حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الدونجوانات

حسن يوسف: شمس طاهية ماهرة أسرتني من أول طبخة

القاهرة - سارة فؤاد

·         بوتقة الإيمان تفتحت في العمرة فتحول إلى الأدوار الدينية

·         "أضواء المدينة" جمعتني ولبلبة والسينما فرقتنا

·         منعت زوجتي من التمثيل أمام الآخرين لغيرتي عليها

·         إغماءة في المدينة المنورة وراء اعتزال البارودي

·         تغيرت ملامح سعاد حسني فلم اتعرف إليها في لندن

·         أحبذ سكون الليل على ضجيج وإزعاج النهار 

يمثل الفنان حسن يوسف حالة خاصة من الإبداع الفني, يدرك يعلم أن الفن اختيار وليس انتشارا, يركز على الكيف قبل الكم, يرفض التكرار ويجيد تشخيص كل الأدوار باقتدار, منذ أن قدم أول أدواره في فيلم "أنا حرة", عام ,1959 وصولاً إلى التأرجح بين الاعتزال والعودة, مروراً بعشرات الشخصيات المتنوعة التي جسدها في المسرح والسينما والتلفزيون, وهو يقترن في الأذهان بصورة الولد الشقي الجذاب, المقبل على الحياة, خفيف الظل والحركة, فطوال مرحلة الستينيات كان يوسف نجماً لامعاً منتشراً في أدوار بعينها ولعله أدرك أن التقدم في العمر يصطدم مع هكذا شخصية ومن هنا أسس شركة خاصة للإنتاج السينمائي سنة ,1971 واتجه إلى الجمع بين التمثيل والإخراج وقدم مجموعة من الأفلام بدأها ب¯ "ولد وبنت والشيطان" واختتمها بفيلم "عصفور له أنياب", مروراً بأعمال مثل "الجبان والحب" و"كفانى يا قلب" و"الطيور المهاجرة", وقد شاركته التمثيل في معظم هذه الأفلام زوجته الفنانة شمس البارودي قبل أن تعتزل.

·         كيف تم التعارف بينك وبين النجمة لبلبة وصولاً إلى الزواج?

تعرفت على لبلبة في إحدى حفلات "أضواء المدينة", التي كنت متفقاً على تقديم فقراتها وكانت هي تشترك في إحيائها, حيث وجدت أمامي على المسرح فتاة رقيقة وجميلة وخفيفة الظل بدرجة لا توصف, جذبتني بشدة إليها بمجرد أن وقعت عيني عليها, وعندما ذهبت اتعرف عليها عرفت انها جارتي في "مصر الجديدة" وبعد عدة لقاءات جمعت بيننا وعدة مكالمات هاتفية تعمقت العلاقة بيننا, وشعر كل منا بأن الآخر هو النصف المكمل لحياته, وعشنا أجمل قصة حب لمدة ثلاث سنوات توجت بالزواج ولبلبة في سن السابعة عشرة من عمرها, وأتذكر أننا يوم الزفاف ذهبنا نهاراً إلى الشهر العقاري لتسجيل عقد زواجنا, وفي المساء أقمنا حفلة الزفاف في قاعة "ألف ليلة وليلة" بفندق هيلتون, حيث زفتنا الفنانة الاستعراضية المعتزلة سهير زكي وامتلأت القاعة يومها بعشرات النجوم وشخصيات الإعلام.

·         وهل صحيح أن والدة لبلبة رحمها الله كانت ترفض زواجكما?

نعم صحيح, حيث كانت تنظر لمستقبلي الفني على أنه غير مضمون لأنني كنت في أول الطريق وقتها, فكانت كأم تخشى على ابنتها من أن تتزوج رجلاً مستقبله لم تتحدد ملامحه بعد.

تفاهم

·         معظم البيوت تواجه بعض المشاكل والخلافات .. فكيف كان الحال بينكما?

هل تصدقون أن حياتنا معا طيلة فترة زواجنا القصير كانت أكثر من سعيدة, وكنا متفاهمين على جميع الأمور ما عدا موضوع واحد هو عمل لبلبة في السينما.

·         بمعنى أن إصرار لبلبة على العمل بالسينما كان سبب انفصالك عنها?

