كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمد عبد الرحمن يكتب:

يوسف شاهين.. ناظر مدرسة نفسه!!

عن رحيل

يوسف شاهين

   
 
 
 
 

أنا أرقص واتنطط وأفكر وأمثل أجدع من أي واحد فيكو”.. المولع بأفلام يوسف شاهين سيتذكر بسهولة متى ولمن قال هذه العبارة، غير أنها ليست الوحيدة التي عبر فيها شاهين عن رؤيته للفن الذي يقدمه، أو بمعنى أدق كيف كان يرى الحياة ويتعامل معها، حدث هذا سواء بلسانه شخصيا أو عن طريق أبطاله، شاهين قال هذه العبارة لعمرو عبد الجليل في مشهد رقصة مهرجان برلين الشهير من فيلم “إسكندرية كمان وكمان” الذي عرض تجاريا في مصر أغسطس 1990، والذي يعد من أبرز الأفلام التي كانت سببا في انطلاق الإسطوانة المشروخة التي تقول “مش فاهمين حاجة من أفلام يوسف شاهين” غير أن من يرى أفلامه دون أفكار مسبقة، ويستمتع بالاتفاق والاختلاف مع رؤاه سيفهم بالتأكيد فلسفة شاهين.

تلك الفلسفة التي جعلته أستاذا – من وجهة نظري- بلا تلاميذ، لأن ما حمله في عقله وروحه وحياته من أفكار وأهداف ورؤى من الصعب أن ينتقل كما هو ولو حتى جزء منه إلى فنان آخر، خصوصية يوسف شاهين جعلت من الواجب علينا بعد 10 سنوات على وفاته، أن نفرق بين “مساعدي المخرج يوسف شاهين” وبين كونهم تلاميذ قادرون على التحول لأساتذة كما كان هو أستاذا للجميع.

ليس كل مسميات الصحافة وألقاب النقاد صحيحة، معظمها يورثه الصحفيون جيلا تلو جيل ويستخدمونه إما استسهالا أو غزلا في النجوم الجدد، عدد نادر من المواهب الصاعدة هو من يفطن للفخ مبكرا، حتى لو كان منصوبا بحسن نية، فخ تنصيبه خليفة لنجم قدير، أو تلميذا كبيرا في مدرسة مخرج أو سينارست شهير، لكن المعظم يحب الألقاب ويراها طريقا أقصر للوصول، لماذا أعتمد على نفسي حتى يحفظ الجمهور اسمي طالما يمكن أن يعرفني الناس بلقب خليفة الفنان فلان؟ لماذا أجتهد كي أقنع المنتجين بصلاحيتي كمخرج؟ مجرد أن يرى صوري على المقعد المجاور للمخرج الأشهر سيقتنع أنني أصلح للمهمة ويسند لي أول أعمالي.

إسقاط الوهم

نحن أمام ظاهرة سلبية لا تتبخر في الوسط الفني المصري، عدد قليل من المبدعين، عدد كبير مما يلتفون حولهم، معظمهم أبعد ما يكون عن شخصية هذا المبدع، غير أنه قبل الاستمرار في توضيح الفكرة، وتفاديا للاتهام بالرغبة في تشويه بعض ممن عملوا مع يوسف شاهين، أعود وأكرر أن المكتوب هنا وجهة نظر يريد قائلها التفريق بين أن تكون عضوا في فريق مخرج كبير ومتميز وله خصوصية، وبين أن تحصل مجانا على لقب “تلميذ الأستاذ” وتستخدمه حتى بعد مرور 10 سنوات على وفاته. كان ليوسف شاهين مساعدين بعضهم أصبحوا مخرجين كبار لكن دون أن يضاهوا مشروعهم نصف ما قدمه شاهين وبعضهم ظل محلك سر، والوقت وحده كفيل دائما بإسقاط الوهم الذي يعيشه البعض بأنه سيكون امتدادا للأستاذ، والمقصود بالامتداد هنا ليس تقديم أفلام تكمل سينما يوسف شاهين وإنما لأن الأستاذ كان حزمة متكاملة من المشاعر والأفكار والرؤى والذاتية التي من الصعب أن تنتقل لشخص آخر، التاريخ والتجارب الحياتية تقول ذلك، لكن ما تابعناه أيضا عبر عقود سواء في حياته أو بعد وفاته، أن أحدهم لم ينجح في التقاط الشفرة وتقديم تجربة تشبه ولو في ربعها ما قدمه الأستاذ، فمن الصعب أن “تتنطط” وتمثل وتفكر كما كان يفعل شاهين، الذي بات وكأنه ناظرا لمدرسة لم يتخرج فيها غيره لو كان شرط التخرج هو الحصول على 100 % من صفات شاهين.

كواليس المدرسة

في كتاب “أجيال شاهين” الصادر عن الدورة 32 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يقول الناقد دكتور وليد سيف، أن مكتب شاهين لم يكن مجرد شركة إنتاج لصناعة الأفلام، ولكنه مؤسسة حقيقية وأكاديمية فنية لصناعة كوادر فنية ومهنية لا يتعلم فيها أحد على طريق التلقين أو ترديد النظريات، أو جمع المعلومات ولا يجلس الطلبة في انتظار الأستاذ الذي قد يحضر وقد لا يحضر فيفتحوا كشاكيلهم ويشرعوا في كتابة ما يمليه عليهم، ولكن الأستاذ أو جو – يواصل د.سيف- يحضر ليتناقش مع أصدقائه ومساعديه وتلاميذه وحوارييه وأفراد فريق العمل فتتولد من خلال هذا الحوار الأفكار وتنبت بذرة الأفلام وتتحرر العقول من الثوابت وتنطلق في عالم من الخيال بحثا عن ومضات من الإبداع من خلال التعرف على الآخر واكتشاف الذات .

على الصفحة نفسها وهي جزء من مقدمة الكتاب، يقول د.وليد سيف أن الفنان القدير الموهوب كان يعلم بذكايه ووعيه النادر وثقافته التي تشكلت مع مسيرته الإبداعية كيف تتحرك دفة الحوار وتنتقل الخبرات لتلاميذه وكيف يستخلص هو منهم صورة لواقع جيل جديد يتشكل يوما بعد يوم فتتحقق بينه وبينهم أرضية ثابتة من التفاهم والتواصل ويكون التفاعل سهلا وسريعا في مرحلة التصوير حيث لا مجال للنقاش والجدل.

هكذا وصف الناقد الكبير كواليس مدرسة يوسف شاهين، نرى من هذه الكلمات أنه لم يكن يبخل بشيء على تلاميذه – أو مساعديه حسب منطق هذا الموضوع – وهم أيضا لم يبخلوا بوقتهم وسنوات عمرهم الأولى واستثمروها في مدرسة “جو” للسينما والفنون والحياة، لكن حاجزا أساسيا لم يخترقه كل مساعدي يوسف شاهين، حاجز الوصول للطريقة التي كان يرى بها الحياة ومشروعه الفني والإنساني ولو حتى من أجل تحقيق مشروع مماثل أو منافس أو يطمح في الاقتراب ولو من بعيد لما قدمه شاهين.

