حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جومانا مراد:

قلبى مع الثوار لكنى ضد الهجوم على رغدة

فاطمة علي

رغم أنها تؤيد مطالب الثوار فى سوريا، وتريد المزيد من الإصلاحات فى بلدها، فإنها ضد الهجوم على الفنانة رغدة بسبب موقفها المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، وهى أيضاً ضد التصنيف والتخوين والقوائم السوداء، وتعتبر مسلسلها الجديد «إعادة نظر» من أهم الأعمال التى قدمتها على شاشة التليفزيون، وتؤكد أن النجمات تفوقن فى دراما رمضان 2011 على النجوم الرجال..

إنها النجمة السورية جومانا مراد تفتح لنا قلبها من خلال هذا الحوار..

·         هل تفوقت البطلات على النجوم فى دراما رمضان هذا العام؟

** نعم.. فلقد شاهدت صابرين مختلفة ومتألقة كعادتها فى مسلسل «مريم نور» وأضحكتنى حنان ترك من كل قلبى من خلال دور خفيف الظل وشخصية جديدة تماماً عليها فى «نونة المأذونة»، وكانت ليلى علوى أستاذة كعادتها فى الإحساس البسيط والأداء السهل الممتنع لشخصيتها فى «الشوارع الخلفية» مع العملاق جمال سليمان، وما شاهدته من حلقات كان مباراة شائقة جداً فى الأداء التمثيلى بين الاثنين تفوق كلاهما فيها على نفسه.

·         وماذا عن مسلسلك الجديد «إعادة نظر»؟

** هذا العمل أذهلنى منذ الوهلة التى قرأت فيها سيناريو المسلسل، وكما يقولون العمل ليس فيه غلطة، والشخصيات مكتوبة بحرفية وإتقان شديد، وأعتبر دورى من أهم الأدوار التى قدمتها على الشاشة.

·         وهل صحيح أنك حصلت على 2 مليون جنيه نظير بطولتك للمسلسل؟

** لست ملزمة بالتصريح بأجرى فى المسلسل، لكن هذا المبلغ غير صحيح، لأننا قمنا جميعاً بتخفيض أجورنا.

·         يقال إن الأعمال السورية تراجعت عن السنوات الماضية؟

** الأعمال الماضية هى الأخرى تراجعت بسبب الأحداث السياسية وثورة 25 يناير، ونحن فى سوريا لدينا مشكلة كبيرة وهى نقص البنية الفنية التحتية من معامل واستوديوهات تصوير، ومع ذلك نقدم أعمالاً تاريخية ضخمة الإنتاج، وتعتمد أكثر على التصوير الخارجى.

·         وما رأيك فى الهجوم على «بلدياتك» رغدة بسبب مساندتها لنظام بشار الأسد؟

** كل إنسان حر فى توجهاته السياسية، ولابد أن نحترم وجهة نظر الآخر، ولا نتهمه بالعمالة للنظام الحاكم، أو بأنه من الفلول كما حدث عندكم هنا فى مصر، وأنا ضد التصنيف والتخوين والقوائم السوداء، رغم أننى شخصياً مع كثير من المطالب التى ينادى بها الثوار فى بلدى سوريا وأطالب بالمزيد من الإصلاح، لكنى ضد إسقاط الأنظمة فى المنطقة كلها وضد سيناريوهات الفوضى الخلاقة.

·         ما الأساس الذى يتم بناء عليه اختيارك للعمل؟

** أهم شىء أن يكون العمل جيداً والدور جديداً علىَّ، ولم أقدمه من قبل، لأننى لا أحب أن أكرر نفسى فى الأعمال ولا يشغلنى حجم الدور بل يشغلنى أن يكون مؤثراً، فأنا لا أهتم بالكم بقدر ما أهتم بالكيف كما أننى لابد أن أشعر بالدور الذى سأقدمه وأهتم بفريق العمل الذى سيكون معى وأهتم أيضا بالمخرج وأتابع مدى رؤيته للعمل.

