حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أكَّدت عدم معرفتها بمصير الجماعة 2

يسرا اللوزي: لا أتحمَّل مشاهدة الست كوم ولا أتحمَّل نوعيَّة التَّمثيل فيه

أحمد عدلي من القاهرة

في حوارٍ خاصٍّ مع "إيلاف"، تحدَّثت الفنانة، يسرا اللوزي، عن مشاركتها في فيلمي "المركب" و"إذاعة حب"، كما تحدَّثت عن مشاركتها في فيلم "ساعة ونصف"، وعبَّرت عن رأيها في الأوضاع السِّياسيَّة في مصر بعد الثَّورة.

القاهرة: قالت الفنانة المصرية الشابة، يسرا اللوزي، انها لا تعرف مصير الجزء الثاني من "الجماعة"، ولم تتفق على المشاركة فيه، مشيرة الى ان فريق العمل أخبرها قبل التوقيع على الجزء الأول أن هناك جزء ثان سينتهي الكاتب وحيد حامد من كتابته خلال 4 أو 5 أعوام.

وتحدثت يسرا في حوار مع "إيلاف" عن فيلمي "المركب" و"إذاعة حب" اللذين طرحا خلال موسم الصيف، كما تحدثت عن مشاركتها في فيلم "قطار الصعيد"، الذي يتم تصويره راهنا.

·         كيف جاءت مشاركتك في فيلم "المركب"؟

من خلال المخرج عثمان ابولبن، حيث رشحني للعمل ضمن فريق العمل خلال التحضير للفيلم، وتحمست لفكرته لأني وجدتها مختلفة وأعجبت بالدور.

·         لكنك تحدثت في لقاء سابق لك مع إذاعة "إف إم" عن رغبتك في تقديم دور فرح يوسف في الفيلم؟

عندما قرأت سيناريو الفيلم كان الأمر يبدو مختلفا، لاسيما وان دور فرح فيه مساحة مختلفة من التمثيل لم اقترب إليها من قبل، لكن المخرج اقنعني بالدور وقدمته من دون مشاكل.

·         مشهد نهاية شخصية يارا في الفيلم، اعتبر مفاجئة للجميع؟

على العكس، أرى ان المشهد منطقي للغاية نظرا لطبيعة العلاقة المعقدة بين الام والابنة، فالام لا تهتم بابنتها ودائما منشغلة عنها، والابنة تشعر انها اخر اهتمامات والدتها لذا كانت تتوقع ان لا تراها عندما تصل الى الشاطئ، وضرب الام لابنتها جاء من قبيل حبها لها وخوفها عليها.

·         المشهد امتلأ بالمشاعر المتنافضة، كيف تحضرت له؟

منذ بداية توقيع العقد مع الشركة المنتجة، انا والفنانة رغدة نحمل هم يوم تصوير هذا المشهد، لأنه يحتاج الى أداء شديد الحساسية وان يكون كل رد فعل في توقيته المناسب، إضافة الى مناسبته لحركة الكاميرا.

·         مشهد غرق "المركب" اعتبره البعض تقليدا لفيلم "تيتانك"؟

"تضحك"، الأمر ليس له علاقة بالفيلم، ولكن متربط بالفيزياء، لان طرق الغرق معروفة، فضلا عن ان تيتانك ليس الفيلم الوحيد الذي تغرق فيه مركب.

·         طرح لك فيلم "إذاعة حب" أيضا في موسم الصيف، الي اي مدى اضرك ذلك؟

لم يضرنى، على العكس ارى انه افادني لأن طبيعة الفيلمين مختلفين وكذلك أدواري فيهما، انتهيت من تصوير فيلم "إذاعة حب" قبل بداية فيلم "المركب"، وكان من المقرر ان يطرح في أجازة منتصف العام لكنه تأجل بسبب ظروف الثورة ومن ثم قررت الشركة المنتجة طرحه في موسم الصيف، أما بالنسبة لفيلم "المركب" فكنا نقوم بتصويره في الشتاء من أجل اللحاق بالموسم الصيفي، نظرا لأن أحداثه مناسبة للغاية في هذه التوقيت لأنها مرتبطة بالبحر.

