حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حاول الجمع بين أفلام "الوسترن" والخيال العلمي

"رعاة بقر ضد المخلوقات الغريبة" آيل للفشل

محمد رُضا  

على الرغم من تبوؤ فيلم “رعاة بقر ضد المخلوقات الغريبة” أو Cowboys & Aliens المركز الأول في الأسبوع الماضي في سلم مبيعات التذاكر مسجّلاً 36 مليون دولار في افتتاحه، إلا أن ذلك ليس سوى قدر يسير من تكلفة الفيلم الإجمالية التي وصلت إلى أكثر من 140 مليون دولار . إذا لم يتحسّن وضع الفيلم في “شباك” التذاكر، فإن المبلغ لن يُسترد ناهيك عن تسجيل أرباح .

هناك نوعان مختلفان من السينما في هذا الفيلم: الغرب الأمريكي والخيال العلمي . صحيح أن السينما تستطيع بشطحة خيال واحدة الجمع بين أي متناقضين (وهناك فيلم رعب مقبل يجمع بين رواية جين أوستن الأدبية “كبرياء وتعصّب” وبين مصاصي الدماء)، إلا أن نجاح هذا الجمع يعتمد على نجاح الكتابة . وحين يكون لديك جيش من كاتبي السيناريو تم تكوينه بسبب عدم رضى متواصل من قبل المنتجين ما يجعلهم يلجؤون إلى كاتب إثر كاتب، فإن الناتج مشروع هجيني يحتاج إلى إلغاء تام والبدء من جديد .

في الأصل، فإن المادّة مستلهمة من قصّة من فنون “الكوميكس” بوشرت كتابتها في التسعينات وابتاع ستديو يونيفرسال وستديو دريمووركس حقوقها منذ العام 1997 أي قبل نحو تسع سنوات على نشرها كاملة . تم الاتصال بالممثل روبرت داوني جونيور لبطولة الفيلم وهو أخبر المخرج جون فافرو، حيث كانا يعملان معاً على تصوير “آيرون مان 2”، بالمشروع . لكن في حين ترك داوني المشروع فاز فافرو بتحقيقه وسعى لجلب دانيال كريغ في دور غريب يستيقظ من غيبوبة وسط الصحراء ليكتشف أنه فقد الذاكرة . قبل أن يحاول استردادها ومعرفة سر تلك الآلة التي وجدها على معصمه، يقتل ثلاثة مجرمين ثم يصل إلى البلدة القريبة . الشريف هو هاريسون فورد في ثاني فيلم وسترن يقوم به في عموم سنوات مهنته، إذ كان لعب بطولة “فتى فريسكو” لروبرت ألدريتش سنة ،1979 ولو أن دوره في سلسلة “إنديانا جونز” يُحاكي شخصية كاوبوي عابث .

المشكلة لم تكن في توزيع الأدوار أو البحث عن ممثلين بل في عشرة كتّاب سيناريو (على الأقل) تعاقبوا في محاولة لكتابة الفيلم . بينهم ديفيد هايتر الذي كتب “ملك العقارب” و”رجال إكس”، والثنائي توماس دين دونلي وجوشوا أوبنهايمر اللذان كتبا “صحراء” والنسخة المقبلة من “كونان”، ثم الثنائي مارك فرغوس وهوك أوتسبي اللذان كتبا “أطفال الرجال” و”آيرون مان” .

بطبيعة الحال، فإن ما حصده صانعو الفيلم من جرّاء كل هذه الكتابات هو لفيف من الأفكار التي لا تخلو من التناقض في الاتجاهات والأساليب . الحل المثالي هو تذويب الاختلافات وتقديم فيلم يرتكز، في نهاية الأمر، إلى قصّة ذات خط واضح لدرجة الافتقار إلى الإثارة .

يبدأ الفيلم ب “رعاة البقر” (وهم ليسوا رعاة بقر فعليين) واصفاً حال البلدة التي يعيشون فيها مع وصول ذلك الغريب ذي الآلة الغامضة المثبّتة على معصمه، وينتقل إلى البراري حيث استوطنت المخلوقات الغريبة ثم يعود إلى رعاة البقر وقد ألّفوا مجموعة من المقاتلين حالما علموا بأن غرباء الفضاء وصلوا .

