كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

عبدالحسين عبدالرضا بلا رتوش

أ.د. غانم النجار

عن رحيل «أسطورة الكوميديا»

عبدالحسين عبدالرضا

   
 
 
 
 

"كتبت هذا النص منذ حوالي ٧ شهور بعد لقاء جمعني بالراحل العظيم عبدالحسين عبدالرضا، كان النص جزءاً من مشروع لكتيب عنه قبل رحيله، ولأمر ما تأخر نشر الكتاب، وظل النص، وعندما فكرت في كتابة مقال عن بوعدنان، عدت لنصي عنه، وهو حي فوجدت الأمر لا يختلف كثيراً، فهو حي بيننا، سواء رحل عنا بجسده أو لم يرحل".

أعطى عبدالحسين نموذجاً لمعنى الشخصية الوطنية، ونجح في حقب الاستقطاب البغيضة في أن يظل إنساناً وطنياً بسيطاً ينثر الابتسام والضحك بين الجميع بدون تمييز. كان النسخة المضادة للطائفية والفئوية، لذا كان فعله سهلاً مقبولاً دون استئذان.

جمعتني الصدفة الجميلة قبل سبعة شهور تقريباً للقاء مع المبدع عبدالحسين عبدالرضا. كان حينها قد عاد مؤخراً من جولة علاجية مكثفة، وخلال ذاك اللقاء انطلق أبوعدنان كعادته في شرح ووصف تجربته المريرة مع المرض، ولكن بقالب كوميدي تلقائي جعل المستمعين يضحكون دون توقف.

قلة هم الأشخاص الذين يستطيعون تحويل حالة مرضية، مريرة، متعبة، يتخللها دم ونزيف، واقتراب لصيق بالموت، كالتي مر بها، إلى كوميديا صارخة. قلة أولئك الذين بإمكانهم دائماً، وفي جميع الأحوال، تحويل حالة الحزن إلى سخرية ضاحكة، وكوميديا متحركة، تجعلك ترى الصورة الخيالية وكأنها تتحرك أمامك على رجلين أو ثلاث أو أربع، بلا نص مقيد.

ربما لو أن لدينا من أمثال عبدالحسين عبدالرضا عشرة أشخاص، لكانت البلاد أكثر استرخاءً، من يدري؟

لا يمكن التعامل مع شخصية مثل عبدالحسين عبدالرضا تعاملاً عادياً ووصفها وصفاً عادياً، فها هو يدخل البيوت دون تعب ودون تردد ودون مبررات. هل هي الموهبة؟ هل هي القدرة على إضحاك الناس؟ هل هي سرعة البديهة والعفوية التي اتسم بها؟ هل هي الصدق والإخلاص للوطن؟ ربما بعض ذلك أو كله، ولكن أمراً لا مفر من ملاحظته، وهو أنه خلاصة عجينة هذه الأرض، ففي زمن موبوء بالمتطرفين ذات اليمين وذات اليسار، ورفع ألوية الكراهية الفئوية والطائفية التي تقطع المجتمع وتدمي أطرافه، يظل عبدالحسين عجينة صافية لا يأتيها الخلل أو الدخن من أي اتجاه.

في سنة ١٩٦٢ كنا في مدرسة سيف الدولة الابتدائية، بالقادسية، وفاجأتنا إدارة المدرسة بأننا سنكون على موعد مع أول عرض مسرحي "نظامي". كنا في عمرنا الصغير لم نستوعب المقصود بمعنى المسرح النظامي، فكنا نمثل ارتجالاً على مسرح المدرسة، ولا نعرف ماذا كان ذلك. ركبنا الباص واتجهنا إلى "ثانوية الشويخ"، التي كانت أساساً جامعة الكويت، ولكن نظراً لعدم وجود عدد كاف من طلبة الثانوية، تم تحويلها مؤقتاً إلى مدرسة ثانوية، وتم تحويل مباني القاعات إلى سكن داخلي. وكان مسرح ثانوية الشويخ هو المسرح الوطني، إن جاز التعبير، كما كان استادها الرياضي هو الملعب الرئيسي. وهكذا كان.

كان العرض الأول لمسرحية صقر قريش، وفيها كانت عصارة الفن والموهبة الكويتية، وعصارة العلم المسرحي المصري لزكي طليمات، الذي درب المجموعة الرائدة من الفنانين المسرحيين الكويتيين، الذين مازالوا يتحفوننا بفنهم الرائد والراقي.

كانت اللغة هي العربية الفصحى، واعترف بأننا كنا حينها في ذاك العمر الصغير غير مستوعبين ما كنا نرى، ولكنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها عبدالحسين عبدالرضا، ولأمر ما ظلت صورته مرتبطة بذهني.

كان ذاك زمان وهذا زمان، فانطلق أبوعدنان كالسهم الخارق في رحاب الفن، ورسم، ونحت نحتاً لا ينبغي له إلا أن يبقى محفوراً في ذاكرة الوطن، يزيده عمقاً ورسوخاً.

بالطبع دون قصور بالآخرين، وفي مقدمتهم رفيق دربه سعد الفرج، لم يتوقف أبوعدنان عن التنوع وعكس الواقع الاجتماعي وتحولاته دون أن يهدأ له بال، بجرأة تعكس واقع المجتمع وتحولاته.

حقاً، ودون زيادة أو نقصان، فإن التعامل مع ما طرحه عبدالحسين عبدالرضا، بصدق وشفافية، في لحظات التجلي ولحظات الألم، ولحظات التراجع ولحظات الصعود، أنت أمام شخصية فذة إن تأملتها جيداً، وتأملت ما أنتجه فستجد نفسك أمام المجتمع الصافي كما كان وكما يجب أن يكون.

خلاصة القول إن أباعدنان، عبدالحسين عبدالرضا، شخصية لا تتكرر، ولا ينبغي لها ذلك، واقفة رغماً عن الألم ورغماً عن المرض، صادحة بالحقيقة دون تزلف ودون مبالغة كملح الأرض، ونباتها الذي لا يضيع ولا يتراجع، بل يظل باسقاً، فارعاً، عاشقاً للأرض، ورافعاً لعبقريتها.

فليرحمك الله يا أباعدنان فإننا لفراقك لمحزونون، ونسأل الله لأهلك ومحبيك، وهم كثر، الصبر والسلوان.

