تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ملكة الكوميديا ماري منيب (1 ـ 2)

سورية أجادت دور بنت البلد المصرية بدأت راقصة في الملاهي وتربعت على عرش المسرح والسينما

القاهرة - من عبد الفضيل طه

عندما يذكر فن الكوميديا في مصر ونجومه فأن اسم ماري منيب يقفز إلى الذهن مباشرة باعتبارها واحدة من النجمات اللاتي كان لهن الدور البارز في تقديم هذا الفن بصورة رائعة ومحترمة.

وقدمت ماري منيب عشرات الأفلام أثرت بها الشاشة الفضية المصرية وكانت قاسما مشتركا في أفلام الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وحتى أواخر الستينات وقبل رحيلها بأسابيع، وهو نفس ما قدمته في المسرح على مدى سنوات طوال.

ولا شك أن ماري منيب قدمت شخصيات كوميدية متنوعة سواء في المسرح أو السينما، لكنها تفوقت بشكل خاص في تقديم الحماة القاسية على زوج ابنتها أو على زوجة ابنها وكانت تقدم هذا الدور القاسي بشكل طريف يجعل المتفرج يضحك ولا يغضب منها، وهي في ذلك عكس نجمات قدمن دور الأم والحماة بشكل مخالف ومعاصر لها مثل، دولت أبيض وعلوية جميل وزينب صدقي وسامية فهمي وفردوس محمد، فقد كان لكل واحدة منهن شخصيتها في تقديم هذا الدور، ويجب أن نذكر هنا، أن كل فنانة ممن ذكرنا كانت نجمة مسرح في نفس الفترة التي كانت فيها ماري نجمة هي الأخرى في أكثر من فرقة.

سورية بنت بلد مصرية

وماري منيب من أصل سوري ولدت هناك من والدين يدينان بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي الماروني، وجاءت إلى مصر طفلة، وتربت في بيئة مصرية خالصة حتى انها أصبحت بنت بلد أصيلة وكأنها من أسرة بولاقية أو من الجمالية أو باب الشعرية.

وقد ذكرت في مذكراتها التي نشرتها الكواكب في خمسينات القرن الماضي، سبب مجيئها وأسرتها للقاهرة، قالت:

انها جاءت وأمها وشقيقتها أليس للبحث عن والدها في القاهرة، 'وكان الوالد واسمه حبيب نصير من أغنى تجار سورية وكانت تجارته بين مصر وسورية وذات يوم خسر كل أمواله في البورصة ورقد مريضا في مصر ولم تعرف أسرته عنه شيئا، وكان الرأي أن تقوم الأسرة بزيارته في مصر لمعرفة ماذا جرى له، وعندما وصلت ماري وأليس وأمهما الى القاهرة كان حبيب نصير الوالد قد عاد إلى قريته في ضواحي دمشق ثم لم يلبث حتى توفي، فأصبحت الأسرة بلا عائل وقررت الأم الإقامة في مصر، كانت ماري في ذلك الوقت طفلة صغيرة من مواليد 11 شباط (فبراير) سنة 1905 أما أختها أليس فهي من مواليد 1903.

في بركة الرطلي

عندما عرفت أم ماري أن زوجها توفي - أسقط في يدها ولم يكن في استطاعتها العودة لسورية خاصة بعد أن علمت أن زوجها أضاع كل شيء في البورصة.

اشترت الأم ماكينة حياكة وكانت تجيد هذه المهنة وسكنت الأسرة في حارة متفرعة من ميدان بركة الرطلي بحي الظاهر، وكانت تفصل وتخيط فساتين الأسر المقيمة بالظاهر خاصة الموارنة باعتبار انها واحدة منهم، علم بطريرك الموارنة الكاثوليك بوجود الأسرة في القاهرة فقام بالاتصال بها وطلب منهم زيارته بمقر البطريركية وهناك أخبرهم أن والد ماري ترك مبلغا من المال لصالح الأسرة على أن يعطيها كل شهر ستة جنيهات منها فكان هذا المبلغ هبة من السماء جاء للأسرة.

