كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

وصول عددها إلى الرقم 9 يعد إنجازاً

الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الخليج خطوة نحو سينما حقيقية

محمد رضا

مهرجان الخليج السينمائي

الأول

   
 
 
 
 

أكّدت الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي التي انتهت يوم الجمعة الماضي أن الرغبة في انجاز الأفلام السينمائية، قصيرة وطويلة وتسجيلية او روائية، رغبة جامحة في بال وجهد عشرات من المخرجين وأكثر من هذا العدد من الممثلين والكتّاب والمبدعين في المجالات الأخرى.

مع أن عدد الأفلام القصيرة هو بطبيعة الحال أعلى من عدد الأفلام الطويلة، تسجيلياً او روائياً، الا أنه كان من الايجابيات بلا ريب وجود هذا الرقم من الأفلام الروائية التي تم اطلاقها للمناسبة: ستّة أفلام في المسابقة من أصل تسعة اثنان منها من المملكة العربية السعودية، ومثلهما من الكويت وواحد من الامارات العربية المتّحدة.

وطول مدّة الفيلم بالطبع ليست حكماً على جودة الفيلم او ضعفه. تستطيع أن تصنع تحفة علي شريط السيليلويد او بالكاميرا الدجيتال (كما الحال في معظم هذه الأفلام) سواء أكانت مدّة الفيلم دقيقة او ثلاث ساعات، والعكس صحيح. المسألة هي العقل الذي تتمتع به وماذا يريد من وراء العمل ومن وراء السينما. هل له غايات محسوبة او أن اللهفة لتحقيق الفيلم جرفته. هل يدرك ما المتطلّبات التي يحتاجها الفيلم السينمائي ليكون فيلماً جيّداً أم أن الأمور مختلطة عليه؟

ما يوفّره الفيلم الروائي الطويل ربما أكثر من سواه، حقيقة أن صعوبات اجادته درامياً، ايقاعياً وتقنياً تختلط بحقيقة أنه يتطلب، الى جانب كل متطلّبات أي فيلم من كتابة وتصوير ومونتاج، الى التمثيل. ثم إن الكتابة لا تستند بدورها الى الماثل بل عليها أن تؤلّف ما تدور حوله. الأفلام التي شوهدت في مسابقة هذا المهرجان تكشف عن أن البوصلة مفقودة في معظمها، وأن النيّة لتحقيق فيلم هي التي لعبت الدور الأول في تحقيقه وليس الشغل على كيف يمكن لهذه النيّة أن تصنع فيلماً جيّداً.

أربع بنات

فيلم الافتتاح جديد من البحرين التي شاهدنا منها عدّة أعمال في الأعوام الثلاثة الأخيرة معظمها من اخراج السينمائي الجيّد بسّام الذوادي. هذا الفيلم من انتاج الشركة التي يدير الذوادي انتاجاتها وهو يقول إنه يتعامل مع المشاريع المقدّمة على أساس أن المخرج عليه أن يأتي وقد جمع فريقه كاملاً فإن أعجب الفيلم الشركة أوكلت اليه الانتاج، وهو بهذا يعني أن يقول إن مسألة جودة الفيلم الفنية او عدمها هي مناطة بالمخرج وقراراته والفريق الذي ألّفه وليس من مسؤولية الشركة. والمرء يقدّر هذه الحريّة لكنه يتمنّى لو أن النصيحة تسدى لمن يحتاجها، ومخرج فيلم “أربع بنات” حسين عبّاس الحليبي يحتاجها فعلاً. انه شريط اجتماعي كوميدي يدور حول أربع فتيات صديقات يتم تقديم مشاكل ومحيط كل واحدة منهن على حدة والتعرّف إلى كيف أن على كل منهن، وبسبب الحاجة، تبحث عن عمل وقد تجده في مجال أقل قيمة من المجال الذي درسته او من العمل الذي كانت تصبو اليه. حين يتم طرد بعضهن وفشل أخريات في البحث عن عمل أفضل، يلتئمن في بيت احداهن حيث تقترح احداهن فتح محطة غسيل السيارات المقفلة منذ أن مات المرحوم. أم الفتاة تجد أن الفكرة جيّدة والبنات الأربع يلتحقن بادارتها فيفتتحن المحطّة وسط استغراب الجوار ويواجهن اقبالاً كبيراً ولو أن غالبية الزوّار، حسب الفيلم، يبغون البصبصة على النساء وهن يعملن في مهنة عادة ما تؤول الى الرجال.

بين الذين لن يرضوا بهذا الضيم الشاب يوسف الذي يؤجج المشاعر ويقود الاحتجاجات ويسعى لجمع التوقيعات. مصلحته ليست حماية الدين والأخلاق بالضرورة، فهو كان يريد شراء المحطّة وفتحها والآن لم يعد يستطيع ذلك الا اذا أغلقها، كذلك كان يمنّي النفس بابنة صاحبة المحطّة ولم يتحقق له ذلك. رفضه تصبح هوساً وقراراته تنقلب مؤامرات، لكننا في فيلم ينوي الضحك عليه وعلى شخصيات أخرى، لذلك لا يمتد الحدث صوب طروحات أكثر عمقاً بل أقل.

الدنجوانة

واذا ما كان شرير الفيلم السابق (يوسف) يعمد الى خلط الدين بالمصلحة العاطفية والماديّة، فإن خالد في الفيلم الكويتي “الدنجوانة” لفيصل شمس رجل عمته الغيرة وحب التسلّط بحيث تغيب عن رؤيته أيّ حاجة لتغليف الغريزة العاطفية بأي مبررات أخرى.

هو واقع في حب خطيبته التي هي ابنة عمّه ومشكلته الغيرة والتسلّط وهي لم تعد تحتمله لهذا الغرض. في أحد الأيام يتعرّض لها في باحة المصرف الذي تعمل فيه فيتدخل شاب كان  على ما يبدو  يعيش فراغاً عاطفياً يملأه بحبّه لقيادة السيارات ونتعرّف إليه في مطلع الفيلم وهو يسابق نفسه في ميدان ما ويفوز. تدخّله أدى به وبيوسف الى اصابات بدنية لكن النتائج كانت لصالحه: لقد وقع في الحب ووقعت هي في حبّه وبعد فاصل من مشاهد مألوفة وقصيرة أصبحا خطيبين وأصبح يوسف مثل دجاجة مذبوحة. يرسل من يتعقّبهما ويرغي ويزبد قبل أن يقوم  في شطحة روائية كان يمكن أن تميّز الفيلم وتترك له بصمة توازي مشهداً مماثلاً في فيلم الأخوين كو وَن الأول “دم بسيط”  بخطف ابنة عمّه بمسدس كبير ويتّجه بها ليلاً الى الصحراء حيث يخرج لها رفشاً ويطلب منها أن تحفر حفرة لكي يطمّها فيها. يبدو أنها كانت تعمل في البلديات فعلاً، ذلك أن الحفرة التي حفرتها تصلح لأن تكون خندقاً للعساكر. بالتأكيد تسعها وتسعه هو اذا ما قرر أن يقتلها ثم يقتل نفسه. حين يتأكد من عمق الحفرة وكبرها يعرض عليها  فقط آنذاك  حلاً: أن توقّع على ورقة لا نفهم تماماً ما تحتويه مقابل حياتها. تفعل ذلك، وها هي تعود الى البيت ومنذ ذلك الحين تنسحب من حياة خطيبها من دون أن تذكر الأسباب.

أي واحد شاهد أكثر من ثلاثة أفلام في حياته يدرك أن هذا الأمر لن يطول، لكنه قد لا يدرك أنه مؤلم حين يكون التنفيذ أكثر هواناً من سذاجة ذلك الفصل درامياً. في النهاية خالد يصل الى قناعة مفادها أنه كان على خطأ وها هو يتقدّم منها ومن الخطيب معتذراً ثم يلجأ الى تلك الحفرة وفي يده مسدّسه ونسمع طلقة دلالة على أن الفيلم انتهى.

فرصة أخرى

فيلم آخر من الكويت لكنه يختلف. حسن عبدالله يحاول صنع فيلم درامي عاطفي مع بعض التشويق والأجواء الداكنة معتمداً على سيناريو لم يكن يجب أن يرى النور من دون اعادة كتابته وضمن أجواء تلفزيونية محضة. الفيلم أكشن كوميدي بأجواء الفيلم الأمريكي والمنسوج منه اذا ما بلغ تأثّر الواحد به لدرجة أنه سيأخذ القشرة ويترك ما تحتها جيّداً كان أم لا.

هو قصّة بوليسية الطابع يتصارع فيه مجموعة من الأخيار مع مجموعة من الأشرار للوصول الى ديسك يحمل أرقاماً سريّة. للأسف، اولئك الذين يستلهمون من أفلام جوني تو وجون وو من بين آخرين في لعبة تحريك الكاميرا والمؤثرات والاتيان بجديد بصري مستوحى من أفلام الاعلانات، سينماهم باتوا كثيرين. ذات القصّة مع ذات الهدف الترفيهي كان يمكن لها أن تحمل معاني أفضل لو أن الكتابة استلهمت الواقع الكويتي ذاته. لا أقول انجاز فيلم واقعي، لكن كان يمكن تحميل الفيلم قدراً من السمات الاجتماعية بحيث لا يبدو كل شيء فيه مصطنعاً ومقتطعاً عوض رغبته المطلقة في النهل من تلك الحركات الأكروباتية التي لا معنى لها ولا قيمة فنية لها على الاطلاق.

صباح الليل

هذا الانتاج السعودي من اخراج مأمون البنّى أحد أمهر الدراميين التلفزيونيين في سوريا. لكن للأسف الشديد الفيلم فرصة ضائعة في منحاها الجديد: فانتازيا كوميدية حول ذلك الرجل الذي يعمل سائق شاحنة (راشد أحمد الشمراني) الذي يجلس ذات مرّة في الصحراء للراحة فتتراءى له سيّارة مثل السراب. السيّارة تنقله، من دون وضوح، الى زمن مضى حيث يعيش حاكم وحاشيته ومواطنيه. انه متعسّف وأحياناً ظالم والفيلم يحاول أن يبني، بطبيعة الحال، بعض المواقف على اللقاء الغريب بين رجل قادم من القرن الواحد والعشرين وبين قبيلة تعيش أيام داحس والغبراء.

المشكلة التي يواجهها هذا الفيلم هي أن العمل توقّف عند حدود الغرابة نطقاً وعلى نحو شفهي، لكنه، وبسبب ضعف الميزانية، لم تكن لديه قدرة على شحن المواقف بمتطلّباتها البصرية لانجاز الغاية الفانتازية. هي بذلك تبقى حكراً على الشرح الشفهي واختلاف الملابس وبعض العادات. كما أن الصيغة الكوميدية لا تزد في بعض الأحيان عن مؤثر موسيقي من نوع ضربة طبل او نفخ بوق كما في أفلام اسماعيل يس القديمة.

المخرج أنجز للتلفزيون أعمالاً أفضل لكنه يؤكد أنه كان سينجح في تحقيق نقلة نوعية لفيلمه لو أن الميزانية كانت كافية. طبعاً هذا لا يبرئه تماماً، او مطلقاً ولو أن الضعف الجلي الآخر ليس لهذا الفيلم فقط بل لأفلام أخرى متعددة هو السيناريو الحامل فكرة والفارغ في ما بعد ذلك.

القرية المنسية

الكلام نفسه يصح تطبيقه على الفيلم السعودي الآخر “القرية المنسية” لعبد الله أبو طالب. كلا الفيلمين ينشد نوعاً معيّناً متخصصاً لكنه يخفق لأسباب بعضها متشابه. فيلم أبو طالب ينشد أن يكون فيلم رعب: مجموعة من البنات والشبّان أجانب وعرب في فريقين مختلفين يلتقيان في منطقة في قلب الصحراء بعدما فقدوا الاتجاه الصحيح خلال رحلة كل منهما. السيارة الأولى تقل خمسة سيّاح والأخرى صديقين لكن مصير الجميع واحد اذ يحل الليل وهم في منطقة تعيش فيها مخلوقات متوحّشة: أشكال آدمية سوداء البشرة (او ربما متفحّمة) وعواء لا يتوقف ولا ينقطع لذئاب وكلاب وهذه الشخوص تركض في كل اتجاه مذعورة وهائمة وفاقدة أي اتجاه صحيح. لاحظت أن الممثلة الأجنبية التي استقدمت لتلعب أحد الأدوار هي الوحيدة التي تجيد الركض ولو أن هذا لا ينجيها من آكلي لحوم البشر.

مثل الفيلم الكويتي “فرصة أخرى” هذا استلهام من نوعية أمريكية من دون سبب جوهري. لماذا على أي مخرج عربي أن يأخذ تلك السينما او غيرها ويحاول تطبيقها كما هي علماً بأنه لن يستطيع ان لم يكن بسبب القدرة الفنية فعلى الأقل بسبب القدرة التقنية؟ “القرية المنسية” فوق ذلك كلّه لا يحتوي قصّة بل مجموعة من المشاهد المؤلّفة من ثلاث فئات: تمهيد، ثم ركض وهروب وقفز المخلوقات فوق ضحاياها ونهشهم.

أحلام

سبق لي أن كتبت عن فيلم محمد الدراجي “أحلام” قبل أكثر من عام. في الحقيقة أن الهالة حوله أكبر مما يجب وفيه عثرات وزلاّت، لكن هذا الفيلم العراقي الأفضل من بين كل الأعمال التي عرضت في هذه المسابقة. حكاية تقع ما بين حكم صدّام حسين والفترة التي تلت مباشرة سقوطه حين غزا الأمريكيّون العراق.

