كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان فينيسيا يعلن عن المسابقة الأقوى بين منافسيه

دورته الجديدة تضم تاريخاً حافلاً ووعوداً رائعة

لوس أنجليس: محمد رُضـا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الخامس والسبعون

   
 
 
 
 

عندما يفتح مهرجان فينيسيا شاشاته في التاسع والعشرين من الشهر المقبل يكون قد استكمل ثلاثة أرباع قرن منذ أن أُقيم لأول مرة سنة 1932، طبعاً لو اعتبرنا ذلك التاريخ بداية المشوار لكان من حق المهرجان الإيطالي أن يرفع الرقم 81 على أساس عدد السنين منذ إطلاقه. لكن المهرجان توقف أكثر من مرّة وبالتالي كان لا بد من حسبان الدورات التي أقيمت فعلاً وليس السنوات التي مرت على إنشائه.

انطلق بقرار من بينيتو موسوليني لكن قبل هذا القرار السياسي النافذ، كان هناك قرار أسبق اتُّخذ قبله بإنشاء «بيانيللي فينيتزيا» الذي اتخذه مجلس مقاطعة فينيسيا سنة 1895 وهو الصرح الفني والثقافي الذي ما زال قائماً حتى اليوم مشرفاً على كل الاحتفالات والنشاطات الثقافية والفنية الرسمية للمقاطعة ومن بينها هذا المهرجان العتيد.

من عام 1934 حتى سنة 1942 لازم المهرجان سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها متحوّلاً، تبعاً لانقسام أوروبا على نفسها، إلى محفل لعرض أفلام المحور السياسي الذي انتمت إليه إيطاليا وألمانيا وتركيا. بعد ذلك، وإثر انتهاء الحرب غاب المهرجان خمس سنوات ليعود مهرجاناً شاملاً سنة 1948، مانحاً جائزته الأولى بعد هذا الغياب لفيلم أميركي هو «الهارب The Fugitive» لجون فورد الذي لم يخلُ من السياسة (حكاية مقاطعة مكسيكية معادية للكنيسة الكاثوليكية تحاول إخراج آخر راهب منها).

بعد ذلك استمر ناشطاً حتى دخل مرحلة قلاقل مادية وسياسية في الثمانينات فتوقف مرتين أو ثلاثاً خلال الثمانينات لكنه عاد أقوى مما كان عليه في نهاية الثمانينات وازداد صلابة إلى اليوم.

- بلا شروط

ليس فقط أن المهرجان بات اليوم أحد أهم ثلاثة حول العالم، بل بمراقبة ما تمخضت عنه دورتا «كان» ومهرجان «برلين» في العام الماضي، استولى على القرار الأهم وتمتع بالأولوية حين النظر إلى قوّة وجودة اختياراته من الأفلام. والعام الحالي، كما تشي قائمة الأفلام المعلنة قبل يومين، يؤكد أن توليه مركز القمة بالمقارنة مع هذين المهرجانين (وبالتالي كل ما عداهما) مستمر وبل ربما بات أقوى مما كان عليه في العام الماضي.

الأمور ليست مجرد استحواذ أفلام قوية، ولديه منها الكثير هذه السنة، بل كذلك موقعه الزمني وحنكة إدارته (برئاسة مديره ألبرتو باربيرا الآتي من مهنة النقد السينمائي) كما لعوامل حديثة مثيرة للاهتمام.

الموقع الزمني متمثل في أنه ينطلق في مطلع موسم الجوائز حاملاً إلى الهواة والمحترفين بعض طعم المناسبات السنوية مثل الـ«أوسكار» والـ«غولدن غلوبس». ثلاثة أفلام في السنوات الأخيرة عُرضت في «فينيسيا» ثم توجهت إلى الفوز بالأوسكار في مطلع العام التالي وهي: «جاذبية» و«سبوتلايت» و«شكل الماء». أكثر منها الأفلام التي عرضها «فينيسيا» في السنوات الأخيرة وحظت بالترشيحات سواء في قسم أفضل فيلم أو في قسم أفضل فيلم أجنبي أو قسم أفضل فيلم تسجيلي طويل. لكن هناك مساعدة إضافية أهدتها إليه الظروف الناتجة عن عدم قدرة مهرجان «كان» على الترحيب بالإنتاجات غير الآيلة لعروض الصالات التجارية في فرنسا. فُتحت قبضة جمعيتَي الموزعين وأصحاب الصالات القوية، وأخفق المهرجان الفرنسي في جلب أفلام من شركة «نتفلكس» النشطة. وما أخفق فيه «كان» جاء مفيداً لمنافسه العتيد «فينيسيا»، إذ لا شروط لديه تحُول دون اشتراك لا أفلام «نتفلكس» وحدها بل أفلام مؤسسة «أمازون» أيضاً.