·         لماذا ابتعدتِ عن تجربة الإنتاج وهل من الضرورى أن تكونى بطلة العمل الذى تقومين بإنتاجه؟

** بدأت تجربة الإنتاج عام 2004 فى سوريا وقمت بإنتاج ثلاثة مسلسلات هى «الخيط الأبيض» مع الفنان جمال سليمان، و«انتقام وردة» و«هيك اتجوزنا» ولم أكن بطلته بل كنت ضيف شرف، وبسبب ضيق الوقت ابتعدت عن الإنتاج خاصة فى الفترة الماضية التى كنت أحاول أن أثبت فيها نفسى وموهبتى كفنانة ولدىَّ عدة مشاريع فنية فى سوريا سأتفرغ لها قريبا.

·         هل من الممكن أن تقدمى على تجربة الإنتاج فى مصر؟

** أتمنى ذلك. لكن هذا صعب فى الوقت الحالى فمصر بلد كبير ومفتوح على الشرق الأوسط كله وسأشعر بأننى ضعيفة جدا خاصة فى ظل ارتفاع الأجور وظروف تراجع الإنتاج الدرامى كله بعد الثورة.

·         وهل الظهور كضيف شرف لا يتعارض مع نجوميتك؟

** ما المانع فى أن أظهر كضيف شرف، هذا شىء لن يقلل من نجوميتى، وأنا أردت أن أنوع فى أدوارى لذلك وافقت على الظهور فى مسلسل «راجل وست ستات» لأنى معجبة جداً به.

·         لماذا وافقتِ أن تشتركى فى فيلم «كف القمر» للمخرج خالد يوسف المثير للجدل؟

** لأننى من عشاق أفلام خالد يوسف وأحترم رؤيته فى السينما وشرف لى أن أتعاون معه فى أفلامه وكونه مثير للجدل فهذا معناه أنه ناجح وكل الأعمال تنتقد سواء كانت سينما أو تليفزيون.

·         هل صحيح أنك كنت مرشحة لمسلسل «المملوك الشارد»؟

** نعم، والشركة لظروف إنتاجية أوقفت العمل رغم أنهم اتصلوا بى أكثر من مرة ولكننى انسحبت لعدم البدء فى العمل.

·         رغم حصولك على جائزة عن فيلم «الشياطين» فإنه لم يحقق نجاحًا على المستوى الجماهيرى؟

** رغم أنه لم يحقق نجاحًا على المستوى الجماهيرى فى مصر فإنه نجح جدا عندما عرض فى سوريا والأذواق مختلفة والفيلم كان أول عمل سينمائى أقدمه فى مصر وسعدت بالتجربة وبتعاونى مع الفنان شريف منير والمخرج كان له رؤية جيدة ومش كل فيلم بينجح على المستوى الجماهيرى فقد يعجب النقاد ولا يعجب الجمهور.

·         أيهما تفضلين السينما أم التليفزيون؟

** لكلا منهما جمهوره، فالتليفزيون يذهب للجمهور داخل منزله وهذا جيد لكن ذاكرة التليفزيون ضعيفة أما السينما فعمرها أطول لأن الفيلم يباع للفضائيات ويتم عرضه بعد فترة من عرضه فى السينما ويتم تكراره وهو أقصر فى قصته عن المسلسل.

·         من أكثر الفنانات التى تأثرتِ بهن؟

** تأثرت جدا بالفنانة شادية لأنها استطاعت أن تقدم كل الألوان الفنية، كما أنها استطاعت أن تجسد دور الأم ببراعة، وتمتلك «كاريزما» عالية، ومن ثم وجدت دور الأم فى المسلسل السورى «ساعة عصارى» كما أننى تأثرت بالفنانة الرائعة سعاد حسنى فهى بالفعل تستحق لقب سندريلا.

·         بصراحة هل الفن أثر على حياتك الشخصية؟

** الفن حياتى ومهنتى التى أعتز بها وأعيش من ورائها لذلك فيصعب على بعض الرجال استيعاب هذه المهنة على الرغم من أننى من التى لم تقصر فى حق بيتها وتعرف مالها وما عليها.