هذا صحيح, لأنني كنت أفضل أن يقتصر نشاطها الفني على الحفلات الموسمية والتلفزيون, لكي تجد وقتا للتفرغ للبيت والانجاب, بينما هي كانت ترى أن الوقت قد حان لابراز طاقاتها الفنية, بعدما بدأت العروض الفنية تنهال عليها, بالإضافة إلى أن رغبة الإنجاب في هذه السن المبكر لم تكن تساورها مطلقاً, ومن هنا عرفت الخلافات والمشكلات طريق بيتنا وحين صعب التفاهم بيننا كان الطلاق هو الحل الوحيد ولكن رغم الانفصال ظللنا زملاء وظلت علاقتنا يسودها الاحترام والمحبة, وقد عملنا معاً بعد الانفصال فيلم "الشياطين في أجازة" عام ,1973 كما أنها كانت اول  المهنئين لي بعد زواجي من رفيقة مشواري "شمس البارودي.

·         وما أبرز المواقف التي جمعت بينك وبين الفنانة شمس ودفعتك لاتخاذ قرار الزواج منها?

كنت أعرف شمس كزميلة وكفنانة متميزة, ورغم أن لقاءاتنا كانت مقصورة على المناسبات الفنية فقط, إلا أنني كنت معجباً جداً بها وبمواقفها الإنسانية مع الكثيرين من زملائنا الفنانين, وتدل على أصالة معدنها وطيبة قلبها, حتى شاء القدر وجمعت بيننا بعض الأعمال الفنية فاقتربنا من بعضنا وشعر كل منا بانجذاب شديد نحو الآخر سرعان ما تحول إلى حب توج بالزواج, وأنجبنا أولادنا محمود وعبد الله وعمر وناريمان, وأتذكر أني تزوجت شمس بمهر قدره 25 قرشاً, وأن أول زيارة لبيتها كانت في رمضان, ووقتها اصر أهلها أن اتناول الإفطار معهم, وبالفعل أفطرت معهم "صينية بطاطس" كانت شمس قد صنعتها بيدها, ثم "يضحك قائلاً: أعتقد أنني قد تزوجتها من شدة حلاوة طعمها.

·         وما أهم الصفات التي احببتها في شمس?

إنها إنسانة حنونة لأقصى درجة, طيبة ومحترمة, متواضعة وبسيطة, تحبني وتحب أولادها جداً.

·         وما أكثر صفة أحبتها هي فيك?

يضحك قائلاً: إنني إنسان طيب ونبيل .. كما تقول دائما.

·         ما الصفة المشتركة بينكما?

الهدوء, فأنا وشمس نكره الإزعاج, ونفضل الليل عن النهار, لأنه يتميز بالسكون, ونقوم فيه بقراءة القرآن وصلاة القيام, ومشاهدة التلفزيون ومناقشة أي مواضيع أسرية.

·         ما حقيقة إنك أجبرت شمس على عدم التمثيل إلا أمامك بعد زواجك منها?

كل ما تردد بخصوص هذا الشأن صحيح مائة في المئة,  لأنني كنت أغار عليها جداً.

حجاب

·         لماذا قررت الاعتزال وهي في قمة النجاح?

الحقيقة أن شمس كانت تشعر دائماً بالقلق والرعب لعدم ارتدائها الحجاب, حتى سافرت إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة مع والدها رحمه الله, لأنني كنت مشغولاً وقتها في تصوير "سلمان الفارسي", وهناك لم تملك منع دموع الندم على الأعوام التي مضت منها وهي بعيدة عن الله, وأصيبت بالإغماء أمام قبر الرسول "صلى الله عليه وسلم", فأدركت أنها إشارة من الله سبحانه وتعالى لها, ولحظتها قررت ارتداء الحجاب واعتزال التمثيل نهائياً, وفاجأتني بقرارها بعد عودتها من العمرة مباشرة.

فقلت في نفسى قد يكون بسبب تأثير العمرة فتركتها عدة أيام ثم فتحت معها الموضوع ثانياً ولكن الله سبحانه وتعالى ثبتها على ذلك, ومن وقتها لم تخلع الحجاب منذ أن ارتدته والحمد لله.

·         كيف تنظر لتحولك من أدوار الشقاوة إلى الالتزام?

