرتها، حين تصنع تنوراً لبيع الفطائر، والعمل كخادمة في بيت أحد أثرياء الحرب، لتسديد ديونها المتراكمة، واللجوء إلى الحلم في مواجهة الفقدان. لكن تكرار الأحلام والاسترجاعات، سيثقل السيناريو (أيمن زيدان وسماح قتّال) بما لا يحتاجه في بعض مفاصله، خصوصاً أن الشريط يتكئ على المجاز في سرده البصري، وفي بناء وحدات مشهدية متجاورة ومرسومة ببراعة، تتفوّق في بعضها على السرد الحكائي للشريط الذي يعتمد مساراً أفقياً، تنقصه الضربات الشاقولية لإحداث منعطفٍ ما، ينقذ الإيقاع من سكونيته ولحظاته التأملية، وشهواته الميلودرامية الخاطفة التي تقتحم المتن الأصلي للسيناريو.

يعمل المجاز بكثافة على تفكيك الحكاية، وإعادة تركيبها وترميمها بقوة الأمل

سينجو الشريط مرّة أخرى، بعودته إلى الحركة الدورانية في مشهدياته، نحو البؤرة الأصلية التي تتمثّل في البيدر وحركة النورج. سيغيب الحصان، لتحل مكانه الأم في العمل، في ما يشبه العقاب السيزيفي في اختبار طبقات الصبر، من دون أن تفقد الأمل في شفاء ابنها، ليستكمل سيرة الأب: لحظة اغتسال الابن، واشتباكها مع لحظة اغتسال الأب، أو غسل الموتى، وغسل الموتى الأحياء، كما لو أننا إزاء مسيح مصلوب ينتظر قيامته، واستعادة أبجديته المفقودة بإشارة من عينيه في اللعبة التي ابتكرتها شقيقته، بعد مشاهدتها فيلماً أجنبياً عن حالة مشابهة للتواصل. سيموت الابن أخيراً، لتواجه الأم مصيراً مؤلماً آخر، لكنها لن تستسلم، إذ تزيح طبقة السواد عن حريق البيدر، وترسم بحركة النورج خطوطاً بيضاء، كآخر جرعة أمل في كتابة زمنٍ آخر لا يشبه مكابداتها قبلاً.

الأخبار اللبنانية في

06.11.2018

 
 

مدير «أيام قرطاج»:

حضور كل الضيوف للمهرجان تحد واضح للإرهاب الأسود

إيفون مدحت

علق مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية، نجيب عياد، على التفجير الانتحاري الذي شهدته العاصمة تونس نهاية الشهر الماضي، قائلًا إن الأعمال الإرهابية يمكن أن تحدث في أي مكان لكن هذا الحادث كان يستهدف المهرجان.

وأوضح، في تصريح لبرنامج «يوم جديد»، المذاع عبر فضائية «الغد»، مساء الثلاثاء، أن الحادث جاء بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق مهرجان قرطاج، معقبًا: «حادث إرهابي مشابه ضرب تونس منذ عامين بالتزامن مع المهرجان لكن هذه الضربات لن تخيفنا بل ستزيدنا قوة وصلابة».

وتابع أن شارع بورقيبة الذي شهد التفجير الإرهابي بمثابة رمز للشعب التونسي لذلك كان هناك تعمدًا لاستهدافه، مشيدًا بإصرار ضيوف المهرجان على حضور الفعاليات في تحد واضح وصريح للإرهاب الأسود.

وعمدت امرأة تونسية في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، تفجير نفسها في شارع بورقيبة باستخدام حزام ناسف، وذلك بالتزامن مع وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية وسط العاصمة تونس، ما أسفر عن إصابة 9 جرحى أغلبهم من العناصر الأمنية.

وانطلقت السبت الماضي، فعاليات الدورة الـ29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية في مدينة الثقافة التونسية، بحضور رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، ووزير الثقافة محمد زين العابدين، ومجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم النجمة ليلى علوي، وفتحي عبد الوهاب، ومن المقرر أن يستمر حتى 10 نوفمبر الجاري.

####

فيديو.. ليلى علوي:

الدورة الـ29 من مهرجان قرطاج «مميزة»

إيفون مدحت

أعربت الفنانة ليلى علوي، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان أيم قرطاج السينمائية في نسخته التاسعة والعشرين، وإحلالها كضيف شرف للمهرجان هذا العام.

ووجهت، في تصريح لفضائية «الغد»، مساء الثلاثاء، تحية للمخرج الراحل يوسف شاهين الذي رحل عن العالم منذ 10 سنوات، لكنه مال زال باقيًا بأعماله، وما زالت كل المهرجانات تعرض أفلامه ولاسيما «المصير».