وتحكي ماري عن أيام طفولتها في بركة الرطلي فتقول لقد أحببت الحياة الشعبية في هذا الحي العريق، الظاهر، وخاصة المناطق الشعبية البحتة منه، مثل القبيسي وغمرة وكان الحي قريبا من أحياء شعبية أخرى مثل باب الشعرية والحسينية، وسكنها في حارة شعبية، كان مسرحا لحياة أولاد البلد من فتونة ومعارك تدور بين فتوات الأحياء المجاورة، وكانت للفتونة في تلك الأيام دولة ورجال ولطالما شهدت الطفلة ماري المعارك التي كانت تدور بين فتوات الحسينية بقيادة عرابي وزكي الصيرفي وغيرهما وفتوات حي القبيسي بزعامة عيد عمر وحمدتو وغيرهما، في نفس الوقت كانت معارك بنات البلد تستهوى الطفلة ماري الصغيرة، وقد ذكرت في مجلة الكواكب انها كانت معجبة جدا بسيدة تسكن حارتهم مغرمة بالمعارك، خاصة مع الأجنبيات اللاتي كانت هذه السيدة تكن لهن الكراهية العميقة بسبب التعالي والامتيازات الأجنبية التي كن يحتمين بها، وحفظت ماري بعض ألفاظ، الردح، التي كانت السيدة المصرية ترمي بها من تتعارك معهن مثل:

يا إبرة مصدية، جنب الحيط مرمية يا مسلولة يا ناشفة

يا عصاعيص النقرية!

وأخذت ماري تمثل هذه المعارك مع والدتها في الحارة وكانت تنال تشجيع زميلاتها الشيء الذي يؤكد أن بذرة الفن مولودة معها.

كانت والدة ماري وأليس على درجة من التعليم والثقافة من هنا، أرادت أن تعلم ابنتيها فألحقتهما بمدرسة الراهبات ديلي فراند بشارع حبيب شلبي بالظاهر، كانت أليس متفوقة في دراستها أما ماري فقد كانت لا تستوعب ولا تتعلم أي شيء حتى ضاقت الراهبات بها وقالت احداهن لوالدة ماري، هذه البنت بليدة ولا تصلح للدراسة، ان مخها خشب لا يستوعب شيئا، وكان ان تركت ماري المدرسة دون أن تتعلم.

في روض الفرج

نفدت النقود التي كان والدها قد أودعها كنيسة المارونية فلم يعد عند الأسرة إلا موارد بسيطة نتيجة تفصيل الملابس لأسر الظاهر والعباسية، عجزت الأسرة عن دفع الـ 70 قرشا أجرة الغرفة التي كانوا يقيمون بها في ميدان بركة الرطلي.

في هذا الوقت العصيب ظهر في حياة الأسرة الفنان نعوم جبران الذي كان من أشهر فناني ذلك الوقت وكان مدير مسرح الريحاني وهو الذي اقنع الأسرة بأن تعمل ماري وأليس في المسرح، اصطحبهما الرجل الى نجيب الريحاني الذي استقبلهما بسخرية شديدة لدرجة أن ماري بكت وكرهن الريحاني.

ويبدو أن الفكرة راقت لماري فكان ان اتخذت طريقها الى ملاهي روض الفرج وهناك عملت راقصة رغم صغر سنها.

اشتهرت ماري في تلك السن الباكرة برقصة، القلل، فقد كانت ترقص وعلى رأسها مجموعة من القلل.

وكانت فكرة رقص جديدة على المتفرج الذي اعتاد على رؤية راقصات يرقصن والشمعدان على رأسهن ثم ظهر بعد ذلك راقصات يحملن الكلوب، بدلا من الشمعدان واشتهرت بهذه الرقصة، العالمة، زوبة الكلوباتية نسبة الى الكلوب والذي كان وسيلة الإضاءة الرئيسية في الأحياء الشعبية في ذلك الزمن، وكانت أليس ترقص مع ماري ولكن من غير القلل.

مع الجزايرلي

شهد فوزي الجزايرلي ماري وهي ترقص فوجد في ملامحها شبها بابنته إحسان التي كانت بطلة مسرحياته الهزلية، وكانت إحسان يومها مريضة ويبحث والدها عن ممثلة تقوم بدورها حتى تشفى فوجد ضالته في ماري منيب، لتبدأ فنانتنا حياة جديدة.