موقع قلب الفيلم هو أن صدّام حسين هو العدو الأكبر لفئة من العراقيين، علماً بأنه كان دكتاتورياً مستبدّاً ومخيفاً لكل الناس وليست هناك حاجة لخطف المعاناة والصاقها بطرف واحد.

الى ذلك فإن قصّة الجندي الذي فقد صديقه في حرب الكويت والفتاة التي فقدت زوجها في ليلة عرسها حين داهمت المخابرات الحفلة واقتادته، ثم كيف تم الاعتداء عليها وعيشها في المستشفى العصبي قبل هروبها حين تم تدميره، حكاية تدخل وتخرج بين زمانين غير ضروريين. او اذا ما كانا ضروريين من وجهة نظر المخرج فليكن في سياق أفضل ربطاً مما هو عليه الآن.

الخليج الإماراتية في 20 أبريل 2008

 
 

نالوا التكريم وانتزعوا الإعجاب في ختام مهرجان الخليج

فائزون بالجوائز: المشاركة والتقاء الخبرات كان هدفنا الأول

متابعة : عمادالدين ابراهيم / تصوير : محمد ناصر

حقق مهرجان الخليج السينمائي في دورته الاولى التي اختتمت فعالياتها امس الاول العديد من المكاسب والنجاحات ويرى الفائزون بجوائز وشهادات وتقدير الذين التقيناهم بعد اعلان الجوائز وتتويجهم في ختام المهرجان أن الفوز والتكريم ليس المكسب الاول ولا الهدف من المشاركة انما التقاء الخبرات وتمازج الرؤى والافكار السينمائية الجادة واتاحة الفرصة للهواة والشباب لعرض افكارهم وانتاجهم امام تجمع سينمائي ذواق.

حول فوز الفيلم العراقي “أحلام” الذي أخرجه محمد الدراجي بالجائزة الأولى لفئة الأفلام الروائية الطويلة يؤكد الدكتور عمار هادي العرادي امين عام منظمة “سينمائيون عراقيون بلا حدود” المستقلة ورئيس مهرجان بغداد السينمائي الدولي ان الفيلم كان مرشحا من قبل جميع الخبراء، لأنه فيلم تكاملت فيه كل عوامل النجاح من سيناريو متميز وقصة تلامس الواقع العراقي بشفافية ورؤية اخراجية احترافية وفريق عمل موهوب وهو ما جعل الفيلم يحصد الجوائز الواحدة تلو الاخرى في مهرجانات عالمية وعربية.

وذات الامر يؤكده الدكتور طاهر علوان الروائي ومؤسس مهرجان بغداد السينمائي الدولي انه طبيعي جدا ان يفوز فيلم “أحلام” بالمركز الاول لفئة الافلام الروائية لانه جسد الواقع العراقي بصدق من غير تزييف ولا مساحيق سينمائية وأكد أن غرس سينمائيون بلا حدود قد اثمر وأتى أكله وأكد ان السينما العراقية تسير في الطريق الصحيح رغم قلة الدعم المادي وشح الامكانيات والظروف القاسية التي يعمل وسطها هؤلاء الشباب الا انهم يقدمون ما يضع السينما العراقية في الطليعة دوما.

ويقول بشير الماجد بطل ومخرج فيلم “تقويم شخصي” الحائز المركز الثاني لفئة الافلام القصيرة ان الجوائز السبع التي حصدتها الافلام العراقية وليس فيلم “أحلام” فحسب يضع الجميع امام تحديات كبيرة لاجل الحفاظ على هذا التميز ومواصلة الانتاجية بذات الرؤى والافكار الجريئة وتأكيد ان الشعب العراقي قادر على قهر كل الظروف غير المألوفة وان يعيش ويبدع ويبتكر ويتميز نافيا أن يكون “أحلام” منحازاً الى القوات الامريكية، مشيرا الى ان الفيلم يسرد الحقبة التاريخية ماقبل سقوط بغداد وحتى 2003 لذلك لم يتطرق للتطورات الاخيرة في الحياة العراقية وهناك افلام مقبلة ستتحدث عن الفترة من 2003 وحتى 2008 وسيتم التعامل معها بذات الواقعية والحرفية السينمائية.

واوضح أمير دراج مسجل صوت الفيلم الذي تسلم جائزة “أحلام” نيابة عن المخرج بان الفيلم انتج في ظل ظروف قاسية جدا وتعرض بعض طاقمه للخطف والسجن لكنهم لم يتراجعوا عن اكمال العمل واستحقوا التتويج والتكريم في العرس الخليجي الاول.

ويقول حسين عباس الحليبي مخرج الفيلم البحريني “أربع بنات” والحائز   المركز الثاني لفئة الافلام الروائية ان الفيلم كرم بعرضه في حفل الافتتاح قبل ان يفوز بالجائزة وهي ثقة غالية من ادارة المهرجان وشهادة يفاخرون بها وتكريم للسينما البحرينية والفوز بالجائزة عظم من هذا الاعتزاز ونجاح التجربة يحفز على مزيد من الابداع وانتاج افلام لا تقل عن مستوى “أربع بنات”.

وفي ذات السياق يتحدث خالد الرويعي أحد ابطال فيلم “أربع بنات” مؤكدا ان نيل الفيلم جائزة متميزة في باكورة عرضه تأكيد على علو كعب السينما البحرينية وقدرتها على تواصل التميز وانتاج أفلام روائية برؤى احترافية جيدة والفيلم يصعب من مهمة فريق العمل وجميع السينمائيين في البحرين لتقديم أعمال أفضل.

ويرى المخرج الاماراتي سعيد سالمين الفائز بالجائزة الثانية لفئة الافلام القصيرة عن فيلمه “بنت مريم” ان الجائزة تكريم لكل الشباب الاماراتي المبدع وحافز ودافع لهم لتشريف السينما الاماراتية في كافة المحافل وهي تجربة تغري بالاستزادة ومواصلة المسيرة وهو يشكر إدارة المهرجان على فرصة الاطلالة لتقديم “بنت مريم”.

وتعرب بطلة فيلم “بنت مريم” الواعدة نيفين ماضي عن سعادتها بالتكريم الخاص لفئة الافلام القصيرة عن دورها في الفيلم وتعتبره شهادة تقدير لموهبتها وتحفيزاً لها لمواصلة الطريق بثقة، مشيرة الى الاحتفاء الكبير الذي قوبلت به من قبل الجمهور بعد عرض الفيلم وهو شيء أسعدها وأكد لها انها تسير بخطى ثابته ويجعلها تجتهد أكثر وأكثر لتواصل في المستقبل بذات النهج.

ويوضح طارق هاشم مخرج الفيلم العراقي الوثائقي   www.gilgamesh.21  الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة انه لم يقصد ان يقلل من شأن احد ولا الاعتراض عندما قال بعد تسلمه لجائزته “على عين مهرجان الخليج السينمائي في الدورات المقبلة ان تكون اكثر ذكاءً” وهو قصد من هذه العبارة مزيداً من التجويد الذي بدوره سينعكس ايجاباً على مستوى الافلام والسينما بالمنطقة وهو سعيد بالجائزة.

وكانت لجنة التحكيم قد وصفت الفيلم بانه يستكشف العلاقة مابين الاغتراب في الوطن والمنفى في الخارج بطريقة تكسر الحاجز بين السينما الروائية والسينما الوثائقية.

يعرب الأخوان داود الكيومي وياسر الكيومي عن سعادتهما بالفوز بالجائزة الاولى لفئة الافلام القصيرة للطلاب عن فيلمهما “تقويم شخصي” ويقولان انهما جاءا للمشاركة في المهرجان بغرض الاحتكاك وصقل مواهبهما السينمائية ورؤاهما الاخراجية عبر تلاقح الافكار والاستزادة من تجارب من سبقوهم في هذا المجال ولم يضعا الفوز في حساباتهما لان الهدف الاول هو التعلم واكتساب الخبرات وصولا لاخراج فيلم روائي على شاكلة رائعة استاذ الاجيال بالسينما العمانية الدكتور خالد الزدجالي فيلم “البوم” وهو فخر السينما العمانية.

والفوز سيعاظم من مسؤولياتهما ويضعهما امام تحديات صعبة لاجل السير على ذات النهج في المستقبل وتقديم افلام بنفس المستوى وأفضل.

الخليج الإماراتية في 20 أبريل 2008

 
 

«مهرجان الخليج السينمائي» في دورته الأولى

جوائز لأفلام خليجية وإنتاج 3 سيناريوهات إماراتية

دبي : نديم جرجورة

بعد أربعة أيام من العروض البصرية المكثّفة، أُعلنت النتائج النهائية للمسابقتين الرسميتين الخاصّتين بأفلام الطلبة والمحترفين المشاركة في الدورة الأولى لـ«مهرجان الخليج السينمائي»، مساء الجمعة الفائت. وإذ بدت الدورة الأولى خطوة إضافية جديدة لدعم النتاج البصري الإماراتي والخليجي، فإن النتائج أدّت دوراً متواضعاً في التشجيع على المثابرة الجدّية في الطريق الطويلة للاحتراف المهنيّ والصناعيّ والإبداعي. ولئن مرّت الأيام السبعة كلّها (بين حفلة الافتتاح في الثالث عشر من نيسان الجاري، وأمسية توزيع الجوائز المالية في حفلة الختام في الثامن عشر منه) بشكل عاديّ، فإن حفلة الختام شهدت موقفاً مثيراً للدهشة لمخرج عراقيّ مُنح جائزة لم تنل إعجابه فأراد «تلقين» إدارة المهرجان ولجنة التحكيم درساً في كيـــفية توزيع الجوائز، قبل أن يُدرك أن جائزته هذه مالية أيـــضاً، ما دفعه إلى تقبـــيل مدير المهرجان خـــارج قاعة الاحتفال، في محاولة منه للاعتذار.

فبعد استلامه جائزة لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية عن فيلمه «دبليو دبليو دبليو دوت غلغامش دوت 21»، هاجم المخرج العراقي طارق هاشم إدارة المهرجان ولجنة التحكيم بقوله إنه يتمنّى أن تكون عين المهرجان (الشعار) في المرّة المقبلة «أكثر ذكاءً». لكنه أقدم على خطوة مناقضة تماماً لهجومه المتعمّد هذا، بتقبيله مدير المهرجان مسعود أمرالله آل علي في صالة الاستقبال، بعد إدراكه أن هذه الجائزة تتضمّن مبلغاً مالياً مقداره 25 ألف درهم إماراتي (ما يُعادل 6950 دولاراً أميركياً) كما تردّد في سهرة الختام. على الرغم من هذا، وبعيداً عن الجوّ السخيف الذي أثاره المخرج العراقيّ، انتهت الدورة الأولى بحفلة عشاء التقى فيها ضيوف المهرجان المدعوون من دول خليجية وعربية وغربية متفرّقة، وشهدت احتفالاً جميلاً للفائزين المطالبين بالبحث الجاد عن الأدوات الإبداعية المختلفة القادرة على دفعهم إلى تطوير رغباتهم الصادقة في تحقيق أعمالهم البصرية المقبلة.

لم تكن الجوائز محصورة بالأفلام المشاركة في المسابقتين الرسميتين فقط، لأن إدارة المهرجان أفسحت مجالاً أمام الإماراتيين لتقديم مشاريعهم البصرية المكتوبة إلى «مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة». فقد قرأ الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل والإعلامي البحريني راشد حسن الجودر والفنان الإماراتي ناجي الحاي (أعضاء لجنة التحكيم الخاصّة بالسيناريو) عدداً من هذه المشاريع، واختاروا ثلاثة منها فقط تتكفّل إدارة المهرجان بتمويل إنجازها البصري، إذ جاء في النظام الداخلي للمهرجان أن قيمة الجوائز مخصّصة بكاملها بـ«إنتاج الأفلام في الإمارات، دعماً للحركة السينمائية في الدولة». أما المشاريع الفائزة، فهـــي: «المنـــسية» لإسماعيل عبد الله و«الديج» لعمر إبراهيم و«الغـــاوي» لعبدالله حسن أحمد ويوسف إبراهيم.

إلى ذلك، وزّعت لجنة التحكيم الخاصّة بمسابقتي أفلام الطلبة والمحترفين، المؤلّفة من المخرج المصري داود عبد السيّد رئيساً والباحث الإماراتيّ عبدالله حبيب والإعلامي والمخرج العراقي عرفان رشيد والناشطة السينمائية الفرنسية نادرة أردجون أعضاء، جوائزها (لم تُعلن القيمة المالية لكل واحدة منها، ولم تُقرأ حيثيات منح الجوائز بسبب كثرة هذه الأخيرة وضيق الوقت، خصوصاً أن ترجمة إنكليزية لحـــقت بالكلــمات العربية الملقاة في الحفلة) على النحو الـتالي:

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (جائزتان): الأولى لـ«أحلام» للعراقيّ محمد الدرادجي والثانية لـ«أربع بنات» للبحريني حسين عباس الحليبي. الأفلام الروائية القصيرة (3 جوائز): الأولى لـ«تنباك» للإماراتيّ عبدالله حسن أحمد والثانية لـ«بنت مريم» للإماراتيّ سعيد سالمين المرّي والثالثة لـ«بيلوه» للعُماني عامر الروّاس، بالإضافة إلى شهادتي تقدير مُنحت الأولى إلى نيفين ماضي عن دورها في «بنت مريم» وذهبت الثانية إلى المصوّر سمير كرم عن عمله في «تنباك». الأفلام الوثائقية (3 جوائز): الأولى لـ«عندما تكلّم الشعب، الجزء الثاني» للكويتي عامر الزهير، والثانية لـ«شيخ الجبل» للإماراتيّ ناصر اليعقوبي، والثالثة لـ«يوم في سجن الكاظمية للنساء» للعراقي عدي صلاح، بالإضافة إلى شهادتي تقدير: أولى لـ«ليالي هبوط الغجر» للعراقي هادي ماهود، والثانية لـ«المريد» للإماراتية نجوم الغانم. مسابقة أفلام الطلبة: جائزة لجنة التحكيم الخاصّة بالفيلم الروائي القصير نالها «البحر يطمي» للإماراتي حمد عبدالله صغران، وثلاث جوائز في فئة الروائيّ القصير: الأولى لـ«الواقعية أفضل» للعُمانيين ياسر وداود الكيومي والثانية لـ«تقويم شخصي» للعراقي بشير الماجد والثالثة لـ«أبيض وأبيض» للسعودي بدر الحمود. هناك أيضاً ثلاث جوائز في فئة الأفلام الوثائقية: الأولى لـ«الرحيل» للعراقيّ بهرام الزهيري والثانية لـ«مشروع أمل» للإماراتيتين عائشة محمد عبيد المهيري وأسماء أحمد، والثالثة لـ«شمعة لمقهى الشهبندر» للعراقي عماد علي، بالإضافة إلى شهادة تقدير نالها الإماراتيّ «تابو» لنوار الشامسي.