# # # #

عبدالحسين عبدالرضا رمز للمواطنة

فوزية شويش السالم

سيجتمع الناس، بكل انتماءاتهم، في مسجد الكويت الكبير، لأداء صلاة الجنازة على الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وإقامة العزاء لاستقبال المعزين لمدة ثلاثة أيام، وهذا حدث نادر ويعني الكثير، لأنه يكشف مدى أهمية هذا الفنان الذي تقام صلاة جنازته بالمسجد الكبير للدولة، وأيضا لتوقع حضور أعداد كبيرة من المواطنين والخليجيين والعرب، ولن يوجد أي مسجد آخر يسعهم، وكذلك لن توجد قاعة أو صالة تكفي لاستقبال وفود المعزين، فهذا عبدالحسين عبدالرضا، الفنان الشامل الذي لا يشبهه أحد، وهو من طراز العمالقة الذين سيخلدهم التاريخ، ولن يغيب ذكرهم بغيابهم.

عبدالحسين عبدالرضا ليس فنانا فقط، بل أيضا رمز لمعنى الوطنية الحقة، وسيبكيه الجميع، بكل أطيافهم السياسية واختلاف مراتبهم الطبقية والاجتماعية وانتماءاتهم الدينية، ولن يكون هناك ذكر لمسلم سُني أو مسلم شيعي، أو مسيحي، أو أي انتماء عقائدي أو طائفي، الجميع ستذوب قلوبهم حزنا على فراقه، فهذا الرجل استطاع بقدرة عجيبة جمع وتوحيد مشاعرهم على محبته، حتى نسوا اختلافاتهم بحبه، فالجميع أحبوه واجتمعوا على حبه.

بعيدا عن الفن الذي قدمه وأضحكهم وأسعد أيامهم وحياتهم بذاكرة أعمال مهمة باتت علامة، ليس في وجدان الكويتيين فقط، بل أيضا في وجدان الخليجيين والعرب، فإن سره يكمن في روحه الإنسانية الشمولية، وفهمه العفوي التلقائي لمعنى المواطنة والانتماء وحب الوطن، فهو كويتي قبل كل شيء.

عبدالحسين عبدالرضا فنان لديه بكل عرض مسرحي قضية تخص مجتمعه، فهو ليس "كوميديان" مهمته إضحاك وتسلية الناس فقط، بل لديه قدرة خارقة على الغوص في قضايا ومشاكل مجتمعه، وطرحها بأعمال مسرحية مضحكة، لكنها في الوقت ذاته تكشف الجرح النازف فيها، وتدق جرس الإنذار للجميع، وكل أعماله المسرحية هي أرشيف ودليل استشرافي لمعظم المشاكل التي مرت على بلده الكويت.

أحيانا تكون له نظرة استباقية للأحداث، وأحيانا تكون مواكبة لها، فهو الذي يشعر ويحس بكل ما يوجع مجتمعه ويؤذيه، لذا تمكَّن من كتابة مسرحياته وإعداد حواراتها والقيام بتمثيلها.

من أهم أعماله التلفزيونية مسلسل "درب الزلق"، درة الأعمال الخليجية كلها، وأيقونة لن ينطفئ بريق توهجها، وستبقى حية ومعاصرة لكل الأجيال والأزمنة، حالها كحال "مدرسة المشاغبين"، وأيضا مسرحية "سيف العرب" عملها بعد تحرير الكويت، وبسببها تعرَّض لمحاولة اغتيال، هذه المسرحية من أروع أعماله التي جسَّد فيها شخصية صدام حسين بشكل هزلي ساخر مطابق لواقعه.

"فرسان المناخ" مسرحية سلطت الضوء على أكبر أزمة اقتصادية هزت بورصة الكويت ودمرت الوضع الاقتصادي للشركات والمؤسسات والأفراد، وكان عبدالحسين عبدالرضا واحدا من هؤلاء المتضررين.

لا أحد ينسى مسلسلاته وأوبريتاته التلفزيونية خفيفة الظل الممتعة، الناس في الخليج حفظوها عن ظهر قلب، وخاصة أوبريت "شهر العسل" بجزأيه، مع غنائه المحبب فيه، فهو يملك صوتا مؤديا رائعا، وكذلك خفة في الحركة والرقص المصاحب للأدوار التي تتطلب ذلك، وشكَّل مع الفنانة سعاد عبدالله "ديو" غنائيا لا ينسى.

عبدالحسين عبدالرضا، الذي أضحك أجيالا متعددة والأجيال القادمة أيضا ستضحكها أعماله الخالدة، تكرمه اليوم بلاده في فتح مسجدها الكبير للصلاة على جنازته، ويكرمه سمو أمير البلاد، بإرسال طائرة خاصة لتعود به من لندن إلى وطنه.

والتكريمات التي نالها بحياته لا تعد ولا تحصى، وليست الكويت وحدها من كرَّمته، بل الدول الخليجية والعربية، كما نال جوائز من المؤسسات الكبرى والأفراد المعروفين، أهمها جائزة الكويت التقديرية، والجائزة التقديرية من قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، وجائزة سلطان العويس. وأهم ما قدمته الكويت له تسمية مسرح رائع باسمه.

رحم الله الفنان العملاق الأيقونة عبدالحسين عبدالرضا، الذي لن يجود الزمان بمثله.

# # # #

رثاء مَعْلم

محمد الوشيحي

● جاء إلى الفن بديلاً لممثل آخر، فأضحى الفنان الذي لا يمكن إيجاد بديلٍ له.

● نظيفاً كان فنه، لم يدنسه بتملقٍ لمسؤول، ولم يشوهه بفكرٍ مرذول.

● أحب الناس فأحبوه.

● أضحك الناس جميعاً وأبكاهم جميعاً.

● جمعَ أطياف المجتمع كلها حوله حياً... وميتاً.

المعالم لا تموت ولا تختفي. وكما قال عبدالهادي الجميل: هل يمكن أن يختفي تمثال الحرية، أو برج بيزا المائل، أو هرم خوفو؟ كذلك الحال بالنسبة لمَعْلم الكويت عبدالحسين عبدالرضا.

على أن الأقدار أبت ألا يتركنا هذا المعلم، ونحن في حزن، كعادته، فزفت إلينا بشرى القبض على اثني عشر خائناً هارباً، بعد نحو شهرين من حبس الأنفاس.

وهنا نرفع أصواتنا عالية مع صوت هذه الجريدة، بالمطالبة بأن تكون جنازة المعلم الكبير رسمية، لا تليق به فقط، بل بتاريخ بلد، وفن بلد كان هو الأجمل في المنطقة، وصورة بلد نقلها للعالم هذا المعلم.

