حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والستون

الفيلم«الحدث»..

أول فيلم روائى طويل يُصور فى السعودية

بقلم سمير فريد

كما كانت بهيجة حافظ أول من رفع علم مصر على قصر مهرجان فينسيا عام ١٩٣٧ عندما اختير فيلمها «ليلى بنت الصحراء» الذى أنتجته ومثلت الدور الرئيسى فيه وأخرجته مع ماريو فولبى، كانت هيفاء المنصور أول من رفع علم السعودية على نفس القصر فى مهرجان فينسيا هذا العام عندما اختير فيلمها «وجدة» للعرض فى مسابقة «آفاق».

جاء الفيلم مفاجأة مدهشة يثبت أننا أمام موهبة سينمائية حقيقية. ورغم بساطة القصة: فتاة فى الثانية عشرة تريد أن تقود دراجة رغم تحريم قيادتها على النساء، إلا أنه بقدر بساطة القصة بقدر عمق الفيلم، وليست الأفلام بما ترويه من قصص، وإنما بالأسلوب الذى تروى بها، والرؤى التى تعبر عنها.

نساء بلا ظل

ولدت هيفاء المنصور عام ١٩٧٤، وهى ابنة الشاعر عبدالرحمن المنصور الذى أدرك حبها للسينما منذ الطفولة وشجعها. وبينما درست الأدب المقارن فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، درست السينما فى سيدنى بأستراليا. وقد أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة قبل أن تخرج فيلمها التسجيلى الطويل «نساء بلا ظل» عام ٢٠٠٦، وكان أيضاً أول فيلم تسجيلى طويل يصور فى السعودية عن المجتمع السعودى مثل «وجدة» بالنسبة للأفلام الروائية الطويلة. وكما هو متوقع هاجم المحافظون الذين يسيطرون على المجتمع «نساء بلا ظل» هجوماً عنيفاً.

طفلان وأم

تدور أحداث الفيلم فى العاصمة السعودية الرياض فى الزمن الحاضر، عن حياة وجدة «وعد محمد» بين البيت حيث تعيش مع والدها ووالدتها «ريم عبدالله»، ومدرسة الفتيات الإعدادية التى تتعلم فيها وتديرها حصة «عهد»، والشارع حيث تلتقى وتلهو مع عبدالله «عبدالرحمن الجوهانى» الطالب فى المدرسة الإعدادية للفتيان.

تعانى وجدة من ذكورية المجتمع من حولها، فهى لا ترى كأنثى، وبالفطرة الإنسانية، أنها أقل من الذكر فى أى شيء. وتتمثل هذه الذكورية أول ما تتمثل فى والدها الذى لا تراه إلا نادراً، وهو من دون اسم فى الفيلم، وفى خوف الأم، وهى من دون اسم أيضاً، من أن يتزوج امرأة أخرى حتى تنجب له ولداً. وتشعر وجدة بالأسى لحال أمها، ولكنها تقول لها إنه يحبنى ويستحيل أن يتزوج مرة ثانية ويحرق قلبى. وفى البيت تجد وجدة شجرة العائلة معلقة على أحد الحوائط، وتلاحظ عدم وجود اسمها ولا اسم أى امرأة، فتكتب اسمها على ورقة وتلصقها بجوار اسم والدها. وبعد أيام تجد الورقة ممزقة على الأرض.

وفى المدرسة تستمع وجدة إلى المديرة حصة وهى تؤكد للبنات أن شعر المرأة عورة وصوت المرأة عورة، وأن الاستماع إلى الأغانى الصاخبة محرم. ومن الأحاديث التى تدور بين البنات حديث عن القبض على لص فى منزل حصة، ولكن إحدى البنات تقول إنه لم يكن لصاً وإنما حبيبها.

أما فى الشارع فنرى عبدالله يقود دراجة ويسبق وجدة التى تسير على قدميها، مما يثير رغبتها فى امتلاك دراجة، وتقول له إنها سوف تفوز عليه إذا تسابقا. وتذهب وجدة إلى أحد المحلات وتعرف أن ثمن الدراجة ٨٠٠ ريال، فتبدأ فى ادخار المبلغ، وتطلب من عبدالله أن يدربها على القيادة فوق سطح منزلها، ولكنها لا تتمكن من جمع المبلغ المطلوب.