شجاعة التعبير

ملامح شخصية وأفكار يوسف شاهين وصلت للجميع حتى الجمهور العادي، الرجل كان مقاتلا بطبعه، يعشق السينما ولا يتخلى عنها، كان يرفض الاتجاه للدراما، ولا أظنه كان سيغير وجهة نظره لو عاش عصر الفضائيات وسباق دراما رمضان، بالتالي لم يكن ليبتعد عن البلاتوهات لانشغاله بالسياسة مثلا، مع أنه كان منشغلا بالسياسة كل يوم، لكنها السياسة التي تقربه من الناس ومشاكلهم وليست سياسة الأضواء ولافتات الترشح وكتابة الدستور وسن القوانين، كان يعيش ليقول رأيه بالسينما أولا، وبالكلمة ثانيا، ونجح في تكوين شبكة علاقات توفر التمويل اللازم لأفلامه، صحيح جلب له ذلك انتقادات عدة، وقيل أن أفكاره تتأثر بجنسية الممول، لكن ما تأكدنا منه لاحقا أنه كان يختار ممولا متفق مع أفكاره هو لا العكس، حتى الطروحات الجريئة في أفلامه خصوصا الجنسية منها، كانت تعكس شجاعة في التعبير عن الذات، لم يهدف بها أبدا إثارة الجدل أو زيادة الإيرادات، كان يحب جوائز المهرجانات، ويعشق جمهور شباك التذاكر في نفس الوقت، يهوى التجريب ولا يتوقف أمام فيلم لم يعجب النقاد وخاصمه الجمهور، يبدأ بعده فورا في كتابة النص الجديد، لهذا قدم 37 فيلما طويلا، معظمها دخل تاريخ السينما وبعضها بات معروفا على المستوى العالمي، أفلامه القصيرة أيضا لا تقل أهمية وإن كانت أقل انتشارا بكثير، جائزة مهرجان كان 1998 ستظل أرفع جائزة حصل عليها مخرج مصري، جنازته في يوليو 2008 ستظل شاهدا على أن مصر يومها فقط روحا أصيلة من الصعب أن تتكرر، فالأصل يظل أصلا حتى لو التفت حوله مئات النسخ.

نقلا عن “صباح الخير

####

20 تصريحا لـ أمير رمسيس..

أبرزها عن علاقة “شاهين” بمساعديه

أمنية الغنام

أحياناً يعتقد الصحفي أنه بلغ من قدرات التعبير والتمكن من اللغة ما يسمح له بوصف ما يريد ومن يريد دون أدنى مجهود يُذكر.. هذا الكلام قد ينطبق أحياناً على بعض الشخوص التي أثرت بالفعل في حياتنا وواقعنا، لكن ماذا عن شخصية مثل شخصية الراحل يوسف شاهين.. قد تخوننا الكلمات أحياناً وتعجز الجُمل كثيراً، ولا نجد تعبيراً أفضل من مجرد ذكر اسمه.. يوسف شاهين وكفى، ومحاولة التعرف على الجانب الإنساني لقامة فنية بحجمه.

لذا تواصل إعلام دوت أورج في الذكرى العاشرة لرحيل “شاهين” بأحد الشباب الذي أتته الفرصة ليعمل مع المخرج الكبير كمساعد مخرج في ٣ من أفلامه، وهو المخرج أمير رمسيس، والذي تحدث عن علاقته بيوسف شاهين ومساندته ودعمه له وجوانب أخرى في حياته من خلال التصريحات التالية:

1- كانت الصدفة هي الطريق للعمل كمساعد مخرج للراحل يوسف شاهين، وقت أن كانت الشركة المنتجة “أفلام مصر العالمية” المملوكة لشاهين في مرحلة التحضير لفيلم “سكوت هنصور” منشغلة في نفس الوقت بتصوير عمل أخر، لذلك كان هناك احتياج لمساعد مخرج جديد، وقتها كنت لا زلت في السنة النهائية من دراستي في المعهد العالي للسينما وأعمل على مشروع تخرجي، ودائماً ما كنت أول دفعتي في سنوات الدراسة وأجيد اللغة الفرنسية، كل هذا ساعد في قبولي كمساعد مخرج له بالإضافة أنني كنت قد نفذت مجموعة من الأفلام القصيرة التي تابعها الناس وأصبح اسمي يتردد في وسط الصناعة.

2- فوجئت باتصال تليفوني من الشركة تسألني عن رغبتي في العمل مع يوسف شاهين وطبعاً كان هذا السؤال جنوني بالنسبة لي حتى أذكر أنني أخذت الطريق من أكاديمية الفنون بالهرم للمكتب في شارع شامبليون بوسط البلد “طيارة”.

3- تعود مقابلتي ليوسف شاهين وجهاً لوجه لأول مرة في التسعينات تحديداً عام ٩٤ -كنت في الصف الأول الثانوي-وقت أزمة فيلمه “المهاجر”، وكنت وقتها حاسماً قراري بالعمل في السينما التي عشقتها من خلال أفلام يوسف شاهين.

4- شغل تفكيري كيف أن هذا المخرج الذي أحبه يتعرض فيلمه للمنع وللقضاء؟ فبدأت بتجميع توقيعات من المحيطين بي سواء الأصدقاء أو زملاء المدرسة لمساندة الفيلم ونقوم بإرسال هذه الأوراق بالبريد لمقر شركته “أفلام مصر العالمية”.

5- بعد فوزه في القضية توجهت أنا وزميل لي لمقر الشركة بوسط البلد لإهدائه صُحبة من الورد قمنا بتجميع ثمنه من زملائنا في المدرسة، وكان قرارنا أن نترك له الورد وبطاقة كتبنا عليها إهداء له، ثم نغادر المكان، لكن الذي حدث ولم نكن نتخيله أن دخل في نفس التوقيت المخرج خالد يوسف ولما سأل عما نفعله شرحنا له سبب مجيئنا فما كان منه إلا أن أخذنا من أيدينا وأدخلنا ليوسف شاهين في مكتبه. كان سعيداً جداً بالورد ولم أنطق أنا بكلمة واحدة فقد عقدت الدهشة لساني.

6- التقيت به بعد ذلك بسنوات عندما كنت استلم نسخة من سيناريو “سكوت هنصور” ولكنه لم يتذكر لقاءنا الأول وكان هو كما المعتاد والمقدس عنده يغادر في الثانية ظهراً للغذاء فانتظرت بعد الظهر للقائه وكان لزاماً العمل على السيناريو من داخل المكتب في أول أسبوعين.. وأذكر جيداً عند لقائي به، عندما عرفوه علي قال “هو ده أمير اللي بتكلموني عليه من أسبوعين، وهو هيستحمل الشغل معانا؟” (نظراً للنحافة الشديدة التي كنت عليها). ظل ذلك محل دعابة بيننا حتى جاء يوم سألته مازحا “ها طلعت بستحمل؟” فرد علي “بتستحمل.. بتستحمل اسكوت بقا”.

7- أعتقد أن التفاني كصفة كانت هامة جداً له في اختياره لمساعديه، فصحيح أن إلمامي باللغة الفرنسية ساعد كثيراً على التقريب بيننا خاصة وهو الذي يكتب السيناريو التنفيذي للفيلم بنفسه باللغة الفرنسية وأقوم بترجمته للبقية، لكن علاقتنا توطدت أكثر وأكثر عندما جاء في أحد الأيام إلى المكتب لمتابعة نسخة فيلم في المونتاج وكانت الساعة ١١ مساء ووجدني ما زلت أعمل، هنا قدر في صفة التفاني والإخلاص في العمل وتغيرت شكل العلاقة من اليوم التالي من شخص كان يأتي للمكتب وينتظر إلى أن يستدعيه شاهين وسؤاله عن بعض الأمور إلى شخص أصبح شاهين يطلبه بنفسه صباحا للجلوس معه وقراءة الصحف والدردشة قبل بدء ساعات العمل التي كانت تبدأ في تمام العاشرة صباحاً.

8- كان شاهين معتاداً على القلق وقت الفجر في الساعة ٥ صباحاً ويعمل في منزله حتى ٧.٣٠ تقريباً يأخذ بعدها حوالي ساعة راحة ثم يستعد للقدوم للمكتب تحديداً في العاشرة إلا ربع، ومن ١٠ حتى ٢ ظهراً يكون الاجتماع مع فريق العمل ككل من إنتاج، وديكور، وملابس، وإخراج… ثم يغادر لمنزله ويعود مرة أخرى في ٦ مساء لعقد الجلسات المصغرة مع كل مجموعة على حدة.

9- عند يوسف شاهين لا يقل الإعداد لأي فيلم عن ٨ شهور قبل الدخول في مرحلة التصوير التي قد تمتد حسب العمل فمثلاً “سكوت هنصور” بدأنا تصويره في سبتمبر ٢٠٠٠ وانتهينا منه في ٢٢ ديسمبر. وفيلم “اسكندرية نيويورك” بدأناه في يناير ٢٠٠٢ وانتهينا منه في نوڤمبر من نفس العام.

