تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الدراما التليفزيونية2009

عروبة الدراما المصرية.. أم تمصير الدراما العربية؟

ماجدة موريس

في العام الذي هل علينا منذ أيام، سوف نري «كليوباترا» بأداء سولاف فواخرجي بطلة «أسمهان»، ورجل من أعيان الصعيد بأداء جمال سليمان بطل «حدائق الشيطان» وعلي شاشات السينما الآن يؤدي غسان مسعود ممثل دور «صلاح الدين الأيوبي» في فيلم المخرج الإنجليزي ريدلي سكوت دورا مهما في فيلم «الوعد» إخراج محمد ياسين، ويقوم تيم حسن ممثل دور الملك فاروق بأول بطولة سينمائية مصرية له في فيلم «ميكانو».

إننا هنا أمام واقع فعلي وليس افتراضيا، وهؤلاء الممثلون والممثلات مجرد نماذج ولكن العدد الحقيقي من الفنانين العرب القادمين لمصر للعمل فيها لا يمكن حصره الآن، بل يمكننا فقط تتبع أخبار الاتفاقات والتعاقدات من خلال صفحات الفن، صحيح أن هذه الصفحات تضخم حجم تعامل الفنانات اللبنانيات مع الفن المصري تحديدا لأغراض تخص الرواج وجاذبية الصفحات، لكن الحقائق تكتب وإن كانت متوارية، ومنها مثلا أن أكثر من مخرج عربي وقع عقودا للعمل في الدراما المصرية الجديدة، وأن باسل الخطيب بدأ فعلا منذ أيام تصوير مسلسل «أدهم الشرقاوي» للكاتب محمد الغيطي في الفيوم، وغيره يستعد.. فنحن في بداية العام في موسم التعاقدات والبدايات من أجل أكبر سوق ومحفل فني عربي في شهر رمضان.. وفي العام الماضي عمل سبعة من المخرجين والمخرجات العرب في مصر ليقدموا لنا عددا من أبرز الأعمال فيه وهم شوقي الماجري مخرج «أسمهان» من تونس، ومحمد عزيزية مخرج «في أيد أمينة» من الأردن، وأسد فولادكار مخرج «رجل وست ستات» ويوسف شرف الدين مخرج «الدالي» وكلاهما من لبنان، ثم ثلاثة مخرجين من سوريا هم باسل الخطيب مخرج مسلسل «ناصر» ورشا شربتجي مخرجة «شرف فتح الباب» وزهير قتولي مخرج «طيارة ورق».

والمصريون هناك

ومن جانب آخر، فهناك من يذهب من مصر لتقديم أعمال عربية، سواء كانت عربية الهوية مثل الفنان خالد النبوي بطل فيلم «دخان بلا نار» إخراج اللبناني سمير حبشي والذي يعرض الآن في دور العرض، ومثل الفنانون توفيق عبدالحميد ونهال عنبر ومروة عبدالكريم وغادة إبراهيم الذين شاركوا في بطولة مسلسل «عرب لندن» إنتاج سوري وإخراج أنور قوادري عرض في «رمضان الماضي» وغيرهم بعض الفنانين المصريين شاركوا في مسلسلات خليجية.. وعلي مستوي ثالث ففي استديوهات القاهرة الآن بدأ تصوير المسلسل الخليجي.

