تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الفيلم متحصل على 9 جوائز في أعرق التظاهرات السينمائية العربية والعالمية

«عيد ميلاد ليلى»: رشيد مشهراوي يغوص في الحياة الفلسطينية اليومية

عبد المجيد دقنيش

في توليفة عجيبة بين تفاصيل الحياة الفلسطينية اليومية البسيطة وحركة الكاميرا اللولبية الصامتة عبر الفضاء الواسع والمناظر الخارجية، يسافر بنا المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي على جناح السينما وعلى امتداد 71 دقيقة بفيلمه "عيد ميلاد ليلى" الذي يتواصل عرضه بقاعة "أفريكا أرت" بتونس العاصمة ويدفعنا إلى التعاطف مع أبطاله عبر وصفة مختلفة عن بقية أفلامه.

رشيد مشهراوي ذاك الطفل المولود سنة 1962 بمخيم الشاطئ للاجئين بقطاع غزة، بدأ حياته بالرسم على الجدران مثل كل أطفال فلسطين ثم كبر معه حبه للفن التشكيلي فأصبح يقلد ناجي العلي في رسوماته الكاريكاتورية ويرسم لوحات يعلقها في المقاهي والدكاكين. ولكن القدر لعب دوره وكبر ذاك الطفل وتحولت الصور الساكنة والصامتة إلى صور متحركة وشخوص وأبطال وأحداث ومكان وزمان، وبذلك لعبت الصدفة دورها في انتقال رشيد مشهراوي من مرحلة إلى أخرى لنتعرف على هذا المخرج عبر عدة أعمال وثائقية وروائية سينمائية نذكر منها "الملجأ" و"جواز سفر" و"حتى إشعار آخر" 1993، و"حيفا" 1995، و"مباشرة من فلسطين" 2001، و"تذكرة للقدس" 2002، و"عرفات أخي" 2005، و"انتظار"2006، وها هو يفاجئنا بفيلمه الأخير "عيد ميلاد ليلى" الذي يختلف كثيرا عن بقية أفلامه.

الفيلم متحصل على 9 جوائز في أعرق التظاهرات السينمائية العربية والعالمية: التانيت الفضي وجائزة احسن ممثل لمحمد بكري في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية وجائزة أحسن سيناريو في مهرجان أبو ظبي السينمائي وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان بلجيكا السينمائي.." بلغت تكلفته حوالي 750 ألف دينار تونسي، الفيلم محاولة جادة لتحرير السينما الفلسطينية من السؤال السياسي والايديولوجي والابتعاد عن المباشراتية الغارقة في التصريح، وهو أيضا غوص في المسكوت عنه واقتراب أكثر من المواطن الفلسطيني في تفاصيله الحياتية اليومية التي لا نراها في القنوات الاخبارية.

وربما هذا الانفلات هو الذي جعل هذا الفيلم يبتعد عن عديد القضايا الحساسة والسياسية التي تطرق إليها رشيد مشهراوي في أفلام مثل "تذكرة للقدس" و"جواز سفر" و"حتى إشعار آخر"، ولكن هذا الانفلات أيضا يقترب بنا من الرؤية الاخراجية الفنية القائمة على البحث والاختلاف لرشيد مشهراوي.

إذا هو فيلم بعيد وقريب، متنطع ومتجذر، وثائقي وروائي، قصير وطويل، خيالي وواقعي، سياسي وغير سياسي، هو فيلم يحمل داخله كل هذه التناقضات مثلما يحمل بطله "أبو ليلى" كل هذه الاحتمالات والتناقضات والاشكالات، هو بطل إشكالي بحق يحمل في تصرفاته وحركاته وكلامه كل تناقضات الشارع الفلسطيني والعربي أيضا.

البطل "أبو ليلى" هو قاض سابق اشتغل مدة سبع سنوات في بلد عربي شقيق وعاد إلى فلسطين ليعطي خبرته إلى بلده ولكننا نراه من أول الفيلم حتى آخره يبحث عن مكانه في هذا المجتمع الغريب عنه ورغم أنه قد قرر النزول إلى الشارع وإلى معترك الحياة بالاشتغال على سيارة الأجرة "تاكسي" التي على ملك أخي زوجته إلا أن كاميرا رشيد مشهراوي تصوره وهو في تناقضات مضحكة تؤصل غربته في هذا المجتمع الذي تسوده الفوضى وعدم النظام.