في الطريق يلتقون بالخارجين عن القانون، ثم بالهنود الذين ما أن يعلموا السبب وراء هذه الحملة حتى يشتركوا فيها، ما يؤلّف مجموعة أكبر من طالبي القتال، من أجل الوصول إلى حيث حط الغرباء وإلى حيث ستقع المعركة بين الطرفين .

إذا ما رغب المنتجون (بينهم ستيفن سبيلبرغ عبر دريمووركس) بجمهور الخيال العلمي (أقل من عشرين سنة) وبجمهور الوسترن (من هم فوق الخمسين)، فإن لا هذا ولا ذاك حضر إلا بمقادير محدودة . نسبة الحضور بين من هم أقل من 18 سنة بلغت 12 بالمئة فقط، وأقل منها نسبة الكبار المشتاقين لسينما الوسترن .

قبل نهاية الفيلم بنحو نصف ساعة يقول أحدهم للآخر “عليك أن تتوقّف عن التفكير” وكان الجمهور سبق الفيلم إلى هذه الخلاصة لأنه لو أمعن التفكير لفضّل ترك الصالة .

مهرجان فنيسيا يكشف عن إفلاس سينمائي عربي

بصرف النظر عن وجود حفنة من الأفلام المصرية والتونسية التي تم تصويرها عن ثورتي ديسمبر ويناير هذا العام لا توجد أفلام عربية تثري العين أو تثير شهية العقل، بل لا توجد أفلام عربية فعلية على الإطلاق . ولا يمكن اعتبار تلك الأفلام التوثيقية أكثر من ريبورتاجات (بعضها أفضل من بعضها الآخر في خانة ما) أنجزت للمناسبة المتاحة وتوجّهت إلى المهرجان الإيطالي المحتفل هذا العام بمناسبته الثامنة والستين .

طبعاً، هذه ليست المرّة الأولى والأخيرة، فالسائد غالباً أن تشكّل الأفلام العربية المنتجة من لبنان أو مصر أو تونس أو المغرب أو الجزائر حالة تشرذم محدودة الأثر . فيلم أو اثنين في تظاهرة جانبية، وفيلمان أو ثلاثة في تظاهرة جانبية أكثر . هذا في السنوات “الخيّرة”، أما في الأخرى، فإن حتى هذا الحضور المحدود ليس مؤكّداً .

كذلك ليست هذه حال مهرجان فنيسيا وحده . فمعظم مهرجانات العالم تخلو تماماً من أفلام عربية . نحو عشرة منها قد يحمل فيلماً أو أكثر في نطاق تظاهرة ما، وأقل من ذلك قد تجد داعياً لإشراك فيلم عربي في المسابقة .

ليس هذا الكلام جديداً على القارئ لكن ليس هناك أيضاً داعياً للتوقّف عن المناداة بأهمية خروج السينمائيين العرب من صناديقهم المقفلة، والبحث عن فهم كامل للكيفية الفنية الأنجح للتعبير عن مضامينهم . وفي حين يدور شرح هذه النقطة فإن المشكلة أكثر تأزماً في السنوات الأخيرة بعد انحسار الفيلم الفلسطيني الذي تمثّل في السنوات العشر الأخيرة بهاني أبو أسعد وإيليا سليمان ورشيد مشهراوي وميشيل خليفي وسواهم . هذا الحضور أصاب الهدف السياسي حتى حين لم يتحدّث الفيلم سياسة مباشرة، ما استدعى قيام المحتل “الإسرائيلي” بحملة تجنيد قوى في الأعوام الثلاثة الأخيرة على الأخص ما نتج عنه ليس اشتراكها في مسابقات “كان” و”فنيسيا” و”مونتريال” “وكارلوفي فاري” و”لوكارنو” وسواها فحسب، بل الخروج منها ومن غيرها بجوائز أولى .