كان من الصعب أن يقبل تعديل مقدم من أحد لكنه كان يرحب بأي اقتراح من شأنه أن يتوافق ويتقاطع مع رؤيته الشخصية ويشعر تجاهه بالأريحية لقبوله حول المشهد وكان يتعامل مع المخرجين المساعدين المقربين على أنهم مبتكرين ومبدعين وليس مجرد مساعد مخرج لأنه كان يرى أن مساعد المخرج هو في الحقيقة مشروع مخرج في المستقبل.

10- شاع دائماً عن شاهين أنه ديكتاتور في عمله، أنا لم أكن أراه كذلك بل هو شخص صاحب رؤية واضحة ويعي تماماً الشكل الذي يريد خروج أعماله عليه وكان يتقبل أي اقتراح في إطار شكل السينما التي يحبها ويقدمها للجمهور.

11- من المواقف التي لا أنساها أبداً أثناء المرحلة النهائية لما بعد التصوير لفيلم اسكندرية نيويورك ونظراً للحالة الصحية وقتها لشاهين تابعت هذه المرحلة في فرنسا مدة ٧ أشهر وكان شاهين يأتي لمتابعة ما يتم بما ينتصر لرؤيته.. ففي المشهد الأخير للفيلم والفنان محمود حميدة يسير في شوارع نيويورك وصوت الفنان علي الحجار يغني أغنية الفيلم، كان وقتها المونتير “دومينيك” الذي يتعامل معه شاهين منذ فيلم “وداعاً بونابرت” اقترحت عليه أن نضيف المؤثرات الصوتية المشهورة عن شوارع نيويورك مثل سارينة عربات الشرطة، صخب السيارات فما المانع أن نضيف ذلك للمشهد، فرد علي أنها فكرة لطيفة لكن ممكن أن نستمتع بها سوياً أنا وأنت لكن إذا وجدت الموسيقى فالأولوية لها.. وعندما استمع شاهين لدمج صوت المؤثرات المصاحبة للمشهد والتي تكاد تُخْفِي الموسيقى، التفت لدومينيك الذي التفت بدوره لي، وهنا تنبه شاهين إلى أن الدمج كان اقتراحاً منّي فقال “حلو هنخليه كده”. عكس ما توقعته من ردة فعل.

12- من الأفكار المغلوطة عنه أنه كان قاسيا مع الممثلين. بل على العكس كان “جينتل مان” معهم صحيح كان أحياناً يلجأ لبعض ألفاظ السباب على سبيل الهزار لكنها مع الوقت تصبح نوعاً من أنواع التدليل، وإذا شعر أن الشخص الذي أمامه تأذى من ذلك يعتذر له فوراً وأمام الجميع فكان يكره كثيراً أن يُشعر من أمامه بالانكسار، وكانت أشهر تعبيراته عموماً في موقع التصوير… “يا حمار”.

13- شاهين كان يحب وجوه كل الممثلين الذين عملوا معه وكان متفانياً في تصويرها، وكانت الدعابة المشهورة في ذلك “جهّز اللمبة والعدسة الخاصة close up “ بمعنى أنه كان يهتم بتصوير ملامح وتعبيرات الوجه وإضاءته ودائماً ما كان يطلب من مدير التصوير أن يهتم باختيار تلك العدسة التى تُنير عيون الممثل لدرجة اللمعان.

14- كانت نصيحته للممثلين أنهم مهما بلغوا من الشهرة والنجومية لابد وأن يتعاملوا مع جميع العاملين في التصوير بلطف لأن كل ذلك ينعكس على ملامحهم وشكلهم، فتخيل مثلاً من يحمل وحدة الإضاءة لك بحب سيركز أنه يضعها في مكانها الصحيح لأجلك لتظهر في أجمل صورة ليس كالذي يكره حملها لك وهذا ينطبق على التعامل مع مهندس الصوت والإضاءة….الخ… فحبك لمن حولك يجعلهم يتفانوا في أن يظهروك جميلاً فلا تتعالى على أحد.

15- كان يحرص دائماً على أن يكون الممثل في أحسن حالاته المزاجية ولم يكن يقف أثناء مشاهد التمثيل بجوار المونيتور بل بجوار الكاميرا لتلتقي عينه بعين الممثل ويتابعه ويرى مثلاً هل الدموع في عينه حقيقية أم لا. وكأنه حريص على أن يغلف الممثل بورق سوليفان.

16- من مميزات شاهين أنه عندما يجدك إنسان “ناصح” على حد تعبيره فإنه يهتم بتوجيهك وتعليمك وترشيح كتب معينة لك لقراءتها، بل ويسمح أن تتطور العلاقة من مجرد مساعد مخرج لأبعد من ذلك وهذا ما حدث معي في زياراتي لمنزله والاستماع للموسيقى سوياً خاصة مع حبنا للكلاسيك منها وأغاني الخمسينات والستينات وموسيقى الجاز الأمريكية.

17- كان مهووساً بالبحر والمراكب حتى أن تصميم غرفة الاستقبال في مكتبه أشبه بالسفينة وكل ما له علاقة بها كالحبال المشدودة والأجزاء الخشبية التي تتدلى من سقفها والهلب المستخدم لإرسائها

18- من أبرز نصائحه لي على المستوى المهني هي أن أستمتع قدر الإمكان بما أقوم به فإذا أخذت على سبيل المثال لقطة حلوة أثناء التصوير أو مشهد جميل أو أن أداء الممثل كان متقناً كان يقول لي “إهدأ” واستمتع بما حققته ثم انتقل للمشهد الذي يليه، وهذا مثل فارقاً كبيراً لي بعد ذلك. فأمير رمسيس في أخر فيلم له قبل العمل مع يوسف شاهين غير أمير رمسيس في أول فيلم له بعد ذلك.

19- ما يقال عن عدم حصول فيلم الناصر صلاح الدين على جائزة الأوسكار بسبب ارتداء أحداً ما من المجاميع المشاركة لساعة يد عبارة عن أسطورة شهيرة، ولا أساس لهذا الكلام؛ أولا الأوسكار ليس بمهرجان وبالتالي ليس له لجنة تحكيم من أساسه بل جوائزه قائمة على تصويت أعضاء جمعية الفيلم، ثانياً الناصر صلاح الدين لم يُرشح من الأساس للأوسكار أو يذهب لمهرجان فينس أو برلين.

20- آخر مرة رأيت فيها يوسف شاهين كان في عيد ميلاده السابق على رحيله وتحديداً في ٢٥ يناير ٢٠٠٨، وتبادلنا الأخبار وتحدثنا عن مشاريع أفلامي التي أقوم بالإعداد لها، وفترة دخوله الغيبوبة كنت في لبنان وأتيت في اليوم التالي لدخوله فيها.

####

أبرزهم “العندليب” و”أباظة” وحنان ترك..

9 نجوم اختلفوا مع “شاهين

إسراء إبراهيم

أيقونة إخراجية متفردة، اختلف عليها الكثيرون وانقسموا إلى فريقين، فمنهم من يراه مخرجًا عبقريًا، فيما يرى البعض أنه شخص يحب التفلسف لا أكثر، وعلى الرغم من هذا الجدل حول المخرج الكبير يوسف شاهين إلا أنه لا يزال حاضرًا بفنه وفلسفته السينمائية الخاصة.

رؤية “شاهين” المختلفة في الإخراج جعلت كثير من نجوم الوسط الفني يتمنون بل ويسعون لمجرد المشاركة في عمل معه، ورغم ذلك لم ير آخرون غضاضة في الاختلاف معه بل ورفض التعامل معه كليًا.