من الأولى حصل باربيرا على ستة أفلام جديدة من بينها «أنشودة بستر سكرادج» للأخوين إيتن وجووَل كووَن وفيلم بول غرينغراس «22 جولاي». من «أمازون ستديوز» عدد أقل بتصدّره فيلم «سوسبيريا» لمخرج «نادني باسمك» للوكا غوادينينو، الفيلم الذي سبح كذلك في بحر الترشيحات وبعض الجوائز في موسم الجوائز الفائت.

باربيرا، في مؤتمره الصحافي، أعلن أنه لا يمكن إغفال «التطوّرات المهمة في تضاريس الإنتاج السينمائي» وهو بذلك قصد القول: إنه لا يمكن تجاهل منتجات الأفلام التي تُنتج للعروض المنزلية مباشرة بعيداً عن صالات السينما كما حال إنتاجات «نتفلكس» التي رحّبت بخطوة «فينيسيا» ووظّفتها لصالح عروضها ونشاطاتها على الفور.

هذا يعكس أزمة «كان» الحالية والمقبلة؛ الأولى ما نتج عن رفض فيلمين لـ«نتفلكس» في دورته الأخيرة، والمقبلة هي كونه لا يستطيع أن يلغي قراره المُتَّخذ من دون أن يعكس إذعاناً للواقع الجديد عوض أن يكون رائداً فيه.

- عربي واحد

مع السينما الأميركية المنتشرة في سبعة أفلام متسابقة (إلى جانب 8 أفلام خارج المسابقة) تأتي كوكبة النجوم: داكوتا فانينغ وتيلدا سوينتون في «سوسبيريا»، وجيمس فرانكو ويليام نيسون في «أنشودة بستر سكرادج»، ورايان غوزلينغ في «الرجل الأول»، وجف غولدبلوم في «الجبل»، ونجد إيما ستون في «المفضلة The Favorite». وهذا كله وإن لم يكن غريباً عن مهرجان فينسيا إلا أنه بمثابة ثقة متجددة من هوليوود به. هذه الأفلام، باستثناء إنتاج واحد مشترك مع إيطاليا وفرنسا بعنوان «ماذا ستفعل عندما يشتعل العالم؟ What You Gonna Do When the World’s on Fire تؤكد صلابة صناعة السينما الأميركية واستنادها إلى مقوّماتها الإنتاجية الخاصة في مقابل اعتماد معظم الإنتاجات الأوروبية والآسيوية على مبدأ الإنتاجات المشتركة حيث يصب التمويل من عدة أطراف كل منها ينتمي إلى بلد مختلف.

يبلغ عدد الأفلام المشتركة في المسابقة 21 فيلماً من بين أكثرها إثارة للاهتمام، إلى جانب بعض ما تم ذكره آنفاً، فيلم البريطاني مايك لي الجديد «بيترلو» حول مذبحة نشأت عن قيام قوات الشرطة البريطانية سنة 1819 بالتصدي لمظاهرة سلمية في مدينة مانشستر سقط نتيجتها عدد كبير من القتلى والجرحى. هذا سيكون ابتعاد مايك لي عن مألوفه من الأعمال الاجتماعية ذات التكلفة المحدودة أو حتى تلك التاريخية التي اتسمت بشغله على الأفراد وليس على الأحداث (كما حاله في «مستر تيرنر»، 2014).

