تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم جديد مأخوذ عن أوسكار وايلد

«دوريان غراي» لا نجاة للسينما إلا بالرواية

زياد عبدالله – دبي

«لا نجاة من الغواية إلا بالاستسلام لها»، يقول اللورد هنري في رواية أوسكار وايلد الشهيرة «صورة دوريان غراي». ومع تحريف هذا القول يمسي: لا نجاة للسينما إلا بالاستسلام للرواية، خصوصاً إن كان حديثنا هنا عن رواية وايلد التي كتبها عام ،1891 وشكّلت منذ ذلك الوقت منعطفاً إبداعياً خاصاً في تاريخ الفكر والرواية، بحيث قدمت ما عُرف بـ«فاوست الجمال»، بمعنى أن ما يساوم الشيطان عليه دوريان غراي يكون جماله وليس أي شيء آخر.

سنمضي خلف الرواية أدبياً في البداية، ثم ننتقل إلى الدافع إلى استعادتها، المتمثل في انتهاء المخرج الإنجليزي أوليفر باركر من تصوير فيلم بعنوان «دوريان غراي»، بحيث سيكون الفيلم رقماً لا أعرف كم عدد المرات يصور فيها فيلم مأخوذ عن رواية وايلد التي لها أن تكون في المقام الأول رواية أفكاراً، فالهيكل العام للقصة يتمثل في قيام رسّام اسمه باصيل برسم صورة لدوريان غراي، واعتباره أعظم إنجاز فني وصل إليه، بل يعتبرها انقلاباً في تاريخ الفن، ليكون الأمر نابعاً من دوريان غراي نفسه، من جماله وخطوط وجهه، أو كما تصف امرأة دوريان غراي « العالم يتغير، لأن الآلهة صاغتك من عاج وذهب، إن خطوط شفتيك تكتب التاريخ من جديد».

هذه اللوحة سرعان ما تكتسب قدرات سحرية، خصوصاً مع خضوع غراي لتأثير اللورد هنري الذي يجسد الشيطان، وعليه، كل خطيئة يرتكبها غراي تظهر في صورته المرسومة على شكل تجعد أو تلف في وجهه، ولنصل نهاية الرواية وقد تشوه وجهه في اللوحة من كثرة التجاعيد، على الرغم من أن وجهه الحقيقي ما زال على نضارته وجماله، وحين يغرز سكيناً في اللوحة في مسعى منه لتمزيقها والتخلص منها يموت هو، كما لو أنه طعن نفسه.

ما تبقى في الرواية متروك لأفكار لا حصر لها، ومقاربات للعالم لا نجاة من غواياتها أيضاً، كأن يكون «الجبن والضمير اسمان لمدلول واحد»، أو أن «المرأة تمثل انتصار المادة على العقل والرجل يمثل انتصار العقل على الضمير» . هذه أمثلة أكتفي بها، لئلا أكمل إلى ما لانهاية كونها رواية صالحة جداً للالتصاق بالذاكرة.

بعيداً عن فيلم باركر المرتقب، والذي سبق له أن قدم عام 2002 فيلم «أهمية أن تكون أرنست»، أرنست اسم الشخصية الرئيسة في الفيلم، وتعني أيضاً بالإنحليزية الطموح، وهو مأخوذ عن مسرحية لأوسكار وايلد بالعنوان نفسه، فإن السينما الأميركية والأوروبية تناوبت على تقديم رواية «صورة دوريان غراي» منذ 1915 في فيلم صامت، ليتم تقديم الرواية مجدداً بعد عام كفيلم صامت أيضاً، هذان كانا فيلمين انجليزيين، ويجري تقديم فيلم ألماني صامت عام 1917 وآخر هنغاري .1918

أعود واكرر أن عدد المرات التي قدمت فيها السينما هذه الرواية لا مجال لحصره، ولعل النسخة السينمائية الأشهر كانت من إنتاج «مترو غولدن ماير» في 1945 للمخرج ألبرت لوين، حيث كانت المساحة مفتوحة أمام الحوارات، وأبعاد الحسية العالية التي يمكن للفيلم أن يحتملها، أو مثلما قدمها الإيطالي ماسيمو دالامانو عام 1970 في فيلم اتخذ منحى «ايروتيكيا» في مقاربته عوالمها، الأمر الذي يكون نقلاً للرواية إلى مستويات ليس ببعيدة عنها. لهذه الأفلام التي تم إيرادها أن تكون عينات من أفلام كثيرة، وبلغات وانتاجات مختلفة حول العالم اقتبست هذه الرواية.