فنيسيا هذا العام لديه فيلم من “إسرائيل” عنوانه “التبادل” وهو ثاني أفلام المخرج إيران كوليرين، وهو محشور في المسابقة كما تم حشر فيلم “ملاحظة” لجوزيف شيدار في مسابقة “كان”، علماً بأن الإجماع كان على أنه واحد من أضعف ما عرضه المهرجان الفرنسي من أفلام متسابقة هذا العام .

افتتاح مهرجان فنيسيا سيكون للفيلم الأمريكي “منتصف أشهر مارس” لجورج كلوني وهو واحد من خمسة أفلام في المسابقة الرسمية . الأفلام الأخرى “حقول قتل تكساس” لآمي كنعان مان، “4:44 آخر يوم على الأرض” لآبل فيرارا، “جو القاتل” لوليام فريدكن، و”الحصان الداكن” لتود سولونتز . لكن الاهتمام الكبير سيكون من نصيب المشترك الروسي الوحيد في المسابقة وعنوانه “فاوست” للمبدع ألكسندر زاخاروف الذي جلب للبطولة الممثلة الألمانية هانا شيغولا . ليس فقط لقيمة السينما التي يوفّرها هذا المخرج، بل أيضاً لأن معظم المخرجين الذين تم اختيار أفلامهم لهذه المناسبة من جيل أحدث، مثل البريطانية أندريا أرنولد “مرتفعات وذرينغ” وكريستينا كومنشيني “متى الليلة” وإيمانويل سرياليسي “مشارف الأرض” وستيف مكوين “عار” وكان هذا الأخير شهد نجاحه عبر فيلمه الأول “جوع” الذي عرضه في تظاهرة “نظرة ما” في مهرجان “كان” سنة ،2008 ونال عنه جائزة اتحاد النقاد الدوليين .

سينما بديلة

شروط الكاميرا

من العلامات المتداولة اليوم تصوير الأفلام بكاميرا محمولة باليد، عادة ما هي دجيتال، وتصوير المشاهد بها، غالباً طويلة، وتسمية ذلك بـ “السينما الطبيعية” . وهناك نوعان من هذه السينما، واحدة تنتجها هوليوود في إطار محدد، وأخرى تنتجها سينمات مختلفة . تلك الهوليوودية هي في الغالب أفلام رعب يتوخّى صانعوها بأن يوحوا إلى المشاهد بأن الكاميرا هي عين شاهد كان في الحدث نفسه وصوّر ما نراه . وهذا بدأ سنة 1999 حين خرج فيلم الرعب المشهور “مشروع بليرويتش” . هذا المنتوج لا يمكن تسميته بالسينما المستقلة (أو البديلة) إذ هو يؤمّن قدراً محدوداً من الاستقلالية ذات الشروط الضرورية الثلاث:

الأول: الاستقلال عن الاستديوهات، الثاني: الاستقلال بالمواضيع والشخصيات، والثالث: الاستقلال بالأسلوب ووسيلة التعبير .

أما الثاني فقد اصطلح على اعتباره من علامات وملامح وضروريات السينما المستقلة، وبل واجِهتها الأولى في بعض الأحيان . لكن الحقيقة أن الكاميرا المحمولة لا تحدد “استقلالية” الفيلم المستقل . ولا تعني أن المخرج هو مستقل أو تابع، لأنه وكما سبق أعلاه، هناك أفلام ذات كاميرات محمولة توزّعها شركات توزيع رئيسية وهذا يقتضم من مصداقيّتها واستقلالها .