ومما تقوم به وجدة للحصول على ثمن الدراجة توصيل خطاب من فتاة إلى شاب مقابل عشرين ريالاً من كل منهما. وفى اليوم التالى لتوصيل الخطاب تدرك من مكالمة تليفونية لوالدتها مع صديقة لها أن «الهيئة» قبضت على الفتاة والشاب. والمقصود «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، أو ما يسمى الشرطة «الدينية» فى السعودية.

ويأتى الحل عندما تعلن المدرسة عن مسابقة لحفظ وتجويد القرآن الكريم، فتشترك فيها وجدة، وتفوز بالجائزة الأولى وقدرها ألف ريال. وقبل أن تتسلم الجائزة على مسرح المدرسة، وأمام كل التلميذات، تدعوها حصة لإلقاء كلمة وتوضيح كيف ستنفق المبلغ، فتقول إنها سوف تشترى دراجة وتقودها، وهنا تثور حصة وتعلن أنها سوف تتبرع بقيمة الجائزة باسم وجدة لمساعدة أبناء الشعب الفلسطينى. تُصدم الفتاة ولكنها قبل أن تغادر المسرح تسأل حصة عن اللص الذى قُبض عليه فى منزلها.

السائق الباكستانى

وتتكامل صورة المجتمع مع السائق الباكستانى الذى يقود حافلة صغيرة، ويقوم بتوصيل عدة نساء إلى أماكن عملهن، ومن بينهن أم وجدة التى تعمل مدرّسة، ولكننا لا نراها وهى تمارس عملها. ففى أحد الأيام تغضب الأم من السائق وتنهى الاتفاق معه، ولكنها لا تجد بديلاً، فتذهب وجدة مع عبدالله لإقناعه بالعودة، وعندما يرفض يهدده عبدالله، فيرضخ. وقد شاهدت وجدة صورة لفتاة فى مثل عمرها يعلقها السائق فى العربة أمامه، وعندما تسأله من تكون يقول إنها ابنته التى لم يرها منذ ثلاث سنوات. إنه نموذج للعمال الأجانب الذين يعانون شظف العيش والقهر.

الأفق المفتوح

وينتهى الفيلم نهاية مركبة، فعلى سطح المنزل فى الليل ترى وجدة أمها تدخن سيجارة لأول مرة فى حياتها، وتحاول أن تخفى دموعها عنها، فتقترب منها وتقول الأم اليوم سوف يتزوج والدك، وليس لنا الآن سوى بعضنا البعض، ثم تشير لها إلى ركن من السطح، وترى وجدة الدراجة التى حلمت بها.

وبقدر حزن الأم فى الليل بقدر فرحة وجدة فى الصباح عندما تتسابق مع عبدالله، وتفوز عليه فى السباق كما قالت له فى بداية الفيلم. وفى هذا المشهد نرى السماء والأفق المفتوح لأول مرة منذ بداية الفيلم فى تعبير سينمائى بليغ عن الأمل فى المستقبل، وليس بالصدفة أن والدى وجدة من دون اسم، بينما لكل من الطفلين اسمه.

الهوية الثقافية

يحمل الفيلم الهوية الألمانية من حيث جنسية الإنتاج المدعوم من صناديق عديدة فى أوروبا والعالم العربى، ولكن هويته الثقافية سعودية مائة فى المائة. وكل الفريق الفنى وراء الكاميرا من الألمان المبدعين، وخاصة مدير التصوير لوتز ريتمر، ولكن كل فريق التمثيل أمام الكاميرا من السعوديين، وتقود المخرجة، التى اشتركت فى كتابة السيناريو، الفريقين باقتدار.