ويبقى السؤال، ما الجديد الذي ستحمله نسخة هذا العام من الرواية؟ مع التأكيد مجدداً أن غواية الرواية أدبية في المقام الأول، وليكون نقلها الكثيف إلى السينما متأتياً من شدة وقعها روايةً أولاً، وأفكارها التدميرية، وليس لبنائها الصالح للفن السابع.

الإمارات اليوم في

10/06/2009

 

أوليفر ستون في «وول ستريت» مجدّداً

«المـال لا يغمض له جفن»

زياد عبدالله دبي 

هل لنا أن نستعيد ما قاله غوردن جيكو في فيلم «وول ستريت» ،1987 لأننا نعيش أزمة اقتصادية؟ هل نردد ما قاله عن أن «الجشع شيء خيّر، إنه ناجح»؟ ونمضي خلف اعتبار أن هذا القول حجر أساس في انهيار الأسواق المالية التي صار فيها الجشع فعلاً يومياً ضمن نظام مالي متكامل يقدسه، أم أن مناسبة هذه الاستعادة هو الحديث عن جزء ثانٍ من «وول ستريت»، تنوي شركة «سنشري» انتاجه عام ،2011 وليجسد فيه مايكل دوغلاس مجدداً شخصية غوردن، من دون شارلي شين الذي لعب شخصية باد فوكس.

الأخبار المتداولة عن الفيلم كانت لا تجزم بقيام أوليفر ستون بإخراجه، والآن صارت تؤكد ذلك، ومن غيره لنا أن نعلق، وكيف يمكن أن يكون عليه الجزء الثاني من الفيلم من دون أن يكون بتوقيعه، وإن حمل عنوانا مغايراً هو Money Never Sleeps (المال لا يغمض له جفن).

عنوان معبر تماماً، فعيون المال والأعمال مفتوحة على العالم، ولن يغمض لها جفن في كل يوم ما لم تغنم أرباحاً متواصلة ومتراكمة، وهذا تفسير للعنوان مستقدم من الجزء الأول من الفيلم . ولعل التوقيت مناسب لاستعادة «وول ستريت» كما قدمه أوليفر ستون، كوننا نعيش نتائج ما سادها من مداولات، ومآزق الرأسمالية المتوحشة التي صار الربح فيها افتراضياً، وغير مرتبط لا بصناعة ولا زراعة، بل سندات وأوراق واعتمادات، الأمر الذي أضاءه بقوة «وول ستريت»، من خلال تركيزه على اللعب المالي وقواعده القذرة وانعدام أدنى حس أخلاقي، وكل ما أمامنا ورقي، وأسهم تحملها الشاشات لها أن تحلق عالياً، ولها أن تهبط إلى القاع، جنون المال، توحشه، وكل ما عليك التحلي به هو إطلاق الشائعات واختيار التواقيت المناسبة، وعلى شيء نشاهد فيه تعاليم جيكو وهي تشكل شخصية فوكس، أو وهو يقول له «نحن من يقرر الحرب والسلم والمجاعات ورأس كل دبوس يصنع في هذا العالم»، ومن ثم جعله منغمساً تماماً في دنيا المال والأعمال، ونظامها الصارم الذي لا يعرف إلا الأرقام، إلى درجة يتصادم فيها مع والده النقابي العتيد، صارخاً به جيكو «إياك أن تظن أننا في بلد ديمقراطي، إنها سوق حرة، وعليك أن تتحلى فيها بغريزة قاتل».

في الجزء الثاني، سيكمل مايكل دوغلاس تجسيد شخصية غوردون جيكو الذي يكون قد أمضى فترة عقوبته في السجن، وعاود بناء أمجاده السابقة من جديد، ولعل متلقي تعاليمه هذه المرة سيكون من خلال شيا لابوف الذي سيقفز من «التراسفورمر»، ويستقر في دنيا المال والأعمال. طبعاً هذا افتراض مبني على أنه سيكون خطيب ابنة جيكو. ومن المشاركين في الفيلم أيضاً خافيير بارندوم الذي لم يجرِ تداول أية أخبار متعلقة بالشخصية التي سيقدمها.

سؤال يفرض نفسه لدى بناء توقعات عما سيحمله الفيلم، سؤال متعلق بالأزمة المالية ومدى توثيق الفيلم لها ونتائجها، الشيء الذي يبقى افتراضاً قد يجد مشروعيته بأن في الفيلم مقاربة ثانية لشارع المال والأعمال في نيويورك، وبناءً جديداً للعلاقات وأخلاقيتها التي تسوده، وكل ذلك سيكون بمقاربة لنا أن نتوقع كونها إشكالية طالما أن مخرج الفيلم هو أوليفر ستون.

الإمارات اليوم في

09/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)