بدأت دور العرض المصرية استقبال أفلام موسم إجازة نصف العام، ويتبين في نظرة سريعة لهذا الموسم أنه يتضمن معظم الأفلام التي تعرضت للتأجيل أكثر من مرة، فضلاً عن تلك الأفلام التي عرضت خلال موسم عيد الأضحى وحققت نجاحاً جماهيرياً وعلى رأسها «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» لمحمد هنيدي، و «الدادة دودي» لياسمين عبدالعزيز، و «الوعد» لآسر ياسين. تسعة هو عدد الأفلام التي تستقبلها السوق السينمائية المصرية، في حين يستمر عرض الأفلام التي حققت إيرادات خلال موسم عيد الأضحى. ففي أول بطولة سينمائية للفنان السوري تيم الحسن، يعرض له فيلم «ميكانو» الذي تشاركه بطولته الفنانة اللبنانية نور وخالد الصاوي، وهو من تأليف وائل حمدي وإخراج محمود كامل. وكان من المقرر عرضه في موسم عيد الأضحى، لكنه تأجل لعدم الانتهاء من المكساج والطبع وقتها لصعوبة استخراج التصاريح. وتدور أحداث الفيلم حول مهندس شاب (تيم الحسن) يتعرض للإصابة بفقدان الذاكرة، لكنه ينجح في التكيف مع حياته الجديدة بعد فشل شقيقه الأكبر في علاجه. ثم يقع في غرام شابة مطلّقة، فيقرر عدم مصارحتها بحقيقة مرضه.

وكان هذا الفيلم شهد تغيرات عدة في الأبطال المرشحين للمشاركة فيه. ففي البداية تم ترشيح شريف منير، لتشاركه المطربة أنغام البطولة النسائية، ثم توقف المشروع بعد خلافات بين منير والشركة العربية التي وقّعت عقد احتكار في التوقيت نفسه مع النجم السوري تيم الحسن، عقب نجاحه في مسلسل «الملك فاروق»، وأسندت إليه بطولة الفيلم، بينما اعتذرت الفنانة منة شلبي عن البطولة النسائية لارتباطها بعمل سينمائي آخر فتم إسناد الدور الى نور.

ويخوض المنتج وليد التابعي الذي فضّل تأجيل عرض فيلمه هرباً من المنافسة الشرسة مع أفلام العيد تجربة الإخراج للمرة الأولى من خلال فيلم «أزمة شرف». الفيلم من بطولة غادة عبدالرازق وأحمد فهمي ومن تأليف طارق بركات. تدور أحداث الفيلم في إطار تشويقي مملوء بالأكشن والغموض حول قضية قتل زوجة مطرب مشهور والسائق الخاص بها. ومن خلال البحث في قضية القتل يتفجر الكثير من الأحداث.

تأليف مشترك

أما فيلم «بدون رقابة» فيعد أولى تجارب المنتج هاني جرجس فوزي أيضاً مع الإخراج السينمائي، وقام بتأليف الفيلم خمسة من طلاب معهد السينما - قسم سيناريو. والفيلم من بطولة أحمد فهمى وإدوارد وماريا وباسم سمرة، وكان تم تأجيله لموسم نصف العام لعدم الانتهاء من توليفه. ويتعرض الفيلم لمشاكل الشباب وبخاصة قضايا «الشذوذ» من خلال ثمانية نماذج لشباب يدرسون القانون في كلية الحقوق، وفي الوقت نفسه يخالفون القوانين والأعراف كافة، إذ تدور أحداث الفيلم في داخل شقة تحمل الرقم 77 يملكها «أحمد فهمي» الذي يستقل فيها بعد ترك والديه لها وانتقالهما الى منطقة أخرى، يتردد اليها أصدقاؤه من الشبان والفتيات.

وبعد انتظار ثلاث سنوات، يرى فيلم «صياد اليمام» لأشرف عبدالباقي النور، ويشاركه البطولة طلعت زكريا وصلاح عبدالله وبسمة وراندا البحيري. الفيلم عن سيناريو وحوار علاء عزام وإخراج إسماعيل مراد، وبدأ تصويره منذ ٤ سنوات ثم تعطل التصوير أكثر من مرة لظروف إنتاجية. يذكر أن هذا الفيلم عرض في مهرجان دمشق السينمائي في دورته الأخيرة. كما نجح المخرج في بيع الفيلم داخلياً وخارجياً وحدد له موعد عرض، لكن الموزعين رأوا أنه فيلم مهرجانات ينتمي إلى نوعية أفلام يوسف شاهين. الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأديب إبراهيم عبدالمجيد. وتدور أحداثه حول شاب يدعى «علي» وحول رحلته في الحياة منذ سن العشرين حتى الأربعين، فهو دائماً يحمل بندقيته كي يصطاد لدرجة انه ترك عمله من اجلها، ما يثير الكثير من المشاكل بينه وبين زوجته. ويوضح الفيلم كيف يرى «علي» الناس من حوله ويتعامل مع الزواج والحب والصداقة وغيرها من القيم الإنسانية.