·         هذا يعنى أنك ستعيشين بدون رجل؟

** صعب أن أعيش بدون حب لكنى أعطيت لنفسى هدنة ومش عاوزة أستعجل الأمور لأن لدى ارتباطات فنية كثيرة فى الوقت الحالى.

أكتوبر المصرية في

07/08/2011

 

 

المخرج والإعلامي البراء أشرف:

في عصر الإنترنت لم يعد بالإمكان خداع المشاهد

كتب: القاهرة - أميرة الدسوقي 

تعدّ شركة I Films إحدى أهم شركات صناعة الأفلام الوثائقية في مصر وتديرها مجموعة من الشباب يتقدّمهم الإعلامي والمخرج البراء أشرف.

عن صناعة الأفلام الوثائقية والدور الذي تؤديه في التوعية ورصد الحقائق كان اللقاء التالي مع أشرف.

·         لماذا اخترت العمل في الأفلام الوثائقية؟

أنا في الأصل صحافي، إذ درست الصحافة وعملت في أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية ومن خلاله أتيح لي تقديم المعلومة بكل صورها صوتاً وصورةً وتعليقاً مكتوباً، فاستهوتني فكرة التوثيق. بعدها حصلت على منحة من «معهد الجزيرة للتدريب» في الدوحة، وفيه تعلّمت كيفية صناعة الأفلام الوثائقية التي حققت لي الإشباع التام على رغم كل المعوقات التي تواجه هذا الفن، في مقدّمها: محدودية جمهور الأفلام الوثائقية العربية، والميزانيات القليلة جداً المتاحة للإنتاج إذا ما قارناها بالغرب.

·         ما الذي دفعك الى إطلاق شركة لإنتاج الأفلام الوثائقية وليس الاكتفاء بإخراجها؟

الشركة ليست ملكي الشخصي لكنها لعدد من الشباب نعمل على إنتاج الوثائقيات وصناعة الإعلام المرئي.

·         برأيك ما هو سبب محدودية جمهور الأفلام الوثائقية؟

البعض الذي يقدّم هذه النوعية من الأفلام بطريقة تنفر ولا تقرّب، ففي تصوّري أن الدور الأهم للأفلام الوثائقية، وعلى عكس ما هو معروف عنها، هو الترفيه وليس مجرد إعطاء كميات كبيرة ومكثّفة من المعلومات. كذلك لا يجب أن يكون الفيلم الوثائقي جامداً ومملاً، لأن المشاهد يحتاج دائماً إلى جرعة من الموسيقى والضحك والمشاهدة الممتعة، بدليل أن الأفلام الوثائقية في البلاد الأوروبية راهناً تُعرض في دور العرض وتنافس على الإيرادات. في النهاية يجب أن يكون الفيلم مزيجاً من المعلومات الموثّقة من دون إغفال للحبكة الدراميّة.

إذا دقّقنا في الأفلام السينمائية المنتجة خلال العشر سنوات الأخيرة نجد أنها تتضمّن لمحات من الوثائقي مثل «يعقوبيان» و{حليم» و{أيام السادات» و{واحد صفر»، بل إن البعض قد يعتبرها وثائقية. المهم أن الوثائقي والدراما يجب أن يكونا وجهين لعملة واحدة لأي فيلم والأهم أن يرى فيه المشاهد نفسه.

·         ما هو أبرز إنتاجكم؟

قدّمنا فيلماً وثائقياً طويلاً عن حياة العالم الكبير مصطفى محمود باسم «العالم والإيمان»، بالإضافة الى أفلام: «تلفزيون الحارة» و»مشمش أفندي» و{الطريق إلى كيلي» و{غير مصنف»، و{كشكول رسام» الذي يتمحور حول حياة الفنان محيي الدين اللباد.