·         حدثينا عن دورك في فيلم "قطار الصعيد" الذي تقوم بتصويره في الوقت الحالي؟

تدور أحداث الفيلم داخل قطار الصعيد وهو يرمز إلى قطار العياط الشهير، ويتحدث عن المواطنين الموجودين في القطار وقصة كل منهم، أجسد في الفيلم دور الدكتورة سناء وهي سيدة محجبة متزوجة من ابن عمها والذي يقوم بدوره فتحي عبد الوهاب ويكبرها في السن، وهي من أصول صعيدية وتسافر في القطار منذ 7 سنوات.

·         كيف تحضرت للشخصية بالنسبة للهجة والحجاب؟

بالنسبة للحجاب فهي المرة الثانية التي اقدم فيها دور فتاة محجبة بعد فيلم "بالالوان الطبيعية"، وهو ضروري لشخصية الدكتورة سناء لأنها من مجتمع صعيدي، وبالتالي حتى وإن كانت غير محجبة فلابد ان تكون متحمشة بحكم طبيعة البيئة التي نشأت فيها والمجتمع الذي تتعامل بداخله.

أما بالنسبة للهجة فاتفقت من البداية مع الجهة المنتجة على توفير مصحح لغوي، وتم استقدام المصحح حسن القناوي وهو من الشخصيات الناجحة جدا في هذا المجال، وقام بالمشاركة في عدة اعمال صعيدية من قبل، وجلسنا فترات طويلة من أجل اتقان اللهجة، اضافة الى سرده للعديد من القصص الحقيقية لاقاربه مما يساعدني في استحضار الشخصية ومعرفة كيف يفكر هؤلاء الناس، لاسيما وان اللغة الصعيدية ليست صعبة ولكن الأهم هو ضبط الايقاع الموسيقي للجملة حتى لا تظهر مصطنعة.

·     شاركت قبل الثورة في مسلسل "الجماعة" الذي تناول قصة حياة الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين، وتعد الجماعة في الوقت الحالي عملا دراميا اخر، فهل تتوقعين اختلاف المعالجة عن النظرة الى الجماعة قبل وبعد الثورة؟

بالتأكيد لا، لأن تاريخ جماعة الأخوان المسلمين كما هو قبل الثورة وبعدها، ولكن ما قدمناه في مسلسل الجماعة هو التاريخ بوجهة نظر الكاتب وحيد حامد، وبالنسبة لي كنت معجبة بدوري واتمنى العمل مع المخرج محمد ياسين لذا وافقت على العمل، أما العمل الجديد بالتأكيد سيكون من وجهة نظر الأخوان وطريقة تنفيذه لن تتأثر بالثورة، لأن هناك مليون كتاب مثلا يتحدثون عن الحرب العالمية الأولى، كل كتاب يعبر عن وجهة نظر مؤلفه وهو نفس ما حدث مع مسلسل "الجماعة"، فهو رؤية الكاتب وحيد حامد.

·         ماذا عن الجزء الثاني من المسلسل؟

لا اعرف مصير الجزء الثاني من العمل، عندما قدم لي السيناريو قيل ان هناك جزء ثان ولكن كتابته ستستغرق ما بين 4 او 5 أعوام، وحتى الان لا اعرف عنه اي شئ ولم يتحدث معي أحد في الجزء الثاني، ربما لن يكون هناك دور لي او تتم الاستعانة بممثلين جدد.

وعندما اتفقت على المشاركة في مسلسل "لحظات حرجة" وقعت على عقد الموسم الثاني والثالث لأنني اظهر في نهاية حلقات الموسم الثاني، وبالتالي لابد ان استكمل دوري في الموسم الثالث، لكن في مسلسل "الجماعة" لم توقع اي عقود للجزء الثاني.

·     على الرغم من قلة الأعمال الدرامية في رمضان الحالي، إلا أنك تلقيت عروضا بالتأكيد للمشاركة فيها، لماذا لم تتحمسي لأي منهم؟

قدم لي سيناريو مسلسل "دوران شبرا" ولكن توقيت بداية تصوير المسلسل لم يكن مناسبا لي، لإنشغالي بتصوير فيلم "المركب" حيث كان فريق العمل يريد ان يبدأ التصوير في شهر ديسمبر حتى يعرض خلال شهر مايو، وتصادف ذلك مع وجودي في العين السخنة لتصوير دوري في الفيلم، واعتذرت لأنني لن اتمكن من تصوير العملين في نفس الوقت، وفوجئت بعد ذلك بالصحافة تكتب انهم اختلفوا معي على الأجر وأنني طلبت مبلغ مليون ونصف المليون جنيه، وكل هذا كلام غير صحيح ولا اعرف مصدره لأنني اعتذرت بسبب تعارض مواعيد التصوير ليس اكثر، والم التق المنتج كي نتحدث في الأجر.

