تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

معركة سياتل الجمهور ممثلاً

غوتنبورغ- قيس قاسم

يحسب لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تميز، إثر اختياره فيلم «معركة سياتل» ضمن عروض دورته الثانية والثلاثين ، علاوة على تنظيم ادارته مؤتمرا صحافياً خاصا في أحد فنادق العاصمة المصرية، لمخرجه الايرلندي ستيوارت تاونسند وبعض ممثليه. اهتمام ملفت، سيما وان الفيلم من طراز بعيد جدا عن التجارية، ولم يحظ بسبب موضوعه الحساس وإنتاجه البسيط بالدعاية الكافية، وهذا يفسر تأخير عرضه في دول أوروبية كثيرة وان البعض فضل نزوله الى السوق مباشرة، عبر الأقراص المدمجة (دي في دي) مما حرم جمهورا كبيرا من متعة مشاهدته في صالات العرض الكبيرة وقلل من تركيز النقاد عليه.

في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1999 حضر ممثلو دول العالم لواشنطن للمشاركة في اجتماعات منظمة التجارة العالمية التي انعقدت في منطقة سياتل. وخلال خمسة أيام تحولت شوارع المدينة الى ساحة معركة حقيقية بين متظاهرين، مجردين من السلاح مناهضين للعولمة، وشرطة مكافحة الشغب مدججين بالأسلحة والدروع. وبسبب عنفها وتغطية وسائل الإعلام لها، لفتت أنظار العالم كله الى المد الجماهيري الواسع المعارض للسياسات الاقتصادية التي تنتهجها المنظمة، والتي يزداد بسببها فقر شعوب العالم وتتفاقم مشاكله السياسية والاجتماعية كل يوم. وبدورهم وثق الصحافيون، بما لا يدع مجالا للشك، قسوة ودموية رجال الشرطة في كبح تلك الاحتجاجات. ومع أن العدسات قد وثقت تلك المعركة، فإن ستوارت تاونسند أراد في أول تجربة إخراجية له، ان يحييها، أن يبعث الروح فيها. بمعنى أدق، أراد إعادة تشكيلها سينمائيا. أراد لأبطالها ان يكونوا كما هم، بشراً من لحم ودم.

أول ما يلفت انتباه المتفرج في «معركة سياتل» قدرة مخرجه على ترويض جمهور عادي، كبير وتحويله الى متظاهرين يتحركون بعفوية وبانفعال مثلما يحدث على الأرض تماما. لقد حول هذا التطويع الصعب، المتظاهرين، الى أبطال حقيقيين. من جهة ثانية، جعل خصومهم، رجال الشرطة، يشاركونهم هذا الدور. حماسة الأداء خلقت مناخا دراميا مناسبا أعطت مخرج العمل مجالا رحبا لزج أكبر عدد من الشخصيات الرئيسية لتنجز وظيفته الدرامية. أو بتعبير أدق، القسط الدرامي منه. فـ«معركة سياتل» جمعت الوثائقي والدرامي، وهو ما يطلق عليه «الوثادرامي» وسارت بمسارين متوازيين ضمن للفيلم النجاح. ولأن السرد البصري الدرامي يحتاج الى حبكة لها أبطالها، وزع المخرج ستوارت تاونسند، بخبرته كممثل وكاتب سيناريو الفيلم، أدوار بطولته على أكثر من واحد. كل منهم يمثل حالة عامة، أو موقفاً. فنحن أمام صراع إيديولوجي في نهاية المطاف، صراع لا يمثل ثنائيات سياسية جاهزة، بل يعتمد على منطلقات إنسانية تحمل في طياتها كما من الانحيازات والانتقالات الشخصية الظاهرة.

متناقضون وجموع

 كل متظاهر هو كائن فرد يمثل نفسه ويشكل مع أمثاله جمعا بشريا. لقد أراد الشريط قبل كل شيء الانتهاء من تجسيد هذا التعبير بوضوح. فنحن وطوال الوقت نعيش مع شخصيات مجتمعة على قضية لكنها تبدو متنافرة على مستوى تعبيراتها الشخصية. وشخصية «جاي» (الممثل مارتين هندرسون) الناشط أو العقل المدبر والمخطط لحركة التظاهرات ومسارها تبدو في تناقض واضح مع رفيقته وصديقته «لو» (ميشيل رودريغيز). هي تشكك في إقدامه وشجاعته، وتتشاجر معه باستمرار. انفعال يكشف عن قلق وعدم يقين. ومع كل هذا هي تظل مخلصة لقضيتها. وبين الشرطي «دالي» (وودي هاريلسون) في وحدة مكافحة الشغب وزوجته تناقض مختلف. الى ما يجمعهما من اصطفاف يضعهما في خانة المؤيدين للدولة وسلطتها، نجد تباينا في شخصيتيهما:

الزوجة «إيلا» (الممثلة الجنوب افريقية تشالز ثيرون) تعمل في محل لبيع الملابس الفاخرة تنتظر مجيء مولودها البكر بسلام، ولا يهمها ما يجري في العالم. عكس زوجها الذي تحتم وظيفته عليه الرقابة والمشاركة في أعمال دموية. مزاجان وسلوكان مختلفان. بل، وفي تطور درامي لاحق ستكون الزوجة واحدة من ضحايا هذه الوحدة نفسها. فحين تشتد المعارك وتتدخل الشرطة بقوة لتفكيك المتظاهرين باستخدام الهراوات تخرج إيلا من محلها، مصادفة، لتجد نفسها وسط الجموع، وفي محاولة منها للهرب من هذا الجحيم تتلقى ضربة هراوة يسددها شرطي الى بطنها تفقد إثرها جنينها في الحال. لقد صارت إيلا ضحية عنف زوجها ورفاقه رجال الشرطة. بتعبير آخر تفككت وحدتها مع من تحب وصارت حالتها منفردة تماما. والصحافية التلفزيونية «جين» ستنحاز الى موقف المعارضين للعولمة بعدما ما رأت بنفسها هول ما تعرضوا له. ستتجدد الانتقالات في المواقف على الدوام. فالمتصارعون هم بشر، اصطف كل منهم في جبهة واحتفظ بفردية مستقلة.

على المستوى الدرامي عبرت معركة سياتل عن جبهتين: واحدة مناهضة لهيمنة أصحاب رؤساء الأموال، الذين يتصرفون بمصائر الناس والطبيعة وفق مصالحهم الخاصة. جبهة واعية، تنشد عدلا وتريد اسماع صوت معارضتها للعالم كله. وأخرى مثلت مصالح مالية كونية عبرت عنها بوسائل مختلفة وكرست وسائل إعلام وقوتي الجيش والشرطة لحمايتها. وفي وسط الشارع تبرز خلافات بين المجموعات المعارضة نفسها: بعضهم يريد زيادة جرعة العنف في مواجهة عنف السلطة ويطالب بتعريض مصالح الأغنياء للتخريب. في حين يصر آخرون، ومن بينهم الناشط جاي على سلمية التحرك والابتعاد عن أذى الآخرين. ويحقق لهذه المجموعة بعض ما أرادت. لقد أوصلت صوتها الى ضيوف المنظمة الدولية، وأربك المتظاهرون بهتافاتهم واحتلالهم الطرقات حركة اجتماعاتهم. وانضم بعض قادة دول العالم الفقير الى جموع المحتجين وأعلنوا صراحة داخل أروقة المنظمة عن كذب برامجها وخواء شعاراتها المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. ونجح المحتجون في تحقيق مكسب مهم حين أجبروا السلطات الأميركية على إطلاق سراح بعض زملائهم الذين زجوا في السجون كمجرمين. لقد فرضوا عليها التعامل معهم كسياسيين، أرادوا التعبير عن آرائهم بحرية يضمنها القانون.

لقد حقق فيلم «معركة سياتل» ما أراد المعارضون للعولمة تحقيقه، أي تذكير العالم بما جرى في واشنطن في العام 1999، وما رمزت اليه معركتهم العادلة.

 

«مرابع قنديل»: فيلم كردي جديد

بعد أربعة أفلام روائية قصيرة، يخوض المخرج الكردي طه كريم تجربته الأولى في اخراج فيلم روائي طويل بعنوان «مرابع قنديل». الشريط حسب ما أعلن المخرج  يجسد العلاقة التاريخية بين القوميات الأربع (الكرد، العرب، الفرس والأتراك) في إطار قصة سينمائية تعكس التعايش السلمي بين هذه القوميات.

عبد الرحمن محمد مدير انتاج «مرابع قنديل» قال انهم استعانوا بمصورين إيرانيين ليشاركوا في تصويره الذي قد يستغرق ثلاثة أشهر تتم في مناطق مختلفة من كردستان. وسيجسد شخصيات الفيلم، أربعة ممثلين رئيسيين وأكثر من 120 ممثلا من القوميات الأربع. وأضاف: طاقم الفيلم مكون من أشخاص محترفين، فنحن نحاول ان نقدم شيئا جيدا للمشاهد الكردي والعالمي.

بدوره قال الفنان آزاد سوزه المدير العام لمديرية السينما في محافظة السليمانية إن لا مشكلة مع إنتاج الفيلم بجودة عالية.

«سينماتك» يدعو الى اشعال الحوار

احتفالاً بالعام الخامس على إطلاقه، يحاول موقع «سينماتك» الإلكتروني أن يكون أكثر مصداقية من ذي قبل مع زواره ومريديه، إذ يقترح باباً جديداً للحوار تحت عنوان «اشتعال الحوار». انه باب يتوخى إثارة قضايا سينمائية مهمة لا بد من الحديث فيها والإجابة عن تساؤلاتها، متمنياً مشاركة الأصدقاء النقاد بروح الحب لهذا الفن الساحر/ السينما. الزميل الناقد حسن حداد المشرف على الموقع أوضح ان باكورة القضايا السينمائية التي ستطرح للنقاش والمداخلة «السينما العربية المستقلة».

الأسبوعية العراقية

01/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)