ما تفرضه الكاميرا المحمولة هو بضعة شروط غير طبيعية على صنعة الفيلم نفسه . المسألة ليست قياساً بفنون أخرى، فالرسم السوريالي أو التجريبي أو المنتمي إلى ما يعرف بـ “البوب آرت” وعلاقته بفن الرسم العام، ليس هو نفسه السينما ذات الكاميرا المحمولة من مطلع الفيلم إلى آخره وعلاقتها بالسينما على نحو عام . كثيرون من المخرجين الذين يعتمدون هذا النوع من التصوير لا يملكون ما يتطلّبه فن صنع الأفلام من شروط . فلكي تصوّر الفيلم بلقطات مدروسة وبأسلوب عمل محترف عليك أن تكون ذا وجهة نظر فنية تدرك معها صياغة الفيلم النهاية حتى قبل أن تباشر التصوير، أولاً، ثم عليك أن تكون ملمّاً بالقواعد السينمائية، تصويراً وتوليفاً . التصوير حسب فن تقطيع المشهد إلى لقطات (طويلة أو قصيرة) والإضاءة وتوظيف الفضاء واختيار الزوايا ومعرفة متى وكيف تبدأ اللقطة وتنهيها وتناغمها مع الحوار وحالات الصمت إن وجدت . بعد ذلك يأتي التوليف، هو الذي يمنح المعنى لكل تلك اللقطات ويصيغ الفيلم الذي سنراه . هل يعلم محبّذو سينما الكاميرا المحمولة كيف يصنعون فيلماً بهذه الشروط؟ أتراهم يهربون من عدم المعرفة إلى قرار يقتضي حمل الكاميرا واللف بها واللهاث معها وتحويل الفيلم إلى مشهد واحد ممطوط يتبع فيها المشاهِد الكاميرا وليس الحدث؟

بعض الأفلام المصنوعة بكاميرا محمولة أفضل من أخرى، لكنك ستجد أن أفضل هذه الأفلام هي التي قام بها مخرجون تداولوا أنواع العمل ولديهم الخبرة التي يستطيعون تطبيقها على أي ظرف يعملون به .

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

07/08/2011

 

 

من أفلام صاحب «سايكو» ومهووسي جمع الكتب والمقتنيات المتعددة

اكتشاف فيلم صامت لهيتشكوك يعود إلى عام 1923

زياد عبدالله 

ما أن يرد ذكر المخرج الإنجليزي ألفريد هيتشكوك، حتى تتصاعد نسبة الإدرينالين، وتبدو الأجواء ملبّدة، وعلى أحد ما أن يكتشف شيئاً ما، وأن يحل ما يبدو عصياً على الحل، ولعل هذه الأسطر التي بدأت بها متأتية من خبر تداولته وسائل الإعلام عن اكتشاف فيلم لهذا المخرج يعود إلى عام 1923 وله أن يكون أول أفلامه، ومع قراءة الخبر تبدو الحمى «الهيتشكوكية» مغرية بالاستسلام لها، وإن كنا دائماً في صدد اخبار مماثلة، كما هي الحال مع فيلم لتشارلي شابلن اكتشف منذ شهر تقريباً، أو حتى قصة الاكشتافات المتوالية التي عشناها مع فيلم فريتز لانغ «ميتروبوليس» ،1927 وقد شاهدنا أكثر ما يمكن تجميعه من نسخته الأصلية في برلين العام الماضي، بعد رحلة طويلة وشاقة في تجميع المقاطع المحذوفة منه كونه تعرض للتقصير والحذف في كل مكان عرض فيه.

قصص اكتشاف أشياء مفقودة تصعد الحس البوليسي، فكيف الحال مع هيتشكوك؟ فأنا وبمجرد قراءة الخبر في جريدة «الغارديان» انتبت بشعور وهمي بأنني في صدد قصة مشوقة، وقد كنت مصراً على هذا الوهم، حتى وإن لم يكن ذلك صحيحاً، وأهمية الخبر الأولى والأخيرة هو الاكتشاف بحد ذاته، والذي يتمثل بفيلم صامت بعنوان «الظل الأبيض»، وله أن يكون أول أفلامه التي يروي فيها قصة أختين توأمين تلعب دورهما بيتي كومبسون، إذ إن الأولى خيّرة بينما الثانية شريرة، ولكم أن تقولوا كم هي مكررة هذه الميلودراما لكن ليس في عام .1923

اكتشف هذا الفيلم في نيوزيلندا في أرشيف الأفلام بنيوزيلندا، وذلك عبر رجل اسمه جاك مورتف كان عارض أفلام وجامعاً لأشياء كثيرة، وقد قام بإرسال مجموعة الشرائط التي لديه عام ،1989 وجاك هذا مهووس بالتجميع: طوابع وعملات وبطاقات، لتكون هذه الأخيرة من أكثر ما قام بتجميعها وتحديداً ما يعرف بـ «بطاقات السجائر» أي تلك البطاقات الصغيرة التي كانت تصدرها شركات السجائر لشخصيات ونجوم سينمائيين ورياضيين، التقليد الذي اتبع منذ عام 1883 في بريطانيا وأميركا، حيث إن البحث عن مهتمين بهذه الهواية سيضعنا أمام نتائج مذهلة على الإنترنت، ويرد في الخبر أن جاك كان يملك واحدة من أكبر مجموعات هذه البطاقات التي كان يزوره أناس كثر مهتمون بذلك من حول العالم.

