السينما
المغربية هي
الآن بخير، كل سنة تحظى بدعم متزايد من طرف الدولة
في إطار
توجه سياسي عام، أهم
مرتكزاته، إشاعة ثقافة حقوق الانسان، والتسامح بين الحضارات ومحاربة التطرف
بكل
أشكاله!
حال
السينمائيين المغاربة تغير عن ما كان عليه الأمر بالأمس، هناك
مخرجون سينمائيون، أصبحوا أغنياء، لان كل سنة أو سنتين، ينتجون
فيلما جديدا، يدر
عليهم الملايين، بل منهم من ذهب بعيدا وأسس شركة للانتاج السينمائي في إطار
المقاولة العائلية!
صفة
المخرج السينمائي، أصبحت لا تقتضي التخرج من إحدى
المعاهد السينمائية المختصة، بل يكفي لكل هاو للسينما، إنتاج فيلمين
قصيرين، للحصول
على البطاقة المهنية، كمخرج رسمي محترف من طرف المركز
السينمائي المغربي!
خلال
عقود، خاصة مرحلة السبعينات من القرن الماضي، كان العمل
بالسينما كمصدر وحيد للدخل،
يعتبر مخاطرة وموضوع تهكم في المجتمع المغربي، لان إحتراف التمثيل
السينمائي، كان
عنوانا للفقر، فالسينما بالنسبة للممثل المغربي لم تكن تطعم جائعا ولاتكسو
عاريا!
الآن الوضع تغير، فأغلب الممثلين المغاربة يوجهون أولادهم، إلى دراسة
السينما بكل
أنواع إختصاصاتها، من إخراح وتصوير وتوضيب وصوت! وفي عدا السياق أصبحنا
أمام ثلاث
فئات من الممثلين المغاربة:
-
الفئة
الأولى تحسنت أوضاعها المهنية والاجتماعية
وتشتغل على مدار السنة، وتتقاضى أجورا محترمة، فضلا عن عائدات الاشهار
بالقنوات
التلفزيونية!
-
الفئة
الثانية وتهم الممثلين أصحاب الدور الثاني، الذين يظهرون
في
هذا الفيلم أو ذاك لكن بعض المخرجين، يهضمون حقوقهم في غياب الجهة المسؤولة
على
قطاع السينما بالمغرب، كوزارة الاتصال والمركز السينمائي
المغربي، ونقابات الممثلين
والمسرحيين بالمغرب!
اما
بالنسبة للنقاد السينمائين فهم فئة قليلة مرتبطة وجودا
وعدما، بالسيد نور الدين الصايل، كأحد أبرز نقاد السينما بالمغرب والمدير
العام
الحالي للمركز السينمائي المغربي، فأعضاء هذه الفئة وبحكم أنهم
رافقوا الســيد نور
الدين الصايل، منذ مرحلة تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمــــائية
بالمغرب،
خلال مرحلة السبعينات هم موضوع عناية وإهتمام من طرفه، يتم اقتراحهم كمدراء
ومؤسســــين ومنظمــــين ومنشطين وأعضاء للجان التحكيـــم في
كل المهرجانات
السينــمائية.. وحتى منتجين لبرامج إذاعية وتلفزيونية حول السينما، يشكلون
كجماعة ً
دائرة مغلقة ً يصعب اختراقها!
وهناك فئة
تشكل الأغلبية، تعيش على الهامش، وتشتغل
في
صمت، بعيدا عن الأضواء، لا تتوسل الهبات ولا المساعدات، أغلب أعضائها
ينتمون إلى
مناطق بعيدة عن محور طنجة.. الرباط.. الدارالبيضاء.. مراكش.
يتابعون كل ما يستجد
على الساحة السينمائية، وينشرون مقالاتهم النقدية بالصحافة المغربية
والعربية،
أغلبهم فك إرتباطه بجمعية نقاد السينما بالمغرب، لانها أصبحت في نظرهم
عبارة عن
دائرة مغلقة، يمارس أعضاؤها نوعا من التقية.. في كل من أراد
الانتساب إليها، فلا
مجال للشعبية في نظرهم، فالنقد السينمائي بالنسبة لهم هو من إختصاص النخبة
التي لها
دراية بالفن السابع!
القدس العربي
12/02/2009
مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط:
هل يتم
تدارك اخطاء الدورة السابقة؟
الرباط - من عمر الفاتحي
في أفق
إنعقاد
الدورة المقبلة لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط
في بلاغ
صحافي،
صادرعن مؤسسة مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، أنه وفي
إطار الأنشطة الموازية للدورة 15 المقبلة المقرر تنظيمها ما بين 4 28 نيسان
(إبريل)، سيتم ومن خلال مائدة مستديرة مناقشة موضوع المهرجان ووسائل الاعلام،
فهل
الموضــــوع سينحصر فقط في التغطية الاعلامية لوسائل الاعلام العربية
والدولية،
المرئـــية منها والمسموعة والمكتوبة، أم سيتطرق المشاركون في المائدة
المستديرة،
إلى الآداء الاعلامي لقسم الصحافة بإدارة المهرجان وكيفية
تعاملها خلال الدورة
السابقة مع أغلبية الصحافيين المغاربة وحتى بعض الصحافيين العرب الذين
حضروا
الدورة، حيث إشتغلوا في ظروف سيئة وفي غياب أي مساعدة من طرف الجهة
المسؤولة عن
الصحافة العربية بالمهرجان، البعض منهم تم قبول إعتمادهم
والبعض الآخر واجهوا
العديد من المشاكل في الاقامة وظروف العمل، في الوقت الذي تم فيه توفير كل
التسهيلات للصحافيين الأجانب خاصة القادمين من فرنسا وإسبانيا. وبعض
المنابر
المغربية المحظوظة.
وحسب ما
تداوله أغلبية الصحافيين والنقاد السينمائيين
المغاربة، خلال الدورة السابقة ان هناك مقاييس أخرى يتم الاعتماد عليها من
طرف
إدارة المهرجان، لحضور أشغاله فالعلاقات الشخصية والمحسوبية
والاعتبارات الاقليمية
وقاعدة إستضفني تعتبر قاعدة ذهبية في قبول الاعتمادات والاستضافة
!
لقد ذهب
الأمر
ببعض الصحافيين المغاربة خلال الدورة السابقة، إلى حد المطالبة بإجراء
تدقيق
مالي للميزانية الفرعية المخصصة لقسم الاعلام، بشقيه الوطني والدولي،
لمعرفة
المعايير المعتمدة في قبول الاعتمادات، وكيفية صرف وتدبير
الميزانية المخصصة
للاعلام خصوصا وأن العديد من الصحف المغربية يومية وأسبوعية، أثارت في بعض
تقاريرها
أنه خلال الدورة 14 لمهرجان تطوان الدولي، تم إعتماد أشخاص كصحافيين، رغم
أنهم
لاعلاقة لهم بالصحافة!
فهل سيتم
تدارك أخطاء الدورة السابقة، بخصوص سوء المعاملة
التي لقيها مجموعة من الصحافيين وسياسة الكيل بمكيالين التي تم التعامل بها
مع
مجموعة من المنابر بما فيها حتى المتخصصة في السينما؟
ذلك سؤال
نطرحه على إدارة
المهرجان، بمناسبة تنظيم مائدة مستديرة حول الاعلام والمهرجان خلال الدورة
المقبلة
!
Omar_elfatihi@yahoo.fr
القدس العربي
11/02/2009 |