تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الناصر خمير:

«بابا عزيز» فيلم يحمل دلالات ويكشف النقاب عن الوجه الآخر للإسلام

بيروت ـ هوفيك حبشيان

الناصر خمير من طراز المثقفين الذين يؤمنون أن على العمل الفني الإفصاح عن مضامينه بنفسه، رغم انه يتكلم بالكثير من الشغف والحنين إلى مرحلة من التاريخ كان للعرب فيها حضورهم وتأثيرهم في الآخرين ودورهم الثقافي والاجتماعي. «إلى اليوم»، يعلق المخرج التونسي، «لم يفهم العرب بعد أن من دون صورة لن يدخلوا الحداثة والتطور والانفتاح».

فيلمه الأخير «بابا عزيز» يعج بالدلالات والرموز، أما عن السؤال المتعلق بالهدف، فسينمائي مثل خمير يجد مَخرجاً كهذا للرد: «ماذا تفعل إذا كنت تمشي ووالدك، فيقع الأخير أرضا ويتلطخ وجهه بالوحل؟ ، تحاول رفعه وتنظيف وجهه، ووجه والدي هو الإسلام، ومع ما يحدث في العالم اليوم من تلطيخ لصورة الإسلام وثقافته وحضارته، حاولت كشف النقاب عن الوجه الآخر للإسلام: الصوفية. لا استطيع أن أقول أكثر من هذا: ولدت سينماي من الإحساس بأننا مضطهدون منذ سحيق العهود، وفي عالم انتصرت الأكذوبة على أي محاولة للحوار. لم أكن املك أي شيء لتنظيف «وجه والدي» (الإسلام)، فماذا يستطيع أن يفعل فيلم؟ أمضيت 12 سنة من عمري وأنا أسعى لانجاز «بابا عزيز»، واعترضت طريقي صعاب الدنيا كلها، ولو اقتضى الأمر 20 سنة، لما تأخرت، إنها مسألة شرف.. نشأ الفيلم من هذا التمرد الذي أكلمك عنه».

بصفته تونسياً وعربياً يقول خمير انه يعيش حالتي المنفى الداخلية والخارجية. وتوصل إلى استنتاج مفاده أن رغم الصعاب المحيطة بنا اليوم في عالمنا المعاصر، بعض العرب لا يفهم أن الصورة هي الرافعة الأساسية للحداثة والحضور بين الثقافات الأخرى: لا حضور لنا بلا صورة .

وقد نُهان في كل لحظة من دونها، وإذا قررنا انجاز فيلم نتكلم فيه عن مواضيع محرمة، نجد أن احتمال أن يُدعم من الخارج أو الداخل شبه معدوم. ويؤكد خمير أن معاناته ناتجة من غياب العالم العربي في مقابل عدم نزاهة الغرب.

والصعوبات التي عرفها أثناء تصوير «بابا عزيز» في الصحراء لا تستحق أن تروى، وهي طبيعية ، وان يكون فريق العمل موجوداً على بعد أربعين كلم من أقرب هاتف، هذا الأمر لم يزعجه بتاتاً. المشكلة الأكبر كمنت في الإمكانات المحدودة جداً التي حظي بها للتصوير.

بميله إلى التشاؤم الصارخ، يستغل خمير اصغر مناسبة لانتقاد العالم العربي. في رأيه، هذا العالم يحتضر على نار خفيفة، والسبب انه لا يستطيع الحفاظ على جمالياته. يقول: «مصيبة العرب آتية من انعدام الرؤية وفقدان حاسة البصيرة لديهم. هناك عشرات الفضائيات العربية، يجمعها القبح والفحش، لذلك ليس لدينا مكان ندافع فيه عن ثقافتنا الحقيقية».

لكن هل تستحق السينما هذا القهر كله الذي يسمم الوجود؟ ، يرد قائلاً: «عش تجربة أن تحافظ على فكرة عامرة في داخلك على مدار 12 سنة، وعش تجربة أن تتعرض للرفض بسبب طبيعة الفيلم وتصبح متروكاً من الشرق، لأنك لا تحدث صخباً في العالم الغربي... عش تجربة مماثلة، ثم تعال اليّ وقل : أيحق لي أن اغضب أم لا.

يجب التمسك بالغضب. لا أدعو إلى العنف، لأن ثمة فرقاً بينهما. الغضب كالخلاص، شأنه شأن الحرارة عندما يكون الجسد مريضا».

البيان الإماراتية في 20 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)