في ذكرى رحيل يوسف شاهين العاشرة، الذي ودعنا في 27 يوليو 2008، يرصد “إعلام دوت أورج”، ضمن ملف خاص عنه، أبرز الفنانين الذين نشب بينهم وبين “شاهين” خلافات أو تعارض في وجهات النظر دفعتهم لرفض التعاون منه، وذلك فيما يلي:

رشدي أباظة

تعاون الفنان رشدي أباظة مع المخرج يوسف شاهين في فيلم واحد فقط، وهو فيلم “جميلة” عن قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، ولم يجمعهما فيما بعد أيّ عمل آخر.

يعود عدم التعاون بين “أباظة” و”شاهين” في أعمال أخرى، إلى وجود خلافات بينهما، بسبب فيلم “الناصر صلاح الدين”، إذ أن مسؤولية إخراج الفيلم كانت مُسندة إلى المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي رشح  بدوره “أباظة” للقيام بدور البطولة، لكن مع مرض “ذو الفقار” الشديد تم الاستعانة بالمخرج يوسف شاهين بناءً على ترشيح من “ذو الفقار” لمنتجة العمل آسيا داغر.

استبدل “شاهين” دور رشدي أباظة بالفنان أحمد مظهر ليُسند له بطولة العمل، بعد هذا الموقف رفض رشدي العمل مع يوسف شاهين مرة أخرى، كان هذا الخلاف كفيًلا بأن يسبب أزمة نفسية لـ “أباظة”، الذي قال خلال حوار جمعه بزوجته سامية جمال ونشرته جريدة “الجريدة” الكويتية: “أقسم لك بقسمت بنتي وبيكي وبأمي، عمري ما هشتغل مع يوسف شاهين، لو هأقعد من غير شغل حتى لو مش هلاقي آكل”، حتى عندما عرض “شاهين” عليه دور البطولة في فيلم “الاختيار” رفضه.

عبد الحليم حافظ

حاول كل من العندليب عبد الحليم حافظ والمخرج يوسف شاهين، أن يجتمعا في عمل واحد، لكن كانت تلك المحاولات تنتهي بخلافات بينهما بسبب تعنُّت الطرفين.

أولى محاولات التعاون في فيلم “الاختيار” المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وسيناريو وحوار يوسف شاهين، لكن حدثت خلافات بينهما خلال التحضير للفيلم تمثلت في رفض يوسف شاهين غناء العندليب ضمن أحداث الفيلم، الأمر الذي لم يتقبله الأخير، وأصر كل منهما على موقفه، فحسم “شاهين” أمره باستبعاد العندليب، وإسناد الدور إلى الفنان محمود ياسين، وفي النهاية قدم الدور الفنان عزت العلايلي الذي لعب البطولة أمام السندريلا سعاد حسني، وتم اختياره بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

المحاولة الثانية للتعاون ذكرها طبيب العندليب  هشام عيسى في مذكراته “حليم وأنا”، والتي حكى “عيسى” خلالها قصة مشروع هذا الفيلم الذي لم يخرج إلى النور، وقال: “في أوائل عام 1970، كتب سيناريست إيطالي يعيش في مصر، ومتزوج من سيدة مصرية اسمه لوسيان لمبير سيناريو فيلم لحليم بعنوان (وتمضي الأيام)، وأعجب حليم بالسيناريو ووجد فيه فرصة سانحة ليقدم فيلمًا رومانسيًا تلعب فيه سعاد حسني دور البطولة أمامه”.

أوضح الطبيب أن العندليب كان يبحث عن مخرج للفيلم، وعلى الفور رشح له المخرج يوسف شاهين، ولم يتردد “حافظ” في إسناد مهمة إخراج الفيلم له، بعدها أخذ “شاهين” السيناريو وأبدى اعتراضه على بعض الأشياء التي يريد تغييرها، وقبل العندليب ذلك.

قال “عيسى” في مذكراته إن “شاهين” أضاف إلى السيناريو شخصين هما صديقا البطل ولهما عليه أكبر التأثير، أحدهما شاعر شعبي اسمه أحمد فؤاد نجم، والآخر مغن كفيف اسمه الشيخ إمام.

أضاف “عيسى”: “لم يخيب حليم ظني، وما إن بدأ في قراءة السيناريو، حتى لمعت في عينيه نيران الغضب، وبدأ يمزق الصفحات قائلًا: “المجنون جايب لى اثنين شيوعيين يعلموني الوطنية”، وبهذا انتهى الحلم، ولم يخرج فيلم «وتمضي الأيام» إلى الوجود.

أحمد رمزي

جمع أحمد رمزي ويوسف شاهين معرفة قديمة منذ أيام الدراسة حيث تخرجا معًا من كلية “فيكتوريا” في الإسكندرية ومعهما عمر الشريف، وشهدت علاقتهما العديد من الاختلاف في وجهات النظر.

من بين تلك الخلافات ما وقع أثناء تصوير فيلم “صراع في الميناء”، عندما أراد “شاهين” تصوير مشهد “الخناقة” في الفيلم  بين عمر الشريف وأحمد رمزي، وكان “شاهين” يريد أن يخرج المشهد بصورة واقعية، فجعل أحد مساعديه قبل تصوير المشهد يذهب إلى “الشريف” ويخبره أنه رأى “رمزي” يُغازل فاتن حمامة أكثر من مرة، ما جعل عمر الشريف يفتعل مشاجرة مع “رمزي”، وتم تصوير المشهد بالفعل، الأمر الي وقعت على إثره قطيعة بين “الشريف” ورمزي” استمرت لسنوات.

سناء جميل

حدث خلاف بين الفنانة سناء جميل والمخرج يوسف شاهين، بسبب تعامل “شاهين” مع الفنانة التي رأت أن تصرفاته “بجحة” على حد وصفها.

قالت “جميل” عن علاقتها بـ “شاهين” خلال لقاء نادر لها مع الفنانة صفاء أبو السعود، “علاقتي بيه مش كويسة، مرة كان بيعمل فيلم اسمه وداعًا بونابرت فطلب مني العمل معه، فطلبت السيناريو قبل العمل لكن ما حدث منه كان صادمًا فلم يرسل أي شيء”.

أضافت جميل: “عندما قابلته قلت له أنت بجح كيف تجرؤ على ما فعلت معي؟!”، متابعة: “أفلام يوسف شاهين الناس بتقول أن أفلامه مابتتفهمش وهي فعلًا كدة”، مردفة: “مابفهمش أفلامه ولا بحبها لأنّه بيعمل غلوشة وفاهم أن دي عبقرية، الفن مرآة المجتمع فين المجتمع في أفلامه!”.

محسنة توفيق

قدمت محسنة توفيق مع المخرج الكبير يوسف شاهين مجموعة من أبرز أعماله منها: ”إسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت”.

كانت “توفيق” مُرشحة لبطولة فيلم “اليوم السادس” من إخراج “شاهين”، لكن تفاجأت بذهاب الدور إلى الفنانة العالمية داليدا، بعدما كانت قد اتفقت على الدور مع المخرج الكبير.

قالت “توفيق” عن ذلك إن خلافًا شديدًا وقع بينهما؛ وذلك بسبب مفاجأتها بتعاقده مع النجمة “داليدا” على بطولة فيلم “اليوم السادس”؛ بالرغم من تحدث “شاهين” معها لتقوم بدور البطولة في العمل إلا أن سفرها في ذلك الوقت حال بينها وبين توقيع العقد بشكل رسمي.

أعربت “توفيق” عن أنها شعرت حينها بأن شاهين غدر بها وأضر بالفيلم إلى درجة كبيرة، لأن داليدا لم تتعايش مع الشخصية، مؤكدة أنها رغم خلافها معه إلا أنها ترى أنها قدمت معه أفضل أفلامها.

وبالرغم من الخلاف أشارت “توفيق” إلى أنها تعاونت مع المخرج الكبير في عدد من الأعمال التي كانت علامات فارقة في حياتها الفنية؛ وأن “شاهين” هو الرجل الذي جعلها تعشق السينما”.

يسري نصر الله

الاختلاف في وجهات النظر وطريقة الإخراج، كان سببًا رئيسيًا في خلاف المخرج يسري نصر الله مع المخرج الراحل يوسف شاهين، موضحًا أن “شاهين” كان كارهًا لكل تفاصيل مشروع فيلم “المدينة”.