مثله في المضي عبر تاريخ القلاقل السياسية والاجتماعية يوفر بول غرينغراس نظرة إلى العملية الإرهابية التي قام بها نرويجي في الثاني والعشرين من يوليو (تموز) سنة 2011 في «22, July». بينما يمضي ألفونسو كوارون باحثاً في قضايا اجتماعية مختلفة ولو معاصرة في «روما» حول متاعب حياة عائلة مكسيكية في مطلع سبعينات القرن الماضي. والمخرج الأميركي داميان تشازيل يعود إلى فينسيا بفيلمه الجديد «أول رجل» وهو أول فيلم له بعد «لالا لاند». في الفيلم الجديد يؤدي رايان غوزلينغ الذي رقص وعزف في «لالا لاند»، شخصية رجل الفضاء نيل أرمسترونغ.

اليوناني يورغوس لانتيموس يوفر فيلماً آخر بالإنجليزية هو «المفضلة The Favorite» وهو في الوقت ذاته عودة لحكايات القرن الثامن عشر حول الملكة آن ووصيفتها أبيجيل والمرأة التي -حسب الفيلم- أمسكت فعلياً إدارة بريطانيا في وقت عصيب سارا تشرشل. جمع لانتيموس ثلاث ممثلات مشهود لهن بالإجادة هن إيما ستون وراتشل فايز وأوليفيا كولمن.

مجموع الأفلام المشاركة رسمياً داخل وخارج المسابقة يبلغ 64 فيلماً بينها فيلم عربي واحد هو «اليوم الذي فقدتُ فيه ظلي» لسداد كعدان (مقدَّم باسم سوريا ولبنان). في المقابل أربعة أفلام إسرائيلية من بينها فيلمان لأموس غيتاي هما «قطار إلى القدس» و«رسالة لصديق في غزة» (كلاهما خارج المسابقة)، وفيلم من يارون شاناي بعنوان «Stirpped»، وآخر من فلسطيني من الأرض المحتلة هو سامي زعبي وعنوانه «تل أبيب تحترق». كل واحد من هذه الأفلام (باستثناء «رسالة لصديق في غزة») هو إنتاج مشترك بين إسرائيل ودول أوروبية (فرنسا وألمانيا وبلجيكا في المقدمة).

هذا كله بعض الزخم الذي تزخر به برمجة المهرجان الإيطالي هذه السنة. وما ذُكر هنا من أفلام لا يشمل -لضيق المساحة- أعمالاً مهمة أخرى من النمسا وصربيا والأرجنتين والصين والنرويج وألمانيا والهند والبلد المضيف، إيطاليا، الذي يشترك في 12 عملاً إما كإنتاجات محضة إيطالية وإما كإنتاجات إيطالية - أوروبية أو أميركية مشتركة.

الشرق الأوسط في

27.07.2018

 
 

مشاركة مصرية وعربية في لجان تحكيم مهرجان فينسيا

مني شديد

أعلن مهرجان فينسيا السينمائي الدولي عن مشاركة المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عددا من صناع السينما العالمية في عضوية لجنة تحكيم مسابقة أورزونتي أو آفاق في الدورة الـ‏75‏ المقرر إقامتها في الفترة من‏29‏ أغسطس وحتي‏8‏ سبتمبر المقبلين‏.‏

ويتولي رئاسة لجنة التحكيم المخرجة والسيناريست اليونانية أثينا تسنجاري ويشارك في عضويتها كل من المخرج الأمريكي مايكل الميريادا, والممثلة الإيرانية فاتيما معتمد أريا, والناقد فريدريك بوناد, والمخرج الايطالي اندريا بالاورو والكندية اليسون ماكلين. وتمنح لجنة تحكيم مسابقة آفاق- التي تعد ثاني أهم مسابقة في مهرجان فينسيا- جوائز آفاق لأفضل فيلم وأفضل مخرج وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل سيناريو بالإضافة إلي جائزة أفضل فيلم قصير لقسم الأفلام الروائية القصيرة.

