تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مريم ناعوم مؤلفة واحد/صفر:

فيلمى عن الشارع المصرى لا عن الشارع القبطى

كتب : طارق مصطفي

نموذجان تقدمهما سينما نصف العام لتمرد المرأة من المتوقع أن يثيرا جدلا وصخبا، الأول فيلم «واحد/ صفر» ويفتح ملف طلاق الأقباط الذى ما زال مفتوحا بين الكنيسة والقضاء.. والثانى فيلم «خلطة فوزية» الذى يطرح نموذجا استثنائيا للمرأة التى تجمع بين 5 أزواج فى بيت واحد كما حمل أفيشه. الفيلمــان بـــين الواقــع والخيال يحملان دعوة فريـــدة من نوعـهـــــا على الشاشة ضد مؤسســـة الـــزواج والثوابت الاجتماعيـــة، والمفارقة أن بطلتهما هى إلهـــام شاهـــين بينما قام بكتابتهما مؤلفتان شابتـــان لكــل منهمـــا وجهـــة نظرها الخاصة تكشفها «روزاليوسف» فى حوارين معهما: فيلم «واحد/ صفر».. لا يستمد أهميته فقط من حجم القضايا والإشكاليات الاجتماعية التى يحشدها فى محاولة من صناعه لتشريح المجتمع المصرى خلال يوم واحد فقط هو يوم فوز مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية.. وإنما فى التعامل مع قضايا ربما لم تمسها السينما من قبل رغم أنها تهم شريحة كبيرة من المجتمع المصرى وهى التعامل الكنسى والقانونى مع طلاق الأقباط. تتحدث مريم ناعوم مؤلفة الفيلم.. معنا ولم تكن قضيتنا أن هويتها الدينية هي المحرك لخوض هذه القضية لأنها تمثل همًّا مصريًّا وليس دينيا.

·         قبل الدخول فى كل القضايا التى يطرحها الفيلم.. أود أن أعرف لماذا رأيت أن يتم طرح الأحداث فى يوم واحد

- هناك سببان رئيسان: الأول أن هذا النوع من السرد يغرى أى كاتب لأنه أسلوب مختلف وغير نمطى، ولم نره خلال الفترة الماضية فى أفلام مصرية.. والسبب الثانى أننا لم نختر أى يوم وإنما يوم شهد حدثا واقعيا وهاما ألا وهو فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية وهو الأمر الذى يلقى بظلال كثيرة على أشخاص وأحداث الفيلم.. ومن ثم يمنح فكرة اليوم الواحد ضرورة مضاعفة..

·         الفيلم كما علمنا يحفل بالعديد من القضايا. ماذا عنها

- بالفعل الفيلم يضم العديد من الملفات.. ولكن أتصور أن الملف الأهم سيكون ذلك الملقى على عاتق الشخصية التى تجسدها الفنانة إلهام شاهين.. والذى يتمثل فى طلاق الأقباط ومحاولاتهم الحصول على تصاريح للزواج.. فالأزمة عند الأقباط مركبة.. فهى لا تتوقف عند حد الصعوبات التى تواجههم عندما يقررون الحصول على الطلاق وإنما تمتد لتشمل صعوبات الحصول على تصاريح من أجل الزواج مرة أخرى..

·         ألم تتخوفى من جرأة القضية.. وأعنى الجرأة الدينية

- لا.. لأننى ببساطة أقدم قضية فى رأيى الشخصى ليست قضية دينية وإنما قضية مدنية اجتماعية.. ولكن لأننا فى مجتمع يخلط الأوراق بين ما هو دينى وما هو مدنى أصبحنا نراها قضية دينية.. القضية ببساطة هى قضية رجال ونساء مسيحيين يجدون صعوبات فى الحصول على تصاريح من أجل الزواج.. وقد استعنت أثناء الكتابة برجل دين مسيحى وبمحام لمعرفة التفاصيل القانونية والدينية..

·         وما الذى توصلت إليه

- إن المسالة لا علاقة لها بالدين وإنما تتلخص فى أن الكنيسة كمؤسسة تلعب دورا مهما فى هذه الإشكالية فالمحكمة على سبيل المثال قد تمنح التصريح ولكن الكنيسة ترفض تنفيذه.. ولكن أؤكد على أننى راعيت للغاية أثناء كتابة الفيلم أن أتعامل مع القضية بوعى لأنها قضية لا تحتمل أى نوع من اللغط.

·         يتصور البعض أن أحداث الفيلم تتماس مع قضية الفنانة هالة صدقى كيف ترين ذلك

- لم يكن مقصودا هذا التشابه على الإطلاق ...لأننا بدأنا فى كتابة الفيلم من 2006 على سبيل المثال .. أى قبل الزواج الثانى للفنانة هالة صدقى.. ثم إن هذه القضية فرضت نفسها علىَّ من خلال الأشخاص الذين التقيت بهم فى حياتى والذين يعانون من هذه المشكلة..

·         ألا تخشين أى نوع من الصدام مع المؤسسة الدينية المسيحية

- لا لأننى لا أتحدث عن قضية واحدة فى الفيلم وإنما عن 8 قضايا لا تقل أهمية عن تلك القضية.