وأهم ما يتميز به هذا الفيلم أنه ينتقد إهدار حقوق المرأة فى المجتمع السعودى، ولكن مع احترام كامل وصادق للهوية الثقافية، ويطالب بالحقوق المهدورة فى إطار هذه الهوية، وليس بالانقلاب عليها أو التنديد بها. ويبدو ذلك بوضوح من خلال الآيات التى يتم اختيارها فى مسابقة القرآن الكريم، ومعناها أن الله سبحانه خلق الذكر والأنثى ليسكن كل منهما الآخر بمودة ورحمة، وأن هناك من يعتقدون أنهم مُصلحون وهم فى الحقيقة مُفسدون، وأنه تعالى يغفر كل الذنوب إلا الشرك به.

ومن صميم الهوية الثقافية للفيلم أنه فيلم نسائى، فطوال ٩٧ دقيقة لا يظهر الرجال على الشاشة سوى عشر دقائق أو نحوها. وهو فيلم هيفاء المنصور والممثلات الثلاث وعد محمد، وريم عبدالله، وعهد، وكانت المخرجة بارعة فى اختيار وإدارة وعد فى دور وجدة، والمعروف أن إدارة الممثل الطفل من أصعب التحديات التى تواجه المخرجين.وربما يؤخذ على ريم عبدالله وعهد الاهتمام الزائد بأناقة الأزياء والماكياج، ولكن الثلاث اللواتى يُمثلن لأول مرة على الشاشة أدين أدوارهن بفهم وحساسية.

قال سادول عام ١٩٦٦ عندما شاهد فيلم «السوداء المجهولة» إخراج السنغالى عثمان سمبين: لقد أنهى هذا الفيلم «فضيحة» عدم وجود فيلم واحد لمخرج من أفريقيا السوداء منذ اختراع السينما. ونتذكر هذا القول اليوم ونحن نرى شوارع الرياض وشخصيات سعودية فى دراما واقعية على الشاشة لأول مرة فى فيلم «وجدة»، والذى ينهى بدوره «فضيحة» عدم تصوير فيلم روائى طويل واحد لمخرج من السعودية منذ اختراع السينما.

المصري اليوم في

04/09/2012

 

 

لأول مرة ثلاثة فلسطينيين وخمسة إسرائيليين يشتركون فى إخراج فيلم

رسالة مهرجان «فينسيا» سمير فريد 

لم يحدث من قبل فى أى من مهرجانات السينما الكبرى أن عرضت ٧ أفلام إسرائيلية فى كل برامج المهرجان داخل وخارج المسابقة، وفى البرنامجين الموازيين، كما يحدث فى فينسيا هذا العام. ومن بين هذه الأفلام «ماء» الذى عرض فى افتتاح أسبوع النقاد، وشهد لأول مرة اشتراك ثلاثة فلسطينيين وخمسة إسرائيليين فى إخراج فيلم واحد من ٧ مقاطع أحدهما لمخرج ومخرجة، و«تراث- ميراث» أول فيلم طويل من إخراج الممثلة الفلسطينية هيام عباس، وهو إنتاج مشترك بين ثلاث شركات من فرنسا وإسرائيل وتركيا.

القضية الأولى التى يثيرها الفيلمان هى قضية «التطبيع» مع إسرائيل، وهى قضية مركبة، مثل قضية فلسطين، وليست بالبساطة التى ينظر إليها البعض. فرفض التطبيع أو قبوله يختلف حسب الموقف السياسى لكل فرد أو حزب. فهناك من يرفض لأنه يرى أن الصراع دينى بين اليهودية والإسلام، أى أنه صراع أبدى، لأن الإسلام لن ينتهى، وكذلك اليهودية، وهناك من يرفض رفضاً للتطبيع مع الوضع الراهن الذى لا ينال فيه الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، ومن أجل هذه الحقوق، ومنهم كاتب هذه السطور.

يلتقى أقصى اليمين الدينى اليهودى الذى يحكم إسرائيل مع أقصى اليمين الدينى الإسلامى الذى يحكم غزة، وما كانت الدعوة لأن تكون إسرائيل دولة يهودية إلا نتيجة قيام حكم إسلامى فى غزة، ولا أقول الحكم الإسلامى لأنه حكم مثالى فى الخيال يفترض تحقق العدل الكامل قبل تطبيق الشريعة الإسلامية. ومن يرفض التطبيع رفضاً للوضع الراهن، فإن الوجه الآخر لموقفه، ومن أجل الشعب الفلسطينى أيضاً ألا يعارض التطبيع بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون أى تنازلات عن الحقوق، وعلى أساس أن الحرب هى الحل الأخير، وليست الحل الوحيد، وأن الشعب الإسرائيلى مصطنع جاء إلى أرض فلسطين من هنا وهناك، ولكنه شعب، وأن الشعبين فى النهاية يعيشان على نفس الأرض، وعليهما التعايش من أجل مستقبلها معاً.