التحول كان طبيعياً, ففي البداية قدمت أدوار الحب والشقاوة وجاءت الوقفة مع النفس بعد أدائي العمرة بفضل الله تعالى, حيث تبدل الحال لان بوتقة الإيمان كانت مغلقة وتفتحت هناك, ما جعلني أذهب إلى فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي" رحمه الله بعد عودتي من العمرة مباشرة لكي آخذ رأيه هل أعتزال أم أكمل?, فقال لي: إنها شغلتك منذ ثلاثين عاماً فبدلاً من الأفلام التي كنت من خلالها تجعل البنات تجري خلفك اعمل أعمالاً تفيد الشباب وتعلمهم دينهم, وهذا جعلني أعيد ترتيب أفكاري في عودتي للفن بشكل مختلف.

·         هل صحيح إنك كنت لاعب كرة في نادي الزمالك قبل احترافك التمثيل?

هذا صحيح, فقد كنت لاعباً في نادي الزمالك ووصلت لفريق الناشئين تحت 21 سنة, ولولا ارتباطي بالفن كمهنة ودراسة لأصبحت لاعبا مشهوراً.

·         ما تقييمك لأبنك عمر كممثل?

عمر ممثل مجتهد جداً وقد ابهرني بطريقة آدائه خصوصاً في فيلمي "شارع 18" و"بنتين من مصر".

·         ما حقيقة ما ردده البعض حول أنك فرضت عمر على مسلسل "العارف بالله الإمام عبدالحليم محمود" الذي قمت ببطولته?

كلام لا يمت للحقيقة بصلة, لأن ترشيح عمر جاء عن طريق مخرج العمل مصطفي الشال وليس لي أي دخل في ذلك, وعموماً الفن لا يعرف المجاملات.

·         هل صحيح ان ابنك عمر يأخذ الفنان عمر الشريف مثلاً أعلى وقدوة فنية له بدلاً منك?

نعم صحيح, لأنه رجل حقق العالمية ووصل لدرجة أرقى من الممثل المحلي.

·         وباعتبارك فنانا ملتزما .. هل تتحكم في أدوار الفنانة الشابة ريهام أيمن خطيبة ابنك عمر?

لا, لأن عمر رجل لديه شخصيته المستقلة, ثم إن هذا دوره وليس دوري.

·         لم تكن عرضة للشائعات طوال تاريخك.. فكيف استطعت تحقيق ذلك في وقت لا يسلم فيه أي فنان قديماً أو حديثاً من الشائعات?

أنا مؤمن أن الفنان ملك لجمهوره ومجتمعه ولا يوجد شيء اسمه "حياة خاصة" ولذا حرصت طوال مشواري الفني على الابتعاد عن الأماكن المشبوهة, والاعتذار بلباقة عن الحفلات الخاصة حتى لا أعرض نفسي للقيل والقال.

·         من صاحب الفضل عليك فنياً?

الفنان القدير الراحل حسين رياض والفنان الراحل عماد حمدي والمخرج الكبير الراحل صلاح ابوسيف الذي منحني دور البطولة في فيلم "أنا حرة" أمام النجمة لبنى عبدالعزيز.

صداقة

·         ارتبطت بصداقة قوية مع السندريلا الراحلة سعاد حسني  فلماذا تنكرت لها في نهاية حياتها حينما شاهدتك مصادفة في لندن وفوجئت بك تتهرب منها ما ادى اي اصابتها بحالة نفسية صعبة?

ما تردد حول هذا الموضوع كلام سخيف ليس له علاقة بالحقيقة, لأن سعاد حسني كانت أختاً عزيزة وجمعتني بها صداقة لأكثر من ربع قرن من الزمان وقدمت معها عشرات الأفلام الجميلة التي أعتز بها, وعندما التقيت بها مصادفة في بهو أحد الفنادق في لندن واقتربت مني لم أتعرف عليها رغم أن صوتها كان ليس غريباً على أذني, لأن ملامحها تغيرت تماماً, فقالت لي: "أنا سعاد حسني يا حسن إزيك, فأحرجت وقلت لها "العتب على النظر", وقد حزنت جداً بعد رحيلها, ولا أملك سوى أن أقول "حسبي الله ونعم الوكيل" في من روجوا تلك الشائعة, والدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

·         شاركت في أفلام عدة مع نادية لطفي وسميرة أحمد.. كيف كانت علاقتك بهما?