في بداية حفلة الختام، مُنحت المخرجة الإماراتية دبي عبدالله أبو الهول (11 عاماً) شهادة تقدير «موهبة واعدة» عن فيلم تحريك (دقيقتان) أنجزته كمخرجة بعنوان «قالاقوليا». وفي نهايتها، كُرِّم ثلاثة فنانين خليجيين هم الكويتيان عبد الحسين عبد الرضــا وسعد الفرج والإماراتيّ علي العبدول.

السفير اللبنانية في 21 أبريل 2008

 
 

مهرجان الخليج السينمائي

نجاح في احتضان الأبداع الفيلمي...

نظرة في  افق الدورات المقبلة

د.طاهر علوان/ خاص بـ"سينماتك"

مما لاشك فيه ان الحديث عن المهرجانات في العالم العربي يحتل مساحة من اهتمام السينمائيين ونقاد السينما فضلا عن الجمهور العادي . ولطالما كانت هنالك نظرة ترى في كثير من المهرجانات انها لاتتعدى تظاهرة احتفالية تقام هنا او هناك بالأخص عندما يتم تجييرها لصالح النظام او السلطة في هذا البلد او ذاك باعتبارها راعيا وممولا للمهرجان .

اما الحال في اطلاق مهرجان الخليج السينمائي فهو مختلف تمتما ، القصة مع هذا المهرجان انه اول مهرجان عربي اقليمي متخصص بأفلام منطقة الخليج العربي بسبب تناغمها في الثقافة وتقاربها الجغرافي ومزيد من العوامل المشتركة التي تجعل من مسألة التقارب بين سينمائيي هذه المنطقة حقيقة واقعة .

لقد شعرت بحماسة لهذا المهرجان منذ اطلاق فكرته الأولى فهو في فكرته يعد جريئا في تأسيسه لتقليد غير مسبوق عربيا والمسألة الأخرى هي ان اطلاق المهرجان واقامته لم تأخذ وقتا كافيا او طويلا حقا وربما دار في خلد المنظمين او غيرهم تساؤل واقعي حول حجم المشاركات ونوعها .

ولو نظرنا نظرة موضوعية الى العديد من المهرجانات العربية التي لكل منها اجندته واهدافه وانفتاحه على العالم وقارنا ذلك بمهرجان الخليج لوجدنا ان هذا المهرجان قد اكد هوية خالصة صافية تعكس اهتمامات ونواحي حياة شعوب هذه المنطقة كما انه رسم اطارا شاملا للواقع الثقافي والأنساني الذي يميزها .

فالحياة التي قدمتها الأفلام المشاركة وعكستها لم تكن الحياة النمطية التي تشاع عادة عن بلدان الخليج الثرية حيث ابراجها وعماراتها الشاهقة او من جهة اخرى حيث هنالك لكل منزل بئر نفط وقافلة من الجمال والحريم بحسب المنظور الأستشراقي المضلل المغرض والمفرط في المصادرة والتشويه المتعمد .

لقد قدم المهرجان صورة موازية لجوانب عدبدة من الحياة الأجتماعية والثقافية في هذه المنطقة متجاوزا كل تلك الكليشيهات التي عبأت الأذهان طويلا : كانت هنالك الحياة التقليدية للبحارة والصيادين  وهي الصورة التقليدية لكثير من بلدان الخليج حيث كفاح الأنسان من اجل الحياة قبيل عصر النفط .

وكن هنالك شباب طامحون للحياة يتنفسون حياة معاصرة ويبحثون لأنفسهم عن افق اكثر اتساعا .

كانت هنالك حياة وديعة ومسالمة تدب في ثنايا اكثر من بلد خليجي .

هذا اذا شئنا الحديث عن الأطار العام للمهرجان ، اما اذا انتقلنا الى ماهو فني ، فأن فكرة اجتياز  الألف ميل تبدأ من خطوة واحدة تصح على الأفلام المشاركة فللمرة الأولى يجد السينمائيون الخليجيون انفسهم يتبارون ويتنافسون مع زملاء لهم من ابناء منطقتهم الأقرب وهو ما منحهم ثقة كافية وانتماءا للمهرجان كونه اكثر قربا منهم ، وتاليا كان هنالك وعي بضرورة ان يقدم الجميع ماهو افضل في الدورات المقبلة انشاء الله مستفيدين من تجربة المهرجان من جهة ومن الأطلاع على افلام وتجارب الآخرين .

واجد من المهم القول ان هنالك دوافع متنامية ماانفكت تحرك السينمائيين في الخليج باتجاه صناعة و الفيلم وصار هنالك شعور عام يتنامى مفاده ان هذه البلدان وطاقاتها الشابة من السينمائيين الواعدين قادرون على صنع سينما جديدة وانتاج افلام تعكس بمصداقية وتوازن الحياة الأجتماعية للناس في هذه البلدان .

ولعل السؤال الذي يتبادر الى الذهن في ختام المهرجان وللتوصل الى المحصلة من المهرجان هو : هل تحتاج بلدان الخليج الى الميزانيات الضخمة لغرض انتاج افلام عظيمة وكبيرة تنافس بلدان العالم الأخرى وتتنافس في المهرجانات الدولية ؟ والجواب على ذلك ، ان السينما الناشئة في العديد من بلدان الخليج تتطلب حقا دعما مؤسساتيا وتشجيعا حقيقيا ولكن ذلك لايعني مطلقا ان البديل هو التمويل الضخم ، من منطلق واقعي ان هذه السينما الناشئة ماانفك مبدعوها يجربون انفسهم ويقدمون اعمالهم التسجيلية والقصيرة وهي اعمال قليلة التكلفة وبلا متطلبات انتاجية كبيرة بمعنى ان امكانية انتاج مزيد ومزيد من هذه الأفلام قائم ومتحقق من منطلق امكانية الدعم الذي سيؤدي الى بث الحياة في مفاصل الحياة السينمائية في هذه البلدان من جهة ويعزز الثقة في المستقبل حيث يمكن عندها ان تنضج الكوادر السينمائية وتصبح مؤهلة كي تحتل دورها في الأنتاج الأكثر تكلفة .

من هنا ارى ان على دول الخليج ان كانت تطمح الى النهوض بهذا القطاع  ان تعزز من دور وفاعلية هذا الجيل الشاب الواعد من السينمائيين وأرى في السينما في الأمارات تجربة جيدة من خلال الأنطلاقة الناجحة لتجربة ( افلام من الأمارات ) التي قدمت العديد من صانعي الفيلم الشباب مثل :  نواف الجناحي وهاني الشيباني وعبد الله حسن احمد وخالد المحمود  وغيرهم ..    

وتبع ذلك ماشهدناه في المهرجان من منح جوائز لكتاب السيناريو لغرض انجاز افلام مأخوذة او معدة عن سيناريوهاتهم وهي تجربة جيدة فضلا عن توفر الدعم الحكومي المباشر لأنتاج الأفلام من خلال المنح التي تقدمها بعض مؤسسات الحكومة .

ومن جهة اخرى اجد ان بلدان الخليج مطالبة بصفة عامة ايلاء الأنتاج الفلمي اهمية اكبر دعما ورعاية وتمويلا وتسويقا وان يكون مهرجان الخليج في السمتقبل المنظور سوقا للفيلم الخليجي يتيح للسينمائيين الخليجيين تسويق اعمالهم واظن هذه الخطوة مهمة لترسيخ هذا المهرجان وتعميق هويته واهدافه فضلا عن المطالبة بترسيخ فكرة تمويل الأفلام من خلال مسابقة سيناريو الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية وتحويلها الى مسابقة خليجية وليس اماراتية فحسب وبشكل يتيح لكتاب سيناريو هذه الأفلام او المتقدمين بها ان ينتجوا افلاما من خلال جوائز المهرجان المالية والمنح التي تقدمها الشركات او المؤسسات الخليجية .

ان ترسيخ دور الجهات الراعية والمانحة في صناعة الفيلم هي عنصر اضافي يدفع باتجاه مزيد من المنجز الأبداعي المقبل .

وبموازاة ذلك لابد من تأكيد وتعميق الحوار الخليجي – الخليجي بين صانعي الفيلم في هذه البلدان لأيجاد سبل  التعاون وتاليا الأنتاج المشترك وتبادل الخبرات .

وعلى هذا ارى من المهم ان يشتمل المهرجان في دوراته المقبلة انشاء الله على ورش عمل صغيرة على هامش المهرجان ، واتفق مع من يقول ان لاجدوى من جلسات النقاش المفضي للأختلاف التي درجنا عليها ، لكنني لست ارى ذلك سببا كافيا لعدم التفكير في ورش العمل المتخصصة وايجاد محاور للنقاس في صيغة اوراق عمل تشتمل علي ايجاد سبل الأنتاج المشترك الخليجي .

وفي المقابل سيكون مفيدا ان ينظم  المهرجان ايضا سوقا للسيناريو او بنكا للأفكار الفيلمية بمعنى ان يتيح الفرصة لأي كاتب سيناريو خليجي ان يقدم او يعرف بالسيناريو الذي كتبه من اجل ايجاد مصدر للتمويل او الأتفاق على الأنتاج .

وذلك يعني بالنسبة لي ان يكون المهرجان خليجيا خالصا تستبعد فيه الأفلام الأجنبية حتى ولو كانت خارج المسابقة لأنها يمكن ان تعرض وتشاهد في مهرجانات عربية اخرى ليست هويتها واهدافها واستراتيجيتها لا كما هو مهرجان الخليج  في خصوصيته وأهداف وذلك عنصر لتميزه واختلافه عن سائر المهرجانات الأخرى التي تتيح عرض الأفلام من جميع ارجاء العالم .

من هنا ارى ان فكرة المهرجان واهدافه ستترسخ قدما فيما لو تم تحويل المهرجان من اطاره المتخصص بعروض الأفلام ومنح الجوائز فقط الى تحوله الى ورش عمل مصاحبة للعروض والمسابقة تتيح الترويج للفيلم الخليجي كما تفتح امام السينمائيين الخليجيين آفاقا واسعة للعمل المستقبلي من خلال العثور على مصادر التمويل والترويج والتسويق ذلك اني ارى في هذا المهرجان الأقليمي الجديد ارضا خصبة لمزيد من الأبداع الخليجي لاسيما وأن منظمي الدورة الأولى قد سجلوا نجاحا تنظيميا وأداريا ملحوظا على جميع المستويات وترسخت فكرتهم ومشروعهم الجرئ في تنظيم مهرجان الخليج وهو مايحسب للسيدين عبد الحميد جمعة ومسعود آل علي ومساعديهم من سينمائيين وفنيين واداريين رغم ضيق الوقت للتحضير للمهرجان .

سينماتك في 23 أبريل 2008

 
 

التسابق المالي بين دبي وأبو ظبي على المهرجانات السينمائية

هل تجوز مهرجانات بدون سينما وسينما بدون حرية

نديم جرجورة

لم تعد المسألة اهتماماً إماراتياً بالنتاج البصريّ فقط، لأن جزءاً منها مرتبطٌ بتنافس لا يمتّ بصلة الى الرغبة الرسمية والمجتمعية في دعم صناعة الصورة الإماراتية والخليجية. لم تعد مغامرة جميلة لاختراق الحاجز النفسي المتمثّل بسطوة التقاليد المحافظة في الدول الخليجية فقط، لأن جانباً أساسياً منها مختصٌ باللعبة المالية البحتة (ميزانيات ضخمة من أجل لا شيء تقريباً) على حساب الفن الإبداعي والثقافة البصرية. ذلك أن صراعاً حقيقياً قائمٌ بين إماراتيّ دبي وأبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدّة منذ العام الفائت تحديداً، اتّخذ من النتاجات البصرية المحلية (الإماراتية) والإقليمية (الخليجية والعربية) أداة تنافس حادّ يلعب المال الوفير دوراً سلبياً فيها.