·         متى يمكن ان نرى عملا مكتوبا خصيصا لتقوم ببطولته يسرا اللوزي؟

لا اعرف ما إذ كان تفصيل العمل ميزة ام عيب، لكن الأمر حدث بالفعل في عملين، في مسلسل "خاص جدا" مع الفنانة يسرا، حيث كنت اقوم بتصوير دوري في فيلم "بالالوان الطبيعية"، والتقيت السيناريست تامر حبيب حيث كان له مشهدا في الفيلم، وأخبرني انه يقوم بكتابة عمل درامي وانتهى من 5 حلقات منه فقط ويراني في شخصية وأكد لي انه يكتبها لكي اقدمها، كذلك الأمر بالنسبة لفيلم المركب.

·     تشاركين في مسلسل "لحظات حرجة" من نهاية الموسم الثاني، الا تخافين من رد فعل الجمهور خصوصًا وان غالبية مشاهد المستشفى تدور في ديكور واحد؟

المسلسل ينتمي الى نوعية دراما المستشفيات وهي دراما موجودة في العالم كله وليس في مصر فقط، مثل دراما السيت الكوم التي لا اشاهدها، فهي دراما موجودة في الخارج ايضا.

·         لماذا لا تشاهدي الست كوم؟

لا اتحمل مشاهدتها، اكبر مدة شاهدتها امام مسلسل ست كوم كانت 5 دقائق فحسب، لاني اشعر انها ليست مكتوبة بطريقة جيدة، كما اني لا احب نوعية التمثيل الموجودة فيها.

·         شاركت في الثورة المصرية من البداية، هل كنت تتوقعين ان يصل الامر الى الوضع الذي بات موجودا الان؟

بالتأكيد لا، عندما خرجنا الى ميدان التحرير من أجل إسقاط النظام كان هناك هدف واحد يجمعنا ولم يكن أحد يفكر فيما سيحدث بعد ذلك.

·         هل تخشين من صعود التيار الديني؟

لا اخاف من اي شخص او تيار، اكثر ما يضايقني ان المصريين لا يزالون يصدقون الإعلام المصري، صحيح ان الإنسان لا يتعلم من التاريخ وهذه حقيقة معروفة بالفعل، لكن الإعلام عاد ليمارس الأكاذيب مرة أخرى من خلال اتهامات التخوين التي بدأ في إطلاقها.

والحل يكون في مجلس رئاسي مدني مكون من شخصيات مشهود لها بالكفاءة وهذا امر ليس صعبا وكان مقترحا من ايام الثورة، لأن الجيش صمت أثناء اعتداء البلطجية على الثوار في ميدان التحرير في موقعة الجمل وصمت ايضا خلال موقعة العباسية، وهناك مدنين يحاكموا أمام القضاء العسكري ويعذبون من قبل الجيش ولدي اصدقاء حدث ذلك معهم، في الوقت الذي يحدث فيه تباطئ بمحاكمات رموز النظام السابق.

·         الا تفكرين في الامومة؟

اعتقد ان الامر لا يزال مبكرا، لأني لا زالت اريد ان استمتع بحياتي مع زوجي، اضافة الى اننا لازالنا في بداية الطريق، ونتعرف على بعض اكثر، لذا اعتقد ان التوقيت المناسب لطفلي الاول لن يكون إلا بعد 4 سنوات او 5 من الزواج، لان في جيلي اصبحت نسبة الطلاق مرتفعة مما خلق جيلا كاملا من الاطفال يعيشون إما مع الاب او الام فحسب.

إيلاف في

04/08/2011

 

يسرا اللوزي:

وسائل الإعلام تهتمّ بالنجوم وتتجاهل الشباب

كتب: القاهرة - هيثم عسران

منذ أطلق موهبتها الراحل يوسف شاهين وهي لا ترضى إلا بالتميّز والنجاح في أعمالها، إنها الفنانة الشابة يسرا اللوزي التي أكّدت موهبتها عبر اختيارات انتصرت فيها لإحساسها الخاص، فمنحتها حضوراً لافتاً وسط بنات جيلها.

عن فيلمَي «المركب» و{إذاعة حب» أحدث أعمالها السينمائية، كان اللقاء التالي معها.