وتنافس المخرجة السورية سؤدد كعدان علي جوائز هذه المسابقة بفيلمها يوم أضعت ظلي, ويقوم ببطولته سوزان أرشيد وريهام الكسار وسمر إسماعيل, وتدور أحداثه في سوريا عام2011, ويحكي عن سناء التي تحلم بحمام ساخن والذي أصبح حلما بعيد المنال بعد انقطاع الماء والكهرباء, كما أنها لم تعد تستطيع الطبخ لابنها البالغ من العمر9 سنوات بسبب أزمة الغاز وتخرج الشارع بحثا عن أنبوبة غاز فتجد في طريقها أناسا فقدوا ظلهم ومقابر في الحدائق. من ناحية أخري تشهد لجان تحكيم مهرجان فينسيا هذا العام مشاركة عربية أخري حيث وقع الاختيار علي المخرجة التونسية كوثر بن هنية للمشاركة في عضوية لجنة تحكيم لويجي دي لارينتيس للأفلام الأولي للمخرجين والمعروفة بجائزة أسد المستقبل, ويتولي رئاسة اللجنة المخرج الأمريكي الإيراني رامين بحريني ويشاركها عضويتها الممثلة الإيطالية كارولينا كريسينتيني والياباني هاياشي كاناكو والمخرج الأرجنتيني جاستون سولنيكي. وتمنح اللجنة جائزة أفضل فيلم أول لصانعه من الأفلام المشاركة في المسابقات المختلفة في المهرجان ويصاحبها مكافأة مالية تقدر بـ100 ألف دولار أمريكي يتقاسمها المخرج والمنتج. ويتنافس علي هذه الجائزة10 أفلام من أنحاء العالم من بينها أيضا يوم أضعت ظلي للمخرجة السورية سؤدد كعدان.

الأهرام المسائي في

29.07.2018

 
 

بسمة لـ«الشروق»:

فخورة باختيار فيلم «بعلم الوصول» للمشاركة فى مهرجان فينسيا

قالت الفنانة، بسمة، إنها سعيدة جدا وفخورة بمنافسة فيلمها الجديد «بعلم الوصول» على جوائز ورشة «فاينال كات» فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولى، خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر المقبل.

وأكدت بسمة فى تصريح لـ«الشروق»، أن مجرد اختيار الفيلم للمشاركة فى مهرجان فينسيا شىء مشرف، لأن «فينيسيا» من أعرق وأهم المهرجانات، ويدقق جدا فى اختيار كل الأفلام المشاركة من كل أنحاء العالم.

وتمنت بسمة، أن يفوز الفيلم بالجائزة؛ لأنه منخفض التكلفة، وبالتالى ستفرق مع صناعه فى المراحل النهائية للفيلم.

وأوضحت بسمة، أن الفيلم من تأليف وإخراج هشام صقر، فى أولى تجاربه الإخراجية، وتم تصويره بطريقة مستقلة، بمعنى أن الفيلم ملك صنّاعه، تم تنفيذه بشراكة لمن يعمل فى التجربة بنسب مختلفة، بالإضافة إلى المنتج محمد حفظى.

وأشارت بسمة، إلى أن هذا الفيلم أقرب لأن يكون فيلما نسائيا، والطريف أن جزءا كبيرا من فريق العمل، من النساء، لدرجة أن البعض سيتعجب أن رجلا هو الذى كتب السيناريو، لأن الفيلم متعمق فى أحاسيس المرأة بشكل كبير جدا، فأحداثه تدور حول حالة نفسية لامرأة، تصاب بالاكتئاب لمرورها بأزمة نفسية فى صغرها، ثم تزيد هذه الحالة بعد إنجابها طفلا، ولكن ظروفها تجبرها على التخلص من حالة الاختباء خلف زوجها، للتعامل مع الحياة، وأن تعيش إنسانة طبيعية.

ورغم أن قناعة بسمة، أن طبيعة الفيلم مختلفة، فإنها تمنت فى الوقت نفسه أن يحقق نجاحا جماهيريا عند عرضه تجاريا.

كانت الفنانة بسمة شاركت فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا عام 2009، بفيلم «المسافر» من تأليف وإخراج أحمد ماهر، وبطولة الفنان العالمى الراحل عمر الشريف، بالإضافة إلى الفنانين خالد النبوى، وسيرين عبدالنور، وشريف رمزى.