ومن هذا التناقض وهذه الغربة تتولد السخرية السوداء وسيلة للتبليغ وينهض الحوار كلغة غير متجانسة بين الأشخاص بإيصال هذا النفس الساخر عبر كامل مشاهد الفيلم.

ورغم أن البطل "أبو ليلى" يحاول أن يبسط رؤيته ويصلح من إعوجاج المجتمع عبر نصائحه وتوجهاته إلا أن الوضع يلوح معقدا لأن أمراضا كثيرة قد تفشت في هذا المجتمع وأصبحت تمثل السرطان الذي تصعب مداواته، ولكن البطل ومن ورائه المخرج رشيد مشهراوي لا يكل ولا يمل من بسط نظرياته وتقديم حلوله فنراه يرفض الذهاب إلى الحواجز رغم أن ذلك يعد جزءا من عمله، ونراه يرفض إيصال أي حريف إذا لم يكن يرتدي حزام الأمان وفي الشق المقابل تحضر الشخصيات الثانوية لتؤجج الحوار وترتفع نبرة السخرية حين يقدمون وجهة نظرهم التي تمثل جزءا من الحقيقة والواقع الموجود على الأرض. فهم يرون ان عدم النظام الموجود في المجتمع سببه الأول الاحتلال وما يفعله كبار المسؤولين في السلطة ويبرز ذلك مثلا من خلال هذه الجملة المعبرة لأحد الحرفاء الذي يرفض وضع حزام الأمان ويقول "لو صارت عدة أشياء في البلد ووقع الاصلاح من فوق الحزام راح يركب وحدو".

إذن نحن أمام خطين متوازيين من الأفعال والأقوال لا يلتقيان أبدا بل إن المخرج كلما أحس بأن بعض وجهات النظر صارت متقاربة إزداد نفخا في نار الفرقة والمتناقضات ليضحك الجمهور من شخصياته ولكنه ضحك مر لأننا أمام كوميديا سوداء تقتفي أثر الجد وتعطي الدروس والعبر دون السقوط في المباشراتية وهذا ما حاول المخرج رشيد مشهراوي أن يؤكد عليه في كل تصريحاته حيث يقول "تعاملت في أفلامي السابقة مع كافة المواضيع مثل القدس واللاجئين والحواجز والحصار والجدار، ولكنني في فيلم عيد ميلاد ليلى أردت أن أقدم نسيجا لهذا كله دون السقوط في اللغة المباشرة، أردت في هذا الفيلم أن أبتعد عما تنقله القنوات الاخبارية من عنف ودمار، والاقتراب أكثر من الحياة الداخلية اليومية البسيطة للمواطن الفلسطيني التي تحمل في داخلها الكثير من التناقضات والمفارقات العجيبة والتي تطمح لأن تكون فيلما سينمائيا".

ولعل حركة الكاميرا التي حاولت أن تراوح بين الروائي والتوثيقي، وحاولت المزج بين النظرة القريبة الداخلية لاحتمالات الشخوص والنظرة البعيدة الخارجية لفوضى المكان فضلا عن عملية مونتاج الأحداث تجعلنا نحس كأن الفيلم قد صور الآن وهو ما يجعلنا نقترب من هذا الواقع الغريب عنا دون أدنى إحساس بالغربة ولعل هذا أيضا ما عناه المخرج حين قال: "أردت أن أصور فيلما يشبهنا دون السقوط في دوامة العنف فالكل يعرف عبر القنوات الاخبارية كيف يموت الفلسطيني ولكن الكثيرين لا يعرفون كيف يعيش الانسان الفلسطيني في تفاصيله الصغيرة".