الجريدة الكويتية في

14.08.2017

 
 

فنانون وإعلاميون لـ«الراي»: «بوعدنان» أضحكنا في حياته ... وأبكانا رحيله

أجمعوا على أن العملاق كان طاقة هائلة من الحب والوفاء والإنسانية

كتب حسين خليل وحمود العنزي وفيصل التركي

·       نبيل الفيلكاوي: اليوم أُغلقت أكبر مدرسة فنية في تاريخ الكويت

·       داوود حسين: «بوعدنان» صاحب الفضل بعد الله في نجوميتي

·       عبدالله غلوم: رحمك الله يا أبا عدنان وأسكنك في جنان الخلد

·       عبدالعزيز المسلم: حبه تعدّى أسوار الوطن إلى أرجاء العالم العربي

·       إسماعيل عبدالله: لم يخن المهنة الأنبل التي اختارها هوية له

·       محمد الشهري: ترك مكتبة عظيمة من إبداعاته

·       حسن حسني: لم يقتصر جمهوره على الخليج فحسب

·       مرام البلوشي: كنا ننتظر أعماله الرمضانية بشغف كبير

·       أمل عبدالله: فقدنا كتلة الفرح... ومحطة مهمة من السرور

·       عبدالله التركماني: الكويت بجميع أطيافها تبكيك يا أبا عدنان

·       حمد الخضر: أمتعتنا على مدى أكثر من 50 عاماً

·       حسن البلام: أنت من غيّرت حياتي للأفضل

·       طالب الشريف: كان كريماً وطيباً... وليس لديه خلاف مع أحد

·       وليد العوضي: حمل همومنا جميعاً بأعماله الرائعة

·       هيفاء حسين: كنت أحلم بالوقوف أمامه ومشاركته أحد أعماله

يوم جديد أشرقت شمسه مع غياب نجم الكويت والخليج والعرب... يوم جديد مرّ، وحدث فقدان الساحة للعملاق عبدالحسين عبدالرضا ما زالت تدمع له الأعين.

رحل «بوعدنان»... ولم ترحل ذكراه الطيبة من قلوب محبيه، فلا يزال رفقاء دربه، - شيباً وشباباً - يستذكرون مآثره ومناقبه.

رحل«بوعدنان»، لكنه ترك إرثاً فنياً كبيراً، ستبقى الأجيال تلو الأجيال تنهل من منابعه، كنهر الخلود الذي لا ينضب أبداً.

الفنانون والإعلاميون، يبدون وكأنهم ما زالوا غير مصدقين للواقع الذي يعيشونه منذ انتشر خبر وفاة الفنان الكبير. وعبر «الراي»، وجدوا نافذة ليعبّروا عن حزنهم العميق وأسفهم الشديد لرحيل مدرسة الكوميديا الهادفة، وعميد الفن الكويتي وسيفه العربي الأصيل.

في البداية، نعى رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الدكتور نبيل الفيلكاوي الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، قائلاً: «أعزي نفسي وأهل الكويت والخليج والوطن العربي بهذا المصاب الجلل، وبفقيد الثقافة والفن العربي... اليوم أُغلقت أكبر مدرسة فنية وأكبر صرح ثقافي... اليوم طُويت صفحة من صفحات الفن بالكويت، بعدما فقدنا مؤسس الحركة المسرحية والدرامية والإذاعية، وبذلك نكون ودعنا أكبر ضحكة ارتسمت على شفاهنا لعقود مضت».

وأضاف الفيلكاوي:«لقد فقدت أباً ومعلماً وأكبر داعم بالنسبة إليّ منذ بداية مشواري الفني بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكلفني بثقة في تصميم وتنفيذ مسرحية (سيف العرب)، ومازلت أتذكر تعامله الراقي معي وقتذاك، إلى حد أنه لم يناقشني ولم يعطني ملاحظة واحدة بتصميمي لديكور المسرحية السالف ذكرها، بل انه أعطاني الثقة بالنفس، وكان داعماً لأطروحاتي وأفكاري التي تصب في مصلحة الحركة المسرحية عندما كنت رئيساً لاتحاد الفرق المسرحية، كما كان رحمه الله الداعم الأول في تأسيس مهرجان الشهيد فهد الأحمد للدراما التلفزيونية، ومهرجان الخرافي للإبداع المسرحي. وفي تأسيس نقابة الفنانين، كان هو من وضع اللبنة الأولى للنقابة، وكان عوناً لنا نحن الشباب، وشرفنا بقبوله منصب نقيب الفنانيين... نسأل الله العظيم أن يغفر له ويرحمه وأن يوسع مدخله ويكرم نزله».

على صعيد متصل، قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله:«في رحيل الفنان الكبير المبدع عبدالحسين عبدالرضا، نجد أنفسنا موحدين في الألم، تماماً كما كنا موحدين في الضحكة والبسمة وحبه... يرحل جسد عبدالحسين عبدالرضا، محمولاً على تلويحات أكف الملايين من محبيه على امتداد الوطن العربي، يرحل في زمن صار للرحيل معنى غير رحيل الأعزاء». وأضاف:«يرحل عبدالحسين راضياً مرضياً، لأنه لم يخن الناس الذين أحبوه، ولم يخن المهنة الأنبل التي اختارها هوية له، رحل... ولا أحد يسأل من محبيه عن نفوذه، عن أملاكه، بل يتحسس محبوه قسمات وجوههم ليتأكدوا أنهم ما زالوا قادرين على الابتسام بعد رحيله، يتحسسون نبض قلوبهم ليتأكدوا إن كانوا يستطيعون الضحك من أعماق القلوب بعده، هكذا يرحل الفنان جسداً، وهكذا يخلد في ذاكرة محبيه ويورثونه لمن يأتي بعدهم، وهكذا يا أبا عدنان، يرحل محبوك برحيلك، وتبقى أنت منارة وذاكرة ناصعة في صفحات أيامنا، فإذا كان هتاف ارحل قد شق الصدور والحناجر ليرحل من صنعوا الظلام في الحياة، فإن قلوب محبيك تقول من أعماقها (لن ترحل)، لأنك نسيج من إبداع، والإبداع باقٍ، (نحن كبشر زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة)».

بدوره، قال الفنان داوود حسين:«بوعدنان صاحب الفضل بعد الله في نجوميتي، ومن هذه الأعمال باي باي لندن، باي باي عرب، قاصد خير، سوق المناخ ومراهق في الخمسين»، مضيفاً:«بعد الانتهاء من مشاركتي في لجنة التحكيم بمهرجان وهران السينمائي، توجهت فوراً إلى لندن للاطمئنان على حبيب قلبي وتاج رأسي بوعدنان لكي أكون معه قلباً وقالباً». وأوضح أنه شاهد الفنان الكبير الراحل بعد خروجه من غرفة العمليات والتي تكللت بالنجاح، وقال:«بعدها غادرت المستشفى إلى (كاردف) لمتابعة دراسة ابني، ولكن بعد يومين وردني اتصال من ابنه بشار عن تدهور حالته الصحية، وعدت مرة أخرى إلى لندن للاطمئنان عليه، فكان المرحوم في حالة غيبوبة، ولكن حالته الصحية مستقرة إلى حد اللحظة التي فارق بها الحياة، وودعته الوداع الأخير».