وتدور أحداث «المسافر» حول ثلاثة أيام فى سنوات مختلفة من خلال عامل بريد، حيث يرصد الفيلم التغييرات التى يتعرض لها خلال هذه السنوات المختلفة فى ظل المناخ السياسى والاجتماعى.

يذكر أن مسلسل «اختفاء»، كان آخر أعمال الفنانة بسمة، وعرض فى رمضان الماضى، حيث شاركت فى بطولته إلى جانب الفنانة نيللى كريم، والفنان هشام سليم.

الشروق المصرية في

31.07.2018

 
 

مهرجان فينيسيا السينمائي الـ75 يبشّر بدورة استثنائية

أمير العمري

مهرجان فينيسيا السينمائي يحتفل بالدورة الـ،75 التي تنطلق في الـ29 من أغسطس الجاري وتتواصل حتى  الثامن من سبتمبر القادم، بعرض مجموعة كبيرة من الأفلام وحضور مكثف للمشاهير من نجوم السينما.

كان مهرجان فينيسيا السينمائي قد أقام دورته الأولى عام 1932 أي منذ 86 عاما، لكنه توقف بضع سنوات على فترات متقطعة، والدورة الجديدة دورة استثنائية بكل معنى الكلمة، فالبرنامج الرسمي الذي أعلن عنه مؤخرا، يعكس طموحا كبيرا لجعل المهرجان يقفز إلى صدارة المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم متفوّقا على مهرجان كان بانفتاحه الكبير وبرنامجه المتنوع.

ونجح مدير المهرجان ألبرتو باربيرا في الحصول على غالبية الأفلام التي فشل مهرجان كان في اقتناصها، كما رحب بضم أفلام من إنتاج شركتي نتفليكس وأمازون، اللتين تعملان أساسا بنظام البث  الرقمي، بعيدا عن التحفظات التي واجهتها إدارة مهرجان كان استجابة للضغوط التي تعرضت لها من قبل أصحاب دور العرض الفرنسية.

وتضم مسابقة المهرجان الرسمية 21 فيلما منها عدد كبير من أفلام كبار المخرجين الذين تجذب أسماؤهم عادة اهتمام الجمهور والصحافيين والنقاد، خاصة من مخرجي الأفلام الأميركية والناطقة بالإنكليزية عموما، التي ثبت خلال السنوات الأخيرة أنها تنطلق من مهرجان فينيسيا، حيث تعرض للمرة الأولى عالميا، لتحصد في ما بعد جوائز الأوسكار الرئيسية.

ومن أفلام المخرجين الكبار المرموقين على المستوى العالمي لدينا فيلم “روما” Roma للمخرج ألفونسو كوارون الذي سبق عرض فيلمه “جاذبية الأرض” في مهرجان فينيسيا ومنه إلى التتويج بعدد من جوائز الأوسكار، أما الفيلم الجديد ففيه يعود المخرج المكسيكي إلى بلده ليصوّر دراما عائلية تدور في أوائل السبعينات من القرن الماضي في مدينة مكسيكو، وبالإضافة إلى إخراج الفيلم كتب كوارون السيناريو واشترك في إنتاج الفيلم وتصويره ومونتاجه.

ويعرض الفيلم بالمسابقة ممثلا للمكسيك مع فيلم مكسيكي آخر، هو “عصرنا” للمخرج كارلوس ريغاداس المعروف باهتمامه الخاص بالإبحار داخل شخصيات أفلامه ومحاولة سبر أغوارها خلال بحثها الشاق عن معنى لوجودها على الصعيد الروحاني.

الرجل الأول

الأسد الذهبي رمز المهرجان، وهي أرفع جائزة تعطى للفيلم في فينيسيا السينمائي، وتقدم الجائزة منذ العام 1949 من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان

تتضمن المسابقة الرسمية أيضا، خمسة أفلام أميركية جديدة، أولها فيلم الافتتاح “الرجل الأول” للمخرج الأميركي الشاب الصاعد بقوة مدهشة، داميان شازيل (33 عاما) الذي سبق أن حقّق فيلمه الأول “ويبلاش” نجاحا كبيرا، ثم حصد فيلمه الثاني “لا لا لاند” الذي افتتح مهرجان فينيسيا قبل عامين، عددا كبيرا من جوائز الأوسكار.