أنا وأليس وإلا

عندما عرض فوزي الجزايرلي على ماري منيب العمل معه اشترطت أن تكون معها شقيقتها أليس وإلا فهي لن توافق، لكن الرجل الفنان وافق ونجحت الشقيقتان في المسرح، وبدأ رواد المسارح يرددون اسم ماري وأليس، وعادت إحسان للمسرح وتخرج الشقيقتان إلى مسرح آخر هو مسرح فوزي منيب وكان فنانا أسمر اللون يقدم مسرحيات علي الكسار، وذاع صيتها كممثلة قديرة والتحقت بفرقة علي الكسار التي كان لها شهرة عظيمة في تقديم فن الأوبريت على مسرح الماجستيك 'مكان سينما ليدون الآن بشارع عماد الدين'، أو شارع الفن كما كان يطلق عليه في ذلك الحين، تنقلت بعد ذلك ماري في العديد من الفرق الكثيرة ولكن بمفردها هذه المرة بعد أن اعتزلت شقيقتها أليس الفن عقب زواجها من المحامي المشهور عبدالسلام حمدي ومن هذه الفرق التي شهدت مولد النجمة، فرقة يوسف عز الدين وبشارة واكيم كما كان لها نصيب في التمثيل في فرقة رمسيس مع عميد المسرح يوسف بك وهبي وظلت تعمل معه مدة سنتين الى أن تركت فاطمة رشدي وعزيز عيد ورمسيس وكونا فرقة خاصة بهما وأغرتها فاطمة بترك فرقة يوسف وهبي والانضمام الى فرقتها مقابل 20 جنيها في الشهر وكان راتبها مع يوسف 15 جنيها، وتركت ماري يوسف بك والتحقت بفرقة فاطمة وعزيز عيد.

مسرح الريحاني

لكن شهرتها العظيمة كممثلة رائعة اكتسبتها عندما انضمت لفرقة نجيب الريحاني وأصبحت النجمة الأولى للفرقة وزاملت هناك فطاحل ممثلي المسرح وقدمت مع الريحاني عشرات الأعمال الناجحة وعندما توفي الريحاني سنة 1949 رفضت أن تترك الفرقة وظلت أمينة على تقديم تراثه حتى الرحيل.

احتضنت في الفرقة الكثير من الممثلين والممثلات صغيرات السن مثل سعاد حسين التي تركت عالم المنولوجات واصبحت ممثلة جديدة المستوى ونجوى سالم التي رفضت الهجرة الى إسرائيل متمسكة بمصريتها وتزوجت من الناقد المعروف الأستاذ عبدالفتاح البارودي، وكان عادل خيري عاشقا للتمثيل فقدمت معه مسرحية 'إلا خمسة' التي ظلت تعتز بدورها فيها وحزنت على رحيل عادل بديع خيري في شرخ الشباب.

قدمت ماري منيب في المسرح ادوارا خالدة وكانت تملك من الحس الكوميدي ما جعلها علما على هذا اللون في المسرح المصري وتنوعت أدوارها واستطاعت أن تقنع المتفرج بكل شخصية قدمتها حتى السيدة 'الشلق' التي أجادت تشخيصها بشكل اثار الإعجاب، وحول هذه الشخصية تقول في مذكراتها: ان كل الممثلات كن يرضين القيام بهذا الدور، لهذا كان رجال المسرح يستعينون بالممثل الكوميدي حسين إبراهيم ليقوم بالدور وذات يوم اختلف مع صاحب الفرقة التي كان يعمل بها. وعندما طلب منها أن تحل محله لم تمانع وأدت الشخصية بامتياز نالت الاعجاب، لكن أهم أدوارها - كما قلنا - كان دور الحماة القاسية أحيانا الهادئة في أقل المسرحيات، وهو ما قدمته في السينما أيضا وهو ما سنتحدث عنه في عالمها السينمائي وهو ما جعلها تتوج كملكة للكوميديا في المسرح والسينما.

القدس العربي في 13 يناير 2009

  

ملكة الكوميديا ماري منيب (2 ـ 2)

نجمة الشباك في السينما أول أفلامها 'ابن الشعب' وآخرها 'لصوص لكن ظرفاء'

القاهرة - من عبد الفضيل طه 

القاهرة - 'القدس العربي' من عبد الفضيل طه: كان رواد المسرح من عشاق ماري منيب وأدائها مما أكسبها شهرة عظيمة في عالم الأضواء، وكانت السينما في مصر قد بدأت تأخذ طريق الشعبية الجارفة بعد أن مهد الرواد أمثال عزيزة أمير وبهيجة حافظ وأحمد جلال واستيفان روستي أيام السينما الصامتة، ثم رواد السينما الناطقة وروادها يوسف بك وهبي ومحمد كريم ومحمد عبدالوهاب ونادرة أمين وبديعة مصابني وأحمد سالم وغيرهم.