أنتجنا أيضاً حلقات لبرنامج بعنوان «مسحراتي الثورة»، وهي عبارة عن إعادة إنتاج لفكرة المسحراتي القديمة، لكن في إطار الثورة المصرية، من خلال أشعار لناصر فرغلي وغناء مجموعة من الشباب الذين ظهروا خلال الثورة، وسيناقش البرنامج موضوعات مهمة مثل الانتخابات والدستور الجديد والفتنة الطائفية. كذلك أنتجنا سلسلة أفلام باسم «في انتظار رمضان» عن بعض الشخصيات التي تنتظر رمضان كل عام وناقشنا ذلك عبر زوايا اجتماعية جديدة. وأخيراً فيلم «يوم بطعم الفرحة» الذي يوثّق للفساد في عصر الرئيس السابق حسني مبارك من خلال معايشة أحد أكثر أحياء مصر فقراً وهو «أسطبل عنتر»، ورصد حالة سكانه الاقتصادية المتردّية.

·         هل يمكن اعتبار كتابك «البدين» توثيقاً لحياتك الشخصية؟

منذ زمن طويل وأنا مشغول بفكرة كتابة نصوص عن شخصيات غير جذابة، من هنا جاءت فكرة كتاب «البدين»، وقد كتبته خلال خمس سنوات هي عمر مدوّنتي على الإنترنت.

بالطبع أجد نفسي داخل كل حكاية في الكتاب، لأنني الكاتب من جهة، ومن جهة أخرى لأن معظم الحكايات يستند إلى قصص واقعية. على أية حال، الكتاب خطوة كان لا بد منها، لكني أعتقد أن القادم سيكون على درجة أفضل من حيث العمق.

·         أشرت إلى أن شركتكم ليس هدفها إنتاج الوثائقيات فحسب بل أيضاً صناعة الإعلام المرئي، فكيف ستتشابك مع آليات الإعلام؟

الأمر ليس سهلاً بالتأكيد، لأن الإعلام للأسف عوّد المتلقّي على درجة محدودة من الطموح والتوقعات، من ثم فإن المتلقي المصري أو العربي عموماً بات لديه نوع من البلادة لا تحمّسه للمطالبة برفع السقف، وهذا ما انعكس على الإعلام الذي لم يحاول تطوير نفسه، لكن بعد الثورة أصبح الموضوع مختلفاً تماماً، إذ لم يعد بالإمكان خداع المشاهد بل على العكس الأخير هو الذي خدع الإعلام واعتمد على نفسه بواسطة الـ «فيسبوك» و{يوتيوب» و{تويتر» والمدوّنات، وكلّها وسائل صنعها الجمهور بنفسه كوسيط إعلامي.

الجريدة الكويتية في

07/08/2011

 

النصف الأول من سينما 2011… أبعاد أخرى (2ـ2)

كتب: محمد بدر الدين  

على رغم قصر موسم الصيف السينمائي هذا العام (وهو ذاته سينما نصف العام الأول)، إلا أننا نجد فيه مؤشرات وملامح تفيد في قراءة سينما المرحلة المقبلة.

يستمرّ تعدّد المستويات الفنية والتقنية، بل اختلاف الأفلام الشديد من اتجاه سينمائي ينشد تقديم سينما رفيعة ويعبّر عن فن وفنان حقيقيّين («حاوي» لإبراهيم البطوط)، إلى اتجاهات (أو بالأحرى تفاهات!) واضحة الابتذال تمتلئ بها السينما التجارية والاستهلاكية، مروراً بمحاولات لتقديم سينما قد تجمع بين تواضع الشأن فنياً وطموح إلى مساهمة متميّزة في عنصر ما، أو تجمع بين سينما التسلية المحضة وعدم الوقوع في الابتذال.

يؤكد «حاوي» أن السينما المصرية شهدت في مراحلها المختلفة محاولات تقديم فن ينتمي إلى الفن وليس الإتجار به، من خلال تجربة وأسلوب خاصّين عن رؤية الفنانين لمجتمعهم والعالم الذي يحيون فيه، هؤلاء تؤرقهم قضية تطوير السينما كوسيلة تعبير إبداعي شغفوا بها، ويجسّدون رؤاهم و{حياتهم وأعصابهم» من خلالها، كذلك قضية تطوير المجتمع الذي يعيشون فيه ويعانون مشاكله، وهم يتّخذون الفن وسيلة وسلاحاً لتحقيق إسهامهم في القضيّتين.