أما “الرجل الأول” أو “أول رجل” فهو يروي جانبا من حياة نيل أرمسترونغ، أول رائد فضاء أميركي هبط على سطح القمر عام 1969.

أفلام أميركية وبريطانية

نجح المهرجان أيضا في الحصول على فيلم أميركي آخر هو “أنشودة بستر سكرودجز” للأخوين إيتان وجويل كوين، وكان في الأصل مسلسلا من حلقات عدة، ثم أصبح فيلما من نوع أفلام الويسترن من خلال الأسلوب العدمي الساخر الذي يميز أفلام الأخوين كوين، وهذا هو فيلمهما الروائي الطويل الثالث والعشرون.

ومن الأفلام الأميركية في المسابقة هناك أيضا “عند البوابة الأبدية” للمخرج جوليان شنابيل، وسيناريو الكاتب الفرنسي جان كلود كاريير (رفيق عمل لويس بونويل)، وعنوان الفيلم هو اسم لوحة فان كوخ الشهيرة التي رسمها عام 1898، ويقوم بدور فان كوخ في الفيلم وليم دافو أمام أوسكار إيزاك في دور الرسام غوغان، والفيلم من الإنتاج المشترك مع فرنسا، أما الفيلمان الباقيان من الولايات المتحدة فهما “الجبل” لريك ألفريسون، و”فوكس لوكس” لبرادي كوربت.

ويأتي إلى فينيسيا المخرج اليوناني الشهير يوغوس لانتيموس بفيلمه الجديد “المفضلة” من الإنتاج الأميركي-البريطاني المشترك، بطولة إيما ستون وراشيل ويز، ويروي قصة تدور في القرن الثامن عشر.

ويعود المخرج البريطاني مايك لي، الحاصل على جائزة “الأسد الذهبي” في فينيسيا عن فيلمه “فيرا دريك” في 2004، إلى مسابقة المهرجان بفيلم جديد مختلف عن سياقه وموضوعه عن معظم أفلام مخرجه الواقعية النقدية، وهو فيلم “بيترلو” الذي يدور حول المذبحة التي ارتكبتها الشرطة ضد مسيرة من 60 ألف شخص تجمعوا قرب كنيسة القديس بطرس في مانشستر عام 1819 للمطالبة بتعديلات برلمانية ومد حقّ التصويت إلى الفئات المحرومة، وقد قتل خلال الأحداث الدامية 15 شخصا وجرح 700.

المسابقة الرسمية للمهرجان تشهد حضور فيلم واحد لمخرجة سينمائية، وهو "العندليب" للأسترالية جنيفر كنت، 

وجدير بالذكر أن “بيترلو” من إنتاج شركة أمازون، وهي نفسها منتجة الفيلم الإيطالي “سيسبيريا” Susperia من إخراج لوكا غوادينينو صاحب فيلم “نادني باسمك”.

والفيلم الجديد من نوع أفلام الرعب (ناطق بالإنكليزية)، وهو إعادة إنتاج لفيلم شهير من أفلام الرعب الإيطالية بالعنوان نفسه أخرجه عام 1977 داريو أرجنتو، وتقوم بأدوار البطولة في الفيلم الجديد تيلدا سوينتون وداكوتا جونسون وميا غوث.

أما شركة نتفليكس، فتشارك في المسابقة بفيلم ثان هو “22 يوليو” للمخرج البريطاني بول غرينغراس صاحب فيلم “يونايتد 93”، وهو يصوّر وقائع ما جرى في ذلك اليوم الدامي من عام 2011، حينما أطلق شاب يميني متطرف النار على معسكر صيفي على شاطئ البحر في النرويج، فقتل 77 طالبا وطالبة من شباب حزب العمال اليساري، وكنا قد شاهدنا فيلما آخر من الدنمارك أيضا عن نفس الحادثة في مهرجان برلين (فبراير 2018) يحمل نفس العنوان ومن إخراج النرويجي إريك بوب.