وعندما نطقت السينما المصرية جذبت إليها كل نجوم المسرح في ذلك الوقت ومنهم ماري منيب، وكان أول فيلم مثلته هو 'ابن الشعب' من انتاج موريس ابنكمان وإخراجه وأبطاله هم ماري منيب وسراج منير وميمي شكيب والثلاثة من مسرح الريحاني كما نرى. ثم مثلت فيلم 'مراتي نمرة 2' انتاج واخراج كياريني وشاركها البطولة حسين إبراهيم والذي سبق وتحدثنا عنه في أنه كان يقوم بدور بنت البلد الشلق والذي ورثته عنه ماري منيب وواضح أن ماري اختيرت في هذه الأفلام كبطلة وليست سنيدة أو ممثلة ثانية.

وإذا تتبعنا مسيرتها مع السينما المصرية سنجد أنها واحدة من أكثر الفنانات اللاتي نلن شهرة وحبا كبيرين من جماهير مصر والعرب ومن الملاحظ في تاريخها السينمائي انها فرضت وجودها من أول فيلم لها وكان اختيار موريس ابنكمان لها دليل عينه الخبيرة، فقد كان وشقيقه الأكبر أميل ابنكمان مصريان بالمولد والتربية وليس بالأصول أو الجذور، واكتسبا كثيرا من الصفات المصرية وعرفا كيف يوظفان هذه المعرفة في عالم السينما الذي اختاراه، والفيلم كتب قصته ووضع له السيناريو وأخرجه موريس ابنكمان وهو ليس فيلما وطنيا كما يخيل للقارئ من خلال اسم الفيلم لأول وهلة، فهو شريط يحكي قصة شاب فقير قاسى والده الأمرين حتى أحسن تربيته ووفر له متطلباته الدراسية حتى حصل على درجة جامعية.

لكن أخلاقياته لم ترق في مستواها الى مستوى تعليمه فتنكر لجذوره وهج بيئته الشعبية وأحب فتاة من فير طبقته، كاذبا عليها انه من نفس طبقتها الأرستقراطية، وبالطبع تنكشف الحقيقة في نهاية الفيلم.

وواضح أن هذا الفيلم كان إرهاصة لأفكار سينمائية كثيرة جاءت بعده تحكي قصص عقوق الوالدين أو التنكر للأصول الشعبية.

وهذا الفيلم حشد العديد من النجوم مثل، بشارة واكيم وعمر وصفي الذي كان من نجوم المسرح في ذلك الوقت والفتاة الصغيرة الجميلة انذاك ماري كويني وكان عرضه الأول أول أيار (مايو) سنة 1934.

مثلت بعد ذلك في فيلم 'الغندورة' بطولة سلطانة الطرب منيرة المهدية ومعها أحمد علام وبشارة واكيم وعباس فارس وعبدالحميد توفيق زكي وروحية خالد واسكندر كافوري وكما نرى الفيلم مقتبس من اوبريت ناجح لمنيرة المهدية، طور القصة سينمائياً بديع خيري ووضع السيناريو للفيلم موريس قصيري وأخرجه ماريو فولبي، ولكن الفيلم سقط سقوطا فاحشا جعل منيرة تكره السينما، وتحدث بعض نقاد ذلك الزمن عن سبب سقوط الفيلم الذي بدأ عرضه يوم 10 تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1935 في سينما حديقة الأزبكية وبرروا سبب السقوط بأنه جاء نتيجة غناء منيرة في الفيلم وكانت تؤدي الأغنيات وكأنها في حفل ساهر، فالتخت يبدأ في عزف المقدمة الموسيقية حتى تتسلطن الست، ثم تهز رأسها استعدادا للغناء ثم تبدأ في الغناء وتعيد المذهب والكوبلات أكثر من مرة، وهذه الطريقة وان كانت محببة للسامعين في الأفراح والحفلات فهي ليس كذلك في السينما، وكان دور ماري في هذا الفيلم بسيطا نظرا لطغيان الغناء على الأحداث.