استثناء

هناك استثناء اسمه «مسابقة أفلام من الإمارات»، التي أسّسها مسعود أمر الله آل علي في مطلع الألفية الجديدة بهدف تشجيع المواهب الإماراتية الشابّة المتحمّسة للنتاج البصري على تحقيق أفلام متفرّقة وعلى تحسين شروط العمل الإنتاجي وعلى تطوير ثقافة سينمائية في المجتمع الإماراتي، فنجح في ترسيخ مفهوم إماراتي عصريّ في العلاقة الفنية والثقافية بالنتاج البصريّ. وذلك قبل تبوئه منصباً رفيعاً في إدارة «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، محاولاً من خلاله إكمال مشروعه السينمائي الإماراتي والخليجي، إثر إفساحه مجالاً واسعاً أمام نتاجات بصرية خليجية في «مسابقة أفلام من الإمارات» في دوراتها الأخيرة. وبعد تفرّغه للمهرجان الدولي هذا، من دون تخلّيه عن أحد أحلامه الأثيرة (تأسيس صناعة بصرية إماراتية منفتحة على أفق التواصل الإبداعي مع محيطها الخليجي وامتداداتها العربية والتأثيرات الغربية الممكنة)، ساعياً إلى إيجاد وسائل دعم وتشجيع مختلفة للصناعة المحلية أولاً والخليجية ثانياً في قلب «مهرجان دبي»؛ وبعد أعوام عدّة من النقاش المفتوح على الاحتمالات الثقافية والفنية والمالية والاجتماعية التي يُفترض بها أن تؤدّي إلى إنشاء حيّز سينمائي ما لصناعة صورة خليجية قابلة لأن تتحوّل إلى «صناعة سينمائية»؛ أطلق مسعود أمر الله آل علي دورة أولى لمهرجان سينمائي جديد في دبي حمل اسم «مهرجان الخليج السينمائي»، غداة البدء بمشروع آخر في أبو ظبي حمل اسم «مهرجان سينما الشرق الأوسط»، الذي لم يكن بديلاً من «مسابقة أفلام من الإمارات» بل إلغاء كلّياً لها، بالاعتماد على ميزانية ضخمة لا تتلاءم وواقع الحال البصري في تلك البقعة الجغرافية من العالم العربي، التي تُدعى «الشرق الأوسط».

في «مسابقة أفلام من الإمارات»، وجد شباب إماراتيون فسحة أمل لهم تمنحهم دعماً معنوياً (على الأقلّ) للتعبير البصريّ المنفتح على الأسئلة الفنية والثقافية كلّها. وفي «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، التقى النتاج الإماراتيّ المتواضع بعدد كبير من الأفلام العربية والغربية والآسيوية المتفرّقة، محاولاً أن يعثر في التواصل الإبداعي هذا، مزيداً من الانفتاح والوعي والنقاش. في حين أن «مهرجان الخليج السينمائي» يسعى إلى استكمال هذه المهمّة، بالإضافة إلى جعله نافذة إبداعية للنتاج البصري الخليجي حصراً، وللتفاعل الإقليمي بين أنماط حياتية متشابهة في عناوينها العامّة، ومتميّزة بآلياتها المختلفة في معالجة المواضيع الإنسانية الخاصّة بها وتحليلها ومعاينتها. غير أن إدارة هذا المهرجان المؤسَّس حديثاً نقلت المسابقة الإماراتية من «دبي» إلى «الخليج» من خلال «مسابقة السيناريو»، معتبرة إياه «مكانها الأفضل والأمثل» لأن جائزتها تُمنح لتنفيذ السيناريوهات الفائزة، ما يعني ضرورة أن يتمّ الإشراف على تنفيذ الأفلام ومتابعتها «على أرض الواقع». من هنا، طلب رئيس مهرجاني دبي والخليج عبد الحميد جمعة متابعة ثمار المسابقة الإماراتية في الأعوام القليلة المقبلة حتّى «نتعلّم من السلبيات والإيجابيات، وندرس مدى إمكان أن تعمّ المسابقة بقية دول الخليج»، قبل إطلاق الأحكام النقدية والعامّة. في هذه المهرجانات الثلاثة، برز مسعود أمر الله آل عليّ عاملاً على توحيد الجهود والتوجّهات في إطار سينمائي بحت، مدركاً في الوقت نفسه صعوبة هذه المهمّة في دول الخليج التي اعتبرها «نامية وناشئة»، مشيراً إلى أنها «في المجالات كلّها تحتاج إلى أشواط طويلة من العمل للوصول إلى شكل مكتمل للعمل الاحترافي»، ومعتبراً أن السينما «أحد تلك المجالات التي لم يزل الخليج يخطو خطواته الأولى تجاهها»، من دون أن يتغاضى عن أن هذه السينما، التي «انطلقت قبل أكثر من مئة سنة، كانت غائبة بشكل كبير عن المجتمع الخليجي»، مضيفاً أنه «لا بُدّ من خلق فرص لبعث هذه الحركة وتحريكها» للّحاق بـ«الحركة السينمائية العالمية» («الشرق الأوسط»، 200844).

تنافس ملتبس

على الرغم من هذا كلّه، لم يكن التنافس المذكور أعلاه طبيعياً في دولة خليجية كالإمارات العربية المتحدّة تميّزت، في الأعوام الفائتة، بقدرة هائلة على استثمار الأموال الطائلة في شتّى الميادين، وعلى تحويل بقاع جغرافية شاسعة إلى بؤر حياتية محتاجة إلى نقاش نقدي يطال العمران المديني والثقافة الهندسية والمعمارية وأنماط العيش والسلوك اليومي، بالإضافة إلى مسائل الهوية والانتماء. ذلك أن أطرافاً إماراتيين عديدين لا يأبهون بالفن البصريّ المحليّ والإقليميّ، ولا يرغبون في جعل المهرجانات أدوات تعبير وتطوير للصناعتين البصريتين الإماراتية والخليجية، بدليل هذا التوق العبثي إلى تأسيس مهرجانات كيفما اتفق، بالارتكاز على المال فقط. رُصِدت ميزانيتان ضخمتان لمهرجاني «دبي» و«الشرق الأوسط». لكن، إذا تميّز الأول باهتمام لافت للانتباه بالنتاج الإماراتيّ تحديداً، وسعى إلى استكمال المشروع الثقافي لتطوير أدوات التعبير البصري المحليّ، من دون أن يتخلّى عن بعض البهرجة الاستعراضية والإعلامية؛ فإن الثاني وقع في الارتباك والتسرّع وعدم وضوح الرؤية العامة في الثقافة والفنون. والأخطر من هذا كلّه أن إلغاءً تاماً حصل لـ«مسابقة أفلام من الإمارات» سعت إلى إثارة نقاش حيوي حول كيفية تأسيس نتاج بصري إماراتيّ. ميزانيتان تتنافسان على استقطاب أفلام ودعوة شخصيات سينمائية عالمية ونجوم مصريين وعرب، وتوفير أفضل إقامة مريحة للمدعوين من هنا وهناك، بدلاً من أن يُصرف جزءٌ قليلٌ منها على الأقلّ على إنتاج مشاريع محلية وخليجية، وعلى تأمين سبل توزيعها في الداخل والخارج على حدّ سواء، وإن عمل المهرجان الأول (دبي) على تأمين شيء من الدعم المطلوب للنتاج الإماراتيّ، بينما أفرد «مهرجان الخليج السينمائي» حيّزاً واضحاً له.

غير أن التنافس ليس محصوراً بمهرجانين يُقامان في إمارتين اثنتين فقط، إذ إنه انسحب على نمط فني آخر، اتّخذ من الوثائقيّ ركيزة له: فبعد أسابيع قليلة على إعلان «شركة أناسي للإنتاج الإعلامي» إطلاق مسابقة خاصّة بإنتاج الأفلام الوثائقية بعنوان «وثّق إبداعك.. الوطن إلهامك»، رُصِد له مبلغ مليون وخمسين ألف درهم إماراتيّ؛ أُعلنت مبادرة للأفلام الوثائقية أثناء الدورة الأولى لـ«مهرجان الخليج السينمائي» بهدف «تقريب وجهات النظر بين العالم العربي وإيران والولايات المتحدّة الأميركية، من خلال الفهم الصحيح لواقع المنطقة العربية وتبادل الأفكار والآراء بين الشعوب العربية والغربية». أعلن مبتكرو المسابقة الوثائقية الأولى عن رغبة في «دعم الشباب وتشجيعهم على صناعة الأفلام الوثائقية، والارتقاء بالمستوى الثقافي والفني والإبداعي»، بينما اعتبر مسؤولو «أول مبادرة للأفلام الوثائقية» (كما جاء في التعريف الإعلانيّ عنها) أن الأفلام الوثائقية قادرة على تحقيق التغيير في حياة الناس. لكن التعاطي الخليجي مع النمط الوثائقي، كما أكّدت التجربة السابقة، لم يفصل بين العمل السينمائي الوثائقي الفني والأسلوب التلفزيوني في تحقيق ريبورتاجات خاصّة بالشاشة الصغيرة لا تحمل أدنى مخيّلة إبداعية، في حين أن النتاج الوثائقي الآنيّ، الذي يصنعه سينمائيون عرب وأجانب، بلغ مرتبة مهمّة في ابتكار شكل مغاير للمألوف في صناعة هذا النوع السينمائي. لذا، فإن قلقاً ينتاب المهتمّ بالصناعة البصرية إزاء هذا الغليان الإماراتيّ المنصبّ على النتاج الوثائقي، والمدعوم بميزانيات كبيرة، والمحصّن بخضوعه لأقطاب في السلطة الملكية الحاكمة (كما يحصل في عدد من الدول العربية ذات الحكم الملكي أيضاً).

توحي التظاهرات الوثائقية الجديدة هذه بأنها تنطلق من حرص على دعم الجيل الشاب في التعبير والقول، وعلى تأمين مستلزمات هذا التعبير الفني. توحي بأنها تسعى إلى ردم الهوّة الحضارية والثقافية والإنسانية بين العالم العربي والغرب وإيران، مؤمِّنة لهذا المسعى ميزانيات ضخمة، من دون وضع آليات جدّية وثابتة ومتلائمة والواقع المحليّ والانفتاح على المحيط العربي والتواصل مع الغرب لإنتاج هذه الأعمال، ومن دون التنبّه إلى مدى حجم القدرات الفكرية والجمالية والثقافية لهؤلاء الشباب، وبعضهم يتوق إلى العمل الفني في صناعة الصورة بحماسة شديدة لتطوير لغته وأداوته وثقافته. فالميزانيات المرصودة لهذا النوع من التظاهرات تدفع المرء إلى التساؤل عن سبب ارتفاع قيمتها المالية إلى هذا الحدّ المثير للدهشة أحياناً، قياساً بمضمونها الفني والثقافي (!)، بينما تختفي من المجتمع الإماراتيّ مثلاً سياسة ثقافية وأكاديمية وميدانية متكاملة وواضحة خاصّة بالإنتاج السينمائيّ، من دون تناسي بروز عدد من الشباب الإماراتيين (والخليجيين أيضاً) المتحمّسين بشغف حقيقي للعمل البصري. في الإطار نفسه، يستمرّ «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في دعم مواهب إماراتية شابّة متحمّسة وجادّة بشكل متواضع، تماماً كما فعل «مهرجان الخليج السينمائيّ» بإيجاد مساحة خاصّة بالمشاريع الإماراتية، مخصّصاً لها مسابقة سيناريوهات قصيرة لشباب إماراتيين، ومؤمّناً للفائزين الثلاثة بها ميزانيات تسمح لهم بإخراجها أفلاماً قصيرة. أما «مسابقة الأفلام الوثائقية» و«مبادرة للأفلام الوثائقية» فلا تزالان في بداية الطريق الطويلة والصعبة، ما يعني استحالة قراءة تجربتهما قبل إنجاز الخطوة الأولى (تُقام المسابقة يومي 24 و25 أيار المقبل، وتُنَظَّم المبادرة بين 3 و7 تموز المقبل) لتبيان مدى جدّيتهما في الدعم الحقيقي المتحرّر من اللغة الاستعراضية أو الإعلانية أو الدعائية، على الرغم من أن تشابهاً ما يجمعهما على مستوى الخطابية العامّة العالية النبرة أحياناً، التي يُمكن أن تؤدّي إلى نقيض المطلوب والمُعلَن.

إذاً، أطلقت «هيئة دبي للثقافة والفنون» مهرجاناً سينمائياً جديداً، مرتبطاً بصناعة الصورة البصرية في بقعة جغرافية ممتدّة على مساحة دول الخليج العربي، بالإضافة إلى دولتي العراق واليمن، في محاولة إضافية لتزويد «صانعي الأفلام في المنطقة بمنصّة مثلى لعرض أعمالهم وإبداعاتهم أمام جمهور عالمي واسع»، كما قال رئيس الهيئة الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، مضيفاً أن إمارة دبي نجحت «في زمن قياسي في أن تتحوّل إلى مركز عالمي بارز لصناعة السينما، وذلك من خلال مبادرات رائدة مثل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» و«مدينة دبي للاستديوهات» (...)»، معتبراً أن «مهرجان الخليج السينمائي» يُشكّل اليوم «خطوة مهمّة أخرى نحو تشجيع المواهب السينمائية الخليجية ورعايتها ومساعدتها في مواصلة عطاءاتها وإبداعاتها». من جهته، قال عبد الحميد جمعة إن السؤال المطروح حالياً هو «هل هناك سينما خليجية ليكون لها مهرجان»، معتبراً أن الموضوع القديم نفسه لا يزال قائماً: «هل يُمكن أن يكون هناك مهرجان في بلد لا تقوم فيه صناعة سينمائية، في منطقة الخليج»، مؤكّداً أن الجواب هذه المرّة مختلفٌ، لأن «هناك مرحلة يُمكن تسميتها بـ«منتصف الطريق» بين سينما ومحاولات، ستتبلور في خلال عامين أو ثلاثة أعوام، وسيُفاجئنا هؤلاء الشباب بسينما لم نكن نعرفها». أضاف أن المهرجان الجديد هذا «قائمٌ على خطّة وهدف واستراتيجية»، مشيراً إلى أنه يُكمل أحداثاً سينمائية سابقة في الإمارات: «مسابقة أفلام من الإمارات» و«مهرجان دبي السينمائي الدولي» و«مهرجان الشرق الأوسط في أبو ظبي»، كما أنه مكمِّل «لمحاولات ناجحة لشباب إماراتيين وخليجيين في صناعة الأفلام» («البيان» الإماراتية الصادرة في دبي، 2008413).

