تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد في الصالة

إبراهيم الأبيض‏..‏ أحمـر

كتبت‏-‏ماجدة حليم‏

انتابني تردد شديد بعد ما سمعته عن أنهار الدماء التي تراق في فيلم ابراهيم الأبيض‏..‏ لكنني ذهبت لاعرف حقيقة ما يقال‏..‏ فالابطال اسماء لامعة‏..‏ محمود عبدالعزيز واحمد السقا وعمرو واكد وهند صبري‏.‏

لكن اسماء اخري تدفعك للذهاب لمشاهدة الفيلم‏..‏ فالموسيقي التصويرية لهشام نزيه والمونتاج خالد مرعي ومدير التصوير سامح سليم والاشراف العام علي الديكور انسي ابو سيف ومعهم المخرج مروان حامد والمؤلف عباس ابوالحسن‏.‏

وهي أسماء لها موقع الثقة انهم يقدمون فنا سينمائيا متميزا‏..‏ وهكذا شاهدت الفيلم‏.‏

في البداية توضع علي الشاشة عبارة لشاعر قديم يقول فيها ان العشاق يتعرضون لمذلة العشق في حياتهم ومماتهم‏.‏

أما الفيلم فهو يقدم لنا قصة أبطالها يعيشون في منطقة تسمي الاباجية ويشاهد الطفل الصغير موت أبيه بسبب مشاجرة والطفل هو احمد السقا عندما يصير شابا والحبيبة هند صبري والصديق المخلص عمرو واكد الذي قدم دورا متميزا كصديق مخلص ثم خائن ثم تدفع الاحداث بأحمد السقا ليعمل مع كبير المعلمين محمود عبدالعزيز‏.‏

الجو العام للفيلم يعطيك احساسا بافلام المافيا‏.‏

ويؤدي محمود عبدالعزيز دورا رائعا يغلفه حوار ساخر يدفع بالضحكات في ارجاء السينما‏.‏

لكن الميلودراما تنشأ من العشق الذي يقع فيه محمود عبدالعزيز واحمد السقا للبطلة هند صبري‏..‏ وهي ترتدي ازياء حمراء اللون وكأنها كارمن الغانية‏..‏ولكنها ليست غانيه‏.‏

وبسبب هذا العشق الذي يدفعهم للعمل معا تقع معارك وقتال بالسنج والمطاوي‏..‏ ونسمع عبارات المجرمين في التعامل معا تدوي في دور العرض‏.‏

لكن الموسيقي التصويرية لهشام نزيه تقوم بدور بطولي ايضا في الفيلم مع المونتاج السريع لخالد مرعي وحركة الكاميرا مع سامح سليم‏..‏ وهنا تشعر ـ رغم انني لم اعجب بالقصة نفسها ـ أن مروان حامد مخرج له حضور قوي ومتميز‏..‏ تشعر بإنك تشاهد فيلما سينمائيا وأن العناصر السينمائية حاضرة ومتميزة بشكل لافت‏.‏مثل استخدام الموسيقة كرد فعل للاحداث الدامية‏..‏ ومثل مشهد القطار الذي يعلن فيه البطل غرامه بالبطلة ومشهد يمكن ان نطلق عليه ماستر سين بالغة السينما أي مشهد متقن بلغة سينمائيه عالية‏..‏ ايضا مشهد النهاية عندما ينتقم المعلم من البطل وصديقه الخاذن وزوجته التي تخلت عنه وتتساءل في النهاية‏..‏ ما هو جدوي هذه الدماء التي لم نشعر نحن المحترفين في مشاهدة السينما انها دماء حقيقية بل ميكروكروم‏..‏ وما جدوي هذه القصة الم تكن تعالج بإسلوب آخر يحول الفيلم الي تحفة سينمائية‏.‏لكن لاشئ يصل لدرجة الكمال‏.‏

الأهرام اليومي في

03/06/2009

 

السنوات الذهبية في السينما المصرية

كتبت‏-‏ليلي الراعي‏:‏ 

هذا الكتاب ـ او ربما الألبوم ـ البديع يعرض عبر صوره ومشاهده السينمائية المميزة لرحلة طويلة وعريضة خاضتها السينما المصرية في بداية مشوارها السينمائي‏,‏ وربما يرصد أيضا مسيرة المجتمع المصري والتطورات الكبري التي طرأت عليه من خلال الأفلام المصرية التي قدمتها السينما آنذاك‏.‏

ولا يعد كتاب‏(‏ السنوات الذهبية في السينما المصرية‏.‏ سينما كايرو‏1936‏ ـ‏1967)‏ الذي حرره شريف برعي فقط رصدا لسنوات السينما المصرية الذهبية بقدر ما هو رصد لسنوات خاصة عاشها المجتمع المصري من تيارات فنية ومجتمعية علي السواء‏..‏