أمام معالجة نسخة فيلم هيتشكوك والتي تضيء بدايات هذا المخرج، فإن غواية أن يكون الاكتشاف «هيتشكوكيا» مازالت واردة، بدءاً من شخصية من كان يقتني هذا الفيلم وصولاً إلى الأختين التوأمتين اللتين عليهما أن يكون تجسيداً لما على الدكتور جيكل والمستر هايد، وفي تتبع لذلك تصحو أفلام هيتشكوك الأكثر شهرة وفي مقدمها «سايكو»، والخرق الذي تحقق في ذلك الفيلم على صعيد السيناريو أولاً، حيث ليلى (فيرا مايلز) التي نمضي معها في بداية الفيلم بوصفها الشخصية الرئيسة في الفيلم سرعان ما تقتل، ويتحول الفيلم إلى نورمان (أنتوني باركنز) أي القاتل الذي يصبح شخصية الفيلم الرئيسة، وتصبح الأحداث متمركزة حوله وصولاً إلى النهاية، كما لو أن الضحية سلّمت الفيلم إلى قاتلها، وبالتالي انتقلنا من عالم الضحية التي تهرب وقد سرقت مبلغاً من المال إلى عالم نورمان القاتل المضطرب نفسياً.

في فيلم «الظل الأبيض» نحن حيال امر شبيه بـ«سايكو»، حيث هذا الفيلم عائد إلى مقتنيات جاك المتوفى، بيما حفيدته تحدثنا عنه، ونحن لا نعرف إلا خطاً عاماً بسيطاً يتمثل بمسألة التوأم، وإيغالاً أكثر في استعادة أفلام هيتشكوك في استغلال لهذا الخبر يصحو شعور بأننا حيال «نافذة خلفية» 1954 السابق لـ«سايكو» بست سنوات، حيث جيمس ستيورات مصور فوتغرافي رجله مصابة فهو لذلك جالس في بيته لا يستطيع الخروج، وبالنظر من نافذته يقع على جرائم قتل يشهدها البيت المقابل له، إلا أن يكتشف اللغز الذي يتحول إلى كذلك من جراء دهاء ذلك القاتل الذي يخفي كل شيء متعلق بالجريمة التي يشهدها ستيوارت، ونحن كذلك مع فيلم هيتشكوك المكتشف نريد نافذة خلفية للتعرف إلى محتواها، وعادة ما توفرها المهرجانات الكبرى في العالم، بحيث يصبح معروضاً لمن يتوق للتعرف أكثر إلى بدايات هذا المخرج العظيم.

في ملمح قريب من شخصية مكتشف فيلم هيتشكوك جاك مورتف استعيد هنا فيلماً تركياً بعنوان «من 10 حتى 11» للمخرجة بيلين أسمر، تناولت فيه شخصية شبيهة تماماً بمورتف، أي شخصية الذي تتحول حياته إلى هوس في جمع الأشياء، حيث نتعرف إلى رجل عجوز من الطبقة الوسطى تتمركز حياته حول جمع الكتب والمجلات والعملات والطوابع والانتيكات والساعات، لا بل إن التحرك في بيته يجب أن يكون مدروساً كونه يحتوي على أكداس من كل شيء، ولنكتشف أيضاً أن شخصية الفيلم حقيقية وليست إلا الجد الحقيقي للمخرجة، الأمر الذي سيبدو مقنعاً جداً، كوننا سنقع على مقتنيات استثنائية، وبيته الذي يشكل موقع التصوير لن يكون من الوارد أن يكون مؤسساً فقط لتصوير فيلم.