مصداقية

لم يكن الموقف مفاجئاً: أن يُصفِّق الحضور الإماراتي والخليجي طويلاً لمسعود أمر الله آل علي، عند اعتلائه خشبة «مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون» ليلة افتتاح الدورة الأولى لـ«مهرجان الخليج السينمائي» مساء الثالث عشر من نيسان الجاري. ذلك أن له شعبية إماراتية وخليجية لا يطالها شكّ، لقدرته على تأسيس مصداقية حقيقية في المشهد الفني الخليجي، وللعبه دوراً مهماً في التشجيع الفعلي للمواهب الإماراتية والخليجية الشابّة، ولنجاحه في تأمين حيّز عربي وغربي لأعمال بصرية إماراتية وخليجية عدّة في محافل سينمائية متفرّقة. وعلى الرغم من «تورّطه» في دهاليز المهرجانات، التي تتطلّب جهوداً جسدية وفكرية وعقلية كبيرة في دول لا تزال تعتبر السينما عيباً أو خروجاً على التقاليد الاجتماعية أو ترفاً يُلهي الشباب عن أولويات العيش، في مقابل حماسة شبابية لافتة للانتباه في مجال العمل الدؤوب في المجال الفني هذا، إلاّ أن مسعود أمر الله آل علي وجد في هذا العالم شيئاً كبيراً من ذاته، هو السينمائيّ الذي علّق مشروعاً وثائقياً له بدأه منذ عامين ولم يستطع إنهاءه لغاية اليوم لأنه لم يجد الوقت المناسب بعد: «فكرة إقامة مهرجان سينمائي للخليجيين كانت حلم السينمائيين الخليجيين منذ خمسة عشر عاماً. جاء ذلك في لقاء خاصّ بالسينمائيين الخليجيين في عام 1994 في الشارقة، نتج منه إنشاء جمعية السينمائيين الخليجيين التي كانت إحدى توصياتها قيام مهرجان خليجي. إلاّ أنه لم يحدث أي شيء من ذلك بعد اللقاء. كيف يُمكن أن يكون وضع السينما حالياً لو تمّ ذلك المهرجان على أرض الواقع في ذلك الوقت؟ بكل تأكيد سيكون وضعها متقدّماً أكثر بكثير مما هي عليه الآن. إلاّ أن هذا الحلم تحقّق (الآن) في مهرجان الخليج» («الشرق الأوسط»، 200844).

لكن، لا يُمكن التعاطي مع الأعمال الخليجية المشاركة في الدورة الأولى لهذا المهرجان، بالطريقة نفسها التي يتمّ التعاطي بها مع الأفلام العربية والغربية. لا يُمكن اعتماد المقاييس النقدية نفسها، ولا يُمكن مناقشتها بمفاهيم العصر الحديث، وإن اعتبر البعض أن التطوّر المذهل في عالم انتشار المعلومات كفيلٌ بمنح الخليجيين شيئاً مهمّاً من الوعي الثقافي والفني والجمالي. فالتجربة الخليجية لا تزال وليدة اللحظة، في ظلّ غياب شبه مطلق للبنى الإنتاجية وللطقوس السينمائية وللحريات الفردية والعامّة التي تمنح النصّ الفني، إلى الدورين المهمّين للتقنية والمخيّلة، لغة إبداعية تميّزه بسماته الخاصّة وتدفعه إلى الخروج من محليته الضيّقة إلى أفق التواصل مع الآخر. والمحاولات الفردية الخليجية لبناء مشهد فني بصريّ يكون الركيزة المطلوبة والثابتة لتشييد العمارة السينمائية لا تزال مرتبكة في التعبير والقول المتعلّقين بثقافة محلية يُفترض بها أن تكون منفتحة وعصرية، وهذه الأخيرة ليست بالمعنى الإماراتي بحسب نموذج دبي، خصوصاً بالنسبة إلى العمارة المتماهية بحداثة غريبة عن البيئة المحلية والاستثمارات الاقتصادية المسقطة من عل بدلاً من أن ترتفع من أرض الواقع.

إن الحدث البصري الخليجي جديرٌ بمتابعة هادئة وصارمة في آن واحد، على الرغم من أن آراء نقدية عربية عدّة رأت أن هناك استحالة واضحة لتأسيس صناعة سينمائية في دول تفتقر إلى حدّ أدنى من الحريات الاجتماعية والثقافية ومن الحركة النقدية العامّة التي تطال شؤون العيش ويومياته في مجتمعات بعضها منغلق إلى حدود قاتلة (المملكة العربية السعودية) وبعضها الآخر ضائعٌ بين انفتاح تفرضه الاستثمارات الاقتصادية والمالية الضخمة (الإمارات العربية المتحدّة) وتفتّح سياسي وثقافي ما (الكويت والبحرين). غير أن النقاش النقدي عاجزٌ عن حسم الأمور: هل تستطيع دول الخليج أن تطلق ورشة عمل جذرية لصناعة بصرية لن تتحوّل يوماً إلى صناعة سينمائية متكاملة، أم إن التجارب الحالية والمستقبلية لن تخرج من المبادرة الفردية؟ هل تلعب السلطات الخليجية الحاكمة دوراً في دعم الشباب المتحمّسين لإنجاز أفلام بصرية متفرّقة، أم إنها تقف سدّاً منيعاً أمام الانطلاقة المطلوبة، فيتأكّد المرء عندها من أن «الغليان البصري الآنيّ» مجرّد فورة عابرة؟ إن ما يُشاهده المرء من أعمال بصرية خليجية تجعله يشكّ في خروجها من الإطار الفردي البحت، أو من سطوة النظام الاجتماعي والسياسي والثقافي المتحكّم بشؤون العيش، وإن تضمّنت هذه المحاولات الفردية نواة حقيقية ومصداقية واضحة في التعاطي البصري مع الشؤون العامّة والخاصّة. لذا، يُفترض بمن يرغب في مناقشة المشهد البصري الخليجي أن يعتمد الهدوء والصرامة في آن واحد: فالهدوء نابعٌ من كون هذا النتاج هشّاَ، لأنه في بداية طريق طويلة وصعبة وقاسية. والصرامة مطلوبة لمواكبة نقدية أفضل تساهم في إثراء النقاش الفني بحثاً عن مفردات تطوير لغة التعبير البصري.

بالنسبة إلى غالبية الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية مثلاً، بدا جلياً أن اختيار المادة الدرامية نابعٌ من البحث في الشأن المحليّ، في مقابل هشاشة المعالجة الدرامية المرتكزة غالباً على النفس التلفزيوني، ما يدفع إلى القول إن تكثيف إنجاز الأفلام القصيرة أفضل سبيل إلى التمرين الميداني في مجال صناعة الصورة، خصوصاً إذا برزت موهبة فعلية ورغبة في احتراف المهنة. والنفس التلفزيوني حاضرٌ أيضاً في أفلام وثائقية عدّة، فشل صانعوها بتحريرها من تقنية الريبورتاج، إذ بدت معالجة المادة المستخدمة، على نقيض المادة نفسها المستلّة من وقائع حياتية يعانيها مواطنو تلك الدول (المجازر في العراق، مأزق الهوية والانتماء بعد جريمة الحادي عشر من أيلول بالنسبة إلى السعوديين، السعي إلى الريف الإماراتي بديلاً من حداثة مدينية صادمة أو هروباً منها، المخدرات، إلخ.)، هشّة ومرتبكة وتائهة بين حساسية واضحة في الاختيار وعجز عن ابتكار أشكال بصرية جدّية تتلاءم والمواضيع المختارة.

(دبي)

السفير اللبنانية في 25 أبريل 2008

 
 

