تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

سامانتا مورتن في باكورة أعمالها الاخراجية "غير المحبوب"

العودة الى ذاكرة الطفولة في مراكز الرعاية الاجتماعية

ريما المسمار

قد تقتصر معرفة معظم جمهور السينما بالممثلة سامانتا مورتن على بضعة أدوار صغيرة لاسيما في فيلمي وودي آلن Sweet and Lowdown (1999) وستيفن سبيلبيرغ Minority Report (2002). ولكن للممثلة البريطانية الأصل سجل سينمائي حافل بالأدوار البارزة وحياة خاصة مليئة بالأحداث التي صنعت مسيرتها وطموحاً مستقبلياً بالاخراج السينمائي بدأ يتحقق بالفعل مع ابصار باكورة اعمالها الاخراجية النور في فيلم بعنوان The Unloved. ذلك ان مورتن المولودة في بيرمينغهام في العام 1977، عانت الأمرّين بسبب انفصال والديها وهي في الثالثة من عمرها الأمر الذي أدى الى ترعرعها في مركز اجتماعي خاص وتنقلها بين بيوت الرعاية الاجتماعية كطفلة متبناة. ألهمت تلك التجربة الطفولية المبكرة باكورة أعمالها الإخراجية. The Unloved الذي يدور حول طفلة تعيش تجربة مماثلة. ولكن قبل الخوض في فيلمها الجديد، كانت مورتن قد أتمت أكثر من عشر سنوات في التمثيل التلفزيوني والمسرحي والسينمائي وذلك على أثر مشاركتها في ورشة عمل لليافعين في مجالي التمثيل والكتابة بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة من عمرها متبعة نصيحة أستاذها المسرحي في المدرسة. بشخصيتها المستقلة وجرأتها وميلها الى الكتابة والتمثيل، بدأت مورتن حياتها المستقلة في السادسة عشرة عندما انتقلت الى لندن عازمة على صنع اسم لها في مجال التمثيل. هكذا تنقلت بين المسرح والتلفزيون واستطاعت خلال وقت قصير ان تجد لها وكيل أعمال. وفي العام 1995 وبعد أدوار تلفزيونية صغيرة، حصلت على فرصتها في العام 1995 من خلال السلسلة التلفزيونية Band of Gold في دور مومس شابة تلفت الأنظار اليها لتتعاقب بعدها أدوارها التلفزيونية في Emma وJane Eyre عام 1997 و Tom Jones (1998) وغيرها. في العام 1997، خاضت غمار السينما للمرة الاولى في فيلم This is the Sea لماري ماكغوكيان. ولكن فيلم كارين آدلر Under the Skin في العام نفسه هو الذي أعلن عن ولادة ممثلة من الطراز الأول ولفت نظر وودي آلن اليها فاختارها لفيلمه Sweet and Lowdown قبالة شون بن في دور بكماء جلب لها ترشيح أوسكار لأفضل ممثلة في دور ثانٍ. وقدمت بعد ذلك دوراً كوميدياً في The Last yellow وشخصية مدمنة في Jesus Son (2000) لأليسون ماكلين وغيرها من الشخصيات الخاصة والصعبة التي أبعدتها عن الجمهور العريض والسينما التجارية حتى ظهورها في فيلم سبيلبيرغ Minority Report قبالة توم كروز الذي لم يشكل اضافة تُذكر الى مسيرتها. في العام 2003، تابعت مورتن خطها السينمائي في الافلام المستقلة فلعبت دوراً بارزاً لم يُقدر جيداً في فيلم توم شريدان الاوتوبيوغرافي In America عن عائلة ايرلندية مهاجرة في نيويورك تحاول التأقلم عندما تفقد طفلتها. عن ذلك الدور حازت ترشيحاً ثانياً للأوسكار ولكن هذه المرة في فئة أفضل ممثلة. لم تتخلَّ مورتن في الفترة اللاحقة عن الادوار المكتوبة بعناية والشخصيات التي تمتلك وجهة نظر مثيرة للإهتمام فشاركت في الافلام: Enduring Love وCode 46 عام 2004 وLibertine قبالة جوني ديب عام 2005. في العام التلي، تقمصت شخصية أشهر مجرمة بريطانية في الفيلم التلفزيوني Longford عن سيناريو لبيتر مورغن وشاركها البطولة القدير جيم برودبنت فحازت الكرة الذهب كأفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني. وفي السنوات الأخيرة، شاركت في ثلاثة أفلام شاركت في مهرجان كان السينمائي: Control لأنتون كوربين وMister Lonely للمخرج التجريبي هارموني كورين وSynecdoche, New York لتشارلي كوفمن.
كان في جعبة سامانتا مورتن عشرين فيلماً قبل ان تبلغ الثلاثين ولكن فيلماً واحداً كانت تحلم به منذ كانت في السادسة عشرة هو الفيلم الذي يظهر واقع بيوت الرعاية الاجتماعية التي تربت في واحد منها. "حاولت ان أصنع هذا الفيلم في الثانية والعشرين ولكنني كنت أحترم الاخراج كثيراً فلم أرد ان أغامر" تقول في حوار لمجلة "سايت أند ساوند" السينمائية في عددها الأخير. وتتابع انها عرضت الفكرة على كتاب ومخرجين ولكنهم قالووا لها "اصنعيه أنت عندما تصيرين جاهزة". وبالفعل شعرت مورتن بتلك الجهوزية في الثانية والثلاثين وبمساعدة كاتب خلاق هو تةني غريسوني: "توني موهوب جداً في ما يتعلق بحمل الناس على إخبار تجاربهم الخاصة ومن ثم استلهام بنية القصة منهم". تشير مورتن في الحوار عينه الى أن هناك أفلاماً كثيرة مذهلة صنعت عن الأولاد الخاضعين للرعاية الاجتماعية "ولكنني لم اشاهد أي فيلم جعلني أردد "هذا هو تماماً الإحساس الذي عشته". لذلك أرادت أن تصنع فيلماً عن تلك الأحاسيس وإشراك الناس في الاحساس الافظع "أن تكون متروكاً". هكذا صاغت مورتن سيناريو
The Unloved مع غريسوني حول "لوسي" ابنة التسعة أعوام التي تتعرض للضرب المبرح من والدها والإهمال من والدتها مما يحتّم نقلها للعيش في "كروب رو" (Crop Row) المركز الإجتماعي الذي عاشت المخرجة فيه في طفولتها. هناك تتقاسم الغرفة مع "لورين" ابنة الستة عشر ربيعاً التي تأخذها تحت جناحها ولكن قوتها ليست سوى قناع خارجي لمأساة الاستغلال الجنسي التي تعيشها من قبل أحد العاملين في المركز.

