تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

المشهد الثقافي المغربي على شاشة التلفزيون...

الشاشة عكس التيار والحاجة إلى مزيد من التداول

الدار البيضاء – نور الدين محقق

استضاف البرنامج التلفزيوني الشهري «لقاءات شهرية» الذي يعده الإعلامي لحبيب عيديد وتقدمه قناة «العيون» التلفزيونية المغربية الجهوية، في حلقته الأخيرة، الكاتب والناقد عبد الحميد عقار، رئيس اتحاد كتاب المغرب، بغية التحاور معه حول واقع الثقافة المغربية اليوم، سواء من حيث الإنتاج أو الحضور في مختلف المحافل الثقافية المغربية منها والعربية وحتى العالمية أو من حيث التداول والتواجد والتوزيع. ومنذ البداية تم التساؤل حول الوضع الذي تعيشه الثقافة المغربية الآن، فأجاب رئيس اتحاد كتاب المغرب، بأنه وضع يتميز بالغنى المادي والنوعي، وبالرغبة الأكيدة في تحقيق مزيد من الإشعاع، معرفاً الثقافة في هذا السياق بكونها تعني مجموع الرموز والقيم الجمالية والجسدية واللفظية والمكتوبة والسمعية والمرئية، إضافة إلى كونها تشكل أنماطاً من السلوك والعادات. كما أشار إلى كون هذا الوضع الثقافي يتميز أيضاً بصراع إيجابي وقوي بين صانعيه، في إطار حركية ثقافية تنشغل بالتنوع الثقافي اللغوي وإعادة الاعتبار والاهتمام بالموروث الثقافي المنسي، كما هو الشأن مع الثقافة الشعبية على سبيل المثال.

وفي نفس الإطار تحدث عقار عن الفورة المهمة التي شهدها ويشهدها عالم النشر المغربي، حيث تحسنت عما كانت عليه في السابق، إلا أن مسألة التداول ما زالت تعاني من بعض الضعف، واقترح في هذا الصدد فتح مجالات أخرى لتداول الثقافة، مثل إدراج الثقافة المغربية في التعليم في شكل كبير، وإحداث المزيد من المكتبات الثابتة والمتنقلة وإيجاد سياسة إعلامية ذات طابع ثقافي، بغية تحقيق وخلق دينامية ثقافية واسعة. وفي معرض حديثه عن خصائص الثقافة المغربية في كليتها أشار إلى كونها أصبحت تحظى بنوع من الاحترام القوي من لدن الثقافات العربية الأخرى، كما أن الكتاب المغربي أصبح يعرف رواجاً كبيراً في المعارض التي يوجد فيها، وبيّن أيضاً أن الثقافة المغربية تميزت في السنين الأخيرة بنوع من التخصص المعرفي المنفتح، ومثل لذلك بمجموعة من الكتابات الثقافية المهمة وببعض الرموز الثقافية المغربية التي بنت صروحاًَ ثقافية قدمت خدمات كبيرة للثقافة المغربية، مثل مشاريع فاطمة المرنيسي وعبدالله العروي وعبد الكبير الخطيبي ومحمد برادة ومحمد شفيق على سبيل المثال لا الحصر، كل في مجال اختصاصه الثقافي التنويري من جهة أولى وفي تقاطعاته وانفتاحه مع المشاريع الثقافية الأخرى من جهة ثانية، مما سمح برؤية متكاملة للأمور في تجلياتها الثقافية العامة. كما أشار إلى حضور الثقافة المغربية في بلدان أوروبا وأميركا من طريق الترجمة، وعن الخصوصية التي تتمتع بها في هذا المجال، وفي سؤال حول الأجيال الثقافية الجديدة، وما تقدمه للمشهد الثقافي المغربي العام، أشار إلى أن كتابات هذه الأجيال الثقافية الجديدة تشهد حضوراً لافتاً، وأن الثقافة المغربية الآن لم تعد مقتصرة على مجال واحد أو لغة واحدة، بل إن المشهد الثقافي المغربي اليوم يعرف زخماً من حيث الكتابات الجديدة، التي استطاعت في إطار التحاور والتنافس الإيجابي مع الأجيال السابقة أن تنفرد بأصواتها، وهو الأمر الذي يصب في خدمة الثقافة المغربية بمختلف تجلياتها الفكرية والإبداعية.

لقد أتت هذه الحلقة من «لقاءات شهرية» حلقة متميزة بالتحاور الإيجابي سواء من لدن معد ومقدم البرنامج الذي أدارها بتلقائية محكمة، ومن حيث الأسئلة التي قدمها أو التعقيبات التي أدلى بها حول الإجابات التي قدمها ضيف الحلقة عبدالحميد عقار، كما أن هذا الأخير تميز في حواره التلفزيوني هذا، بقدرته على تفكيك الأسئلة المقدمة إليه والإجابة عنها بتفصيل دقيق، يبين مدى سعة معرفته بالمجال الذي يتحدث عنه، إضافة إلى صراحته في تناول القضايا التي يناقشها.

على أي حال، تجدر الإشارة إلى كون هذا البرنامج التلفزيوني يشكل نافذة إعلامية ثقافية مهمة إلى جانب برامج تلفزيونية أخرى تجعل من الهم الثقافي المغربي عمادها الأساسي كما هو الشأن بالنسبة لكل من برنامج «مشارف» الذي يعده ويقدمه الشاعر عدنان ياسين على القناة التلفزيونية المغربية الأولى، وبرنامج «ديوان» الذي يعده ويقدمه الباحث د. المختار بنعبدلاوي، إضافة إلى برامج ثقافية تلفزيونية أخرى تغني المشهد الإعلامي المغربي وتحقق للثقافة المغربية منافذ جديدة للتواصل مع المتلقي.

الحياة اللندنية

12/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)