تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو في 'رحلتها الى الشمس':

هذا الفيلم سوف يبقى في أذهان الناس طويلا!

حاورتها: بيرجان أونفير     ترجمة: عدنان حسين أحمد

حصل فيلم 'رحلة الى الشمس' ليسيم أستا أوغلو جائزة أفضل فيلم أوروبي في الدورة التاسعة والأربعين لمهرجان برلين في شهر أيار (مايو) عام 2000، كما عُرض في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية وصالات السينما منذ ذلك الحين. وفي المراجعة النقدية التي كتبها ديفيد ولش عن الفيلم قال ' لا يزال هناك بعض الناس الشجعان حتى في مجال صناعة الأفلام'. يؤكد السيد ولش انطباعاته عن المخرجة كالآتي 'المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو هي شخصية هادئة، رقيقة الصوت، لكنها امرأة مصممة بشكل جلي'. وعلى الرغم من أن أستا أوغلو 'هادئة ورقيقة الصوت' في مظهرها، لكن شجاعتها وتحديها رائعان. لقد لفتت الانتباه الى الأكراد أو الى القضية الكردية من وجهة نظر إنسانية بواسطة فيلمها الأخير 'رحلة الى الشمس'. (ولمناسبة اشتراكها في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي حيث سيُعرض لها فيلمان مهمان وهما 'رحلة الى الشمس' ، و'صندوق باندورا'، ارتأينا أن نترجم هذا الحوار الى العربية لإحاطة القارئ الكريم بجانب من تجربتها السينمائية آملين أن نسلط الضوء على بعض أفلامها التي سوف تُعرَض خلال أيام المهرجان الاثني عشر. جدير ذكره أن يسيم من مواليد مدينة كارز التركية عام 1960 وقد أنجزت حتى الآن تسع أفلام روائية ووثائقية من بينها 'بانتظار الغيوم'، 'الطريق'، 'الفندق'، 'الامساك بلحظة'، و 'صندوق باندورا' وقد تخلت عن الهندسة المعمارية وانقطعت للسينما). وفي الآتي نص الحوار المترجم.

·         ما هي الحاجات الضرورية التي دفعتكِ لصناعة هذا الفيلم؟

كأن فيلم 'رحلة الى الشمس' يشبه صوت أولئك الذين لم يستطيعوا أن يتكلموا بصوت عالٍ من قبل. ومن الغريب أن هذا الموضوع لم يتم التعامل معه كلياً في الماضي.

·     على الرغم من أنك مهندسة معمارية كبيرة فقد أنجزت كتابة قصتين قصيرتين في سن مبكرة في عام 1984. ما الذي جعلك تميلين الى صناعة الفيلم؟ في كلا فيلميك القصيرين، هل يحتويان على أفكارك الاجتماعية والسياسية التي تفضلينها؟

لا يزال إقليم كارادانيز حيث ترعرعت مكاناً غامضاً، إذ يحتوي على جغرافية غنية جداً وثقافية. أنا أصبح معقودة اللسان حينما أتحدث عن جمالها البصري الذي منحني الشغف لأن أتجه صوب الفيلم. بطريقة أو بأخرى تحتوي سيناريوهاتي على قصص عن الناس الذين التقيتهم وصادفتهم. وعلى سبيل المثال، فإن فيلمي الأول 'الإمساك بلحظة' كان قائماً على أساس شخصي.

·         متى اتجهت صوب الفيلم، وما هو المقترب الذي سلكته؟

في الفيلم التعبير والتأمل ضروريان. شخصياتي يجب أن تغتني سايكولوجياً، ويجب أن تتفاعل مع المجتمع والبيئة. كما أن علاقتهم بالطبيعة هي أيضاً على أهمية كبيرة. هذه الأشياء هي دائماً مهمة بالنسبة لي، وقد أصبحتْ بطريقة ما جزءاً من أسلوبي.

·     ذكرَ إلهان ميمارأوغلو وهو مؤلف موسيقى الكترونية وكاتب بأن فيلمك 'الأثر' كان واحداً من أفضل الأفلام التي شاهدها. أتعتقدين أنك ساهمت في السينما التركية؟ أو الى أي مدى تعتقدين أنك ساهمت في السينما التركية بهذا الفيلم؟

في فيلمي 'الأثر' الأسلوب الذي ذكرته آنفاً يمكن أن يُرى. وأستطيع أن أخمّن بانني أثريت صناعة السينما.