·         بعد تحمّلك مسؤولية البطولة النسائية في عدد من الأعمال، لماذا عدت الى تقديم البطولة الجماعية في فيلم «المركب»؟

بداية أنا ضد تصنيف الأفلام عموماً بجماعية أو شبابية، لأن أي فيلم يجب أن يقيَّم بمضمونه وليس بأبطاله، لذا هذا التصنيف ظالم لأي عمل، إضافة الى ما تعانيه صناعة السينما من اضطهاد سواء في توزيع الأفلام أو تكلفتها الإنتاجية.

المشكلة أن وسائل الإعلام تتعامل مع النجوم فحسب ولا تتذكّر الممثلين المبتدئين متجاهلة أنهم نجوم المستقبل ومن يرفض ظهورهم اليوم سيطاردهم غداً، ومن دون هؤلاء لن ينجح العمل الفني لأن لا أحد يمثِّل بمفرده مهما كانت قدراته.

·         هل تتعامل جهات الإنتاج وفقاً لهذا المنطق؟

حتى الآن، لم أتمكّن من فهم عقلية المنتجين وكيفية إدارتهم العملية الإنتاجية أو طريقتهم في اختيار النجوم للأعمال. بالنسبة إلي، لا أوافق على دور إلا إذا كنت مقتنعة به، وبأنه سيضيف الى رصيدي الفني.

·         صرّحت سابقاً بأنك كنت تتمنين تقديم الدور الذي أدته فرح يوسف في «المركب»، فهل هذا صحيح؟

عندما قرأت سيناريو الفيلم وجدت أن لدور فرح فيه مساحة تمثيل مختلفة من حيث الصوت العالي والشخصية القوية، وهي أمور لم يسبق أن قدّمتها في الشخصيات التي جسّدتها، على رغم أن مساحة دوري أكبر وتغري أي ممثل كون الشخصية هادئة وانفعالاتها تنعكس على وجهها طوال أحداث الفيلم، الأمر الذي يتطلّب مجهوداً كبيراً وقدرة على ترجمة هذه الانفعالات. عندما تناقشت مع المخرج عثمان أبو لبن اقتنعت بوجهة نظره، وبأن دوري هو الأنسب لي.

·         انتقد البعض محاولات يارا، التي أدّت دورها ريم هلال، خلع الحجاب، ألا ترين أن هذه المشاهد كانت غير مقنعة؟

في «المركب» نقدّم أدواراً لفتيات جامعيات بالتالي من الطبيعي في هذه المرحلة أن يمررن بتحوّلات متعدّدة، فمثلاً قد تدخل الفتاة الى الجامعة وهي محجبة ثم تتخرّج فيها من دون حجاب والعكس صحيح، ما يعني أن توجّهات الشباب ووجهات نظرهم في تلك المرحلة تكون متأرجحة بعض الشيء، يضاف إلى ذلك أن ريم هلال جسدت في الفيلم شخصية فتاة محجبة اضطرارياً بسبب الظروف الاجتماعية والأسرية والضغوط عليها، وليس عن اقتناع.

·         يتضمّن الفيلم مشاهد صعبة، فأيّ منها كان الأصعب بالنسبة إليك؟

مشاهد البحر كانت كلّها صعبة، لأنها صُوِّرت في شهر ديسمبر الماضي حيث كانت هناك نوة بحرية تؤدي إلى اهتزاز المركب بطريقة مرعبة، بالإضافة إلى تصوير عدد من المشاهد كانت ملابسنا فيها مبلّلة وكان يستغرق تصويرها أكثر من خمس ساعات، ما أصابنا بالإنفلونزا وأشعرنا بالتجمّد في أحيان كثيرة. كذلك كان المشهد الأخير في الفيلم صعباً للغاية وقد جلست كثيراً مع الفنانة رغدة حتى وصلنا إلى الصيغة التي نُفِّذ بها خصوصاً أنه اعتمد على تعابير الوجه.

·         هل ترين أن توقيت عرض «المركب» مناسب في موسم الصيف على رغم اختلاف مضمونه عن نوعية الأفلام المعروضة؟

توقيت العرض أمر يخصّ الشركة المنتجة للفيلم، لكن من البداية كان مقرّراً أن يُعرض في الصيف لأن أحداثه تدور في البحر، وبالتالي سيكون الجمهور مهيأً لمشاهدته في هذا الموسم وليس في أي وقت آخر. لم أشاهد كل الأفلام التي عُرضت في توقيت عرض «المركب» نفسه، لكنني أثق بأن الفيلم يحمل اختلافاً حقيقياً في المضمون، ما يصبّ في صالح السينما والجمهور.

