تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين شاشتين

بلطية العايمة .. أفلام الفقراء تكسب

بقلم : ماجدة موريس

* أيهما أكثر صعوبة.. الفقر السينمائي أم الفقر الديكوري؟ بتعبير آخر أيهما الأهم.. ما تتضمنه الأفلام بداخلها من فكر وفن.. أم ما تحمله دار الأوبرا في حفل الختام من نجوم ونجمات بكل ما يحيطهم من بريق..
لقد نبهت أقلام صحفية كثيرة إلي مسألة غياب نجوم ونجمات السينما المصرية عن مهرجانات السينما التي تقام في بلدهم. خاصة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما المصرية.. كان حضور النجوم قاصرا علي حفلي الافتتاح والختام وبالطبع الندوات التي تعقد لمناقشة أفلامهم. كان هذا في "الماضي". لكن الأمر وصل في المهرجان القومي الخامس عشر الذي اختتم مساء الخميس الماضي إلي الغياب شبه الكلي لممثلي وممثلات مصر عن مناسبة سنوية تقام للتقييم السنوي للسينما التي يعملون بها وينطلقون و"يتنجمون" من خلالها! لم يحفلوا بحضور مناقشات عروض أفلامهم التي تحفل عادة بأسئلة معبرة عن وجهات نظر المشاهد المصري العادي فيما يتلقاه من جديد الفكر والفن.
كما غاب بعضهم فيما لا يمكن الغياب فيه وهو التكريم والجوائز الكبري.. غاب عادل امام عن تسلم جائزة تكريمه ولم يكن مسافرا وإنما موجودا وقيل انه يمثل فيلمه الجديد بوبوس ليس في أمريكا أو بوركينا فاسو. وإنما في الجيزة. كما قيل انه أكد حضوره لعلي أبوشادي رئيس المهرجان قبلها بيوم! "أتراه علم بأن فيلمه خرج بدون جوائز فقرر المقاطعة".

أما عبلة كامل الحاصلة علي جائزة أفضل ممثلة هذا العام من المهرجان فقد غابت هي الأخري عن تتويج تحصل عليه للمرة الأولي في حياتها. وما يكتب ويقال عن ذلك "باعتبار أنها لم تعتذر رسميا" أنها لا تظهر في الأماكن العامة! عجبي. وهل في الظهور في مهرجان بلدها القومي وتسلم جائزتها ما تؤاخذ عليه.. أم أنها تساوي بين الحفلات الخاصة والمهرجانات القومية؟!..

إن أسوأ ما يفعله هؤلاء النجوم والنجمات هو تسريب فكرة التعالي علي جمهورهم وصحافتهم القومية المحلية. بينما يحدث العكس من الكثيرين والكثيرات منهم في المناسبات العربية والأجنبية. ولولا حضور "يسرا" لتلقي تكريمها وحضور "أحمد حلمي" لتلقي جائزة أفضل ممثل عن دوره في "آسف علي الازعاج" وحضور لبلبة ومحمود حميدة. لبدا الموقف وكأنه مقاطعة للمهرجان.

وجوائز الأفلام السبعة

* جاءت نتائج تحكيم الأفلام الروائية الطويلة معبرة عن انحياز للسينما التي تدافع عن القضايا الاجتماعية الأكثر إلحاحا وتأثيرا وهو ما يعنيه فوز فيلم "بلطية العايمة" بأربع جوائز أولها جائزة السيناريو لبلال فضل مؤلف الفيلم ثم جوائز الديكور "هدي عبدالرحمن" والتمثيل دور أول نساء "عبلة كامل" والجائزة الثانية للانتاج وتسلمها منتجه كريم السبكي. ولقد ذكرني فوز الفيلم بفوز الفيلم الإنجليزي "كلب الشارع المليونير" بأكبر عدد من جوائز الأوسكار هذا العام. والفيلمان يدوران حول فقراء المجتمعات النامية التي التحقت بالرأسمالية واتسعت الفجوة فيها بين الأغنياء والفقراء.. والفيلم المصري تحديدا يرصد ظاهرة تهجير الفقراء وهدم بيوتهم لبيع الأرض إلي المستثمرين الأغنياء..

أما المركز الثاني فقد حصل عليه فيلمان. الأول هو "آسف علي الازعاج" الذي حصد ثلاث جوائز. جائزة خاصة لمخرجه خالد مرعي وجائزة التمثيل الأول للرجال لبطله أحمد حلمي وجائزة الانتاج الأول ومثل هذا العدد من الجوائز حصل عليه فيلم "الريس عمر حرب" هي جائزة المونتاج لغادة عز الدين. والتمثيل رجال دور ثان للممثل بهجت الجبوري وهو عراقي يمثل لأول مرة في السينما المصرية ثم جائزة أفضل مخرج لخالد يوسف ومن الغريب أن الفيلم لم يحصل علي جائزة من جوائز الانتاج الثلاثة. لأن جائزة الانتاج الثالثة ذهبت لفيلم "بصرة" الذي أنتجته شركة جديدة وقد حصل أيضا علي جائزة الإخراج للعمل الأول لمخرجه أحمد رشوان القادم من السينما التسجيلية والقصيرة والذي انتظر طويلا حتي حصل علي هذه الفرصة التي يستحقها تماما. أما الجوائز الثلاث الباقية الصولو فقد ذهبت إلي ثلاثة أفلام. فحصل فيلم "ليلة البيبي دول" علي جائزة الموسيقي للفنان ياسر عبدالرحمن وحصل فيلم "خلطة فوزية" علي جائزة التمثيل للدور الثاني للنساء للفنانة نجوي فؤاد التي قدمت أداءً مذهلاً في دراما تقترب وتتشابك مع قصة حياتها.. وهذه هي أول جائزة تمثيل تحصل عليها فيما أعتقد.

أما الجائزة الثالثة فقد ذهبت لفيلم "الوعد" لمدير تصويره الفنان محسن أحمد الذي ألقي كلمة تحية ووفاء لزملائه في الفيلم. وخاصة المخرج محمد يس ودوره المهم الذي مهد له للحصول علي الجائزة .. كان عدد الأفلام التي شاركت 34 فيلما من مجموع 56 فيلما هي الانتاج الكلي لعام 2008. وفي كلمة رائعة للروائي الكبير جمال الغيطاني رئيس لجنة التحكيم هذا العام عبر عن سعادته باكتشاف ما لم يكتشفه عن حال السينما المصرية من خلال هذا الكم الكبير . مطالبا بمزيد من الحريات للسينمائيين وقليل من القيود للرقابيين.. حتي لو توقفوا عن الرقابة.. فالحرية غير مضرة. بل ملهمة للإبداع.. وهي كلمات وجدت صدي كبيرا من حضور الحفل وسعادة غامرة من خالد يوسف في معركته مع الرقابة حالياً بشأن فيلمه الجديد. فأشار إلي علي أبوشادي المسئول عن الرقابة علي طريقة "آدي الجمل.. وآدي الجمال".

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

07/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)