عادةً، يوصف البطوط بأنه «الأب الروحي» لاتجاه السينما المستقلّة (وإن كان يفضّل تعبير السينما البديلة أو المختلفة)، وليست المسألة في هذه النوعية من الأفلام تصويرها بكاميرا ديجيتال، أو كونها نوعية محدودة التكاليف الإنتاجية نسبياً، فهذه تفاصيل واختلافات في الوسائل والتقنية والظروف (من خارج العملية الإبداعية ذاتها)، لكن الإبداع لدى البطوط وأقرانه ممن ينتمون إلى الاتجاه نفسه، هو معنى التعبير عن روح الفنان وروح العصر في آن.

فمن يشاهد «حاوي» يدرك أن صاحبه لا يقيّد نفسه بأساليب سابقة للسرد السينمائي أو لرسم الشخصيات وطبيعة العلاقات بينها، ويستخدم المونتاج والديكور والإضاءة والموسيقى والمؤثرات بصورة جديدة طازجة. حتى الأداء التمثيلي يلجأ فيه إلى ممثلين غير محترفين غالباً (وحدها حنان يوسف محترفة)، فيشرح لهم المشهد والموقف بطريقة دقيقة وافية، لكن يترك لهم مساحة ارتجال وإبداع خاص، فيأتي الأداء مختلفاً عن المعهود. والحقّ أن المسألة في مجمل عناصر الفيلم ليست اختلافاً في الحرفية أو التقنية فحسب، إنما هي تعبير، في الأساس، عن اختلاف رؤى فكرية لجيل جديد، يتجاوز، باختياره وحسّه، قوالب الإيديولوجيات الجامدة، فيقدّم فناً (عابراً للنوعيات) ورؤى حداثية (أو بعد حداثية) وهو جزء أصيل من جيل عصره، ولا يستعير أي عصر سبق فكره أو روحه.

يرتبط مستقبل السينما المصرية والعربية ومدى تقدّمها المنتظر بأصالة الفنان المصري والعربي، وعمق موهبته ورؤاه، وصدقه في التعبير عن ذاته وروحه وحلمه في تطوير الفن والمجتمع والحياة، إلى حدّ التغيير الكلي الجذري و{الثورة» ذاتها.

كلّما انتصر هذا الاتجاه، خبا واندحر نوع المتسلّقين أو المتطفّلين لاستغلال الفن والإتجار به والتربّح من ورائه، كما رأينا خلال الموسم في نماذج: «سامي أوكسيد الكربون»، «الفيل في المنديل»، «فوكك مني»، وسيشعر أصحاب المشاريع السينمائية المتوسّطة القيمة بالقلق والارتباك إن لم يكن التهاوي، أو تلك التي حاولت أن تجمع بين الجدية والاستسهال كما رأينا في: «الفاجومي»، «صرخة نملة»، «المركب»…

الجريدة الكويتية في

07/08/2011

 

لماذا تحتجب السينما في رمضان؟

كتب: أمين خير الله  

لماذا تحتجب السينما في شهر رمضان؟ الإجابة لدى القيمين على صناعة السينما في مصر الذين اتفقوا على وقف العروض السينمائية في الشهر الفضيل، لكنهم اختلفوا حول الأسباب.

يؤكد الناقد السينمائي سمير فريد أنه، حتى سنوات قريبة، كانت العروض السينمائية تستمرّ طوال العام حتى في شهر رمضان، لكن مع تنامي الأفكار المتطرّفة والمتشدّدة التي ترى في ارتياد السينما في رمضان إبطال صيام الشهر، أعرض الجمهور عنها ما دفع المنتجين والموزعين إلى وقف العروض.