وفي المسابقة الرسمية أيضا ثلاثة أفلام من فرنسا هي “حيوات مزدوجة” لأوليفييه أسايس، و”أخوة الشقيقات” لجاك أوديار، وهو أول فيلم لمخرجه ناطق بالإنكليزية ومن بطولة جواكيم فينيكس وجاك غلينهال وريز أحمد ومن نوع الويسترن الكوميدي، و”الأشقاء إينميز” للمخرج ديفيد أولدوفين.

وهناك فيلم واحد لمخرجة سينمائية من بين جميع أفلام المسابقة، هو “العندليب” من أستراليا للمخرجة جنيفر كنت، مخرجة فيلم “بابادوك”، ومن إيطاليا الدولة المضيفة، هناك ثلاثة أفلام هي “كابري-ثورة” لماريو مارتوني، و”ماذا ستفعل عندما يشتعل العالم” لروبرتو منريفيني، بالإضافة إلى فيلم “سيسبيريا” الذي سبقت الإشارة إليه.

وسيعرض المخرج المجري الشاب الموهوب لازلو نيمتش فيلمه الثاني “الغروب” الذي يدور في بودابست أوائل القرن العشرين، بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمه الأول “ابن شاؤول” في مهرجان كان قبل ثلاث سنوات، كما يشارك المخرج الألماني فلوريان هينكل، مخرج فيلم “حياة الآخرين”، بفيلم “أوبرا سينزا أوتور”، وأخيرا هناك فيلم من الأرجنتين وفيلم آخر من اليابان.

ومن أهم الأفلام التي تعرض كحدث خاص في المهرجان فيلم “الجانب الآخر من الريح” لأورسون ويلز وهو الفيلم الذي بدأ ويلز في تصويره عام 1970 واستمر ست سنوات على فترات متقطعة، لكنه لم يتمكن أبدا من إكماله، وقد تم مؤخرا استكمال الفيلم بالاستعانة بالمخرج بيتر بوغدانوفيتش الذي يظهر فيه كممثل.

كما أمكن استكمال الفيلم بعد العثور على بعض البكرات التي كانت مفقودة منه وبعد أن تحمّست شركة نتفليكس للإنفاق على استعادته وبذلت جهودا كبيرة في هذا المجال للتغلب على العقبات القانونية والتقنية.

والفيلم من نوع أفلام المحاكاة الساخرة التي تصاغ في قالب تسجيلي “موكيومنتراي”، ويشارك في التمثيل فيه عدد كبير من الممثلين على رأسهم المخرج والممثل جون هيستون وسوزان ستراسبورغ وأوغا كادار وليلي بالمر وكاميرون ميتشيل، كما يظهر آخرون في شخصياتهم الحقيقية مثل المخرج الفرنسي كلود شابرول والأميركيين بول مازورسكي وجورج جيسيل.

وخارج المسابقة هناك فيلمان للمخرج الإسرائيلي آموس غيتاي، الأول تسجيلي بعنوان “رسالة إلى صديق في غزة”، والثاني فيلم روائي هو “ترام في القدس”. وهناك مجموعة كبيرة من الأفلام الجيدة خارج المسابقة منها فيلم “ظل” للمخرج الصيني جانغ ييمو، و”مولد نجمة” أول الأفلام التي يخرجها الممثل الأميركي برادلي كوبر، وهذه هي المرة الثالثة التي يعاد فيها إنتاج هذا الفيلم القديم (من عام 1937)، ويقوم ببطولته برادلي كوبر وأمامه ليدي غاغا وسام إليوت، والفيلم من نوع الكوميديا الموسيقية.

وفي قسم الأفلام التسجيلية، خارج المسابقة، عدد من الأفلام لأهم مخرجي السينما التسجيلية في العالم مثل الأميركيين إيرول موريس وفريدريك وايزمان، والأوكراني سيرجي لوزنيتسا، كما يشارك المخرج الصربي أمير كوستوريتسا بفيلم جديد بعنوان “حياة سامية” من الإنتاج المشترك بين الأرجنتين وأوروغواي وصربيا، وهناك فيلم إيطالي عن تنظيم داعش بعنوان “داعش غدا: أرواح الموصل المفقودة”.