عمال إنسانية واجتماعية بمستويات فنية متفاوتة.. والعراق يتألق

روح فتية وتنظيم عالي المستوى في مهرجان الخليج السينمائي الأول

محمد الظاهري

اختتمت ليلة الجمعة الفائتة فعاليات مهرجان الخليج السينمائي الأول، الذي تقيمه هيئة دبي للثقافة والفنون، ويرأسه رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبد الحميد جمعة، ويديره أيضا مدير مهرجان دبي مسعود أمر الله. وقد ظهر المهرجان بروح فتية وتنظيم عالي المستوى، بعيدا في ذات الوقت عن صخب شقيقه الأكبر مهرجان دبي السينمائي. ساد المهرجان طابع حميمي دافئ عززه التقارب الاجتماعي والثقافي والسينمائي والعمري بين شريحة واسعة من المشاركين. وعلى الرغم من أن المهرجان لم يكن، تاريخيا، الأول بين المسابقات السينمائية الخليجية الفتية، إلا أن الرهان بأن يمثل هذا المهرجان نقلة نوعية من بين كل التجارب السابقة قد تحقق بالفعل. فالتقسيم المتوازن للأفلام المعروضة داخل المسابقة ومعقولية عددها وجدولة عرضها أكثر من مرة في أوقات مختلفة أعطى فرصة لحضور مقبول لكافة العروض، كما أعطى فسحة جيدة لمشاهدة بقية الأفلام المعروضة خارج المسابقة وعلى هامشها، التي تنوعت ما بين أفلام قصيرة وطويلة، أوروبية وآسيوية وعربية. وجاء وجود مقر المهرجان بجانب «مول الإمارات»، الذي يعد احد اكبر أسواق المنطقة، حافزا لبعض المتسوقين والعامة من كافة الجنسيات لحضور بعض تلك العروض وإطلاعهم على أشكال سينمائية أخرى وتجارب سينمائية خليجية طموحة غير السينما العالمية التقليدية المعروضة في الصالات التجارية والمجاورة تماما لمقر المهرجان. ليس خافيا على أي متابع لمهرجان الخليج السينمائي في هذه الدورة المستوى الفني المتواضع للأفلام الخليجية المعروضة ضمن المسابقة وخارجها، فباستثناء عدد محدود من الأفلام الجيدة، عانت بقية الأعمال المعروضة من هشاشة واضحة وجلية، ابتداء من سطحية أفكار عدد كبير منها ومن ثم معالجتها معالجة رديئة ومشتتة، تنم عن رؤية ضحلة لأبسط الانفعالات النفسية التي ترافق شخصيات حكاياتها، ومن ثم الرداءة في جودة الصنعة الفنية والتقنية ذاتها. ونحن لا نقصد هنا الإمكانيات التقنية المتواضعة، فهذا الشيء متوقع في ظل غياب مؤسسات متخصصة تقوم بدعم الإنتاج السينمائي، وإنما أتحدث هنا عن تركيب الصورة ولغتها السينمائية بحد ذاتها، والخلط بين مستويات صورية، من دون وعي بأهمية كل مستوى ودلالته، والمراوحة بين استخدام اللقطات بكل أبعادها الغائرة في العمق والبالغة في السطحية بعبثية غير مبررة، هذا بالإضافة إلى الاستخدام الفج والمتكرر لتقنية التقريب «الزوم»، التي يفترض اللجوء لها في حالات محدودة تفرضها اللقطة السينمائية، عدا ذلك فإن المشاهد سيفقد وحدويته مع الصورة وسيلقى به دائما خارج إطار الصورة. إن مستوى الصورة السينمائية بصورة عامة لا يزال عند تلك النقطة التي توقف عندها قبل عدة سنوات. وهذا يندرج على إنتاج جميع دول الخليج، من دون أي استثناء. وعلى كل حال فإنه وللإنصاف أيضا من الناحية الأخرى، لا بد من الإشارة إلى أن أفلام المهرجان شهدت نقلة بارزة وجديرة بالاهتمام على مستوى النوعية التي تتمتع بها تلك الأفلام. فللمرة الأولى نشاهد كمية كبيرة من الأفلام التي تتعرض لموضوعات تسترعي اهتمام المشاهد وتحكي بعضا من همومه ومشكلاته. إنها المرة الأولى التي نشاهد فيها روح الشباب بكل جرأتها وثورتها تتمثل في أعمال فنية مثيرة للاهتمام. ففي مجتمع سينمائي لا يتجاوز متوسط أعمار صناعه العقد الثالث من العمر، استطاع الشاب الخليجي النزول عن محاولات التطبع بروح الحكمة وسبر أغوار النفس البشرية والنحت في أسطورة التاريخ والمجتمعات، لاسيما ان الكثير منهم يفتقد كثيرا الى تلك النظرة الغارقة في التأمل التي يفترض أن تبنيها تجربة معيشية طويلة وصراع مديد مع الزمن. وهذا هو سر النضج في الرؤية الذي كنا ننتظره منذ عدة سنوات. ولقد استرعت تلك الأفلام الجزئية انتباه المشاهدين، على الرغم من تواضع صورتها، فالموضوع الجيد مثير للاهتمام حتى ولو كان بسيطا أو متواضعا أو يعاني من مشاكل فنية وتركيبية كبيرة. وأنا أشير هنا الى بعض الأعمال الكويتية المتميزة، كما هي تجارب الشابين مقداد الكوت ومساعد خالد في أفلامهما، الأربعة المشاركة في المسابقة الرسمية «مفارقات» «مساعد في الشاشة: ثلاث لقطات ونصف» و «تعبان» و«إصرار». فعلى ما في أعمالهما من سرعة في التنفيذ واقتباسهما لكليشات معروفة وغلبة الصورة التلفزيونية، إلا أن أعمالهما كانت مفعمة بروح متمردة وساخرة على التقاليد بكافة أنواعها، التقاليد الاجتماعية والثقافية والطقوسية، وحتى تقاليد الصورة السينمائية ذاتها، مما ينبئ عن موهبة فريدة سيكون لها شأن في المستقبل القريب. ومن الكويت أيضا جاء فيلم «شرق» لمخرجه الأميركي اريك ساندوفال، الذي جاء بأنفاس كويتية خالصة وأداء متميز من كافة ممثلين رغم حداثة سنهم. أما الأعمال البحرينية فهي الأخرى شهدت تطورا ملحوظا عما كانت عليه في السنوات الفائتة، ولا شك في أن دخول أسماء لها باع طويل في السينما كثقافة وصنعة، مثل أمين صالح وحسن حداد كان له اثر واضح في ذلك التقدم. فمن فيلم «غياب» لمخرجه محمد بوعلي، الذي أتى بشاعرية عذبة وبسيطة وغير متكلف،، إلى فيلم «عشاء» لحسين الرفاعي، الذي استطاع أن يرتفع بالفيلم من قصة تقليدية إلى صراع نفسي، أشعلته قسوة صمت هائلة حكمت بها عائلة على ابنة لها كانت ضحية مجتمع فاسد. لقد كان لاستخدامه لصورة وإضاءة سطحية حادة وتلفزيونية الطابع، اثر بالغ في تأجيج ذلك الجفاف الشعوري المؤلم. وكان عن جدارة احد أفضل أفلام المشاركة، ولو انه خرج خالي الوفاض. على النقيض من ذلك جاءت الأفلام السعودية من دون المستوى المأمول، وظهرت أعمالها الأضعف بين الأعمال المشاركة من حيث تقنيات الصوت والصورة، باستثناء فيلم «مطر» لمخرجه عبد الله آل عياف، الذي تتقدم إمكانياته الفنية مع كل فيلم يقوم بإخراجه، والآخر هو الوثائقي «سعوديون في أمريكا» لمخرجه فهمي فرحات، الذي يحاول في فيلمه أن يساهم في تغيير بعض المفاهيم المغلوطة في نظر المجتمع الأميركي حول المجتمع السعودي، من خلال عائلة سعودية مقيمة في أميركا. أما فيلم «ما وراء الرمال» لمخرجته نور الدباغ وفي تجربتها الإخراجية الأولى، فهو يدور أيضا في ذات الموضوع إلا انه كان رسميا إلى حد أفقد الفيلم مصداقيته، كما انه لم يعبر بصور واضحة ومن خلال تقاطيعه وانتقالاته ولقاءاته عن رؤية واضحة تود مخرجته إرسالها للمشاهد.أقدمت إدارة مهرجان الخليج في دورتها الأولى على خطوة إيجابية بإدراجها لدولة العراق، من بين الدول التي يمكن لها المشاركة في المسابقة، ففضلا عن التقارب الثقافي والاجتماعي والبيئي بينها وبين بقية دول الخليج، فالعراق له ارث سينمائي متقدم في صناعة السينما يفوق أي دولة خليجية أخرى، وهو ما يمثل إضافة بناءة للسينما الخليجية، حيث تمتزج فيه مع سينما أكثر نضجا واقرب ثقافة. وسواء داخل المسابقة أو خارجها فقد ظهرت السينما العراقية بصورة جميلة وناضجة، تعيش واقعها وتتعامل معه بحس عال ورؤية ثاقبة. ومن المثير للانتباه هو ذلك التنوع الموضوعي في الأفلام العراقية المشاركة، التي لم تكتف بمواضيع تم تكرارها حول العراق بعد سقوط صدام، والصراعات السياسية المختلفة، وهو حق مشروع في بلد دمرته القوى المتصارعة من كل صوب، لكن ككل مجتمع فمشكلات الإنسان الفرد لا تتوقف عند مشكلاته الكبرى، بل تتعداها إلى حيث المجهول، وهذه هي إحدى وظائف السينما الوثائقية، في تسليطها الضوء وبفعل استقلاليتها على صراعات اجتماعية وسياسية هي في حكم الممنوع. يأتي فيلم «ليالي هبوط الغجر» الحاصل على شهادة تقدير من المهرجان، من بين أفضل تلك الأفلام الوثائقية التي عرضت. فمن بين كل تلك الطوائف التي يعج بها العراق، والتي تتباهى بأصالتها و«تحتكر حق الوجود الأعظم لها»، ينطلق المخرج هادي ماهود إلى تلك الفئة المحرومة والمعدمة، التي تبحث لها عن وجود يضمن لها ابسط حقوقها الإنسانية، فضلا عن وجود عقائدي أو سياسي. وماهود لم يكتف في الفيلم بعرض مأساة الغجر في جنوب العراق وحسب، وإنما تطرق وبجرأة بالغة إلى من وراء هذه المأساة الإنسانية، إلى من يقف خلف الشعارات الأخلاقية والدينية والطائفية. أولئك الذين يتملقون ويفدون أرواحهم وأموالهم وأهليهم في سبيل شعارات براقة، كانوا وبصورة بشعة خلف ذلك النكران المشين لحق إناس ليس لهم حول ولا قوة في كينونتهم التي ولدوا عليها. ماهود كان حادا وجادا في موضوعه، وقد بدت بصمات إدانته واضحة في كل لحظة من لحظات الفيلم، التي تمزج بين الحدث ونقيضه، وبين الإثبات والإنكار. الفيلم الأخر «يوم في سجن الكاظمية للنساء»، الذي فاز بالجائزة الثالثة لأفضل فيلم وثائقي لمخرجة عدي صلاح، الذي تطرق في عمله إلى موضوع تكاد تكون الحقيقة فيه صعبة، والقراءة الموضوعية فيه متعسرة، إلا أن المخرج استطاع استخدام حياديته في الموضوع لإظهاره على أفضل صورة ممكنة، حيث لم يستخدم أي موسيقى طوال الفيلم وأشار إلى جريمة كل سجينة ومحكوميتها، كما انه لم يغفل الجانب الرسمي متمثلا بمدير السجن ومراقبيه. إلا أن ما يعيب الفيلم هو محاولته تسليط الضوء على كل شيء، غير انه لم يستطع أن ينهي أي شيء، وبقية إشكالات كثيرة أثارها الفيلم، من دون تفنيد وبحث واف لها. أما الفيلم الوحيد الذي كان يغرد خارج السرب فهو فيلم المخرج العراقي الشاب محمد الدراجي «أحلام»، الذي سبق ان عرض في عدد كبير من المهرجانات السينمائية، وإن كان المجال لا يسمح بإسهاب الحديث حوله، فإن الفيلم، وبصورة مقتضبة، ومن بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة في المهرجان كله، كان هو الوحيد الذي يمكن الإشارة إليه بأنه سينما حقيقية.

الشرق الأوسط في 25 أبريل 2008

 
 

فوز أفلام عراقية بجوائز في المهرجان ...

مهرجان الخليج ولادة قيصر

متابعة/ انهى مهرجان الخليج السينمائي الدولي دورته الاولى اول أمس في دبي  بعد سبعة ايام من عروض قدمت تجارب مختلفة لسينمائيين تباينت رؤاهم السينمائية  وأختلفت طروحات ماقدموه من موضوعات.

ويشكل المهرجان بالرغم من أختلاف الاراء حول عدد من الافلام المعروضة وضعف البعض من الافلام المشاركة، فسحة للسينمائيين في التعبير عن ذاتهم وإيصال إنتاجاتهم الى الجمهور العريض. كما يؤمن دعماً لهذه الأعمال من دون الوقوف عند مستوياتها الفنية.

فالأهم في المرحلة الأولى هو ترسيخ الثقافة السينمائية في أذهان العامة في بلاد تفتقر الى أي تقاليد في هذا المجال، ثم تأتي الخطوة الثانية في المراحل المقبلة طواعية، فتفرز افلاماً جديرة بالمشاهدة، خصوصاً أن الإمكانات المادية متوافرة ولاينقص الا تراكم الخبرات.

وبنظرة الى أفلام المسابقة يمكن ملاحظة سقوط الأفلام الروائية الطويلة في مطب الاستسهال خلافاً للأفلام التسجيلية التي أتى بعضها ليوقظ المهرجان من سباته. واستحق فيلم "يوم في سجن الكاظمية للنساء" للمخرج عدي صالح استحق التصفيق بعدما حقق سابقة بدخوله الى سجن للنساء في العالم العربي، لمعرفة ما آلت إليه أحوال "نزلائه"، من خلال سبر أغوار النفس البشرية. الامر ذاته يمكن ان يقال بالنسبة الى فيلم "ليالي هبوط الغجر" للمخرج هادي ماهود الذي آثر تسليط الضوء على طبقة مهمشة من المجتمع العراقي: غجر الجنوب الذين غالباً ما ينظر إليهم وكأنهم من كوكب آخر، ولكن في هذا الفيلم أخرجهم المخرج من قفص الاتهام ومنحهم إنسانيتهم. هذا طبعا  فضلا عن فيلم  محمد الدراجي (أحلام) الذي أعتاد أن يشارك فيه في أكثر  من مهرجان ونال  ايضا جائزة من المهرجان. خمسة أفلام روائية طويلة أخرى لم تفاجئ أحداً. وعلى رغم ان فيلم الافتتاح "أربع بنات" أثار "حشرية" كثر لمعرفة أسباب اختياره في واجهة المهرجان نظراً لضعف مستواه الفني، فإن الأيام التالية اتت لتبدد هذا الشعور، وتؤكد صوابية هذا الخيار. فالأفلام الباقية لاتفوقه شأناً، لا بل على العكس افتقدت في غالبيتها المضمون والجماليات في ان صبغة افلام الهواة حاضرة أيضاً في فيلم "القرية المنسية" للفلسطيني عبدالله أبو طالب المولود في السعودية. فهذا العمل، على رغم انه أراد لنفسه أن ينتمي الى فئة أفلام الرعب، إلا انه ضل الطريق وحقق مفعولاً عكسياً، فأضحك جمهور الصالة طويلاً، كما لم يفعل اي فيلم كوميدي، ما دفع أحدهم الى التعليق قائلاً: لو اراد المخرج أن يصنع فيلماً كوميدياً لما وفق الى هذا الحد. الكوميديا هذه المرة أساس فيلم "صباح الليل" للمخرج السوري مأمون البني صاحب الرصيد في عالم التلفزيون، ما يفسر شعور كثر انهم امام عمل تلفزيوني لا عمل سينمائي.

الفيلم المأخوذ عن قصة وسيناريو راشد الشمراني الذي يجسد الشخصية الرئيسة ببراعة، وتدور قصته حول سائق شاحنة يسافر في الزمن الى ثلاث حقب مهمة في تاريخ العالم العربي، ليغير مجرى الأحداث نحو الأفضل، غامزاً من قناة العرب الذين يتقاتلون على أسباب واهية. المرحلة الأولى تعود الى حادثة "البسوس" التي أدت الى حرب طويلة بعد إشكال حول ناقة، بينما تسلط المرحلة الثانية الضوء على حرب "داحس والغبراء" والنزاع على نزاهة سباق للخيول، وتقف المرحلة الثالثة عند عتبة الخلاف بين عمرو بن كلثوم وعمر بن هند. وفي النهاية يعرّج المخرج على حرب أكثر حداثة، كانت الأضعف في الفيلم، خصوصاً لناحية "الغرافيكس" المستخدمة للطائرات الحربية والقذائف التي بدت وكأنها طالعة من لعبة فيديو للأطفال، قبل ان تسدل الستارة بمشهد مقحم ليقول ان الأمل في جيل الشباب. وإذا كانت السعودية لم توفق تماماً في فيلميها الروائيين، فإن الأفلام التسجيلية تقول كلاماً آخر، على رغم حديث أبطالها بالإنكليزية وغياب الترجمة العربية عنها. الفيلمان يدوران حول أميركا والسعودية، ولكن بينما ينطق الأول "السعوديون في أمريكا" بلسان الناس في الشارع، يتخذ الثاني "ما وراء الرمال" لنفسه صفة رسمية.

في الأول ينطلق المخرج السعودي الشاب فهمي فرحات من عالمه الصغير (عائلته) ليعبّر عن شريحة واسعة من السعوديين الذين يعيشون في اميركا، فيحاول ان يكتشف تأثيرات أحداث 11 أيلول (سبتمبر) على حياتهم في بلاد العم سام، وإضافة الى توفق المخرج بشخصيات فيلمه، فإنه نجح أيضاً في عملية التقطيع، وأيضاً في الإيقاع الذي أتى سلساً بحيث تمرّ الستون دقيقة (مدة الفيلم) من دون أن يشعر الجمهور بوطأتها.

ولاتقتصر الأفلام التسجيلية اللافتة على السعودية، إنما تطل أفلام من العراق حازت إعجاب الجمهور، لملامستها أوضاع الإنسان في هذه المنطقة المنكوبة من العالم.

طبعاً لا مجال هنا للحديث عن كل الأفلام التي شاركت في المهرجان، ولكن لابد من الإشارة الى ان الرابح الأكبر هو السينما الخليجية التي صارت لها آفاق واسعة من خلال هذا النشاط الذي ستتكرس أهميته في السنوات المقبلة.

الإتحاد العراقية في 30 أبريل 2008

 
 

مهرجان الخليج السينمائي في دبيّ

مبادرة توسع المفهوم الضيق للخليج العربي سينمائيا

دبيّ ـ من صلاح سرميني

في شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2007، وقبل أيامٍ من انعقاد الدورة الرابعة لـ(مهرجان دبيّ السينمائي الدولي)، أطلعني السينمائيّ الإماراتيّ (مسعود أمر الله) علي تفاصيل مشروع الدورة الأولي لـ(مهرجان الخليج السينمائي)، والذي حدّد له مُسبقاً شهر نيسان (ابريل) 2008 تاريخاً لانعقاده في دبيّ.

تبادلتُ معه المُلاحظات، والنقاشات، وأعربتُ عن تحفظاتي، وتساؤلاتي حول إمكانية تحقيق الخطة التحريرية الكاملة التي تخيّرها، والشكل التنظيميّ الذي ارتضاه.