كان “نصر الله” أشار خلال حوار له مع برنامج “ON Screen” عبر شاشة “ON E” مع الإعلامي شريف نور الدين، إلى أنه مدين للمخرج الراحل بالكثير، لافتًا إلى حبه الشديد له والذي كان يقابله “شاهين” بنفس الشعور.

أضاف “نصر الله” إلى أن “شاهين” كانت لديه شخصية قوية، كما هو الحال في شخصيته، لافتًا إلى أن كل منهما كان لديه تصورات للسينما التي يحبها تختلف عن تصورات الآخر، إذ كان يوسف شاهين عاشقًا لمنطق السينما الأمريكية، بينما “نصر الله” أقرب إلى السينما التي تربى عليها وفقًا لظروف مصر في تلك الفترة.

أردف “نصر الله” موضحًا أن خلال فترة الستينيات والسبعينيات، كانت هناك مقاطعة للسينما الأمريكية من قبل الجانب المصري، ما جعل ثقافته في السينما الأمريكية محدودة، حيث أن معظم ثقافته السينمائية كونها من السينما الأوروبية، والتي تختلف كليًا عن منطق “شاهين”.

ذكر يسري نصر الله أن خلاف الفكر ذلك، سبب خلافًا طوال الوقت بين “نصر الله” و المخرج رضوان الكاشف مع المخرج الراحل، لافتًا إلى أن الخلاف كان يصل أحيانًا لصدمات شديدة بينهم.

عمرو سعد

وقع خلاف بين المخرج الراحل يوسف شاهين وبين الفنان عمرو سعد، وذلك أثناء مشاركة الأخير في فيلم “الآخر”، إذ أن “شاهين” حذف بعضًا من مشاهد عمرو في الفيلم، ما دفع “سعد” لاتخاذ موقفًا سلّبيًا من يوسف شاهين.

تحدث عمرو سعد في أكثر من لقاء عن خلافه مع المخرج يوسف شاهين، من بينهم لقائه في برنامج “الحُكم” على شاشة “Mbc” مع الإعلامية وفاء الكيلاني، والذي قال خلال الحوار إنه لا يزال يرى أن “شاهين” شخصًا أنانيًا وهو مؤمن بذلك لأن كل شخص يرى مصلحته.

أوضح “سعد” أن تصوّراته عن أفلام يوسف شاهين كشخص عادي شعر بإنسانيّة أفلامه، تغيّرت عندما تعرف عليه عن قرب، خاصة أنه كان يعتبره ملاكًا، معتبرًا أن قسوة “شاهين” قد طالته فكانت ردّة فعله مبالغ فيها.

أضاف أنه يشكر الله على ما حدث لأنه متأكد من أنه لو كان أحد نجوم الراحل يوسف شاهين ما كان ليستمر طويلاً، لأن تجربته ابنة الشارع والتعب والشقا على حد وصفه،كما أنّه ليس جميًلا كأبطال يوسف شاهين، كما كشف عن أنّه كره “شاهين” في ذلك الوقت، لكنه سامحه الآن. شاهد من هنا

محسن محي الدين

اعتبر يوسف شاهين الفنان محسن محي الدين واحدًا من الذين تسببوا له في جرح كبير، بسبب رفض “محي الدين” العمل مع المخرج الراحل، حتى أن “شاهين” قال في مهرجان فينيسيا عام 2003 “أنني سأتألم كثيرًا لو أن محسن محي الدين لم يسير في جنازتي” وهذا ما حدث بالفعل.

القطيعة الفنية بين “محي الدين” و”شاهين” جعلت الأخير يشعر أن الأول تخل عنه، ما دفعه لصنع فيلم كامل يشير فيه إلى علاقته بـ”محي الدين” ومدى المعاناة التي عاشها حينما رفض الأخير العمل معه، وهو فيلم “إسكندرية كمان وكمان” حيث جسد الفنان عمرو عبد الجليل شخصية محسن محي الدين من وجهة نظره للخلاف.

وفي تصريحات لجريدة “الدستور” قال “محي الدين”: “أنا فنان حر أقبل العمل مع ما أريد وأرفض العمل مع ما أريد، وعندما أرفض فيلم لأحد هذا ليس معناه أنني ارتكبت جرم في حق من رفضت العمل معه”.

أضاف: “عندما بدأت العمل مع يوسف شاهين رفض عدد كبير من المنتجين والمخرجين التعامل معي، لأنه كان هناك عرف سائد في هذه الفترة أن كل من يعمل مع شاهين، هو فنان محتكر وهذا ما دفعني للتوقف لمدة 3 سنوات للعمل معه بعد فيلم إسكندرية ليه، وعرض عليها بعدها أن أمضي معه عقد احتكار ورفضت لأنني أحب الحرية والتنوع في العمل ووجهة نظري تتلخص في أنني لا أريد أن أكون نسخة من أحد، وهذا كان سيحدث لو وافقت على عقد الاحتكار هذا، فبكل وضوح أنا قررت ألا أكون نسخة من يوسف شاهين، وهذا هو سر الخلاف بيني وبينه”.

وعن عدم رفضه حضور جنازة “شاهين” أوضح أنه كان قد اتخذ قرارًا بعدم حضور جنازة أيّ شخص من الوسط الفني، وذلك على خلفية حضوره جنازة صديقه الفنان الراحل عبدالله محمود، موضحًا أنه لم يكن يعلم أن “شاهين” كان يريد منه حضور جنازته.

حنان ترك

أبرز الأدوار التي لعبتها حنان ترك مع يوسف شاهين ، كانت في فيلم “المهاجر” وفيلم “الآخر”، لكن كلا الفيلمين كانا سبب الخلاف بينها وبين “شاهين”.

عن سبب الخلاف قالت “ترك” خلال لقاء لها مع برنامج “واحد من الناس”: ” إنها رفضت تقبيل خالد النبوي في فيلم المهاجر”، ما أغضب المخرج الراحل، بعدها رشحها لبطولة “الآخر” أمام هاني سلامة ورفضت في البداية القُبلة التي تأتي في سياق الفيلم، فغضب المخرج وطردها من مكتبه وعندما علمت بتعرضه لأزمة صحية ودخوله المستشفى، ذهبت إليه ورفض الحديث إليها، لكنها لم تتحمل غضبه واضطرت للموافقة على الفيلم والقبلة، لكنها ندمت بعد ذلك وقررت عدم تكرار هذا الأمر.

موقع "إعلام.أورغ" في

26.07.2018

 
 

شاهين.. 10 سنوات غياب لــ «الحدوتة المصرية»

كتبت_ آية رفعت

تمر اليوم الذكرى العاشرة لوفاة قناوى السينما المصرية المخرج العالمى يوسف شاهين، عقد كامل مر على غياب الابداع والمصرى العالمى والتوليفة الفنية الخاصة بشاهين والتى اخترقت كل العالم بمهرجاناته العريقة، لا ننكر أن هناك أجيالًا فنية من المخرجين بدأوا فى استكمال مسيرته نحو العالمية، إلا أن اسم شاهين كان وسيظل رمزًا من رموز السينما المصرية فى الخارج، فأغلب الجماهير لا تعلم عن مصر سوى عمر الشريف ويوسف شاهين.

ولد شاهين فى حى الإسكندرية فى أسرة تتحدث 4 لغات من أم من أصل يونانى وأب من أصل لبناني، وكان عاشقًا للإسكندرية حتى أنه قدمها فى العديد من أفلامه، ورغم العالمية التى وصل إليها إلا أن مصرية شاهين كانت تربطه بالتواجد والعمل بمصر، حتى أنه قدم عملين فقط بلبنان لم يحققا النجاح المطلوب منهم، بينما ظلت أعماله المصرية من علامات السينما الفريدة.