·         طُرح لك أيضاً فيلم «إذاعة حب» في التوقيت نفسه، هل أثّر ذلك عليك سلباً؟

توقيت العرض قرّرته الشركة المنتجة ولم أتدخّل فيه. انتهيت من تصوير «إذاعة حب» قبل البدء بتصوير «المركب» وكان من المفترض أن يُعرض في 2 فبراير الماضي الذي صادف موقعة الجمل الشهيرة خلال الثورة المصرية، ما دفع الشركة المنتجة آنذاك إلى تأجيله وطرحه في موسم الصيف.

بالنسبة إلي، لم يؤثر هذا الأمر عليّ لأن الجمهور شاهدني في عملين لكلّ منهما طبيعة مختلفة.

·         ماذا عن جديدك؟

انتهيت من تصوير دوري في الجزء الثاني من مسلسل «لحظات حرجة»، حيث أظهر في نهاية الحلقات ضمن فريق من الأطباء يدخل إلى المستشفى الذي تدور فيه الأحداث، وسنواصل تصوير الجزء الثالث بعد انتهاء شهر رمضان.

الجريدة الكويتية في

04/08/2011

 

بعد رفع الحظر عن الجماعات الإسلاميَّة…

هل تنتشر السينما المحافظة؟

كتب: رولا عسران 

تقف السينما المصرية راهناً عند مفترق طرق مع رفع الحظر عن الجماعات الإسلامية في مصر، ما أتاح لها حرية العمل والحركة والمشاركة في أنشطة الحياة التي تعتبر السينما أحد عناصرها الأساسية.

أعلن «الإخوان المسلمون» أنهم سيخوضون تجربة الإنتاج السينمائي بالشروط التي تتّفق مع تعاليم الدين الإسلامي، فيما توجَّه وفد من السينمائيين المصريين إلى إيران، على رأسهم المخرج محمد خان والسيناريست بشير الديك، لإعادة العلاقات وتبادل الخبرات في ما يتعلق بصناعة السينما، والاستفادة من الشكل الذي تقدّمه إيران، أي سينما خالية من مشاهد مثيرة، وقادرة على الوصول إلى العالمية والمنافسة في المهرجانات الدولية، في آن، ما قد يؤسس لعهد جديد تسيطر عليه «السينما الإسلامية» إذا صحّ التعبير، لا سيما أن السينما الإيرانية تعدّ نموذجاً جيداً لهذا التوصيف، سواء ما يُنتج من أفلام تتناول قصص الأنبياء، أو تلك التي تتمحور حول دراما ملتزمة بمعايير واضحة لا تحيد عنها، ومتوافقة مع فكرة السينما المحافظة.

تجربة غير كافية

لن يكون إنتاج الأفلام الدينية وحدها كافياً بالطبع ولن يرضي وحده ذوق المشاهد المصري، وتنفيذ التجربة الإيرانية بحذافيرها في مصر غير وارد بسبب الاختلافات والقيود الإضافية التي يقرّها علماء السنة المسلمون، في مقدّمها عدم ظهور الأنبياء والصحابة، كما حدث مع فيلم «الرسالة» للمخرج مصطفى العقاد، الذي منع من العرض في مصر فترة طويلة، لكن هذا لا يمنع من الاستفادة من السينما الإيرانية في جوانب أخرى، وهو الخيط الذي التقطته جماعة «الإخوان المسلمين» التي أعلنت بعد ثورة يناير اتجاهها إلى تأسيس شركة إنتاج سينمائي، وستتعاون مع شركات إنتاج أخرى ما دامت ملتزمة بالمعايير التي تتقيد بها الجماعة في ما يتعلق بالفن عموماً، وأقرب الأمثلة على ذلك الفيلم الذي أعلنت الجماعة نيّتها إنتاجه ويتناول حياة مؤسسها الإمام حسن البنا عبر شركة «المها» الكويتية، التي أنتجت مسلسلات درامية تتناول شخصيات إسلامية مؤثرة مثل خالد بن الوليد، والحسن والحسين…

يُذكر أنه سبق أن طرحت فكرة مشروع إنتاج عمل فني يخضع للمعايير الإسلامية، من وجهة نظر الجماعة، لكن النظام المصري السابق حال دون تنفيذه.