تجاوز السياسة

والقضية أو الصور علي هذا النحو تدفعنا للتساؤل عن «مستقبل» العلاقات العربية في إطار ما حدث ويحدث هذه الأيام علي كل الأصعدة.. وليس الفن وحده، واكتشاف مواقع الاختلاف والاتفاق فيما يمس شعوب تتأثر وتتذوق وتتلقي نفس الأعمال بنفس اللغة، وحتي عندما تتلقي أعمالا مدبلجة غربية مثل المسلسلات التركية تصدر عنها نفس الاستجابات!.. ولا أبالغ هنا إذا قلت إن التعاون الفني الدرامي العربي تجاوز التعاون السياسي والاجتماعي وتجاوز الأطر التي وضعتها السياسات العربية الرسمية في كل البلاد العربية إلي فضاء جديد ومختلف، أكثر حيوية وأكثر حرية ومقدرة علي الفرز والاختيار مما يراه علي كل الشاشات، وعلي سبيل المثال فإن دعوة الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين في العام الماضي بتحديد اشتراك الممثل العربي في عمل مصري واحد انتهت الآن ليحل محلها واقع جديد هو أن سوق الفن المصري جاذب للجميع، والانضمام إليه يعني شروطا كثيرة أولها الهوية وإتقان اللهجة المصرية أو اللهجات المصرية «وهذا لا يمنع من تنظيم السوق وفرص العمل للجميع» ولغة البيزنس هي السائدة «مع الأسف» لأن الجميع يريد أرباحا كبيرة وفقا لقواعد الدولة الرأسمالية، ولكن هذه القواعد الآن لا تعفي أحدا من التزامه بمعايير جودة الفكر والفن والصناعة، ومن هنا، سقطت مسلسلات كثيرة رديئة، وأعيد توزيع وبيع مسلسلات جيدة من عينة «أسمهان» و«ناصر» و«قصة الأمس» و«رمانة الميزان» و«قلب ميت» و«هيما» وغيرها تلك التي تعاد الآن علي ثماني قنوات خاصة بالمسلسلات يرتفع عددها إلي 11 قناة في رمضان القادم بإذن الله «إذا لم تضف إليها قنوات جديدة».. في هذا الإطار ليس من السهل الإجابة عن تساؤلات تعكس مخاوف البعض هنا من «طغيان» العرب علي الدراما المصرية وابتعادها عن القضايا الملحة للمصريين، أو مخاوف البعض هناك من «مصرنة» الدراما العربية وطغيان اللهجة والهوية المصرية علي الدراما التليفزيونية العربية، لأن قواعد اللعبة تغيرت عن زمن الأبيض والأسود في السينما المصرية، حين كانت هذه السينما، وتلك اللهجة جزء من الاحتياج العربي القوي للحفاظ علي اللغة والثقافة والهوية.. الآن اختلفت كل عناصر الصورة مع استمرار واستثناء واحد، أن مصر مازالت أكبر منتج للدراما السينمائية والتليفزيونية، وصاحبة الصناعة السينمائية الوحيدة بمقوماتها، وبها أكبر كادر بشري مؤهل وأكبر سوق.. ولقد حسم هذا الدور قضية التواجد العربي في الأعمال الفنية بمصر وإن لم يحسم القضية علي مستوي المنطقة كلها من خلال قوانين واحدة نافذة تطبق علي الجميع في كل الأقطار العربية بدون حساسيات وليصبح السباق فقط مركزا علي الأفضل من الأفكار والسيناريوهات والأكثر مقدرة علي الإبداع في كل فروع العمل الفني.. تم، وهذا عنصر لا يقل أهمية عن تقديم الأفضل، وهو عرض الأفضل، ورفع ذوق المشاهد بأعمال مختلفة عن السائد، وقادرة علي دفع الذوق العام إلي آفاق أرحب.

أفضل مسلسلات

وعلي سبيل المثال فإن بعض أفضل المسلسلات في العام الماضي لم يتح له الانتشار الملائم وعلي رأسها المسلسل المصري «ظل المحارب» والسوري «عرب لندن» والأردني «عودة أبوتاية».. بل إن واحدا من أفضل المسلسلات العربية عن القضية الفلسطينية وهو «الاجتياح» لم يعرض منذ عامين (إنتاج 2007) إلا علي قناة واحدة في شهر رمضان لأن المسئولين عن الشراء والبيع والذوق في كل المؤسسات، من المحيط للخليج، وجدوه مسلسلا مزعجا للمشاهد، ربما، يقلق راحته في شهر الصوم وهو الذي يحتاج للهدوء.. المسلسل كان عن الحياة في مدينة «جنين» قبل اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية وقتل وضرب وممارسة كل الأعمال البربرية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.. تماما كما يحدث الآن في غزة.. ومناسبة الحديث عن الاجتياح الآن شيئان الأول هو جودته كعمل، وثانيا حصوله علي جائزة «جراي» الدولية لأفضل الأعمال التليفزيونية والتي تماثل الأوسكار في السينما.    

الأهالي المصرية في 7 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)