الماء هو ما يجمع الأفلام القصيرة السبعة التى يتكون منها الفيلم، وهو سر الحياة الذى خلق منه الله تعالى كل شىء حى، ومنه يعيش الشعبان معاً على أرض فلسطين. والفيلم يخدم التعايش بين الشعبين بمجرد اشتراك مخرجين فلسطينيين وإسرائيليين فى إخراجه، ومن دون أى تفريط فى الحقوق بالنسبة إلى المخرجين الفلسطينيين الثلاثة، ومن دون أى تشكيك فى تلك الحقوق بالنسبة إلى المخرجين الإسرائيليين الخمسة.

قطرة محمد بكرى

وكل المخرجين من الشباب ماعدا الممثل والمخرج الفلسطينى المخضرم محمد بكرى الذى أسعدنى اللقاء معه مرة أخرى، واحتفلنا معاً بمرور ٣٠ سنة على لقائنا الأول، وكان فى مهرجان فينسيا أيضاً عام ١٩٨٢ بعد عرض الفيلم الأمريكى «هانا ك» الذى اشترك فى تمثيله مع جيل كلايبرج، وكان بداية مسيرته فى السينما العالمية فى أمريكا وأوروبا.

عنوان فيلم بكرى «قطرة» والمقصود قطرة العين، وهى ماء بدورها، ولكن لتحسين قدرة العين على الرؤية. كتب الفنان الفيلم وأخرجه واشترك فى تمثيله مع ولديه زياد الذى لا يعمل بالتمثيل وصالح الذى أصبح من الوجوه اللامعة الصاعدة فى السينما العالمية مثل والده، وفيه يروى ذكرياته منذ عشر سنوات فى تل أبيب، والمعروف أنه من شعب فلسطين داخل إسرائيل، أو ما يطلق عليهم فلسطينيى ٤٨، والواقع أن من يستحق هذا الوصف هم الإسرائيليون لأنهم أقاموا دولتهم عام ١٩٤٨.

وذكريات بكرى هى إقامته وصالح فى منزل زياد الموظف فى أحد الفنادق عندما جاءا لعرض مسرحية «سمير ويوناثان فى المريخ» من تأليف وإخراج الأب وتمثيل الابن. وكانت المسرحية دعوة إلى السلام بين الشعبين، ولكن «صالح» قام بدور سمير خضوعاً لرغبة والده، وليس اقتناعاً بمضمون المسرحية. يقول بكرى فى الفيلم «أنا بالطبع لا أقصد التعايش بين سمير ويوناثان فى المريخ، ولكن هنا على الأرض»، ويرد عليه صالح «أنا لم أحتل أحداً ولم أطرد أحداً من منزله، فلماذا أبادر بالسلام».

وفى الفيلم شخصية امرأة عجوز من أصل أوروبى كانت تعمل مدرسة للموسيقى وتدعى ساره تعيش وحيدة فى المنزل المجاور لمنزل زياد، وعندما ترى صالح تدعوه لمساعدتها على وضع قطرة فى عينيها، وتحكى له عن عائلتها التى قتلت بالكامل فى معسكرات النازى فى أوروبا، ثم يتناوب الثلاثة بكرى وزياد وصالح على مساعدتها. وفى اللقطة الأخيرة التى تدور فى الحاضر وليس منذ عشر سنوات يرى بكرى فتاة شابة تعيش فى منزل سارة، فندرك أنها فارقت الحياة. وكان من شأن هذه الشخصيات أن تكتمل بالتساؤل عن لماذا دفع الشعب الفلسطينى ثمن جرائم النازى ضد اليهود.