يفيد محسن راضي، المنسّق العام لمشروع إنتاج الفيلم والقيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، بأن إنتاج عمل عن الإمام البنا تأخر بسبب التضييق الأمني والعراقيل التي وضعها النظام السابق، مضيفاً أن ثورة يناير فتحت الباب ورفعت الحظر عن إنتاج هذه النوعية من الفنون.

من جهته، يرى الممثل أحمد عيد أن دخول «جماعة الإخوان» إلى سوق الإنتاج السينمائي هو خطوة إيجابية، مؤكداً «أن الأفلام التي ستنتجها تخلو من مشاهد مثيرة، وهذا ما أرغبه بشدة، وتنفي ما أشيع في الفترة السابقة عن تحريمها للفن».

نجوم ونقابات

تواكبت هذه التداعيات التي تشهدها الساحة السينمائية مع إعلان نجوم السينما المعتزلين رغبتهم في العودة إلى الوسط الفني، ما يعدّ عاملاً مهماً في السيطرة على شكل محدد للسينما في الفترة المقبلة، أبرزهم: محسن محيي الدين الذي أوضح أخيراً أنه لم يبتعد عن الفن بشكل كامل، بل أخرج برامج دينية وقدّمها، كذلك أخرج أفلام رسوم متحركة ذات طابع إسلامي للأطفال، وسيعود إلى الإخراج السينمائي وفقاً لشروط وضوابط تتوافق مع الدين الإسلامي، بحسب تعبيره.

شارك محسن سابقاً في بطولة فيلم «خيط رفيع»، إنتاج مركز الفنون الإسلامية، ويُروَّج له على أنه بداية للسينما الإسلامية التي يتفق البعض أو يختلف حول جودتها الفنية ومراعاتها العناصر التي تقوم عليها السينما عموماً، بالإضافة إلى نيّته تأسيس مؤسسة سينمائية لتقديم أفلام محافظة تناسب الشرع.

لم تبتعد النقابات الفنية المصرية عن هذا الاتجاه، فانتخاب الممثل أشرف عبد الغفور بإجماع يدلّ، إلى حدّ ما، على اتجاه البعض ورغبته في هذا النوع من السينما المحافظة، خصوصاً أن عبد الغفور معروف عنه في الفترة الأخيرة ابتعاده عن السينما، وحصر أعماله في المسلسلات الدينية أو المسرح، ما يفسّر رفضه أعمالاً كثيرة تنتجها السينما المصرية.

كذلك شهدت الانتخابات عودة كثيرين إلى النقابة للإدلاء بأصواتهم ومنهم محسن محيي الدين نفسه الذي اتهم النظام السابق بتشويه الفن والإسفاف وغياب دوره الرئيس في الارتقاء بذوق الجمهور العام.

كذلك لم يبتعد الممثل محمد صبحي عن هذه الروح، إذ رحّب بظهور سينما ذات معايير خاصة لأنها ستساهم في إنتاج أفلام نظيفة، لا سيما أن الفن في الأساس ضد الانحلال، «لذلك يجب مواجهة السينما المسفّة التي نرى بعض نماذجها راهناً بأفلام تعيد الذوق والأخلاق إلى الجمهور»، إلا أن أشرف عبد الغفور أكد أنه لا ينوي السير في اتجاه بعينه بل سيعمل على إعادة الروح إلى النقابة بعيداً عن اتجاهات محدّدة.

ما سيشهده سوق السينما في الفترة المقبلة سيحدّد بشكل قاطع معالم الفترة المقبلة، فمع قرارات الرقابة المصرية رفع المحظورات السابقة والتعامل بمعايير جديدة يتساوى أمامها الجميع، هل يسود هذا النوع من السينما، وينافس الأنواع الأخرى من الأفلام؟ الإجابة رهن بالأيام المقبلة.

الجريدة الكويتية في

04/08/2011

 

النصف الأول من سينما مصر 2011 (1 ـ 2)

كتب: محمد بدر الدين 

مع انتهاء موسم الصيف السينمائي، وإن كنا في ذروة الصيف، مع حلول شهر رمضان الكريم، يمكن إلقاء نظرة عامة على سينما هذا الموسم.

الطريف أن سينما النصف الأول من 2011، هي ذاتها سينما الصيف، لتوقّف العروض خلال الأشهر الأولى من العام باندلاع ثورة الشباب والشعب الكبرى في 25 يناير، لذلك نحن إزاء أقصر موسم صيف سينمائي، وأقلّ عروض تخللت نصف عام في الوقت نفسه.