فإذا كانت السينما المصرية قد لجأت في بدايتها علي حد تعبير رفيق الصبان ـ في مقدمة الكتاب ـ إلي اللون الغنائي كمدخل‏(‏ ملكي‏)‏ إلي قلوب الجماهير مدركة أن الطرب والغناء هما الأثيران لدي الجمهور‏(‏ فيلم الوردة البيضاء لعبد الوهاب ـ فيلم وداد لأم كلثوم حققا نجاحات كبيرة وفتحا الباب أمام الإنتاج السينمائي المصري لاقتحام السوق العربية‏)‏ فان الأفلام الكوميدية من خلال أفلام الريحاني‏(‏ سلامة في خير ـ سي عمر‏)‏ قد نجحت علي صعيد آخر في تقديم هموم الإنسان المصري البسيط الشريف الذي يواجه فساد المجتمع محتفظا بنقاء قلبه وطهارة نفسه‏..‏

واستمرت المسيرة وتتابع الطرح بشتي ألوانه ومختلف أشكاله‏:‏ أفلام استعراضية أخرجت معها مواهب عظيمة‏(‏ نعيمة عاكف ـ الطفلة فيروز‏)‏ فضلا عن الراقصات‏(‏ تحية كاريوكا ـ سامية جمال‏)‏ كما ظهرت الثنائيات السينمائية‏(‏ أنور وجدي ـ ليلي مراد‏)(‏ حسين فوزي ـ نعيمة عاكف‏)‏

ثم جاءت المرحلة الرومانسية الناعمة حيث ينتصر الحب دائما علي كافة المشاكل والعراقيل‏,‏ وهي مرحلة لم تعرض معها فقط للجانب العاطفي‏,‏ بل جسدت أيضا وبصفة خاصة مشاكل وهموم الأسرة المصرية العادية‏(‏ خلافات ـ زواج ـ طلاق‏..‏ الخ‏)‏

وظلت التيارات السينمائية الكبيرة التي استطاعت أن تفرض نفسها علي الساحة مستمرة لسنوات طويلة وعلي رأسها الأفلام الاستعراضية الغنائية والأفلام الرومانسية‏,‏ إلي جانب ظهور تيار جديد‏(‏ تيار السينما البوليسية‏)‏ وفيما بعد تيار الفيلم السياسي‏(‏ فيلم رد قلبي أكده‏)‏ إلي أن ظهرت أفلام‏(‏ الميلو دراما‏)‏ التي أخرجها حسن الإمام والتي رسخت معها مدرسة سينمائية سار علي نهجها الكثيرون‏..‏

ثم كانت مرحلة السينما التي تستمد القصة من عمل أدبي رفيع يضفي علي نصها بعدا عميقا وآفاقا واسعة‏,‏ والأمثلة عديدة في الحقيقة‏(‏ دعاء الكروان عن قصة طه حسين‏),(‏ الحرام عن قصة يوسف إدريس‏),(‏ البوسطجي عن قصة يحيي حقي‏),(‏ أنا حرة عن قصة إحسان عبد القدوس‏)(‏ إني راحلة عن قصة يوسف السباعي‏)‏ وغيرها من الأفلام السينمائية التي تعد بحق من علامات السينما المصرية البارزة‏.‏

ويستطيع القاريء عبر الصور الفوتوغرافية البديعة التي يقدمها الكتاب في قطعه الكبير وطباعته الفاخرة أن يعيش في رحاب سنوات المجد الذهبية للسينما المصرية‏,‏ متتبعا كلاسيكياتها الخالدة ومستمتعا بذلك الرصد الرصين الذي يقدمه شريف برعي والنبذة القصيرة التي ترافق صور الكتاب والتي يعرض لها رفيق الصبان‏..‏

الصورة تلعب هنا بالتأكيد الدورالأعظم في الرصد‏,‏ إذ يكفي أن يتصفح القاريء صفحات الكتاب و يتابع في شغف اللقطات الباهرة التي التقطها حسين بكر ذلك المصور الفنان التي تصدرت صوره أغلفة أشهر المجلات المصرية الأسبوعية والذي عمل أيضا في الحقل السينمائي في عهده الأول كما يؤكد ياسر علوان في مقدمة الكتاب حتي يستعيد علي الفور أحداث الفيلم‏..‏ من فيلم وداد إلي سلامة في خير ويحيا الحب‏..‏ ومن فيلم يوم سعيد إلي غرام وانتقام ودهب‏..‏ ومن فيلم قلوب الناس إلي صاحب العصمة وأرض الأحلام ودعاء الكروان‏..‏ ومن فيلم الخائنة وقصر الشوق إلي الزوجة الثانية والعديد والعديد من الأفلام المصرية الخالدة التي ترصد مشوار السينما المصرية في سنواتها الذهبية والتي استطاع أبطالها وبطلاتها ـ كما يؤكد مصطفي درويش في مقدمة الكتاب ـ بمواهبهم وعطائهم أن يسهموا في جعل السينما المصرية قاعدة وطليعة للفن السابع في العالم العربي والقارة الإفريقية‏.‏

صدر الكتاب عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة‏.‏

الأهرام اليومي في

03/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)