بائع الماء ومسبح كريم

الفيلمان الفلسطينيان الآخران تسجيليان بين خمسة أفلام روائية. الأول «بائع المياه» إخراج محمد فؤاد عن فلسطينى يقود عربة مياه ويبيعها للفلسطينيين الذين يعانون أشد المعاناة للحصول على احتياجاتهم من المياه، بينما يغسلون بها الشوارع فى المستوطنات الإسرائيلية، كما يقول البائع.

والفيلم الثانى «مسبح كريم» إخراج أحمد البرغوثى عن فلسطينى يعود إلى وطنه بعد ثلاثين سنة فى المهجر فى أمريكا، ويقيم حماماً للسباحة يقبل عليه الفلسطينيون الذين لا يستطيعون السباحة فى البحر من كثرة الحواجز وتعقيد الإجراءات. وبينما يدفع كل فلسطينى ما يعادل دولارين للدخول، يرى سكان المستوطنات القريبة أن من حقهم الدخول مجاناً. والجزء الخاص بهؤلاء السكان مصور بكاميرا مخفية كما يكتب على الشاشة. وفى كلا الفيلمين شىء من التطويل والتكرار.

أربعة أفلام إسرائيلية

أما الأفلام الإسرائيلية الأربعة فهى نماذج رفيعة للأفلام الروائية القصيرة حيث تقوم على إدراك دقيق بأن الفيلم الروائى القصير ليس ملخصاً لفيلم طويل، وإنما موقف محدود يمكن أن يعبر عن معان كبيرة من دون حدود.

الأول فى بداية الفيلم «مياه راكدة» إخراج مايا سارفاتى، وهى المخرجة الوحيدة بين الثمانية صناع الفيلم، ويشترك معها فى الإخراج نير سار، وفيه يلجأ شاب وشابة من يهود إسرائيل إلى مكان خلوى به نبع مياه للاسترخاء. وبعد قليل تأتى مجموعة من عرب إسرائيل للشرب من النبع، ولكنهم يكتشفون أن مياه النبع راكدة، وهنا يعرض عليهم الشابان الشرب من زجاجة مياه معهما، فيقبل البعض ويرفض البعض الآخر.

والفيلم الثانى «راز وروجا» إخراج يونا روزنكير عن الجندى الإسرائيلى راز الذى يحرس الفلاح الفلسطينى روجا المقبوض عليه لأنه خالف مواعيد حظر التجول فى سعيه للحصول على المياه اللازمة لزراعة حقل البطيخ الذى يملكه. ومع مرور الوقت تنشأ بينهما علاقة إنسانية تجعل الجندى يطلق سراحه، ولكن ضابط الوحدة يعيد القبض على الفلاح ويعهد به إلى جندى آخر.

والفيلم الثالث «قطرات» إخراج بينى تافجير، وهو أحسن الأفلام السبعة، عن جندى يهرب من أحداث لا نراها وإنما نسمعها، ويلجأ إلى حمام شعبى خال تنزل من إحدى صنابيره قطرات من المياه تصنع إيقاعاً يذكره بالموسيقى الكلاسيكية التى يحبها، فينقر بأصابعه على باب حديدى متجاوباً معها، ويتذكر حياته فى منزله، ونرى والدته وهى تساعده على الاستحمام ووالده يحثه على إدراك قيمة الوقت. إنه عمل فنى شائق من موسيقى السينما.

ويأتى الفيلم الرابع فى الختام بعنوان «من الآن وإلى الأبد» إخراج طال هارينج، ويمتاز ببراعة التمثيل حيث نرى فتاة يهودية شديدة التدين وحدها فى منزلها تنتظر عودة والديها، ويأتى سباك شاب لإصلاح صنبور المياه، فلا تلتقى به، وترشده بصوتها إلى مكان العطل. وتكتشف الفتاة أنه عربى مسلم من ميدالية فضية معلقة فى رقبته منحوت عليها «الله أكبر»، فتصاب بذعر شديد، بل وتقول له «هل ستقوم باغتصابى الآن»، فيصدم الشاب ويغادر المنزل من دون أن ينطق بكلمة واحدة. إنه ميراث الكراهية الذى لا مستقبل مع استمراره.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

03/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)