المفارقة أيضاً، أنه، على رغم قلّة الأفلام وقصر الموسم، إلا أننا رأينا كل ما تحفل به عروض مواسم السينما المصرية من مستويات مختلفة:

فيلم ينتمي إلى السينما الخالصة، أو السينما كفن رفيع يبحث عن ذوق رفيع أو عن جدّية المشاهدة على غرار «حاوي» لفنان السينما إبراهيم البطوط.

أفلام متوسّطة القيمة الفنية، وإن كانت لا تخلو من لمحات اجتهاد أو لحظات طموح ولو في عنصر من عناصر الفيلم على غرار: «الفاجومي» إخراج عصام الشماع، و{صرخة نملة» إخراج سامح عبد العزيز.

تلي هذا المستوى أفلام لا تقدِّم نفسها باعتبار أنها تتناول أفكاراً عميقة أو مواضيع كبرى، وأهم ميزة تُحسب لها، في رأينا، خلوّها من أي إسفاف، وقد حقّقت تسلية أو جذباً لكن من دون إشباع درامي وفني واضح على غرار: «إذاعة حب» و{المركب».

في قاع هذه المجموعات، أو المستويات، أفلام دون المستوى وغير جديرة بأدنى اهتمام، والغريب أن أحدها وهو «سامي أوكسيد الكربون» حقّق أعلى إيرادات في هذا الموسم ـ والعام ـ والبطولة لهاني رمزي، أحد نجوم الكوميديا منذ مرحلة استئثار موجة الفكاهة الخفيفة بسوق السينما المصرية ومقدراتها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

أما الأفلام التي لم تحقّق إيرادات تُذكر وخلت من دراية فنية أو حتى حرفية فيمثّلها فيلما «فوكك مني» و{الفيل في المنديل»، والأخير ساهمت في الإعراض عنه، إلى جانب ضعفه الشديد، المقاطعة التي تمت الدعوة إليها والاستجابة لها كونه تأليف وبطولة الممثل طلعت زكريا، الذي تحدث عن الثورة والثوار منذ أول أيام ثورة 25 يناير ليس بلهجة الاختلاف فحسب، بل بأقصى وأحطّ مستوى من الأوصاف والسباب، فكان من الطبيعي أن يوضع في مقدّمة ما عُرف بالقوائم السوداء التي ترصد أعداء الثورة الذين أذوا أبناءها.

لكن نحسب أنه، حتى بعيداً عن هذا الموقف المتّصل بالسياسة، كان الفيلم سيفشل فشلاً ذريعاً، لأنه، كما خاصم زكريا الثورة وفجر في خصومته، فإن فيلمه خاصم الفن، أيضاً، ومضى بعيداً عن كل ما يتعلّق به وتمادى في ابتعاده.

أما الفيلم المهزلة الآخر «فوكك مني» فهو لمخرج يُدعى أحمد عويس وكاتب اسمه مصطفى السبكي، عن وزير (حسن مصطفى) يضغط على ابنه (أحمد عزمي) ليتخصّص في العلوم السياسية ليعينه عند زميله وصديقه وزير الخارجية، وألا يتزوّج من فتاة تنتمي إلى طبقة أقلّ، أما الموضوع الذي يستغرق أحداثاً وأغنيات كاملة (كلمات إسلام خليل) فهو العجز الجنسي الذي ينكشف عند زواج اثنين من خدم وحشم الوزير (المغني ريكو ـ الراقصة دينا)، فيقدّم الفيلم، بمناسبة عجز الزوج، كمّاً من الابتذال وصنوف الإسفاف التي من المذهل أن تجتمع كلّها في فيلم واحد! وأهمية هذا الفيلم الوحيدة ـ إن كانت ثمة أهمية ـ أنه أسوأ أفلام الموسم بلا منازع.

هكذا تباينت المستويات، من سينما رفيعة (حاوي)، إلى أخرى وضيعة (الفيل في المنديل ـ فوكك مني)، مروراً بسينما متواضعة أو أفلام بين المنزلتين… وهي مستويات يمكن التوقّف أمامها وقفة أخرى وإن جاءت في موسم سينمائي قصير، بل لعلّه أقصر مواسم السينما المصرية.

الجريدة الكويتية في

04/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)