تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

هزيمة فانتصار

مصطفي درويش

كانت سنوات حالكة السواد، حصل اثناءها، الحزب النازي بزعامة »ادولف هتلر« علي حوالي اثني عشر مليون صوت من بين مجموع أصوات الناخبين الذين شاركوا في أنتخاب اعضاء مجلس النواب الالماني (الرايشستاج) ـ ٣٣٩١.

وبفضل ذلك الفوز كلف الماريشال »بول فون هندنبرج« رئيس الجمهورية وقتذاك (٥٢/٤٣٩١) هتلر بتشكيل وزارة ائتلافية، تحت رئاسته.

ووقتها، لم يكن في وسع الماريشال العجوز ان يدري انه بمجرد انفراد هتلر بالسلطة، فلن يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الالماني والانسانية جمعاء وبعد اسابيع قليلة من تشكيل وزارته، شب حريق كبير في مبني »الرايشستاج« اتخذه هتلر ذريعة لاعلان حالة الطواريء، والغاء أحزاب المعارضة، والقبض علي زعمائها، والزج بالنشيطين من اعضائها في معسكرات اعتقال، اقيمت بطول وعرض البلاد.

وكل ذلك، لا لغرض سوي الاعداد لحرب علي اشلاء ضحاياها في مشارق الارض ومغاربها تقام امبراطورية المانية تسود العالم الف عام، علي أقل تقدير.

وتحقيقا لذلك، وبعد مرور ستة أعوام علي توليه رئاسة المانيا، اعتدي علي جارته بولندا، مما كان سببا في اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية (٩٣/٥٤٩١) ومما يعرف عن تلك الحرب انها اطلقت ابشع الغرائز الانسانية من عقالها.

فلم تتوقف فظاعة آلتها العسكرية عند تشويه الاجساد، وارهاق الارواح، وتخريب العامر من الارض، وتهديم الأهل من المدن والقري وتشييد معسكرات اعتقال تهان فيها آدمية الانسان، قبل ان يحرق ويباد، وانما تجاوزت كل ذلك إلي تشوية الارواح في الاجساد، قبل ان تشوه الاجساد.

ومع ذلك، فبفضل هزيمة الآلة العسكرية في سهول روسيا المترامية الاطراف، وبخاصة في معركة ستالينجراد.

تم اندحارها في صحراء مصر، لاسيما في معركة العلمين.

استيقظ ضمير عدد لابأس به من كبار ضباط الجيش الالماني، فبدأ يفكر في كيفية التخلص من الطاغية هتلر، انقاذا لما يمكن انقاذه من وطن تهدر دماء ابنائه ارضاء لنزوات ديكتاتور شرب من نهر الجنون ولم يكن التخلص من الطاغية وجهازه الارهابي (الجستابو) امرا سهلا.

فاكثر من محاولة لاغتياله باءت بفشل ذريع.

واشهرها محاولة بدأ التدبير لها اثناء شهر يونية لسنة ٤٤٩١، وتعرف تاريخيا »بعملية الفالكيري«.

وذلك الاسم، أي »الفالكيري«، استوحاه الكونت »كلاوس فون شتا وفنبرج« الرأس المدبر لتلك العملية من خطة بنفس الاسم رسمها هتلر.

بموجبها تتحرك قوات الحرس الوطني الاكثر ولاء له، لحمايته فيما لو حدث انقلاب ضده، وذلك بافشاله، والقضاء علي المتأمرين في نهاية المطاف.

وحول الشروع في تنفيذ عملية اغتيال هتلر التي بذلك الاسم تتمحور احداث فيلم »الفالكيري« لصاحبه المخرج »براين سنجر«.

وفيه يتقمص نجم نجوم هوليوود »توم كروز« شخصية الكونت »شتاوفنبرج«.

والفيلم يبدأ به في تونس، حيث نراه وهو يصاب اثناء غارة جوية باصابات انتهت به فاقدا عينا وذراعا وسبعة أصابع بعد ذلك، وبدءا من خروجه من احدي المستشفيات بالمانيا، لانراه الا وهو يعمل جاهدا، مع نفر من كبار الضباط، في اعداد خطة محكمة لاغتيال هتلر، اثناء أحد الاجتماعات، التي كان يعقدها بانتظام في مخبئه المسمي »عرين الذئب«.

واكثر ما كنت اخشاه، قبل مشاهدة الفيلم.

أولا الايكون في وسع »كروز« النجم الامريكي قلبا وقالبا تقمص شخصية جنرال صارم، من ابناء الارستقراطية الالمانية وثانيا الا يكون في وسع الفيلم شدّ الانتباه، علي امتداد ساعتين، بحيث يتابع المشاهد بشغف احداث مأساة، نهايتها معروفة مسبقا، بحكم انهاء جزء من تاريخ غير بعيد ورغم ذلك، فلان الفيلم عن سيناريو محكم البناء، جاء خاليا من أي حشو لايفيد، فلا ذكر للمحرقة، ولا لغيرها من الاهوال بل تركيز علي تفاصيل خطة التآمر علي حياة الطاغية.

وعلي الحالة النفسية لكل واحد من الضباط المتآمرين.

مع مراعاة ان يجيء تتابع الاحداث علي نحو فيه من التشويق الشيء الكثير.

كما استطاع »كروز« بفضل خبرته الواسعة وصرامته مع نفسه، ان يتقمص بشكل مقنع شخصية الكونت الارستقراطي.

ومن هنا، مجيء الفيلم ورغم اختتامه بمشهد من أشد المشاهد ايلاما للنفس، متعة للقلب والعقل معا.

كلمة أخيرة

عندما نجا هتلر من عملية اغتياله، زعم »جوبلز« وزير دعايته ان نجاة زعيمه ترجع إلي ان السماء معه غير انه لم تمض علي نجاته سوي عشرة شهور، الا وكانت السماء قد تخلت عن الاثنين هتلر وجوبلز فاذا بالاول ينتحر مع عشيقته في مخبئه ببرلين واذا بالثاني ينتحر هو الآخر مع زوجته، بعد ان قتلا اولادهما الستة بالسم الزعاف!!

أخبار النجوم المصرية

05/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)