أنشودة الراديو

وكما كانت منيرة سلطانة للطرب في تلك الايام فقد كانت نادرة أمين هي أميرة الطرب، وأقبلت على السينما بتمثيل فيلم 'أنشودة الراديو' الذي يعتبر أول فيلم غنائي مصري واشتركت معها ماري منيب وبطولة أحمد علاج ومعهم ماري منصور وكانت صاحبة صالة تنافس صالة بديعة مصابني وبشارة واكيم وصالحة فاحين ومارغريت صوفي وفؤاد فهيم واسكندر كافوري وعزيزة بدر وعبداللطيف جمجوم، ولم يكن نصيب الفيلم من النجاح أكثر من فيلم 'السلطانة'، عكس فيلم عبدالوهاب الذي عرض في نفس التوقيت ونال نجاحا عظيما ولعل نجاح محمد عبدالوهاب وفيلمه يرجع إلى أن مخرجه مصري درس الإخراج جيدا ويعرف، مزاج، الشعب وهو محمد كريم فضلا عن روعة موسيقى وألحان عبدالوهاب، أما مخرج انشودة الراديو فهو متمصر اسمه توليو كياريني.

نشيد الأمل

مثلت ماري منيب ايضا مع أم كلثوم في فيلم 'نشيد الأمل' الذي عرض في يوم 11 كانون الثاني (يناير) سنة 1937 بسينما رويال بعابدين 'مكان مسرح الجمهورية الآن، وكان الفيلم بطولة زكي طليمات وعباس فارس واستيفان روستي وفؤاد شفيق وسلوى تمبل.

مرة أخرى، نراها مع إحدى الشهيرات في عالم الطرب والرقص، وهذه المرة مع أمينة محمد وبشارة واكيم بطلي فيلم 'الحب المورستاني'، وأمينة محمد بدأت حياتها كراقصة ثم اتجهت مع ابنة شقيقها أمينة رزق الى عالم التمثيل وقدمت حسين صدقي لأول مرة في فيلم من انتاجها هو 'تيتاونج' أما مخرج الفيلم فقد كان ماريو فولبي والفيلم قصة وحوار بشارة واكيم وانتاج ستوديو ناصبيان سنة 1937 وهي نفس السنة التي افتتح فيها ستوديو ناصبيان بحي الفجالة وأصبح بعد ذلك من أشهر ستوديوهاتنا في مصر ومن الذين مثلوا في هذا الفيلم محمود المليجي وعبداللطيف جمجوم وعرض يوم 28 شباط (فبراير) سنة 1937.

وفي نيسان (أبريل) من نفس السنة عرض لماري منيب الفيلم الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة 'مراتي نمرة 2'.

وفي سنة 1939 كانت انطلاقة جديدة لها مع مخرج الواقعية كمال سليم في الفيلم الذي صنع اسمه 'العزيمة' بطولة فاطمة رشدي وحسين صدقي وكان يوم عرضه في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 1939 عيدا للسينما المصرية لأنه أول فيلم يجسد روح الحارة المصرية والفيلم أصلا كان اسمه 'الحارة' قبل ان يتغير الى 'العزيمة' وقد تعلم في مدرسة الواقعية لكمال سليم العديد من المخرجين لعل أنبغهم صلاح أبو سيف واختار كمال سليم ممثلتنا ماري منيب في فيلم آخر 'هو الى الأبد' الذي كتب قصته سليمان نجيب ومن حوار بديع خيري وقام بأدوار البطولة، فاطمة رشدي وسليمان نجيب ومعهما زكي رستم وراقية إبراهيم وعباس فارس وزوزو حمدي الحكيم وعزيز عيد أبو المسرح المصري وفردوس محمد.

كانت ماري منيب مع بداية الأربعينات قد أصبحت واحدة من أهم ممثلات الكوميديا وكانت قاسما مشتركا في معظم ما أنتج من أفلام في هذا العقد وما تلاه من سنين.