نادية لطفي هى أختي وصديقة عمري, وعلى المستوى الفني هي ممثلة من العيار الثقيل, وقد قدمنا معاً مجموعة من الأفلام التي أصبحت علامات لا تنسى مثل "الخطايا" و"للرجال فقط", أما سميرة أحمد فهي إنسانة محترمة جداً وفنانة رائعة, وقد عملنا معاً في أكثر من فيلم أهمها "السيرك", و"الخرساء", و"خان الخليلي", و"أم العروسة", وكنت أقوم بدور الأخ لها عندما سافرنا في رحلة عمل إلى لبنان.

السياسة الكويتية في

25/08/2011

 

الدونجوانات

حسين صدقي... فتى الشاشة الرزين أوصى بحرق أفلامه

القاهرة - صدام كمال الدين: 

·         سعى طوال مسيرته من أجل سينما ترتقي بالإنسان

·         رفض العمل مع يوسف وهبي لأن الدور يتنافى مع أخلاقه

·         سلسلة أفلام رومانسية أطلقت شائعات علاقته بليلى مراد

·         ارتبط بحسن البنا وسيد قطب وفتح بيته للإخوان المسلمين

·         عمل في الزراعة والعقارات ولم يعتمد على دخل التمثيل

·         اعتزل الفن ونجح في البرلمان ولم تتركه المعجبات

تميز كل نجوم جيله بالوسامة الشديدة , لكنه ينفرد عنهم بالقبول والارتياح عند مشاهدته, فالكثير من الأدوار التي جسدها تمثل المصريين في ذلك الوقت من حيث الشهامة والطيبة والحرص على الآخرين, كما أنه يخالط الملامح التركية والتي أخذها عن والدته تركية الجنسية, حيث تعتبر الوسامة في بداية السينما المصرية والعربية هي العامل الأساسي لنجاح الممثل وليصبح فتى الشاشة الأول الذي تحلم به كل الفتيات, ولكن حرص الفنان حسين صدقي على تقديم سينما هادفة وواعية جعله ينوع في الأدوار التي يقدمها مع ابتعاده عن الأدوار التي لا تلاقي قبولا لديه والتي يرى أنها ستضر بالمجتمع أكثر من إفادته.

السينما لديه فن هادف ونبيل للارتقاء بالإنسان وليس العكس, لذلك ربما لا يتذكر الكثير من المشاهدين الفنان حسين صدقي بسبب قلة عدد الأعمال التي تعرض له على القنوات العربية فهو من جيل الرواد ولا يعرفه الكثيرون.

ورغم أهميته كممثل ومؤلف ومخرج ومنتج, في تاريخ السينما المصرية, إلا أنه لم يترك رصيداً كبيراً من أفلامه, حيث أوصى أبناءه بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله, وقد فعلوا ذلك في عدد كبير من أعماله خاصة أنها كانت من إنتاجه, فسهل التصرف فيها دون الرجوع إلى أحد, ولأنه كان يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين, لأن السينما كما يقول بدون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب.

    ولد حسين صدقي في 9 يوليو عام 1917م بحي الحلمية الجديدة في عائلة ميسورة الحال ومتدينة وهو ما كان يحكم جميع تصرفاته كمظهره المتواضع وهو ما أنشأته عليه والدته التركية وخاصة منذ عمر الخامسة بعد وفاة والده, وحرصه على  الصلاة في موعدها بالمسجد القريب من منزله.

ولم يكن يقضي سهرته إلا مع زوجته في إحدى دور السينما أو مع الشيخين محمود شلتوت ومحمود أبو العيون, ولم يشرب الخمر ولم يجرب التدخين.

رجل الساعة

بدأت موهبته في التمثيل منذ طفولته من حيث الأسلوب الخطابي الذي كان يتحدث به, وأيضا عدم الرهبة من الجمهور سواء في الحي او المدرسة وساعده على تنمية موهبته دراسة التمثيل, وأيضا صديقه المخرج محمد عبد الجواد الذي شجعه ووجهه للعمل في فرقة "جورج أبيض", ثم أصبح يتردد كثيرا على قهوة "راديو" بشارع عماد الدين, حيث معظم روادها من الفنانين, وتنقل كثيرا بين الفرق المسرحية, فعلى مسرح "برنتانيا" كان يمثل أدوار البطولة أمام فاطمة وذلك عام ,1935وفي العام التالي بدأ يوسف وهبي موسمه المسرحي بتمثيل بعرض " رجل الساعة "فأسند إلى حسين صدقي دورا فيها ولكن عندما قرأ الدور رفض بشدة لأن الدور لشاب ينزلق مع زوجة أبيه وهو ما لا يتناسب مع أخلاقه ليكون بهذا أول ممثل يرفض مثل تلك الفرصة الذهبية حتى جاءته فرصة عمره عندما شاهدته الفنانة أمينة محمد انتجت له فيلم "تينا وونج" ليبدأ بعدها انطلاقته الفنية في السينما عام  ,1937 ثم أصبح بعدها يقدم أدوار الفتى الأول وتعرف عليه الجمهور جيدا عندما قام عام 1939 بدور البطولة في فيلم " العزيمة".