·     أخيرا.. إذن أنت تطرحين هموما مصرية فى الأساس وليست هموما دينية.. أو بمعنى آخر قضية طلاق الأقباط هى مجرد خيط من خيوط أخرى كثيرة

- نعم بدليل أننى أتعامل أيضا مع مفهوم الحجاب كقضية مصرية، فمن خلال شخصية نيللى كريم وهى محجبة فى الفيلم أؤكد أن «الحابل اختلط بالنابل».. ولم يعد الحجاب يعبر عن التدين إلا فيما ندر.. فهناك الكثيرات يرتدين ملابس أو يسلكن تصرفات غير لائقة للحجاب.. فـ«نيللى» فى الفيلم.. تصرفاتها مقبولة فى إطار زيها ولكن لأن الأمور اختلطت ولم يعد للحجاب المعنى الذى كان لابد وأن يتخذه.. ينظر لها بنظرة ظالمة وغير حقيقية.

***************

 

هناء عطية مؤلفة «خلطة فوزية»: أريد تبسيط الزواج والطلاق فى المجتمع!

 

كل من شاهده فى المهرجانات التى شارك فيها بين القاهرة ودمشق وأبو ظبى أكد أنه سيكون «خلطة» سينمائية مختلفة يتداخل فيها العالم الداخلى للمرأة مع عالم المهمشين بنظرتهم الفطرية والعفوية للحياة. «فوزية» ليست فقط رحلة امرأة فى مواجهة أنثوتها بل إنها تواجه المجتمع منظومة حياتية متكاملة لكنها مواجهة محفوفة بمخاطرة بدأتها مؤلفة الفيلم «هناء عطية» عندما قررت أن تمرر مفاهيمها المختلفة فى تحررها عن علاقة المرأة بالرجل من خلال علاقة فوزية بأزواجها الخمسة، ولكن دون أن تعلن الحرب صراحة على مختلف القوى المحافظة والمتحفظة داخل المجتمع.. خلال هذا الحوار تكشف «هناء» عن العالم الحقيقى لـ«فوزية»:

·     قبل فتح الملفات الإنسانية التى يحفل بها الفيلم.. أتوقف عند الجملة التى تعلو أفيشه قبل عرضه جماهيريا خمسة رجال وامرأة واحدة.. أليس هذا تلخيص مضمون الفيلم فى شكل مطاردات بين امرأة وخمسة رجال

- أعرف أن العنوان يبدو تجاريا ولكن كان لابد أن يكون قريبا من روح السوق التى أصبحت لها معايير خاصة ومختلفة. - لكن فيلمى هو تحية للحب.. لمشاعر تتسم بخصوصية شديدة.. للصداقة.. للعطاء وللدفء الإنسانى.. وبدون تعقيدات.. وعن مجموعة من البشر.. جزء من طبقة بعينها.. علاقاتهم ببعضهم البعض تتسم بعفوية وتلقائية فطرية لم تتلوث بمفاهيم تقليدية سائدة فى المجتمع..

ولكن هؤلاء البشر هم فى النهاية جزء من هذا المجتمع.. فكيف وصلوا إلى هذا النوع من العلاقات غير التقليدية.. ففوزية تحرص على دعوة أزواجها الأربعة إلى بيتها.. وتحافظ على جسور ممتدة بينها وبينهم
- لأن فوزية نجحت فى هذا.. نجحت فى أن تتجاوز بعطائها كل التابوهات الاجتماعية بدفئها.. وبالحب الذى لا تملك شيئا غيره.

·         تظل التركيبة التى تقدمينها غير تقليدية...امرأة واحدة توزع عطائها ما بين أزواج سابقين وزوج حالى

- لقد رأيت ما كتبته فى فيلمى، رأيته فى أشخاص أعرفهم.. ولكن ليس كما فى الفيلم.. ولكننى أذكر أن زوج عمة والدى كان يذهب فى نهاية كل أسبوع مع أولادها لزيارة والدهم وليتناولوا الغداء جميعا.. أقصد إنى لمست هذا العمق فى العلاقات الإنسانية عن قرب.

·         ألم تتخوفى من ألا يتقبل المجتمع هذه التركيبة التى قدمتها

- لا لم أتخوف فالفيلم يخلو من المحرمات.. ولا أعتقد أن هناك أديانا قد تجرم العلاقات الإنسانية التى تربط بين البشر.

·         إذا خرجنا بـ«خلطة فوزية» إلى المجتمع نفسه.. ماذا ستكون الرسالة التى تريدين أن تقولينها

- أريد أن أثبت لهذا المجتمع أن نظرته إلى المراة غير حقيقية.. فهو دائما يراها ضعيفة وهشة فى حين أن المرأة المصرية تجيد لعب العديد من الأدوار الإنسانية والحياتية.. أو ليست هذه المراة هى التى تعيل آلاف الأسر فى مصر!! أيضا أريد أن أقوم بتبسيط فكرة الزواج والطلاق .. فالكثيرون فى هذا المجتمع يرفعون رايات الحلال والحرام بينما أنا أرى أن الحرام هو أن تضطر امرأة للعيش مع رجل بعد أن فقدت القدرة على التواصل معه عاطفيا.. أو أن يحدث نفس الشىء مع الرجل.. ففوزية على سبيل المثال ظلت تتزوج ثم تحصل على الطلاق لأنها أرادت البحث عن الحب حتى وجدته مع زوجها الخامس.. وهذا هو الحلال وفقا لنظرتى أنا الشخصية..

·         كيف ترين فوزية إذا ما قارنتها بالسياق المجتمعى العام الآن

فوزية حقيقية وليست مزيفة فهى ليست مضطرة لمواصلة الحياة مع رجل فقط من أجل الأطفال أو لأنها عاجزة عن التكفل بمصاريف حياتها.. ما أراه فى المجتمع الآن هو الكثير من الزيف.. فوزية كسرت مؤسسة الزواج بصورتها التقليدية.. حطمت فكرة التابع، فكرة السلطة، تعاملت مع الزواج على أنه كيان خاص بالمشاعر.

روز اليوسف المصرية في 17 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)