وعندما أقدم نيازي مصطفى على إخراج فيلم 'مصنع الزوجات' بطولة زوجته كوكا، اختار ضمن طاقم الممثلين ماري منيب وبالاشتراك مع محمود ذو الفقار كبطل أمام كوكا ودولت ابيض وعبدالفتاح القصري وإحسان الجزايرلي وأنور وجدي وفؤاد فهيم وعبدالوارث عسر وعبدالعزيز خليل والفاتنة ليلى فوزي وعرض في 9 تشرين الأول (أكتوبر) بسينما استوديو مصر، وهي سينما مغلقة الآن منذ سنوات طويلة، وكانت أشهر دار سينما بشارع عماد الدين تعرض الأفلام العربية.

وكانت قبل ذلك كازيودي باري الذي مثل على مسرحه الريحاني، ثم سينما الهمبرا ثم سينما ستوديو مصر عندما شيد ستوديو مصر وكانت هذه السينما هي مقر عرض افلامه، ووضع قصة هذا الفيلم وحواره بديع خيري.

المونتيرة ماري كويني

في سنة 1942 قدمتها المنتجة والممثلة الفنانة آسيا في فيلم 'العريس الخامس'، أخرج الفيلم الفنان القاص والصحافي أحمد جلال، البطولة كانت لآسيا 'منتجة الفيلم' وحسين صدقي ومعهما عباس فارس وبشارة واكيم ومحسن سرحان وفؤاد شفيق وثريا فخري وروحية خالد والمطربة ليلى حلمي والمنولوجيست ثريا حلمي وهما شقيقتان كان لهما شأن كبير في الحفلات الساهرة والصالات المختلفة، وقامت الفنانة ماري كويني بعملية المونتاج لهذا الفيلم وهي 'كما نعلم ابنة شقيقة آسيا'.

وكان 'العريس الخامس' فيلما كوميديا صورت معظم لقطاته في الأقصر وأسوان وكان صورة سياحية دعائية جيدة لمصر وعرض في أول نيسان (أبريل) سنة 1942 بدار سينما كوزمو بعماد الدين وكانت تواجه سينما ستوديو مصر وتشغل ناصيتي عماد الدين ووش البركة 'شارع نجيب الريحاني حاليا' وقد هدمت السينما منذ سنوات وشيد مكانها عمارة كبيرة وهي تقع أمام دار التحرير القديمة الواقعة في شارع زكريا أحمد.

أحلام الشباب

اشتركت ماري منيب في فيلم 'أحلام الشباب' بطولة فريد الأطرش ومديحة يسري وتحية كاريوكا ومن اخراج كمال سليم، كما كان هناك فيلم محطة الأنس مع علي الكسار وعقيلة راتب ويحيى شاهين ومحمود المليجي قصة كمال سليم وموريس كساب حوار بديع خيري، إخراج عبدالفتاح حسن عرض أول أيار (مايو) سنة 1942 بسينما ستوديو مصر، وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) من نفس السنة عرض لها فيلم من 'فات قديمه' بطولة ماري منيب وزميلتها في مسرح الريحاني ميمي شكيب ومعهما أمينة شريف ومحمود إسماعيل وسامية جمال وحسن فايق ومن إخراج فريد الجندي، وعرض بدار سينما الكورسال بشارع عماد الدين وهي التي حل مكانها مسرح محمد فريد ثم استرد المالك الأرض وأغلق المسرح.

واشتركت في فيلم 'قضية اليوم' بطولة عقيلة راتب وأنور وجدي وأحمد علام وفردوس محمد وعباس فارس، من إخراج كمال سليم ومن اخراج احمد بدرخان مثلت في فيلم 'من الجاني'، ثم كان أول فيلم لها مع نجيب الريحاني 'سي عمر' الذي عرض بسينما ستوديو مصر سنة 1941.

ومثلت مع نجيب الريحاني في فيلم 'لعبة الست' سنة 1946 بطولة نجيب وتحية كاريوكا وعبدالفتاح القصري وبشارة واكيم وعزيز عثمان، وكان دورها في الفيلم عالمة هي سنية جنح وزوجها عازف القانون نفخو ومعهما المطرب عزيز عثمان والبطلة تحية كاريوكا التي تشغلها الفرقة في إحياء الأفراح.

وفي هذا الفيلم بالذات قدمت ماري منيب دور الأم المتسلطة المتعسفة وحماة نجيب الريحاني زوج ابنتها تحية كاريوكا 'لعبة' وقدم هذا الدور بشكل محبب فهي تريد تطليق لعبة من زوجها بعد أن أصبحت ممثلة شهيرة يخطب ودها ويريد الزواج منها رجل ثري هو بشارة واكيم.