يعتبر شاهين أول مصري يشارك بمهرجان كان السينمائى الدولي، خاصة وأنه كان يحمل رؤية سينمائية بعيدة المدى فقدم أعمالًا تحتوى على مواد هادفة ورسالات كبيرة، وكانت أول مشاركاته بالمهرجان العالمى عام 1951 من خلال فيلم «ابن النيل» للفنان شكرى سرحان.. وقدم شاهين خلال مسيرته أكثر من 50 فيلمًا.

كان شاهين صانع النجوم عن جدارة، حيث إنه قدم للساحة عددًا كبيرًا من النجوم الذين ما إن ظهروا معه بفيلم إلا وأصبحوا نجومًا بالصف الأول، ومن هؤلاء النجوم العالمى عمر الشريف وفيروز والتى قدم معها أول فيلم لها سينمائى بعنوان «بياع الخواتم»، بالإضافة إلى ماجدة الرومى وداليدا ومحسن محيى الدين ولطيفة وهانى سلامة وأحمد وفيق ومصطفى شعبان وروبى وخالد النبوى وخالد صالح ويوسف الشريف.

وفى الذكرى العاشرة له يحكى مجموعة من تلامذته ذكرياتهم معه، بل وقرر بعضهم الإقدام على أعمال يجمع بها هذه الذكريات سواء سينمائيًا أو أرشيفيًا، وفى البداية تذكر المخرج خالد الحجر استاذه الراحل قائلا:» شاهين لم يكن مخرجًا عاديًا بل كان يحلم بالسينما ويعيش بالسينما، فهو لم ينجب بينما كان يحتوى كل أعماله وكأنه ابن يبنيه ويراعيه، فهو كان عاشقًا للسينما بتفاصيلها، وعلى المستوى الشخصى كان داعمًا كبيرًا لى فهو عندما شاهد فيلمى «انت عمري» القصير قال لى أننى أمتلك صدق الإحساس وألعب على المشاعر بأعمالي. بينما لمحته عند مشاهدة أول أعمالى الروائية «أحلام صغيرة» وهو يبكى متأثرًا بآخر مشهد ودارى عنى دموعه وقال لى أكان يجب أن تقتل الطفل فى النهاية؟ مؤكدا أننى تأثرت بالحرب كثيرًا فى سرد قصة العمل. وأتذكر أنه قبل وفاته لم يكن يسمع بشكل جيد ولكنه نصحنى بأننى أحافظ على الاسم الذى صنعته».

بينما قال المخرج خالد يوسف أنه يعد لمشروع سيطلقه عن ذكرياته مع شاهين حيث أكد قائلًا:» أنا لدى تيمة درامية معينة عن يوسف شاهين اتمنى أن أستطيع نسجها وتقديمها فى يوم من الأيام فأنا عاشرته حوالى 20 عامًا أى أننى يمكننى سرد الكثير من التفاصيل بحياته العملية والخاصة، ولكنى حتى الآن لم أتخيل الشكل الذى ستظهر به ولكنى أنوى طرحها قريبًا».

وأثناء تواجده لافتتاح معرض للصور أقيم لشاهين بالدورة الأخيرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قال المنتج جابى خورى ابن أخت المخرج الراحل إنهم كأسرته يسعون لإعادة ترميم وحفظ أرشيف المخرج الراحل حيث إنهم تولوا عرض من إحدى الشركات الفرنسية التى عرضت عليهم إعادة ترميم وارشفة جميع مقتنياته من مخطوطات وخطابات وتسجيلات صوتية وتليفزيونية وأفلام وغيرها، بشرط أن يكون لها حقوق الانتفاع لمدة 10 سنوات مقبلة ويتم من خلالها جولة بالعالم لعرض هذا الأرشيف على جمهور شاهين العالمي. وأضاف قائلًا ان الشركة الفرنسية سوف تتولى أيضا إعادة ترميم الأفلام لعالمية التى قدمها شاهين بانتاج مشترك بينه وبين فرنسا. بينما سيتولى هو وأخته المنتجة ماريان خورى إعادة ترميم الأفلام المصرية لشاهين حتى تظل خالدة ولا يصيبها أى سوء.

ومن جانب آخر قرر عدد من المهرجانات المصرية تكريم شاهين بطريقتها الخاصة، حيث أقام له الأقصر للسينما الإفريقية المقام بمارس الماضى عرض خاص لفيلمه «عودة الابن الضال» بينما اقيم له تكريما خاصة وافتتاح لمعرض لاهم صوره وكواليس أفلامه. وعلى غرار الاقصر يعلن مهرجان الاسكندرية فى دورته المنعقدة فى اكتوبر المقبل، وذلك بعرض فيلم خاص عنه بحفل الافتتاح. كما يتم إصدار كتاب عن حياته ومسيرته السينمائية، وتقام ندوة يشارك فيها عدد كبير من تلامذته، مثل: يسرى نصر الله، خالد يوسف، داود عبدالسيد، على بدرخان، كما يشار إلى تلاميذه الذين رحلوا عن عالمنا: أشرف فهمي، رضوان الكاشف، سمير نصرى، وأسماء البكرى.

كما سيتضمن البرنامج عرض مجموعة من افلامه المميزة ومنها «ابن النيل» و«جميلة بوحريد» و«اليوم السادس» و«الناصر صلاح الدين» وغيرهم. ومن المقرر ان يخصص مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الأربعين المقبلة برنامج خاص لشاهين من المقرر الإعلان عنه قريبًا.

روز اليوسف اليومية في

26.07.2018

 
 

دار الأوبرا المصرية تناقش "المكان في أفلام يوسف شاهين"

القاهرة ــ محمد كريم

يستضيف "مركز سينما الحضارة" في دار الأوبرا في القاهرة، الليلة، ندوة عنوانها "المكان: دور البطولة في أفلام يوسف شاهين". ويستعرض فيها مدرس الجغرافيا في جامعة القاهرة، عاطف معتمد، رؤيته في الجغرافيا التي استخدمها شاهين في أفلامه، وقيمة الأماكن المختارة في عقل المخرج.

وأوضح معتمد: "يراهن عدد من خبراء التعليم في العالم على أن مستقبل الجغرافيا (علم المكان) يكمن في اندساسها في النسيج الثقافي للتعليم والتربية وصياغة الوعي، وذلك حتى تخرج من محبسها التقليدي الذي توصف به علماً صعب المراس ثقيلاً على الصغار والكبار"، مشيراً إلى أنه من بين الأدوات الجديدة في تحقيق ذلك: الرواية والفيلم.

ويشارك في الندوة بالتعليق والتعقيب عدد من النقاد والأكاديميين.

وعُرف المخرج يوسف شاهين (1926 ــ 2008) بأعماله المثيرة للجدل، وحقق شهرة عالمية من خلال أعماله التي بلغت 37 فيلماً، من أبرزها رباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية، وهي أفلام "إسكندرية... ليه؟" و"حدوتة مصرية" و"إسكندرية كمان وكمان" و"إسكندرية ــ نيويورك"، إضافة إلى أفلام أخرى أثارت جدلاً كبيراً مثل "باب الحديد" و"العصفور" و"المهاجر" و"المصير" وغيرها.

وحصل شاهين، خلال مسيرته الفنية، على العديد من الجوائز العالمية، مثل جائزة "التانيت الذهبية" من "مهرجان أيام قرطاج السينمائية" عام 1970 عن فيلم "الاختيار"، وجائزة "الدب الفضي" من "مهرجان برلين السينمائي" عام 1979 عن فيلم "إسكندرية... ليه؟"، وجائزة "أفضل تصوير" من "مهرجان القاهرة السينمائي" عام 1989 عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان".

كما حاز جائزة "مهرجان أميان السينمائي الدولي" عام 1997 عن فيلم "المصير"، وجائزة "الإنجاز العام" من "مهرجان كانّ السينمائي" عام 1997 عن فيلم "المصير"، وجائزة "فرنسوا كاليه" من "مهرجان كانّ السينمائي" عام 1999 عن فيلم "الآخر"، وجائزة "اليونيسكو" من "مهرجان البندقية السينمائي" عام 2003 عن فيلم "11/9/2001".

