تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

موضوع يحتاج لدراسات وندوات متخصصة ومهرجان

صورة فلسطين في السينما العربية والعالمية

كيف تبدو فلسطين في السينما العالمية؟ سؤال كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل طرحه قبل بضعة عقود من الزمن وبتحديد أكثر قبل عدوان عام 1967 فقد كان هذا الوطن المسمي فلسطين يعامل في السينما العالمية وفق المقولة الصهيونية الكاذبة الشريرة التي تقول عن فلسطين إنها  أرض بلا شعب كشعب بلا أرض  فالاتجاه العام الذي كان يحكم السينما الأمريكية المسيطرة علي هذه الصناعة عالمياً كان اتجاهاً أقرب ما يكون إلي ما يطلق عليه الآن المسيحية الصهيونية وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس الراحل جورج بوش وما يفرق هذه الطائفة عن غيرها من الطوائف المسيحية هو إيمانها المطلق بكل ما جاء في العهد القديم أو التوراة خصوصاً ما يخص بني إسرائيل وضرورة عودتهم إلي أرض فلسطين وإعادة بناء الهيكل حتي يعود المسيح من جديد ليعم السلام ألف عام وقدمت السينما العالمية في حقبة الأربعينيات والخسمينيات من القرن الماضي عشرات من الأفلام التي تستمد حكاياتها من خرافات وقصص التوراة علي أساس أنها وقائع تاريخية حقيقية مثل أفلام  الوصايا العشر  وشمشون ودليلة  و داود وجوليات  و المصارعون   الخروج  و بن هور  وزاد من وتيرة انتاج هذه الأفلام قيام إسرائيل في عام 1948 وتحمس المسيحية الصهيونية واليهود الصهاينة في هوليوود لها واعتبار أن هذه الأفلام مع غيرها من أفلام المحرقة هي دعاية ودور سياسي في تثبيت وجود هذا الكيان وأحقيته في أرض فلسطين.. ومع قيام إسرائيل بعدوان 1967 وانتصارها المذهل علي ثلاث دول عربية وقضمها لمساحات أضعاف مساحتها من الأراضي العربية ظهر عدد غير قليل من الأفلام التي تمجد هذا الانتصار وتعلي من شأن  العبقرية اليهودية العسكرية  مثل أفلام  امرأة تدعي جولدا  عن جولدا مائير وفيلم  طلقة الرعد  عن عملية مطار عنتيبي ضد المقاومة الفلسطينية وفي كل الأحوال كان يشار للفلسطينيين إذا سمح بظهورهم في هذه الأفلام بأنهم عرب وكان اسم فلسطين لا يرد تقريباً علي لسان أي شخصية من الشخصيات لكن ازدياد المقاومة قوة وقيام منظمة التحرير الفلسطينية ومجهودات عدد من الشخصيات العربية والعالمية في محاولة إعادة الاعتراف بالهوية الفلسطينية وتاريخ فلسطين دفع بعدد قليل من الأعمال العالمية للاعتراف بالهوية الفلسطينية وتاريخ فلسطين مثل فيلم  هناك  للمخرج اليوناني كوستا جافراس وفيلم  ميونيخ  لستيفين سبلبرج  بل وأفلام من داخل إسرائيل تناقش قضية علاقة الفلسطيني صاحب الأرض بالمهاجر اليهودي مثل فيلم  الخماسين  لدانيال فاتسمان وعدد من أفلام المخرج اليساري الإسرائيلي المنشق عن الصهيونية عاموس جيتاي مثل فيلم  بيت  و يوميات حملة  وفيلم  استر  وتحتاج الأعمال التي تناولت هذه القضية لتنظيم عروض استعادية له وأبحاث وندوات تعيد النظر في الصورة التي ارتسمت في المخيلة الغربية عن فلسطين وكيفية تصحيحها بدلاً من الاكتفاء بالإدانة والشجب.

أما صورة فلسطين في السينما العربية فقد تناولتها العديد من الأقلام خصوصاً في الفترة الأخيرة وهي أيضاً يمكن تقسيمها إلي مراحل مختلفة حسب الظرف التاريخي ففي ما بعد هزيمة عام 1948 وحتي قيام إسرائيل بقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية قدمت السينما المصرية علي استحياء عدداً قليلاً من الأفلام التي تقدم نظرة رومانسية لفلسطين مثل  فتاة من فلسطين  و الله معنا  بالاضافة إلي ذكر النكبة كمحرك للأحداث المتعلقة بثورة 23 يوليو 1952 في مصر وهو نفس حال الأفلام التي انتجت في أعقاب هزيمة 1967 مثل أفلام  أبناء الصمت  وتلك التي انتجت عن حرب أكتوبر مثل  العبور الكبير  و الرصاصة لاتزال في جيبي  وغيرها.. أما فيلم  المخدوعون  عن قصة غسان كنفاني والذي أخرجه توفيق صالح لصالح مؤسسة السينما السورية فتناول مأساة فلسطين الشتات.. ولم تظهر صورة فلسطين الحقيقية إلا بعد ذلك في عدد من الأفلام الفلسطينية التسجيلية أولاً ثم في عدد من الأفلام الروائية العربية مثل أفلام  أحلام المدينة  و الترحال  و عائد إلي حيفا  و كفر قاسم  والملحمة السينمائية  باب الشمس  التي تسجل نكبة فلسطين بشكل ملحمي في ست ساعات وأيضاً في أفلام مثل  الجنة الآن  وأخيراً في فيلم  عيد ميلاد ليلي .

