تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين الشاشتين

بدون رقابة.. "البوظان" ليس قدراً!

بقلم : ماجدة موريس

ذهبت لأري فيلم "بدون رقابة" مسرعة بعد ان وجدته محور أسئلة كثير من الزملاء والزميلات في صفحات الفن توقعت ان أري فيلما متماسكا مهما يطرح علينا قضية -أيا كانت- ويحللها من الأسباب للنتائج من خلال بناء سينمائي واضح.. غير ان ما تتوقعه شيء وما تراه شيء آخر.. خاصة بعد تلك المقدمة الساخنة الضبابية الراقصة التي تسبق التيترات والتي تدفعك للقلق حين تقرأ أسماء أربعة مؤلفين مرة واحدة "أمين جمال - عبدالله حسن - أكرم البرديسي وخالد أبوبكر" أي انه تأليف جماعي أو تأليف وتعديل وتصحيح وحذف واضافة بشكل فردي وفي حالة التأليف الجماعي فإننا عادة ما نعرف من صاحب الفكرة ومن كاتب القصة ولمن ينتسب السيناريو والحوار لكنهم أربعة جدد بلا تحديد تولي إخراج ما كتبوه مخرج جديد هو الآخر وان كان منتجا قديما هو هاني جرجس فوزي.. ولا يدري أحد غيره لماذا تولي القيام بالإخراج بجانب الانتاج لكننا جميعا نعرف انه ابن لمنتج عريق راحل هو جرجس فوزي وشقيق لمخرج كبير هو أسامة فوزي الذي صنع ثلاثة أفلام علي مدي عشرين عاما "عفاريت الأسفلت - جنة الشياطين وبحب السينما" مع ذلك كله جاء "بدون رقابة" ليؤكد ان الإخراج لا يورث وان رؤية المخرج وإبداعه الخاص لا يكتسب لمجرد الرغبة في توقيع العمل فنحن أمام عمل أقرب إلي الاسكتشات التي تحتاج من المشاهد إلي جهد لكي يقوم "بلضمها" معا حتي يستكمل الفهم والمشاهدة. سيناريو بلا بداية حتمية ولا نمو أو تطور يوصلك إلي استكشاف أمر من أمور الحياة أبطاله فاسدون حتي النخاع بلا محاولة لتحليل أسباب هذا الفساد وكأنه أمر طبيعي وقدر مكتوب علي الجبين من البداية حتي النهاية ركز المخرج المنتج علي الفساد والبوظان بأسلوب مجمل وكأننا لابد ان نأخذ الجريمة كاملة من كل الأنواع إذ غابت عن الفيلم كله وليست هذه المشاهد فقط. الحساسية في حدها الأدني في تقديم مشاهد فساد الطلبة والطالبات "نعم كلهم كذلك" في الديسكو وفي شقة "هاني" وشقة "شيرين" الشاذة التي قدم الفيلم مشاهدها بابتذال وفجاجة واضحين مقارنة بأفلام أخري مثل "سكر نبات" اللبناني و"حين ميسرة" المصري.. وهكذا سار الفيلم حتي ما قبل نهايته بقليل حين فكر الطلبة والطالبات "الوحشين" في حل ينجيهم من السقوط في الامتحان وكان حرق الكونترول وحيث تتسارع لقطات النهاية بدون ابطاء هذه المرة لنراهم سريعا في السجن ثم كليب أخير لزوم القفلة للشارع المصري والناس العاديين الذين لم يظهروا ولا مرة طوال الفيلم.. وكأن صناعه يقولون لنا ان دخول الشلة السجن طهر البلد.. المستفز ليس كل هذا وحده وإنما هؤلاء الممثلون والممثلات الذين يمثلون توليفة غريبة مع تجانسهم العمري نصفهم يغني وعينه علي التمثيل مثل أحمد فهمي "هاني" وإدوارد "سامح" ودوللي شاهين وماريا والنصف الآخر موهوب كممثل ولكن ليس هنا مثل باسم سمرة "نبيل" الوحيد من أفراد الشلة المهموم بالدراسة والمستقيم والذي يصلي ويواظب علي صحبتهم ثم نبيل عيسي "كريم" الذي يمتلك امكانيات كممثل لم تستخدم هنا وبدا أقرب إلي ظاهرة صوتية فصوته فقط ميزة أما راندا البحيري في دور "شيماء" فهي تكرر دورها في "قبلات مسروقة" كتلميذة مجتهدة تحب طالبا لكنه هنا فاشل وفاسد وتحكم بالزواج منه وهذا أمر لا معقول يفرق بين هذا الفيلم وفيلهما السابق وأخيرا "علا غانم" الممثلة الأكثر خبرة وعمرا من بقية الشلة ليس علي الورق وإنما من خلال "اللوك" ومع ذلك مازالت طالبة تقوم بدور أساسي في ممارسة الفساد بحجة ان الأسرة مسافرة وتطارد الفتيات برغباتها بحجة ابنة خالتها.. ونحن نعرف هذا في كلمات سريعة لا تعمق الدراما بينما نري فساد الشلة بالراحة وبتفاصيل مملة وكلمات رديئة تشعرنا بأن الاثارة مقصودة لذاتها وبأسلوب يزيد عبء المشاهدة ويجعلها علقة لمن يستمر فيها أملا في أي تغيير.. حتي الفرصة الوحيدة للتغيير للأفضل لدي "هاني" حين أحب صديقة شقيقته وأوشك ان ينصلح حاله أجهضها الفيلم وكأنه يرفض لأبطاله أي أمل في حياة مختلفة.. المدهش ان الفيلم جمع بين عدد من الممثلين الكبار بدون أن يعطي أيا منهم فرصة حقيقية للتواجد مثل عايدة عبدالعزيز وحسن حسني وأحمد راتب ورجاء الجداوي لكل منهم مشهد أو اثنان واقلب والادهش ان هؤلاء كانوا أفضل من الممثلين الأبطال الذين ظهروا بدون لياقة ولا توجيه كل منهم ومنهن يمثل علي مسئوليته حتي لو كان يثير الضحك أحيانا بدلا من الغضب.. والعكس وربما لديهم بعض العذر أمام أدوار عطبة ومسطحة بعضها مقصود منه المنظر.. ليس إلا.. أخيرا فإننا بعد هذا البؤس الفيلمي لا نستطيع ان نتغاضي عن عناصر جيدة أطلت من بين المشاهد تؤكد وجودها مثل التصوير والإضاءة للفنان هشام سري والديكور للفنان نهاد بهجت.. عناصر قليلة مازالت تقاوم غيرها في عمل واحد لم يلتزم أغلب العاملين به بمقاييس الجودة.. هل تحتاج الأفلام الآن إلي هيئة لقياس الجودة.. وإعطاء علامة الايزو.. مثل كل المنتجات الأخري؟

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية

05/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)