تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

صناع السينما في ألمانيا يتحكمون في تاريخ بلادهم

برلين - من أندرو ماكاثي

بعد ستين عاما من تأسيس دولتين ألمانيتين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ساهم عدد كبير من الأفلام التي تدور حول الأوضاع فيما كان يعتبر الجزء الشيوعي منها في قيادة نهضة في صناعة السينما الألمانية.

ولطالما كان التحرك لاستكشاف الحياة في فيلم سينمائي تقليدا في ألمانيا. وكان صناع السينما موجودين في مرحلة 'البداية من نقطة الصفر' مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كما كانوا في مرحلة أخرى يلتقطون صورا لسقوط الشيوعية في الشرق قبل عقدين من الزمان.

ولكن في الآونة الأخيرة، ساهم العديد من الأفلام التي تروي قصصا تشكلت من خلال الانفجار الداخلي للشيوعية في ألمانيا الشرقية في فتح مجال جديد أمام السينما الألمانية، وفي إلقاء الضوء على الجانب المظلم للحياة في ظل النظام الاستبدادي بألمانيا الشرقية، بالإضافة إلى حالة الاضطراب التي حدثت نتيجة انهياره.

وتتضمن تلك الأفلام الفيلم الكوميدي التراجيدي 'وداعا لينين ' للمخرج فولفغانغ بيكر الذي أنتج عام 2003، ويحكي قصة المحاولات التي يقوم بها شاب لحماية والدته المريضة من صدمة انتهاء الشيوعية. وفيلم 'حياة الآخرين' للمخرج فلوريان هينكل فون دونيرسمارك مثال آخر على مثل تلك النوعية من الأفلام.

وتمكن فيلم 'حياة الآخرين '، الذي يدور حول الخوف المرضي من الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية، من الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2007.

وتقول الممثلة الألمانية مارتينا جديك، التي قامت بدور البطولة في فيلم 'حياة الآخرين '، إن النجاحات التي حققتها الأفلام الألمانية في الآونة الأخيرة تعود إلى القصص التي ترويها تلك الأفلام.

وقالت جديك في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : 'إنها قصص واقعية لم ترو من قبل، ولذا فإنها مشوقة ومختلفة وغالبا ما تجعل الأمريكيين مشدوهين في دور السينما'.

ولكن هذا ليس معناه أنه لم يكن هناك تقاليد سينمائية قوية في ألمانيا الغربية.

وكانت فرصة مشاهدة الأفلام من جميع أرجاء العالم إحدى الحريات الأولى التي تمتع بها سكان ألمانيا الغربية خلال الأعوام التي تلت نهاية الحقبة النازية عام 1945 وقبل إقامة الجمهورية الاتحادية بعدها بأربعة أعوام.

ولكن الأفلام لعبت دورا آخر لا يقل أهمية خلال الأعوام التي تلت الحرب في ألمانيا، حيث عرض صناع السينما صورا لتأثير الحرب على البلاد، كما جسدوا الفظائع الكاملة التي كانت موجودة خلال حقبة النازي. وشاركت جديك أيضا في بطولة فيلم 'عقدة بادر ماينهوف' الذي أنتج العام الماضي ورشح أيضا لجائزة الأوسكار، وهو من إخراج يولي إديل، ويدور حول فترة بارزة من تاريخ ألمانيا، وهي حملة العنف التي دشنتها منظمة 'بادر ماينهوف' الإرهابية في سبعينيات القرن الماضي لإسقاط ألمانيا الغربية.

ولكن ما تعرضه تلك الأفلام أيضا هو أن جيلا جديدا أصغر عمرا من المخرجين الألمان تحركوا خلال الأعوام الأخيرة للتحكم في تاريخ أمتهم، ما ساهم في صناعة العديد من الأفلام الجديدة التي تعرض بعض اللحظات المظلمة في تاريخ البلاد.

وعلى وجه الخصوص، تضمن هذا زيادة في عدد الأفلام التي سلطت الضوء على الحياة في ظل النظام الاشتراكي الوطني، والتي تولت عرض الحرب العالمية الثانية والنازي على الشاشات السينمائية، وهو المنحى الذي كانت تتخذه صناعة السينما في بريطانيا وهوليوود.

وساهم فيلم 'السقوط'، الذي أخرجه أوليفر هيرشبيغل ورشح لجائزة الأوسكار عام 2004 ويروي سقوط الزعيم النازي في حالة من الجنون خلال الأيام الأخيرة من حصاره في برلين، في تردد مناقشات جديدة في ألمانيا بشأن 'الرايخ الثالث'.

كما تم إنتاج أفلام تدور حول مدرسة نازية للصفوة، وحالة التمرد لسجينات يهوديات أجبرن على العمل كعاهرات للجنود الألمان خلال فترة الحرب، وخطة نازية جريئة لإضعاف اقتصاديات الدول الأعداء للرايخ الثالث عبر ضخ الملايين من العملات البريطانية والأمريكية المزورة.

ولكن صناعة السينما في ألمانيا مرت بمراحل صعبة أيضا، ففي الستينيات من القرن الماضي، بدا وكأن تلك الصناعة تواجه 'البداية من نقطة الصفر' الخاصة بها إثر تراجع عدد الأشخاص الذين يقبلون على دور السينما، وذلك لأن حالة الازدهار التي حققتها المعجزة الاقتصادية للبلاد قدمت أشكالا منافسة للترفيه في ألمانيا.

وتطلب الأمر عقدا آخر قبل أن تتضح ملامح اتجاهات جديدة أكثر إيجابية في ألمانيا بمجموعة من الأفلام التي لاقت استحسانا دوليا، ومنها أفلام 'آجواير' الذي أخرجه فيرنر هرتسوغ عام 1972، و 'الخوف يأكل الروح' الذي أخرجه راينر فيرنر فاسبيندر عام 1974، و'زواج ماريا براون' الذي أنتج عام 1979، بالإضافة إلى فيلمي 'باريس تكساس' الذي أخرجه فيم فيندرز عام 1984، و'داس بوت' الذي رشح لجائزة الأوسكار وأخرجه فولفغانغ بيترسن عام 1981 ويدور حول الحياة على متن غواصة ألمانية.

وفي عام 1980، فاز فولكر شلوندورف بأولى جوائز الأوسكار التي نالتها ألمانيا عن فيلم 'الطبلة ' المقتبس عن رواية لجونتر غراس أحد أبرز كتاب ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

القدس العربي في

16/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)