ومن الأفلام التي تقرر عرضها أيضاً فيلم «أيام صعبة» عن سيناريو وحوار محسن يوسف وبطولة هشام عبدالحميد وسلوى خطاب وباسم سمرة ومن إخراج فادي فاروق في أول تجربة اخراجية طويلة له. الفيلم من نوعية الأفلام البوليسية التي تعتمد الأكشن والإثارة والتشويق، لكن بمفهوم اجتماعي، إذ يقدم رسالة تقول للمواطن المصري «إن العنف ليس الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدل مهما وقع عليك من ظلم». تم تصوير الفيلم في شوارع القاهرة، إضافة الى استوديوات التلفزيون المصري وبعض العشوائيات في منطقة القلعة، التي لم تظهر للمشاهد من قبل. قصة الفيلم مستوحاة من قصة شعبية من العصر العثماني بعنوان «الدفتردار»، تدور حول الملتزم الذي يجمع الضرائب من الفلاحين، والذي يتوجه الى الفلاح مطالباً إياه بدفع ما عليه من ضرائب، ولعدم مقدرة الفلاح على الدفع يأمر الملتزم بضرب عنق البقرة التي يمتلكها الفلاح، وتقسيم لحمها إلى 60 قطعة، ويجبر أهالي القرية على شراء القطعة الواحدة بـ20 ديناراً لسداد ما على الفلاح من دين. وبعدها يتقدم الفلاح بشكوى إلى القاضي، وعندما يدان الملتزم يقرر «الدفتردار» - وهي درجة أعلى من الملتزم - دقّ عنقه وتقطيع جسده إلى 60 قطعة وبيعها للفلاحين بـ 20 ديناراً كي يوفي حق الفلاح. يذكر أن آخر أعمال الفنان هشام عبدالحميد السينمائية كان فيلم «خريف آدم»، المأخوذ عن قصة وحوار للكاتب محمد البساطي ومن إخراج محمد كامل القليوبي (2002)، وتناول من خلاله مشكلة «الثأر»، وحقق نجاحاً كبيراً وحصل على الكثير من الجوائز.

لقاء الأصدقاء

ومن الأفلام التي تقرر عرضها أيضاً فيلم «أعز صحاب» الذي يشارك في بطولته كل من أحمد السعدني وأحمد فلوكس ومروة عبدالمنعم والمطربة سومة. الفيلم من تأليف محمد ناير وإخراج أحمد سمير فرج وتدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء القدامى الذين يلتقون صدفة بعد غياب طويل في حفل خطوبة صديقة لهم وتتطور العلاقة بينهم مرة أخرى حتى موعد الزفاف. الفيلم يضم عدداً من ضيوف الشرف، منهم عبدالله مشرف ورانيا يوسف، وفيه أغنية بصوت سومة بعنوان «أجدع صحاب». يذكر أن الفيلم تغير اسمه أكثر من مرة من «فرح إنجي» لـ «صحاب الفرح» حتى استقر المخرج في النهاية على «أعز صحاب».

وتدخل الفنانة الهام شاهين السباق بفيلمين هما: «خلطة فوزية» و «واحد - صفر» اللذان يعيدان إلهام إلى السينما بعد غياب 4 أعوام منذ قدمت فيلم «خالي من الكولسترول». يشارك الهام شاهين في بطولة «خلطة فوزية» كل من فتحي عبدالوهاب، وهالة صدقي كضيفة شرف، وغادة عبدالرازق، وعزت أبو عوف ونجوى فؤاد وهو عن قصة وسيناريو وحوار هناء عطية. يروي الفيلم تفاصيل حياة امراة صاحبة زيجات متعددة وأبناء من أزواج مختلفين، تحافظ على علاقة جيدة مع ازواجها السابقين وتجمعهم عندها أسبوعياً في لقاءات حميمة خلقت في ما بينهم علاقات أسرية لا يمكن كسرها.

أما فيلم «واحد - صفر»، فهو من تأليف مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبو ذكرى. ويشارك الهام شاهين بطولته خالد أبو النجا ونيللي كريم وغادة عبدالرازق وزينة. وتدور أحداث الفيلم في يوم واحد، تحديداً ليلة فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية، وهي ليلة تتعرض خلالها المؤلفة مريم ناعوم للكثير من القضايا، أهمها أزمة طلاق الأقباط، ومحاولاتهم العثور على تصاريح للزواج... وغيرها من الأحداث المهمة التى يعيشها المجتمع المصري حالياً. وكان من المقرر عرض هذا الفيلم في موسم عيد الأضحى، إلا أنه تأجل بسبب إجراء عمليات المونتاج والمكساج التي تم الانتهاء منها في الأسبوع الماضي.

يذكر أن فيلم «واحد - صفر» فاز بالجائزة الأولى في مسابقة نجيب ساويرس للسيناريو التي أقيمت في كانون الثاني (يناير) 2008.

إضافة الى هذا كله، تقرر عرض فيلم «مقلب حرامية» بطولة محمود عبدالمغني، صلاح عبدالله، ماجد الكدواني. وهو من تأليف وائل عبدالله وخالد جلال، أما الإخراج فلسميح النقاش في أولى تجاربه السينمائية. وتدور أحداث الفيلم في إطار بوليسي كوميدي عن مجموعة من الأشخاص المتخصصين في سرقة الأجهزة التكنولوجية. أما الأفلام التي لم يتأكد عرضها حتى الآن فهي: «عين شمس» للمخرج إبراهيم البطوط، و «بصرة» لأحمد رشوان، و «كلام جرايد» لفتحي عبدالوهاب و «حفلة موت» لمحمد رياض.

الحياة اللندنية في 30 يناير 2009