وفي 'أم رتيبة' كانت هي البطلة في الفيلم ورغم أن أدوارها في معظمها كانت دور ثاني إلا أنها بطل المقاييس كانت تغطي بأدوارها على الأبطال أنفسهم.

وقد مثلت ماري منيب عشرات الأفلام وزاملت كل أبطال السينما المصرية منذ روادها الأوائل حتى رحيلها وكان آخر أفلامها هو 'لصوص لكن ظرفاء' مع أحمد مظهر سنة 1969 وهو عام انتقالها الى الدار الباقية.

كانت نجمة مسرح لا يشق لها غبار وممثلة سينما من الطراز الأول أما التلفزيون، فهي لم تكن تحبه كما قالت هذا في أكثر من حديث لها ولم تمثل فيه الى مسلسل 'الست نجفة'.

وقائمة أفلامها كثيرة جدا لكنني أقدم بعضا منها وهو ما أحصاه يعقوب وهبي ومحمود قاسم في كتابهما 'الممثل'.

والأفلام هي:

اابن الشعب' 1924.

'أنشودة الراديو' 1936.

'نشيد الأمل' 1937 مع أم كلثوم.

'الحب المورستاني' 1937.

'مراتي نمرة 2' 1937.

'العزيمة' 1939 مع فاطمة رشدي وحسين صدقي.

'سي عمر' 1941 نجيب الريحاني وعباس فارس.

'الى الأبد' 1941. 'مصنع الزوجات' 1941.

'محطة الأنس' 1942.

'أحلام الشباب' 1942 فريد الاطرش ومديحة يسري.

'من فات قديمه' 1943. 'قضية اليوم' 1943.

'من الجاني' 1944.

'كدب في كدب' و'شهداء الغرام' 1944.

'ليلة حظ' و'رجاء' و'ليلة الجمعة' و'الجنس اللطيف' و'أول الشهر' 1945'.

'ليلى بنت الفقراء' مع ليلى مراد وأنور وجدي و'لعبة الست' نجيب الريحاني وتحية كاريوكا و'الآنسة بوسة' و'أول الشهر' و'البني آدم' و'ملكة جمال' و'يوم في العالي' مع علي الكسار و'الطائشة' 1947.

'المتشردة' و'بياعة اليانصيب' مع رجاء عبده و'النفخة الكدابة' و'البريمو' و'حمامة السلام' و'بنت المعلم' سنة 1947.

'المليونيرة الصغيرة' و'فوق السحاب' 1948.

'المجنونة' و'أسير العيون' 1949.

'بابا عريس' و'بابا أمين' 1950.

'مشغول بغيري'، 'ليلة الحنة'،'آدم وحواء'، 'شباك حبيبي' مع عبدالعزيز محمود و'حماتي قنبلة ذرية' مع إسماعيل ياسين، و'خد الجميل' 1951.

صورة الزفاف، بنت الشاطيء، مسمار جحا.

بيت الطاعة، ابن للايجار، بنت الهوى، الحموات الفاتنات، المرأة كل شيء، حميدو بطولة فريد شوقي وهدى سلطان 1953.

'عفريتة إسماعيل ياسين' بطولة كيتي وإسماعيل ياسين، و'المحتال' و'علشان عيونك' و'كدبة أبريل' 1954.

'مملكة النساء'، و'كابتن مصر' بطولة الكحلاوي، و'تار بايت' و'عرائس في المزاد' 1955.

'كيلو 99'- 1956. 'سامحني' 1958.

'أحلام البنات'، و'أم رتيبة' مع فؤاد شفيق، و'حماتي ملاك' 19 و72 و73 'شهر عسل بصل' مع إسماعيل ياسين، و'شجرة العيلة'، و'الناس اللي تحت'، و'بنات بحري' مع ماهر العطار 1960.

74 و75 و76 'جمعية قتل الزوجات'، 'أنس الدنيا'، 'رسالة من امرأة مجهولة' بطولة فريد الأطرش.

77 و78 و79 و80 'المراهقان' و'اعترافات زوج' و'حكاية جواز' و'العائلة الكريمة' 1964.

81 'خدني معاك' 1966

82 'لصوص لكن ظرفاء' بطولة أحمد مظهر وعادل إمام 1969.

القدس العربي في 14 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)