·     أخذ فيلم 'رحلة الى الشمس' شكلاً اجتماعياً وسياسياً الى درجة أن تركيا قد وضعته تحت المراقبة. لقد جلبت بنجاح هذه الموضوعات الى دائرة الضوء. ما الأشياء التي كنت تحتاجينها لإخراج هذا الفيلم؟

كان فيلم 'رحلة الشمس' بمثابة صوت لأولئك الناس غير القادرين على الكلام بصوت عالٍ من قبل. من الغريب أن هذا الموضوع لم يتم التعامل معه كلياً في الماضي.

·         بمن تأثرتِ من المصورين السينمائيين؟

' تمثيلاً لا حصراً، بعد الجزء الأول من الفيلم كانت هناك سلسلة من اللقطات السريعة لاستانبول، وقد شعرت بانني أشاهد نسخة مصورة من قبل آرا غولَر، بينما الفيلم أو 'رحلة الى الشمس ' والذي يرتبط بذهني بفيلم 'الطريق' ليلماز غوناي'. ان الأساليب في أفلامي بقيت كما هي لسنوات. 'الأثر' هو فيلم تجريدي قليلاً، بينما 'رحلة الى الشمس' هو فيلم أكثر واقعية. وهذا ما منح الفيلم نكهة وثائقية. الانتاج الكلي مثل المكان والناس مشتقان من أسلوبي الخاص. في الحقيقة من المحتمل أن تكون هذه الأفلام أبسط، لكنها أكثر تطوراً. هذا النوع من الأفلام الوثائقية سوف يذكرك بآرا غولَر ويلماز غوناي.

·     هناك مشهد شِجار يحدث بعد لعبة كرة القدم. هل تقارنين ما حدث لليهود في الحرب العالمية الثانية من قبل الألمان بما حدث للشعب الكردي؟ هذا يبدو واحداً من بدايات ألسنة اللهب بخصوص مضمون فيلمك. إذاً، هل تعتقدين بأن هذا النوع من الكراهية يمكن أن يشاهد بشكل واسع في تركيا؟ ألا يزال موجوداً حتى اليوم؟

السيناريو الكلي يميل صوب قصص الحياة الحقيقية. القضايا المحلية والخصائص الانسانية هي التي أعطت بُعداً عالمياً لهذا الفيلم. أنا اشعر بأن هذا الفيلم يشرح كل شيء نحتاج لمعرفته عن الشخص أو المكان. أنا لا أستطع أن أعلق على النظام الديمقراطي وأقول بأنه قد تحسن. فالقضية الكردية لا تزال قيد التعامل. ويبدو على الرغم من أننا نريد الدخول الى الاتحاد الأوروبي، لكننا لا نزال بعيدين جداً من الوصول الى أهدافنا الاصلاحية.

·     علامة '' هي اشارة الموت، وترمز الى الكراهية، وتدين هوية ذوي الجلود الداكنة. وهذا الشيء يشير الى التمييز العنصري الذي يجب على السود أن يواجهوه. ويدفعني الى التفكير بالسكان من ذوي البشرة السوداء في تركيا. هذه رسالة رئيسية وعملية نقد. هل تعتقدين أن الاشارة بقوة الى لون البشرة بخصوص السكان الأتراك يمكن أن تحدث بافراط؟

طبعاً يمكن أن تحدث، في الحقيقة أن هذا لا يعني بأن اللون هو المشكلة الوحيدة. إن العقلية الاستبدادية يمكن أن تُعطى كتوضيح لهذه القضية.

·     قبل مدة قصيرة من عرض فيلملكِ الأول في نيويورك كان السجناء الأتراك قد أعلنوا عن إضرابهم عن الطعام ومات من بينهم أحد عشر مُضرباً. في فيلمكِ أنت تشيرين الى الاضراب عن الطعام الذي حدث في 'بايرام به'. أتعتقدين أن القضية الكردية قد حُلّت؟

لقد ذكرت ذلك من قبل. وقد مُنعت مؤخراً مسرحية كردية للكاتب مراثان مونغان. ومن أجل أن تتحقق الديمقراطية يجب أن نخطو باتجاه حل المشكلة.

·     'رحلة الى الشمس' هو فيلم يميل الى الصداقة. هناك ثلاث قصص ذُكرت في الفيلم. ولسوء الحظ فان التقارب بين القصص قد حُطِّم. ان الاضطراب الاجتماعي والسياسي قد جعل هذه القصص ضعيفة وغير قادرة على الاجابة. هل تشعرين بالشيء نفسه؟

كلا، أنا لا أوافقكِ الرأي. يدور هذا الفيلم بشكل صريح حول الصداقة والحب وهذه الصداقة تغلب الحب. يأخذ هذا الشاب البائس والبعيد على عاتقه مسؤولية مشكلات صديقه ويتبناها.

