تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الفيلم الإسرائيلي "من أجل أبي":

دراما إنسانية....حكاية سياسية

يورغ تاستسمان    ترجمة: منى صالح

تعرض دور السينما الألمانية فيلماً جديداً للمخرج السينمائي الإسرائيلي درور زهافي بعنوان "من أجل أبي" ويتناول قصة شاب فلسطيني حاول أن يفجر نفسه في تل أبيب لإنقاذ شرف أبيه، بعد أن أُعتبر متعاوناً مع الإسرائيليين. يورغ تاستسمان يستعرض الفيلم.

تعرض دور السينما الألمانية فيلماً جديداً بعنوان "من أجل أبي" للمخرج السينمائي الإسرائيلي درور زهافي Dror Zahavi الذي كان قد اشتهر بفيلم الجسر الجوي" الذي كلف إنتاجه عشرة ملايين يورو وصور فيه الأحداث في برلين عندما كانت محاصرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويعيش المخرج في ألمانيا منذ أكثر من عشرين عاماً وكان قد درس الإخراج السينمائي في ألمانيا الشرقية سابقاً.

أما فيلم "من أجل أبي" فتدور أحدثه حول شاب فلسطيني حاول أن يفجر نفسه في تل أبيب لإنقاذ شرف أبيه بعد أن اعتبر متعاوناً مع إسرائيل لأنه يلعب كرة القدم مع فريق إسرائيلي.

دراما إنسانية

الفيلم عبارة عن دراما تعالج مشاعر إنسانية وإمكانيات التفاهم والتسامح. أحد أبطاله شاب فلسطيني يدعى طارق؛ كان في البداية لاعب كرة قدم ناجح في فريق إسرائيلي، مما جر عليه السخط وعرضه إلى تهمة التعاون مع إسرائيل. وفي ضوء هذه الاتهامات يريد طارق إنقاذ شرف أبيه الذي كان ينظر إليه وذلك من خلال تفجير نفسه في أحد أحياء تل أبيب المكتظة.

لكن فتيل الانفجار كان معطوباً، فاضطر طارق إلى البقاء في تل أبيب، حيث توجه إلى السيد Katz، صاحب متجر للأدوات الإلكترونية، وطلب منه أن يصلح العطب في فتيل التفجير. لكن اليوم كان يوم سبت، فاضطر طارق إلى الانتظار حتى يوم الاثنين. فيلم "من أجل أبي" يتحدث عن تقارب بين بعض الإسرائيليين مثل التاجر كاتس والشابة Keren مع طارق، الذي كان في البداية منغلقاً على نفسه.

كسر للتابوهات؟

ولكن، هل استفز المخرج أبناء وطنه من خلال هذا التقارب؟ ويجيب عن هذا التساؤل المخرج درور زهافي بالقول إن الاستفزاز يكمن أيضاً في معالجة النواحي الدينية، و مما يعتبر استفزازاً في إسرائيل أيضاً معالجة أمور الجيش. وأضاف أن قتل جندي خلال التدريبات المائية العسكرية وفقدان أب من الناجين من المحارق النازية ابنه الوحيد مثلما كان فقد أبويه في الحرب العالمية الثانية إنما هي من الأمور الاستفزازية.

فمثل هذه الموضوعات تعتبر من المقدسات في إسرائيل؛ لهذا فهي تشكل على جميع الأحوال تحدياً للجمهور الإسرائيلي. كما يظهر المخرج يظهر في هذا الفيلم التمزق داخل المجتمع الإسرائيلي ، ففيه تظهر شخصية العجوز كاتس الذي يفقد ابنه، وشخصية شرطي عنصري يشتبه على الفور بأن طارق إرهابي. وكذلك الشابة كيرين التي تنحدر من أسرة متعصبة دينياً تطردها من البيت لأنها حملت طفلاً، ثم يبدأ حب رومانسي عذري بين طارق وكيرين .

واقعية جديدة؟

واعتبر المخرج زهافي أن دور الفن في إسرائيل لا يكمن في تصوير الواقع وإنما كيف يمكن لهذا الواقع أن يكون . وأضاف أنه قبل كل شيء لو أنه صور في هذا الفيلم الحقيقة كما هي لوجدنا أنفسنا في طريق مسدود، كما قال. واعتبر المخرج أن الوضع بكامله مشرف على الانفجار، معبراً في الوقت ذاته عن الأمل في أن لا ينفجر في المستقبل القريب. وأضاف يقول "عندئذ لا أكون قد عرفت كفنان لماذا أصنع هذا الفيلم". وهو يريد على حد قوله أن يحدث تأثيرا ما من خلال أفلامه. وبشكل عام فإن فيلم „قصة أبي كاملة" قد يكون بسيطاً ومليئاً بالصور المتداولة، لكنه يشد المشاهد حتى آخر لحظة، لأن لا يعرف إطلاقاُ فيما إذا كان طارق سينفذ عملية الاعتداء أم لا.

دويتشه فيله 2009

موقع "قنطرة" في 26 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)