بعيداً عن الخط الدرامي الجميل الذي تخط أسمر لشخصيتها وعلاقته ببواب البناية التي يسكنها، فإن شخصيات جامعي الكتب أو التحف أو أي شيء من هذا القبيل لطالما كانت مثيرة للاهتمام مثلما هو على سبيل المثال القريب جداً: باللبناني عبده مرتضى الحسين، الذي جمع مكتبة شخصية تحتوي على مليون كتاب، والذي نقرأ في أكثر من مكان مناشدة ورثتـه للمؤسسات الثقافية لتولي أمر الحفاظ على هذه المكتبة المدهشة التي تحتوي على مخطوطات نادرة، وصولاً إلى شخصية عجيبة تحضرني الآن أختم بها خارجة من رواية «ليلة الوحي» للأميركي بول أوستر، إذ تكون أي هذه الشخصية مهووسـة بجمـع أدلة الهواتف، بمعنى أن لديه أول دليل هاتف صدر في نيويورك ولغاية تاريخه، وصولاً إلى جمعها من شتى أرجاء العالم، بحيث تكون لديه مكتبة لا شيء فيها إلا أدلة الهواتف.

الإمارات اليوم في

07/08/2011

 

 

مطالبة بتوقيف فيلم كردي عن مساهمين أكراد في عمليات الأنفال

بسار فائق من أربيل:  

بعد نشر خبر أنهاء المخرج الكرديطه كريمي عن فيلمه الوثائقي "أن أجير أبيض" في موقع إيلاف والذي يتحدثعن دور مساهيمن أكراد من الجحوش والمستشارين في عمليات الانفال ضد الشعب الكردي منقبل نظام البعثي في العراق، طالب ناشط في ملف الأنفال بتوقيف هذا الفيلم بتهمة "أنالمخرج يطالب بجائزة نؤبل لأحد المستشارين"، ومدير إعلام الفيلم يرد بأنهم "لميطالبوا بجائزة نؤبل لأحد". وقال الناشط الكردي في ملف الأنفالعلي محمود لموقع إيلاف "في البداية أريد القول بإنني لم أرى فيلم أنا أجيرأبيض، لأنه لم يعرض حتى الأن، ولكن قول أخ المخرج في الخبر الذي نشر في إيلاف، يؤكدبأنه يؤيد المستشار سعيد جاف لكي ينال جائزة نؤبل للسلام"، مضيفا أن الفيلم"تم توقيفه من قبل وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم وتم تشكيل لجنة للتحقيقبشأن هذا الفيلم".

ويتحدث الفيلم عن أحد المستشارينالكرد التابعين للنظام البعثي في العراق بإسم سيعد جاف والذي كان أحد المشاركين فيعمليات الأنفال ضد الشعب الكردي، حيث يطالب بجائزة نؤبل للسلام له وذلك لأنه قد "أنقدالكثير من أبناء شعبه من حملات عمليات الأنفال". وأشار محمود أن سعيد جاف "شاركفي عمليات الأنفال الأولى والثانية ضد شعب الكردي، وفي وقته يتحدث بمدح نفسه في جرائدالبعث بأنه شارك في هذه العمليات، وهناك دعوات قضائية من قبل أهالي المؤنفلين ضده فيالمحكمة العليا، وهذا دليل على أنه متهم بقضية الأنفال"، منوها "هناكحقيقة وهي أن الكثير من المستشارين والجحوش الأكراد أنقدوا بعضا من المقربينوأهالي منطقتهم من الأنفال، ولكنهم متهمون لأرتكابهم هذه الجريمة ضد أخرين، والأنقد هرب بعض من هؤلاء المستشارين".

وذكر "قد يكون بعض من هؤلاءالمستشارين أبرياء، ولكن لا يحق لمخرج أو أي شخص أخر أن يعلن تبرئته، هذا الحق فقطيعود للمحكة، إن كان هؤلاء أبرياء أم لا".

وشهدت مناطق إقليم كردستان في أواخرالثمانينات من القرن الماضي إبان حكم النظام السابق، حملات سميت بالأنفال، أدت إلىمقتل آلاف الكرد دفن أغلبهم في مقابر جماعية بمناطق متفرقة من العراق.