تؤكد مورتن انه كان باستطاعتها العثور على أولاد يعيشون تجارب مماثلة ليلعبوا الأدوار الرئيسية في الفيلم "ولكنني لم أرد ان اصنع فيلماً عن سوء معاملة الأطفال ومن ثم أترك هؤلاء للعودة الى نفس المصير من جديد". لذلك اختارت مورتن ممثلين لتجسيد الشخصيات "يعودون في آخر النهار الى بيوتهم ويناقشون مع أهلهم الموضوع."

في الوقت الذي كانت فيه سامانتا مورتن تقوم بعمليات التوليف الأخيرة للفيلم، أثيرت في بريطانيا فضيحة استغلال الاولاد في مراكز الرعاية الاجتماعية وتحول كثيرين منهم الى الادمان والدعارة. فهل بحثت المخرجة في أحوال مراكز الرعاية الاجتماعية اليوم؟ تقول مورتن ان لها أصدقاء كثيرين يعملون في المجال وانها زارت بيوتاً كثيرة من ذلك النوع ولكنها مُنعت من دخول "نوتنغهامشاير" للخدمات الإجتماعية ولم تتمكن من مقابلة الموظفين الذين هُدِّدوا بالطرد ان هم تحدثوا اليها. على الرغم من ان مجرد صنع فيلم عن ذلك الموضوع يسلط الضوء على نظام الرعاية الاجتماعية في بريطانيا والاصلاحات التي يحتاج اليها، الا ان هدف مورتن من عمل الفيلم ليس ذلك بالتحديد "والا كنت لأصنع فيلماً وثائقياً" ولكنها تأمل في أن تكون قد أنجزت فيلماً ينقل "رسالة شعرية".

المستقبل اللبنانية في

29/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)