وتم اختياره ليكون أول أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية, وفي عام 1942 اسس حسين صدقي مع الفنانة تحية كاريوكا والمخرج حسين فوزي شركة إنتاج سينمائية وقدمت أول أفلامها " أحب البلدي" ولكنه لم يكن راضيا عن هذه النوعية من الأفلام فانسحب من الشركة واستقل بنفسه ليؤسس شركة " مصر الحديثة " للإنتاج السينمائي بمفرده وكانت باكورة إنتاجها فيلم "العامل" من إخراج أحمد كامل مرسي, ولكنه خسر كثيرا بسبب نوعية الأفلام التي كان يسعى لتقديمها تتماشى مع قيمه ومبادئه والقضايا التي تهم المجتمع في ذلك الوقت فسعى لإنتاج فيلم عن النبي يوسف عليه السلام وأخذ رأي الشيخ محمود شلتوت والإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي اللذين وافقا على الفكرة,ولكن كالعادة جاء الاعتراض من قبل الرقابة كما اعترضت أيضا على عدة مشاهد من فيلم عن الزعيم مصطفى كامل فرفض صدقي تنفيذ الفيلم في ذلك الوقت, ولأنه كان احد احلامه فلم يتخل عنه وبعد ثورة يوليو 1952 استطاع أن يخرج هذا العمل إلى النور من بطولة الوجه الجديد أنور احمد مع محمود المليجي وحسين رياض وماجدة, وبسبب تطرقه للعديد من القضايا الشائكة والموضوعات المهمة والجريئة التي كانت تفضح الاستعمار والسلطة صودر عدد من أعماله لعل أشهرها فيلم " يسقط الاستعمار" عام 1947 والذي تسبب في دخوله السجن , كما أنتج وأخرج فيلم "خالد بن الوليد" من أضخم ما أنتجت السينما المصرية في أواخر الخمسينيات, حيث أنفق عليه بب¯ذخ وصوره بالألوان واشترك به مجموعة من أشهر الفنانين بعد فيلمه الدينى الأول" ليلة ق¯در " بطولة الفنانة ليلى فوزي الذي صادره الأزهر.

شاطئ الغرام

ومنذ اتجاهه إلى مجال الفن أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي حرص على تأسيس سينما هادفة بعيدا عن الأعمال التجارية فنجد الكثير من أعماله ناقشت قضايا مهمة كمشكلة العمال التي تناولها في فيلم "العامل" عام ,1942 وأيضا مشكلة تشرد الأطفال في "الأبرياء" عام ,1944 وكان صدقي يمارس بعض الأعمال التجارية بجانب السينما ولا يجد أي حرج في ذلك بشرط أن يكون عملا شريفا ويدر عليه المزيد من المال فيذكر أنه ورث عن أبي¯ه زراعية قام بزراعتها بنفس¯ه في أواخر الأربعينيات وذلك قبل الاتجاه إلى العمل في العقارات وبناء العمارات.

شكل حسين صدقي وليلى مراد ثنائياً جميلاً, حيث اشتركا في عدة أفلام تحمل طابعا رومانسيا لعل أشهرها فيلم "ليلى في الظلام" عام .1944

وفي العام 1950 قاما ببطولة فيلم "شاطئ الغرام"مع تحية كاريوكا ومحسن سرحان وسميحة أيوب والذي حقق نجاحا كبيرا بأغانيه واشهرها بحب اثنين سوا, كما سميت الصخرة التي غنت عليها هذه الاغنية باسم ليلى مراد في مرسى مطروح وقدما في عام 1951 فيلم "آدم وحواء" مع ماري منيب واسماعيل يس,وعام 1955 كان اخر افلام ليلى مراد في السينما فيلم "الحبيب المجهول" مع حسين صدقي وكمال الشناوي وقصة انور وجدي وعبد السلام النابلسي واخراج حسن الصيفي, وهذه الأعمال في معظمها تحمل الطابع الرومانسى لذلك انطلقت الكثير من الشائعات عن أن هناك قصة حب كبيرة بين البطل والبطلة تدور على أرض الواقع خاصة بعد حدوث مشكلات كبيرة بين ليلى ومراد وزوجها أنور وجدي أدت إلى الطلاق.