وبحسب إحصائيات حكومة إقليم كردستان فانأكثر من 182 ألف شخص كانوا من ضحايا تلك العمليات.

من جانبه قال مدير إعلام فيلم"أنا اجير أبيض" هاوري كريمي لأيلاف إن فيلم طه كريمي "لم يتمتوقيفه، لأنه أنتاج خاص وليس من أنتاج وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم"،مضيفا أن المخرج "لم يطالب بأي شكل من الأشكال بجائزة نؤبل للسلام لأحد، ويرىبأن المحكمة والقانون هما االلتان بأمكانهم أن يحكما بهذا الشأن". وأفاد أن في الفيلم "لم يعتمدفقط على أراء سعيد جاف، بل هناك أراء لاناس من منطقة كرميان في كردستان حول هذاالموضوع، هم يرون أن كل مستشار يجب أن يحاكم لأنهم شاركوا في عملياتالأنفال"، مشيرا أن وزارة الثقافة والشباب "طالبت بالتحقيق في الفيلم وأعربالمخرج عن أستعداده لذلك وليس هناك أية مشكلة". وذكر أن علي محمود "لم يرىحتى الأن الفيلم ولا يعرف عن ماذا يتحدث وما هي قصتها، النقد لا يجب أن يكون بهذاالشكل، إذا لم يرى الفيلم كيف بأمكانه أنتقاده".

يذكر أن بعد نشر الخبر، وجه علي محمود برسالة مفتوحة عن طريق صحف كرديةمحلية لكل من وزارة الثقافة والشباب ووزارة الشهداء في حكومة إقليم كردستان،لتوقيف فليم "أنا اجير ابيض"، وردا على ذلك أعلن وزارة الثقافة والشباببأنهم شكلوا لجنة للتحقيق بشأن هذا الفيلم.    وقال المخرج الكردي طه كريميمن كردستان ايران والذي يعيش الأن في إقليم كردستان العراق في تصريح سابق لإيلاف عنفيلمه أنا أجير أبيض "يزود هذا الفيلم الوثائقي المشاهد بعلومات عن عملياتالأنفال الذي ارتكبت بحق الشعب الكردي ودور الجحوش والمستشارين الكرد التابعين لنظامصدام حسين في هذه العمليات"، مضيفا أن الفيلم "من بطولة سعيد جاف الذيكان في وقته مستشار فوج في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، والذي يطالب بأن يكرمبجائزة نوبل للسلام لأنه أنقد الالااف من الأكرد الأبرياء من عملياتالأنفال". وأشار "يحاول هذا الفيلم أن ينظر إلى موضوعالفيلم بالعين الثالثة، مع أن هناك العديد من الناس يؤيدون سعيد جاف والبعضالأخرون يطالبون بمحاكمة كل من شارك في عمليات الأنفال وخاصة الجحوشو المستشارين"، منوها أن فيلم "مدته66 دقيقة، صور بنظام HD وأنتج بالتعاون مع دائرة السينمافي مدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان العراق".

وصور الفيلم من قبل المصور سركيومسكري، أما المصمم والتشكيلي سيوان سعيديان شارك في الفيلم كمساعد مخرج، ونفد ارشرصافي عمل المونتاج وعلي وفايي عمل الصوت.

 مخرج الفلم طه كريمي من مواليد1976 مدينة بانه بكردستان ايران، ويعد "مرابع قنديل" أول فيلم طويل له،والذي شارك به في عدد من المهرجانات العالمية، ونال جوائز وشهادات تقديرية، منهاجائزة أحسن سيناريو في الدورة الـ15 لمهرجان أورينس الاسباني في عام 2010. وكريمي بدأ كقاص قبل أن يدخل عالمالسينما، ونال في عام 2004 شهادة البكالوريوس في جامعة طهران بقسم الآداب، وأخرجاربعة أفلام قصيرة: "العاصفة"، "حدود الحياة"، "رقصاللؤلؤة" و"المرابع البيضاء"، الى جانب الفلم الوثائقي "النفطسرطان مدينتي".

Pasar82@yahoo.com

إيلاف في

07/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)