وأضافت أن الدورة الحالية من مهرجان قرطاج مميزة لكونها ركزت على العديد من الدول وعرضت مجموعة متنوعة من الأفلام، وبالأخص من البرازيل والعراق والسنغال ومصر.

وانطلقت السبت الماضي، فعاليات الدورة الـ29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية في مدينة الثقافة التونسية، بحضور رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، ووزير الثقافة محمد زين العابدين، ومجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم النجمة ليلى علوي، وفتحي عبد الوهاب.

https://www.youtube.com/watch?v=JHTzbM4-GjY

####

2000 متفرج في عرض «يوم الدين»

ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية

تونس- أ ش أ

أقيم مساء أمس العرض الأول للفيلم المصري "يوم الدين" الذي يشارك في المسابقة الرسمية من الدورة 29 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية المقامة حاليا والتي تستمر حتى يوم 10 نوفمبر الجاري.

حضر عرض الفيلم 2000 شخص حرصوا على التواجد في قاعة سينما "الكوليزي" التي احتضنت الفيلم قبل انطلاقه بأكثر من ساعة.

"يوم الدين" فيلم للمخرج أبو بكر شوقي وهو الفيلم الذي تم عرضه في مهرجان "كان" السينمائي الدولي كعرض أول ويتناول رحلة على الطريق عن رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام وبعد وفاة زوجته المصابة هي اﻷخرى بالجذام يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه النوبي الطفل "أوباما" وحماره في رحلة عبر أنحاء مصر في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد؛ بهدف الوصول إلى قريته في محافظة قنا.

الشروق المصرية في

06.11.2018

 
 

قرطاج السينمائي يستعيد المخرجين الرواد وينفتح على التجارب الشابة

الدورة الـ29 من أيام قرطاج السينمائية تشهد عودة لروّاد المخرجين العرب كما تفتح الباب أمام تجارب شبابية واعدة.

تونسيتنافس 13 فيلما من 9 دول عربية وأفريقية على جوائز “تانيت” الروائي الطويل لأيام قرطاج السينمائية الـ29، والتي تشهد هذا العام عودة لروّاد المخرجين العرب كمرزاق علواش ومحمود بن محمود وعباس فاضل، كما تفتح الباب أمام تجارب شبابية واعدة على غرار مريم بن مبارك وأبوبكر شوقي وماشيري إكوا باهانغو ومحمد بن عطية وآخرين.

وتشارك تونس في الأيام السينمائية بثلاثة أفلام روائية طويلة هي “في عينيّا” لنجيب بلقاضي، و”فتوى” لمحمود بن محمود و”ولدي” لمحمد بن عطية، كما يحضر كل من المغرب وكينيا بشريطين سينمائيين، فيما تتوزع بقية الأفلام بين أعمال سينمائية عربية وأفريقية.

وفي عرضه العالمي الأول يحضر الفيلم المغربي “لعزيزة”، والذي يتجدد خلاله حضور الأم في عمل من السيرة الذاتية للمخرج محسن بصري صاحب “المغضوب عليهم”، الفيلم المتوج بأكثر من جائزة ومنها جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي.

ويروي “لعزيزة” قصة امرأة حامل في الشهر السابع وقد طلقها زوجها، وحين يصل ابنها إلى سن الدراسة يحاول الأب استرجاعه، حينها تتخذ الأم قرارا مخالفا لكل التوقعات المحتملة.

وينافس المغرب بفيلم ثان في مسابقة الروائي الطويل وهو “صوفية”، العمل المتوج في مهرجان كان 2018 بجائزة السيناريو لمسابقة “نظرة ما” للمخرجة مريم بن مبارك، صاحبة الفيلم القصير “جناح” والذي ترشح لأوسكار الفيلم القصير 2015.

وصوفية شابة في العشرين من العمر تلد طفلا خارج إطار الزواج، فيمهلها المستشفى 24 ساعة لتقديم أوراق والد الطفل قبل تنبيه السلطات.

ويعود المخرج الجزائري مرزاق علواش، الذي سبق له أن تحصّل على التانيت الذهبي في مناسبتين من خلال “عمر قتلاتو رجلة” (1978) و”سلاما يا ابن العم” (1996)، إلى أيام قرطاج السينمائية 2018 بفيلمه الأبيض والأسود “ريح رباني”، الذي يسبر خلاله أعماق الحياة النفسية المضطربة لأمين الشاب، الذي كان قبل لقاء الجهادية نور يقضي وقته في قراءة القرآن والصلاة، فتحوّله هذه العلاقة من مشروع “جهادي” إلى عاشق يختار الموت حبّا في نور.