أما الفنان عبدالعزيز المسلم، فقال:«لا شك أن عبدالحسين عبدالرضا علامة من علامات دولة الكويت، فقد ساهم في بناء بلده، وأسس أسرة كريمة علمها حب الكويت والعطاء من أجل الوطن، أحب جمهوره وأخلص بعطائه الطويل، فأحبه وتعدى الحب أسوار الوطن ليصل إلى كل أرجاء العالم العربي، يمنح تلفزيون وطنه الكويت الأولوية على كل المحطات الأخرى، رغم المغريات الكبيرة التي تأتيه، وإن دل ذلك فإنما يدل على ولائه وحبه للكويت».

وأردف المسلم:«أخلاق الفنان الراحل وتواضعه صنعت هيبته، وفرض احترامه واحترام الفن الهادف على المستوى الإقليمي، يعجبني فيه حبه واحترامه للعمل، وبساطته وصراحته، واحترامه وحبه ووفاءه لزملائه، يوجب الصغير والكبير، فلم يصل عبدالحسين عبدالرضا إلى كل هذه القلوب التي أحبته إلا بالصدق وإنسانيته وحبه للخير وما أخفاه عنا ويعلمه رب العباد». واختتم كلامه قائلاً:«الله يرحمه برحمته الواسعة ويصبر الجميع، (إنا الله وإنا إليه راجعون)».

في سياق متصل، تقدم الاتحاد العام للمنتجين العرب للشعب العربي والشعب الكويتي وإلى الفنانين الكويتيين وكل محبي الفن الخليجي بخالص العزاء لوفاة الفنان القدير. وقال في بيان صحافي:«نعزي أسرة الفقيد والأسرة الفنية الكويتية بهذا المصاب الجلل، سائلين العلي القدير أن يلهمهم الصبر وأن يتغمده بواسع رحمته».

من زاويته، قال نائب فرقة المسرح الكويتي الفنان عبدالله غلوم:«رحمك الله يا أبا عدنان وأسكنك في جنان الخلد،( أنتم السابقون ونحن اللاحقون)، (وإنا لله وإنا إليه راجعون)».

أما الفنان عبدالله التركماني، فخاطب الفنان الراحل بقوله:«تعودت عليك تضحكني بفنك وبأعمالك الكوميدية، وما تعودت عليك تبكيني»، مكملاً:«الكويت بجميع أطيافها تبكيك يا أبا عدنان، لأنك عملاق ورمز وتاريخ فنها... الوداع يا أبا عدنان، سأفتقد اتصالك بي صباحاً لتعاتبني بصوتك الحنون: (وينك يبا... أحد مزعلك أحد قايلك شيء... تعال أبيك تسولف)».

وقال الملحن حمد راشد الخضر:«إلى جنات الخلد يا من أفرحتنا وأمتعتنا على مدار أكثر من 50 عاماً، فألف رحمة ونور تنزل على روحك يا أبا عدنان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

كما عبّرت الإعلامية أمل عبدالله عن بالغ حزنها قائلة:«فقدنا كتلة من الفرح، ولم يكن بوعدنان مرحلة وانتهت، بل هو محطة مهمة من السرور، وحالة جميلة في حياتنا ستبقى خالدة في وجداننا، وهذا يبعث حزناً مضاعفاً، لأننا فقدنا البهجة». وتابعت:«في السنوات الأخيرة، بتنا نعاني من السلبيات التي أثرت علينا وعلى روح الألفة بيننا، فقدم مع زملائه مثالاً يحتذى بالوفاق والتوافق، ونسأل الله أن نتغلب على أحزاننا، وبالنسبة إليّ ولشقيقتي، فإن عبدالحسين ليس فناناً ومرّ، بل أخونا الذي عاصرناه منذ الستينات... إنسانا بكل ما تعنيه الكلمة وخدوما ورحوما وما يقدمه في يده اليمنى لا تعرف عنه يده اليسرى... وهناك ميزة بالراحل أنني لم أسمعه مرة يغتاب أو يتحدث عن أحد، ولا وجود للطائفية في داخله، ويتواجد في كل المناسبات الوطنية، وإبان الغزو كان يتفقد شقيقتي الصغرى ويقصد منطقة الروضة كي يطمئن على أهلنا في غزو الكويت».

الفنان حسن البلام قال:«هذا أمر الله... اللهم ارحمه برحمتك، نجم كبير وفي مماتك نجم كبير... وأنت لن تتكرر يا الغالي، رحلت ولم نكتفِ منك كأبناء ومعلم لنا، ورحلت ولم نكتفِ من فنك، أنت من غيّرت حياتي للأفضل».

من جهتها، قالت الفنانة مرام البلوشي:«منذ طفولتي تعقلت بأعماله... تابعناه وكنا ننتظر أعماله التي تعرض في شهر رمضان الفضيل بشغف كبير، فهو فنان وأب وأخ للجميع، (راعي ابتسامة وضحك)،( إنا لله وإنا إليه راجعون)، ولا اعتراض على مشيئة الله وقدره... وهذا درب الكل ماشيه، والله يصبر أهله ويلهمهم الصبر والسلوان».

الإعلامي السعودي محمد الشهري قال:«الفنان عبدالحسين عبدالرضا لم يمت، فهو ما زال حياً بأعماله وبتاريخه وبفنه وبمجده وبمحبيه... أبو عدنان غادرنا إلى مثواه الأخير، ولكن سيبقى في أعماقنا وفي أعماق الأجيال القادمة... أحب السعودية وأهلها فأحبوه واحترم العرب فاحترموه... صنع تاريخاً غير مسبوق على المستوى العربي، وعندما أقول غير مسبوق نظراً للعقبات التي واجهته في بداية مسيرته الفنية نظراً لقلة الإمكانات، وكذلك التحديات التي استطاع أن يتجاوزها بكل يسر وسهولة ليدخل ويتغلغل في أعماق المتابعين والمشاهدين والمستمعين والنقاد». وتابع:«أبو عدنان رحل وقد ترك مكتبة عظيمة من إبداعاته الفنية والتاريخية... أبو عدنان رحل عنا وقلوبنا تتفطر حزناً عليه... عرفناه وترعرعنا على فنه منذ الصغر، فعندما يحضر في أي مكان فنياً أو اجتماعياً يحضر عملاقاً لا ينافسه أحد ولا يقف في طريقه أحد... عبدالحسين ستبقى في الأعماق وستبقى للتاريخ وستبقى للأبد... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهمنا وذويك الصبر والسلوان (إنا لله وانا اليه راجعون)».