وبهذا يكون فيلم "عيد ميلاد ليلى" وقفة متأنية أمام الكاميرا باعتبارها صورة للضمير المستتر، وهو صورة من الداخل للواقع الفلسطيني ونظرة مغايرة لما عهدناه من السينما الفلسطينية ومن أفلام رشيد مشهراوي نفسها. فهل نجح هذا المخرج في تهشيم الزجاج الذي كان يفصلنا عن الحياة اليومية الفلسطينية في أدق تفاصيلها؟ وهل نجح في تمزيق برقع العنف والموت الذي طالما رسمته القنوات الاخبارية عن الواقع الفلسطيني؟ وهل نجح في أن يحملنا عبر بساط سخريته السوداوية إلى ما وراء الصورة الوثائقية وما وراء الضحكة العفوية التي حضرت بقوة في هذا الفيلم؟ وهل نجح رشيد مشهراوي بأن يقنعنا بوجهة نظره المختلفة في هذا الفيلم عن بقية أفلامه؟

للاجابة عن كل هذه الاسئلة واكتشاف عالم الصورة العجيبة لرشيد مشهراوي لابد من مشاهدة فيلم "عيد ميلاد ليلى" وعدم تفويت فرصة حقيقية لمراجعة بعض الأفكار الايديولوجية المسبقة عن المجتمع الفلسطيني التي كرستها بعض الأفلام الفلسطينية الأخرى وبعض القنوات الاخبارية، وكذلك للتمتع ببعض اللحظات السينمائية السحرية المنفلتة من الواقع الروتيني.

العرب أنلاين في

15/04/2009

 

"جدار في قلب" يسلط الضوء على المعاناة الانسانية لعائلة فلسطينية

"جدار في قلب".. أول فيلم عربي ثلاثي الأبعاد

دمشق- العرب أونلاين

يعرض في دار الاوبرا بدمشق مساء الثلاثاء أول فيلم تحريك فلسطيني ثلاثي الأبعاد وهو بعنوان "جدار في قلب" يسلط الضوء على المعاناة الانسانية لعائلة فلسطينية منزلها مهدد بالهدم من جراء قيام اسرائيل ببناء الجدار الفاصل.

والفيلم الفلسطيني يعرض في اطار "الحملة الاهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009".

ويقول مؤلفه ومخرجه رضوان قاسمية انه "اول فيلم عربي ثلاثي الأبعاد"، مضيفا "هناك مسلسلات عربية ثلاثية الأبعاد، وهي قليلة بالأساس، لكن انتاج الفيلم أصعب تقنيا وتسويقه كذلك".

ويوضح قاسمية، وهو فلسطيني سوري كما يقدم نفسه، أن الفيلم "مترجم إلى 11 لغة ومأخوذ عن أحداث واقعية"، مشيرا إلى أنه أراد من انجازه "إظهار الصورة الانسانية لبشر يعيشون تحت الاحتلال بعيدا عن الحركات السياسية".

ويضيف "أنه فيلم عن ناس عاديين تاكلهم اسرائيل بهدوء فيما أنظار العالم متوجهة إلى العملية السياسية".

ويصور الفيلم 48 ساعة من حياة عائلتين، حسبما يشرح مخرجه، واحدة فلسطينية تعيش على اطراف مخيم بلاطة -قرب مدينة نابلس-، والثانية عائلة مهندس يهودي منخرط في انجاز عمليات بناء الجدار الفاصل بالقرب من المخيم نفسه، وهو ما يجعل منزل العائلة الفلسطينية مهدد بالتدمير لاستكمال بناء الجدار.

وفيلم "جدار في قلب" من انتاج شركة "فارس الغد"، ويلفت مخرجه الى انه "موجه للمراهقين واليافعين وليس للاطفال"، معتبرا ان "هذه الشريحة يخف اهتمامها بما يجري حولها، وتتوجه لمشاهدة افلام اجنبية لها اجنداتها الخاصة".

ويضيف قاسمية ان ما يعزز "أزمة الهوية" لدى هذه الشريحة، هو ان السوق العربية "تفتقر للمنتجات الفكرية -في مجال افلام التحريك والكرتون-" علاوة على افتقارها عموما لانتاج أفلام التحريك.

العرب أنلاين في

14/04/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)