تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بدون رقابة‏..‏ وميكانو ليسا وجهين لعمله واحدة

كتبت‏-‏علا السعدني‏

علي عكس كثيرين لم أصدم كثيرا في فيلم بدون رقابة فقد استطعت توقع كل ماجاء فيه تقريبا ومن قبل مشاهدته وذلك لأسباب عديدة أهمها موضوع الفيلم نفسه الذي بدا منذ لحظة الاعلان عنه أنه قديم‏,‏ حيث يتحدث عن غياب دور الاسرة وانعدام رقابتها ومدي تأثير ذلك علي انحراف الاولاد‏(‏ موضوع قديم وقتل بحثا في أفلامنا قديمة كانت أم جديدة وأهمها أحنا التلامذة‏).‏

أما جديد الفيلم فكان في الشذوذ والعلاقات المثلية بين بطلات الفيلم ولاتجهد نفسك بالسؤال عن سبب وجود مثل هذه العلاقات المحرمة فليس لها أي موقع من الأعراب في الفيلم ودعك من تبريرات صناع الفيلم بأنهم ارادوا الجرأة والموضوعات المختلفة وترديدهم لعبارات مثل كفانا دفن رؤوسنا في الرمال يقصدون الشذوذ علي اساس انه اصبح مشكلة رهيبة في حيتنا ولا يمكن السكوت عنها‏!‏ فكل هذه مهاترات في ظاهرها الجدية أما باطنها فلا يزيد عن كونها متاجرة من منتجه ومخرجه هاني جرجس فوزي في أولي تجاربه السينمائية‏,‏ والواضح ان العقلية التجارية لهاني كمنتج تغلبت عليه كمخرج فلم يبحث الا عن جمع المال فقط وفي سبيله وضع كل عناصر الجذب فجاء الفيلم مليء بكل جرعات المخدرات والجنس والعري والشذوذ‏,‏ وظن ان كل عوامل الجذب هذه ستجر اكبر قدر من المشاهدين‏,‏ خاصة الشباب الذي سيلهث وراء هذه المغريات‏,‏ ولكنه نسي أن هؤلاء الشباب لم يعد ينطوي عليهم مثل هذه المغريات فهي موجودة ومتوافرة ليلا ونهارا وفي كل وقت وفي جميع الكليبات التي تتنقلها بعض الفضائيات وبالتالي لن ينزل من بيته ويدفع ثلاثين جنيها لمشاهدة فيلم تافه وسخيف وضعيف فنيا حتي لو كان عن الشذوذ وبطلانه اضلاع مثلث الاثارة والعري علا ودوللي وماريا صاحبة كليب العب‏..‏العب وحتي لو كان بدون رقابة وحسنا فعل علي ابو شادي رئيس الرقابة عندما سمح بعرض الفيلم فالمنع ليس هو العقاب وانما عرضه هو أشد عقاب يستحقه‏!‏

وليس هناك وجه للمقارنة بين هذا الفيلم وفيلم ميكانو علي الرغم من أنه من انتاج الشركة نفسها فميكانو فيلم رائع بكل المقاييس بدءا من جودة قصته التي كتبها الزميل الناقد الصحفي وائل حمدي ومرورا بأبطاله السوري تيم الحسن في أولي بطولاته السينمائية وخالد الصاوي وخالد محمود وأول أخراج لمحمود كامل‏.‏ ويأتي جمال الفيلم في تعرضه لحالة مرضيه جديدة علي السينما المصرية عموما فغزل منها حالة انسانية عذبة للشاب خالد تيم الحسن الذي يفقد الذاكرة كل عام تأثرا بعملية استئصال ورم خبيث بالمخ وقد أثبت تيم أنه ممثل سينمائي متمكن مثلما أثبت من قبل أنه ممثل تليفزيوني متمكن من خلال دوره الرائع في الملك فاروق فجعل من نفسه نجما من نجوم الصف الاول‏.‏

ويحسب للفيلم أنه اعادنا لزمن العلاقات الاسرية السليمة فالاخ الاكبر ـ وليد ـ خالد الصاوي يتفاني في رعاية أخيه الاصغر لدرجة جعلته ينسي نفسه بدون زواج حتي الاربعين خوفا من الانشغال عن رعاية أخيه في زمن ساد فيه قبح التفكك الاسري ـ وقد برع الصاوي كعادته دائما في الإلمام بالشخصية وابعادها النفسية بين الخير والشر في دور جديد يضاف لرصيده من الادوار المختلفة من عمل لآخر فأصبح ممثلا من العيار الثقيل‏.‏

ومن جماليات الفيلم أيضا عرضه لقصة الحب والرومانسية المفقودة علي شاشتنا الحالية بين خالد وأميرة نور في شكل جديد ومختلف مما أعطي الفيلم نكهة ومذاقا خاصا‏.‏ وجاءت نور في هذا الفيلم مختلفة في كل شيء حتي الاداء جاء سلسا وبتمكن فنجحت في الجمع بين جمال الشكل والاداء التمثيلي الرائع‏.‏ بدون عري ولا اثاره مثل غيرها وجاءت الموسيقي التصويرية ـ لتامر كروان ـ علي نفس القدر من البراعة في التعبير عن أحداث الفيلم فأضفت عليه شجنا زاد من عذوبة ورقة الفيلم واستطاع محمود كامل ان يلم بكل خيوط العمل وتوجيه الممثلين فبدا وكأنه أخرج من قبل مرات ومرات‏.‏ وعموما فالفيلم كله يعيدك الي زمن الفن الراقي وشتان بينه وبين الفيلم اياه‏!!.‏

الأهرام اليومي

04/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)