أما الفنان المصري الكبير حسن حسني، فقال:«لقد فقد الوطن العربي الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، الذي أدخل البهجة إلى قلوب الناس على مدى أكثر من نصف القرن... عبدالحسين لم يقتصر جمهوره على منطقة الخليج فحسب، بل إنه فنان عربي كبير، يحبه الشعب المصري، وتحبه كل الشعوب العربية الأخرى، للفقيد الرحمة والغفران ولنا ولأسرته الصبر والسلوان».

في حين قال المخرج السينمائي وليد العوضي:«هو طاقة هائلة من الحب والإنسانية، هو الفنان الكبير بخلقه والتزامه وعشقه للأرض والإنسان... هو بوعدنان. حمل همومنا جميعاً بأعماله الرائعة، وجسد الروح الوطنية والوحدة والتآلف من خلال فنه الراقي وإحساسه العميق، منذ بداية المشوار إلى آخره».

واستذكر العوضي مآثر«بوعدنان»بقوله:«الكويت يا جماعة، الكويت وحكامها والأهل والوحدة الوطنية، الكويت أهم شيء، أرضنا عزيزة وغالية، نحافظ عليها، هذه العبارات دائماً حاضرة في حضوره، يحرص على بث الروح الوطنية والإخلاص والعمل الجاد، هو فنان عملاق من جيل الرواد المؤسسين للحركة الفنية الكويتية واستطاع أن يأخذنا بفنه من المحلية إلى الخليجية والعربية».

ومضى العوضي يقول:«هو يعرف ما يريد وما نريد، يعرف كيف يوصل الرسالة من خلال الفن الأصيل، ظل سابقاً لوقته، أعماله تحاكي الحاضر والمستقبل، بكل عفوية رسم الابتسامة على وجوه الجماهير، وبكل بساطة طرح أكثر المشاكل تعقيداً وحلولها، وبإحساسه العاطفي الصادق رسم لنا لوحات فنية معبرة، فهو الحاضر بقوة أينما حضر، كاريزما لا مثيل لها، عفوية الأداء وسرعة البدهية، ينقلك إلى عوالم مختلفة، يبكيك ويضحكك، يهز قلبك في لحظة، ويحرك العواطف والأحاسيس بأدائه المسرحي والتلفزيوني الفريد من نوعه... رحمك الله يا أستاذنا الكبير وفناننا الجميل وعملاق الكوميديا وأحد أهرامات الفن الكويتي الأصيل، وما زلت أتذكر كلماتك الرائعة وتشجيعك لي دائماً وفي كل لقاء سواء داخل أو خارج الكويت، خصوصاً عندما نلتقي في المهرجانات السينمائية، أن العمل الفني يبقى ونحن راحلون... سوف تبقى في وجداننا جميعاً وستظل أعمالك الفنية خالدة لأجيال وأجيال لأنك مدرسة لا مثيل لها، إنها مدرسة عبدالحسين عبدالرضا الشاملة بحب الكويت».

من ناحيتها، قالت الفنانة هيفاء حسين:«رغم عدم مشاركتي في أعماله وكنت أحلم أن أقف أمامه والتمثيل معه... ورغم عدم وجود ذكريات عشتها فعلياً معه، لكن عندما وصلني خبر وفاته الخبر بكيت وكأني عشت معاه سنين... هذا دليل أن الراحل كان يعيش بأرواحنا طوال السنين الماضية، والدليل أيضاً على أننا فعلاً نحبه من الأعماق هو أننا تعلقنا فيه كفنان عملاق وبأعماله التي لطالما من خلالها أضحكنا وأبكانا... لكن هذه مشيئة الله عز وجل، والله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته».

وبدوره، قال المذيع طالب الشريف:«المشاهد عندما يرى أي شخص يؤدي ويقدم بضمير، يتفاعل معه سواء في الرياضة أو الفن... والراحل في مسيرته المتنوعة، شخصية قوية ومتواضع بلا حدود... وعنده كرم لا يوصف، ولم نسمع في يوم من الأيام أن له خلافاً مع أحد أو شيئاً من هذا القبيل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».

# # # #

أصبوحة

افتقدنا البسمة

| وليد الرجيب |

فجع الشعب الكويتي والشعوب الخليجية والعربية، بنبأ وفاة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، عملاق الفن وصانع البسمة على الشفاه، وانعكس حجم الحزن من خلال وسائل التواصل لكل الشعوب التي أحبته وتابعت أعماله، حيث شكلت فترة مزدهرة في تاريخ الكويت.

ونحن لم نفقد البسمة منذ رحيله فقط، ولكن قبل ذلك بعقود، عندما استقوى تيار متشدد في المجتمع، تمدد بجمعياته وأفرعه في كل المناطق.

ونتذكر في سنوات الثمانينات، تحطيم إعلانات العروض المسرحية في الشوارع، وإشاعة ترهيب فكري وغلو لمحاولة حرف المجتمع عن مسار المدنية والتقدم، واستمر ذلك في بداية تسعينات القرن الماضي، عندما تم إطلاق النار على محل تسجيلات الفنان الراحل، وتم رفع قضايا وجرجرة أدباء ومفكرين وفنانين إلى المحاكم، ليطبقوا الشفاه المبتسمة وتسود الكآبة ويختفي الفرح من نفوس الكويتيين، بعد أن كانوا شعباً منفتحاً ومتسامحاً ومستنيراً.

وصمت أبو عدنان وغيره من الفنانين قهراً، لكن الناس المتعطشين للفرح والابتسام، استمروا بمشاهدة الأعمال القديمة للفنان الكبير وأمثاله من عمالقة الفن، الذين يذكرونهم بالعصر الذهبي وبأزهى أيام الكويت والخليج.

وتركت الساحة الفنية للفن التجاري الهابط، المنحدر بأذواق الأجيال الجديدة، وهذا النوع من الفن لم يجد له معارضة من التيار المتشدد، لأنه يخلو من المعنى والهدف الاجتماعي، بينما امتاز عبدالحسين ونظرائه بتقديم الكوميديا الاجتماعية، والنقد اللاذع للواقع بأسلوب راق.

وهذا التشدد الديني المسكوت عنه، تغوّل في مدارس أطفالنا وجامعاتنا ومساجدنا، وأصبح هذا الفكر حاضنة الفرز الطائفي وخطاب الكراهية وتفتيت لحمة المجتمع، فترهل وانتشرت فيه مظاهر القرون الوسطى، وأصبحنا لقمة سائغة للأطماع الخارجية.

