تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

اوليفييه أساياس: السينما تماسي مع العالم

بيروت ـ هوفيك حبشيان

عرف المخرج الفرنسي الكبير اوليفييه أساياس كيف يخطف في عدسته لحظات من الحياة .. بأناقة إخراجه وجرأة المواضيع التي اختارها، أعاد إنتاج سينما فرنسية في قالب حيوي وجاد ، وساهم كذلك في إطلاق ممثلات شابات أصبحن نجمات مثل فيرجيني لودويان وجوديت غودريش.

اقترن اسمه بمهرجان «كان»، حيث عرض أفلامه، وبالممثلة الصينية ماغي تشونغ التي صارت زوجته، وبأندريه تيشينيه الذي تشاركه في كتابة سيناريوهات عدة. هذا الرجل، صاحب الأفلام ال15، والمتعدد الوجوه والاهتمامات (فن تشكيلي، نقد، كتابة، موسيقى روك) هو أيضاً خبير بشؤون السينما الآسيوية، حيث كان الأول في التعريف عنها في أوروبا والعالم.. في لقاء سريع معه كان هذا الحوار..

·     مع كل جديد لك، تشيع أجواء جديدة ومختلفة عما سبق أن قدمته. لكن هناك خطاً سينمائياً يجتاز مجمل أعمالك ، كيف تستطيع أن تجدد نفسك في كل مرة، وتحافظ في الوقت نفسه على هويتك السينمائية؟

هذا أمر بديهي. لحسن الحظ أن لكلّ منا جوانب متعددة، ثم ان عامل الزمن يحولنا أشخاصاً مختلفين.. ذائقتنا تنضج ونبتعد عن أمور كانت تثير فضولنا، بعدما نشعر أننا استهلكناها. هذا ما هو جميل في الحياة. لا أفهم المخرجين الذين يتركون الانطباع بأنهم دوما في الإطار نفسه، علماً أنهم يستخدمون السينما كي يستكشفوا عوالم استثنائية. ثمة مبدعون كبار لا يخرجون عن قمقمهم.

المتعة التي أشعر بها لدى ممارسة مهنة الإخراج، آتية من أن السينما تدعني استكشف العالم. أحيانا، قد تفيد السينما لإجراء تواصل بين أنفسنا وبين عالم لا نعرفه معرفة كافية. «الأقدار العاطفية» مثلاً، سمح لي بأن استكشف في الحين نفسه حقبة ومنطقة وحرفة، لم أكن مطلعاً عليها.

·         كنت في ال25 من العمر حين بدأت تكتب في «دفاتر السينما».. هل كان لديك ثقافة سينمائية واسعة؟

لا لم أكن واسع الاطلاع على السينما، كنت أشاهد أفلاما كثيرة، وأهتم بالعديد منها. من هذا المنطلق، أعتبر «دفاتر السينما» مدرستي السينمائية.

·         حين مررت وراء الكاميرا، لم تغفل الجانب البصري، وظل الطابعان الأدبي والشفهي مهيمنين على أفلامك ، فهل هذا مقصود؟

في لحظة ما فهمت انه لا يمكنني أن أكون سينمائياً ورساماً في الحين نفسه. كان يجب أن اختار مهنة واحدة. لم أتردد في الاختيار. وكنت اعلم أن السينما، كسائر الفنون، تتطلب التفرغ التام. للرسم جانب انعزالي كان يزعجني، في حين كانت السينما تضعني في تماس مع العالم والواقع خلافاً للرسم الذي كان طريقة للانغلاق في عالم داخلي. وهذا ما لم أتمكن من التأقلم معه.

·     تؤسس في أفلامك لعلاقات وطيدة بين شخصيات القصة.. هل في الإمكان اعتبار أن سلوك هذه الشخصيات أكثر ما يهمك في العمل السينمائي؟

هذا الأمر اكتسبته جراء العمل مع اندريه تيشينيه. قبل أن ابدأ في الإخراج، كان لقائي وتيشينيه حاسماً. كتبنا معاً «موعد» من بطولة جولييت بينوش.

بفضل اندريه، تعلمت كيف بإمكاننا التأليف من أجل الممثلين. في الواقع، أهم ما في الكتابة هو التفكير في ال«تقمص» وفي الحضور الجسدي للممثلين. تعلمت أيضاً أن على السيناريو أن يكون، قبل أي شيء آخر، مسار شخصية ما. وينبغي للوحة الشخصيات أن تكون حقيقية وصادقة وتحركها غرائز متناقضة تفضح مدى صعوبة اختراق العقل البشري.

·         معروف انك تمنح الممثلين حرية كبيرة أثناء أدائهم الدور، وانك غير صارم في تعليماتك.. فهل هذا صحيح؟

هذا الأمر جاء بمرور الوقت.. في بداياتي كنت اتبع الحوارات حرفياً، وكنت مخلصاً لبنية المَشاهد علماً أنني كنت امنح الممثلين شيء من الحرية.

ولكن مع الزمن، بدأ ينتابني نوع من النفور لدى سماع حواراتي تخرج من أفواه الممثلين. لا أحب سماع الممثلين يجسدون ما كتبته، بل ارغب في أن يحرّف هؤلاء النص ويحولونه ويضيفون إليه، كي يأخذ الحوار نبرة حديث عادي. في الواقع، إني مقتنع أن المسألة ليست عبارة عن كلمات إنما مشاعر.

·         هل ثمة «ذبذبات سينمائية»ـ إذا جاز التعبير ـ خيمت على ذهنك مخرجاً، وسعيت لاحقاً إلى التخلص منها؟

روبير بريسون كان شديد التأثير فيّ. ولا أزال اعتبره اكبر مخرج في التاريخ. تأثيره مستمر في وجداني. ولكن، اليوم أصبحت أكثر تحرراً إزاء تأثيره في أعمالي.

·     نصل إلى ماغي تشونغ الشخصية الأساسية في اثنين من أفلامك «ايرما فيب» و«كلين»، وزوجتك خارج الشاشة.. كيف تعرفت إليها؟

التقينا للمرة الأولى في مهرجان البندقية. كنت في لجنة التحكيم وهي جاءت لتقدم «رماد الوقت» لوانغ كار ـ واي. جرى تعارفنا عن طريق أصدقاء، وأتذكر أنها كانت صاحبة جمال وحضور آثريين. عندما كتبت سيناريو «ايرما فيب»، كتبته وفي خاطري أنها ستمثل هي الدور الرئيسي. وأجد أن الموضوع والفضيلة تجسدا في هذا الفيلم عبرها.

البيان الإماراتية في 21 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)