تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

المخرج السوري ميار الرومي لايلاف

"مشاريعي هي هاجسي الشخصي"

سعاد نوفل من سوريا

"مشاريعي هي بالأساس ناجمة عن هاجس شخصي، وأجد نفسي منشغلاً بالناس العاديين في مكان عادي جداً، لأخراج فيلم عادي لكنه في النهاية يتناول حياة الناس بتفاصيلها" بهذه الكلمات يبدأ المخرج الشاب ميار الرومي والذي ولد في العام 1973 في رحاب مدينة دمشق ويعيش متنقلاً ما بين سوريا وفرنسا. وفي بيت دمشقي قديم يفيض حميمية ومع انبعاث رائحة القهوة التي أعدها بنفسه يحدثنا عن تجربته مع السينما السورية التي يبدي انشغاله الدائم بها عشية عرض فيلمه "ستة قصص عادية" والذي يعرض للمرة الاولى في سوريا ضمن فعاليات ايام سينما الواقع صفّق الجمهور طويلاً ومطولاً، إذ تمكن الرومي من خلال فيلمه الذي يأتي في ستون دقيقة من أن يلامس الشارع السوري بتفاصيله اليومية حيث تتحول سيارة التاكسي إلى دفتر أحوال شخصية لبلد بأكمله، ويقول الرومي " إن من المزعج أن السينما السورية  تعاني من قلة الأفلام التي تعكس الواقع المعاش، ولا يمكننا تجاهل أهمية وجود أعمال توثق ذاكرة مجتمع للآخرين ".

ويأتي عرض "ست قصص عادية" إلى جانب اثنين من أهم الأعمال السينمائية السورية التي ينتمي مخرجوها إلى الجيل القديم، أحدها يعود لوالده محمد الرومي "أزرق رمادي" وثانيهما للمخرج محمد ملص "المنام" إلا أن الرومي جاء رده غير متوافقاً مع هذه التسميات والمقاربات بين القديم والحديث إذ يوضح قائلاً: " الحقيقة المؤكدة تكمن في وجود سينما أو عدمها، وليست مقاربة بين جيلين، المهم وجود شخص لديه هاجس سينمائي بغض النظر عن العمر، عند متابعة الأعمال الفنية  الهامة التي تعيش منذ مئات السنين، فإن عمر الفنان عند إنجازه العمل ليس مثار جدل". وفيما يخص قلة الأفلام السورية التي يتم عرضها خلال المهرجان أضاف "لا يوجد هجمة سينمائية في سوريا إن صح التعبير في مجال الأفلام الوثائقية، وذلك ناجم عن قلة عدد المشتغلين في السينما، وعلى سبيل المثال فإن المخرج عمر أميرالاي من الأسماء الكبيرة في سوريا لأنه حارب بكل قوته ليدافع عن السينما التي يحبها ويتقنها، في حين نجد أن في فرنسا عشرون سينمائياً مهماً".

ويذكر بأن الرومي كان قريباً من عدد من المخرجين السوريين المعروفين كالمخرج السوري عمر أميرالاي، وعن طبيعة العلاقة التي تربطهما يفيد "تجمعنا علاقة صداقة، كما تربطني به علاقة مهنية اعتز بها، عملت معه في صناعة فيلمه الأخير (إدارة التصوير) وسخّرت امكانياتي بين يديه ليظهر العمل في النهاية بالصيغة التي يؤمن بها المخرج". وعن تجربته في فيلم "ازرق رمادي مع والده محمد الرومي الذي يعمل كمصور منذ السبعينات. شارك بمختلف البعثات التصويرية والأثرية، وصوره تُعرض في سورية وكافة أنحاء أوروبا " يفيد كان والدي يحلم بتنفيذ مشروعه السينمائي، وسخرت كل امكانياتي رهن إشارته.

المتتبع لجملة أعمال الرومي يلتمس الهاجس الذي يشغل ذهنه تجاه السينما السورية، حيث أوضح "أن الهاجس المشترك هو ما تفتقده سوريا في هذه المرحلة، فالسينما في العالم بحاجة لتضامن فكري للاهداف ذاتها، والسينمائيون هم اكثر الناس توحداً، وأنا من مكاني اجد أن المهم أن اتضامن مع أي سينمائي في العالم، واعتقد قلة الإنتاج السينمائي في سوريا هي السبب الرئيسي في تفكك هذا التضامن".

وفي تساؤل حول التعريف بنفسه يجيب الرومي "أفلام عمر أميرالاي ومحمد الرومي أفلام مسرح إيطالي، وأفلامي هي مسرح شارع!

وعن أعماله المستقبلية يقول "لقد تورطت في السينما، وأشعر برغبة عارمة بصناعة فيلم روائي طويل"، ويذكر بأن الرومي أنجز مؤخراً سيناريو "درب التين" حاز على اثنتين من أهم الجوائز في مهرجان لوكارنو السينمائي، وجائزة "أول سيناريو" في مهرجان السينما الفرنسية الدولية.

يذكر بأن "الرومي" بدأ مسيرته كمصور فوتوغرافي قبل ذهابه إلى باريس حيث درس السينما في جامعة باريس الثامنة ومعهد فيميس وتخرج عام 2001، عمل مديراً للتصوير في عدد من الأفلام التسجيلية والروائية في فرنسا وسوريا مع عدد من المخرجين السوريين من بينهم عمر اميرالاي ووالده محمد الرومي بالإضافة لمخرجين فرنسيين وايرانيين. أخرج الرومي أربعة من الأفلام الوثائقية لغاية اليوم "سينما صامتة"، "ظلال الأيام الرمادية" و"نادي المستقبل"، وشارك في العديد من المهرجانات السينمائية الهامة.

إيلاف في

13/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)