·         أنتِ لا توافقين أنه على الرغم من أن الصداقة أمر جيد، لكنها دُمرت من قبل النظام السياسي.

النظام السياسي مهيمن بشكل متطرف. لقد دُمرت حياة بيرزان، وعلى الرغم من أن محمداً قد أنضجته تجربته، ولكن تابوت بيرزان ينزلق بينما تجنح الشمس للمغيب. في وقت الرحلة أثيرت أسئلة عديدة فيما إذا كان محمد سيكون قادراً على العودة. وإذا لم يكن قادراً على العودة حياً، فان الحب سيتدمر أيضاً.

·         كيف ترين هذا الأمر؟

هذه صداقة بريئة مهما كان شأنها. فالصديقان حريصان على بعضهما بعضاً من دون التفكير بأي مقابل. هما متعلقان ببعضهما بعضاً ويحميان صداقتهما. ان حب بيرزان لمحمد غير مشروط حتى أنه يحاول أن يُبعد محمداً عن مشكلاته. يبدأ محمد ببطء في فهمه واستكشافه لعالم بيرزان. محمد يبقيه في قلبه، ويبدو أن الموت يفقد أهميته. لقد نضج، وأصبح قادراً على الوقوف على قدميه وأن يعيش مفعماً بالأمل. ويبدو لي على الرغم من أن الأمر ليس سهلاً، إلا أنه يميل الى المستقبل الايجابي. وفي هذه النقطة يستطيع محمد أن يتمسك بحبه لآرزو كما سيتمسك بحياته.

·     في نهاية الفيلم تُريننا شخصاً ميتاً وآخر حيّاً يقومان بالرحلة الى الشرق. ومع ذلك يبدو أنهما يذهبان الى مكان من دون أمل والى نهاية طريق مسدود. ما الرسالة التي تريدين إيصالها الآن؟

في نهاية الفيلم كانت رغبة بيرزان هي العودة الى قريته حتى ولو كانت في تابوت. فقريته قد أصبحت تحت الماء لمدة من الوقت، ونرى تابوت بيرزان ينزلق بينما الشمس تغيب. في أثناء هذه الرحلة بينما التابوت يتابع مسار الطيور نرى محمداً ينتظر واقفاً. أشعر في هذه اللحظة بأن هناك أملاً كبيراً حتى وإن كان بين تضاعيف الحزن.

·     ممثلوك وممثلاتكِ إما أن يكونوا قد نشأوا في 'الصنوبرة الخضراء' أو أنهم أناس عاديون. ومن أجل الوصول الى نتيجة هل تستطيع أن تقارن بين مزايا وعيوب مثل هذه المجموعة؟ ما الصعوبات التي صادفتِها، أو ما المتعة التي خرجتِ بها؟

كنت مسرورةً مع الممثلين. فقبل كل شيء كانوا مؤمنينَ بالفيلم وجسدوا هذا الايمان في أدائهم. كانوا الناس الملائمين لهذه المهنة. وبعد التمارين الطويلة والشاقة التي كنت أعتبرها مغامرة ممتعة لم يكن لهم بدائل. الايمان والاخلاص مهمان جداً.

·         أثناء انجازكِ لفيلمكِ وعلى الرغم من حصولك على دعم خارجي 'من يورو إيميج، ألمانيا' ما الصعوبات التي صادفتِها؟

عندما يكون السيناريو جيداً سوف تكون هناك فرصة طيبة للحصول على الدعم المادي. أنا أشعر أنه من خلال سيناريو ممتاز وقدر من الاخلاص ستحصلين على الدعم المادي. وهذا المشروع يشمل جميع هذه الأشياء.

·         دخل فيلم 'رحلة الى الشمس' الى النطاق العالمي وحصل على العديد من الجوائز. أين تريدين لفيلمكِ أن يُعرض؟

من المهم للفيلم أن يُشاهد ويُنتقد. ومن المهم أيضاً ألا يُنسى الفيلم. أستطيع أن أفترض بأن هذا الفيلم سوف يبقى في أذهان الناس وأن الحديث عنه سوف يستمر كلما تقادمت السنوات.

·         هل هناك شيء آخر تودين أن تعلقي عليه أو تضيفين شيئاً لهذه المقابلة؟

أنا أعتقد أن هذا سيكون كافياً. في هذه اللحظة لا أستطيع أن أفكر بأي شيء آخر.

القدس العربي في 19 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)