كانت الفترة الفاصلة ما بين الإعلان الرسميّ عن المهرجان (شهر كانون الأول/ ديسمبر 2008)، وتاريخه من 13 وحتي 18 نيسان (ابريل) 2008 قصيرة جداً، ولا تكفي لتحضير المُسابقات المُختلفة، والأقسام الدولية المُصاحبة.

وبانعقاده، كانت النتيجة (مُرضيةً) إلي حدّ بعيد، بشهادة معظم ضيوف المهرجان، ومتابعات الصحافة المحلية، والعربية، والأجنبية.

من بين الأخطار الكبري التي واجهت (مسعود أمر الله)، انعقاد الدورة السابعة لـ(مُسابقة أفلام من الإمارات) في أبو ظبي خلال الفترة من 27 شباط (فبراير)، وحتي 4 اذار (مارس) 2008 (أيّ قبل شهرٍ تقريباً من تاريخ انعقاد الدورة الأولي لمهرجان الخليج السينمائي)، والتخوّف من استقطابها (أتوماتيكياً) لمُعظم الأفلام الخليجية الجديدة، حيث لم يتابع الكثير من المخرجين حيثيّات الاستقالة القيصرية لمُؤسّسها، ومديرها (مسعود أمر الله) الذي تركها في ذمّة الإدارة الجديدة لـ(هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث) بعد سنةٍ تقريباً من الضغوط، والتدخل في أمورها الفنية، والتنظيمية.

وأعتقد أنّ محاولات القضاء بهدوءٍ علي (المُسابقة)، قد أوقعت الإدارة الجديدة لـ(هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث) في ورطةٍ حقيقية، إذ لا أحد يعرف ـ مثلاً ـ مبررات انعقاد دورتها السابعة، بينما كانت النوايا المُعلنة مُسبقاً تُعاند لإدماجها في فعاليات (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي) في أبو ظبي.

من خلال برمجتي (سابقاً) للتيمة الرئيسية المُصاحبة لـ(مسابقة أفلام من الإمارات)، كنت أعرف أنّ مخرجي الخليج ينجزون أفلامهم للمُشاركة في (المُسابقة) تحديداً، والمُصيبة، إذا اشترك هؤلاء فيها، فماذا يتبقي لـ(مهرجان الخليج السينمائي) من أفلام؟ خاصةً، وأنّ (مسعود أمر الله) ترك (المُسابقة) جاهزةً للتشغيل (اسماً، سمعةً عربية، ودولية، تاريخاً، أرشيفاً، موقعاً متميّزاً، فريقاً مُدرباً، منهج عمل، وهيكليةً تنظيمية، ....)، باختصار، كانت (صرحاً سينمائياً) مُكتملاً.

الحقيقة، استقطبت الدورة السابعة لـ(مُسابقة أفلام من الإمارات) عدداً كبيراً من الأفلام الخليجية، 26 فيلماً في القسم العام، و65 فيلماً طلابياً (وُفق المعلومات الواردة في الموقع)، وهذا يعني احتمال فشل أيّ مبادرةٍ جديدة من المُفترض انعقادها بعد شهر في مدينة مجاورة من نفس البلد، وأكثر من ذلك، إذا اشترطت قبول الأفلام التي لم تُشارك في مهرجاناتٍ محلية أخري (ما عدا مهرجان دبيّ السينمائيّ).

والمُتابع للشأن الفيلميّ الخليجي، يعرف بأنّ المخرجين لم ينجزوا أفلامهم خلال الشهر الفاصل بين انتهاء فعاليات الدورة السابعة لـ(مسابقة أفلام من الإمارات)، وبداية الدورة الأولي لـ(مهرجان الخليج السينمائي)، ولكن، وببساطة شديدة، لأنّ عدداً كبيراً منهم تضامنوا مع (مسعود أمر الله) مؤسّس (المُسابقة)، واقتنعوا بتهوّر إدارة (هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث)، ودورها المُتعمّد في تدمير حدث سينمائيً أثبت أهميته علي مدي دوراته، ولهذا، فقد امتنع المخرجون عن الاشتراك في الدورة السابعة لـ(مسابقة أفلام من الإمارات) تحت إدارة شخص غير (مسعود أمر الله)، واحتفظوا بأفلامهم للدورة الأولي لـ(مهرجان الخليج السينمائي).

نفس ما حدث بالضبط في الدورة الأولي لـ(مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي) الذي تديره الإعلامية المصرية (نشوي الرويني)، العقل المُدبّر لتدمير (مسابقة أفلام من الإمارات)، وتحويل السينما في الإمارات إلي (بزنس).

والعارف لواقع الإنتاج الفيلمي في بلدان الخليج، سوف يلاحظ، دون عناءٍ، أنّ الدورة السابعة للمُسابقة استقطبت (بشكلٍ خاصّ) أفلام الطلبة، والمُتخرجين حديثاً من الكليات، والمعاهد(وصل عددها إلي65 فيلماً)، وهي الأفلام التي كان (مسعود أمر الله) فيما مضي يستبعدها تماماً من (المُسابقة)، أو يبرمج بعضها في قسم (العروض الخاصة)، أما الأفلام الـ26 المُدرجة في القسم العامّ، فقد كانت لمخرجين جدد لا يعرفون شيئاً عن تاريخ (المُسابقة)، وتفاصيل استقالة مديرها السابق، أو مخرجين علي درايةٍ كاملة بالتغييرات التي حدثت، ولكنهم انتهزوا فرصة غياب أسماء معروفة، وتوهمّوا بأنّ الساحة خلت لهم، وسوف يحصدون الجوائز، واليوم، يتذكر هؤلاء بمرارةٍ تلك التجربة، ويتندرون بغرابتها، ويأسفون علي الأيام الخوالي للمُسابقة.

من جهةٍ أخري، أدرجَ (مسعود أمر الله) في (مهرجان الخليج السينمائي) مسابقةً للأفلام الطويلة، ونحن نعرف جميعاً أنّ الإنتاج الخليجي لعامٍ كاملٍ لن يصل إلي العدد المطلوب في القانون الداخلي للمهرجان.

كما فتحَ إمكانية مُشاركة العراق، واليمن انطلاقاً من الجغرافيا التي تجمعهما مع دول (مجلس التعاون الخليجي).

كانت النتيجة، غابت اليمن إنتاجا(في الدورة الأولي علي الأقلّ)، وشاركت العراق بـ15 فيلماً في المُسابقات المختلفة، وحصدت 7 جوائز عنها.

وبعد أن كانت (مسابقة أفلام من الإمارات) مقتصرةً علي (دول مجلس التعاون الخليجي)، جاء (مهرجان الخليج السينمائي) ليُوسّع المفهوم جغرافياً، ويضمّ دول المنطقة(وربما تتبعها إيران لاحقاً)، وهكذا حقق (مسعود أمر الله) وحدةً سينمائيةً، لم تُحققها السياسة.

وبعد أن عزل الاحتلال الأمريكي العراق، وأبعدها عن محيطها، جاء المهرجان ليُعيدها (سينمائيا)ً إلي المنطقة، ويجمع شمل العراقيين من الداخل، والمنافي بأطيافهم السياسية المُتباينة.

كانت (مسابقة أفلام من الإمارات) تظاهرةً سينمائيةً (طليعية)، ولكنها افتقدت البهجة، وجاء (مهرجان الخليج السينمائي) ليقترب من الجمهور المحليّ أكثر، وطبعَ أجواءه جانباً احتفالياً لم يؤثر علي المستوي النوعي لبرمجته.

وبعد أن عانت الأفلام الخليجية من مشكلة التمثيل، وتردّد المخرجين بالعمل مع الممثلين المحترفين، فتح (مهرجان الخليج السينمائي) الأبواب أمام فناني الخليج للتعرف علي أفلام الشباب، والانفتاح علي فرص التعاون المُستقبلي فيما بينهم.

كما كانت فرصة للفنانين أنفسهم للاقتراب أكثر من العمل السينمائي (الرؤي الإخراجية السينمائية)، بعد أن سطّحت الدراما التلفزيونية من مواهبهم، و(مسرحتها) إلي حدّ بعيد.

ہہہ

أرقاماً، وإحصائيات، وصل عدد الأفلام المُشاركة في المُسابقات المُختلفة للدورة الأولي لـ(مهرجان الخليج السينمائي) إلي 94 فيلماً قصيراً، وطويلاً، روائيا،ً وتسجيلياً.

تضمنت مسابقة الأفلام الطويلة (مع كلّ التحفظات حول مستواها النوعيّ) ستة أفلام:

واحداً من البحرين، وآخر من العراق، واثنين من الكويت، ومثلهما من السعودية،

علماً بأنّ أحد الأفلام الكويتية (الدنجوانة) من إخراج المصري (فيصل شمس)، وأحد الأفلام السعودية (صباح الليل) من إخراج السوري (مأمون البني).

وتضمنت مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 16 فيلماً:

4 من العراق، 3 من الإمارات العربية المتحدة، 3 من الكويت، 3 من السعودية، 1 من قطر، 1من سويسرا، 1 من الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن الواضح هنا، أنّ القانون الداخلي للمهرجان قد سمح بإشراك أفلام أجنبية الإنتاج لمخرجين من أصولٍ خليجية، كما الحال مع (عصابات بغداد) السويسريّ الإنتاج، ومن إخراج (عايدة شليبفر) السويسرية الجنسية من أصلٍ عراقي، وأيضاً (السعوديون في أمريكا) من إنتاج الولايات المتحدة، وإخراج السعودي (فهمي فرحات).

وتضمنت مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 47 فيلماً:

6 من البحرين، 11من السعودية، 4 من سلطنة عمان، 13 من الإمارات، 2من العراق، 10من الكويت، 1 من قطر.

ومن الواضح أيضاً، التغاضي عن جنسية المخرج الأجنبية عندما تتطرق أحداث فيلم ما لموضوع محليّ، كما الحال مع (شرق) لمخرجه الأمريكي (إيريك ساندوفال) ذي الأصول المكسيكية.

وتضمنت الأفلام التسجيلية للطلبة 9 أفلام:

·         6 من العراق، 3 من الإمارات العربية المتحدة.

·         وتضمنت مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة 15 فيلما:

·         6 من الإمارات، 1 من الكويت، 2من سلطنة عمان، 2 من العراق، 1 من البحرين، 3 من السعودية .

وهكذا، تصبح المُشاركة العامة وُفق توزيعها الجغرافي:

·         (25) فيلماً من الإمارات العربية المتحدة.

·         (19) فيلماً من السعودية.

·         (15) فيلماً من العراق.

·         (16) فيلماً من الكويت.

·         (9) أفلام من البحرين.

·         (2) فيلمان من قطر.

·         (6) أفلام من سلطنة عمان.

·         فيلماً واحداً من سويسرا( لمخرجةٍ من أصلٍ عراقي).

·         فيلماً واحداً من الولايات المتحدة الأمريكية (لمخرجٍ سعودي).

مجموع أفلام المُسابقة (94) فيلماً.

هذا بالإضافة للأفلام خارج المُسابقة (الخليجية، العربية، والأجنبية)، وحولها قراءةٌ لاحقة.

الجوائز:

الأفلام الروائية الطويلة:

(1)    الجائزة الأولي: أحلام ـ محمد الدراجي ـ العراق.

(2)    الجائزة الثانية: أربع بنات ـ حسين عباس الحليبي ـ البحرين

(3)    تنويه خاصّ: راشد الشمراني ـ السعودية عن نصّه، ودوره في فيلم صباح الليل لمخرجه السوري (مأمون البني).

الأفلام الروائية القصيرة:

(1)    الجائزة الأولي: تنباك ـ عبد الله حسن أحمد ـ الإمارات.

(2)    الجائزة الثانية: بنت مريم ـ سعيد سالمين المري ـ الإمارات.

(3)    الجائزة الثالثة: بيلوه ـ عامر الرواس ـ سلطنة عمان

(4)    تنويه خاص: الإماراتي سمير كرم عن دوره في فيلم (تنباك)، والسورية (نيفين ماضي) عن دورها في فيلم (بنت مريم).

الأفلام التسجيلية الطويلة:

(1)    جائزة لجنة التحكيم الخاصة : www.gilgamesh.21 طارق هاشم ـ العراق

(2)    الجائزة الأولي: عندما تكلم الشعب/الجزء الثاني ـ عامر الزهير ـ الكويت.

(3)    الجائزة الثانية: شيخ الجبل ـ ناصر اليعقوبي ـ الإمارات.

(4)    الجائزة الثالثة: يوم في سجن الكاظمية للنساء ـ عدي صلاح ـ العراق.

(5)    شهادة تقدير: ليالي هبوط الغجر - هادي محمود ـ العراق

(6)    شهادة تقدير: المريد ـ نجوم الغانم ـ الإمارات العربية المتحدة

(7)    شهادة تقدير: السعوديون في أمريكا ـ فهمي فرحات ـ الولايات الأمريكية المتحدة.

الأفلام التسجيلية للطلبة:

(1)    الجائزة الأولي: الرحيل ـ بهرام الزهيري ـ العراق. الجائزة الثانية: مشروع أمل ـ عائشة المهيري، وأسماء أحمد ـ الإمارات.

(2)    الجائزة الثالثة: شمعة لمقهي الشهبندر ـ عماد علي ـ العراق .

(3)    الأفلام القصيرة للطلبة:

(4)    الجائزة الأولي: الواقعية أفضل ـ داود الكيومي، وياسر الكيومي ـ سلطنة عمان.

(5)    الجائزة الثانية: تقويم شخصي ـ بشير الماجد ـ العراق.

(6)    الجائزة الثالثة: أبيض، وأبيض ـ بدر الحمود ـ السعودية.

(7)    جائزة لجنة التحكيم الخاصة للطلبة :البحر يطمي - حمد عبد الله صغران ـ الإمارات العربية المتحدة.