مرزاق علواش الذي سبق له أن تحصل على التانيت الذهبي مرتين، ينافس مجددا بـ"ريح رباني"

ويحضر العراق بفيلم “يارا”، الذي كان الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي، وهو من إخراج عباس فاضل الذي سبق له التنافس على جوائز التانيت وذلك بأفلام “العودة إلى بابل” عام 2002، و”نحن العراقيون” في 2004 و”العراق عام صفر” سنة 2015، ونال بالفيلم الأخير التانيت الفضي في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

وينافس المخرج المصري الشاب أبوبكر شوقي على تانيت الروائي الطويل بفيلمه الروائي الأول “يوم الدين”، عن قصة بطلها بشاي الذي يقرر بعد وفاة زوجته مغادرة “مستعمرة” للمصابين بالجذام، لينطلق مع حماره برفقة صديقه النوبي الصغير، والمكنى بـ”أوباما” في رحلة شملت جل المحافظات المصرية  تقريبا بحثا عن عائلته.

وللمرة الرابعة يعود جود سعيد إلى أيام قرطاج السينمائية، ليقدم المخرج السوري فيلم “مسافرو الحرب” في عرضه العالمي الأول، وذلك بعد مشاركة أولى بفيلم قصير ثم بفيلمين طويلين هما “مرة أخرى” و”مطر حمص” في المسابقة الرسمية للمهرجان.

ويحكي “مسافرو الحرب” قصة بهاء الذي يتقاعد ويخطط للرحيل من حلب الممزقة بالحرب، وخلال الرحلة إلى قريته مع مسافرين آخرين، تدفعهم الاشتباكات إلى التعديل في خط الرحلة، ليجد نفسه عالقا مع مجموعة من الشخصيات الغريبة الأطوار يحاولون سويا إعادة الحياة إلى قرية مدمرة وجدوا فيها ملاذهم بانتظار نهاية المعارك، فهل ستنتهي ويتنصر بهاء على “الحرب”؟

وعن الراهن الاجتماعي الأفريقي تدور أحداث فيلم “رفيقي”، أول فيلم كيني يقع اختياره للمشاركة بمهرجان كان السينمائي 2018، وذلك في “قسم نظرة ما”.

و”رفيقي” الممنوع من العرض في كينيا (عرض لأسبوع واحد بإذن قضائي حتى يتمكن من المنافسة على ترشيحات الأوسكار)، يتناول علاقة جنسية بين فتاتين في مجتمع كيني محافظ.

والفيلم المقتبس عن رواية “شجرة جامبولا” للكاتبة الأوغندية مونيكا لارك من إخراج وانوري كاهيو، التي سبق وحصد فيلمها القصير الأول “بومزي” التانيت الفضي للأفلام القصيرة بأيام قرطاج السينمائية 2010، كما عرض في مهرجان صاندانس السينمائي ونالت عليه الجائزة الأولى في مهرجان السينما المستقلة في كان، وجائزة “شينا دي فانيسا” في البندقية 2010.

وتنافس كينيا بدورها بفيلم ثان، هو “سوبا مودو” من إخراج كارين ويناينا مرشحها للأوسكار 2019، والذي يحكي عن فتاة مريضة تعيش في نهاية حياتها القصيرة كبطلة خارقة بفضل عائلتها وقريتها.

وفي عرضه الأفريقي الأول يواصل المخرج جويل كاريكيزي (رواندا) طرح القضايا الحارقة لأفريقيا والتي كانت حاضرة منذ فيلمه القصير الأول “العفو”، حيث يصور في فيلمه “رحمة الغابة” أدغال “كيفو” بالكونغو، أين يجد كل من الرقيب كزافي بطل الحرب الرواندية والجندي فاوستن، الذي لا يملك أي تجربة، نفسيهما على أراضي العدو، وهناك يخسر كزافي وفاوستن كامل أعضاء الكتيبة ويبقيان وحيدين دون زاد في الأدغال الكونغولية، الأخطر في العالم.

ومن جمهورية الكونغو الديمقراطية يحضر فيلم المخرجة ماشيري إكو باهانغ التي صادفت في طريقها شخوصا كانوا دافعها لتكتب وتخرج أولى تجاربها الروائية الطويلة عن أطفال الشوارع “ماكيلا”، وهي فتاة ذات الـ19 عاما، والتي تعيش في الشارع منذ سن الـ13، تزوجت من مبينغازور الذي دفعها إلى ممارسة البغاء والسرقة وتعاطي المخدرات، لكن بعد فترة تتمرّد ماكيلا على واقعها.

العرب اللندنية في

06.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)