العربي الجديد اللندنية في

26.07.2018

 
 

صفاء الليثي تفجر مفاجآت لأول مرة عن يوسف شاهين..

عادل إمام رفض التعاون معه لهذا السبب

نسمة أحمد

كشفت الناقدة السينمائية صفاء الليثي عن مفاجآت وأسرار لأول مرة في حياة المخرج الراحل يوسف شاهين بمناسبة مرور 10 سنوات على رحيله.

وأكدت صفاء الليثي خلال استضافتها في برنامج "8 الصبح" على قناة Dmc، على أن الفنان عادل إمام رفض التعاون والعمل مع الراحل يوسف شاهين في أحد الأفلام التي أخرجها.

وقالت الناقدة السينمائية إن شاهين طلب من الزعيم التعاون معه لكن عادل إمام رفض بحجة أنه لا يفهم طبيعة ونوعية أفلام شاهين وكان يخشي من عدم نجاح التجربة، ورفضت صفاء حديث البعض بأن أفلام شاهين غير مفهومة، مؤكده إنه كان يلتقي بالجمهور ويعيش معه أزماته لترجمتها على الشاشات وذلك لإنه قيمة كبير افتقدتها السينما المصرية.

يذكر أن عادل إمام شارك في مسلسل "عوالم خفية"، بجانب كل من فتحي عبد الوهاب وأحمد وفيق وصلاح عبد الله وبشرى ورانيا فريد شوقي وهبة مجدي ومي سليم وأسامة عباس وعدد من النجوم كضيوف شرف، ومن تأليف ورشة كتابة لأمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان، وإخراج وإنتاج رامي إمام.

موقع "في الفن" في

26.07.2018

 
 

سينما الهناجر تحيي ذكرى يوسف شاهين..

وتلاميذه: لم يكن ديكتاتورا

كتبت- سارة القصاص:

أقام قطاع صندوق التنمية الثقافية بقاعة سينما الهناجر، أمسية خاصة إحياءً للذكرى العاشرة لرحيل المخرج يوسف شاهين،بحضور عدد من تلاميذه، وابنة شقيقته ماريان خوري.

بدأت الندوة بعرض فيلم بعنوان "الأستاذ" من إنتاج صندوق التنمية الثقافية وإخراج ضياء داوود، ورصد الفيلم أهم محطات يوسف شاهين السينمائية بداية من "بابا أمين" أول فيلم أخرجه وكان في سن 23، مروار بـ"الناصر صلاح الدين"، و"الأرض" و"عودة الابن الضال".

المخرجة منال الصيفي، مساعد يوسف شاهين في عدد من الأفلام تحدثت عن علاقتها بالأستاذ، قائلة: "يوسف شاهين كان بالنسبة لي الأب والمعلم، ولن يكون هناك يوسف شاهين تاني ولن يأتي مثله".

وأوضحت أن المخرج العالمي كان يهتم بكل مساعديه، ولم يكن متعسف أو ديكتاتور، بل كان يعلمنا الالتزام.

أما المخرج كمال منصور، والذي عمل مساعدا لشاهين في "المصير" و"هي فوضى"، فأوضح أن الراحل كان يهتم بالمواعيد والالتزام، متابعًا: "كان يعلمنا الالتزام بالصورة، وتكوين الكادر كان عنصرا مهما في أفلامه، ولم يكن ديكتاتورا".

وأشار إلى حِرص المخرج الراحل على الملابس والإكسسوارات والموسيقى، مضيفا: "كان مغرما بالرقص لذلك كان يحرص على وجود هذه العناصر في أعماله".

وتحدث كمال منصور، عن حب شاهين للحياة ففي أثناء فيلم "المصير" مرض ودخل المستشفى وبعد خروجه بيوم كانت المفاجئة وجوده في المكتب لاستكمال العمل.

الشروق المصرية في

26.07.2018

 
 

مدن «شاهين» الخمسة..

بحث فيها عن نفسه فلم يجدها إلا في «الإسكندرية»

كتب - وليد أبو السعود

حصر البعض العشق والحب وكلمات الغزل في الحب بين الرجل والمرأة، بينما أكد يوسف شاهين بأعماله أنها في أحيان كثيرة تنبع من عشق الفنان لمدينته، وشاهين وبرغم كونه واحدا ممن عبدوا الإسكندرية وسبحوا بجمالها وسحرها الذي استمر عبر كل العصور، إلا أنه أحب مدنا أخرى بجوارها، وعن مدن شاهين نتحدث.

الإسكندرية.. المدينة التي نقشها على جدران قلبه وصنع لها رباعية سينمائية أحبها العالم

29 عاما و25 فيلما قبل أن يقرر شاهين استجماع خيوط شجاعته مصارحا مدينة الإسكندر الأكبر بعشقه لها وأنها الوحيدة التي سكنت روحه وقلبه حتى وهو يحلم بالسفر إلى الناحية الأخرى من العالم.

كانت القصيدة العاطفية الأولى منه تجاهها هو فيلم "إسكندرية ليه" عام 1979 هذا الفيلم الذي جمع كل أجيال وأبطال السينما المصرية منذ بدايتها وحتى وقتنا هذا. فمن يصدق أن الفيلم يجمع بين: يوسف وهبي ودولت أبيض وفريد شوقي وأحمد زكي ونعيمة الصغير ونجلاء فتحي ومحمد هنيدي ومحسن محيي الدين وعبد الله محمود ووائل نور وأحمد سلامة وعبد العزيز مخيون ومحسنة توفيق ومحمود المليجي وعزت العلايلي ويحيى شاهين وليلى فوزي وعبد الوارث عسر؟.

الفيلم تناول أكثر من قصة، فتناول قصة يحيى المحب للتمثيل والذي عبر عن يوسف شاهين في فترة شبابه كما تناول طبيعة الحياة الاجتماعية في الإسكندرية وذلك عن طريق قصة حب بين شاب مصري وهو إبرهيم وفتاة يهودية وهي سارة. كما تطرق الفيلم للسياسة وذلك عن طريق قصة مجموعة من الشباب يريدون التخلص من الاحتلال الإنجليزي، وتطرق أيضا عن نشأة العصابات الصهيونية وكيف أن يحيى فقد صديقه بسبب انضمامه لهذه العصابات.

الفيلم يدعو إلى التسامح الديني كما رآه يوسف شاهين في صغره حين كان له صديق يهودي. كما يظهر شاهين في الفيلم شدة حبه للفن وتأثره بالسينما منذ الصغر.

الفيلم يرصد الإسكندرية التي عاش فيها شاهين ومنحته قبوله للآخر وتنوعه الثقافي وانفتاحه على كل الثقافات، إنها المدينة التي تضع الجميع في إناء واحد لتخلطه بمزيج ونكهة مصرية إسكندرانية خالصة.

وثاني أفلامه التي عبر فيها عن حبه لمسقط رأسه وحمل اسمها "إسكندرية كمان وكمان" والذي مزج فيه بين إضراب الفنانين الشهير والبحث عن الإسكندر الأكبر وعشقه للإسكندرية ورحلته مع المهرجانات الكبرى وقدم فيه الوجه الجديد عمرو عبد الجليل.

الفيلم شهد واحدا من أجمل أوبريتات السينما المصرية وحمل رؤية ساخرة لكل ديكتاتور يحكم شعبه بالحديد والنار، وهو أوبريت "اهتفوا باسم الاله".

وثالث افلامه واخرها في سلسلة السكندريات هو "اسكندرية نيورك" ولكنه هنا عبر أكثر عن مدينة نيويورك التي رآها باردة تقتل أي حنين كما ورد في إحدى اغنيات الفيلم عكس معشوقته الساحلية الدافئة التي تبث حنينها وحبيبها حيثما ذهب أبنائها محميون بدفء قلبها العجوز.