مسابقة آفاق

في المسابقة الثانية “آفاق” (أوريزونتي) يتنافس 19 فيلما منها فيلمان لمخرجين من العالم العربي، الأول هو “يوم أضعت ظلي” للسورية سؤدد كعدان، والثاني “تل أبيب تحترق” للفلسطيني سامح زعبي، وهناك فيلم إسرائيلي هو “تعرّي”، وهو الفيلم الثاني للمخرج يارون شاني (الذي اشترك من قبل مع الفلسطيني إسكندر قبطي في إخراج فيلم “عجمي”)، وأفلام مسابقة “آفاق” هي عادة الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها على غرار قسم “نظرة ما” بمهرجان كان.

واعتاد المهرجان أن يخصّص قسما يطلق عليه “أفلام الحديقة” قام بتغيير الاسم إلى “سكونفيني” بما معناه أفلام “الجرأة”، ويعرض في هذا القسم ثمانية أفلام منها النسخة الكاملة الممتدة لفيلم “شجرة الحياة” للمخرج الأميركي تيرنس ماليك، وهي النسخة التي أعاد مخرجه مونتاجها مؤخرا مضيفا إليها الكثير ممّا استبعد في النسخة السابقة، بحيث أصبح الفيلم يتجاوز حاليا ثلاث ساعات.

وتقام تظاهرة “أيام فينيسيا” على غرار “نصف شهر المخرجين” بمهرجان كان، وينظمها اتحاد السينمائيين الإيطاليين وهي تظاهرة موازية خارج البرنامج الرسمي، لكن على العكس من كان، يحتضنها المهرجان الرسمي ويخصّص لأفلامها عروضا في قاعاته الرسمية.

وتنظم التظاهرة مسابقة خاصة تمنح جائزة قيمتها 100 ألف يورو لأفضل فيلم، ويشارك هذا العام 11 فيلما في المسابقة، من بلجيكا وفرنسا وسويسرا وفلسطين والبرازيل وماليزيا والصين وكندا وإيطاليا والبرازيل والولايات المتحدة والنمسا.

وفي المسابقة يحضر الفيلم الفلسطيني “المفك” للمخرج بسام جرباوي، وهو فيلمه الروائي الأول ويقوم ببطولته زياد بكري وعرين عمري وجميل خوري، ويصوّر الفيلم بطل كرة سلة فلسطيني سابق يتعرض لتجربة السجن في أحد السجون الإسرائيلية، ثم يخرج ليعاني من الاضطراب العقلي ويواجه صعوبة في التكيف مع الحياة في بلده، وبمرور الوقت، تمتزج هلاوسه بالواقع فيُعتقل من جديد ويعود إلى السجن.

وخارج مسابقة “أيام فينيسيا” كأحداث خاصة هناك احتفاء بتجارب من سينما المرأة، حيث يعرض الفيلم القصير “ابنة مغنية الأفراح” للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وفيلم قصير آخر من إخراج الممثلة الأميركية داكوتا فاننغ.

أسبوع النقاد

ينظم اتحاد نقاد السينما الإيطاليين تظاهرة “أسبوع النقاد” التي بدأت منذ 33 عاما، وتعرض التظاهرة هذا العام سبعة أفلام بالمسابقة، وفيلمين في الافتتاح والختام.

ويفتتح الأسبوع بالفيلم الهندي “تومباد”، ويختتم بالفيلم التونسي “داشرة” للمخرج عبداللطيف بوشناق، ويشارك في المسابقة الفيلم السوداني “أكاشا” للمخرج حجوج كوكا صاحب الفيلم التسجيلي “على إيقاع الأنتونوف” (2014).

ويصف المخرج فيلمه الجديد “أكاشا” بأنه “قصة حب عالمية استثنائية وساخرة في زمن الحرب، لكن تلك الحرب في السودان وهي تحدث الآن”، كما يشارك الفيلم التسجيلي “لسه عم نسجل” الذي أخرجه المخرجان السوريان سعيد البطل وغيث أيوب.

يتم تكريم شخصيتين من الشخصيات السينمائية، هما الممثلة البريطانية المرموقة فانيسا ريدغريف، والمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ بمنحهما جائزة “الأسد الذهبي” الشرفية في حفل خاص يقام على هامش المهرجان.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

03.08.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)