وما زال الهجوم ضارياً ضد الثقافة، سواء العروض الفنية والموسيقية، أو النتاج الإبداعي من أدب وفنون تشكيلية وغيرها، وأصبحت حرية التعبير والإبداع مقيدة من قبل هذه الجماعات، في حين أن الثقافة هي هوية الكويتيين الأصيلة.

بفقد الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، لم يبق للجمهور الكويتي سوى التاريخ الفني للكويت، فرحمة الله عليك يا أبا عدنان ولذكراك الخلود، وندعو لمن تبقى من الفنانين والأدباء الذين أناروا دروبنا بالصحة وطول العمر.

osbohatw@gmail.com

# # # #

بوعدنان... أحقاً رحلت؟

خالد الروضان

أخبرنا أيها العملاق، فلم نعتد على ألا نكون معك وفي رحاب ابتسامتنا التي أنت صانعها وسببها.

حالة وجوم كبيرة ممزوجة بعدم التصديق والفقد حين وردنا هذا النبأ الأليم.

يا حبيب الكويت، يا صديق الطلبة الكويتيين في الخارج، يا شريك الفرح، يا والد الابتسامة ووكيلها الحصري في الخليج.

اعتدنا عليك اعتياداً لا يقوى الرحيل المفاجئ.

لكنه قضاء الحق وقدر المولى عز وجل.

برحيلك المر فقدنا البرج الكويتي الشاهق الضارب في كبد السماء، فقدنا الأيقونة، بكيناك بيوم ما يعادل الذي أضحكتنا به خلال 50 سنة، ذلك لأن وزن رحيلك لا يعادله حجم.

أنت الفنان الكويتي الخليجي العربي الأول... الكل اتفق حولك في زمن الخلافات.

كنا ومازلنا وسنستمر نباهي بك ونفخر لما قدمته من على خشبة المسرح وخلف الشاشة الفضية، من فن شامخ وكوميديا خالدة ورسائل قيمة.

أضحكت المواطن والمسؤول. الفقير والغني، الكبير والصغير، المرأة والرجل، كنت رمز الجميع وحبيبهم الدائم وصديقهم الوفي.

سيفتقدك ديوان الروضان الذي كنت أنت أحد أهم مرتاديه ظهر كل سبت... سيدب الحزن في جدرانه العتيقة وستتساءل زواياه التي ملأتها بأحديثك الطريفة عن سبب غيابك... فماذا أخبرها؟

سأخبرها وسأخبر الكل... بأنك أديت ما عليك وأكثر ورحلت، ملأتنا بجرعات متنوعة من الوطنية والعمل المخلص المتفاني وأضحكتنا برقي وغادرت.

وسأخبرك يا عم بوعدنان قبل أن توارى التراب، أن بعد خبر فواتك المفجع... الكل عزّى الكل دون توجيه، الكل وضع صورتك، الكل استذكر مشاهدك، الكل حزن لرحيلك.

لا أملك سوى أن أعزي الجميع... الكويت أرضاً وقيادةً وشعباً، والخليج من سيف الكويت حتى مسقط... يا مسقط رأس الفن.

أعزي خشبة المسرح التي اعتادت أن تقف عليها لتشعر بالأمان، أعزي الشاشة التي اتشحت بالسواد بعد أن لونتها.

أعزي نفسي وأهلك وذويك وأبناءك...

وأدعو الله أن يرحمك بواسع رحمته.

إنا لله وإنا إليه راجعون

ابنك خالد الروضان

# # # #

الربيعي يعتذر للشعب الكويتي ...

والقصبي يعتبره «مبطناً وملغوماً»

السلطات السعودية تحيله على التحقيق...

وحملة الاستنكار للإساءة متواصلة

بين إساءة، وتحقيق واعتذار... يستمر الاستنكار.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الإعلام والثقافة السعودية مساء أول من أمس إحالة علي الربيعي على لجنة متخصصة بمخالفات النشر للتحقيق معه واتخاذ اجراء بحقه لإساءته للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، طفت على سطح صفحة المسيء تغريدة اعتذار صباح أمس، بعد مسح التغريدة السابقة المسيئة.

واكد النائب العام الشيخ سعود الله المعجب في بيان أن أي مشاركة تحمل «مضامين ضارة بالمجتمع» أياً كانت وسائل نشرها فإنها «ستكون محل مباشرة النيابة العامة وفق نطاقها الولائي وبحسب المقتضى الشرعي والنظامي».

وكتب الربيعي عبر صفحته على «تويتر»: «أعتذر لإخواني شعب الكويت عن سوء الفهم الذي وصلهم بسبب التغريدة السابقة، وأسأل الله أن يرحم أموات المسلمين الموحدين وأن يتغمدهم برحمته».

إلا أن هذا الاعتذار لم يرق للكثيرين، الذين اعتبروا أنه لا يكفي. وكان من بين المعلقين عليه الفنان ناصر القصبي، الذي خاطب وزير الإعلام السعودي عبر تغريدة على «تويتر» أيضاً فكتب: «هذا اعتذار لا يكفي يا معالي وزير الإعلام اعتذار مبطن وملغم. يجب سن قانون يلجم هذا وأمثاله ويطهرنا من روائحهم النتنة».

وعلمت «الراي» أن الجهات المعنية في السعودية، خاطبت أول من أمس موقع «تويتر» لإغلاق حساب الربيعي، كما تم إدراج موقعه الإلكتروني للحجب.

في سياق متصل، استمرت حملة الاستنكار التي انطلقت ضد إساءة الربيعي للفنان الراحل، ونشرت فعاليات من «أبناء وبنات الوطن العربي» بياناً جاء فيه:

«نحن أبناء وبنات الوطن العربي نعزي أسرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والوسط الفني والثقافي وكافة المجتمع الكويتي والخليجي والعربي في رحيل هذه القامة الفنية السامقة التي أمتعت الأجيال بفنّها الهادف النبيل، ونسأل الله له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.

ونؤكد في الوقت ذاته رفضنا القاطع وإدانتنا لما بدر من المدعو د. علي الربيعي وكذلك د. صالح التويجري، وغيرهما ممن أذعن في الفجور بالسب والشتم وقد عبروا عما بداخلهم فقط، والذين واجهوا الرفض والاستنكار من عموم المغردين العرب، كما نؤكد بحمد الله أن خطاب الكراهية اليوم أصبح محدوداً على فئة متوارية منبوذة داخل المجتمع العربي ولا يمثّلون سوى أنفسهم وأفكارهم، وأن هناك من تطوّع من السعوديين للترافع ضد تلك التغريدات المسيئة بحق الراحل عبدالحسين عبدالرضا وبحق الطائفة الشيعية التي هي جزء أصيل من المكوّن الوطني السعودي منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، ومنهم من تطوع لإبلاغ الجهات المختصة عن تلك الإساءات، ومن المؤكد أنه سينال عقابه في ظل عهد الحزم والعزم. ولذا كان هذا البيان الذي منه أداء العزاء الواجب في فقيد الجميع، ومنه الرفض القاطع لما بدر من أشخاص محسوبين على المجتمع السعودي، لنؤكد في الوقت ذاته أن المجتمع السعودي بكل مكوناته هو امتداد لأهله في الكويت بكل مكوناتهم أيضاً، وأن ما يصيب الكويت يصيبنا في المملكة، وما يفرحهم يفرحنا، والله ولي التوفيق».