ولم تكن ليلى مراد الفنانة الوحيدة التي انطلقت شائعات حب تربط بينها وبين من شاركها البطولة بل أيضا الفنانة تحية كاريوكا حيث كونت مع صدقي شركة إنتاج.

أما الفنانة فاطمة رشدي فلم يكن حسين صدقي الفنان الوحيد الذي أدى أمامها أدوارا مميزة وعلامة فارقة في حياته الفنية ليصبح بعد ذلك أحد نجوم الفن.

وعندما قدم معها الفنان صدقي فيلم "العزيمة" كانت قد انفصلت عن زوجها الفنان عزيز عيد وبدأت قصة حب ومن ثم ارتباطها بالمخرج كمال سليم الذي أسند إليها أهم أدوارها "العزيمة" من بطولة أنور وجدي, حسين صدقي, ماري منيب, عباس فارس, زكي رستم, لذلك لم يكن هناك مجال لانطلاق مثل هذه الشائعة وكذلك الحال أيضا مع ليلى فوزي وصباح.

أما زوجته سميرة المغربي فنشأت مثله في أسرة ميسورة الحال وكانت متابعة جيدة لعالم الموضة والأزياء, تزوجت من الفنان  صدقي, وكان شاباً وسيمًا, هادئ الطبع, طيب القلب, رزقها الله تعالى بثمانية من الأبناء خمسة ذكور وثلاث بنات, وظلت تعيش في بيت زوجها, كما كانت تعيش في بيت أبيها, مغرمة بالموضة والأزياء, وقالت قبل رحيلها إنها رغم جمالها لم تنخرط في الوسط الفني لرفض زوجها الشديد لهذا وهو ما نراه في حرصه التام على ابتعاد أولاده عن هذا الوسط.

كما يقال أيضا أن بيت صدقي كان يعد مركزا عاما لجماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيسها حسن البنا, وكان لقرب مسكن حسين صدقي من المركز العام في حي "الحلمية الجديدة" بالقاهرة أثره في وجود علاقة بينه وبين البنا أواخر الأربعينيات واستمرت مع سيد قطب بعد اغتيال حسن البنا, وعن هذه العلاقة قالت زوجته: إن حسين كان يؤدي الفروض, وكنت ألح عليه بعد التزامي أن يترك العمل في السينما وذات مرة أثناء زيارتنا سيد قطب في المستشفى قبيل إعدامه, ذكر زوجي له ما أطلب منه فكان رده عليه: "إن الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامي, وإنني أكتب عشرات المقالات والخطب, وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تقضي على ما فعلته أنا أو تقويه, أنصحك أن تستمر لكن بأفلام هادفة".

كرمت الهيئة العامة للسينما عام 1977 الفنان الراحل حسين صدقي كأحد رواد السينما المصرية, حيث أعلن اعتزاله السينما قبل رحيله بعدة سنوات بعد انتخابه عضوا في مجلس الأمة "مجلس الشعب حالياً" وتفرغه لبعض قضايا الشعب والدفاع عنها, وبعد اعتزاله وحتى رحيله ظل يتلقى يوميا عشرات الخطابات الغرامية من المعجبات, رغم معرفتهن أنه متزوج وله ثمانية أولاد.

وفي فترته الأخيرة في السينما كانت معظم أعماله تحمل عظة للجمهور ودروسا دينية منها المصري أفندي والشيخ حسن وغيرهما, وفي أوائل الستينيات حاول التطرق إلى مواضيع جديدة في فيلمي "وطني وحبي, وأنا العدالة" لكن الجمهور لم يتقبل الفيلمين فانسحب بعدها صدقي بهدوء, وظل معتكفا في بيته بعيداً عن السينما والأضواء, حتى وفاته في 30 مارس .1976

السياسة الكويتية في

26/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)