(8)    شهادة تقدير خاصة: دبي عبد الله أبو الهول ـ موهبة واعدة ـ الإمارات العربية المتحدة.

القدس العربي  في 30 أبريل 2008

 
 

عرضت في مهرجان الخليج السينمائي الأول

أفلام حازت الإعجاب الجماهيري.. وأحدثت شيئا من الجدل

فهد الأسطاء

في الايام التي تلت مهرجان الخليج السينمائي في دورته الاولى التي اختتمت في التاسع عشر من شهر ابريل كانت بطبيعة الحال الافلام الفائزة هي الابرز على الواجهة والاكثر حضورا على المستوى الاعلامي وخاصة في المسابقة الرسمية مسابقة الافلام الروائية القصيرة بقسمها العام حيث جاء فيلم «تنباك» الاماراتي في المرتبة الاولى ثم «بنت مريم» الاماراتي ايضا في المرتبة الثانية ثم جاء ثالثا الفيلم العماني «بيلوه» بينما حصل الفيلم الوثائقي العراقي «www.gilgamesh.21» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة. غير ان من شهد تلك الفعالية الجميلة وحضر عروض الافلام سيدرك ان هناك العديد من الافلام الرائعة التي حققت نجاحا فنيا واعجابا جماهيريا وتفوق بعضها حتى على الافلام الفائزة لكنها للاسف لم تنل حظها من الحضور عند اعلان الجوائز مثيرة بذلك الكثير من الجدل والاستغراب وشيئا من الاعتراض بالرغم من الاتفاق المبدئي على احترام اختيارات لجنة التحكيم وتقدير اعضائها الذين يبرز فيهم مثل المخرج المصري المعروف داوود عبد السيد والناقد السينمائي الشاعر عبدالله حبيب ونادرة اردجون التي عملت منذ عام 1985 على تنظيم اشهر مهرجانات الافلام القصيرة في العالم وهو مهرجان كليرمونت فراند الدولي الفرنسي.

لكننا في هذه المقالة نسعى للوقوف على هذه الافلام المميزة اعجابا بها وتقديرا لمخرجيها الذين كانوا قد استكملوا مجمل المعايير الفنية في تقديم تجاربهم وحظوا بالكثير من الاشادة الجماهيرية ولعلهم يملكون الدافع الاكبر من الان للوصول الى الجائزة الاولى في الدورات القادمة:

بنت النوخذة: أحد افضل أفلام المسابقة ان لم يكن أفضلها للمخرج الاماراتي خالد المحمود وهو يعتمد على خبرة جيدة في تقديم الافلام حيث سبق ان قدم عدة افلام قصيرة في مهرجانات سابقة مثل «أحلام في صندوق» و«الحلاق» و«قصة خيالية: امرأة وولد» كما يعتمد على دراسة اكاديمية من خلال تخرجه من جامعة دنفر بأميركا في تخصص الاتصال الجماهيري واكماله ورشة صناعة الافلام في اكاديمية نيويورك للافلام في نيويورك بالاضافة الى وعيه السينمائي الكبير وفق مشاهداته المتعددة ومتابعته السينمائية الجيدة.

والحق ان خالد المحمود بدا في هذا الفيلم كما لم يكن في افلامه السابقة حيث كان اكثر نضجا وقدرة على التحكم بأدواته الفنية وابرازه لصورة المشهد بطريقة جميلة وشاعرية فضلا عن كتابته لنص أخاذ يمتزج فيه الواقع المؤثر بلمحة فانتازية تكمل رؤيته من خلال قصة طفل يعيش لحظات موت جدته وتغسيلها في الوقت الذي يتذكر فيه كيف كانت جدته تحدثه لتكون لديه ذلك التصور الخيالي المعتمد على اسطورة شعبية تجاه البحر الغامض.

مطر: افضل افلام المخرج السعودي عبد الله آل عياف الذي سبق ان حصل على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة افلام من الامارات عن فيلمه السابق «اطار» كما ان فيلمه الوثائقي الاول «السينما 500 كم» اثار الكثير من الجدل ووسع دائرة الحديث عن السينما واهميتها في بلد محافظ كالسعودية. وفي فيلمه الاخير هذا يحافظ آل عياف على طابعه الخاص في تقديم رؤيته من خلال المشاهد الطويلة المليئة بالصمت ومحاولة التعمق في شخصياته لنقل مشاعرها الى المشاهد لكنه في هذا الفيلم يضيف شيئا جديدا اكثر سينمائية من خلال نص جميل ومؤثر في قصة شاب يقترب من فقدان بصره وطفل يعتمد في سمعه على جهاز معلق باذنه ليترك هاتين الشخصيتين تجابهان شغفهما بالوجود والحياة حتى مع احساسهما بهذا الفقدان.

شرق: فيلم كويتي ظريف للغاية تقف خلفه قصة طريفة ايضا حيث استعان بعض الاصدقاء في الكويت حينما كتبوا قصة الفيلم بصديق لهم اميركي من اصول مكسيكية هو اريك ساندوفال ليقوم بكتابة سيناريو الفيلم واخراجه، ولذا فقد جاء الفيلم كافضل افلام المهرجان من حيث الاحترافية في الاخراج والبراعة في التصوير وربما مطلع الفيلم الذي يصور مجموعة من الاصدقاء الصغار وهم يلعبون الكرة يوضح مدى قدرة هذا المخرج من خلال التصوير والتحرير والمونتاج لكن تشتت القصة قليلا في النصف الثاني من الفيلم بالاضافة الى الاقحامات السياسية في الفيلم والتي افسدت براءته الظريفة النابعة من براءة الاطفال انفسهم الذين يتركون قريتهم من اجل الذهاب الى سوق «شرق» في الكويت باعتباره سوقا متقدما يضم العديد من المحلات التجارية الفخمة ليصبح اشبه بالاحاديث الاسطورية لديهم وذلك من اجل شراء كرة قدم.

عشاء: فيلم بحريني للمخرج حسين الرفاعي المتمرس في مجال المسرح والتلفزيون يقدم هنا حكاية ليست جديدة تماما لكنه يعرضها بطريقة مؤثرة تخفي خلفها الكثير من التساؤل. نشاهد في أول الفيلم بداية من الام العائلة وهي تجهز لتناول طعام العشاء، الصمت يخيم على البيت تماما من الاب حتى الاخ والانكسار يبدو واضحا في اعين العائلة ولذا فالقصة خلفها فتاة قد أخطات! وهذا ما يتضح فيما بعد حينما تروي الفتاة (التي قامت بدورها بشكل مرضي الفنانة هيفاء حسين) مذكراتها عبر جهاز التسجيل لنعرف انها كانت قد هربت من البيت ثم رجعت نادمة وحامل ايضا، بعد اجهاض الجنين تعيش يومها مع الجفاء العائلي والوحدة القاتلة لكن ما يحدث حين تناول طعام العشاء يدفع بالامر لاتجاه آخر. كان الفيلم هادئا بحسب ما أراده المخرج ليخلق لدى المشاهد لحظات من الهدوء والترقب وربما عاب الفيلم شيئا من اللغة التلفزيونية المعتادة في الاداء وتركيبة المشهد ذاته وكذلك الاضاءة التي جاءت فاقعة تخترق أجواء الحزن والهدوء المريب الذي تبشر به قصة الفيلم.

غياب: فيلم بحريني آخر للشاب محمد راشد بوعلي وهو كاتب سينمائي في عدد من الصحف وسبق له تأليف كتاب بعنوان «ابعاد الفن السابع» وقبل فيلمه الاخير هذا كان قد قدم فيلما جيدا اعجب الحضور في دورة مسابقة أفلام من المرات الماضية هو فيلم «بينهم» ثم قدم فيلم «من الغرب» لكنه في هذا الفيلم الذي يمكن اعتباره افضل تجاربه بدا اكثر عمقا وقدرة على التحكم برسم المشهد بطريقة مؤثرة ولافتة حينما اعتمد على شعرية شاعر كبير مثل قاسم حداد وسيناريو ناقد سينمائي معروف هو البحريني حسن حداد ليقدم قصة شاعرية في منتهى البساطة لكنها تخلق خلفها الكثير من التأمل ... لا شيء غير رجل كبير في السن يجلس بجانب زوجته وهو يقرأ الجريدة مع صوت ام كلثوم القادم من جهاز الراديو ثم يخيل اليه ان احدا يطرق الباب ليقوم فيفتح الباب لكنه لا يجد احدا ويتكرر هذا المشهد بصورة شاعرية وجميلة.

مفارقات / مساعد في الشاشة: ثلاث لقطات ونصف: هما فيلمان في الحقيقة لكنهما يعبران عن اتجاه واحد كان هو الاتجاه الابرز والاكثر جدلا في المهرجان، وليس يرتبط هذا الاتجاه باشتراك الكويتيين مقداد الكوت ومساعد خالد بتقديم هذين العملين فقط وانما بطبيعة هذين العملين ايضا القائمة على جرأة كبيرة وكسر لقوالب السيناريو التقليدية المعتادة ومشاغبة المشاهد بطريقة كوميدية مضحكة وبالتالي لا يمكن ان تنتظر قصة خلف هذا النوع من الافلام لكنك حينما ستجد فوق ما يضحكك ما يثير لديك رغبة الحديث ايضا واذا ما اردت الاستفسار عن طبيعة العمل من المخرجين انفسهم فعليك ان تكون قد شاهدت السلسلة البريطانية الشهيرة مونتي بايثون وشيئا من افلام وودي ألن لتتفهم كيف جاءت افلامهم بهذا الشكل الذي واجه اعجابا وتأييدا كبيرين بقدر ما واجه اعتراضا.

الشرق الأوسط في 2 مايو 2008

 
 

الأفلام البحرينية تقدم تناقضات ما بين روعة المضمون وتواضع الصورة

الرياض: عبدالمحسن المطيري

عرضت الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي المنصرم الشهر الفائت سبعة أفلام قصيرة وفيلماً روائياً طويلاً من مملكة البحرين، وتطرقت الأفلام لمواضيع متنوعة مثل الحب والاختلاف في وجهات النظر.

الفيلم الطويل الوحيد الذي كان من ضمن الأعمال المشاركة كان عمل "أربع بنات" للمخرج البحريني حسين عباس، ويصور الفيلم قصة أربع بنات من بيوت مختلفة، يحاولن كسب لقمة العيش عن طريق العمل في مغسلة خاصة بالمركبات، وكان واضحاً من الأسلوب التنفيذي لبناء السيناريو التأثر بالمدرسة التلفزيونية التقليدية، من خلال المباشرة في الطرح والسذاجة في المعالجة، والأهم الأسلوب التمثيلي المنهار .

بشكل عام ظهر الفيلم ركيكاً، وغير مترابط تماماً، ويفتقد كثيراً لطرق من الممكن أن تقنع المشاهد، في صورة سينمائية أبعد ما تكون عن الاحترافية بشكل جعل المتابعين يستغربون وضع الفيلم في افتتاحية المهرجان.

فيلم "غيبوبة" لجمال الغيلان، ظهر بأسلوب مختلف يستعرض القصة من دون حوارات ليستبدلها بالموسيقى التصويرية، ولكن كان ذلك الأسلوب غير موفق تماماً، أيضا تعامل المخرج مع الإضاءة كان متواضعاً، فلم تكن الإضاءة ذات علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالصورة السينمائية التي من المفترض أن تكون عليها مشاهد الفيلم . أيضا السيناريو كان يفتقد للكثير من عناصر الصورة السينمائية بشكل جعل التفاعل مغيباً بين المشاهد وأحداث العمل .

أما فيلم "مطاف" للمخرج صادق محمد جعفر السماك، والذي يصور اضطرابا لشخصية هي الوحيدة التي رأيناها بالفيلم، فقد كان جيداً من ناحية الصورة والمونتاج والموسيقى التصويرية، من جانبه نجد فيلم "عشاء" للمخرج الشاب حسين الرفاعي، الذي يصور القضايا المتعلقة بالمرأة وتعايشها في المجتمعات المحافظة، من خلال استعراض تراجيديا كانت مؤثرة وملهمة، ولو عاب على المخرج استخدامه عناصر شكلية قريبة من الأسلوب التلفزيوني من الإضاءة المكثفة والديكورات المبالغ فيها .

ومع ذلك نجد أن النص كان قوياً بما فيه الكفاية لكسب رضا المشاهد، الأداء التمثيلي الذي قدمته الممثلة البحرينية "هيفاء حسين" كان من أجمل الأدوار النسائية التي قدمت في المهرجان .

فيلم المخرج محمد راشد بو علي "غياب" الذي يعالج الشعور الحاد بالعزلة بين شيخ كبير في السن مع زوجته، وهم يتوهمون طرق الباب في منزلهم الشعبي المتواضع في شكل ومضمون هو الأفضل على الإطلاق في الأفلام البحرينية، ويحسب لمنهج المخرج "راشد" البساطة في التنفيذ، علاوة على أسلوبه الحذر في تنفيذ المشاهد بشكل لم يجعلها روتينية باهتة.

أما فيلم "بلوتوث" للمخرج نضال بدر، فيستعرض بمشاهد عادية جداً قصة شاب تتم ملاحقته من قبل آخرين عن طريق بلوتوث في واحدة من أسوأ التجارب الخليجية، وفي فيلم "ريموت كنترول" للمخرج عبد الأمير حويدة، يستعرض المخرج قصة شخص يعاني من جهاز التحكم، في صورة بسيطة وممتعة.

هذه أبرز الأعمال البحرينية التي قدمت خلال مهرجان الخليج السينمائي من دون حصولها على أية جائزة، باستثناء حصول "أربع بنات" على المركز الثاني في الأفلام الطويلة في مفاجأة ثانية غريبة بعد مفاجأة اختياره كفيلم الافتتاح.

الوطن السعودية في 11 مايو 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)