الموقعون على بيان الاستنكار

تركي الحمد/‏‏‏ سعيد السريحي/‏‏‏ قينان الغامدي/‏‏‏ عبدالله ثابت/‏‏‏ عبد الرحمن الثابتي/‏‏‏ وحيد الغامدي/‏‏‏ علي البحراني/‏‏‏ صالح الصقعبي/‏‏‏ محمد آلِ عسكر/‏‏‏ عبداللطيف المحيسن/‏‏‏ زيد الفضيل/‏‏‏ السفير د عبدالعزيز حسين الصويغ/‏‏‏ سليمان عبدالرحمن الرميح/‏‏‏ عبدالله المطير/‏‏‏ محمد عبدالرحمن الحاقان/‏‏‏ حسبن العيلي/‏‏‏ مساعد العتيبي/‏‏‏ عبدالمجيد الفهمي/‏‏‏ مخلف دهام الشمري/‏‏‏ عادل محمد عبدة/‏‏‏ رياض الشيخ باقر بوخمسين/‏‏‏ وفاء الحكمي/‏‏‏ عقيل اللواتي - عمان/‏‏‏ زهير آلِ طه/‏‏‏ عيسى العيد/‏‏‏ أحمد الشويخات/‏‏‏ محمد علي التركي/‏‏‏ معصومة أبو لسعود/‏‏‏ عاليه آلِ فريد/‏‏‏ نهى حسن - البحرين/‏‏‏ زهراء محمد محسن - العراق/‏‏‏ كريمة المسيري/‏‏‏ خلود المسيري/‏‏‏ ابراهيم الشيخ حسين الشبيث/‏‏‏ حسين ابراهيم - البحرين/‏‏‏ خالد محمد الخليفة/‏‏‏ أمجد بن محمد الراشد/‏‏‏ محمد العمران/‏‏‏ حماد السالمي/‏‏‏ مساعد عبدالله السناني/‏‏‏ صالح الفهيد/‏‏‏ عبدالرحمن الشلاش/‏‏‏ معاشي الرويلي/‏‏‏ عبدالشهيد محمد السني/‏‏‏ نادر علي الزاير/‏‏‏ جواد محمد بوحليقة/‏‏‏ محمد الشخص/‏‏‏ زكي منصور ابو السعود/‏‏‏ جمال عبدالكريم الحمود/‏‏‏ عبدالرحمن رميح الرميح/‏‏‏ سليمان عبدالعزيز الساير/‏‏‏ علي محمد القريش/‏‏‏ محمد سليمان الرميح/‏‏‏ عبدالله بن محمد السكران/‏‏‏ ناصر عبدالله العساف/‏‏‏ ابراهيم عبدالله العريني/‏‏‏ ابراهيم سليمان المزم/‏‏‏ محمد عساف العساف/‏‏‏ محمد ابراهيم الغفيلي/‏‏‏ محمد عبدالله العوفي/‏‏‏ محمد ابراهيم العواجي/‏‏‏ ندى الزهيري/‏‏‏ محمدحسين الخرس. بوهاني/‏‏‏ علي محمد الخرس. البوهاني/‏‏‏ حسين وعبدالعزيز محمد الخرس/‏‏‏ جواد فارس الشيخ /‏‏‏ جمال جواد فارس الشيخ/‏‏‏ مجدي علي آل الشيخ/‏‏‏ علي محمد الباذر /‏‏‏ حسن مكي/‏‏‏ فاضل العمران/‏‏‏ علي التركي