إن هذا الاستعراض السريع للأفلام التي رسمت صورة فلسطين في مخيلة الأجيال سواء العربية أو الأجنبية يحتاج كما قلنا لأكثر من مهرجان متخصص ودراسات مكثفة تستطيع أن تقدم تصوراً لأوجه قصور هذه الصورة وحال نجاحها من أجل تقديم أعمال متقنة تخاطب الوجدان العربي والعالمي في هذا الوقت الذي أصبحت فيه الصورة سلاحاً لا يقل أهمية عن الطلقات والطائرات.

 

 

السينما الرقمية في الطريق إلي المنطقة

منذ اختراع السينما واستقرارها كفن مرثي وصناعة ترفيهية منذ ما يزيد علي قرن من الزمان ظل الشكل الأوحد للأفلام السينمائية هو تلك الأفلام التي تتم طباعتها علي أشرطة من مادة السليولوز من مقاسات مختلفة 8مم، 16مم، 35مم، والتي تعرض علي آلات عرض ميكانيكية تقوم بتحريك الفيلم بسرعة ثابتة أمام مصدر للضوء فتسقط الصور المتحركة علي شاشة بيضاء في قاعة مظلمة ورغم العديد من التطورات التي ادخلت علي هذه الأفلام مثل إضافة الصوت والألوان وغيرها إلا أنها ظلت في جوهرها تنتمي للشكل التقليدي الذي بدأت به ورغم ظهور التلفزيون وتقنياته الخاصة في التصوير والعرض والقفزات التي حدثت في هذا المجال إلا أن العروض السينمائيةظلت ثابتة علي التكنولوجيا الميكانيكية التي بدأت بها. ومنذ خمس سنوات تقريباً قام المخرج المبدع جورج لوكاس بأول ثورة حقيقية في أساليب عرض الأفلام السينمائية حين قام ببث فيلمه  حرب الكواكب - الحلقةالأولي  عن طريق بث فضائي إلي أكثر من خمسين دار عرض استقبلتها علي أجهزة لفك الشفرات وعرضتها علي الشاشات لكن هذه التجربة ظلت تجربة وحيدة تقريباً حتي وقت قريب وإن كان تصوير بعض الأفلام السينمائية بالتقنية الرقمية قد عرف طريقه إلي هذه الصناعة لكن هذه الأفلام نفسها كانت تعرض في صالات العرض علي أشرطة 35مم لكن العام الماضي فيما يبدو وهذا العام بالتأكيد شهد وسيشهد ثورة حقيقية في تغير آلات وأشرطة العرض السينمائي من أشرطة السليولوز إلي الأشكال الرقمية المختلفة التي يعتمد بعضها علي البث الفضائي والاستقبال وفك الشفرة في دور العرض ويعتمد البعض الآخر وهو الأكثر انتشاراً علي الكومبيوتر الذي يزود بنسخة  هارد ديسك  من الفيلم يحولها إلي صورة تبث مباشرة إلي شاشة دار العرض.. ويحقق هذا الأسلوب عدداً من الفوائد المهمة لصناعة السينما.. فالنسخ الرقمية تمتلك دقة متناهية في إظهار التفاصيل والألوان لا تتأثر بمرات العرض مثل النسخ التقليدية للأفلام كما أنها تحقق توفيراً كبيراً في عمليات طباعة النسخ وحجمها ونقلها من مكان إلي آخر وتستخدم السينما الرقمية آلات عرض خاصة بها تبدو أسعارهامنذ الآن أقل بكثير من آلات العرض السينمائي التقليدية.. وقد جهزت بالفعل دار عرض في مجمع جراند سينما  في المجمع التجاري فستيفال سيتي في مدينة دبي بالسينما الرقمية أتيح لكاتب هذه السطور أن يشاهد أحد العروض المقدمة بهذه الطريقة وهو فيلم Changeling أو  استبدال  الذي تشاهده الدوحة هذا الأسبوع.

الراية القطرية في 29 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)