تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ليل ونهار

أزمة شرف !

بقلم: محمد صلاح الدين

أفلام الحركة أو الأكشن هي التي تشكل نسبة كبيرة من الانتاج السينمائي العالمي.. كما انها أكثر نوعيات السينما انتشاراً وشعبية.. لأنها الأكثر تأثيراً علي المشاهد بعنصري التشويق والاثارة.. ومعايشة صور الخطر المختلفة.. لذا دائما نبحث عن تأصيل هذا النوع في سينمانا المحلية حيث مازلنا نقلد فيه الغرب تقليدا أعمي أو نستنسخه استنساخا أهبل!!

وفيلم "أزمة شرف" أول اخراج للمنتج وليد التابعي والذي فضل خوض ميلاد تجربته مع فيلم أكشن رغم انه يحتاج إلي قدرات خاصة للسيطرة علي كافة عناصر اللعبة السينمائية حتي لا تفلت شاردة أو واردة تفسد الطبخة كلها.. فمثل هذه النوعية تحتاج إلي خبرة ممارسة التلاعب السينمائي خاصة في مسألة التوقيت في عرض أو تأجيل أو اخفاء المعلومة وبالتالي توقيت اظهارها للمتفرج.. والحق أن سيناريو طارق بركات قد حقق جوهر اللعبة التي ظلت أسرارها أو حلها مخفياً حتي آخر لحظة.. وحتي لو قدم كل هذا بشكل تجاري.. لانه في الحقيقة مثل هذه النوعيات التشويقية هي سينما استهلاكية بالدرجة الأولي.. ولكن حتي لا يفهم المعني خطأ.. لابد ألا تخلو أيضا من جماليات.. ومن مهارة الصنعة التي تعتمد في هذه الحالة علي الامكانات.. كما لابد أن ينال المجرمون عقابهم ويقتص منهم بما اقترفوه من ذنوب ليحدث تأثير التطهر عند المتفرج كما نادي بذلك أرسطو!!

ففي أول عشر دقائق من الفيلم نعيش مع جريمة قتل وقعت لزوجة المطرب حسام "أحمد فهمي" الذي ينهار بسبب حبه الشديد لزوجته "ساندي".. وأمام تحقيقات البوليس اليائسة ويأس المطرب يقرر الهجرة للخارج.. ولكن قبيل الخروج يجد نفسه متورطاً مع الفتاة ليلي "غادة عبدالرازق" المطاردة من عصابة غامضة يقودها رجل الأعمال رياض "سامي العدل" المرشح لمنصب رئيس الوزراء!!

إمعانا في الغموض يجد المطرب نفسه مع فتاته في مطاردة مستمرة لاغتيالها حتي يصل إلي مدحت "طارق لطفي" الذي يعلم ان زوجته كانت تخونه معه.. فينتقم منه.. ومنه إلي مرعي "أشرف مصيلحي" المنفذ لعملية مصرع الزوجة في السيارة.. وفي كل هذا وأصابع الاتهام توجه تارة إلي مرعي.. ومرة أخري إلي كريم "أحمد سعيد عبدالغني" مدير أعمال المطرب.. بل وإلي رجل الأعمال نفسه مرة ثالثة.. حتي تظهر مفاجآت الفيلم بأن من قام بجريمة قتل الزوجة بل وأحد شهود الواقعة بعدها هو المطرب نفسه أو الزوج! الذي كان قد اكتشف خيانة زوجته وأراد الانتقام منها.. كما يظهر أن الفتاة ما هي إلا صديقة لعائلة السائق "فايق عزب" الذي صرع بلا ذنب في هذه الجريمة!

وبرغم عدم مصداقية بعض الأمور مثل: كل ما قامت به الفتاة برغم انها ليست ابنة السائق كما ادعت ثم ظهر غير ذلك بلا مبرر ومسألة تنفيذ التنكر لتنفيذ الجريمة أو مرشح رئاسة الوزراء الذي يورط نفسه في جرائم القتل.. إلا ان ايقاع الفيلم امتاز بالتواصل الجيد والتناغم مع المواقف الدرامية أو الموضوع بكل مفارقاته ومفاجآته والإيحاءات المتضاربة طوال الأحداث!..

وقد لفت نظري ظهور المبني الجديد "لجريدة الجمهورية" كلوكيشن جديد يمكن أن تستفيد منه السينما.. كما برز التمثيل بصورة جيدة خاصة غادة التي تجد نفسها في وضع أفضل بحسن الأداء بعيدا عن مجرد استغلال أنوثتها في أعمال أخري خاصة وانها في أول بطولة مطلقة لها.. وكررت ساندي دور الزوجة الخائنة ولكنها هنا أفضل.. أما أحمد فهمي وأحمد سعيد فقد كانا خبيثين بالقدر المطلوب للخباثة!!

salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

19/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)