الإسكندرية ظلت هي الحضن والملجأ والحلم ففي فيلم مثل "اليوم السادس" كانت الإسكندرية هي الحلم والمكان الذي يحلمان به وخصوصا شخصية القرداتي التي تجسد شاهين نفسه وحيا بها الراقص الأعظم جين كيلي. أو كمدينة يعيش فيها النصف الحي والنابض في فيلم الاختيار. أو مدينة للحب في "صراع في الميناء". وظهرت أيضا في "حدوتة مصرية" و"وداعا بونابرت".

القاهرة.. المدينة التي تسحق كل من فيها وتدفعه للثورة عليها وعلى نفسه

لم يستطع شاهين أن يحب القاهرة الضيقة الخانقة برغم إبهارها له وهو ما بدا واضحا وجليا منذ حتى أول أفلامه "بابا أمين" فهي مدينة لم ترحم الضعفاء وجرت الفتاة الصغيرة فاتن حمامة للعمل في الملاهي الليلية من أجل رعاية أسرتها أو ضحكت على الشاب الريفي الساذج المغرور شكري سرحان في "ابن النيل". أو تسحق حلم بسيط في الحب والزواج وتقود من يتطلع فيها إلى الجنون كما حدث في "باب الحديد" أو تحاول سرقة شباب من هم أصغر منها كما في "فجر يوم جديد" أو مدينة تسرق الطموحات والأحلام وتسببت في ضياع أبنائها كما في "العصفور". وهي المدينة التي ضغطت على أبنائها حتى الثورة في "هي فوضى".

الصعيد.. الدفء والمناظر الجميلة والتراث الذي لا يموت

هكذا رأى شاهين الصعيد سواء في "صراع في الوادي" أو "أنت حبيبي" وهي رؤية تعكس إعجاب بالمجتمع وبالحياة الراضية التي أخرجت فنها وإبداعها رغم قسوة حياة سكانها.

لندن.. مدينة باردة يجب أن تبحث فيها عن الدفء

هكذا شاهدها شاهين في فيلمه حدوتة مصرية وهو ما يعكس تجربته بها وخوفه من عملية القلب المفتوح التي اجراها هناك فهي مدينة للمرض وللعلاج يجب ان تبحث فيها عن ونس.

نيويورك.. التي تقتل كل حنين

كانت نيو يورك وهوليود هو حلمه الأول لكنه رأها امراة عاهرة تصبغ وجهها بالألوان في نهاية "إسكندرية ليه" ورآها مرة أخرى مدينة باردة تقتل أي حنين وأي مشاعر بل وحتى البشر أنفسهم في "إسكندرية نيويورك".

####

نبوءات يوسف شاهين السينمائية.. كيف تنبأ بـ«نصر أكتوبر وثورة يناير»

كتب - وليد أبو السعود

يقولون إن الفنان نصف نبي ونصف مجنون، ويبدو أن شاهين قد قرر تأكيد هذه المقولة، ويطمع في كل شطر، النبوءة والجنون في جعبة الفن المصري.

في السطور القادمة نستعرض أهم نبوءات شاهين التي تحققت.

العصفور.. عندما تنبأ شاهين بنصر أكتوبر

عام 1972 قرر شاهين الناصري حتى النخاع أن يحاكم التجربة الناصرية وثورة يوليو التي كان أحد أبنائها في فيلم وضع له اسم "العصفور" وكتبه بمساعدة الكاتب الكبير لطفي الخولي، وتنبأ في نهايته بنصر أكتوبر وكانت أغنيته الشهيرة "رايحين شايلين في إيدنا سلاح راجعين رافعين رايات النصر"، وهي الأغنية التي غنتها المجموعة.

الفيلم واجه أزمة مع الرقابة منعته من العرض حتى عام 1974 لتفقد نبوءته معناها لكنها تعكس كيف شقت بصيرته غيوم المستقبل ليرى طريق النصر وكيفيته.

عودة الابن الضال.. كيف رأى شاهين انهيار الحلم العربي قبل حرب بيروت

في عام 1976 وقبل اجتياح لبنان الذي شاركت فيه بعض الفصائل اللبنانية معلنة انتهاء حلم الوطن العربي الواحد وحلم الوحدة العربية، وهو ما عكسته شخصيات العمل في صراع بين شقيقين أحدهما أحمد محرز يرمز للدول العربية التقدمية الثورية مثل مصر ولبنان وسوريا والعراق والسودان وقتها، والشقيق الأكبر ولعبه شكري سرحان الرامز لليمين والسيطرة المطلقة للأرستقراطية وهو ما يمثل الملكية العربية وخصوصا السعودية وكيف لعب بهم الكاوبوي الأمريكي الذي جسده الفنان الراحل علي الشريف وحتى الجيل الجديد ممثلا في هشام سليم وماجدة الرومي والجيل المؤسس ممثلا في محمود المليجي لم يسلم من هذا النزاع الذي انتهى بمقتل الأخوين والأم وهروب الجيل الجديد بمساعدة الجيل المؤسس في مشهد من أكثر مشاهد السينما العربية أملا وتفاؤلا رغم قتامته، إنه حلم ولادة جيل جديد بعيد عن آلام الماضي وهمومه وأثقاله.

الفيلم الذي شكلت أغنيات صلاح جاهين جزءا من نبوءته وخلوده أبى إلا أن يظل صورة حية لعين الفنان التي ترى دون وحي من السماء لكنها تستشرف المستقبل من صدقها. بل واعتبره البعض صورة واقعية وحقيقية لنهاية ثورة يناير وكيف فشلت لأن الجيل الجديد لم يستطع الهرب من أثقاله الفكرية وماضيه السياسي.

المصير.. عندما خاف شاهين على مصر من هجوم الوهابية

لأنه أحد أنبياء السينما المصرية ومع بدايات عودة مجاهدي أفغانستان ومن سافر للعمل في دول الخليج وعاد إلينا محملا بالأفكار الوهابية، قدم شاهين فيلمه المصير مؤكدا أن الأفكار لها أجنحة لا أحد يستطيع أن يحاربها حتى لو تحالفت السلطة الغاشمة مع المتطرفين فالناس والناس فقط هم من ستحتمي بهم الأفكار، فابن رشد الفيلسوف العجوز والذي جسده نور الشريف ببراعة لم تنج أفكاره إلا لأنه احتمى بأناس مثلنا من لحم ودم ورفض أن يكون رهانه على السلطة أو على تيار ديني هدفه السلطة فقط، حتى لو على أنقاض الدولة نفسها. وكأن شاهين كان يدرك أن الاستعمار الجديد سيمتطي الدين في طريقه بمساعدة الجماعات المتطرفة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين.

الآخر.. شاهين يواصل تحذيره من تنامي ظاهرة رفض الآخرين رغم دعوات العولمة الزائفة

في فيلمه الآخر يحاول شاهين تجديد تحذيره القاسي والكبير من استغلال الاستعمار الأحمق للدين والتيارات المتطرفة في طريقه لاستعادة سيطرته على الدول التي فقدها مستعينا بمجموعة من أبنائها تحت شعار الدين.

الفيلم يشير البعض أنه قدم نبوءة للهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي أصابت أمريكا وخصوصا في مشهد نهايته التي قتل فيها هاني سلامة ابن نبيلة عبيد التي رمز لها شاهين بأمريكا والحلم الأمريكي وأكد انهياره في هذا المشهد.

هي فوضى.. شاهين يتنبأ بثورة يناير

أبى شاهين في آخر أيامه إلا أن ينظر في كتاب القدر المسطور ويرى ثورة عارمة تهز وطنه مصر، هذه الثورة التي حدثت بعد رحيله هو شخصيا بثلاثة أعوام في 25 يناير وبصورة شبيهة بمشهد اقتحام القسم في نهاية الفيلم وكيفية مقتل حاتم.

شاهين لم يكن مخرجا عاديا بل حمل بصيرة واهتمام بمصير وطنه. وكما تقول أغنيته الأبرز "حدوتة مصرية": "مين هو صاحب المسألة والمشكلة والحكاية والقلم".

رأيت كل شيء وتعبت على الحقيقة

قابلت في الطريق عيون كتيرة بريئة

الشروق المصرية في

27.07.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)