تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين الشاشتين

سؤال إلي وزير الإعلام: هل ستغلقون القناة الثقافية؟

بقلم : ماجدة موريس

* إذا تأملنا خرائط القنوات التليفزيونية العربية كلها والتي تجاوز عددها الرقم 300 وفقا لآخر احصاء. سنجد معلومة مؤكدة هي ان هناك تشابها بين كثير من هذه القنوات لدرجة الملل فبدلا من قناة واحدة للأفلام أصبح العدد الآن يقترب من العشرين "باضافة قنوات الشوتايم الجديدة" وبدلا من قناة واحدة للمسلسلات أصبح عددها الآن يزيد علي العشرة. في غير رمضان. وكذلك قنوات الأخبار والرياضة والأطفال وكل أنواع القنوات الأرضية والفضائية موجود إلا الثقافة.. فلا يوجد في العالم العربي كله إلا قناة واحدة مخصصة للثقافة هي القناة الثقافية المصرية التي تتبع قطاع القنوات المتخصصة الذي انطلق عام 1996 بعد اطلاق القمر المصري الأولي "النايل سات 101" وتضمن القطاع يومها بث عدد مهم من القنوات الطموحة كان من بينها قناة الأخبار والمنوعات والدراما والمرأة والطفل والرياضة وقناتي التنوير والثقافة وبالرغم من الامكانيات المحدودة التي اعطيت لهذه القنوات وباستثناء الاخبار في البداية وبالرغم من تشفير ثلاث منها الدراما والمنوعات والرياضة لحساب شبكة ART التي يملكها الشيخ صالح كامل. أي منعها عن المشاهد العادي للدش وفتحها لمن يشترك في باقة ART وبالتالي تحجيمها وإلا ان هذه القنوات الثلاث استطاعت ان تقدم أداءا جيدا في أوقات عديدة ولم يمنعها من التفوق إلا الامكانيات والاتفاق وكان من الواضح ان ما اعطي للأخبار فقط سببه المواجهة مع قنوات الأخبار العربية الصاعدة وبالتحديد "الجزيرة" التي انطلقت قبلها بوقت قصير.. أما قناتا التنوير والثقافة فقد ظلتا في ظل اهتمام أقل ورعاية أقل وكاميرات أقل ربما لأن المسئولين تصوروا انهما موجهتان للنخبة وظلت القناتان تعملان في ظروف أقل ما توصف به انها غير مشجعة عرفت بعضا منها بحكم ترددي علي مبني الإذاعة والتليفزيون وكانت التنوير تحديدا تقدم عبر برامجها العديد من الموضوعات التي لا تطرح في أي قناة أخري في مصر وغير مصر فقد قدمت مبكرا برامج حول قضايا المواطنة وعلاقة المسلمين بالأقباط في وقت كان الحديث فيه عن هذه الموضوعات عبر التليفزيون صعبا ان لم يكن مستحيلا لكن القرار صدر بأغلاقها في العام الماضي بعد تسلم المهندس اسامة الشيخ عمله كرئيس لقطاع القنوات المتخصصة ولا أدري هل كان القرار قراره أم قرار مؤجل قام هو بتنفيذه غير ان الهمسات والشائعات الآن في ذروتها حول قرار آخر يتعلق بإغلاق القناة الثقافية وحيث اخبرني البعض ان مقدمي برامجها يبحثون عن عمل في قنوات أخري والبعض اختفي وان الأمور المادية أي الأجور والمكافآت أمر غير مؤكد للعاملين فيها ومن الممكن ان يجد هؤلاء وأغلبهم كفء يستطيع الوسط الاعلامي استيعابه ولكن هل نظر أحد من المسئولين عن هذا القرار - لو تم - إلي مصلحة مصر ودورها وقيمتها؟ وهل يهتم أحد بما يقال حول تراجع الدور المصري وحجم تأثيره في العالم العربي والذي تعتبر قنوات التليفزيون وما تقدمه جزءا اساسيا منه؟ ولا يجد أحد من السادة المسئولين وأصحاب القرار في وجود قناة وحيدة يتيمة تهتم بالثقافة والكتب والمفكرين والكتاب والعلماء شيئا مهما في هذا البلد الكبير؟ أنه من العبث الآن التفرقة بين الثقافة والإعلام ولهذا يحسب الآخرون ما يصدره الإعلام علي الثقافة فلا يجد أحد - مثلا - في تغطيات القناة الثقافية مؤخرا لأحداث وندوات معرض الكتاب شيئا مهما للشعب المصري وللشعوب العربية؟ ان رعاية هذه القناة الوحيدة وتطويرها هو أحد الأساليب المهتمة لمواجهة موجة من التخلف والتعصب تتفشي في المجتمع المصري الآن وتدفع المزيد من الناس إلي البعد عن المنطق واللجوء إلي الدجل وغير هذا فقد قدمت هذه القناة في عمرها الذي يزيد علي العقد من الزمان مئات البرامج مع مفكرين وكتاب وشخصيات مصرية وعربية مهمة ومؤثرة لم يقترب أحد منها في القنوات الأخري أو تعامل معها بدون الاهتمام اللائق بها ولو ان هذه التسجيلات مازالت محفوظة لم نسمح أو تهرب لأصبح معنا كنز من التاريخ الاجتماعي والثقافي المصري يمثل جزءا من تاريخنا ثم ان مهام القناة الثقافية المتخصصة تزداد في عصر العولمة الذي يلقي علينا يوميا بكل افكار العالم الواسع مما يحتاج لمواجهة الحجة بالحجة والفكر بالفكر فكيف نغلق النافذة لنصبح مجرد متلقين لثقافات أخري.. انني لا أدعي انها قناة مكتملة لكن اكتمالها ممكن في حال رعايتها واعطائها نفس الاهتمام الذي تحصل عليه الآن قنوات المسلسلات واللايف والرياضة في شبكة "NTN" المتخصصة سابقا وهل لا ندرك - أخيرا - ان هناك من ينتظر أغلاقنا لها ليطلق قناة مماثلة في فضائنا العربي ليؤكد من خلالها انه حامي حمي الثقافة والفكر مهما كان حجمه؟

الجمهورية المصرية

12/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)