# # # #

رحل العملاق الرمز

رجا القحطاني

رحل الحبيب الضاحك العملاقُ

وتهاطلت لرحيله الأحداقُ

لوأننا نختار في أعمارنا

تهدى له أعمارنا وتساقُ

لكن هو الموت الذي خطواته

لاتنثني عن دربها وتعاقُ

عذراً أبا عدنان إني غاضبٌ

مني ، فليس زيارةٌ وعناقُ

كنت الصديق قصائداً ومشاعراً

ولقاؤنا في ندرةٍ آفاقُ

حزني عليك روايةٌ لاتنتهي

فيها فؤادي الحبر والأوراقُ

قد تحدث الدنيا التهاءً إنما

فينا استدامة ذكْرك استحقاقُ

أهل الخليج بحزنها كلماتهم

ضاقت لمنآك البعيد وضاقوا

عبدالحسين زرعت في أعماقنا

حبّا قدِ اخضرت به الأعماقُ

ماكنت فناناً يمرُّ وإنما

رمزٌ كويتيٌّ إليه اشتاقوا

من ذا يثير الابتسام كلامُه

ملءَ الوجوه وللكلام سياقُ

من يتقن الفن الرفيع ويرتقي

بالذوق حين تُشوَّهُ الأذواقُ

وأداؤك العفويُّ أمرٌ مذهلٌ

لم يدنُ منه ممثلون رفاقُ

أسعدتنا عبدالحسين مكابداً

تعباً مدى الأيام ليس يطاقُ

منك العطاء الجم رمزٌ مشرقٌ

للنشء، لن يتضاءل الإشراقُ

عالجت بالضحك النقيِّ ظواهراً

منبوذةً كي تبرأ الأخلاقُ

نهواك إنساناً يفيض بساطةً

وتواضعاً لم يحتجزه نطاقُ

لا لم تغب كي لانذوق هنيهةً

مر الغياب وتصرخ الأشواقُ

الآن فارقت الكويت ولم تُردْ

حزن الكويت إذِ استبدَّ فراقُ

كيف الحياة وأنت عنَّا راحلٌ

نحيا على ذكراك ياعملاقُ

رباه مخلوقٌ أتى لك محسناً

أو مذنباً يرجوك ياخلاقُ

ارحمهُ لايُدعى سواك لرحمةٍ

إن جاء ميعادٌ وحان مساقُ

# # # #

«الأيقونة» في رثاء أبي عدنان

حسين العندليب

تُرى، يا الذي فيه القرائحُ تنصَبُّ

أفَقْدُكَ أمْ نظمُ المراثي هو الصَّعبُ؟

لقـد راعَ أرجـاءَ البِـلادِ وأهلَـهـا

توارُدُ أنبــاءٍ مَصادِرُهـا الغَــربُ

بتَكذيبِـهـا مَنّى لَكَ الشَّعـبُ نَفسَهُ

فلَيْـتَـكَ تَـدْري ما يُقِــلُّ لكَ الشَّعبُ

ولَولا قضاءُ اللهِ في الخَـلقِ نافِذٌ

لأحيـاكَ مـنّـا الّلهْفُ والشوقُ والحبُّ

مَلكتَ ووَحَّـدْتَ القُلوبَ بضحكةٍ

وحُزنٍ، ففي الحالينِ أنتَ لها قلبُ

فيا مُلهَماً قَدْ طوَّعَ الفِكرَ نَـيِّـراً

بِما كانَ يسْتَجلي وإنْ جُهِلَ الدَّرْبَ

ويا بَلْسَمَ الكربِ الذي كلَّما دجى

ظلامٌ، بِما قَدَّمتَــهُ ينجَـلي الكربُ

حَيِيتَ أبا عَدنانَ في كلِّ خـاطِـرٍ

وحُيِّـيتَ مِنْ رمزٍ إلى وحدةٍ يَصبو

على صوتِكَ الأقـوالُ تَجـمُلُ بيننا

ومِنْ فنِّـكَ الأجيـالُ واعِيَـةً تَربو

فما مجلِـسٌ إلا بـهِ أنتَ حاضرٌ

مُفاكَهَـةً تَحلو، فدَيْدَنُـكَ القُربُ

رَويتَ من الأرواحِ ظامِئَةَ الحَشى

فأثْـمَـرَتِ البُشرى بِرَيِّـكَ يا عَذبُ

كَـأنَّـكَ فرد كُنتَ مِــنْ كُــلِّ أُسـرَةٍ

أسَـرْتَ لَـهـا لُـبّـاً، فأنتَ بِـها لُـبُّ

وشامخَ طودٍ من جمـالٍ وهيبَـةٍ

بِكُلِّ اتّجاهاتِ الكويت لـهُ نَصبُ

فراقُكَ للشّـعبِ افتقـادُ ابتسـامـةٍ

وللدّارِ سُـقـمٌ عَـزَّ عن مِـثلِهِ طِبُّ

فلا عُـدِمَـتْ يا روحُ حولَكِ رحمةٌ

ولا بارحتكَ السحبُ بالغيثِ يا تُربُ

# # # #

رثاء

وداعاً يا زمان الطيبين

علي التركي

يعز علينا جميعاً، كويتيون، خليجيون، عرب، تجمعنا أواصر الدم والدين من الماء إلى الماء أن تأفل النجوم عن سمائنا نجماً تلو آخر.

ويحزننا من الأعماق أن تغيب أبراج الكويت عن سمائها، فقد ارتبطا معاً منذ أمد.

وحين نودع الرمز الكبير عبدالحسين عبدالرضا، فإننا نودع كل شيء، النجوم والأبراج والأعمدة وبعضاً من نسائم الزمن الجميل على شاطئ «درب الزلق».

إطلالتك يا أبا عدنان من وراء الشاشة الصغيرة كانت ملاذنا في سنوات الطفولة والصبا، أسعدتنا كثيراً في زمن خلا من التقنيات والتكنولوجيا فكنت ورفاق دربك البلسم للجراح والمبدد للهموم. كانت الأسرة تجتمع بكامل أفرادها تنتظر موعد طلوعك في كل مسلسل أو مسرحية أو أوبريت، وكنت في كل عمل عذباً رقراقاً كعذوبة قلبك الكبير.

رحيلك يا أبا عدنان هو رحيل الزمن الجميل، زمن التآخي والتآلف والنقاء... زمن الرسالات الراقية التي كنت تحملها بقلبك الكبير على خشبات المسرح وشاشات التلفزيون، فكانت كرقي مرسلها فواحة بالحب والفرح والقيم والضمير الحي النابض بهموم الأمة والوطن.

رحلت يا أبا عدنان... وظل إرثك الخالد في أعماقنا نحنّ إليه بين الحين والحين، هرباً من واقع مؤلم ومستقبل مجهول الطريق.

رحلت يا أبا عدنان، ولكن إرثك الغزير باق في ذاكرة الكويت وسيبقى دائماً وأبداً منارة للإبداع في قلوب أبناء وطنك ومحبيك.

وداعاً يا زمان الطيبين.

الراي الكويتية في

14.08.2017

 
 

بالفيديو - الفنانة سعاد عبدالله تبكي رفيق دربها: كان إنساناً استثنائياً.. ظاهرة غير اعتيادية

غلبت الدموع الفنانة سعاد عبدالله عند حديثها عن رفيق دربها الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا مؤكدة أن المصاب عظيم والألم على قدر الفقد، وأنه على قدر ما أسعدنا سنظل نتألم ونتذكره كلما شاهدنا أعماله وقرأنا عنه أو حتى جلسنا مع أنفسنا نتذكره.

وفي معرض حديثها عن الفنان الراحل وقيمته الفنيه أكدت سعاد عبدالله أنه تاريخ يتم التأريخ للمسرح في الكويت من خلال أعماله وما قدمه ومن خلال الانتشار الذي حققه على مستوى الوطن العربي.

وأضافت سعاد عبدالله وهي تغلبها دموعها ويظهر عليها بالغ الأسى أن عبدالحسين كان انساناً استثنائياً وغير عادي وسنظل نحمل هذا الألم بداخلنا ولن ننساه لأنه ظاهرة غير اعتيادية وكانت لديه رسالته الخاصة إلى جانب الرسالة الفنية هذه الرسالة كانت تعني أن الكويت بلد للجميع بلد للمحبة وأن الخليج وحدة واحدة وأن الجميع كان يفرح بأعماله وذلك يؤكد نجاحه في رسالته.

وعن أخلاق الفنان الراحل قالت الفنانة سعاد عبدالله إنه كان حنوناً وطيباً ولم يكن يبيت وهو على خصام مع أحد وكان يهتم بالجميع ويراضي كل من حوله، محباً للحياة متفائلاً ولم تكن تفارقه الضحكة أبداً.

سعاد عبدالله قدمت الشكر لسمو أمير البلاد وقالت نحن كفنانين نثمن ما قام به سمو الأمير حفظه الله من الاهتمام بأمر وفاة عبدالحسين من إرسال طائرة لإحضار جثمانه والبيان الذي تم نشره وغيرها من مظاهر الاهتمام التي قدمتها الحكومة، لأن ذلك يعتبر تقديراً واهتماماً بكل فنان كويتي. 

الوطن الكويتية في

14.08.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)