يضيف فريد: «سابقاً، كانت السينما بمثابة سهرة رمضانية جميلة أو أمسية لطيفة، والإقبال عليها كان شديداً لأن الجمهور الرمضاني الراغب في السهر إما يذهب إلى السينما أو يحضر عروضاً مسرحية رمضانية أو يجلس في المقاهي أو يبقى في بيته يتابع المسلسلات والبرامج التلفزيونية، التي طغت بشكل واضح وصريح، وأدت دوراً لا يمكن إنكاره في جذب الجمهور إليها».

يتساءل فريد: «لماذا تخلّت وزارة الثقافة المصرية عن دورها ولم تحاول تغيير سلوك الجمهور أو تغريه ليقصد السينما والمسرح خلال شهر رمضان ويتحرّر من طائلة التلفزيون؟

الجمهور عايز كده

«الجمهور عايز كده»، يؤكد عبد الجليل حسن المستشار الإعلامي لـ{الشركة العربية للتوزيع والإنتاج»، باعتبار أن الجمهور هو الذي يمتنع عن مشاهدة الأفلام السينمائية في رمضان، معللاً ذلك بالرغبة في التفرّغ لمشاهدة التلفزيون الزاخر بدراما جديدة أو للعبادة أو ممارسة الرياضة، ما يغلق الباب تماماً أمام السينما.

يضيف حسن: «نحن كموزّعين نتمنى أن تصبح أشهر السنة كافة مواسم سينمائية، ما ينعكس ربحاً على صناع السينما في مصر خصوصاً والعالم العربي عموماً، لكن الظروف كلّها ضدنا لأن جمهور السينما يركّز في الشهر الفضيل على المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تشبع رغبته في التنوّع والتغيير».

يشير حسن إلى صعوبة تأسيس موسم سينمائي رمضاني لأنه «لا يوجد لدينا منتج جريء يغامر بفيلمه، فهو يعلم تماماً أنه سيخسر أمواله التي دفعها، ويحرص على أن يحجز لأعماله أفضل توقيت ومواسم سينمائية جيدة ليحقق أكبر عائد مادي».

حالة خاصة

يرى المخرج مجدي أحمد علي أن شهر رمضان يتمتّع بحالة خاصة، إذ  ينشد الجمهور الراحة والاسترخاء في المنزل بعد يوم طويل من الصيام، وإذا خرج الناس من منازلهم يذهبون إما للصلاة أو لزيارات عائلية أو الجلوس في المقاهي، مؤكداً أن الظروف كافة تحول دون وجود عروض سينمائية في رمضان.

يضيف أحمد علي: «حتى قبل هذا الكم الكبير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي نراها في الشهر الفضيل، كان الراديو يطغى على السينما في هذه الفترة، لأن الجمهور ارتبط به تماماً مثل ارتباطه بالتلفزيون، لذا من الصعب أن يستقبل المشاهد وجبة درامية دسمة في صورة أفلام».

يشير أحمد علي إلى استحالة استحداث موسم سينمائي في هذه الفترة من العام على رغم سهولة تأسيس مواسم سينمائية أخرى طوال السنة، خصوصاً أن عيد الفطر يعدّ أهم تلك المواسم بعد موسم الصيف مباشرة، وعيد الأضحى أيضاً.

لا حفلات

يلاحظ المنتج أحمد السبكي أن الجمهور في رمضان يستحيل أن يقصد دور السينما في النهار بسبب الصيام، ما يعني أن الحفلات قبل الإفطار لن يحضرها أحد بل ستُختصر إلى حفلة واحدة أو حفلتين يومياً بعد الإفطار، وقد يسبّب ذلك خسارة كبيرة للمنتج والموزّع وأصحاب دور العرض الذين يفضّلون الإغلاق لتوفير أجور الموظّفين والدعاية والكهرباء.

يتمنى السبكي استمرار العروض السينمائية طوال العام، لأن ذلك سينعش حركة السينما في مصر خصوصاً والعالم العربي عموماً، ويفرز كماً من الممثلين والمخرجين والمنتجين.

الجريدة الكويتية في

07/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)